رواية الثنائي العظيم – الفصل الرابع
ابتسمت زينة لعاصم بخفة كونها كانت تعلم هويته على عكسه هو الذي توسعت عينيه بعدم تصديق و اصفر وجه ليبدل نظره بينها و بين مراد متذكراً انه فعلياً اغتصبها في أفكاره امامه
لاحظ جسار نظراته تلك و لم يفهم السبب ليرفع نظره عن وحيده عندما اشار مراد على الفتيات بالتتابع ” أعرفكم يا جماعة زينة القلب و دي آخر العنقود و احلى ختام في الدنيا غزل ”
قبلته غزل على وجنته قبلة خاطفة ” مفيش احلى منك يا حبيبي ”
ابتسم الجميع على تلك الصغيرة ليشير مراد على عائلة جسار ” طبعا مش محتاج أعرفكم على جسار و داليدا اشار على عاصم ابني الي مخلفتهوش عاصم نصار ”
خرج صوت غزل بتلقائية شديدة ” طبعاً يا بابي عرفناه من كتر كلامك عنه من غير ما تقول ”
ابتسم لهم عاصم ليخفي صدمته بصعوبة ، ابتسمت له زينة في المقابل ” اه فعلا احنا حتى اتقابلنا صدفة في المكتبة يا بابي و ساعدته ياخد أدواته كمان بس أنا بس الي عرفته طبعاً من كلام حضرتك عليه ”
هنا و فهم جسار ان الفتاة نفسها ابنة صديقة و ك ردة فعل طبيعية لشخص كان يشرب الماء غص في المياه ساعلاً بقوة ليربت عاصم على ظهره بخفة ” مين الي جايب في سيرتك بس يا بوب ”
همس له بصوت مبحوح غير مسموع ” متقولش انها هي دي البنت اوعى”
ابتسم له بتوتر محركاً رأسه له بتأكيد قاطع نظراتهم مد زينة يدها بكوب مياه له ” اتفضل يا عمو ”
ارتشف من كوب المياه ببطء ليتحمحم جالياً صوته ” شكرا يا حبيبتي ”
جلسوا سوياً ليتساءل مراد ” انتوا مجبتوش طنط احلام معاكم ليه يا جماعة ”
اجابته داليدا بلطف ” تعبانة شوية و ملهاش في السهر بسبب علاجها علشان كدة ”
حسنا إذا بدأوا في التحدث لن ينتهوا هذا ما أدركه يزن الذي معدته المسكينة تنادي بهذا الطعام التي انتشرت رائحته منذ بداية النهار لذلك قاطع أحاديثهم ” طب اكيد هنقعد نتكلم كتير بس ناكل الاول و أنا معاكم للصبح أنا الريحة مزاولاني من الصبح ”
وقف مراد مصطحباً ضيوفه لغرفة الطعام ” صح عنده حق الاكل الاول و على فكرة يا جماعة الاكل معمول ب أيادي بنات المنزل عندنا العاملات مبيمدوش ايديهم في الاكل ”
سحب جسار تلك الصغيرة الساحرة مقرباً اياها منه ” عايز تفهمني ان الغزال ده بيطبخ ”
اشار على غزل ” ماعدا دي بصراحة بتعمل سلطة بس ”
قهقه عليه الجميع ليخبره جسار متذكراً صورة والدة مراد ” شبهها اوي يا مراد مش كدة ”
لمعت عينيه بحنين فاهماً ما يعنيه ” اه اوي اغلى هدية جاتلي من عند ربنا مع انها اتاخرت شوية ”
جلسوا سوياً حول السفرة التي امتلأت بما لذ و طاب من اكل مصري شرقي مُقدم بطريقة عصرية تخطف العين
راقب جسار عائلة مراد ب ابتسامة العزوة التي كان يتمناها لكن ليس كل ما يتمناه المرء يُدركه
تساءل ب ادراك لنقصان احدهم ” اومال فين اخوك التوءم يا عز ”
عبس وجهه قليلاً ” في شغله للأسف ان شاء الله يرجع قريب بس اعتبر نفسك قاعد قدامه هو بس اضخم مني سيكا بسبب شغله و شعره مختلف غير كدة احنا واحد ”
همهم له بخفوت ” يرجع بالسلامة ان شاء الله ”
امن الجميع على دعائه ثم بدأوا في تناول الطعام في هدوء و ألفه بينهم في الوقت ذاته
كان يراقب عاصم المناوشات بين يزن و زينة ل ابتسامه بطرف عينه ليظهر صوت زينة المغتاظ ” كفاية رخامة و كل من طبقك”
سحب احد أصابع المحشي التي وضعتها في طبقها ” الاكل من طبقك ليه طعم تاني ”
نفخت بضيق قبل ان تضع في فمه كمية ليست بقليلة من الطعام
ليحذرهم والدهم بخفوت قبل ان تبدأ مناواشاتهم ” مش على الأكل بعد الاكل ولعي فيه يا زينة براحتك ”
ابتلع الطعام الذي وضعته بصعوبة ” بيقولك ولعي فيه لعلمك ابويا ابويا يعني ”
دافعت عنه كلاً من والدته و شقيقاته ب عاطفتهم ” بعد الشر عليك يا حبيبي ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
في فرنسا راقب فهد تلك المرأة النائمة بنصف أعين تتخيله يعاشرها بفضل حبوب الهلوسة التي وضعها لها
و هو يفتح حاسوبها ليأخذ منه كل ما يريده حتى لا يضطر ان يفعل شيء آخر لكن يتضح انه يجب ان يتخلص منها حتى لا تكشفه بعد ذلك
وصل له صوت زين في السماعة المتواجدة في أذنه ” ايه يا ابني عملت ايه ”
” خلصت بس بقول نخلص عليها احسن علشان لو رجعت هنا تاني شكلنا كدة مش هنعرف نوصل ل چايك غير من هنا فرنسا و دي لو فضلت موجودة هتكون عارفانا ”
كان الاخر رافض الدماء الان ليرمي له تلك الفكرة ” طب و نقتلها ليه ما تخليها و ادخل معاها في علاقة و كدة هتسهلك حاجات كتير ”
” علاقة ايه يا ابني حتى لو عايز انا ضحكت عليها النهاردة كل مرة هعمل كدة ”
سخر منه ” يا عم من هنا ل المرة التانية تكون نزلت مصر و نشوفلك دكتور يعالجك ”
تصاعد غضبه من ما يشعر به من توهان بسبب فتاه لا يعرف سوى اسمها ” أنا مش عارف بأخذ رأيك ليه أنا هقتلها و انت هتيجي تساعدني نخفي الجثة و كل حاجة و ياريت في الإنجاز لو فعلاً عايز تنزل مصر ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
عودة لمصر لمنزل مراد عز الدين
كانوا انتهوا من تناول الطعام بعد ثناء الجميع على الطعام و شكر الفتيات على تعبهم
جلسوا سوياً في الحديقة مستمتعين بالجو و التحدث بعد ان انفصل الآباء عن الشباب
خرج صوت زينة المتحمس بسبب ما تسمعه عن مشاريع عاصم نصار في عالم العمارة و الإنشاء في كليتها ” احكي شوية على شغلك الي بنتذل بيه في الكلية ”
” بس أنا مش عايز اتكلم عن شغل هنا كمان عايزة تتكلمي في شغل تنوري الشركة في اي وقت ”
تدخلت غزل في الحديث ” ما تنزلي تدريبك هناك يا زينة اهو تتعلمي و تتحط في ال cv بتاعك ”
” لو نزلت تدريب هنزل مع المهندسين الصغيرين الي زي حالاتي و أنا عايزة أتعلم من الرأس الكبيرة الي قاعدة عندنا في البيت ”
ابتسم على حديثها عاصم ” بسيطة يا ستي تنزلي معايا أنا عادي خلصي امتحاناتك و رتبي امورك و تواصلي معايا”
اتسعت ابتسامتها ” أنا خلصت أصلا خلاص استأذن من بابا و ابلغه و ابدأ على طول ”
شهقت مع سحب يزن لها تحت ذراعه ” حلو ده هل بقى يا عاصم عندك مكان ليا ”
ضم حاجبيه بعدم فهم ” مكان ليك هو انت كمان في هندسة ”
خرجت اجابته بتلقائية ” لا صيدلة ”
هدل كتفيه بعدم فهم ” طب و هتيجي عندي المجموعة تعمل ايه ”
استنكر سؤاله هذا ” يعني اسيب توأمتي لوحدها ولا ايه ”
فتح فمه و اغلقه ب ادراك ” هي هتدرب في الشارع دي شركة فيها اكتر من ٨٠٠ موظف و موظفة ”
وضح له عز ب اختصار ” من الاخر يا عاصم هو يزن بيروح مع زينة حارس في كل حته الي قصر معاه بس ان كل واحد فيهم كان ميوله مختلفة ف انتهى بواحدة في علمي رياضة و التاني علوم ”
تذكر حديث مراد الدائم عن هذا الأمر ان ممنوع ل أي ذكر ان يقترب من بناته و بدل نظره بين شقيقها ينقصهم واحد تُرى ما شخصيته هذا أيضاً ،لكن لا إذا ارادها ستأتي وحدها لشركته تلك ليس روضة أطفال
لذلك حدثه بجدية ” بس أنا هستقبل متدربة عندي في مجالها عايز تيجي معاها حول هندسة يا دكتور ”
صفقت زينة بمرح بعد ان دفعت يزن عنها ” ياي اخيراً روح شوفلك شغلانة بقى ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
ثلاثة ايام تقريباً و كانت عودة فهد و زين بالطريقة التي سافر بها زين و ليس فهد او ليو كما يعرفه الجميع
الذي مازال في الأوراق الرسمية هناك في باريس صعد مع زين سيارته بعد إلحاحه عليه ان يذهب معه لمنزله القريب من مكان تواجدهم حتى تصل له سيارته
راقبه زين بطرف عينه ليربت على كتفه بشفقة واضحة ” أدينا رجعنا و الله جرب تدور عليها ب اسمها و سنها يمكن تلاقيها ”
خرج صوته بثقل واضح ” او يمكن تبقى طيف عقاب ليا ”
اوقف سيارته امام منزلهم ليراقب فهد باحة المنزل و وجد انهم منزلين يفصلهم حديقة واسعة ” ايه ده ده عامل زي ال twin house بس على أوسع شوية ”
وضح له زين بصبر ” اه ما البيت التاني عايش فيه جدو و عمي ”
أوقفتهم فريدة في منتصف طريقه ” حمدالله على السلامة ”
ابتسم لها نصف ابتسامه ” الله يسلمك يا بنت عمي معلش معايا ضيف بس عن اذنك ”
سأله فهد بفضول ” مين دي ”
” زي ما سمعت بنت عمي ”
” بس ؟! ”
” اه بس و مخطوبة ريح و ان شاء الله نفرح بيها قريب و نخلص”
ضيق عينيه بشك ” مش مصدقك بس ماشي احكيلي ده أنا صاحبك حتى ده احنا عشرة اسبوعين يا راجل ”
تذكر كيف رأه اول مرة هو صنع له فخ كاد يقتله ” صاحبي اه ده انت كنت هتموتني علشان تتاكد من قدراتي يا عم أوريك رجلي الي لسه متعلم عليها ”
دخل به لمنزلهم ليجلسه في غرفة المعيشة ” دقيقتين وجاي اروح اسلم عليهم بسرعة بس ”
جلس فهد في هذا المنزل على استحياء المرة الاولى التي يدعوه احد الأصدقاء لمنزله
رفع هاتفه مهاتفاً رئيس حرس والده الذي اجابه فوراً ” فهد بيه في حاجة حصلت حضرتك ”
تنهد بقوة متمنياً ان يصل لتلك الفتاة ” لا مفيش حاجة بعتلك لوكيشن عايز توصل عليه عربيتي و في بنت اسمها غزل بتقول عندها ٢٢ سنة و مصرية عايز كل المعلومات عنها ”
تحمحم الراجل ” اسمها غزل بس طب و باقي اسمها او اسم والدها مفيش اي معلومات تانية ”
فقد أعصابه التي لا يمتلكها في الفترة الأخيرة ” هو أنا لو اعرف اكتر من كدة هستعين بيك ليه ”
سمع صوت صديقه و هو يخبر والده ” يلا يا بابا سايبين فهد لوحده ” لذلك اغلق مع الاخر سريعاً واقفاً باحترام
دخل الاثنين لينطق مراد و فهد في نفس واحد ” فهد / عمو مراد ”
وزع زين نظره بين الاثنين بعدم فهم ” انتوا تعرفوا بعض ؟!”
اقترب منه الاخر معانقاً اياه بخفه ” اه ده ابن عمك ليث ”
اعاد زين الاسم في عقله ” فهد ليث الطحان أنا بردوا بقول الاسم ده مش غريب عليا ”
قبل ان يتحدث احدهم قاطعهم هذا الغزال الشارد الذي دخل عليهم كالإعصار ” بابي ماما مش عايزة تخليني اروح مع عز ”
بهت وجه فهد و هو يراقبها بابي هل هي شقيقة صديقه اوقفها والدها بلطف ” حد يخش كدة يا غزل ”
تفحصت الوجوه حولها لتتحمحم ب احراج ” سوري معرفش ان عندنا ضيوف ”
كان الآخر يراقب طلتها بهذا اللباس و خصلات شعرها التي تعانق أردافها ب اثارة تبا هذا ما كان ينقصه ان تنظر له بتلك الطريقة بالطبع تذكرته
قاطع نظراتهم تحدث زين بحنو و هو يعانقها ” و دي بقى يا سيدي آخر العنقود غزل في ثانوية عامة ”
وقف مرحباً بها ليمد يده للسلام عليها و هو يسيطر على ملامحة و ردة فعله بصعوبة عن اي ثانوية يتحدث هذا ” تشرفنا يا انسه أنا فهد ابتسم بهدوء و هو يرى توترها فهد الطحان ”
توسعت أعين غزل بعدم تصديق بعد تحدثه بالعربية لتبتلع بصعوبة و هي تسحب يدها من يده ” أنا أسعد ”
ليحدثها والدها بلطف ” كنتِ بتقولي ايه يا غزل ”
ابتلعت رمقها بصعوبة و هي تنقل نظرها بين فهد و شقيقها ثم والدها ” مفيش حاجة حبيبي عن اذنكم ” و ركضت من امامهم
تنهد ساحباً انفاسه ولا يعلم هل يحزن ام يسعد ؟! تلك الفتاة اصغر من اخوته و ربما تصغره ب عشرة سنوات او اكثر
وصل له حوار زين مع والده ” عايزة تروح مع عز فين يا بابا ”
” تلاقيها عايزة تروح بيت عمك سليم بس ملهاش لازمة ما بكرا أنا و ماما و اخوك رايحين و هي اكيد جاية معانا اه صح يا فهد أنا مبشوفكش هناك خالص ايه مبتحبش التجمعات العائلية ”
اجابه بتوهان واضح و هو يجمع حديثهم في عقله ” اه فعلا بس علشان شغلي و كدة معلش يا زين و عن اذنك طبعاً يا عمو أنا لازم امشي علشان بابا لسه قافل معايا ”
رفض ذهابه مراد ” ليه يا ابني اقعد أتعشى معانا حتى انت جاي في ايه و هتمشي في ايه ”
” معلش مش هقدر فرصة سعيدة اكيد هنتقابل تاني ”
” طب استنى هوصلك هتروح ازاي من غير عربية ”
رمق ساعته حاسباً الوقت الذي مر من تحدثه على الهاتف ” زمان عربيتي وصلت قدام الباب أصلا ريح انت النهاردة و نبقى نتكلم بكرا ”
عاد لمنزله و هو يحدث نفسه طوال الطريق بجنون واضح ” ١٦ سنة ولا ١٧ سنة يا نهار مش فايت أنا ايه الي وقعني الواقعة دي”
ماذا سيفعل الان كيف سيحل هذا الأمر و لما كذبت عليه تلك الساحرة الغجرية التي القت عليه سحر ما ، يجب صدقاً ان يستعين بطبيب ليخبره عن حالته تلك
لكن ماذا سيخبره و كيف؟! عبر بوابة قصر الطحان ليترك سيارته امام الباب داخلاً للداخل ” يا اهل المنزل أنا جيت ”
اول من ركض عليه كانت والدته بلهفة واضحة و اشتياق كونها لم تراه لما يقارب ستة اشهر عانقته بقوة ” يا حبيبي حمدالله على سلامتك نورت بيتك يا قلبي كدة متقولش انك جاي كنت عملتلك الأكل الي تحبه ”
الطعام الذي سيحب ان يأكله الان هي شفتي غزل ليس إلا شفتيها و جسدها كل قطعة بها سيحب ان يقطمه ب اسنانه
إذا اخبر والدته اسم فتاه يتمناها دون ابنة خالته سيليا ستصاب ب ذبحة صدرية هي تعيش على هذا الأمل الان
هزته بخفه ” مالك يا حبيبي سرحت في ايه ”
قبل جبهتها بعمق ” ولا حاجة حبيبتي بس تعبان شوية و محتاج ارتاح اومال فين ليث باشا ”
دارت بعينيها في المنزل ” في مكتبه غالباً تعالى نشوفه سوى ”
دخل بها و هو يلف ذراعه حول كتفيها ” و غيث فين ”
” تلاقيه في أوضته فوق او في النادي ”
دخلوا على ليث المكتب انتفض واقفاً مع رؤيته لابنه البكري فاتحاً ذراعيه له ليلبي الاخر نداءه فوراً معانقاً اياه مسح على ظهره بحنو ” حمدالله على سلامتك يا حبيبي طولت اوي المرادي ”
ابتسم له فهد مقبلاً جبهته ف يده ” الله يسلمك معلش غصباً عني في حاجات كتير اوي حصلت السفرية دي بس نبقى نتكلم عليها بكرا بقى بعد ما نرجع من عند ابن خالتك ”
لم يعطيهم فرصة ل الاستيعاب و هو ينسحب من بينهم ليعيد ليث حديثه بعدم استيعاب ” نرجع ده معناه انه هيجي معانا بكره و عرف منين أصلا ده عمره ما عملها ”
على عكس زوجته التي هللت بسعادة ” بس يبقى ناوي يعمل الي بطلبه منه و يشوف بنت خالته ”
حرك رأسه بقله حيلة و هو يفكر فيما قد يبدل رأيه و يجعله يذهب لهناك
صعد الاخر ل الأعلى فاتحاً هاتفه و عبث به قليلا ليحصل على رقم هاتف تلك الكاذبة الصغيرة في خلال دقائق و حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي
وجدها تغلقهم جميعهم للأصدقاء فقط اي يجب ان يصبح من متابعينها و يعلم انها لن تقبل طلبه، لنقل الان على الاقل
لكن هذا لن يمنعه من العبث قليلاً يمكنه بسهوله اختراق حساباتها لكن لن يفعل الان ليتحدث معها غدا و بعد ذلك يقرر
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
استيقظ فهد ب نشاط استغربه عائلته خاصة و هو حريص على ارتداء ملابس شبابية
حيث تأنق ب قميص باللون الفيروزي فاتحاً اول أزراره ليظهر صدره العريض على شورت صيفي ابيض يصل ل ركبتيه صفف خصلات شعره بعناية كان اكثر اهتماماً بمظهره و ان تكن رائحته ظاهرة عاد ك فهد المراهق
و هذا الذي لاحظه والده الذي يحفظ ابنه ظهراً عن قلب
هناك في منزل سليم العامري الذي زاره نصف عائله مراد عز الدين تقريباً من مراد و بسمله و غزل و عز
رغبة في اخذ ميعاد رسمي مع سليم لينهوا امر عز و سيدرا في هذا الصيف
ارتدت غزل فستان باللون الفيروزي الذي ناسب لون عينيها و بشدة قصير ذو حمالات يناسب سنها الصغير فاردة خصلات شعرها التي تعانق اسفل ظهرها ب اثارة خطر على احدهم
اخذها سليم بين ذراعيه تلك الصغيرة وُلدت على يده و كبرت امام عينيه مع أطفاله ” ايه يا غزال مستعدة ل الثانوية ”
عبست بتفكير ” يعني مش اوي بس انتوا بتخوفوني و ابنك الرخم بيخوفني ”
اشار تميم على نفسك ” أنا رخم يا غدارة بت انتِ مبيطمرش فيكي على فكرة ”
عرض عليها سليم بلطف ” ده فاشل ده ملكيش دعوة بيه خليكي مع الدحيح الي دخل طب مستريح ده ”
اكدت سيفدا على حديثه راغبة في وضع تلك الفتاة مع ابنها في امر يقرّبهم ” عنده حق يا غزل زين فاهم كويس اوي و هيساعدك احسن. ”
تنهدت بتفكير ” هشوف لو احتجت حاجة أنا كدة كدة معايا بابي و مامي و يزن فاهمين اكتر اعتقد ”
في الخارج امام باب المنزل توقفت سيارة ليث الذي كان بها هو و زوجته يلحقه فهد بسيارته و معه أخيه
دخلوا ل الداخل ليواجهه تلك الصغيرة التي كان يشاكسها تميم راقب ما ترتديه بضيق ماذا تظن نفسها تلك الفتاة هل تظن انها لازالت طفلة
انسحب سليم من بينهم مرحباً بهم “ايه ده فهد باشا بنفسه منورنا ده من ايه ده ده حدث سنوي ده ولا ايه ”
ابتسم له بحرج و هو يعلم ان ربنا سيقيمون حفله عليه اليوم ” معلش و الله غصباً عني انت عارف ” عانقه و هو يراقب تلك الصغيرة خلفه التي اصفر وجهها و جحظت عينيها ناظرة له ببهوت تابع عودتها للخلف خطوات معدودة حتى اختفت او هربت كما قال هو
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
رحب به الجميع بينما هو عينيه معها و فقط
ها هم جالسين حول سفرة الطعام و هو معهم ، مرات معدودة التي تجمع بها مع العائلة بأكملها على الطعام لكن اليوم مختلف ف هي جالسه هنا مع عائلتها كذلك
لم تنزل عينيه من عليها طوال جلسته لكنه كان حريص ان لا ينتبه له احدهم لاحظ تعامل تميم ابن عمه سليم معها بتلك الطريقة و هذا ازعجه جداً
على حد علمه انهم اصدقاء ليس إلا يتمنى ذلك صدقاً .
كان يحاول ابعاد تفكيره عنها لكنها تتجاهله و كأنه غير موجود اخيراً انحنت دانة على اذنه لتخرجه من دوامته ” مش ناوي تريح قلبي و تكلم عمك سليم على سيليا الاجازة دي ”
ابتسم بسخرية و لا يعلم ماذا يخبرها تلك ؟!هل يحطم أحلامها عن ارتباطه ب ابنة خالته و يخبرها عن وقوعه لتلك الصغيرة الكاذبة الجالسه هناك ؟!
تنهد بقوة ليجيبها بهدوء ” مش وقته يا ماما بعد اذنك ”
زفرت انفاسها بضيق و لا تعلم سبب رفضه و تأجيله للأمر بينما هو رفع هاتفه ليرسل لها تلك الرسالة ياريت بعد الاكل تستنيني عند الباب الخلفي الي بيطل على الجنينة
اهتز هاتفها لتخرجه من حقيبتها متفحصه اياه و اجابته بلا تردد لأ مش هخرج أصلا مفيش كلام بينا
ارتفع حاجبه بحدة ليكتب لها نفذي الي طلبته مش هعيد كلامي تاني ألاقيكي بره بدل ما تحصل شوشرة محدش هيحبها
ابتلعت بتوتر وضح عليها و و بشده ليلتفت لها عز شقيقها سائلاً اياها بقلق ” مالك يا روحي في حاجة حصلت ”
حركت رأسها نافيه لتكذب عليه و تلك المرة الاولى التي تفعلها معه هو بالذات ” لا بس حاجة مهمة خاصة بالدراسة بعد الاكل هبقى اكلم صاحبتي اسألها ”
انتهى طعامها لتتحرك بهدوء محاولة عدم لفت الأنظار للمكان الذي اخبرها عنه وجدته هناك يقف بهيئته الرجولية و خصلات شعره المتساقطة على عينيه
وقفت امامه تحاول اخفاء توترها لتخبره بشجاعة لا تمتلك نصفها ” عايز ايه انت واحد كذاب ”
ابتسم نصف ابتسامة كانت ساحرة لكن مخيفة و ارتفع حاجبه ب استنكار واضح ” أنا واحد كذاب و انتِ ايه ”
صمتت بينما هو كان يراقبها عن كثب خاصة و هي قريبة منه بتلك الطريقة و تلك الهيئة اقترب منها بوجهه حتى لامست انفه خاصتها لتبتعد ك ردة فعل للخلف لكن سبقتها ذراعيه التي التفت حول خصرها خرج صوتها الخائف بتوتر ان يراهم احد سوياً ” انت عايز مني ايه ”
” ليه كذبتي عليا و قلتي ان عندك ٢٢ سنة ”
لتباغته بسؤالها كذلك ” و انت ليه كذبت عليا و فهمتني انك أجنبي”
التمعت عينيه بمكر تنعته بالكاذب و تنسى نفسها هو لم يتحدث حتى ليكذب ” أنا مكدبتش انا لما اتعرفت عليكي كنا بره مصر مقولتلكيش حتى أنا منين انتِ الي اقتنعتي ب ده و صدقتيه من غير ما تسألي و قلت ان اسمي ليو لان أنا كنت في مهمة و بعد ما عرفتي اني زميل اخوكي اكيد فهمتي طبيعة شغلي ”
بللت شفتيها لتبرر له بحقيقة الامر ” مكنش ينفع اقولك سني الحقيقي بسبب المكان الي شوفتني فيه ”
لم يكن معها بالأصل كيف يستطيع ان يفعل و هو بقى يبحث عنها كالطيف و الان هي بين ذراعيه و اخيراً ، شعرت به يلصقها به تباً قربهم اصبح لا يحتمل هي تشعر بكل قطعة من جسده تسحق خاصتها ،حاولت التملص منه ” لو سمحت يا استاذ ابعد شوية ”
قهقه بخفة ” أستاذ اسمي فهد يا غزل اسمي ايه ”
كانت يدها فوق يده تحاول فكها من حولها لتنظر له ب أعين لامعه من توترها من ان ممكن ان يأتي احدهم و يراهم في هذا الوضع ” فهد لو سمحت ابعد مينفعش كدة كانت عينيه مع شفتيها المغوية التي نطقت اسمه لتُعيدها على مسامعه فهد ب..”
قبل ان تكمل حديثها كان قد هبط قابضاً على شفتيها بين خاصته ابتلع شهقتها بشفتيه التي التهمتها بتروي بينما هي تحاول الابتعاد عنه بشق الأنفس ليلصقها بالحائط خلفها متابعاً تقبيلها بعقل مغيب مانعاً ابتعادها بل رافضاً فكرة ابتعادها و كفه بين خصلات شعرها ليحرره من عقدته تلك و يتمتع ب لمسه
و اخيراً دفعته عنها لتنزل على وجنته بصفعة مدوية قائلة ب انفاس لاهثة مُتأثرة بقبلته التي كادت ان تستسلم لها و متجاهلة صدمته و هو يضع كف يده على وجنته المصفوعة من تلك الصغيرة ” انت واحد قليل الادب و أنا مش عايزة اعرفك تاني ”
تحركت بخطوات سريعة و خصلات شعرها تتطاير خلفها
للداخل لتدخل اول حمام وجدته
بينما هناك لدى فهد كان يضع يده على وجنته و في الوقت ذاته لسانه يمر على شفتيه بتلذذ و كأنه يعيد القبلة في عقله لكن سرعان ما فاق على نفسه و هو ينهر ذاته بشدة ” بتعمل ايه فهد انت اتجننت دي عيلة صغيرة لسه يدوبك ١٧ سنة ”
عاد للداخل مرة اخرى ليجدها عادت بعد عدة دقائق بشفاه منتفخة قليلاً لا يعلم هل حقاً انتفاخها ملفت ام ان كونه الذي قبلها يرى هذا بوضوح
اقترب منها تميم تحت أنظاره الثاقبة ليمد يده لها بهذا الطبق الذي يحتوي على فواكه مشكله من أنواع التوت البري و الفراولة الطازجة مرر لسانه على شفتيه مستعيد طعم قبلتها في فمه تنهد بقوة راغباً بها كيف لفراولة ان تتناول فراولة
متابعاً بعينيه تلك الابتسامه التي ابتسمتها ل تميم شاكرة إياه بخفوت لكنها طلبت من شقيقها الرحيل لا تريد البقاء في مكان يتواجد هو به ” عز لو سمحت روحني ”
وضح على وجهه الرفض و كونه لا يريد الذهاب الان لذلك قبل ان يجيبها هو تدخل فهد في الحديث ” أنا كدة كدة رايح لزين في شغل ممكن أوصلها في طريقي و انت كمل قعدتك عادي ”
توسعت عينيها بهلع ليصمت عز لبرهة بتفكير ” لو مستعجلة تروحي ممكن تروحي معاه عادي ”
مع رحيله ستبقى هنا للأبد بالطبع لكن كيف ستبرر هذا بحثت بعينيها عن والديها ” هو بابي و مامي فين ”
مسح عز على خصلاتها بحنو “انتِ عارفة انهم قبل ما يجوا عندهم خطة تانية ”
انتهى بها الامر تجلس بجانبه في السيارة لكنها لم تلتفت له بل كانت تنظر من النافذة على عكسه هو الذي كان عين على الطريق و عين عليها
خرج صوته خافت ” غزل ممكن تبصيلي ”
لفت عينيها الساحرة له ” انت عايز ايه مني ”
هدل كتفيه بعدم ادراك ” لغاية دلوقتي معرفش انتِ كملتي ١٧ سنة امتى ”
لتصدمه ب اجابتها ” لسه بعد يومين هكمل ١٧ سنة ”
ضرب على عجلة القيادة بضيق و فكرة انه مثار و قَبل طفلة في السادسة عشر من عمرها او في السابعة عشر تجعله يشمئز من نفسه ليصرخ بها بضيق ” يعني مش كدبتي بحاجة تتقبل لا كبرتي نفسك ٦ سنين مثلاً ”
دمعت عينيها من صراخه لتطلب منه بغصة تحكمت بها بسبب رغبتها في البكاء ” لا خمسة بس و بعدين أنا مكنتش متوقعة اني هشوفك تاني أصلا روحني و انت ساكت بعد اذنك ”
اوقف سيارته جانباً متنفساً بقوة لتلتفت الاخرى حولها ” انت وقفت هنا ليه ”
لم يتحدث فقط سحبها لبين ذراعيه بقوة رغماً عنها تململت بضيق محاولة الإفلات منه ” ابعد عني يا متحرش أنا غلطانة اني وافقت امشي معاك أصلا ”
خرج صوته محذراً و هو يحاول أن يسحب اكبر كم من رائحتها داخله ” تعرفي تسكتي ”
صمتت بتوتر و انفاس سريعة ك ضربات قلبها همست له ب ارتجاف بسبب رأسه المدفون في رقبتها الان ” فهد ارجوك ابعد انت عارف ان كدة غلط و حرام ”
ابتعد عنها ليقود السيارة دون ان يلتفت لها مرة اخرى و بسبب سرعته وصلوا ل منزلها في عدة دقائق كادت ان تهبط من السيارة لكنه اوقفها قابضاً على يدها ” انهي بلكونة من دول بتاعت اوضتك ”
اشارت له على خاصتها دون تفكير قبل ان تفلت يدها من يده راكضة إلى الداخل
ارسل رسالة ل زين كونه اوصل شقيقته و سيذهب حتى لا يقع في اي تساؤلات لاحقاً و عاد لمنزل عائلته عالماً انه لا يوجد احد منهم عاد بعد
صعدت الصغيرة لغرفتها ب وجه مخطوف ك ضربات قلبها لمست شفتيها ب أصابع مرتجفة و شعرت برائحته التي التصقت بخاصتها
وصل فهد لمنزله و هو يردد ب هزيان واضح ” بتقول لسه هتكمل ١٧ سنة يعني حتى دول مكملتهمش ليه ياربي العقاب ده ”
وصل له إشعار لهاتفه ليجده منها > ممكن لو سمحت محدش يعرف انت شوفتني فين في فرنسا
قرأ الرسالة و لم يجيب عليها هل هذا صدقاً ما يقلقها ماذا عن انقلاب حياته بسببها
يجب ان يفعل بها ما فعلته به هي
توقعاتكم ؟؟
فهد و غزل ؟
زينة و عاصم ؟!
ادراك عاصم انه لو حب زينة هياخذ عليها يزن غصب 😂😂
تفتكروا في حاجة بين دين و فريدة ؟! او كان في ؟!
تفتكروا دانة هتعمل ايه لو عرفت ابنها عايز مين ؟!
جنون فهد لما عرف ان كل الي هو فيه ده بسبب بنت مكملتش ١٧ سنة 😅💔
توقعاتكم ؟!
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية الثنائي العظيم) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.