رواية صرخة في الظلام – الفصل التاسع عشر
ضليت وياي وعيونك تنزف نار،
مو حب، هذا عمر ينطحن بالأعذار
~~~~~~~~~~~~~
ريناد:ماعرف شكد مرّوقت بس من صحيت حسيت حلگي ناشف من العطش وكل جسمي تعبان فتحت عيوني بثكل ركزت نضري على ايهايگاعد يمي ومنزل راسه عالجهاز ثواني ورجعتلي ذاكرتي
نزلن دموعي بدون ما أحس
وكَتله بصوت مكسور…
ريناد:ليش ماگتلي اني مريضه؟
رفع راسه ببطء باوع عليه وبهتن ملامحه
حط الجهاز عالطاوله وگام اجا يمي
گعد بصفي مسح دموعي بأطراف أصابعه
واردف بهدوء..
ايهاب:وداعتج ماجنت أدري والله ماجنت
أعرف انتي مريضه بس من جبتج للمستشفى الدكتور گال نسويلها تحاليل
وشوفت عينج
وهوه كالي على النتايج…كدامج بس
لا تخافين اطمني ماكو شي يخوف
ريناد:حجيت اني وابجي
يعني بيه مرض خبيث؟ راح أموت مو
بس اني بعدني صغيره ماريد اموت
ضربني على راسي بخفه
هوه ويضحك واردف
إيهاب: هههه ولج يروحي شنو هالحچي
صمله عليج يعروش كلبي
وبعدين شنو راح تموتين؟
لوكل من تمرض مات جان الدنيا فرغت من البشر عقل طفله ماعليج عتب
انتي بس سمعتي كال مريضه وكعتي
من طولج الكاع هههههه بويه شبيج؟
خليه گلبچ قوي
ريناد:ليش ماكتلي انتي مريضة؟
ليش ضميت عليه چان راسي يوجعني
كلش دموعي نزلن من غير ما أحس
بصعوبة گمت من الفراش صوتي چان مخنوك…
مد إيده بسرعة وحاول يهديني
ايهاب: يروحي اني ما ريدچ تتعبين
ما گدرت أجرحچ أكثر والدكتور كالي
ليه الموضوع حساس مانكدر نحجيلج
والازم تتعالجين عوفي كل هل حجي..
ريناد: باوعتله بضعف وگلت
زين وشصار؟ شنو بيه؟
أريد أسمع الحقيقة حتى لو توجع
تعبت من السكوت…
تنهد وذب حسره باوعت بعيونه بتوتر
تغيرت ملامح وجهه يحاول مايباوع
بعيوني دار وجهه عني واردف
ايهاب: تحاليلج بينت أنو عندچ بدايات سكر
بس الدكتور گال نكدر نتحكم بيه إذا
التزمتي بالعلاج والنظام…
ريناد:نزلت عيوني على الارض
ودرت وجهي على الحايط حتى
جسمي ما بقه يتحمل…الوجع
كلشي نكسر بداخل حتى روحي توجعني
ليش هاي الدنيا عوجه وياي حتى بصحتي
هم ماحضيت يارب شنو مسويه بحياتي
حتى هيج اتعذب
نقهرت كلش وبجيت بحركة
تقرب مني مسح دموعي
ايهاب: اشش لا تنزلين دموعج
يعلتي و علاجي انتي
اني موجود وما أخليچ وحدچ
راح أكون يمچ بكل خطوة لا تخافين
ان شاءلله سهله يا بعد گلبي
ريناد:مسحت دموعي وهزيت راسي بنفي
وگلتله بصوت تعبان…
طلعني منا حيل مختنكه والريحه تذبح
نفسي دا تلعب من ريحة الديتول ماعندي
بعد طاقه أبقه هنا فدوه أريد أطلع والله تعبت
مالي خلك كرهت حتى نفسي كوم
طلعني منا بعد ماضل لو دقيقه وحده
راح تخبل ماتحمل ابقه بين اربع حياطين
رد عليه بهدوء بس امبين معصب
من ملامحه الحاده
ايهاب: بويه تحملي جم يوم الدكتور گال
لازم تبقين هنا لان هسه حالج ما يسمح نطلعج
ريناد:خزرته وحجيت بانفعال
وصوتي بدا يعلى
لك ماتفهممم دا كولك طلعنيي منااا
اذا الله يريد ياخذ امانتي خلي ياخذه بس
طلعني لان راح اطك وضايجه تعبانة من
وريحت المستشفى موتتني
ليش ما تفهم شدا أحچي؟ طلعنيييي
مختنكه يا دكتور يا نعال جاي تحجي عنه
انيي نفسيتي مدمره تعبانه سويلي ورقة
خروج لو أطلع وحدي تره تعرفني
خبله وكلشي أسوي
ريناد:باوعت عليه شفت ملامحه تبدلت
صار وجهه حاد عقد حاجبه ومسح وجهه
بيده وهو متنرفز
سمعته يردد استغفر الله، ويلعن الشيطان
يحاول يسيطر على عصبيته
ايهاب:عيب لا ترفعين صوتج گتلك الدكتور
گال تبقين هنا ف لا تعاندين وتسوينلها فلم
حتى تطلعين اطكعي نفسج سمعتي لو لا؟
اكعدي واسكتي بين مانشوف
شلون الله يحله
ريناد: صرخت بوجهه حسيت نار شبت بيه
لان طريقت كلامه وياي كلش مستفزه
-:والله لو تلطخ راسك بالحايط هم
ما اضل واني گتلك ما أگدر بعد
ماعندي طاقه تحمل
ابقه بهاذا المكان أحس روحي راح تطلع
من صدري والله راح اطك يابشرر افهم
حقك انته مكاعد تحس الي اني كاعده
احسه والله روحي راح تطلع
ماحس غير فجأة ضرب الحايط بوكس
و تقدم خطوتين وعيونه يتطاير منهن
نار وشرار كز على سنونه وكال بحدة
ايهاب:انتي ليش تخلين البشر يطلع
من طوره يابشر جاي تفهمين الحجيته
لو لا؟
رحمة الهلج لا تخليني أكفر كعدي واسكتي، ماناقصني ضيم وهم فوك همي وضيمي
ريناد:كلبت عيوني بملل درت وجهي عنه
وحچيت ببرود وزعل
-: لا تعلي صوتك عليه ومحد گالك
تبقه يمي تكدر تروح اني مو بحاجتك أصلاً
اشو هاذا دار وجهه يمه ريموت التلفزيون
جان يشيله ويركعني بي فكيت حلكي
هزيت ايدي وسكتت
ايهاب: هاذا السانج يجي يوم واكصه الج
لان كلش طولان الصفيره
ريناد: باوعت عليه ودرت وجهي
قبل هسه اني شنو حجيت شو
هاذا انكلب بركان من العصبيه
بوده ياكلني اوي شلون بشر ابد
ميتحمل الشقه
ايهاب:تره سمعتج سدي حلكج
لان كوه جارعج فأ الصمي أحسن
ما أسويج فرجه للأمة محمد
ترى روحي وصلت للخشمي
ريناد: ظلينا كاعدين وساكتين بس
كل شويه واحد يخزر الثاني وماعاجبه
الوضع جان اشل المخده واشمره بوجه
كام من مكانه اجا يريد يضربني
فجأة سمعت دكت الباب نفتحت الباب
دخلت الممرضة فتحت عيونه بصدمه
الغرفه كايمه كاعده باوعت على ايهاب
ماهم رجع كعد على الكرسي وخله
رجل على رجل
تقدم عليه الممرضة وسئلتني بستغراب..
الممرضة:شبيكم ليش اصواتكم عالي؟
هاي غرفة مريضه مو ساحة معركة
صاير شي مضوجج اخلي يطلع
ريناد: طكيته بجيه واردفت..
بدموعي نازلة وصوتي رايح
-: لا بس دخيلج طلعيني منا ما أتحمل
والله إذا أبقه بعد يمكن يصير بيّه شي
ضايجه كلش
تقربت مني وحجت بهدوء
الممرضه: حبيبتي أهدي اني راح أروح
أحچي ويا الدكتور إذا قبل فا نكدر نطلع
بس الافضل تبقين لان حالتج تعبانه
إيهاب: هز راسه وكال بهدوء:
شوفت عينج صارله ساعه تريد تطلع
واني ماخليه لان مثل ما تشوفين
حالته تعبانة
الممرضة: بصوت حازم
است ريناد الزم تبقين هنا ومايصير هيج
تانفعلين موزين عليج وانته استاذ ايهاب
خفف ضغطك عليها البنيه واضح مضغوطه
والجو كله سلبي حاول ماتخليه تعصب
ريناد:حجيت بصوت مكسور
الكل يريد يحكم بيه بس محد حاس
بيه يربي اريد اطلع منا راح تخبل
ياربي اخذني وخلصني من هل ضيم
من شافوني نهاريت سكتو ومحد حجى
شي بس يباوعون عليه بشفقه لان
حالتي تعبانه كلش وعاجزه عن كلشي
ريناد:عم السكوت بكل ارجاء الغرفة
ايهاب نزل راسه مانطق ولا بحرف
والممرضة طلعت واني بقت عيوني
معلكه بالحيط مالي خلك احجي
چنت صافنه بالفراغ ماعرف ليش
كلشي ضدي مكتوب إلي أبقه مشلوع
گلبي بعدني ما نسيت السواه إيهاب
وبعدني ماطاب خاطري وانوب اجاني
هاذا خبر مرضي الحمدلله على كل حال
يمكن هذا ابتلاء من رب العالمين حتى
يختبرني ويختبر صبري
رفعت عيني للسماء وهمست..
يارب دخيلك يتيمه ومالي احد بهالدنيا
ماعندي غيرك انته تعلم بحالي لا عندي
أم توكف وياي ولا أب يسند ضهري
قطع عليه صفنتي صوت إيهاب
جان واكف فوك راسي ويباوع عليه بقلق
مسد على راسي واردف
ايهاب:ليش صافنه هيچ؟
بيچ شي يوجعج شي ها أصيح الدكتور؟
ريناد:ابتسمت بحزن هزيت راسي وگلت..
يعني بعد أكو شي أكثر من الي ديصير بيه
ماعرف هاي الدنيا شتريد منّي
تعبتني واني بصغري
باوع عليه مسح وجهه بحيره تقرب گعد
يمي مسك إيدي وردف بهدوء..
ايهاب: من يكون الوجع بيه ولا بيچ
يعروش گلبي انتي قطعة من روحي
الله كريم لا تفقدين الأمل برب العالمين
لا تنسين الله وياج
ريناد: نزلن دموعي على خدي
وگلبي يوجعني گلت بصوت مختنك
بس اني بعدني صغيرة والله مو گد
هالتعب… ليش هيچ الدنيا قاسيه وياي؟
شمسويه بحياتي حتى أستاهل كل هالعذاب
ياريت أموت وأرتاح…
چنت دا أحچي وما حسيت إلا وگفه ساد حلگي بيده خزرني بنظره كلّها خوف وندم
وردف بصوت مرهق..
ايهاب:اشش لا تعيدي هالحچي
ولا تجيبي طاري الموت على السانج
لا اكصه الج هههه شوفي صح اني تعبتج
وغلطت بحقج بس والله وعد ما أخلي
شي ياذيج مرّه ثانيه أبد
الدنيا كلها تروح فدوة لعيونج مادام
أني موجود ما راح أخلي شي يأذيج
ينور عيوني
ريناد: صافنه عليه واذكر شلون
ابجي واتوسل بس حتا يعوفني وهوه
مثل الوحش ولا هم اليه ولا الدموعي
شلون ضربني، وشلون خلاني أوصل
لهالحال… فجأة احس نفسي قرفانه
من شكله دفعت إيده عني ورجعتلوره شفته عيونه اتسعت من الصدمه.
رفعت اصبعي بوجهه وضحكت بضحكة كلها قهر واستهزاء:
ريناد:ههههه لاوالله صدوگ انته موجود
لك انته سبب كلشي صار بيه حتى مرضي
من وراك شلون أثق بيك بعد؟
واحد عركچي ومريض نفسي انته
اول شي ساعد نفسك وبعدين ساعدني
واخر لا تقرب عليه أكرهك إيهاب… أكرهههك.
ريناد: باوع عليه وعيونه نشنطن
وصارن حمر حك لحيته وسكت ما
گدر يرد بس كام من مكانه وضرب
الباب وطلع بدون لا ينطق حرف…
بقيت ساكته مالي خلك احجي
حتى دموعي خلصن هوه هم من
شافنيهيچ عافني طلع خلاني
وحدي بالغرفه
حسّيت روحي تعبانة ضايعة وخايفة…
چنت بعدني صغيرة، ما أعرف شسوي
وشلون أتصرف ويا بس اني ماغلطت
هوه يستاهل اكثر
ظليت أفكر وأفكر، لحد ما غلبني النعاس
ورحت بنوم عميق ما صحيت إلّا ثاني يوم…
فتحت عيوني بثكل الغرفه فارغه
ماكو أحد غير الممرضة
الممرضة:(بابتسامة خفيفة)
صباح الخير ست ريناد شلونچ اليوم؟
ريناد: الحمدلله بخير
آكولچ شوكت أگدر أطلع منه
الممرضة:بعد شويه يجي الدكتور
يشوف حالتچ، إذا كلشي تمام ومابيج
شي فا تكدرين تطلعين
ريناد: بعدني جاي أحچي ويا الممرضه
ودخل إيهاب للغرفه
باوعة عليه جان وجهه ثكيل تقدم
عليه و اردف…
ايهاب: صباح الخير
شلونج اليوم؟
ريناد:صباح النور تمام الحمدلله
بس أريد أطلع حيل ضايج خلگي
حگ طرف حاجبه بطريقته المعروفه وگال..
إيهاب:تره ماكاعده بسجن هسه يجي
الدكتور ويجيك حالتچ إذا زينه
اطلعج بس اصبري اشويه
هزّيت راسي وسكت…
ايهاب: (بصوت خافت)
شنو؟ بعدچ زعلانه عليه؟
ريناد:لا على شنو بس تعبانة
ومو حابه أحچي أريد أطلع وبس
إيهاب:تمام، هسه بس يجي الدكتور نشوف…
ريناد:عافني وراح يشوف الدكتور
ما طول شويه وأجاء هو والدكتور وياه
فحصني الدكتور وكال..
الدكتور:ما بيها شي تكدر تطلع
بس الازم دير بالك عليه
ايهاب: ان شاءلله دكتور شكرا
تعبناك ويانه
الدكتور: لا شنو هل حجي
هاذا واجبي مابيه غير العافيه
ايهاب: الله يعافيك دكتور
هلا بيك
ريناد: ما صدگت لو مو عيب جان
گمت اركص من الفرح لان
أبد ما أحب ريحة المستشفى تخنكني.
اجا ايهاب مد إيده يريد يكومني
رفضت وگتله..
“ماكو داعي أگدر أمشي بوحدي
هوه ما عارض بل عكس عافني
ع راحتي وكال..
ايهاب: تمام على راحتج
ريناد: وصلنا لباب المستشفى
إيهاب:اوكفي هنا أروح أجيب السيارة وأرجع
ريناد:هزيت راسي وگلت (أي)
كعدت أنتضره ما طول هواي خمس دقايق ورجع
ايهاب: يلا كومي… بس أول شي
ما راح نروح للبيت راح أخذچ مكان
نحچي ونتفاهم، وبعدين نرجع.”
“ها، شتكولين تروحين وياي
ريناد:بقيت ساكته ما جاوبته… عيوني
تباوع على الشارع
تنهدت وردّيت عليه بصوت ناصي:
ماعرف وتعبانه مالي خلك احجي
إيهاب:لا مو تعبانه انتي بس ما تثقين
بيه وهاي طبعا حقچ
بس هاذا شاربه مو عليه إذا سويتلچ شي
او تقربت عليج وگتلچ، جنت سكران
وموب واعيي فأنطيني فرصة بس وحده.
ريناد: باوعت عليه بكسره واردفت..
“ما أدري ايهاب كلشي بداخلي متخربط
صح زعلانه منك وفضلا مني احجي وياك
وانته ماسويت شي بسيط لا انته شوهت
صورتك بعيوني مو سهل السويته ولا
بسهله أرجع أصدك بعد
ريناد: بس راح اروح وياك الخطر
العشره البينه رفعت راسي شفته
يباوع عليه بنضره كله حزن وندم
هز راسه ومشه كدامي واني وراه
صعدت وشغل السياره ركبنا بالسيارة،
هوه أبد ما باوع عليه واني هم
ظليت دايرة وجهي عالجامة وساكتة
صافنة.
ما أعرف بس أفكاري كانت مشوشة كلش.
ايهاب: شو ساكتة؟ ما سألتي وين رايحين؟”
ريناد:ما أعرف… وماريد أعرف أصلًا،
تعبانة كلش.”
باوع عليه مسح وجهه بيده ضايج،
ويباوع ع الطريق التفت عليه وگال..
ايهاب:سهلة بويه سهلة ما ظل شي
هانت وداعت عيونچ البچيتهن
هانت… ما بقه شي
ريناد: ما سألته شنو يقصد بـ”هانت
وما ظل شي بس بيني وبين نفسي
چنت أكول.. شنو قصده؟”
الطريق بعيد كلش والسيارة بعدهه تمشي
واني تعبت من الطريق والتفكير هلكني
غمضت عيوني…. ورحت بالنوم.
ريناد: ما أعرف شگد مر وقت بس
حسيت بإيد تهز بكتفي
فتحت عيوني بثگل…
شفت إيهاب فاتح باب السيارة ودا يكعد بيه،
فركت عيوني وگلت:
ريناد: “اممم… هاي وين حنا اني دا أحلم
لو شنو؟ شجابنا لهنا؟ هاا؟”
ضحك وهز راسه
إيهاب: لا بنيتي ما دا تحلمين…
اني جبتچ لهنا تعالي خَل أشتريلچ
چادر صلاة، لأن ميصير تدخلين هيچ
مكان بدون حجاب هاذه مكان مقدس
ريناد: بعدني ما مصدگة…
شلون خطر عباله يجيبني للكربلائي؟
معقولة؟ اني هناا؟
ريناد:دمعن عيوني من الفرح بعدني مامصدگه…
يربي! معقوله اني بحلم؟ والله مامصدگه…
اني أمنيتي أجي لهنا يعني صدوگ
تحقق حلمي؟
نزلت من السيارة بخطوات بطيئة،
عيوني تجول بكل الزوايا…
ناس تمشي، وناس كاعده تبچي وناس
تدعي والجواء بيها طمأنينة غريبة
احس كلبي يدگ مو خوف… بس
شعور غريب يمكن لان أول مرة
أجي لهج مكان مقدس ويمكن
لان إيهاب جابني مو احد ثاني
مشيت وراه وهوه ساكت بس
حسيت عليه هواي حچي مكتوم
بداخله ويريد يحجي دخلنه للمحل
اشترالي حجاب مال صلاه اسود
مد ايده وانطانياه باوع عليه
و اردف بهدوء:
إيهاب: تفضلي البسي و تعالي
نتمشى شويه وراها ندخل للضريح
لبسته، حسيت بثگل عالروحي
مو من الحجاب لا بس بداخلي
احساس غريب وكلش حلو
حتى نفسيتي ارتاحت فعلاا
جنت محتاجه زياره حتى نفسيتي
ترتاح
مشينا سوا وهوه كل شويه يباوع عليه،
وكأنو يتفحصني خاف بيه شي
ضحكت واردفت..
شبيك ليش هيج تباوع عليه تره
مابيه شي مدام طلعت من ذاك
المستشفى الريحته تموت معناه
اني بخير بس خلصت من ذاك المكان
هههه
ايهاب: اخخ منج غير فضحتينه
انتي المستشفى كله تتفرج علينه
ههه يلاا تفضلي وصلنه…
ريناد: باوعة على الضريح اشوف الناس
تزحف إله وبيده جكليت وناس
الزمه الشباك وتدعي المنضر كلش حلو
ويقشعر الجسم
مد ايده الزم إيدي حسيت
بدفو ايده ابتسم وگال بصوت ناصي..
إيهاب: دعي ربي كل يوم يخليني
أشوفج هيچ فرحانه ومانحرم
من ضحكتج الحلوه
ريناد: ما جاوبته كتفيت بابتسامة
دخلنه وريحة الچف والعطور تدر
الواحد روحه صدك المايروح عمره
كله خساره لان مو مكان عادي لا
هاذا المكان عبالك جنه بمعني الكلام
وصوت الدعاء يختلط بصوت الناس
بس بداخلي هدوء موطبيعي هدوء
ماعرف شنو مصدره
إيهاب ظل يمشي وياي بس يباوع
على أرضه واضح عنده حچي بس
ما يعرف منين يبدي.
وصلنه يم الضريح مد إيده ولمس
الشبّاك ورفع راسه وشفت شي خلاني
افتح اعيوني بتعجب
جان اشوف ايهاب دموعي تصب
ويحجي بصوت ما مسموع بس الان
اني قريبه جنت واكفه يمه ف سمعته
يكول..
إيهاب: يا أبو الفضل اني
تعبت ومكسور ضهري بفراك
نور عيني سامحني لان تعبت
وياه،هاي اليتيمه بس قصدي
جان نضيف…
ريناد: دموعي تنزل ع خدي
من كلشي، من الوجع و التعب،
كلشي تخربط بداخلي
قربت من الضريح، لمسته،
وحسيت بحرارة تمشي بجسمي،
دعيت بلا صوت
“يا رب بحق هاذا المكان المقدس
خليني أرتاح لان اني تعبت من كل شي
ف اتمانه ارجع مثل قبل وتزيح هاي
الخنكه البصدري
ريناد: مسحت دموعي وتنهدت
بقهر واردفت:
“آني بحضرتك يا أبو فضل لا
تردني خايبة كل أملي بيك
افتح بوجهي باب الفرج.”
صليت ركعتين سلامت، وكملت…
رجعت الوره بصمت، حتى خطواتي
چانت ماتنسمع لما طلعت من الحرم،
طلعت جان أشوفه مدنك وكاعد
مخلي إيدينه فوگ رأسي رحت
أمشي نحجه، قبل لا أوصل،
رفع راسه، ولما شافني تغيرت
ملامح وجهه كام واجه يمشي
تقدم عليه مسح على راسي بحنيه
واردف بصوت مبحوح..
إيهاب:تعرفين ليش جبتج لهنا؟”
ريناد: حتى نرتاح؟”
هز راسه، ب (لا)
إيهاب: حتى أگلج اني ناوي
أبدي من جديد، واتوب الرب العالمين
وأريدچ ترجعين مثل قبل تثقين بيه
وما تخافين مني
وعد وحق هاذا المكان المقدس
مراح اذيج ولا ألمسه شعره منج
مستحيل امد ايدي عليج
وبعد مستحيل اشرب و اذيج لان
انتي روحي واني ماكدر اذيج
سامحيني ريناد اعذريني اني
صح خسرت امي بس هاذا الشي
مو بيدي هاذا بيد رب العالمين
و الحمدلله على كل حال
اني صح مكسور على فراكه بس الزم
اشد حيلي الخاطرج انتي امانه
يمي واني ماريد اخسرج
بسبب تصرفاتي التصرفه واني بدون وعي
لج اني بعمري نفسي مادنت عليج
بس اني لان جنت سكران معرف
شنو جنت اسوي بدون وعي
سامحيني ريناد اطلب منج سامحيني
الاول مره واخرا
يجوز بعد ما تثقين بيه وتخافين مني
بس و روحي امي الراحت وما شفته
بعد، أبد ما أشرب وخذيه
كلام رجال.
ريناد: مسحت دموعي و تنهدت بقهر
رفعت راسي و اردفت…
-:والله اني هم ماريد اخسرك
لان بس انته بقيت اليه ماضل عندي احد
اسند ضهري عليه غيرك
ف لا تكسرني اترجاك بعد لا تشرب
والله العظيم اني اخاف منك لان شكلك
يصير يخوف مو مثل هسه
حلف بروح بيبي ما تشرب بعد
الزم ايدي خلاه بين ايديه
رفعهن كدام الحضره و كال..
ايهاب:وحق هاذا المكان المقدس
وداعتج الماعندي اغلاه منج
يعلتي وعلاجي انتي
ريناد: ابتسمت وهزيت راسي
وسكتت
إيهاب:لااا ضليتي بس تضحكين
تعالي خلي انشوف مطعم شي
لان كلش جوعان
ريناد: تقدم وسحب إيدي والضحكة
شاگة حلكه واردف بمزاح وبخفة دم..
إيهاب:لج امشي شبيج صافنه
راح أموت من الجوع! صارلي يومين
كفيلچ الله كلشي ما ماكل
ريناد: فتحت عيوني على وسعهن
وگلت بدهشه..
ياااا صدوچ تحچي؟ ليش ما ماكل
تره الكل ضال خير، من الله
ايهاب: والله نفسي جانت مسدودة
وهسه مدري شلون انفتحت شهيتي
عالأكل هههه تعالي خل نشوف
مطعم شي
ريناد: يلا امشي اني هم جوعانة
واريد الفة فلافل!
ايهاب: هههه موتدللين صدك جذب
تعالي بويه صعدي بالسيارة.
ريناد: صعدت ويا بالسيارة مشى
شويه وبعدين وكف يم مطعم
ريحته الكل تفوح منه تفتح النفس
إيهاب: يلاا انزلي بنيتي هاي وصلنه.
ريناد:عدلت ملابسي ونزلت باوعت
عليه هز راسه وماحچى ولا كلمة.
مشى كدامي واني وراه أمشي
دخلنا المطعم واگعدنا على طاولة قريبة
من الشباج المكان بسيط بس نظيف ومرتب.
إجا العامل وبيده المنيو كال هو يبتسم:
: هلا بيكم، نورتونا… شتحبون تطلبون؟
ايهاب: وبيك أكثر حبيبي
بويه، شتحبين تاكلين؟
ريناد:احس نفسيتي كلش تغيرت
بعد ما زرت حجيت بحماس ضحكت
و كلت… أرييييد الفة فلافل وببسي.
شفت ايهاب يضحك وأشر على عيونه
ايهاب:حاضر بويه من عيوني خويه
نزل تبسي دجاجة وكباب ويا اللبن
هااا ولا تنسى الفة الفلافل والببسي
هاي أهم شي ههه وشكرا تكدر تروح
ريناد: راح العامل عم السكوت بالمكان
باوعت عالشباچ دايخه شويه.
سمعت صوت ايهاب يحچي بنبرة بيها قلق:
إيهاب: هااا بنيتي، تعبتي من الطريق؟
ريناد: درت وجهي عليه وهزيت راسي
ب (لا) واردف
لا، بس شويه دايخه من السياره.
إيهاب: حقچ وليدي الطريق بعيد وتعب
يلااا، تاكلين هسه وتروح الدوخه، هاي
كلها من الجوع لأن ما ماكله شي.
ريناد: إي صحيح بس شوكت نرجع للبيت؟
خطيه أم علي، هسه وحدها بالبيت.
ايهاب: وره الغده نرجع عندي شغل
لازم أكملها
ريناد: ردت أجاوبه بس قبل لا أفتح
حلكي أجا العامل حتى يقدم النه
الاكل
العامل: تفضلوا بالعافية عليكم.
إيهاب: تسلم إيدك، ما قصرتوا.
ريناد:العامل مشى وايهاب كام قدملي
الأكل بإيده ضحكت من شفت اهتمامه
ايهاب: يلااا بويه اكلي شوفي وجهج
شلون صار أصفر اني گلتلچ، انتي الزم
ما تبقين بدون أكل… يلاا تفضلي
ريناد: خذت من إيده الفة وبلشت
اكل وهو هم بلش ياكل أصفن عليه
وعلى شكله متغير كلش مو مثل قبل.
تنهدت بقهر ورجعت كملت رحت غشلت
ايدي ورجعت كعدت بمكاني
باوع عليه وهز إيده بطريقه يبين
مو عاجبه الوضع رفعت حاجبي
وحجيت..
ريناد: هاا سلامات ليش تهز بإيدك؟
إيهاب: بربچ هاي سعم أكلتي؟
ولج شايفه شكلچ شلون صايره
صدگ جذب، يابسه وجهچ، مشفوط،
صاير عليچ اكلي شويه حتى يرجع الدم بيچ
ريناد: زميت شفايفي ورجعت
حجيت بزعل…
تره اكلت أحسن منك لعد وانت؟
شايف شكلك؟ عبالك شايب! عمرك خمسين سنة!
باوع عليه بصدمه واردف
ايهاب: شنو هاي عليمن؟
ريناد: من كلته هيچ عاف الخاشوگة
وطكه بضحكت عالموقف
كلبت عيوني بملل وحجيت
ريناد: شبيك تضحك طبعا لا تضوج
بس هاي الحقيقة صاير شايب
ماعرف منو راح تقبل بيك!
بس فاجأني من رد بشعر خلاني اصفن
حتى ما فهمت معناه زين
ايهاب:الشيب اللي طلع بالراس غصه على غصه
والله الو تحسبين الشيبات كل وحده قصه
ريناد: ذب حسرة وگام بقيت أصفنه
احچي بيني وبين نفسي..
شنو قصده والله عجيب هاذا الرجال
ريناد: فجأة قطعت صفنتي صوت مره
بس مو غريب عليه لتفت وجان اشوف
المعلمة مالتي واكفة يم راسي
كِمت بسرعة من على الكرسي وگلت بفرح..
هلا ست! شلونچ شخبارچ
شنو هاي الصدفة الحلوة! شعندچ هنا؟
: ههه تفاجئت والله يروحي
بيت عمتي هنا، وجايين زيارة.
بس أنتي شجابچ ويا منو جايه
يعني لا تفهميني غلط، بس أعرف
انتي يتيمة وأهلج متوفين فا منو جابچ لهنا؟
ريناد:بصراحه احترجتني شويه
احمم… إي، بس اجيت ويا ابن خالتي
زرنا العباس عليه السلام وبعد شويه راجعين
البصرة
المعلمة: اي حبيبتي تقبل الله.
بس لعد شو كاعدة وحدج وين ابن خالتچ؟
ريناد: تفضلي إكعدي هسه يجي
هوه راح للحمام يغسل، هسه يرجع…
وما لحگت أكمل كلامي وشفت ايهاب إجا!
وفجأة اشو هاذا من شافه تغيرت
ملامح وجهه وزمخ بيه بصوته عالي
ضليت مصدومة من تعامله وياه
باوعت على المعلمة شفته تباوع عليه
هيه هم توترت كلشش واحواله تخربطت
بلعت ريكه واردف
المعلمه:(مستغربة) ه… هاذا ابن خالتچ؟
ريناد:ها إي… بس ست شبيچ
ليش تغيرت ملامحچ تعرفينه؟
سكتت لحظة وبعدين ضحكت بستهزاء
وتقدمت على ايهاب وحجت كلام ماعرف
شنو بس كله الغاز ومشفر
: والله وبعد زمان… صار هواي واني
أدرس بيه بس ولا مرة كالت اليه
انو عنده قرايب لا والصدمه انته ابن خالته
هههه معقوله هاي نفس البنيه الي…
ريناد: بقيت ساكته واباوع عليهم
ايهاب مثل البركان ومشتغل
هيه وجاي تحجي وقبل لا تكمل كلامه
إيهاب وجهه انكلب أصفر جان يلزمه
من زندها بعصبيه واردف..
ايهاب: إياج ثم إياج تفكرين توصلين يمها!
وحق اللي رفعهن سبعة بلا عمدان، انهيچ قبل
لا توصلين يمها! سمعتيييي
المعلمة: أعصابك عيني!
على شنو شايف نفسك؟ دِيلا هسه!
قبل شنو هي؟ وهيچ منطيها أهميه؟
كُلها عالبعضها… بنت شـ…
ريناد:فزيت من ايهاب صرخ بصوت
خله الي بالمطعم كلهم يباوعون علينه
ايهاب: (بغضب) اششش سدي حلقچ! لا أفركه بالقندره بنت الـ… خـ…
ريناد: باوعت عليه شفته بركان
وباي الحضه حسيت راح ينفجر!
تقدمت عليه وسألته بتردد:
شبيك؟ تره هاي مدرستي
ليش هيچ تتعامل وياها؟ عيب!
ايهاب: اششش ما عليچ بويه!
بيني وبينها! يلااا امشي!
ريناد: ما گلت شي مشيت كدامه
وهوه وراي توه وصلنه الباب المطعم
چنت راح أطلع بس تبسمرت بمكاني…
من شفت هوه نفس الشخص واكف كدامي…
باوع عليه بنظرات كلها حقد وشر
تقدم عليه واني ارجع وره ماحسيت
غير نطخيت بصدر ايهاب هوه ابتسم
بخبث واردف
ياهلاا بالغزاله الله شنو هاي
الدنياا كلشش اصغيره ما جنت متوقع اشوفج
ريناد: تقدم عليه مد إيده يريد يسلم،
باوعت على إيهاب شفت عيونه يردن
يطلعن من مكانهن من العصبيه
ما لحگت أستوعب شي جان ايهاب
بحركه سريعه دفعني على صفحة
طبگ ردانات قميصه بكل عصبية
ضحك بستهزاء وطك ركبته واردف..
ايهاب:والله اجيت والله جابك لعندي
صارلي هواي انتضر هاذا اليوم لان ذيج
المره الله نجاك مني جان عندك حض
مثل حض الكح.. بس اليوم الله وكعك بيدي
يا كواد… يا ابن الكواد
~~~~~~~~~~~~~~~
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية صرخة في الظلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.