رواية الثنائي العظيم – الفصل الخامس
صعدت الصغيرة لغرفتها ب وجه مخطوف ك ضربات قلبها لمست شفتيها ب أصابع مرتجفة و شعرت برائحته التي التصقت بخاصتها
وصل فهد لمنزله و هو يردد ب هزيان واضح ” بتقول لسه هتكمل ١٧ سنة يعني حتى دول مكملتهمش ليه ياربي العقاب ده ”
وصل له إشعار لهاتفه ليجده منها > ممكن لو سمحت محدش يعرف انت شوفتني فين في فرنسا
قرأ الرسالة و لم يجيب عليها هل هذا صدقاً ما يقلقها ماذا عن انقلاب حياته بسببها ماذا سيفعل الان كيف سيتخلص من ما اصابه
في منزل مراد عز الدين تحديداً في الحديقة التي كان يستجم بها زين بعيداً عن الجميع
وصل له رسالة فهد ليتنهد قبل ان يتصل به و لحظات و وصل له صوت الاخر المهموم ” يا ساتر ايه يا عم في حد مات ولا ايه اوعى تكون عملت حاجة في اختي اطلع اشوفها لو ناقصة ذراع ولا كله في السليم ”
تحمحم جالياً صوته ” لا هي زي الفل اعتقد يعني و إذا صعدت ستجد رائحتي على جسدها لكن بالطبع لم يخبره بهذا ايه هتقضي إجازتك ازاي ”
فكر للحظات ” هنخلص عيدميلاد غزل بس و بعد كدة نفكر هنعمل ايه ك عيلة ”
عيد ميلاد الصغيرة المدللة الكاذبة ” إحساسك ايه يا زين و انت عندك اخت اصغر منك ب ١٠ سنين ”
تذكر حمل والدته بها الذي عاش معها كل تفاصيله لكونه كان طفل واعي في تلك الفترة ” بحس أنا و عز انها بنتنا مش أختنا كانت مولودة جميلة اوي و كل ما بتكبر بتحلى ليها نصيب من اسمها ”
ابنته بالطبع يجب ان يقول ذلك ،إذا بقوا يتحدثون عنها لن يمر الأمر عليه ” طب مش هتقولي ايه حوار فريدة دي ”
قبل ان يجيبه وجدها امامه ليعتدل في جلسته تاركاً الهاتف الذي بقى مفتوح قبل ان تفتح فمها للتحدث ” خير في حاجة لو عايزة غزل او زينة الاتنين جوه مش مخبيهم هنا ”
جلست امامه مبتسمة ب استفزاز ” في ايه يا زين هو وجودي عاملك أزمة ليه ما تتعامل عادي يا ابن عمي ”
ابتسم نصف ابتسامة كانت فتاة جميلة ب أعين فيروزية و خصلات شعر كستنائية كما يتذكر قبل ارتدائها ل الحجاب الذي كان ترتديه و تخلعه بتردد واضح ” طب يا بنت عمي خير عايزة مني ايه ”
” ولا حاجة جاية اتطمن انك لوحدك و شكلك هتفضل كدة و اخد رأيك في ميعاد فرحي ”
خرج منه فمه قهقه قوية ليجيبها بوقاحة ” انتِ فاكرة ان البنات كلهم زيك ولا ايه و بعدين أنا مالي و مال ميعاد فرحك هو أنا الي هدخل ولا المحروس”
شهقت بتوتر ” ايه الألفاظ دي ما تحترم نفسك ”
” لما تحترمي نفسك انتِ الاول و تحترمي صاحب الدبلة الي أنتِ لبساها يا يا بنت عمي ”
كان يستمع فهد ل الحوار الدائر ب انصات حتى خطوات تلك الفتاة المبتعدة ليعيد زين الهاتف على أذنه مستمعاً لسخرية الاخر ” قولي بقى يا ابن عمي ”
ضحك رغماً عنه ” انت رايق و الله ”
دعا له من قلبه ” تروق روقتي يارب و تحس الي أنا حاسه ”
” عارف انك بتدعي عليا مش بتدعيلي ”
” لو عوزت تحكي أنا موجود عمتاً سلام يا ابن عمي ”
حرك رأسه بقلة حيلة و هو يغلق معه الهاتف
وجد يزن يتحرك ذهاباً و اياباً بضيق ليقترب منه بترقب ” ايه في ايه انت كمان ”
توقف ليضم نفسه بذراعيه و خرج صوته المتذمر ” ابوك وافق ان زينة تنزل مع عاصم نصار تدريب ”
هدل كتفيه بعدم فهم ” طب و ده يزعلك في ايه ”
ردد بجنون و لديه افكار سوداوية ” هتنزل لوحدها عارف يعني ايه يعني هتلاقي كل اسبوع في عريس مشرفنا هنا و عاصم بيقولي انت صيدلة تيجي عندي تعمل ايه ”
فتح فمه بعدم تصديق ” انت عايز تنزل معاها يا بني انت مش عندك تدريبك الي لازم تحضره أصلا و بعدين وصي عليها عاصم انت عارف ابوك بيحبه و بيثق فيه قد ايه ”
ارتفع حاجبه بسخرية هو لا يثق في هذا العاصم كذلك ” يعني عاصم ده سوسن مثلاً ما هو راجل هو كمان ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
صباح اليوم التالي في عيادة خاصة ل أمراض الذكورة كان يجلس فهد امام هذا الطبيب الذي لجأ له ليفسر له حالته
لكن كانت كل ردوده تستفزه اكثر و تشعل أعصابه ” يعني ايه كويس و زي الفل اومال الي أنا فيه ده ايه معمولي عمل يعني ”
ابتسم عليه الطبيب و هو يرى بوضوح جنونه ” احنا متعلمين يا فندم ”
” طيب أنا مستني تفسير علمي ل الي أنا فيه ”
تنفس بعمق ليخبره بصبر يُحسد عليه لكن كان فهد يجده مستفز ” مفيش تفسير علمي واضح انت زي الفل تقدر تتجوز و تجيب بدل العيل عشرة التفسير هنا نفسي طبيب نفسي يقدر يفيدك لو عايز بس النتيجة واحدة قلبك و عقلك و يمكن جسمك كمان عايز البنت دي و بس ”
صرخ بانفعال و قد فقد أعصابه صدقاً ” يعني ايه هفضل سوسن كدة لغاية لما يتحن عليا منها طب و شغلي و حياتي ”
حاول تهدئته قدر المستطاع ” طب احنا ممكن نجرب منشطات بس ده هيأثر عليك بعدين ”
كانت اجابته انه وقف راحلاً من امامه بعقل مفقود
دقائق و وجد نفسه يقف بسيارته امام الباب الخارجي لمنزل عز الدين التف حوله بعدم استيعاب لسبب مجيئه إلى هنا و في تلك الساعة من النهار
ضرب رأسه بخفة بعجلة القيادة عدة مرات كان يفكر في الاختفاء و ها هو يقف هنا كالمدمن الذي يركض للحصول على جرعته راقب خروج السيارات من امامه تباعاً بداية من سيارة زينة ثم والدها ثم يزن
اي يتبقى الان ثلاث بالداخل و هي بالطبع بعد سيطرته على هاتفها يعلم انها بالداخل و لم تبرح مكانها
رمق تلك الشرفة التي اشارت عليها امس ليتنهد بقوة مبتعداً بسيارته ليصفها بعيد عن الأنظار قليلاً قبل ان يعود كالفهد في تحركاته و لخبرته كان في خلال عدة دقائق بالداخل يقفز من خلال تلك الشرفة
ما ان وصل هناك حتى تنفس بقوة لقد كان هذا وشيكاً في عز الضهر حرفياً
رمق الغرفة الفارغة حوله الغارقة في صورها منذ ان كانت رضيعة بين ذراعي والدها ليقترب منها متحسساً اياها ب ابتسامه كانت جميلة و لطيفة جدا
تابع بعينيه التغييرات التي حدثت في شكلها مع مرور السنوات عينيه كانت لامعة يبتسم مع صورها اللطيفة و يعبس مع عبوسها اللطيف في بعض الصور هي قابلة ل الأكل
افاق من مشاعره مع سماع صوت فتح باب الحمام الصغيرة هنا
كانت على وشك الصراخ لتجده يضع كفه فوق شفتيها محذراً اياها ” هششش ده أنا ”
لم يستطع منع عينيه الراغبة من تأمل جسدها الذي لا يغطيه سوى منامتها الرقيقة
ابعد كفه عن شفتيها الندية ك باقي جسدها و خصلات شعرها كذلك ليمتد كفه دون إرادة منه متحسساً اياه و عينيه لم تبرح عينيها المتوسعة التي يشعر بالغرق ناظراً لها
و لكونه إذا نظر لمكان آخر غير وجهها سينتهي به الأمر دافعاً اياها على هذا الفراش خلفه
صمت يغلفه دقات قلبهم المسموعه و انفاسهم كذلك اقترب منها كالمسحور حتى كادت ان تتلامس شفتيهما مرة اخرى مع توسع عينيها برعب غير قادرة على منعه من لمسها و تقبيلها لكن تلك الدمعة التي سقطت من عينيها منعته بل أحرقته
ادرك رعبها من تواجده و من التلامس بينهم و هذا لا يريده هو لا يريد ان يبتعد عنها غير مدركاً الخطر الذي سيحاوطها بسببه
مسح اسفل عينيها بلهفة ” غزل انا مش هأذيكي انتِ خايفة مني”
شفتيها المقلوبة ف عينيها الواسعة التي تجمعت بها تلك الدموع اللعينة عانقها له بقوة ماسحاً على ظهرها بحنو ” هشش اوعي تعيطي مينفعش تعيطي ”
خرج صوتها هامس بغصة ” ابعد عني علشان معيطش ”
مش هقدر هذا الذي كان يريد لسانه النطق به لكن منعه عقله بشدة
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
على بعد منهم تحديدا في هذا الصرح العريق مجموعة نصار
دخلت زينة بعد ان أعطت لنفسها دروس عدة في الثقة و عدم الخوف لذلك صدح صوت كعبها في الأرجاء الهادئة بل العملية الشديدة
سارت ب خطوات واثقه حتى وقفت عند الاستقبال لتبتسم لها الفتاة ” خير يا فندم اقدر اساعد حضرتك في حاجة ”
ابتسامة الفتاة كانت مريحة لذلك ابتسمت هي بدورها لتعيد عليها الحديث الذي قاله لها عاصم ” أنا زينة مراد كنت جاية علشان خاطر التدريب ”
” اه اه طبعاً اتفضلي يا فندم مستر عاصم في مكتبه ”
أرشدتها ل الطريق لتسير خلفها متبعة اياها حتى توقفت امام هذا المصعد الخاص لتشير لها ” ده أسانسير خاص بيهم الدور الأخير مكتب مستر عاصم و مستر جسار بالتوفيق ”
انغلق باب المصعد لتتنفس بعمق و عينيها على تلك الشاشة التي تعرض ارقام الطوابق
ما ان خطت ساحة مكتبه حتى وجدت مكتب السكرتيرة فارغ لذلك وقفت عاجزة لا تعلم ماذا يجب ان تفعل اقتربت من باب مكتبه بخطوات بطيئة لتدق الباب مرتين ثم دخلت ليواجهها مظهره الفاقد ل أعصابه بغضب واضح و هو يشير لأحد التصميمات ثلاثية الأبعاد امامه
خرج صوته الغاضب ظاناً انها هذا الرجل الذي طلب من مساعدته استدعائه ” شرفت يا باش مهندس ”
توقف للحظة، ثم أدرك أنها ليست الشخص الذي كان يتوقعه. تنهد بعمق، محاولاً كبح غضبه، ثم نظر إليها بإمعان كما لو كان يستعيد تركيزه.
حاول ان يخرج صوته هاديء و هو يشير على مقعد من من مقاعد الطاولة التي يقف امامها و موضوع عليها التصميم ” معلش افتكرتك حد تاني اتفضلي اقعدي يا باش مهندسة ”
جلست بهدوء، ظهرها مستقيمٌ وعيناها تلتقيان به دون خوف، رغم التوتر الذي تشعر به. حاولت ألا تُظهر أي ارتباك أمام غضبه الواضح.
ليصدمها بسؤاله ” تقدري تقوليلي ايه الغلط هنا ”
كان الامتحان غير متوقع، لكنها لم تتردد. أخذت نفسًا عميقًا، ثم أبدت ملاحظاتها بثقة، مستخدمةً ما تعلمته خلال دراستها.
لاحظ عاصم تركيزها، فبدأت ملامح غضبه تختفي، ليحل محلها اهتمام خفي. ربما كانت زينة مختلفة عمن توقع ” هايل كدة اقدر اقولك بثقة نورتي المجموعة و مكانك محفوظ يا زينة ”
لم يكن هو الوحيد الذي يستمع لها بل احد المهندسين الذين كانوا يقفون كذلك ليعقب عليها ب اعجاب عملي بحت ” برافو يا باش مهندسة الشركة كسبت مهندسة جديدة قديرة بمكانتها هنا ”
علق عاصم بتهكم ” طالبة و اكتشفت الغلط ده لمهندس ليه خبره اكتر من عشر سنين ده يثبت ان المهندس ده ميستحقش المكان الي هو فيه عامر خلي الحسابات يخلص معاه النهاردة آخر يوم ليه في الشغل ”
شهقت بعدم تصديق و هي تجد الاخر يوافقه الرأي قبل ان ينسحب تاركاً اياهم سوياً
لتنهيه بلطف ” لا لو سمحت هيترفد و بسببي لا مش يبقى اول حاجة اعملها اني أتسبب في رفد واحد ”
اخبرها بحدة وجدتها قاسية بعض الشيء ” احنا هنا مش بنلعب احنا في شركة ليها اسمها و وضعها و غلط زي ده اي حد يشوفه بسيط إلا مهندس عارف ابعاد أضراره كويس اوي ”
استغربت قسوته تلك و جديته الغريبة عليه التي لم تظهر في لقائهم الاول لتخبره بجرأة ” كلنا بنغلط و كلنا نستحق فرصة تانية تحول صوتها لتوسل ممكن لو سمحت تلغي الي قلته لعامر هفضل شايلة الذنب ده و محمله نفسي المسؤولية ”
لا ينكر ان عجبه ضميرها لكنه رفض بشده ليخبرها ب احد الحقائق عنه ” عاصم نصار مبيرجعش في كلمته يا باش مهندسة”
وأشارت إلى الزاوية اليمنى للتصميم ” بس الغلط هنا وارد و بعدين المشكلة هتتحل في ساعتين.”
صمت عاصم للحظة، ثم انفجر ضاحكًا لكن ضحكته هذه المرة كانت ممزوجة بإعجابٍ غير معلن” أنتِ جاية منين يا زينة؟”
أجابت بلمحة ذكاء” من المكان اللي بيعلّمنا إن الغلط مش عيب… لكن التمسك بالغلط عيب.”
تكملة الفصل
اول من قابله عامر كانت سهيلة الواقفة امام هذا المهندس الثلاثيني مع مساعدة عاصم الذي أرسلها ل استدعاءه قبل دقائق ليلتف ثلاثتهم له منتظرين حديثه اصطنع التفكير قليلاً قبل ان يرمي قنبلته ” للاسف يا رشاد عاصم بيه امر ب رفدك ”
ابتسمت سهيلة بثقة كونها تعلم ان تلك ردة فعل عاصم الطبيعية ” شوفت قولتلك مش هيتساهل معاك حتى لو ايه أنا عارفاه كويس اومال انت فاكره نزل مصر ليه ”
على بعد منهم في مكتب عاصم الذي كانت تحدثه زينة بلطف ” ها خلاص ساعتين و الموضوع هيتحل الغي رفده بقى ”
اقترب منها قليلاً و خرج صوته هامساً ” و مين الي هيحله في ساعتين انتِ ؟! لو انتِ يبقى هو ملهوش لازمة ”
لتصدمه بردها ” لا هو طبعاً كلمه و اديله الوقت ده لو مخلصهوش يبقى يستحق الرفد فعلاً ”
سحب الهاتف الخاص بمكتبه ” انتِ الي هتبلغيه يا باش مهندسة اسمه رشاد ”
لحظات و وصل لهم صوت هذا المهندس بعدما فَعل عاصم وضع مكبر الصوت لتتحدث هي بصوت واثق ” باش مهندس رشاد مستر عاصم قرر يدي لحضرتك فرصة لتعديل خطأك الي مش هيحتاج اكتر من ساعتين لو تم تعديله في حدود الوقت ده بصورة صحيحة حضرتك لسه في وظيفتك لو لأ يبقى فرصة اخرى في مكان آخر ” مع تلك الكلمة اغلق عاصم المكالمة ضابطاً ساعته
” اتفضلي معايا علشان اوريكي مكتبك و طبيعة شغلك ”
اخذها معه لهذا المكتب المقابل لمساعدته لتتساءل بعدم فهم ” هنا هكون السكرتيرة بتاعتك يعني ولا ايه ”
” اكيد لا بس انتِ طلبتي ان تدريبك يكون معايا و ده اقرب حاجة ليا و قريب اوضة مكتبك هتكون جاهزة و مين عارف يمكن تثبتي جدارتك و تكملي هنا ك مهندسة يُعتمد عليها و يبقى الموضوع مش مجرد تدريب صيفي ”
اجابته بغرور ” لا شكرا بابي هيفتحلي شركة خاصة و تابعت بنبرة ذات معنى اعتقد مش لذيذ خالص اني اشتغل تحت مدير قاسي زي مستر عاصم نصار ”
خرجت الكلمات من فمه دون ارادته ” فعلا كل ده في نص ساعة عرفتيه و بعدين دي مش قسوة ولا حاجة الي غلط يتحمل غلطه علشان يعرفوا هما شغالين فين و مع مين و اعتقد ده انتِ هتعرفيه قريب ”
اشار على الحاسوب ” هنا فيه المشروع الي شغالين عليه دلوقتي و تصوري المبدأي ليه ذاكريه كويس قبل ما تدخليلي بعد البريك علشان هتشتغلي معايا على المجسم الي هعمله للمشروع ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
عانقها لصدره و كفه يمسح على ظهرها بحنو شديد ” العيون دي متعيطش ”
ابتعدت عنه رافعة عينيها الساحرة له ” انت عايز مني ايه يا فهد ”
هدل كتفيه بعدم ادراك بعد لما يريده ” مش عارف لسه ”
كانت على وشك الصراخ في وجهه بجنون لكن شهقت بهلع و هي تستمع لصوت والدتها الذي يقترب من الغرفة لتسحبه معها عائدة سريعاً ل الحمام و اغلقت الباب خلفها
ليفتح هو مياه غرفة الاستحمام لحظات و وصل لها صوت والدتها المرتفع حتى يصل لها ” انتِ كل ده بتاخدي شاور يا غزل يلا حبيبتي أنا مستنياكي علشان تشوفي فستانك الي هتلبسيه بكرا”
حاولت ان يخرج صوتها هادي قدر الإمكان ” اوكيه يا مامي نص ساعة بالكتير و هكون عندك ”
آخر ما سمعته طلب والدتها منها ان لا تتأخر اكثر من ذلك و رحيلها اغلق المياه و هو ملتصق بها ” هما هيحتفلوا بيكي بكرا مش النهاردة بليل ”
همهمت له بخفوت لينحني على وجنتها مقبلاً اياها بعمق و هو يسحب اكبر قدر من رائحتها و هنا توقفت انفاس الأخرى ” كل سنة و انتِ طيبة مقدماً”
و رحل في لحظة كما ظهر في لحظة لتشهق ساحبة انفاسها بملامح مصدومة ولا تعلم ما الذي يريده منها هذا الرجل ، هل يجب ان تخبر والدتها ؟؟
غسلت وجهها بمياه باردة و هي تشم رائحتها و بالطبع رائحة عطره القوي التصق بها فعلت روتين بشرتها و رشة عطرها الخاص لتغطي على رائحته قدر الإمكان لتهبط بعد ذلك إلى الاسفل
حاولت الابتسام و ان تبدوا طبيعية عازمة على التحدث مع والدتها بطريقة غير مباشرة
وجدت والدتها جالسه تحتسي قهوتها و امامها المجسم المعلق عليه فستانها ” بصي عليه كدة يا غزل زي ما كنتِ متخيلاه ”
حركت رأسها لها بعقل شارد ” اه يا مامي كل الي طلبته موجود ”
اقتربت منها جالسة بجانبها لتترك فنجانها واضعة ذراعيها حول صغيرتها ” ايه يا حبيبتي مالك مين مزعلك ”
كانت الصغيرة تفكر كيف ستفتح معها الموضوع دون اثارة الشبهات ” محدش مزعلني بس بفكر عقلي مشغول شوية ”
عبثت في خصلات شعرها الطويل بحنو و هي تمرر اصابعها ” مشغول ب ايه يا روحي ”
كانت على وشك قص عليها كل شيء لكن تراجعت في النهاية ” بالثانوية و الضغط الي بسمعه عنها بس ”
ضيقت عينيها بشك ” بس فعلاً اتكلمي يا غزال متخافيش هو احنا مش صحاب ”
لترمي في وجهها هذا السؤال ” ايه الي يخلي الراجل يبوس بنت عدلت حديثها فوراً مع رؤية ملامح وجهها ليه بابي بيبوسك و ساعات كتير قدامنا هو مش عيب ”
تنهدت بقوة ” لا مش عيب احنا متجوزين و بعدين بابي لما بيبوسني قدامكم بتبقى بوسة عادية البوسة تعبير عن الحب يا غزل الحب ب اختلاف أنواعه يعني مثلا بوسة زي الي بتصبحي بيها عليا و على اخواتك و بابا و جدو ده نوع من الحب و في حب تاني الي هو بين الراجل و الست زي أنا و بابي كدة و زي عز و سيدرا بس احنا الاربعة متجوزين ف ده حلال و مسموح بيه غير كدة لأ يعني مينفعش اي ولد بيحب بنت يروح يبوسها مينفعش و حرام يا روحي و مش كل ولد بيبوس بنت يبقى بيحبها ”
حركت رأسها لها بتفهم قبل ان تبدل الموضوع ” ما تيجي نقوم نرقص بقالنا كام يوم مرقصناش زي ما احنا متعودين ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
في تجمع التوءم عز و زين في الشركة الخاصة بهم التي صنعت العديد من أنظمة الحماية الإلكترونية ل العديد من الشركات و المصانع في مصر و خارجها
كان يتضح الضيق على زين و عدم تركيزه لذلك لم يستطع عز الصبر او الصمت اكثر بل صرخ به ” هو في ايه يا عم ما ترسيني مبحبش اقعد اكل في نفسي كدة ”
تنهد بقلة حيلة ” بنت عمك ”
اعتدل ب اندفاع ” عايزة ايه احنا مش فضيناها سيرة و زغرطنا و رقصنا في خطوبتها ولا هي شغلانة ولا ايه ”
هدل كتفيه بعدم فهم ” المفروض كدة ابقى روح اسألها ”
اقترب منه بشك ” ولا انت لسه بتحبها ولا ايه في ليلتك الي مش هتعدي ”
ارتفع حاجبيه ناظراً له ” كنت بحبها لكن دلوقتي هي بنت عمي و بس ”
” كل ده ليه يا زين انتوا كنتوا كويسين مع بعض حقها انها مترتاحش لشغلك ”
” حقها مقولتش حاجة طبعاً بس هي عارفاني و أنا كدة و هي حابة كدة لا دي كانت فخورة بيا جدا عارفة الأزمة في ايه يا عز ”
سأله بفضول ” ايه ”
” الطريقة يا عز الطريقة معجبتنيش أنا مش هعرف أتعايش بالطريقة دي حسيت اني بتمسك من الايد الي بتوجعني بطريقة أنا محبتهاش من شوية كنت بحبها ف استخدمت ده ضدي لو أتجوزتها هتمسكني بالعيال بعد كدة هيبقى حياتها معايا كدة أنا عايز بنت تعرف تتعامل معايا تخليني لو سيبت شغلي في يوم علشانها اعمل كدة و أنا مبسوط و أنا راضي مش و أنا حاسس اني مغصوب لان لو حسيت اني مغصوب هكرهها ”
كان يستمع له عز بفم مفتوح و لتوه استوعب الأمر بل و سبب الانفصال الذي تم قبل عام تقريباً ” يعني هي قالتلك كدة و راحت اتخطبت ”
استرجع الطريقة التي اخبرته بها
” يعني ايه مش هتسيب شغلك علشاني ”
” مش شغلي ده الي كنتي طايرة بيه ايه الي حصل دلوقتي ”
” أنا عايزة جوزي يشاركني في كل حاجة مش اشوفه اجازات ساعات بتتقطع كمان ”
” و مفكرتيش في ده من الاول ليه فريدة أنا مش جاهز لخطوة زي دي على الاقل دلوقتي يمكن قدام اعمل كدة لكن دلوقتي لأ ”
اخبرته ب اندفاع ” تمام اوي يا زين و أنا من دلوقتي مش موجودة في حياتك و العريس الي جاي هوافق عليه و هتشوف لتكون فاكرني بهدد و بس خلي شغلك ينفعك ”
تركته و رحلت ليعلم من والده في اليوم التالي انه ذاهب ليكون حاضر في جلسة الاتفاق مع رجل تقدم ل ابنه أخيه و يتضح وجود قبول منهم
افاق من شروده على نغزة شقيقه ” يعني لو كانت قالتلك و اصطنع صوت فتاة يا زنزوني يا روحي أنا بخاف عليك يا روحي و عايزاك في حضني و معايا كنت هتسيب الشغل ”
ارتفع حاجبه مبتسماً نصف ابتسامة ” ساعتها يمكن أفكر ”
رفع يده داعياً ” يارب تيجي الي تخليك تستقر في بيتك ال twin house جاهز يا زوز ”
” طب و الخصوصية يا عز انت قليل الادب و اخاف على أخلاق مراتي المستقبلية منك ”
” لا أنا عملت زي ما ابوك عمل ادعيلي اجيب خمس عيال زيه”
قهقه عليه بخفة ” خايف يغفلنا و يجيب السادس و الله كفاية انه غفلنا و جاب غزل ”
اعتدل عز بلهفة “عيدميلادها بكرا الهدية بتاعتها لسه مجهزتش ”
راقص حاجبيه مغيظاً اياه ” أنا هديتي جاهزة و متغلفة على الله تعجب ست غزل بس ”
تحرك الاخر سريعاً متصلاً بزوجته لتنجده على عكس الاخر الذي حول تركيزه ل الحاسوب أماه ليمر بعينيه على آخر ما حدث هنا من تعاملات و صفقات
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
عودة لشركة نصار دخلت سهيلة ببدلتها الرسمية المكونة من تنورة قصيرة تصل قبل ركبتيها و سترة ذو اكمام لساحة مكتب عاصم
ليلفت نظرها وجود مساعدة عاصم مع تلك الفتاة التي تراها للمرة الاولى لكن يتضح من مظهرها انها فتاة من عائلة و ليست مجرد موظفة هنا
لتوجه حديثها لتلك الفتاة التي اسمها هنا ” مين الأستاذة يا هنا موظفة جديدة ولا ايه ”
رفعت زينة نظرها عن الحاسوب امامها لتجيبها ب ابتسامه ” لا الباش مهندسة زينة مراد متدربة في الصيف و بس حضرتك ”
حضرتك ماذا تظنها هل تبدوا كبيرة في العمر رسمت ابتسامة على وجهها بصعوبة ” حضرتك ايه بقى أنا مش كبيرة يعني تشرفنا هنا عاصم جوه مش كدة ”
حركت رأسها لها لتجدها تدخل دون استئذان على عكس ما دار امامها منذ الصباح لتنظر لها ب استفهام واضح لتجيبها الفتاة ببساطة ” قريبته تقدري تقولي بنت عمته و شغالة هنا من زمان ”
حركت رأسها بتفهم و هي تعود بنظرها و تركيزها على عملها هل أتت هنا للعمل ليس لمعرفة قصة حياة عاصم نصار
في الداخل كان عاصم منشغل فيما يفعله كارهاً ان يقاطعه احدهم لذلك مع دخول سهيلة رفع رأسه بضيق و خرج الحديث من فمه دون ان يرى من اتى ” من امتى و حد بيدخل من غير استئذان ”
خرج صوتها ناصي بدلال حتى تخبره انها ليست اي شخص ” أنا سهيلة يا عاصم ”
تحمحم بقوة ليحدثها بجدية ” ده لما تكوني جيالنا زيارة في البيت مع والدتك لكن احنا هنا في شركة و كل واحد ليه حدوده الي لازم يحترمها كونك بنت عمتي ميدكيش الأفضلية في اي حاجة ”
ابتسمت بصعوبة ” مش متعودة على الجدية دي يا عاصم عادي معظم الوقت بدخل من غير استئذان واضح انك لسه متضايق من الغلطة الي حصلت من رشاد الصبح جلست على المقعد امام مكتبه لتضع قدم فوق الاخرى و على اثر ذلك ارتفعت تنورتها عدة انشات بس انت لغيت رفده مش طبيعتك العملية خالص اعرف ان عاصم نصار مبيرجعش في كلمته ”
ابتسم نصف ابتسامة و عينيه على الساعة و قد بدأ العد التنازلي” عادي يا سهيلة مش اول واحد يغلط و بعدين لسة مش اكيد انه مكمل ”
بالخارج دخل هذا الشاب مهرولاً ” هنا بلغي باشمهندس عاصم اني جاهز بالتعديل ”
لم تفعل بسبب وصول صوت عاصم من مكبر الصوت ” دخليه يا هنا تعالي معاه يا باش مهندسة زينة بعد اذنك ”
وقفت بتوتر طفيف لتدخل مع هذا الشاب الذي اشار لها بلباقة بكفه ان تسبقه مع إرفاقه بمقولة السيدات أولاً
عرض الشاب ما فعله مرة اخرى ليتفاجأ بعاصم يوجه حديثه ل زينة ” ها يا باش مهندسة شايفة ان رشاد عمل التعديل اللازم ”
راقبت كل شيء بنظرة سريعة و تسارعت دقات قلبها واعية تحت اي اختبار هو يضعها الان أشارت إلى احد الجوانب ” حضرته صلح الغلطة بس لسه محتاجين نعدل الباقي على اساس التعديل الي عملناه ”
ابتسم عاصم بخفوت ” سمعت يا باش مهندس ده كمان تعليقي اشكرها لانها السبب انك لسه قدامي لغاية دلوقتي كمل شغلك و كل حاجة تكون عشرة على عشرة في الاجتماع قدام المستثمرين تقدر تتفضل ”
كانت على وشك الانسحاب معه لكنه اوقفها بقوله ” زينة انتِ استني حول نظره لسهيلة انتِ كمان تقدري تتفضلي يا سهيلة معتقدش اني محتاج حاجة منك ”
خرجت الأخرى بضيق ناظرة لزينة بفضول و ما ان بقوا وحدهم حتى تساءلت زينة بخفوت ” أفندم يا مستر عاصم ”
” بكرا في اجتماع مع مستثمرين مهمين بس خارج الشركة لو حابة تستفادي اكتر ”
تساءلت بلهفة ” بكرا الساعة كام علشان ابلغ بابا و كمان علشان عيدميلاد غزل بكرا ”
ابتسم على طريقتها و على تربية مراد الظاهرة امامه في أبهى صورة ” الصبح اكيد هيبقى فطار متقلقيش ”
خرجت منها الموافقة بخفوت ” خلاص تمام هبلغ بابا بس علشان يبقى عنده خبر ”
خرج صوته ساخراً ” المهم يزن ميجيش معاكي الصبح ”
اتسعت ابتسامتها حتى ظهرت غمازتها بوضوح ” موعدكش بصراحة ”
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
في جهاز المخابرات جلس فهد امام القائد الخاص به الذي كان ينظر لهذا الطلب المكتوب المُقدم من طرفه هو فهد الطحان
ليرفع وجهه له ” ايه ده يا ابني انت لسه نازل أصلا مستعجل على ايه ”
” محتاج ابعد يا فندم نزلني مركز التدريب بتاع الدفعة الجديدة ”
تنهد بضيق ” فهد مينفعش انت لازم وشك يكون سليم و جسمك الي انت بتطلبه ده خطر انا محتاجك في كامل أناقتك و لياقتك قبل ما ترجع هناك تاني مش أرميك في مركز التدريب و يا عالم هتخرجلي منه ازاي للأسف طلبك مرفوض يا حضرة الظابط ”
يتضح ان حتى الهرب من تلك الصغيرة سيفشل به لكن الذي يعلمه انه يجب ان يبتعد عن هنا لعله يستعيد سيطرته لعله يتخلى عن رغبته بها
افاق من ما حدث و هو يراقب ما ابتاعه لها من ماسك شعر من الألماس الحر على باقة الورود المدفون بداخلها أنواع الشيكولاته التي تفضلها هي بعد أن استعان ب حيله الملتوية لكي يعرف أنواعها المفضلة
ابتاع لها كعكة صغيرة لفردين عازماً على الاحتفال بمولدها في منتصف الليل عند دق الساعة الثانية عشر اجل كان صباحاً يريد الاختفاء و الان يفعل المستحيل لكي ينال رضاها و يقترب منها
كان الأمر صعب قليلاً ان يقفز لشرفتها دون ان يفسد الكعكة لذلك فعل الأمر على مرتين الاولى لوضع هديتها في التراس على هذا المقعد الخشبي الأنيق و المرة الثانية مع الكعكة الصغيرة
نظر للداخل من باب الشرفة الموارب ليجد الغرفة فارغة رمق ساعته و هو يجد ان فقط يتبقى عشرة دقائق رفع الغطاء عن الكعكة ليزينها بتلك الشمعه التي استعان بها يتبقى ظهور الصغيرة
وصل له صوتها بعد ان دخلت من الباب” يووه يا تميم ده انت زنان و بعدين خلاص مش عايزة اعرف هديتك ايه غيرت رأي ”
تميم يتضح انه سيقتل هذا الشاب إذا اكتشف ان ما بينهم اكثر من مجرد صداقة غير ملتفاً لعلاقته مع سليم العامري
اغلقت معه و تركت هاتفها على الكومود قبل ان تدخل ل الحمام مع ذلك كان دخوله للغرفة ليغلق الباب بالمفتاح اولاً ثم حضر كل شيء و وضع هاتفه للتصوير خلفه موجهاً اياه ل باب الحمام منتظراً خروجها
لحظاتٌ من الانتظار… ثم خرجت بعد ان غسلت وجهها و فردت خصلات شعرها
وجهها كان خالياً من كل شيء ، ناعماً كالحرير، مع إحمرار خفيف على وجنتيها شعرها الغجري المموج تدفق كشلالٍ حتى أسفل ظهرها. لكن ما جعله يتجمد في مكانه كان هذا الفستان القصير بدون أكمام، يكشف عن ساقيها الناعمتين، ومنحنى صدرها الذي لم يستطع تجاهله.
خرج صوتها الغير مستوعب لوجوده “إنت هنا ليه؟!”
ابتسم ببطء بينما كانت رائحة عطرها فانيليا ومسك تغزو حواسه “عشان مفيش حد يحتفل بعيد ميلادك غيري عايز اكون اول واحد”
تحركت نحوه و ظلال الشموع تلعب على جسدها بينما كانت عيناه تتتبعان كل منحنى في فستانها كل نفسٍ ترفع صدرها ، كل نفسٍ يرفع صدرها يُشعِره كأنه يُختنق. “ربّاه… أنا مجرد رجلٍ ضعيف”
لكن لسوء حظه، ضعفه كان مقصوراً عليها وحدها . لو وقفت أمامه نساء العالم بأسره لما اهتزّ، لكن بنظرةٍ واحدة منها .يتحوّل إلى رماد. لعنةٌ ألقَتْ بظلالها عليه، ولم يعد هناك مفر.
عينيها كانت على تلك الكعكة من الفراولة و التوت البري ثم تلك الباقة من الورد الأحمر و هذه العلبة المخملية هذا الرجل مجنون اجل بالطبع هو كذلك
شهقت و هو يسحبها له ليوقفها امام الكعكة بعد ان بدل وضع الهاتف ليصبح امامهم ” ناقص ٣٠ ثانية و الساعة تدق ١٢ يلا اتمني أمنية و طفي شمعتك ”
أغمضت عينيها متناسية كل شيء لتركز على ماتريده متنفسه بعمق تحت مع ذلك خرج صوته الساحر و هو يغني لها بالإنجليزية لتفتح عينيها مراقبه مظهره الساحر هو وسيم للغاية ك ألهة الإغريق التي تقرأ عنهم في الأساطير
انحنت نافخة عليها بلطف قبل ان ترفع عينيها و جسدها له التفت ذراعيه حولها و هو يراقب ملامحها بهيام واضح ليقترب منها حد الهلاك هامساً لها ” كل سنة و انتِ طيبة يا غزال ”
بللت شفتيها بتوتر من قربه غير واعيه عن مدى تأثير فعلتها تلك ” و انت طيب شكراً ”
غامت عينيه قبل ان يهمس لها و هو يقترب منها بوجهه اكثر ” أنا اسف “قبض على شفتيها القُطنيّة بقبلةٍ ثانية، لكن هذه المرّة كانت أعمق كفّه الأيمن انزلق تحت شعرها، بينما الآخر احتوى خصرها النحيل، مُدمّراً أي مسافة بينهما
الهاتف خلفهما لا يزال يُسجّل والشمعة المُطفأة لا تزال تُطلِق خيوطاً رفيعةً من الدخان الأبيض .
استسلمت له الصغيرة بضعف محبب ليشد ذراعيه حولها اكثر في رغبة ادخالها داخل جسده لكن جسده الصلب ضغط عليها حتى تألمت متأوهه ليعمق هو قبلته اكثر
لكن الاخرى رن في عقلها حديث والدتها عن الأمر في الصباح لتدفعه عنها بقوة و هي ترتعش برعب واضح عكس استسلامها منذ لحظات
ابتعد عنها ملتقطاً انفاسه اللاهثة و هو يراقب ملامحها الفتاة مرعوبة منه ” غزل أنا مش هعملك حاجة وحشة ”
خرج صوتها الباكي و قد تساقطت دموعها ” لا انت already عملت انت بوستني مامي قالت ان كدة غلط ”
اقترب منها ثم مسح اسفل عينيها برفق يجب ان تعلم خطر بكائها عليه تلك الصغيرة ” متعيطيش ممكن و بعدين مامي مقالتلكيش ان الكدب كمان غلط ”
تذمرت بضيق ” مكنتش اعرف اني هقابلك تاني أصلاً خلاص أنا آسفه أنا عندي ١٧ سنة و كدابة ارتحت امشي بقى من فضلك اعتبر انك مشوفتنيش ”
ليته يستطيع ان يفعل يا صغيرة ابتسم بسخرية لاذعة من نفسه ليس إلا ” كدة كدة همشي بس ايه رأيك نغير شوية حاجات قبل ما امشي و أنا اسف اني بوستك أوعدك اني مش هعمل كدة تاني ”
ضيقت عينيها بعدم فهم ” حاجات زي ايه ”
” ايه رايك نبقى صحاب مش انتِ و تميم صحاب هزت رأسها له طيب يعني سهله اهو نبقى صحاب بس أنا مختلف عن تميم شوية أوعدك هكون اقرب منه ليكي كمان ”
انحنت برأسها و هي تراقبه مفكرة بعمق ” ماشي اجرب ”
مد كف يده لها في وضح التحية ” خلاص متفقين ”
وضعت كفّها الصغير بين خاصته ” متفقين يا فهد ”
فتحت فمها مع رفعه لكفها مقبلاً اياه بعمق ما ان وجدته يقترب منها اكثر اعتدلت سريعاً شاعره بالخطر لذلك اول شيء ستفعله هو الهرب بالطبع سحبت كفّها منه لكنه اوقفها ” استني يا غزل ”
تساءلت بترقب حذر ” عايز ايه ”
وضع في خصلات شعرها مشبك الشعر الماسي ثم مد يده ب باقة الورود المحملة بالعديد من قطع الشيكولاتة التي تُفضلها هي ” اعتبريه اعتذار و وداع معتقدش انك هتشوفيني تاني ”
انتفض داخلها بقلق ” ليه ”
ابتسم بخفه على قلقها الذي ظهر في عينيها بوضوع ” مهمة جديدة و مش عارف هتنتهي امتى ” هو كاذب يا صغيرة
مررت عينيها على ملامحه و كأنها تودعه لتخبره بلسان ثقيل ” ربنا معاك و ترجع بالسلامة ”
شكرها بخفوت و هو يبتعد عنها تحت عينيها المراقبة له حتى اختفى تماماً
من خلال الشرفة كما ظهر رمقت انواع الشوكلاتة التي تزين الورود بفم مفتوح قبل ان تتساءل في خاطرها عن كيفية معرفته لذلك
كان عودته مرة اخرى لتشهق بفزع مع قوله ” اه صحيح هكلمك على تليفونك ها ابقي ردي ”
حركت رأسها له بالموافقة سريعاً قبل ان يخرج سؤالها ببهوت ” انت عرفت انواع الشيكولاتة دي منين ”
غمز لها بمكر ” لما تكملي ١٨ سنة هقولك ،صح تعالي نتصور كدة”
سحبها له لافاً ذراعه حول خصرها رافعاً هاتفه الذي كاد ان ينساه هنا ليلتقط صورة كان يبتسم بها هو على عكس البلاهة التي ارتسمت على وجه الأخرى ليخبرها بلطف ” غزل حبيبتي ابتسمي ”
ابتسمت ناظره ل الكاميرا ليلتقط واحدة ثم واحدة اخرى و هو يدفن انفه في خصلات شعرها
ابتعدت عنه بتململ واضح ” شكرا على الورد و على كل حاجة يا فهد ممكن تمشي بقى ”
لا يريد ان يذهب هل يمكنه ان يأخذ قطعة منها او من رائحتها معه او فقط يأخذ قبلة اخرى من تلك الشفتين التي يتضح انه سيموت ليفعلها مرة اخرى
ودعها بنظره للمرة الأخيرة قبل ان يرحل بالفعل
♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️♾️
عاد لمنزله لوالديه ليصدمهم و هو يعود بحقيبته التي فقط عاد بها قبل ايام تساءل والده بعدم فهم ” ايه ده يا فهد انت لحقت ”
ماذا يخبرهم هو هارب من احساسه بالذنب لوقوعه لطفله و انه طلب من قائده ان يرسله الان و رفض لذا فضل ان يهرب هو دون مهمات دون أوامر بالطبع لا ” مهمة جديدة يا بابا و مقدرتش اقول لأ علشان الترقية بس ان شاء الله تبقى خفيفة المرادي و ارجعلكم بسرعة ”
حدثته والدته بضيق من هذا العمل الذي ظهر شغف ابنها تجاهه منذ الصغر ” و ايه الي يجبرنا على كدة يا فهد ليه تعمل فيا كدة سيب الشغل ده و استقر معانا و اتجوز و عندك بدل الشركة مجموعة بحالها ”
تفتكروا عاصم حاسس بحاجة ناحية زينة ؟
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية الثنائي العظيم) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.