رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل العشرون
تَـحـتَ أفيّـاء الذَاكِـرةّ
~~~~~~~
بالمزرعه..
استيقظوا صباحا..ببيتهم الكبير الذي بناه لهم الراوي لاستقبالهم بالمزرعه..
ولم يجدوها..هي ولا فهد..
يتصل عليها ولا تجيبه..أما فهد فقد ترك هاتفه بالمنزل كيدا بسلمي التي تهاتفه كل دقيقه….
الجد بقلق..
ـ أتصل ياكيان ياولدي علي خيتك أنت..شوفها مابتردش ليه..
معتز لمحمد..
ـ أريد ماما..أين هي، هل رحلت وتركتنا هنا…؟
محمد بتوتر..
ـ لا حبيبي..ستأتي بعد قليل..لقد ذهب بمشوار صغير وستأتي الآن..
دقائق ودخل راضي..
ـ أنتوا بدورا علي فهد وسولاف..لسه مكلم رائد وقال أن هما خلاص قربوا من طريق المزرعه وفهد وسولاف معاهم..كانوا بيجيبوا حاجه من البلد..
زفر الجميع براحه…ألا واحدا أشتعلت نار الغيره بقلبه..
وحمدالله أنها لم تكن أمامه..لكان فتك بها..
~~~~~~~
ببيت رضوان..
رضوان بصدمه..بعدما قصت خلود عليه ما حدث..
ـ ليه ما قولتليش يبنتي من بدري..الموضوع كدة زاد عن حده..ولازم نتصرف فيه….
خلود برعب..نتصرف أزاي يابابا بس..أنا خايفه أوي..وكفايه أللي حصل..أوعي تقول نروح القسم..أنا بخاف منه، بالله ماتوديني هناك تاني..
جلس رضوان بقلة حيله متهدل الكتفين..
ـ أنا خايف عليكي يابنتي..الواد ده أبن حرام..ونيته مش خير أبدأ..
تدخلت زينب بالحوار أخيرا بعد صمت طويل..بعدما غمزت لزوجها بالخفاء وأمسكت بيده، بحركه منها أن يهاودها بالحديث…
ـ أنت لسة هتفكر ياحاج..مفيش غير حل واحد..وأنت عارفه كويس..
نظر رضوان لها بترو، وهتف بحزن بعدما فهم عليها..
ـ عمري ما هغصب علي بنتي يا أم خديجه..ومشكلتنا هنحلها بنفسينا..مراد وأخته عملوا أللي عليهم..وأخته كانت مغصوبه علي أمرها زي بنتك بالظبط..
رمقت خلود والدها بحزن عليه..تعلم أن والدها بسيط..لا يستطيع وحده فعل شيء، ولا الوقوف بوجه ذلك جاسر..
في بلادنا الضعيف يداس..ويهان..
فاقت علي صوت صياح والدتها عليهم..
ـ أنت اتجننت هو دا وقت شعارات..أنا وأنت عارفين أننا مش هنقدر نقف قصاد الواد ده..حرام عليك..دا لو زقك هيوقعك، وأموت بحسرتك….
رضوان بهدوء..
ـ أنا هتصل علي معاذ أقوله..وهو يتصرف..
زينب بحده..
وفرضنا معاذ قدر يبعده..هل هيخليه يشيل أللي في دماغه يا حاج..
وأنت عارف هو عاوز إيه..ولو فرضنا سابها في حالها دلوقت…هيسيبها بعدين..وأنا وأنت عجزنا، ومعدناش نقدر نروح ونيجي وراها..وهي مش صغيره عشان نحرسها..
بنتك محتاجه راجل يحميها ويبقي في ظهرها.وأنا إن عشت ليها انهاردة..مش هعيش ليها بكره..
زفر رضوان بحده منها ..ونظر لإبنته التي نكست رأسها ودفنتها بين كفيها..
وهتف بهمس لزينب..
ـ أهدي كفايه كده عالبت…بلاش ضغط عليها يازينب..
غمزت له بالخفاء، وعضت علي شفتيها..فرمقها بغيظ..
ولكنها أشاحت برأسها وشهقت..وهي تمسك بقلبها
ـ اااه قلبي..قلبي ياحاج..هموت..
انتفضت خلود..
ـ ماما..ماما..فيكي إيه..الحق يابابا…
رضوان بصدمه من تمثيلها..
ـ هااا….
ارتفع بكاء خلود..وهي تتوسله أن ينقذ والدتها..وهي تعدها أن تنفذ كافه طلباتها.. وما تريده، حتي لا تتعبها أكثر..
بعد ساعه..
إنتهي مراد من فحصها مبتسما..
ـ كده يا زوزو تخضينا عليكي….
خلود بقلق..
ـ بجد هي كويسه؟ …
مراد متجنبا النظر لوجهها..أيوا كويسه متقلقيش بتدلع عليكم….
ـ قوليلي يا زوز..أنتي زعلتي..من إيه ولا نسيتي العلاج..
هتفت بخبث
ـ ابدا يا حبيب زوز..أنا بس فرحت..واظاهر أن قلبي الضعيف مستحملش الفرحه..
إتسعت عين خلود، ووالدها..وهتف مراد ببلاهه..
ـ فرحتي..ما تفرحيني معاكي يا زوزو..ينوبك ثواب..
اعتدلت علي الفراش، وهتفت بفرحه..
ـ ما هو أنت أساس الفرحه دي يا قلب زوز..خلود وافقت علي كتب الكتاب الخميس الجاي..
شهقت خلود وهتفت بإستنكار..
ـ هااااااا..
أمسكتها والدتها سريعا من يدها، وقربتها منها وهمست بأذنها..
ـ أنتي مش قولتي فوقي، وأنا أنفذلك أللي أنتي عوزاه..
أومأت ببراءه..فأكملت زينب..
ـ أهو دا بقي طلبي..يالا أرفضي وموتيني، يالا..
نفضت رأسها، وهتفت..
ـ هااا..لا بعيد الشر عليكي ياماما..
مراد بفرحه..ها إيه…بجد موافقه يا خلود….؟
أبتلعت ريقها، وأومأت بصمت..
رمق رضوان زينب بغيظ..وهتف..
ـ تعالا يابني نشرب كوباية شاي برا..عاوزك في كلمتين يا مراد..
أعمليلنا شاي ياخلود..
ـ حاضر يابابا..
مراد بفرحة..راجعلك يازوز.
ـ قلب زوز..
رمقتها خلود بصدمه..وأستدارت..راحلة من امامها..
زينب بإنتصار..
ناخد العلاج بقي..المصلحة تمت خلاص..ربنا يقدرني علي فعل الخير..
~~~~~~~~~
ببيت منيره..
بردو..مردش يا كريمه….
ـ لا ياعمتو..قلبي قايد نار..يااارب..يارب..
منيرة برعب..
ـ لا كده الموضوع زاد عن حده أنا هتصل بعمك…
رفعت منيره الهاتف، لتهاتفهم..
فخطفته منها سريعا..
ـ استني بس ياعمتو، أنا هتصل بمراد ولا معاذ يصرفوا ويطمونا…بلاش تقلقيهم وتجيبهم من آخر الدنيا..
منيره بتعب..
ـ عندك حق..طب إتصرفي ياكريمه..
ـ حاضر ياعمتو..ادعيلوا أنتي بس..
ـ بدعيله هو أنا عاد ليا إلا هو وأنتي..يارب ميوجع قلبي عليك ياعمرو يا بني…
~~~~~~~~~~~
بالمزرعه…
خرج الجميع، لساحه الفرسان إستعدادا لبدء السباق..ولم يتبقي إلا هو بإنتظارها..يصول ويجول بالمنزل..
غارق بها لا محالة..
متي برد قلبه من ناحيتها، مع مرور السنوات، تزداد غيرته عليها..
وكأنهم لم يفترقا يوما..
زفر وهو يستمع لخطوات أحدهم قادمه..
دلفت هي للبيت براحة…بعدما أنضم رائد وميسم لهم..
بعدما قابلوهم بالخارج وصممت ميسم حضور التدريبات للسباق الكبير مساء. …
إطمئنت من صبا أن الجميع بالسباق..وأطفالها أيضا هناك…
صعدت لمنتصف الدرج سريعا..وتسمرت مكانها..
وصوتة يخترق أذنيها..
ـ حمدالله عالسلامه ياهانم..
صرخت فزعا، وكادت تسقط علي الدرج..التقطها هو سريعا بين ذراعيه
هاتفا برعب
ـ حاسبي يا سولاف….
هتفت، وهي تتشبث به….
ـ خضتني يا محمد…حرام عليك..
أغمض عينيه مستمتعا بقربها منه..
قربها دوما ما كان أمنيه عالقة بقلبه..، يحلم بها ليلا مع نهار..
ويدعو بها الله بقلب وجل…
إبتعدت عنه قليلا فأصبح علي مرآها… ووقعت عينها عليه بجلبابه البدوي، يعلوه وشاحا ويحكم عليه، بحلقه سوداء كشيوخ القبائل..
همست بإعجاب به، متناسيه كل شيء..
ـ اللبس ده حلو أوي عليك..أهو كده بقي، بقيت فادي..
أبتسم غصبا عنه، وهتف بإستنكار..
ـ بتثبتيني يعني..
رمقته بإمتعاض، وأستدارت لتصعد..
زفر بحده، وهتف بغيظ..
ـ كنتي فين يا سولاف هانم؟
رمقته بغيظ..وهمت أن تتحدث..فقاطعتها تلك التي دلفت تمشي بخيلاء مصطنعه …تهمس بدلع..
ـ محمد
نظرت لها بعداء واضح…وعاودت النظر له، وريتا تقترب منه، حتي التصقت به..
ـ لما لم تأتي للان..محمد..تعرف إني لا أعرف أحد هنا غيرك..أنا هنا من أجلك أنت فقط..؟
القت بجملتها الخبيثه، ورفعت نظرها لتلك التي تقف تتوسط خصرها بيدها..
تنظر لهم بغيظ وغضب..
دلفت خلفها صبا..وهتفت بفرحة..
ـ اهاا سولاف..روحتي فين بدور عليكي من الصبح..
نظرت له سولاف بعينين من قهرها إمتلأت بالدموع، وهي تراه ينسحب بذوق بجانب تلك الحيه بعدما ألقي عليهم السلام ورحل..
سولاف بغيره..وهي تقلدها
ـ أنا هنا من أجلك..حقيرة..
اقتربت منها صبا سريعا، وأمسكت بذراعها..هاتفه بإستنكار..
ـ ياخيبتك التقيله خليكي كده..لما تاخده منك البت الملونه دي..
رمقتها سولاف بحزن وصعدت..وتبعتها هي..
بعد ساعه..
حكت لها سولاف كل شيء بعلاقتها بمحمد..حتي ما قالته البدويه عن الرسالة….
صبا بترو..
ـ يعني أنتي دلوقتي معاكي رسالة معتز صح…
اومأت سولاف برأسها بصمت وحزن….
صبا بتساؤل..
ـ طب فرضنا الرسالة دي..كان بيقولك فيها متتجوزيش محمد..هتعملي إيه؟
الفكره نفسها دبت الرعب بقلبها..كيف..أيعقل..أن يفعلها معتز..
نفت الفكره من رأسهار وهتفت بإبتسامه متوتره..
ـ لا معتز مش أناني أوي كده..وإلا مكنش راح لمحمد يوم الفرح، وطلب منه يرجعلي. …
صبا بتفكير..
ـ عندك حق..بس أنا بقول فرضا يعني..
هتعملي أيه؟
هتنفذي الوصيه، ولا لا؟
أجابتها سولاف بلا تفكير..
ـ طبعا هنفذها، حقة عليا أني أنفذها، ويبقي دا نصيبي..
وافقتها صبا وهتفت…
ـ عاوزه أسألك سؤال تاني..
ـ أيه هو.؟
ـ أنتي عاوزه محمد، لسه بتحبيه زي الأول….
رمقتها بغيظ..وهتفت بتهكم .تلقائي..
ـ أنا كل حته فيا، بتطالب بمحمد..كنت مفكره أني نسيته..
بس اول ماشوفته بإسبانيا، جسمي أرتعش، ورجعت سنين لورا..وأكتشفت أن أنا قويه بيه هو..
وشعور الوحده، وأنا معاه بيتحول لحاجات تانيه، ببقي مبسوطه كأني طايره في السما..
محمد عشقه زي الوشم أللي بيندق بالنار، مبيطلعش ألا بالدم..
صبا بإبتسامه..
ـ كنت متأكده من إجابتك..أصلا عينك فضحاكي..والغيرة هتنط من وشك.
رمقتها سولاف بغيظ..فـإستقامت صبا سريعا..وهتفت بمكر..
ـ فوقي لنفسك بقي..قبل ما البت الملونه تآخده منك..ودول بقي لا بيدورو علي خلف ولا أطفال..
غمزت لها وأعطتها حقيبه ما..
ـ إيه ده..؟
ـ دا لبس بدوي..بعتته ليكي الخاله ساليمه…يالا أشوفك بالسباق….
~~~~~~~~
بمنزل معاذ..
فاقت من ثباتها وجدت نفسها مقيدة من جميع الجهات..
نظرت يمينا ويسارا ..فشعرت بذلك الدفيء يتغلل لجسدها..
أغمضت عيونها سريعا، وهو يتململ بجانبها..
رفع ذراعه..عن خصرها..وإعتدل مشرفا عليها..
نظر لوجهها كانت تحاول إغلاق عينيها، وتمثل الثبات..
أبتسم وهمس بأذنها….
ـ أفتحي عينك ياقلب معاذ..
زفرت وفتحت عينها نصف فتحه..فقهقه عليها..
زفرت، وأردفت بغيظ..
ـ بتضحك علي أيه، اف منك..
داعب خصرها بيده، فشهقت بخجل..
ـ معاذ..ألتم..وأوعي كده..أنا زعلانه منك..
بلا مقدمات مال عليها ملتهما شفتيها بعمق..أذابها..
حاولت مرارا دفعه..ولا حياة لمن تنادي..فغرقت معه بدوامته التي تخطفها..
أبتعد أخيرا لتلتقط أنفاسها.وهمس بعشق..
ـ لسه زعلانه..؟
همست بضعف ولوم…
ـ معاذ..أنا كنت تعبانه أوي إمبارح..وانت مش جنبي..
أرتمي علي صدرها..دافنا رأسه بعنقها…هامسا بقلة حيله..
ـ حقك عليا يا قلب معاذ، بس أنا خيرتك، وأنتي أللي صممتي تمشي الطريق معايا للأخر، وصدقيني لو أعرف أنها هتأذيكي كده، مكنتش سيبتك هنا دقيقة واحده….
اغلقت عينيها، وهي تلوم نفسها علي عتابها له….
هو لم يخفي عنها شيئا، منذ دلفت شقته تلك الليله..أخبرها كل شيء بوضوح وشكه بوالدته..وأخفاءهم خبر بقاء حسين حيا حتي يعلموا من وراء تلك الحادثه..
لم يجبرها وهي من أصرت علي بقاءها بقربه..
حاوطت خصره بيدها وقبلت رأسه..وهتفت..
ـ عارفه ياقلب خديجه..بس بصراحه..
صمتت وأكملت بغيظ، بعدما رفع وجهه ينظر لوجهها هاتفه بحزن. …
ـ بصراحه إيه؟
إبتسمت غصبا عنها، وهتفت..
ـ أصل أمك خدتني علي خوانه يامعاذ…ووقعت زي الجردل علي رأي أمي..
قهقه..عليها..وهتف..
ـ بصراحه..متوقعتش توقعي كده..كنت فاكرك أذكي من كده..
زفر وأكمل بهم..تصوري بقي لو الممرضه طلعت معندهاش ضمير، وعملت فعلا أللي كانت عوزاه أمي..مكنتش هسامح نفسي أبدا..
خديجه بتساؤل…هي كانت عاوزه تعمل إيه؟
بهدوء حكي لها ماحدث..
شهقت بفزع، وارتجف جسدها..
حاوطها بتملك..وهتف..
ـ ششش أهدي، متخافيش..الحمدلله..محصلش حاجه..أهدي، حقك عليا..
إطمئنت بين ذراعيه..وأردفت بهمس..
ـ طب هنعمل أيه دلوقت..؟
معاذ بقلة حيله، وهو يشدد من إحتضانها..
ـ مقدمناش إلا أن إحنا نكمل في الخطه أللي رسمها راضي ياخديجه..بس مش هقدر ادخلك فيها تاني..أمي مش هتبطل تأذيكي..ولو الخطه دي فشلت..هتخطط تاني وتالت..
هزت رأسها بالرفض وهتفت بحسم..
ـ أنسي أني أبعد عنك..أنا معاك عالحلوه والمره..أوعي تقولي إبعدي.
رمقها بخوف..وهتف بتردد..
ـ المشوار صعب..ومش عاوزك تندمي..
هتفت بهمس وهي تتغلغل باصابعها شعره..
ـ أنا فعلا هندم..بس لو ضيعت لحظه بعيد عنك.
صمتت وأكملت بخبث..
ـ وبعدين هو ذنبي إنك منحوس..
رمقها بغيظ..وهتف بإمتعاض..
متفكرنيش يا مصيبه أنتي..
قهقهت ومدت يدها تتلمس لحيته التي إستطالت كثيرا، ونمت بطريقه تخطف الانفاس أغرتها..وإقتربت تتلمسها بشفتيها بجرأه..بقبلات كرفرفة الفراشه
أغمض عينيه، مستسلما لعبثها به..وهتف وهو يبتلع ريقه..
ـ أنتي بتلعبي بالنار ياخديجه..وهتنحرقي بيهت..
أبتسمت ورفعت وجهها عنه، ورمقته بخبث..وهتفت بمكر..
ـ صباح الخير ياقلب خديجه..
وانتفضت سريعا من جانبه..ودلفت للحمام واغلقت الباب خلفها..
أتسعت عينيه وهي تفر من جانبه، كالفأر المذعور وهتف بغيظ من أفعالها..وهو يجز علي أسنانه..
ـ خديجه.!
~~~~~~~~~
بالمزرعه…
يقف محمد بقلة حيلة أمام تلك التي تتوسلة وتبكي بحرقة.. …
ـ أهدأي ريتا..بالله عليكي..إنه لا يجيب.. …
ريتا بحزن..
ـ ماذا تخفي عني محمد؟.أنت تعلم لما أنا هنا…أنا هنا من أجله هو..أريد الذهاب له..
لقد أخبرني أنه سيأتي لي هنا..لما لم يأت للان..؟
محمد بحنان عليها..ريتا رقيقه وتعشق معاذ منذ وطأت قدميهم لندن.. ولكن هل علي القلب سلطان..وصديقه عاشق لخديجه، وغارق بها..لم يخفي عنها هذا..وأخبرها منذ اليوم الأول الذي إعترفت به له..
همست برجاء، وهي تتمسك بذراعه..
ـ محمد..حبا بالله..أخبرني أين هو، أريد لقياه، لقد إشتقت له كثيرا..
زفر محمد وهو يعاود الاتصال به…
ـ لا يجيب ريتا..لا أعلم أين هو صدقا؟
دفنت ريتا وجهها بين كفيها، وإنفجرت بالبكاء..
محمد بحزن عليها.
ـ ريتا لا تبكي..أهدأي..
رفعت وجهها وهتفت..اريد الرحيل محمد..أريد العوده للوطن..
ـ حسنا ريتا سأحجز لك علي أول رحلة..ولكن ليس اليوم..
ـ لما؟
محمد بعتاب..
ـ ألم تقولي لي أنك ستساعديني في أثارة تلك البارده..
أبتسمت من بين دموعها وهتفت..
ـ نعم..سأفعل..بالتأكيد..
محمد بإبتسامه..
ـ هيا بنا إذن..
ـ هيا.
~~~~~~~~
ببيت رضوان..
نادي عليها والدها، وتركهم بمفردهم..
بالكاد دلف والدها للخارج وجذبها مراد من ذراعها بغضب..
ـ هاتي تليفونك دا..!
فغرت فاهها بصدمه..اخبره والدها إذا..
عاود الصراخ عليها..وهو يجذب الهاتف من يدها..
ـ هاتي الزفت دا بقولك.. …
تركته له برحابة صدر..لقد بات يشكل الهاتف حجر عثرة بالنسبه لها..ليأخذه ويخلصها منه..عل قلبها يهدأ قليلا
همست بخوف..
ـ مراد..هتعمل إيه؟
إبتسم لها بإطمئنان..وهتف بسعاده..لم يستطع أخفاؤها..
ـ هنتجوز انهارده..
شهقت بخوف، وإبتعدت عنه..
ـ أنت بتقول إيه بالسرعه دي..
جذبها من يدها، وهتف..
ـ هنكتب الكتاب بس،ونعجل بالفرح عشان تبقي تحت عيني..
هزت رأسها بالرفض القاطع..
ـ بس أنا مش عاوزه فرح..
رمقها بصدمه..
ـ هو في بنت مش عاوزه فرح..
هتفت بإستنكار..
ـ أيوا أنا..مش عاوزه فرح..بفلوس الفرح عاوزه أعمل عمره..
أبتسم علي تفكيرها، وهتف بحنان..
ـ طب ما نعمل فرح ونعمل عمره الإتنين إيه المشكلة..؟.
هزت رأسها بالرفض القاطع..مش عاوزه يامراد..
هتف بحيرة..
ـ أنتي عنيده ليه..؟
ـ أنا مش عنيده، بس مش عاوزه أعمل فرح..إيه المشكله..
هتف بإبتسامه..خلاص..أللي يريحك..هعملة..
نظرت للهاتف بيده..ففهم عليها..
واقترب منها..
ـ مش عاوزك تشغلي بالك أصلا بالموضوع ده..وحياتك لخليه يتمني الموت وميطولوش..ومادام الذوق مش جايب نتيجه..يبقي هناخد حقنا، بأسلوبه..
هتفت بخوف..أنا خايفه عليك يامراد..دا واحد وسخ..
إبتسم بإتساع وهو يصارع شوقة، لها ليحتضنها بقوه..
ـ متقلقيش…تعالي بقي قوليلي مذاكره للامتحان ولا لا؟
جف حلقها وهتفت بحزن..
ـ أنا بفكر أاجله السنه دي..
هتف بحده..
ـ نعم ليه.ان شاءالله..؟
هتفت بحزن..
ـ أنا مش فاهمه حاجه في المواد العلميه، ومفيش سنتر ولا دروس من يوم أللي حصل..فاتني حاجات كتير..
رمقها بثقه ، وهو يعدل من ياقته بفخر..
ـ وجوزك راح فين..من انهارده هاجي أشرحلك أللي فاتك..لحد متشرفيني في بيتي وأشرحلك ليل مع نهار..
خلود بصدمه..
ـ جوزي..!
قهقه وهو يستقيم..
بإعتبار ما سيكون يعني..
غمز لها وهو يدلف من باب الغرفه..
ـ اسيبك بقي دلوقت..وأرجع بالليل..تكوني حضرتي نفسك..عشان كتب الكتاب..
أحمرت وجنتيها..وعضت شفتيها بخجل..
ـ مراد..
أجابها بهمس…
ـ ياعيون مراد..
خلي بالك من نفسك عشان خاطري
ـ حاضر ياخلود..وأنتي كمان..
~~~~~~~~~
بعد ساعه..
كان يجلس بالكافتيريا بجانب نادر ومصطفي..وشخصا آخر..
ـ هااا بعت الرساله يا مراد..؟
مراد بخبث..
ـ بعتها، وبلع الطعم..
نادر بضحك..
ـ قولتلك دا عيل وسخ..أول ما تقوله تعالي..هيجي جري..
المهم دلوقت يا مغاوري رجالتك جاهزين..
(مغاوري…35سنه بلطجي متخصص بالأجره)..
طبعا يا نادر باشا..ومحاوطين المكان أللي اتفقناا عليه..
مصطفي، وهو ينظر لساعته..
ـ طب يالا بسرعه فاضل نص ساعه والخنزير ده يوصل..
إستقاموا جميعا…. يالا..
(بعد نصف ساعه..)
أرسل جاسر رسالة لخلود علي هاتفها..بأنه بالمكان التي أخبرته أنها ستنتظره به..
فتح مراد الرساله..وهتف بغيظ..الوسخ وصل..
مغاوري وهو يشير لشخص ما..أيوا مش هو أللي هناك ده..
نادر بتهكم..آه هو..مواعيده مظبوطه في الوساخه أوي..
أصلة بيعشقها..
~~~~~~~~
هبط جاسر من سيارته يبحث عنها بالمكان الخالي من البشر..لقد هاتفته خلود وأخبرته أنها ستنتظره هنا..
لم يصدق نفسه أنها أخيرا إستسلمت له..هي الوحيده التي أخذت منه كل ذلك الوقت..
سريعا أجابها أنه سيلقاها بنفس المكان الذي حددته..ولكنه صدم بخلو المكان تماما من البشر وكأنه مهجور منذ زمن..
ولكنه لم يهتم..يبدو أنها خائفه أن يراهم أحد..
أستدار ليبحث عنها، فباغته أحدهم بخبطه علي رأسه..
ـ آااه..يابن ال..لم يكمل جملته، وسقط أرضا مغشيا عليه.
مغاوري بإبتسامه سمجه..
ـ دا أنت طلعت خرع أوي..أتفوا عليك..
هاتوه يارجاله..عالمكان أللي اتفقنا عليه..خلينا نعرفه معني الرجوله…
حملوه، وألقوه بالسياره.. ونادر يتمسك بمصطفي بقوه..
ـ يابني أنهد نوصل المكان..واللي عاوز يعمل فيه حاجه يعملها..
مراد بلا مبالاه..
ـ نادر..أنا الليله كتب كتابي..ومش عاوز أي ازعاج..الوسخ ده أمانتك لحد ما أفوقله..
وأنت يازفت عملت أللي قولتلك عليه..
مصطفي بغيظ..آه اتنيلت عملت….حتي في ليلة جوازي مقاسمني فيها..
مراد بسعاده.. متناسيا حديثه.. طيب يالا عشان ورايا حاجات كتير..
نادر بحقد عليهم..
ـ ناس هايصه، وناس لايصه..
مراد..يا باااي علي قرك ده..أعوذ بالله..
نادر بإمتعاض..
ـ أنا مش بقر…انا بحسد علطول….
مصطفي بغيظ..أهو بحسد أمك ده..عمالين نجيبها شمال تيجي يمين..وبعدين ما أنت وألما الحمدلله غباء الدنيا..ذنب أمنا إيه؟
نادر وهو يقود سيارته بغيظ..ويدق علي المقود….
ـ متفكرنيش ببلوة حياتي..الله لا يسيئك..بس نخلص من حوار معاذ وأنا أجيبها من رقابتها وأكتب كتابي عليها..أاربي أمها من أول وجديد..أصبر بس..
مصطفي بضحك…ياشيخ روح…
مراد بضحك عليه…ما بلاش انت..أنا سمعت الصبح أن معمولك بلوك من كافة الأماكن….
مصطفي بغيظ وكبرياء ..أنا..لا طبعا..هي تقدر.. دا أنا ممشيها عالعجين متلخبطوش.
مراد بخبث…بأمارة ما رنيت الصبح عليا وقولتلي هات أكلمها، أل أيه تليفونها فاصل..وهي قاعده تلعب فية قدامي….
مصطفي بقهر..ماشي يا لمار أصبري عليا..بتشمتي مراد فيا..
نظروا لبعضهم البعض وإنفجروا بالضحك..
~~~~~~~~~~
ببيت المزرعه..
جلست علي الفراش ترتجف يدها، قلقا ورعبا…
هل تفتحها الآن أم تنتظر..
ولكن إلي متي ستنتظر.؟
قلبها ينبض بعنف داخل صدرها..
أغمضت عينيها وهي تتخيل أنه هنا..بجانبها ينظر إليها الآن وهي تفتح رسالته، ويبتسم لها أن تشجعي يارفيقة الدرب..
أغمضت عينيها وهي تتخيل ملامحه..التي أشتاقتها
إبتسامته التي كانت تبثها الراحة والسكينه..
إبتسمت..ولا تعلم لما تذكرت ذلك اليوم، حينما هجم عليه محمد، وجعل وجهه كخريطه فنيه من كثرة اللكمات..
إبتسمت ودموعها تتساقط.. رغما عنها، رغم كل شيء إشتاقته..
إشتاقت رفيق الطفوله، ومؤنس الروح..إشتاقت صديقا كانت دوما تشكي له وتبوح..
معتز لو لم تكن غبية عاشقة لغيره..لذابت به عشقاً..
تقسم لو بقي للأن علي قيد الحياه، لجعلها تذوب بعشقه من شدة عشقة لها…ولكن يبدو لقدرهم رأيا آخر..
أغمضت عينيها، وقربت الرساله من أنفها.علها تحمل بقية من عطره.. تؤنس روحها به. …
أبعدت الرساله عنها، واخرجت زفره حاره من صدرها..وسرعان ما أتسعت عينيها، وهي تنظر للصوره التي وقعت من الرساله..
صورتهم تلك الليله بالحفله..
قبلتها مرارا بشوق، وقلبتها ودموعها تسيل غصبا عنها..
وقرأت ما دون عليها..
(من هنا بدأت الحكاية…من هنا صرتي زوجتي..)
أرتعبت ومدت يدها، وفتحتها..
(حبيبتي..سولاف..رفيقة الدرب وإبنة خالتي الغاليه..بعد السلام..وبعد سنوات كثر..لا أعلم عددها الآن..هل كبرتي ياصغيرة..؟
وهل أخذتي من الدنيا ما يسعدك، هل أنهيتي دراستك، وحققتي آمالك..؟
هل اصبحت اقوي الآن..متسامحه..حققتي ذاتك ونضجتي؟
وقبل كل ذلك..هل لي بأطفال منكي يا جميله.. أسمهم يعلو إسمي..
هل يشبهونك؟
أم يشبهوني..؟
أم خليط من كلينا..ناعم وخشن..أحبك يا حلوتي، وأحب من يحبك..
لا تبكي الآن.. هيا أمسحي دموعك..
كالطفله مسحت دموعها التي سالت بكف يدها، وأكملت..
ـ ربما رحلت ولكني بجوارك دومآ..قلبي معلق بك..لم يعشق قلبي سواك..فخور بك..وسعيد..
كتبت تلك الرساله لكي وأنا أؤكد عليكي، كما قلت لك بالسابق بالرسالة الأخري..أنني من حفرت لموتي بيدي..فلا تلومي نفسك يوما علي مماتي..وانتعشي وأبتسمي..وأفتخري أني فارقت الحياه مرتفع الرأس، ليس مخذيا جبانا..دافعت بشرف حتي النهاية..هذة موتتي وأنا راض بها كل الرضا….
الرضا يا حلوتي سر السعاده..
والآن..
ألغي عقلك وأحكمي بقلبك العاشق علي عاشق بائس مثلي عشقك حتي الممات..
أتذكرين ذلك اليوم الذي أتي محمد بها لنا بشرم، وضربه لي حتي أصبح وجههي كخريطه دون معالم….بالطبع تذكرين والآن تبتسمين..
أبتسمت غصبا عنها وأكملت قراءه….
ـ اخرسي سولاف لا تضحكي علي..ذلك اليوم باغتني ذلك المختل الوغد، ونال مني، ومالا تعلميه أني نلت منه بعد تلك الحفلة، وما حدث بها..لحقت به وكلت له الضربات كما فعل معي..وبحق كل كلمه قذفها بوجههك..أشفيت غليلي منه..
ولكن ما أن درت ظهري له، إلا وانفجر ببكاء مرير..وأخبرني بالحقيقه المره..
حكي لي عن مرضه وخوفه من الموت وتركك وحيده، عجزه، وتعبه….وأنه علي علم بعشقي لكي..
غصبا عني فرحت وحزنت..
كنت عاشقا يا حلوتي..وفجأه فتحت لي أبواب الأمل علي مصراعيها..
جعلني أقسم أن لا أخبرك وأن أنتهز فرصتي معك..بيني وبينك كانت الدنيا لا تسعني..بعد ذلك كل ما حدث كان مقسما بينا وكنت علي علم به..
ولكني لم أسعد يوما بحزنك..ماذا كنت سأفعل بالله عليكي..؟
محمد ووعده ومرضه، وعشقي لك وحزني عليكي..
إلي أن أتي اليوم الموعود..ولم أستطع شعرت بأني اناني في عشقك ولا اختلف عنه شيئا، ذهبت له وخيرته لأخر مره..ورغم وجعه الذي لا يخطأه رجل عاشق مثلي ومثلة…فضل سعادتك بجواري علي سعادته الذي ستنطفأ يوما بعد يوم بجواره….
أخبرني نصا..سعادتها من سعادتي..فأسعدها بقدر حزني عليها وقهري لها…
كنت أعلم أني أحفر لنفسي طريق الموت..ومع رفض محمد القاطع آثرت الصمت، وقررت أن أعيش يومي بيومه معك….
تزوجنا ورحلنا..وأنا أشعر بدنو الأجل..لم يخترعقلي يوما القرب منك ، ولكنه ذاك القلب اللعين..من جبرني جبرا لقربك..سولاف..فإقتربت..أطفأت جمر قلبي المشتعل بعشقك..
حتي بتلك اللحظه التي كسرتني بها بذكر إسمه..آثرت الصمت..وتناسيت. لأني عاشق ولا تلم عاشقا أبدا..
أكتب لك الآن..بعدما أنهيت رسالتي الأخري..ولا أعلم هل سيسنح لي القدر لتعديلها او تمزيقها مرة أخري ولكن..
عديني أيا كان ما يكون..وبأي وقت وزمان أنتي..
حتي لو كنتي كهلة عجوزه..
أن…إن كان محمد حيا للآن..تزوجيه..
فاللحظه بقرب الحبيب أجمل عمر…أنس ما مضي وأغفري لي وله..
سامحيني وأغفري لي سولاف أنانيتي فيكي..وأن كان لي أطفال..أخبريهم..قصة عاشقان أتفقا علي عشق إمرأه واحده، أمرأه قربها مني كان أجمل حظ…
معتز..)
رفعت وجهها للسماء تناجي ربها..أن يريحها من كل ذلك الالم الذي ينهش بصدرها…الندم والخزي..
دموعها تغرق وجهها..لم تعد تشعر بشئ
احتضنت رسالته بشوق… وشرعت ببكاء مرير، يقطع من نياط القلب.. من كثرة البكاء راحت بثبات عميق..
~~~~~~~~
حل المساء..
وتم كل شيء بسرعه..هل أصبحت الآن زوجه له..
هل هي وهو بمفردهم الآن..؟
أبتلعت ريقها، وهو ينظر لها بخبث ويقترب منها..
خلود بقلق…في إيه بتقرب ليه كده..
ـ لا رد..
أقترب اكثر إلا أن التصق بها، فقفزت من مكانها..
ـ أنا هروح أذاكر..
أمسكها من ذراعها سريعا و، جذبها بعنف سقطت علي صدره، و حاوطها بتملك…وجسدها يرتجف بين يديه..
أبتعد عنها ورفع رأسها بيده..
ـ ششش أهدي..أنا عاوز حضن بس..
نظرت له بصدمه..فهز رأسه ببراءه..وهتف..
ـ حضن بريء والله العظيم….
شهقت وهو يعاود محاوطة خصرها بذراعه…
لم تجد مفر، وهو يحكم حصاره عليها..
تسرب الدفيء لها فرفعت يديها مستسلمه لحلاله…
أبتسم، وهمس بأذنها بعشق..
ـ بحبك يا أوزعه..
ضربت بذراعها عنقه، وهتفت..أنت أللي طويل أوي..
رفعها ودار بها بفرحة، وهي تضحك بسعاده عليه..
ـ نزلني يامراد..هقع..
مراد بخبث..تقعي..أزاي..أنتي متجوزه سوسن ولا إيه.؟
~~~~~~~~
بالمزرعه..
أستيقظت من ساعه تقريبا…
تري الدنيا بلون جديد..وضعت الرسالة مكانها…ووقفت أمام مرآتها..تقسم ستأخذ حقها من الدنيا بيدها..
إرتدت الثياب التي جلبتها لها صبا…وزينت وجهها ببراعه
أستمعت لصوت ميسم من خلفها..
اش اش..إيه الحلاوه والجمال ده كله…
سولاف بفرحه..بجد حلوه..
إحتضنتها ميسم بسعاده..قمر يا سولاف..قمر ربنا يحميكي ويهديكي ..
لكزتها سولاف بخفه..
ـ طب أوعي كده يا خفه..عشان ننزل..
هبطت الدرج بجانب ميسم..بخيلاء..جديد عليها تشعر بأن تلك الرساله حررت روحها، وأعادتها لتلك المراهقه..
رفع وجهه، وصدم بها..بجلباها البدوي هذا..وزينة وجهها
أبتلع ريقه من هيئتها المهلكة..
أقتربت مياسين التي هبطت من علي قدمه، وهتفت بسعاده..
بعربيه مكسره..
ـ ما ما اروسه (عروسه)
شهقت سولاف وهي تحملها، وهتفت بغيظ…
ـ جبتي الكلام ده منين…
أستقام ليقترب منها كالمغيب..إلا أن يد أحدهم جذبته للخروج..وهي تهمس بأذنه..
ـ مهلا محمد..أثبت يارجل لا تندفع هكذا..
زفر محمد بغلب..
ـ أعشقها ريتا..تلك الغبيه أعشقهااااا..
ريتا بخبث..وهي تلقي نظره علي تلك التي تقسم أنها ستخرج نارا من فمها كالتنين الآن..
ـ بقي القليل محمد..أنتظر
ميسم بشماته..
ـ البت دي شكلها مش سهله..وشكلنا هنقول مبروك قريب.
سولاف بغيظ…
ـ مــــــــــيسسسم..
ميسم بإمتعاض..
ـ وأنا مالي يختي..أنا راحه لجوزي، سلام..
ضربت سولاف الأرض بقدمها..وهتفت بقهر..
ـ ماشي يا محمد..ماشي..
~~~~~~~~~~~~~
بعد ساعه.
تجلس علي صفيح ساخن، وهي ترمقه كل دقيقه بغيره واضحة..
يقابلها هو بصدمه من تغيرها المفاجيء..إلي أن إقتربت منها صبا، وهتفت..
لو أنا منك..أقوم أجيبه من شعره..
سولاف بغيظ..أنتي شايفه كده…؟
صبا بقوة…حقي ولا يمكن أفرط فيه..!
أشعلتها بكلماتها، فأستقامت مسرعه..واقتربت منه وعينيها تشع نارا، لو بعثرت علي الكون لفاضت وكفت..
منذ أتت لهنا.. وتلك السمجه تلتصق به، ولكن إلي الآن وكفي..
أنبت نفسها، أين ذهب ثباتها اللعين أين، هل جنت …. ؟
رأها هو قادمه، وقد عادت تلك اللمعه المجنونه بعينها، بادلها بأخري عاشقة، وكأن الحياه عادت لها، بعدما ذبلت وبهتت معالم الحياه بهما..
اشتعل قلبه بالحنين لأيام الصبا والجنون..
وقفت أمامه، تحاول كظم غيظها وغيرتها والتحكم بألفاظها قليلا…
ولكن فلتت منها متهكمه ، مغتاظه.
ـ عاوزاك…ياأستاذ محمد، ولا أقول ياشيخ فادي..
نظر لها بنظره معاتبه، وهو يشير بعينه علي ضيفته التي تجلس بجانبه..
سألته ريتا برقه مفتعله…..
ماذا يحدث محمد؟
أبتسم لها وأجابها بهمس..
ـ يبدو أن خطتك أثمرت ريتا…
همسا لم يصل لمسامع تلك التي تقف علي صفيح ساخن..وصوت صبا عاد، لينخر بأذنها..
ـ البت الانجليزيه دي حلوه ولونه..وشكلها عينها من فادي، خليكي كده، لما تتفاجأي أنه أتجوزها…مهو مش هيعيش عمره كله راهب ..ودول بقي، لا بيدورو علي خلف ولا عيل..
فاقت من شرودها علي صوته المتلاعب..
نظرت حولها للمكان الذي حولها، كيف أتي بها لهنا، أمام بحيره الاسماك..
ـ هل شردت كل هذا..؟
ـ سولاف، عاوزه حاجه؟
ـ هااا..
ـ هاا إيه، أنتي جيباني هنا عشان تقولي.. هاا..
جزت علي أسنانها، وأردفت بغيظ..
ـ محمد..!
أبتسم وهو يجلس علي جسر البحيره ممدا قدمه للأسفل
..وجذبها من يدها بغتة لتجلس بجانبه..
واقترب برأسه من وجهها، هامسا بترو..
ـ هنا في المزرعه..أسمي فادي..قولي فادي وبس..
أبعدته بيدها بغيظ..من وقاحته..
ـ طب أبعد ياسي زفت، حلو كده..
قهقه عليها، وحك رأسه بأصبعه..وهمس بالقرب من أذنها..
ـ شامم ريحة غيره..شماها، دي قلبة الدنيا..
رمقته بحده..وعضت شفتيها بقوة، وهي تسب بسرها صبا وجنانها ومعرفتها، واليوم التي طاوعتهم لتأتي هنا..
لقد أصابتها عدوي الجنان بعد سنوات من الهدوء وعزة النفس..ياليت الايام تعود ماكانت أتت هنا أبدا وإهتزت ثوابتها..ولكن لا مفر إذا.. هو حقها ولن تفرط به..أبدا، ولن تفوز به غيرها..
محمد بخبث..
ـ كنت عاوزاني في إيه بقي ياسولا..؟
نظرت له، والقتها بوجهه سريعا حتي لا يبقي مجالا لتفكر مرة ثانية..
ـ أنا موافقه.
اتسعت عينيه، وهمس..
ـ علي ايه؟
ـ نتجوز..
محمد بصدمه…
ـ ني..أيه؟
ـ نتجوز..بس بشروط..أه..
هز رأسه يمينا ويسارا، وهتف ببلاهه..وهو يشير لها بيده أن تهدأ..
ـ أهدي بس كده..وواحده واحده..وفهميني.. وقولي أنا سمعت صح.؟
نكست رأسها بخجل، وعضت علي شفتيها ولم تنطق..
إستقام فجأه، وسحبها لتقف..
وهو يجري ويجرها خلفه..
هتفت بضحك…
ـ محمد إستني هقع..أسمع الشروط الأول.
وقف بمنتصف الصحراء..يلهث بقوة..وهتف..
ـ قولي بقي تاني كده..
هتفت بضحك..
ـ أنت مجنون..
حملها ورفعها وصرخ بها..
ـ يالا قولي تاني..كده..
هتفت بخوف..موافقه..موافقه..
محمد بسعاده..
ـ موافقة علي إيه؟
ـ موافقة أتجوزك..
ـ بجد!
ـ أممم بجد..بس..
محمد مقاطعا لا..
ـ موافقة ليه؟
هتفت بإمتعاض..
ـ شيفاك مناسب..عادي يعني..
جز علي أسنانه..وهز رأسه بالرفض وهتف..لا مش دي..اللي عاوز اسمعه…
نكست رأسها وأسندت جبينها علي رأسه..وهتفت بعشق..
ـ عاوز تسمع أيه تاني
ـ أنتي عارفه…
ـ متملك..اف..
ـ سولااااف..
ـ أف..
ـ سولاحبيبتي..
ـ محمد أنت..
قاطع همسها هاتفا برجاء…
ـ قوليها وريحي قلبي بقي…
لم تجد مفر منه، يحاصرها، يرفعها بلحظه للاعالي، ويلقيها أرضا بالأخري كما يشاء..
وهل من خلاص..؟
أفلتها ببطء إلا أن وقفت أمامه..رفع وجهها لتنظر له..
فألقت نفسها بين ذراعيه سريعا، تحاوط عنقه بتملك.
ألقت نفسها بمكانها التي أشتاقته منذ سنوات، هنا موطنها وأمانها، دنيتها،وأمنيتها العالقه منذ سنوات..
هنا بين ذراعيه، تشعر بالكمال..الراحه، والسكينه..
لم يكن اقل حالا منها، حاوطها بتملك يشبهه تملكها ويزيد..
يشم رائحه النعيم بين أحضانها..مملكته السعيدة الذي غابت عنه منذ سنوات..
سولاف… عشقها كان أجمل الأقدار، وفراقها كان أغبي قرار
همست وهي تقر لنفسها قبله..أنها كانت ولا تزال عاشقة له..لم ولن يقل حبها له يوما..كما هو..
أغمضت عينيها ومدت أصابعها تعبث بشعره النافر أسفل عنقه..
ـ أنا بعشقك يامحمد..مش بس بحبك..
~~~~~~~~~~~
ببيت كريمه..
رن هاتفها فأستقامت سريعا من علي سجادتها بلهفه..وهي تستمع لرنته المميزه الذي خصصتها له…
أجابته بلهفه..
ـ عمرو..
ـ أنا مش عمرو..
قبض قلبها فجأه، وهتفت..
ـ أومال أنت مين، وفين عمرو؟
ـ أناااا.
سقط الهاتف منها، وصرخت..
ـ عمرو.
~~~~~~~~~~~
إلتقيناهم صدفه…بلا موعد مسبق..
بلا تخطيط..وبلا جهد منا…
مرت الأيام والشهور وفاتت سنوات..
لقياهم كان قدرا وعشقهم أخذ منا أجمل عمر..
لم نخطط للفراق..ولم نحسب يوما لغدر الدهر.
لعب القدر لعبته..وإفترقنا..بكينا وضعنا وتشتتنا..
ظننا أنها النهاية.. وأن كل عرف طريق الدرب..
ألي أن جمعتنا تلك الصدفه..وبلحظه أشتعل نار الشوق
ظننا أننا نسينا وزهدنا، ولكن لم نعلم أن فراقنا بالشوق زدنا..
أبية هي..وعنيدة….تخبرني دوما أني بعشقها أناني.
غيور، وأدمر الأخضر واليابس.
لا يهم..قولي ما تقولي..قولي بائس وعابث..
بل وزيدي..عليهم متآمر وفاسد..
ولكن تذكري أنك مهما صولتي وجولتي..
لا حياة لك إلا… بقلبي العاشق..
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.