رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام الفصل الرابع 4 – بقلم روز

رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام – الفصل الرابع

بارت 4

بسيارة ثامر ، ماكان اقل عصبيه من ابوها ونفسه الحين يقتلها على الورطه اللي حطته فيها.
ناظر لها وقال بصوت مرعب : وش استفدتي يالحقيره ، وش استفدتي
رهف بصراخ : لاتعلي صوتك ، استفدت اني ماراح اكمل حياتي تحت حكم رجل ، لاتحسبني ندمانه على اللي صار لأبوي ، عمري ماراح اندم ، هو باعني برخيص وانا ابيعه بتراب
ثامر صدمه ورا صدمه ” في بنت تقول عن ابوها كذا ”
وقف سيارته وقال بحده : انزلي ، بسرعه
رهف برعب : وين اروح
ثامر : تصرفي ، انا سويت اللي علي وانقذتك منه !

 

 

ثامر : تصرفي ، انا سويت اللي علي وانقذتك منه ، مالي شغل فيك ، اتصلي على اي احد ، ولا تدرين اتصلي على اخوك النجس اللي عنده كل الناس حشرات ، خليه يشوف اخته وش تسوي !
رهف بسرعه وبدون تفكير : تزوجني !
ثامر خلاص نقطه ويكفر فيها : بتنزلين ولا اعرف شغلي معاك
رهف : تزوجنـي ، عشان محد يقدر يتهمنا بشي
ثامر نزل من السياره وفتح بابها ونزلها بقوه وصرخت من الألم دفها ع الطريق بكل حيله وقال بحده : هالألعاب الوسخه ماتمشي علي ، روحي دوري لك مجنون ورخيص مثلك يستر عليك
رهف قامت وقالت بضعف : اي العاب ؟ انا كل اللي بغيته اطلع من جحيم ابوي والزواج الغبي ، وترا انا مو ميته عليك عشان تتزوجني ، ومافيني عيب عشان تستر علي ، لكن الناس صورتنا ، وصورتك وصورت سيارتك والشرطه بتلقانا ، وبتتضاعف علينا المصايب ، ادري اني حقيره دبستك بكل المشاكل ذي لكن .. كان لازم ادافع عن نفسي بأي شكل
كلامها كان بمثابة صفعه لـ ثامر ، كل هالعواقب صارت عليه لذنب مو ذنبه ، كان جاي ياخذ بوكه بكل سلام ، ويصير له كل هذا !
اتصل جواله وشاف الرقم اللي كانوا يكلمونه سميه ورهف منه ، قال بهدوء : رقمك !
رهف سحبته منه وردت بسرعه : سميه ؟
سميه معصبه : الله ياخذك ياوجه المصايب رحنا فيها ، ابوي بالعنايه
شهقت بصدمه : وربي كنت ابي محمد يشوف بس ، ماتوقعت ابوي بيجي معاه ، عساه للموت
سميه : وينك الحين ؟ ارجعي للبيت قبل تلاحظ امي وامك ، بسرعه
رهف برجفه : شلون ارجع للبيت وسعد موجود اخاف يقول له محمد ، لا مابي ارجع
سميه : محمد انا اتفاهم معاه هذا هو عندي ، بس ارجعي للبيت على مانلقى حل
ثامر سحب جواله وقال بحده وبعد تفكير : برجعك لبيتك ، وبجي بكرا املك عليك
رهف : ليش التاخير اخاف يمسكونك الشرطه
ثامر بحقد : شوفي كم الساعه ، منين اجيب شيخ وشهود ، اركبي بسرعه.
ركبت واخذها للبيت وهي ترجف وغرقانه بدموعها وتدعي ان الله يحفظها من شر ابوها اذا طلع.
ثامر وش نقول عن شعوره ، كاره نفسه ، وكاره اسمه وكاره الدنيا كلها ،لكن عنده كل شي يهون الا امـه اذا عرفت انه بيتزوج وحده غير وسن ، ويمكن ردة فعل امه تهون عند ردة فعل وسن ، مايدري كيف بتتحمل كل اللي صار لها.
وصلوا ونزلت رهف بسرعه ، وثامر اخذ نفس وناظر لبيت ابو مناف وهمس : انتي لي ياوسن ، وانا لك ، وماراح اتأخر عليك ، والله ماراح اتأخر اكثر.

 

 

بالمستشفى ، سُميه كانت واقفه عند باب العنايه وتناظر لأبوها بضيق : كنت اتمنى اني اتضايق اذا طحت وازعل وانتظرك تقوم ، لكن مع الأسف تستاهل ، تستاهل يايبه ، فعل ايدك !
محمد قرب لها وتنحنح : مايشوف شر ، الشرطه موجوده ويبون اقوالك
سميه بخوف : انت قلت لهم شي ؟
محمد : لا انا بعدك ، تفضلي
سميه : طيب الله يرحم والديك ويخلي لك كل عزيز على قلبك انك تستر علينا ، طالبتك وداخله على الله ثم عليك
محمد : شايفتني بزر تهينني قدام خلق الله واسكت لها ؟ والله لاقول للشرطه واقول لسعد وامها ،الدنيا ماهي فوضى
سميه : انا معك اللي صار مو قليل واختي تستاهل الموت ، لكن والله خبله وطايشه وابوي مجننها بالبيت وصارت تكره طاري الرجال ، تكفى لاتصير انت والزمن وابوي ضدنا ، حنا مو ذنبنا اننا جينا للدنيا بنات.
محمد : اسف ، اختك تستاهل الفضيحه ومستحيل استر عليها
سميه فقدت الأمل ومشت من عنده وهي تمسح دموعها لكن استوقفها صوته : الا بحاله وحـده !
ناظرت له بسرعه : ايش ؟
محمد : تتزوجيني ، بدالها
سميه حست بدوخه من الصدمه : تستهبل انت
محمد : لا والله اني صادق ، بسكت ولا كأن صار شي ، مقابل انك تتزوجينني
سميه بربكه : استاذ محمد انت والنعم فيك لكن .. ماادري
محمد : اذا على حريمي تراهن راضيات فيك ، وانا عادل بينكن وكل وحده لها بيت مستقل ، واوعدك بعيشك عيشه كريمه ماتعيشينها عند غيري
سميه : مادري شقولك لكن انت تعرف ظروفنا ، انا اختي ماصارلها شهرين متوفيه ، وصعبه اتزوج الحين
محمد : افهم انك مو موافقه ، خلاص براحتك بس بقول كل شي لأهلك
عطاها طهره وسميه اخذت نفس وقالت بتردد : لحظه
ناظر فيها وكملت : موافقه.
ابتسم وقالت بأمل : بس بعدين مو الحين ، ماعندي استعداد
محمد : مااضمنك ، اختك تركتها يوم واحد وسوت فيني الهوايل ، واتوقع انتي مثلها مو قليلة شر ، جهزي نفسك للملكه..
مشى وتركها ، ظلت برهه تناظر بالفراغ اللي قدامها وقلبها ينزف ، استوعبت ودخلت للظابط واخذ اقوالها..

بعد ساعه ، رجعت للبيت مع تاكسي واتصل بيدها جوالها وردت لما قرت اسم رنا : هلا رنا
رنا : مساء الخير ، اخبارك
سميه : تمام
رنا : تعالي تقهوي عندي جالسه لحالي وطفشانه ولاتقولين لي ابوك ، لإنه مو موجود فـ انتظرك
سميه : جيتي بوقتك ، مالي نفس لبيتنا ، يالله افتحي لي الباب انا برا
رنا طلعت بسرعه وفتحت لها الباب واول مادخلت سميه نادتها رهف : سميـه !
سميه ناظرت فيها بقهر : شتبين ، يرحم امك ادخلي مالي نفس اشوفك
رهف بصوت مهزوز : انتي خبله ؟ تدورين التعاليل وانا محترقه داخل
سميه : تستاهلين
رهف : سميه بلا نذاله ، انتي اللي شجعتيني
سميه : خلاص رهف محمد ماراح يتكلم وابوي اذا طلع مايقدر يسوي شي لإنك بتكونين متزوجه
رهف : الحمدلله محمد بيسكت
سميه دمعت عيونها : مقابل اني اتزوجه ، انا وش ذنبي ؟

 

 

رهف تغيرت ملامحها وكملت سميه ببحه : انقذتي نفسك وجنيتي علي يارهف ، الله يسامحك
رهف : بس ماجبرتك توافقين عليه ، ارفضيه ، وانا بالطقاق انفضح عادي ، بس لاتظلمين نفسك بسببي تكفين
سميه : مااقدر ارفضه ، سمعتك هي سمعتي وسمعة كريمه وسمعة نجلاء وسندس ورؤى وامي وامك ، مالهم ذنب
مسحت دمعتها وكملت بهدوء : كلنا مالنا ذنب.
رهف : لا سميه مستحيل اسمح لك تضيعين نفسك ، مستحيل ، فاهمه !
رنا بخوف : اسم الله شفيكم
رهف ناظرت لها بضيق ورجعت لبيتهم.
رنا : سميه ترا جد خوفتوني ، قولي لي وش صاير ؟
سميه : ابوي كان بيزوج رهف واحد شايب ، ورهف ماقدرت تتحمل وتصرفت بتهور ، ورفض يستر عليها محمد الا انه يتزوجني ، وانا مابيه ، انا وش ذنبي اعيش مع واحد متزوج ثلاث غيري ، ليش مااخذ واحد لي لحالي ، ليش انا وش ناقصني عن باقي البنات ، انا بعز شبابي وبقمة جمالي ، ليش اضيع عمري مع واحد سنه سنتين ويموت ، ماتنفعني فلوسه ، لكن من يفهمني ، ابوي ؟ ابوي مستعد يسوي اي شي عشان يفتك مننا.
رنا حضنتها وهي متضايقه لحالتها همست لها : حبيبتي لاتتشائمين كل شي وله حل ، نقدر نبلغ عليه الزفت محمد ونقول انه يبتزك بشيء مالك صلاح فيه.
سميه : لا تكفين يارنا ، حتى لو اشتكينا ، يوم يومين ويطلع ويشب النار من جديد ، خليني اوافق ، مو ناقصين مشاكل ، للحين باقي لنا ابوي ، الله يستر.
مسحت دموعها وقالت بإبتسامه : وين قهوتك ؟
رنا ابتسمت : حياك تعالي اجلسي وبروح اجيبها واجي
دخلت رنا وانصدمت باللي كان واقف ع المدخل وسامع كل كلامهم وملامحه مصدومـه..

اليوم الثاني ، عرفوا ام سعد وام عبدالله باللي صار لأبو سعد وسميه ورهف شرحوا لهم الموضوع كله واظطروا يوافقون على ملكة رهف وثامر بعد موافقة سعد اللي مافكر يرفض ثامر واستانس لما خطب رهف ، ومن كثر فرحته مادقق بموضوع الملكه المستعجله.
الساعه 5 العصر ، تمت الملكه والشهود كانوا سعد ومناف ، طلع ثامر يشوفها ، ماتت خوف ، الحين جاء وقت الجد.
دخلت عليها كريمه وشهقت بإنبهار : وااو سلفتي ، تهبلييين وش هالجمال ، عز الله راح عقلك ياثامر
رهف بقلبها : بلاك ماتدرين ، انا اللي بيروح عقلي
كريمه وهي تبخرها : يالله بيشوفك ثامر
رهف برجفه : تكفين ماابي قوليله
كريمه : مايصير لازم تجلسون وتتكلمون ، يالله تعالي
اخذتها وطلعتها لغرفة الضيوف وجلست رهف تنتظر وقلبها يرقع، دقيقتين وانفتح الباب ، رجفت اطرافها ، تسكر الباب.
رفعت راسها بهدوء وشافته ، صار قلبها طبول ، حست روحها بتطلع ، المره الأولى مادققت فيه ، الحين قريبه منه وملامحه ارتكزت براسها وبين عيونها.

 

ثامر نفس الشيء درس ملامحها ولما حس ان نظراتهم طالت طرد افكاره وجلس جنبها ، بلعت ريقها وتجمدت من ريحة عطره.
قال بصرامه : الزواج بعد اسبوع ،تسكنين عند اهلي ، ومابيني وبينك شي ، والمهر والعرس تنسينه
رهف اخذت نفس وقالت بهدوء : لكن من حقي عرس ومهر ، خير لاقيني بالشارع ؟
ثامر : اي لاقيك بالشارع ، ولانسيتي !
دمعت عيونها وقالت بغصه : كان لي ظروفي
ثامر : مايهمني ، احمدي ربك اني وافقت اخذك !
رهف كشرت وقامت وتركته ، زفر بضيق وطلع من بيتهم واربع جهات الكون ضايقه فيـه ، وعيونه على بيت ابو مناف وتحديداً على غرفة وسن..

طاح منها الكوب وانكسر ولمعت عيونها وقالت بهمس : ملك ؟
امها : ايه ، المنه عليه ، انتي الف من يتمناك
وسن : بـ ، بس يمه هو لي ، من زمان ، يعني اوك هو فصخ الخطبه قبل سنه لكن كان عندي امل انه يرجع ، ليه يتركني كذا ماكفاه اللي صار لي
امها : خلاص بالطقاق اللي باعك بيعيه ، مدري وش فيها بنت ابو سعد زود عليك
وسن جلست وقالت ببحه : اتركيني لحالي يمه
امها ماحبت تظغط عليها وطلعت ، وسن استسلمت لدموعها واهاتها ، لو تركها قبل لاتصير السالفه كان اهون عليها ، لكن تركها بعد ماصارت السالفه ، وهي مالها ذنب ، وهو متأكد ان مالها ذنب ولو تزوجته استر لها ، ومع ذلك مارحمها ولا وقف معاها رغم انه يحبها.

 

 

ام مناف دورت بكل مكان بالبيت عن مفاتيح احتياطيه لغرفة مناف ، وحصلتهم بعد تعب ، فتحت الغرفه ودمعت عيونها من المنظر والريحه الثابته من خمس سنوات وصورها اللي بكل مكان حتى ملابسها موجوده وعطوراتها واشيائها ، وحتى سلك شاحنها اللي عليه مناكير بلون احمر لازال موصول بالكهرب ، ارتفع ظغطها وفصلته بقوه ، وفتحت الكيس اللي معاها وجمعت فيه كل اغراضها ، فتحت دولاب ملابسها وبدت تسحب على دخلة مناف وانصعـــق ، تقدم لها وسحب منها الكيس وقال بصوت حاد : انتي كيف دخلتي غرفتي ومن سمح لك تفتشين بأغراضي
امه دمعت عيونها وقالت بهدوء : لاتكلمني بهالنبره ، انا امك
مناف صد عنها واخذ نفس وهمس بوجع : اسف يمه ، لكن انا قايل من اول مابي احد يدخل غرفتي
امه : اي ماتنلام ، ماتبي احد يشوف العيشه اللي عايشها
مناف : هذا شي يخصني
امه بين دموعها : ويخصني بعد ، انا مايرضيني اشوف ولدي كذا ، حرام عليك ارحمني احرقت قلبي وانا عايشه ، لمتى وانت تطارد ورا طيفها ، انا وش اسوي بحياتي ولا واحد منكم ناوي يفرحني ، وسن من تركها هالغبر ثامر وهي متغيره ، وانت خمس سنين ماجلست معي ، خافوا الله فيني
مناف : هدي نفسك يمه واوعدك اللي تبينه بيصير
امه : اللي ابيه ترمي كل شي ورا ظهرك وتبدأ حياة جديده ، وتتزوج علياء !

 

مناف ببرود : وليش علياء بالتحديد
امه : لإنها شبيهة حرمتك اللي منت قادر تنساها
مناف : انتي تبيني انسى اللي راح ، وعلياء ماراح تنسيني ، بتذكرني اكثر
امه حست براحه : حبيبي انا عشان تنسى وترتاح ابيع الدنيا ، اذا ماتبي علياء بكيفك ، ادور لك احلى بنت
مناف اخذ نفس وقال بهدوء : ابي سميه
امه : منهي سميه ؟
مناف : بنت ابو سعد ، انا اشوف انها تناسبني
امه : اللي تشوفه ، اهم شي راحتك يايمه ، بكلم امها اليوم واعطيهم خبر وبأذن الله اذا قام ابوهم تقدم لها رسمي
مناف : ان شاءالله
اخذ منها الكيس وابتسم : عطيني يمه انا الم عنك
امه : اي بس مو تخدعني ، يالله لاتبقي شي
طلعت وهي تدري انه ماراح يلم شي ، ولا راح يغير شي ، لكن بما انه قبل يتزوج فهذي اول خطوه لتغييره.
اخذت نفس ودعت من اعماقها : يارب اذا بيرتاحون مع بعض عجل بزواجهم..
قفل غرفته مناف وطلـع وكأنه حاس شاف محمد يدخل بيت ابو سعد مع سعـد ، ودخل وراهم بسرعه ، ورحب فيهم سعد كلهم وضيّفهم قعدوا يسولفون شوي ، وتنحنح محمد بيسولف وسبقه مناف وقال بهيبـه الجمت محمد واجبرته يسكت : سعد ، انا جايك وطمعان بنسبكم ويشرفني اطلب يد اختك سُميه على سنة الله ورسوله
محمد صار وجهه الـوان وقال بإندفاع : تخطب على خطبتي ، ماتستحي انت !
مناف ببرود : متى خطبتها ؟
محمد : انا جاي اخطبها
مناف : وعلى اي اساس تقول خاطب على خطبتك دامك ماتكلمت ، انا خطبتها وانتهى الموضوع وامنعنا من الردى
محمد : لكن البنت تبيني وانا متأكد ، انا خاطب اختها ورفضتني وهي اللي وافقت علي
مناف : نشوف.
محمد قام وناظر فيهم ببرود وثقه : نشوف ، ماورانا شي ، انتظر ردكم ياسعد
طلع وتركهم وقال سعد بهدوء : والله يامناف انت والنعم فيك لكن محمد خاطب قبلك
مناف : كان خاطب اختها ، ماخطب سميه ، واذا عشانه اغنى مني فـ اعرف انك ارخصت اختك ماعزيتها.
سعد : مادري شقولك لكن ..
مناف : لاتقول شي ، انا اللي بقول لأهلك انك متزوج لبنانيه من وراهم وعايش حياتك ، وتبي تحشر اختك مع هالشايب ابو تسع عيال
سعد تغيرت ملامحه : وش دراك
مناف : اعرف كل شي .. اقنع ابوك يوافق ، ومحمد اعرف كيف اخليه يغض بصر عن هالموضوع.
قام وطلع من بيتهم وترك سعد مصدوم ، مناف الساكت والمحترم يعرف كل شي يصير حوله ، هذا صعب !

 

 

بعد يومين ، طلع ابو سعد من المستشفى وعرف ان رهف وثامر تملكوا على بعض ، وقرر انه يطنش الموضوع بمزاجه بما انهم تزوجوا وانحلت مشكلتهم واساساً الدكتور موصيه لاينفعل لإنه خطر على صحته ، وعرف بموضوع خطبة مناف ومحمد لـ سُميه ، وكان ناوي يرفض مناف ، لكن سعد من خوفه ينكشف قدر يقنع ابوه على منـاف ..

 

 

بعد اسبوع ؛
كان زواج رهف وثامر ، رهف متضايقه كبر الدنيا انها ماتشرعت ولا لبست فستان ابيض ولا شافت فرحة امها وخواتها ، مسحت دموعها بعنف لما انفتح الباب وحلفت بقلبها انها تعوض اللي صار لها.
ناظر فيها برهه ، بلع ريقه ، كانت جذابه بشكل فضيع ، مارفعت راسها ولا ناظرت فيه لكنه لمح دموعها، جلس جنبها وماقوى ينطق كلمه ، ظلوا دقايق على هالوضع.
همست رهف بغصه : وش يضرك لو كنت لابسه فستان ابيض وانت لابس بشت ؟
ثامر بهمس حاد : تافهه ، وتفكيرك تافه
رهف : ابسط حقوقي
ثامر : نسيتي ليه تزوجنا
رهف : بس هذا نصيبنا ، ليش مانرضى ونفرح فيه
ثامر : لإني ماابيك ، ليش تستغبين على راسي ، انا حتى عتابك الغبي هذا مااتقبله منك
رهف : انت الغبي
اخذ نفس وقال بصرامه : سويتي سالفه للرجال اللي خطبك واتهمتي نفسك بشرفك عشان ماتتزوجين ، والحين تقولين لي نفسك بعرس وفستان
رهف انقهرت وتبي تقهره قالت بحده : بس انت مزيون ، انا رسمت احلامي معاك
ثامر : وانتي بعد حلوه ، بس انا مافكرت حتى مجرد تفكير فيك
طلع وتركها ، صار وجهها احمر من القهر ، ناظرت للغرفه اللي هي فيها ، حتى ماكلف على نفسه يغير اثاثها.
قامت وناظرت لنفسها بالمرايا ، فستانها العنابي وشعرها الطويل وجمال ملامحها وابسط تفاصيلها جميله ، ليش يصير لها كذا ؟ وليش لما شاف جمالها ماعبرها ، وليش وليش وليش ، حطت راسها ونامت ودموعها على خدها وهي تردد ” ليـش ”

 

 

،

 

ثامر : لإنـي ماابيهـا
ديما : بس اسمك اللي ارتبطت فيها ، مالك نصيب مع وسن ، لو الله كاتبها لك ماكان فرقكم
ثامر : انتي مو فاهمتني ، انا عايف الزواج كله ، وكنت ناوي اذا فكرت اتزوج ارجع لوسن ، لإني متأكد انها ماراح توافق على غيري
ديما : بس وش ذنبها المسكينه رهف ؟
ثامر : وش ذنبها !! انا وياها نتفاصل ، اطلعي منها انتي
دخلت كريمه هي وعيالها وسلمت وجلست وناظرت بشك : شعندك تارك اختي من اول يوم ، لايكون مااعجبتك
ثامر بوهقه : لا شدعوه بس بخليها تاخذ راحتها
كريمه : اي عاد خل بالك عليها ، ترا خطبوها قبلك عشره ، ولإننا شفناك كفو عطيناك بنتنا ، خلك قد الثقه
ثامر يدري انها كذابه ضحك : يابنت الحلال والله ماني مسوي لها شي
كريمه : ايه اشوا
راحت للمطبخ وشافت ام سالم تطبخ : يعطيك العافيه عمتو
ام سالم خزتها : وش تبين اخلصي
كريمه : بس كنت بوريك ان الكلمه الطيبه ماتضر
ام سالم : الكلمه الطيبه للي يستاهلها
كريمه : الكلمه الطيبه صدقه لكل الناس ، للطيبين والخبيثين
ام سالم قالت بعصبيه : امشي من قدامي احسن لك
كريمه : ماشيه ، لكن بنصحك لوجه الله اختي رهف لاتضايقينها ، لإنها صغيره ومو ناقصه مشاكل !

 

ام سالم : انتي دابله كبدي رغم انك زوجة ولدي ، كيف تبيني ابلع اختك وهي مو زوجة ولدي ، وساكنه عندي
كريمه : انا مايخالف قوليلي اللي بتقولينه ، لكن اختي اتركيها ، اذا ماعجبك شي فيها قوليلي انا
ام سالم : تخسين انتي وياها ، اكبر همي يعني
كريمه : خافي من ربك عندك بنـات !
ام سالم بحقد : وش قصدك يعني انا ظالمه ؟
دخل سالم وهو مستغرب : علامكم ؟
ام سالم : جيت وجابك الله ، شوف المحترمه زوجتك داخله علي بالمطبخ وتقول كفي اذاك عن اختي ، ليش وش شايفتني مجرمه ولا ساحره مثلك
سالم خز كريمه بقوه وقالت بثقه : ماقلت شي غلط ، انا صادقه اختي صغيره ومسالمه وحرام تتسلطين عليها
سالم : كريمه ، ولا كلمـه !
ام سالم : هذي اللي بعتني على شانها ، ياخسارة التعب بس
كريمه : محد باع احد ، بس اللي قلبه قاسي ينفرون من حوله الناس
سالم ارتفع صوته : كريمـــه
مسك ايدها وطلعها برا بقوه : اذلفي عند اختك ، واخر مره تكلمين امي بهالأسلوب
كريمه : ماتسوى علي اوصيها على اختي ، انقلب الموضوع ضدي
سالم قرب لها وهمس بحده : ورب البيـت اذا قليتي ادبك معاها مره ثانيه لأسوي شي مايعجبك
كريمه طنشته وراحت لغرفة رهف وشافتها نايمه ماحبت تزعجها وطلعت.

سميه كانت جالسه بغرفتها وسرحانه ، من يوم ماخطبها مناف وهي تفكر ، ليش خطبني ، وليش بنفس الوقت اللي خطب فيه محمد ، وكيف اقتنع ابوي بمناف وهو اساساً ميت على محمد ويبيه ، وش اسوي الحين ، اخاف اوافق على مناف وينقهر محمد ويفضحنا ، واخاف ارفض مناف واندم واعيش حياتي بنكد زود على النكد اللي فيها.
تنهدت لما دخلت سندس معصبه : المطبخ اليوم عليك قومي ، هذا وانتي ماوافقتي صايره كسلانه
سميه : تكفين بس اليوم ، مالي خلق
سندس : معليش ، ترا تعبت وايديني صاروا خشنات من كثر مااغسل ، كل يوم تقولين بس اليوم
دخلت رؤى وهي متضايقه سلمت وجلست.
سندس : شفيك ؟
رؤى : فقدت رهف
سندس : بكرا تشوفينها
رؤى : مكانها كبيـر ، بس مو هذا اللي مضايقني
سميه : شفيك تكلمي
رؤى : ابوي بيزوجني محمد
سميه وصل ظغطها مليـون وقالت بقهر : هذا ماعنده كرامـــه ، يخطب ثلاث بنات بنفس الوقت
رؤى : انتي ورهف رفضتوه ، وانا موافقه عليه
سندس : تستهبلين
رؤى : لا مااستهبل ، هو اساساً يوم جاء يخطب قال لأبوي سمعت ان عندك بنات وابي لي وحده منهن ، ماحدد بالأسم
سميه : بس هذا مو مبرر عشان توافقين عليه ، يابقره انتي مادخلتي عشرين سنه ، وهو عمره بالخمسينات ، حرام عليك
رؤى : مايهمني العمر ، اهم شي الراحه ، ابي ارتاح بحياتي ، توني بعز شبابي ، مابي اعيش مثلكم
سميه انقهرت من كلمتها : مثلنا ؟ ليش مثلنا ؟

 

 

سميه انقهرت من كلمتها : مثلنا ؟ ليش مثلنا ؟
رؤى : كريمه ماتزوجت الا وعمرها قريب 30 ، وحليمه المسكينه توفت وهي ماذاقت الراحه بحياتها.
سميه : الله يعوضها بالجنه
رؤى : امين ، بس خليني اكمل ، انتي ياسميه بيروح عمرك وماتزوجتي
سميه : بس الحمدلله جزاء صبري خطبني واحد يسوى محمد واللي جابه !
رؤى : سميه ترا انا مو جالسه اتشمت فيك ، ترا وضعنا واحد ، رهف تزوجت زواج فاشل حتى مهر ماعطوها ، ونجلاء وسندس هذا حالهم كرف وشغل بالبيت اربع وعشرين ساعه ، وانا مثلهم بعد ، لكن انا مستحيل اصبر واتحمل اكثر ، بتزوج محمد
سميه : متزوج ثلاث قبلك وعنده تسع عيال ، حماره انتي
رؤى : لا ماني حماره ، اوعدك اني ماراح اندم على زواجي ، والله ماراح اندم لإني اعرف هو وش يبي مني ، وانا اعرف وش ابي منه ؟
سميه : بكيفك ، بكرا لاصار شي بينكم لاتقولين محد نصحني ، تذكري انك ماتقبلتي النصيحه !
رؤى : بتشوفين وش بسوي.
دخل ابوهم ونظراته لسُميه لو تحرق احرقتها ، بلعت ريقها.
ابوها : جهزي نفسك ملكتك بكرا على مناف
سميه تجمدت اطرافها قالت بغصه : بس انا ماوافقت
ابوها : ومن قالك اني منتظر جوابك ، اصلا وحده مثلك قليلة ادب ترفع السلاح بوجه ابوها يحصل لها واحد مثل مناف ؟ احمدي ربك واشكريه انه فكر مجرد تفكير فيك ، ولاتحسبيني نسيت سواتك انتي ورهف ، تراني مطنش بكيفي ، ولولا طيحتي هذاك اليوم كان الحين امك جامعه بدعائها اسمك مع حليمـه !
سميه دمعت عيونها : طيب انا مابي اتـ،
طلع وتركها وماسمع كلامها ، رؤى وسندس تضايقوا لحالتها.
رؤى : وتلوميني يوم ابي اطلع من هالبيت
سميه طلعت للحوش وهي مكتومه ومن صدمتها ماقوت تبكي ابد ، نفسها تقهر ابوها ويموت لإن المره الأولى قهرته و مامات ، راحت فتحت المويا كلها وجلست تغسل الحوش وتسقي الزرع ، فتحت المويا اكثر لين امتلى المكان.

 

 

منـاف طلع وهو يكلم ومستعجل وانصدم من منظر الشارع يطفح ، ارتفع ظغطه ، هذول مايفهمون ؟ قفل جواله وراح وقف عند الباب وطق عليه وجاه صوتها : مين
مناف : انا ، قفلوا الماء
سميه انحرجت لكن ملزمه تقهر ابوها قالت بحده : وانت وش عليك ؟ من مسلطك علينا
مناف : استحي على وجهك ، المكان ملك الجميع
سميه زادت ترش من تحت الباب وطشر على ثوب مناف وعصب وضرب الباب بقوه وانفتح ودخل عليها.

 

سميه خافت لما دخل عليها ماكانت لابسه شي ، طاحت عينه بعينها وابتسم وصد شوي ، ناظر فيها وقال بحده : عادي لاتخافين هذي الشوفه الشرعيه
سميه انلخمت : وش تقصد
مناف : كلك مفهوميه ، يالله قفليه بسرعه
سميه : لا مو على كيفك انا ماخلصت للحين
قرب لها وسحب الخرطوم منها ورفعه فوقها وبللها كلها ، ومن الصدمه عجزت تصارخ او تسوي شي ، انتظرته لين خلص ، كانت تنقط مويا ، استوعبت وناظرت له بعصبيه.
مناف كمل بحده: عشان تعرفين بس ان كلامك مايمشي علي ، احتفظي فيها هذي لبعدين
نزل عيونه وسرح بتفاصيل جسمها اللي مع المويا انرسمت رسم وابتسم ابتسامه غامضه ، انقهرت سميه وسحبت الخرطوم منه ورشت عليه بقوه وهي تصارخ : حتى انت كلامك مايمشي علي
مسك ايدها بقوه وجذبها له قبل يمتلي وطاح منها الخرطوم همس وعيونه تنطق شر : لاتحطين راسك براسـي عشان مااكسره لك !
سميه ماتحملت ودمعت عيونها وانفجرت تبكي ، هي اساساً مظغوطه وهو كمل عليها ، مناف ارتخت ملامحه ورق قلبه لدموعها ، ماعطته فرصه يتكلم من كثر ماتشاهق ، جذبها له اكثر وضمها واختفت بحضنه ودموعها غرقته ، استوعبت انها بحضنه ، حست كل العالم يسمعون نبضاتها لما همس : لاتبكين ، دموعك غاليه !
اول مره بحياتهـا يحضنها احد ويطبطب عليها ويواسيهـا..
غمضت عيونها وابعدت عنه وقلبها يرجف وداخلها شعور 23 سنه ماحست فيه ، الموقف عادي ؟ ولا هي من كثر مو ناقصه حنان شافته موقف كبير ؟
مناف رجع للبيت وبدل ملابسه ع السريع ، طلع من البيت كله والموقف لازال يتكرر في باله ، سميه دخلت على امها وخواتها وانصدموا من منظرها ، غرقانه مويا وتبكي وترجف بشكل مُريب ، والمريب اكثر ريحة العطر الرجالي اللي دخلت معاها وصكت بالبيت كله.
امها بخوف : شفيك تكلمي !
سميه : ولا شي ، كنت طفشانه وقلت اتسلى
امها : سميه لاتجننيني ، قولي الصدق ، وش الريحه اللي معاك
سميه بغصه : مناف ، دخل يبيني اقفل المويا ، وانا عاندته وسوا كذا
امها عصبت : وهذا مايستحي يدخل بيوت الناس ، انا اوريه
كانت بتطلع ووقفتها سميه : يمه ابوي سامح له ، الشوفه الشرعيه
امها : خوش شوفه شرعيه ، هذا لعب اطفال ، وش قلة الأدب ذي ، ومالقى يشوفك الا بهاللبس والشكل ، اخخ بس يالولا العيب كان علمته شغله
سميه دخلت تبدل نزلت قميصها واستنشقت ريحة عطره ودمعت عيونها اكثر : مو كذا ياسميه مو كذا ، لايهزك شي ، هو مثل ابوك بياخذ منك كل شي ولاراح يعطيك ، حتى حنانه اللي مستانسه فيه بيستكثره عليك بعدين.
دخلت عليها سندس وفزت سميه برجفه : ماتشوفين قاعده البس ؟
سندس : عادي اللي عندي عندك
غمزت لها : ولا خايفه اشوفك وانتي تشمين عطره ؟

 

رهف كانت جالسه بغرفتها طفشانه ، ماشافت احد من يوم زواجها ، شابه حرايق بقلبها ومقهوره من ثامر ، مايدري اذا هي عايشه ولا ميته.
قام ولبست احلى ماعندها وتكشخت وتعطرت وطلعت للصاله وكانوا اهل ثامر كلهم موجودين امه وابوه وخواته الاثنين ديما وغاده.
رهف : السلام عليكم
ابو سالم : هلا بنتي وعليكم السلام ، اخيراً شفناك
رهف باست راسه : اعذرني عمي بس انا اساساً ماشفت ولدكم ، جادعني هنا ومايدري عني
ام سالم : اي هذا جزاء اللي يتزوج بالحيله
رهف خزتها وقال ابو ثامر معصب : اقصري الشر
ام سالم : وراه مستانس فيها وهي ماخذتن ولدك بالحيله
ديما تبي ترقع الموضوع : رهف تحبين شاي ولا قهوه
رهف : ولا شي شكراً
ام سالم : ها رهف ردي عطينا من هالحيل اللي عندك
رهف طنشتها ولا كأنها تكلمت قالت ام سالم بقهر : اكلمك انا وراه ماتردين
رهف قالت ببرود : يُخاطبني السفيه بكل قبحٌ ، فأكره ان اكون لهُ مجيب!
ام سالم تنططت شياطينها : انا سفيه ياعديمة الاخلاق
رهف حطت رجل فوق رجل وقالت ببرود : يزيـدُ قباحةً فأزيدُ حلماً ، كـ عودٍ زاده الإحراق طيب.
ام سالم كانت تبي تتكلم ودخل ثامر وكان سامع كلام رهف وناظر لها بنظرات بارده : السلام عليكم
ابوه : وعليكم السلام ، ماشاءالله اسمع مرتك تقول درر
ام سالم : قاعده تسبني وانت تقول درر ؟
ثامر مارد عليهم جلس جنبها وعيونه بعيونها همس بحده : لازم العالم كله يدري اني تاركك ؟
رهف : طبعاً لازم اكيد
ثامر : بسيطه ، جهزي نفسك العصر بوديك لأمي
رهف بصوت مسموع وهي تناظر لأم سالم : يعني هذي مو امك ؟ الحمدلله يارب لإني مستحيل اكمل حياتي مع وحده متخلفه
ام سالم ماعاد تشوف من القهر وقالت بصراخ : اي حياه اللي بتعيشينها وانتي شغلك كله فنادق اخر الليل ، بس الشرهه مو عليك ، على الهيس اللي ماخذك ، مدري شلون الواحد يثق بوحده لاقيها بمكان مشبوه و..
ثامر بحده : مالك دخل بحياتي ، وكلامك مردود عليه !
قامت رهف دخلت لغرفتها وهي تحر وتبرد من كلامها وتحلف الا تجننها وتاخذ حقها وتطلعها من طورها..
لحقها ثامر ودخل ولا انتبهت له ، كانت سرحانه وواصح الضيق بملامحها.
قال بهدوء : تغديتي ؟
رهف وعيونها تدمع : لا كثر الله خيرك توك تتذكر ؟
ثامر نزل شماغه وطاح ع السرير بالعرض وقال بتعب : بغفي شوي ، صحيني ع الصلاه
رهف : بس ، ماتغديت !
ثامر : وش اسوي لك
رهف : وليه تسألني دامك ماتبي تسوي لي شي
ثامر مارد وكملت رهف : طلعني للمطعم ، خلني احس اني عايشه ، ياخي حرام عليك حس ، مابيك تحبني ولا ابيك تعطيني شي بس وكلني ، ابي اعيش
شافته ماتحرك ابد وقربت له وصرخت بإذنه : ياتبن جوعانـه !

 

 

ثامر فز من صرختها وعطاها كف بدون شعور وبصوت مرعب : خبلـه انتـي
رهف سكتت لبرهه تستوعب وقالت بقهر : عسى ايدك للكسر
قامت ولبست عبايتها : بسرعه بموت من الجوع
طلعت ومسكت خدها بألم : وربي ماانساه لك ، انا اوريك
طلع وراها وقفل غرفتهم وسبقها للسيّاره ، وطلعت بعد ماعطت ام سالم نظره قويـه.
طلعت وركبت معاه وماعطاها اهتمام شغل السياره ومشى وهي تتوعد فيه.
رهف فتحت شنطتها وطلعت فلوس من بوكها ومدتهم له : تفضل
ثامر : ليش
رهف : بتغديني فيهم
ثامر عصب : رجعيهم لا اقطعهم
رهف : بعد انت ماعطيتني ريال من يوم ماتزوجنا ، يعني واضحه ماتبي تعطيني
اخذ فلوسها ورماهم من الشباك وصرخت رهف : ليش يـ،
ثامر بحده : ولا كلمه !
رهف سكتت وهي تفكر كيف تبرد قلبها فيه قالت بغصه : ليش تقول لأهلك انك شفتني بالفندق ؟
ثامر شغل اغنيه ورفع صوتها للأخير ورهف تصارخ وراح صوتها ولاسمعها.

سميه دخلت المطبخ وهي متردده تقول لأمها او لا ، امها كانت تطبخ وناظرت فيها بشك : نعم ؟
سميه : يمه ناقص شوي اغراض بروح اجيبها من البقاله واجي
امها : تبين ابوك يشوفك ويفضحنا ؟اتصلي ع سعد يجيبهم
سميه : سعد مقفل جواله وابوي ماراح يرجع الحين
امها : يالله بسرعه وجيبي خبز معاك
راحت ولبست عبايتها وطلعت بسرعه للبقاله وعينها على بيت ابو مناف تضايقت لما ماشافت سيّارته وكملت للبقاله اخذت اغراضها ودفعت الحساب ، اول ماطلعت نزل مناف من سيّارته وشافته ووقفت عجزت تكمل لما شال نظاراته وطاحت عيونه بعيونهـا ، ارتجف كل مافيها ودمعت عيونها حست بشيء يكتم على انفاسها وشعورها بإن مالها حظ بشيء تحبه طغى عليها هاللحظه..
فجأه وقفت وراها سيّاره وأكدت احاسيسها ونزلوا منها 3 رجال ، برمشة عين سحبوها وصرخت بكل صوتهـا ، منـاف طاحت نظاراته وهرب لها بأقصى سـرعه لكن بغضون ثواني ركبوها وهربوا فيهـا وارتفع صوت مناف بالحي كلـه : سُميــــــه
اختفت عن نظره السيـاره ورجع ركب سيارته ومشى بطريقهم بأسرع سرعه وهو يدعي انه يوصلهم.
طلعت ام سعد على صوته بدون ماتتغطى وقلبها يرجف وشهقت بصدمه : سميه ، وينها، من اللي كان يناديها
راعي البقاله طلع وهو مصدوم ويكلم وركضت له ام سعد وهي تبكي من اعماقها : وين سميه ماجت عندك ؟ انت كنت تناديها صح
الهندي بخوف : في رجال ياخذ ماما سميه
شهقت من اعماقها وحست كل شي صار اسود بعد كلمته وطاحت من طولها وغابت عن الوعي ، على جيّة ثامر ورهف شافوها لما طاحت وشهقت رهف : خالتي ام سعد
نزلت قبله وركضت لها ونزل وراها ثامر وهو مصدوم ويناظر للهندي : شفيها ؟
الهندي : ماما سميه ياخذها رجال ويهرب
رهف بنبره باكيه : انخطفت !

 

 

بعد ساعه ونصف ؛ بسيّارة سعد
ابوه : نفسي اعرف ليه ماتجلس ، دايم مسافر
سعد : عندي مشاريع بالخارج ، وشركه صغيره استثمر فيها عقارات ، انتظر لين يكبر اسمي شوي وانقل املاكي هنا
ابوه : كفو وانا ابوك هذا العشم ، ماقلت لي وش رايك بالبيت اللي وريتك اياه
سعد : اهنيك على اختيارك ، موقعه ممتاز وكبير وشرح ، بتشتريه لأمي ؟
ابوه : وأمك وش دخلها ؟ البيت انا شريته لك ، هدية زواجك
سعد بصدمه : لي انا ؟ بس يبه انا ماني متزوج ، واساساً ماراح احتاج بيت كبير كذا ، شقه تكفيني
ابوه : عاد جاك ، تبي تردني ؟ سو فيه اللي تبيه
سعد : جزاك الله خير ، اذا كذا بسكن فيه امي وخواتي
ابوه : ياولدي انا لو ابي امك وخواتك يطلعون من بيتي كان شريت لهم احلى من البيت اللي شريته لك
وصلوا لبيتهم وانصدموا بالمنظر ، الشرطه موجوده وام سعد تبكي وتصيح وثامر يهديها.
نزلوا بسرعه وقال ابو سعد بإندفاع : وش صاير ؟ عسى ماشر
ام سعد بصياح : بنتك سميه انخطفـــت
ابو سعد حس بهبوط من قو الصدمه وجلس بسرعه وفتح ازارير ثوبه وهمس بصدمه : سميه ، مستحيل
سعد بقوه : من اللي خطفها ، تكلموا !
الظابط : قاعدين نحقق وان شاءالله نوصل لنتايج
ابو سعد : بنتي ، والله لو يصير لها شي لأدفعك الثمن غالي يامحمـــد
الظابط بإستغراب : مين محمد
ابو سعد : واحد خطبها ، ورفضته ، جاني يوم عرف بالرفض ، وقال والله ماخليكم ترتاحون
ام سعد : انا للحين ماستوعبت ان حليمه ماتت ، تروح سميه بعد ، اه حسسسبي الله ونعم الوكيل عليك من ابو ، ياعلك ماتربح محد جاب لنا المصايب الا انت
ابو سعد بتعب : قم قم دخل امك
سعد قام وقومها معاه : قومي يمه ، ان شاءالله بيلقونها لاتحاتين
امه دفته عنها بقوه وصرخت : انقلع انت ورا ابوك الله لايوفقك ، اختك مخطوفه وتقول لاتحاتين ، شمر عن اكمامك ورح دور عليها
سعد : المباحث بكل مكان
ثامر : ترا مناف كان موجود وقت خطفها ولحقهم بسيارته ، لكن نتصل فيه مايرد
ابو سعد طلع جواله بسرعه واتصل عليه اكثر من مره ولافي رد.
سعد : يمه تعوذي من الشيطان وادخلي
مسكها ودخلها معه وهي تعبانه وتبكي بصمت وقفه صوت ثامر : سعد ، بدخل اشوف رهف
سعد : تفضل
دخل سعد ودخل امه لغرفتها ، وقال لرهف ان ثامر يبيها وطلعت له.
كان واقف وسرحان بالأرض وعيونه تحكي كمية الضيق اللي داخله ، حس بحركه ورفع راسه وشافها ، دموعها ماليه عيونها ، وشكلها البريئ خلاه يستحقر نفسه ، حس انه ظلمها ، بغض النظر انها اللي جابت لنفسها..
رهف بهمس باكي : ماراح اسامح نفسي لو صار لها شي
ثامر : مالك ذنب بشي
رهف : انا اللي رفضت محمد وهي وافقت عليه عشان ماتفضحني ..

 

رهف : انا اللي رفضت محمد وهي وافقت عليه عشان ماتفضحني ، وجاء هذا مناف خطب على خطبته وخرب كل شي ، انا استاهل اللي يصير لي ، لو وافقت على محمد اريح لنا كلنا ، حتى انت ظلمتك معي ، انا اسفه ثامر لكن!
طاحت على رجولها وغطت وجهها وبكت بقوه وقالت بألم : ماكان عندي استعداد اتزوج واحد كبر ابوي ، انا بالموت كنت متحمله ابوي وصابره عليه يقوم يزوجني واحد مثله ويمكن اردى منه ، والله غصب عني اللي سويته ، ابسط حقوقي ادافع عن نفسي واضمن حياتي ، لكن ماكنت متوقعه ان الموضوع بينقلب ضدي واتزوجك.
ثامر رق قلبه تمنى لو يقدر يضمها ويهديها لكن في شي يمنعه قال بهدوء : خلاص رهف ان شاءالله بترجع سالمه ، خليك قويه عشان خواتك ، لاتضعفين ، انا بروح ادور مناف يمكن لقى شي يوصلنا للخاطف
رهف : بشرني
ثامر : ان شاءالله

مناف دورهم بكل مكان وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم ، قدر يحفظ شكل السياره ورقمها ، لكن ماقدر يوصلها ابد.
رجع وحصل الحي كله مليان بسيارات الشرطه والشوارع مقفله ، وصل لبيتهم ونزل وجاه ابوسعد يركض وبوجه خايف : طمني يامناف لقيتها
مناف ببرود : وتسأل بكل برود ؟ انت السبب باللي صار لبناتك
سعد : مناف مو وقت عتاب تكلم اختي وينها
مناف : مالقيتها ولا لها اثر ، لكن عطيت معلومات السياره للشرطه وان شاء الله خير
دخل لبيتهم ، وتجاهل كل اسئلة امه وخواته ودخل لغرفته وهو تعبان نفسياً من اللي صار ، متقطع قلبه على سميه ، من يوم ماسمعها تشكي لرنا عن معاملة ابوها وهو متضايق عليها ، وخطبها لإنه رحمها وشاف فيها نفس معاناته ، فقدت جزء منها اللي هي اختها ، ومافي شي يوجع اكثر من الفقد ، زياده على انها عايشه بعذاب مع ابوها ، هي الوحيده اللي حس انها ممكن تغيره وتنسيه شجـن، لكن احاسيسه تبخرت بثواني.
وسن : يمه الله يحميها يارب ، ماتستاهل مسكينه
رنا : حسبي الله على ابوها الكلب ، مايتوب ياربي
خلود : شرايكم نروح لهم ونهديهم شوي
رنا: اي يالله بسرعه
راحوا كلهم لبسوا عباياتهم وطلعوا ووسن تذكرت انها بتشوف رهف ووقفت : بنات ماقدر اروح
رنا : ليه
وسن : قصدي روحوا وانا دقايق وبلحقكم
طلعوا رنا وخلود ودخلوا لبيت ابو سعد ، وثامر كان يناظر فيهم وعرفهم واستغرب ليه ماشاف وسن ، عرف السبب واوجعه قلبه ، دخل لبيتهم بدون شعور وشافها تشيل حجابها وتنفض شعرها ، قفل الباب وقرب لها رفعت راسها بصدمه وهمست : ثامر !
ثامر : لو هربتي هالمره بعرف كيف اتصرف معاك !
وسن : مو وقت كلام ، الدنيا معفوسه برا
ثامر : انا حياتي معفوسه من يـوم ..
سكت وقالت وسن بغصه : من يوم لمسني غيرك ، قولها عادي ، عاتب اكثر ، اجرح اكثر !

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية انتي سحر ما حرمه دين الاسلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق