رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل العاشر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم..
إدعوا لطلبه الثانويه العامه، ربنا يوفقهم وينجحهم، ويسترها معاهم يارب…ويعدي الفتره دي عليهم علي خير، يارب..
ولولاد شقيقاتي خاصة..ولكم كمثل….
اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(شئت أم أبيت، أنت لي)
بالبيت الكبير..
الشوق قاتل، وكل من إبتلي به هالك لا محالة، الشوق للمحبين مر علقم، يغيب عقلك ويجعلك تتصرف بهوجاء، لا تعي الصحيح من الخطأ…
جذبها بقوه من ذراعها، سقطت علي أثرها بأحضانه، شهقت بصدمه، وهي تحاول بضعف ان تزيحه عنها.وتضربه بقوه علي صدره..تخشي علي نفسها من أن تضعف لأحضانه مره أخري..وهذه المره لن تفقده فقط، ستفقد كرامتها، وكيانها التي بنته، بسنوات مرت كدهر عليها..
ـ إبعد حرام عليك يامحمد..كفايه كده..إبعد..أنت إيه ياأخي لعنه..
أحكم حصار ذراعيه علي خصرها، وهو يبكي كالاطفال..
ـ هستغفر ليل مع نهار، بس سيبني أحضنك، وحشتيني ياسولاف..
بحبك..والله بحبك ولا هحب قبلك ولا بعدك سامحيني، ومتعذبنيش مش قادر، تبقي جنبي وأبعد عنك…..
لوهله حن قلبها له، وأستجابت لعناقه الحار، قلبها الخائن يحن له..دوما ما يحن له ويكسرها ويحط من قدرها أمامه.
وبلحظه، تذكرت معتز وأحضانه الدافئه في الحلال، تذكرته وهو يلفظ أنفاسه الأخيره بين ذراعيها، ويوصيها بنفسها..
أحضانه كانت مختلفه، ليست كتلك التي كانو يسرقونها من خلف الجميع، غافلين عن أعين الذي لا يغفل ولا ينام..
وبعقلها، بدأت تعقد المقارنات بينهم، منذ سنوات وهي تؤنب بنفسها، علي ما إقترفته بيديها بحق نفسها، كيف إرتضت علي نفسها أن يؤخذ منها ماكان من المفترض أن يحدث بعد الزواج؟..
إلي هنا وبدأت كالعاده تشمئز من نفسها، له كل الحق بأن يفعل كل ذلك، بعدما أتت لذلك المكان الذي شهد لحظاتهم التي أصبحت بالنسبه لها كابوس كبير، كيف إرتضت ذلك، كيف؟
دفعته بقوه، لا تعلم من أين أتتها..؟
ورفعت يدها وصفعته بقوه…تنتقم لنفسها منه، وتنتقم من ضعفها بين يديه..
متمته بغضب…الكف ده عشان يفكرك أن أنا، مش سولاف الضعيفه، اللي كنت بتضحك عليها بأي حاجه زمان..
ومن دلوقت ياريت تنسي إللي كان، وإللي حصل هنا دلوقت، وكل إللي يربطنا ببعض، قرابه وبس..
انت أبن عمتي، وأنا بنت خالك إللي خالك خلفها من رقاصة موالد..اللي أنا متخيرش عنها بالظبط..فاكر كلامك دا…
ياريت بقي كل ما يرجع قلبك يبكي عالاطلال، تفتكر كلامك ده..وتفتكر إنك دوست عليا، ونهيت إللي بينا بإيدك، سولاف ومحمد بح…وعمرهم ما هيرجعوا تاني لبعض..
تركته وإستدارت بعدما رمقته بنظره تحدي ممزوجه بقوه غريبه لأول مره يراها بعينيها، تهدلت يديه، وشاخت ملامحه فجأه،وكأنه كهلا عجوزا..
وهو يري أمامه نتيجه أفعاله، وما فعله بها..بقوتها وجبروتها هذا علي قلبه..
من قال أن وجع الجسد، يؤلم أكتر من وجع القلب، فليأتي لأخبره أن وجع القلب أعمق، وأكبر..
أبتسم بمراره وهو يفتح شفتيه بصعوبه، مردفا بوجع يقطر من كلماته.. وهو يلقي عليها إتهاما صادقا نابعا من قلبه بوجهها
ـ كدابه؟
تيبست قدمها بالأرض،صدرها يعلو ويهبط وجسدها يرتعش، لقد أفضت بعضا مما بقلبها، إذا لما تريد البكاء وترتعش الآن!..
سالت دموعها بصمت علي وجهها، وصوته يخترق أذنيها، ينعتها بالكذابه، ألهذا الحد مكشوفه له؟،
اكمل غير عابئا بحالتها، وقدميه تقوده لمكان وقوفها إلي أن أصبح خلفها تماما..
ـ كدابه، وعينك فضحاكي، وجسمك إللي خانك وإستسلم لحضني، ومتأكد لو بصتيلي هلاقي دموعك مغرقة وشك..عارفه ليه ياسولاف، عشان أنا محمد
محمد إللي أنتي متأكده مهما قالك، وبعدك عنه، بيعشقك أكتر من روحه..
محمد إللي داس علي وجعه، وسلمك بإيده لأكتر حد كان بيغير منه في الدنيا ..
عارفه يعني إيه؟
أغمض عينيه، وبيده محي سريعا دموعه التي سالت علي وجنتيه..
ـ عارفه يعني آجي عشان ألمحك بفستان فرحك،إللي حلمت ليل نهار أشوفك بيه ، ويوم ما أشوفك، أشوفك وانتي بتتزفي بيه علي واحد تاني..أنا غلطت ومعترف، وكل كلمه قولتهالك زمان كانت غلط، وبقولها من ورا قلبي، بس أنا ندمت، وكل حاجه عملتها لسبب..
تهكمت بصوتها وأردفت بمراره..
ـ لسبب..هاا..تفتكر في سبب في الدنيا، يخليني أسامحك، علي إهانتك، وكسرتك ليا، قدام الدنيا بحالها؟
في سبب هيرجعلي كرامتي إللي دوست عليها، ولا هيمحي الشماته إللي شوفتها من كل إللي حواليا..
في سبب يخليني أبيع اللي اشتراني برموش عنيه، وأشتري اللي باعني برخص التراب..عاوزني أشتري الوهم وأضيع من إيدي الحقيقه..
دا يبقي حرام عليا نفسي ياأخي..يبقي أنا استاهل فعلا إللي جرالي..
عادت تسير بكبرياء وهي تحارب كل خليه بجسدها، حتي لا تنهار..
صرخ بلوعه عليها، وهو يحارب يديه حتي لا تجذبها بقوه لصدره يشبعها تقبيلا، يخرس كلماتها التي تشبه السهام تنخر بقلبه وتدميه بلا شفقة منها ولا رحمه..
ـ كل حاجه حصلت كانت لسبب، اسمعيني متحكميش من غير ما تعرفي..انتي كده بتظلميني..من حقي تسمعيني، وبعدها تحكمي عليا..
يا ترميني في النار وتسيبيني أنكوي بيها، يا ترحميني وتاخديني بإيدك لجنتك..
تحركت بقدميها خطوتين أخرتين للأمام حتي تبتعد وتصم أذنيها عنه، وعن كلماته التي تؤلم قلبها…مردفه بتهكم..
ـ أظلمك..وطب وايه يعني؟، ماانت يااما ظلمتني زمان..، وظلم بظلم، والبادي اظلم، يابن عمتي..
فطن لهروبها من أمامه، من خلال خطواتها التي تسرع بها….فجن جنونه، وإقترب سريعا، وجذبها من ذراعها بعنف لتنظر له..
شهقت بخوف..واردفت بغضب..
ـ إوعي إيدي أنت إتجننت…
جز علي أسنانه بغيظ، وغيره لم ولن تنتهي أبداً، كالدم يسري بعروقه، هامسا بقوه دبت الرعب بين خلجات قلبها..
ـ وعهد الله ياسولاف، إللي فات كوم، وإللي جاي كوم، وهرجعك ليا غصب عنك، وماهتكوني لحد تاني طول ما انا فيا نفس، أنتي حقي أنا، اللي كنت غبي زمان، وضيعته من إيدي، كان لازم أكون معاكي أناني أكتر، وأربطك بيا العمر كله، بس ملحوقه
ودلوقت هعمل المستحيل، عشان ترجعي ليا، مش هخليكي تعرفي تتنفسي من غيري، وهتشوفي محمد غير إللي تعرفيه….
همست بصدمه..
ـ إنت بتهددني يامحمد
ـ إنتي تخرسي خالص،ها، إخرسي وقوليلي، عاوزه تسمعي إيه، يرضي غرورك ويشمتك فيا، ويرجع كرامتك.. ها..
إني غلطت، وإني السبب..في إللي حصل؟
إني كنت اناني، وسبتك وضيعتك من إيدي…
طب أنا، أهو بقولها قدام الدنيا بحالها..أنا السبب ياسولاف..
إنتفضت من مكانها بصدمه، من صوته المرتفع..وهمست بخوف..
أسكت، أسكت، كفايه فضايح.. إنت إتجننت، إخرس يامحمد
همست بضعف اكبر..
أرجوك إقفل علي إللي عندك، وإنسي الماضي معدناش ننفع لبعض..أنا..
أخرسها بصوته المرتفع..
إنتي إيه؟، كرهتيني، إخرسي إنتي وإوعي تنطقيها، لما كرهتيني فضلتي واقفه ليه في المستشفي تحت البرق والرعد..
بترتعشي ليا لما تشوفيني..إنتي كدابه..ولو صدقتي نفسك عمري ما هصدقك..
حاولت الفرار من قبضته، ولكنه أحكم علي ذراعيها بقبضته بقوه، وهو يسير بها، لداخل البيت الكبير..
الجميع استيقظ لطعام السحور، ويهبطون تباعا..
رمقته بنظرة رجاء، وهمست..
ـ عشان خاطري يامحمد..كفايه فضايح لحد كده، سيب إيدي، متخلنيش أكرهك أكتر من كده..
ولكنه كان كالمغيب يصرخ علي الجميع أن يأتوا له…
انتفض الجد من فراشه، وتبعه كيان وفهد الذي صرخ به وهو يجذب أخته من يده بحده، وغضب..
ـ في إيه إنت إتجننت يامحمد..هو إحنا رجعنا لشغل الجنان دا تاني…
انكمشت سولاف بين أحضان اخيها ترتجف بخوف وتبكي بهستيريا..وهو يشير عليها بإصبعه..غير مكترثا بما يلقيه عليه فهد من سباب ووعيد، ولا نظرات الصدمه التي حلت من معظمهم..والفخر به من البعض(والدته، وجده)..
ـ عاوزه تسمعي إيه?، هاا، إني ندمان، ومعشتش يوم عدل من يوم ما سبتيني..طب إسمعي بقي، وأرضي غرورك
ياسولاف هانم، آه أنا ندمان..
أه، ما إرتحتش، ومنمتش ليله من غير ما أفكر فيكي..
عاوزه تسمعي إيه تاني، إني مش هعرف أعوضك، وإني أناني، ومفكرتش غير في نفسي بس، إني ولا حاجه من غيرك..
لو دا اللي هيرضيكي، ويخليكي تفتحي عينك وقلبك، يبقي انا معترف، اني بعدك كنت عايش ميت، واني محستش إني عايش، إلا بعد ماشوفتك..
وضعت يدها علي أذنيها، ودفنت وجهها بصدر أخيها، وهي تتمتم بحرقه..
ـ أسكت، أسكت كفايه بقي، مش عاوزه أسمعك..
جذبها بغيره وإندفاع، من أحضان أخيها الذي يحاوطها بذراعيه بحمايه..
بقوه لم يستطع فهد مجارته بها،فأفلتت من بين ذراعيه، وإلتصقت به..
ـ بصيلي هنا، لو فاكره، أن السنين إللي فاتت غيرت من حبي، وغيرتي عليكي حاجه، تبقي غلطانه..
أنا لسه زي ما أنا محمد..فاهمه..
رمقته بحده، واردفت بغضب وهي تحاول الإفلات من بين يديه..
إنت أناني، ومبتفكرش غير في نفسك، وأنا غلطت إني رجعت هنا، وحالا هاخد عيالي، وهمشي من هنا، ومحدش هيشوف وشي تاني…قولتلك أنا مش سولاف الضعيفه..وأوعي إيدك دي عني..
إنساني ياأخي..وعيش حياتك بعيد عني..
ابتسم بتهكم، وهو يقرب وجهه من وجهها يرمقها بنظره تعلمها جيدا، أن لا مفر مني، بينما امتنع الجميع عن التدخل ووقفوا ينظرون، لما يحدث بذهول، أحدهم يقف بالقوه الجبريه، كفهد وكيان الذي رفع الجد، عصاته ليحجز عليهم من التدخل في شؤونهم..وأخريات ينظرون بأمل أن تعود الأمور، كسابق عهدها..وهو يلقي بكلماته بوجهها..
ـ ااه أنا أناني، وبقول للكل قدامك أهو..أنا أناني بس فيكي انتي بس، وعاوزه تمشي ، ومين هيسمحلك أصلا، جدك..
ومن إمتا، الست الأرمله بتخرج من بيتها، وبتروح وتيجي، مش دي عوايدنا بردو، ولا انا غلطان..ياجدي؟
الجد بمكر..عين العقل ياولدي..وأني قولت سولاف ماهتخرجش من إهنه تاني واصل
نظرت لجدها بصدمه، وعاودت النظر لأخويها المصدومين مثلها…
ـ يعني إيه الكلام ده..أنتو بتشقطوني لبعض..عوايد إيه دي.إللي جايين، تفتكروها دلوقت..
الجد بحده.. أني عمري ما نسيت ياسولاف، أني كنت سايبك يا اجل ماتكملي، تعليمك ونفسيتك تهدي، بس إنتي سوقتي فيها، ولولا خواتك إللي حايشني عنك كنت جبتك من زمان بالعافيه، لغاية أهنه..
أسمعي ياسولاف..
عندينا الست لما جوزها بيتوفي، وتكون صغيره، بنجوزوها لاخو جوزها، لأنه هيكون أحن عليهم من الدنيا بحالها..لحمه ودمه يابتي، ولما تكون ست كبيره وولادها كبار، أها بتكتفي بتربية عيالها، وخلاصي…
إنما إنتي صغيره، والعمر لسه قدامك، ويشهد الله كان بيجيلك عرسان قد إيه، وإنتي برا، وأني أرفض، وأقول أما تكمل تعليمها وتاجيني، إنما دلوقت، لاااه، إنتي صغيره والعمر بيجري، وولادك محتاجين لأب، وإنتي نفسك محتاجه سند يابتي..، فأنا بقولك عشان متتصدميشي إن أي حد هشوفه مناسب ليكي هجوزوا ..
وإبن عمتك الصبح، قبل ما توصلي طلب يدك مني
عادت للخلف بصدمه مما يحدث، وهو لم يكن بأقل حال منها، متي وأين طلب يدها من جده!..
إبتلع ريقه، وفطن لحديث جده ومكره..وأنه يعطيه الفرصه مره أخري علي طبق من ذهب، فليقتنصها إذن..وإلا ضاعت وإلي الأبد.
ـ ابن عمتي مين؟ايه الكلام دا؟
ـ محمد واد عمتك ناديه اللي واقف قدامك ده..وأني مهلاقيش حد يحافظ عليكي زيه..وولادك خدو عليه ابسرعه اهه..دا حتي ما أفتكروكيش من ساعة ماجم ولا فكراني نايم علي وداني، وكبرت وخرفت..
نظرت بصدمه، لأطفالها التي لا تعلم متي، أو كيف أتوا وتعلقوا بعنقه..
وهمست..بصدمه..
ـ لا يمكن..علي جثتي، مش هتجوزه، ولا هسامحه.. وإعملي اللي عاوز تعمله، وصعدت بسرعه للأعلي..تتمتم برفض قاطع..
بلا..
إستدارت تنادي علي أبناءها بحده أن يصعدو..ولكن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
انت بتقول إيه يامصطفي، عاوز تتجوز أختي انا..؟!
بغيظ أقترب مصطفى من مكتب مراد، ومال بجسده وهو يشير بيده علي وجهه مردفا بغيظ..
ـ إنت شايفني بهزر قدامك..آه انا عاوز أتجوز لمار الزفت أختك..وقبل ما تسألني ليه، وتفتح بوقك علي آخره كالعاده..
أنا بحبها، وعاوز أربيها..وهربيها وسواء بقي وافقت أو لا..أنا كده كده كنت هربيها، ومشكلتها هعرف احلها أنا، سيبني مني ليها…
كما توقع مصطفي انفرجت شفتي مراد بصدمه من كلامه، و هز رأسه يمينا ويسارا، مردفا ببلاهه..
ـ هااا..إنت ولمار، وبتحبها، طب تيجي إزاي دي، دا لما بتيجي سيرتك، ولا بتلمحك بتطلع تجري.. دي بتقولي أنا بخاف من صاحبك اكتر منك، وانت مفيش مره قولت في حقها كلمه عدله..
جز مصطفي علي أسنانه، مردفا بحرقه..
ـ عشان عاوزه تتربي، وإنت مدلعها، أنا بقي بقولك خلي عنك خالص، سيبهالي أنا، أنا كده كده هتنقل الصعيد، كمان شهر..تكون هي خلصت إمتحانات..نكتب الكتاب دلوقت، وبعد شهر أخدها ونسافر، وبكده إنت تفوق لنفسك، وتنفذ اللي اتفقت عليه مع معاذ..
مراد بصدمه..
ـ دا انت مخطط لكل حاجه بقي..لا يامصطفي مش معني إن اختي عاوزه تربيه، إني ارميها لحد مش بتحبه..أختي انا أولي بتربيتها..واما اربيها وعد اجوزهالك، ماشي..
نظر مصطفي له بإستنكار، رافعا شفتيه للأعلي..مردفا بغضب..
ـ مراد بقولك إنت سمعت اللي أنا قولته، أنا بحبهااااا، بحبها وعاوزها..وملكش دعوه إنت ياعم..
مراد بصدمه من جرأة صديقه..
ـ هو إيه البجاحه إللي إنت فيها دي، يامصطفي، إيه بحبها، بحبها دي، ما تحترم نفسك وتعرف أنها أختي يااخي..مش كده الله..
أشاح مصطفي بيده في وجه صديقه..مردفا بلا إهتمام لترهاته..
ـ ياشيخ روح بقي..أنا هجيب أمي وأبويا وآجي بكره الساعه، 7 أول ما أطلب إيدها تقول موافق، يومين ونكتب الكتاب، وتسبهالي انا بقي اسويها عالجانبين..أنا هخرج العفاريت اللي في.دماغها دي بقي..واخليها تمشي عالعجين متلخبطوش..
أقولها لمار، تقول نعمين..
مراد بصدمه..هز رأسه..
ـ لا بتهزر لا..قول إنك بتهزر..
عدل مصطفي من لياقته، ونظر لصديقه بكبرياء وفخر وهو يمحي غبارا وهميا بيديه من علي قميصه، بطريقة مسرحيه..
ـ تعرف عنى كده برده..إنت بس قول آمين..وأنا اخليهالك تمشي زي الألف..
ـ ياسلااام.
ـ وحياة عبدالسلام..شوف بقي أخوك هيعمل إيه وإتعلم..سلام بقي أشوفك بكره..وإدعي أمي توافق، احسن مش بطيق خالتك سعاد، وإحتمال ترفض الجوازه عشانها..
تركه ودلف للخارج بعدما استدار غامزا له، ويصفر بفمه..
وضع مراد كف يده علي خده..مردفا بصدمه..
ياولاد المجانين..
تصدق فعلا لمار اختي مش عاوزه إلا أنت..يالا بقي حلال عليك..أهو أرتاح من مصايبها..بس ربنا يستر بقي وتوافق.. متركبش الجنونه، وتطفشك من أول قاعده
ربنا يهديكي يالمار، ويريح بالك..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بحث عنها بالداخل لم يجدها..فخرج يبحث عنها وجدها تجلس بحديقة المشفي شارده حزينه..لم يستطع أن يترك هذه فرصه ليلقاها، منذ أيام وهو يقيم مع عمته بمنزلها، حتي يستطيع أن يراها، أقترب منها وجلس بجانبها بهدوء..
هامسا بالقرب من اذنها..
ـ وحشتيني اوي يا كريمه..؟
شهقت بصدمه واضعا يدها علي فمها..
ـ عمرو..انت هنا بجدد،جيت ازاي، وامتي.؟
ابتسم علي لهفتها، ومد يده وأمسك بيدها محكما عليها بكف يده بقوه..
هامسا بشوق..
ـ وحشتيني، مقدرتش أستني..
حاولت ابعاد يدها سريعا عنه بخجل..فأحكم حصاره عليها..
فهمست برجاء..
ـ عمرو بليز سيب إيدي، كده مينفعش
زفر بتعب وترك يدها..
ـ حاضر ياكريمه..
إستشفت حزنه من صوته، ومن وجهه الذي اشاحه للجهه الأخري..لما لا يفهمها..لم لا يفهم انها لا تريد ان تغضب الله..حتي لا يحرمها لذة قربه، هكذا علمها والدها وزرع بها.. فما اجمل الحب الحلال..
نكست رأسها بحزن علي حالها، وعلي وجع جسدها الذي مازال يؤلمها من سحق والدتها له، وتعديها عليها بالضرب كالعاده..
رمقها بطرف عينه، فوقعت عينه علي خدها الأحمر بطريقه بشعه وأصابع والدتها، مازالت تحفر معالمها علي خدها بقوه..
زفر بغضب وبإندفاع أمسك وجهها بيده وجبرها علي النظر له.
ـ ضربتك بردو مش كده..ليه المره دي..؟
سالت دموعها سريعا، وأغمضت عينيها حتي لا تنظر له.
فأردف بغلظه أكبر..
ـ انطقي ياكريمه متستكيش..إنتي لحد إمتا هتفضلي ساكته كده
لا رد فقط صوت شهقاتها يعلو أكتر..
هم بالصراخ.عليها..الا أن صوتا حادا آتيا من خلفهم من الجمه..
ـ ايه اللي بتعمله دا ياعمرو..سيبها، وإيه لزمته سؤالك ده وانت عارف السبب..؟
تركها عمرو سريعا واقترب ممسكا بقميص مراد..
ـ انت السبب يامراد، هي دي الامانه اللي أمنتك عليها امبارح.
زفر مراد بتعب وابعد يد عمرو عن قميصه..مردفا بتعب ظهر جليا علي نبره صوته، جعلت ذلك المتحفز يهدأ قليلا..
ـ اقعد ياعمرو الله يرضي عليك كفايه، اللي أنا فيه طول النهار
رمقه عمرو بغيظ وجلس بجانبه من اليسار همت هي أن تجلس بجانب مراد فجذبها من يدها بغيره..
ـ اترزعي جنبي هنا، رايحه فين.؟
نظرت له بصدمه، وهكذا صدم مراد، تنقلت عين مراد يمينا ويسارا بينهم الا ان انفجرا ثلاثتهم بالضحك..
مراد بضحك…انت مصيبه والله، يابني كريمه دي أختي..
عمرو بغيظ.أشاح بيده..
ـ بلا اخوها، بلا كلام فاضي بقي، هو لو كنت أخوها، كانت بكيزه هانم، عاوزه تجوزهالك..
شهقت كريمه،ونظرت له بغضب، ولكذته بذراعه..
ـ عمرو احترم نفسك، متقولش علي ماما كده.
رمقها بإمتعاض،مردفا بغيظ..
ـ بس ياهبله،ياللي هتفضلي هبله..بعد العلقة وإللي عملاه في وشك، بتدافعي عنها..
نظرت له بإستنكار، وأشاحت وجهها للجهة الأخري..
ضرب مراد كفيه ببعضهما..
ـ ربنا يصبرني ويعدي اليوم ده بقي، أصل أنا تعبت..
هلاقيها منين ولا منين..؟
عمرو بلهفه..
المهم عملت ايه،في اللي قولتلك عليه…
كريمه باستفسار..؟
عمل إيه في إيه.؟
رمقها عمرو بغيره..واقترب من أذنها..
ـ مش قلتلك متتكلميش، هو أنا مش قاعد..
ـ ما انا عاوزه اعرف..ياعمرو
ـ طب ماأنا، هبقي أحكيلك بالتفصيل، هو أنا بعرف اخبي حاجه في بطني عنك…
ـ لا بصراحه، مبتعرفش، بس فيها إيه أما تكلم دا مراد يعني..
نظر لها بسخط، مردفا بغيره..
ـ أيوا مراد دا أبن أختك يعني، مش شحط طويل عريض ولا إيه؟، ولا أنا شفاف ولا إيه، ما تقولي أن أنا شفاف، وأنتي مقرطساني..
اتسعت عينيها بصدمه..
ـ يلهووي، عليك، مفيش فايده فيك، أنا خرست أهو، والله امي معاها حق، دا إنت فظيع..
ـ أمك، طب قومي غوري ياكريمه من وشي..مادام جبتي سيرتها إللي بتعفرتني دي..
ـ عمرو..!
ـ بلا عمرو بلا زفت، هتقعدي مسمعش سيرة أمك، أحسن السيره دي بتجنني، انتي فاهمه..
ـ أااف..فاهمه..
مراد بتنهيده..
ـ هااا خلصتو فقرة العشق الممنوع ولا لسه؟
عمرو بغيظ..
وأنت رامي ودنك معانا، ولا ايه يادكتور..؟
ضيق مراد بين عينيه واستقام ناظرا له بسخط..
ـ تصدق ياعمرو، إني غلطان إني شوفتك من مكتبي، وجيت أقولك إني موافق علي جوازك من كريمه، وإني هكون وكيلها..
انتفض عمرو من مكانه..مردفا بصدمه ممزوجه بالفرحه..
ـ قول بجد..قول والله العظيم..
مراد بغيظ..
ـ لا ماأنا غيرت قراري..
صوت عمرو الجهوري الجمه، جعله يعيد عليه قراره بسرعه..
ـ قصدي مبروك، مبروك..حضرو أنتو إجراءات كتب الكتاب وأنا هاجي علي كتب الكتاب علطول..
ـ بجد بامراد انت موافق بجد..طب وماما هنعمل فيها ايه؟
لكذها عمرو بغيره..هامسا من تحت اسنانه..
ـ قولتلك اخرسي…
مراد بيأس منه..
ـ لا ما انت بمنظرك ده، كده مش نافع، لحد ماتكتب الكتاب، كريمه هتفضل معايا في بيت واحد، والمفروض هنمثل أننا سمنه علي عسل عشان حماتك متشوكش، والا إنت حر بقي، أنا عملت اللي عليا..
ـ بس ماتقولش حماتي ياجدع..
مراد بتعب منه…
ـ انت حر بقي، أنا طالع، وااه كريمه مش هتمشي معاك، الا لما تكمل امتحانات السنه دي..
ـ يعني ايه؟
ـ يعني قدامك شهر بالتمام والكمال تكون خلصت امتحانات..
ـ نعم شهر، دا كتير، هتقعد في بيتك شهر بحاله..
زفر بغيظ منه واستدار صاعدا يتمتم بغيظ..
ـ دا ايه الجنان والموريستان اللي عايش فيه انا دا ياربي..، انا عارفه عجبها فيه إيه…؟
ضحكه سعيده قويه فلتت منها، علي هيئته وهو ينظر لمراد بغيظ..
ـ اضحكي، اضحكي، أن موريتك ياكريمه، مبقاش انا..
اقتربت منه وهمست بغنج.
ـ وأهون عليك ياعمرو..
زفر بقلة حيله..
ـ ماهو المشكله إنك مش بتهوني ياقلب عمرو، مش بتهوني عليا أبداً..
ـ طب تعالي نقعد شويه، علي مامراد يطمن علي خلود ونمشي سوا….
ـ يالا ياستي..
التصق بها، فشهقت بغيظ..
ـ عمرو، أحترم نفسك.
ـ علي عمرو وسنين عمرو..ماشي ياكريمه، هانت وهطلعه علي عينك..
ـــــــــــــــــــــــــ
ببيت رائد..
تحتمي منه، بين ذراعيه التي يحاوطها بهم بحمايه وتملك، متقبلا منها كل شئ بصدر رحب، حتي سبابها وضرباتها المتتاليه علي صدره ، فقط يميل كل ثانيه ليقبل رأسها، وينظر لها بخبث،، فتنفجر فيه مره أخري، إلا أن هدأت تماما بين ذراعيه، وتحول سبابها لسيل من الاعترافات..
لا تعلم كيف فعلتها وافضت مابقلبها،دفعة واحده؟
أيعقل أنه ذلك الشعور بالأمان الذي تسلل لها، وهي بين ذراعيه، ام كلمه بحبك التي يقذفها بوجهها منذ أقتحم عالمها المظلم، وأصبحت جزءا منه قلبا وقالبا، أم قبلاته التي إستسلمت لها منذ بدأها، أم شعور آخر مختلف ، لم تكشف ماهيتة بعد..أممكن أن يكون السند
هو السند..إذن..؟
أن يكون لك ظهرا حاميا، يتحمل خيباتك المتكرره، وتقلباتك المزاجيه، يقبل عذرك مبتسما، ويضحك لك لو كشر لك عن أنيابه العالم أجمع..
أم يديه العابثه، التي تعبث بها فسادا، هي من جعلتها طوع بنانه..
صمتت ولكن يديه لم تصمت، مازلت تخط علي جسدها خطوطا وهميه، وكأنها تحفر معالمه بقلبه وعقله، نقل يديه من علي جسدها لشعرها الغجري، وتخلله بيديه شعيراتها المتمرده، وجذبها برفق منه للخلف، رافعا وجهها لتنظر لوجهه.. اقترب برأسه وقبلها علي ثغرها بترو، وضع بها تخبطات مشاعره،وخوفه عليها، عشقه لها، وسعادته بإمتلاكها، وأخيرا ثقتها به من بعد سنوات عجاف..
همست بوهن..
ـ رائد..
تركها وحاوطها من خصرها وجذبها لتلتصق بصدره، فأصبح ظهرها مقابل لصدره….
همست بخوف..
ـ أنا خايفه أووي يارائد..متسبنيش هناك لوحدي أرجوك، خليني هنا، او وديني عند ماما لما تسافر، ماتسبهاش تستفرد بيا، دي شيطان….
قبلها مرارا من خدها وزفر بتعب..مردفا بشرود..
ـ وتفتكري مرات أبويا، نفذت دا كله لوحدها، أكيد في حد تاني بيساعدها، ياقلب رائد..وأنا متأكد أنه من بيتكم ياميسم..
انتفض برعب من بين ذراعيه…
ـ تقصد إيه، ومين هيساعدها أصلا، وإيه مصلحته..؟
صمت شاردا لبعيد..
فهمست برجاء وهي تدفن نفسها بصدره تحتمي به..
ـ انا خايفه يارائد.اووي..أنت بترعبني أكتر..
شدد من إحتضانها هامسا، بأذنها بحب، متخافيش ياقلب رائد..محدش يقدر يأذيكي، إنتي معايا دلوقت، بس إحكيلي إللي حصل الليله إياها، بالتفصيل متنسيش حاجه..
ـ ماانا قولتلك، إللي حصل..
ربت علي خدها بحنو، ورفق، وهبط ملثما شفتيها بعشق، مردفا برفق..
ـ معلش طولي بالك،و احكيلي تاني ياقلب رائد التفاصيل مهمه، لتكوني ناسيه حاجه كده ولا كده..
ابعدت خصلاتها المتمرده، خلف أذها بحركه تلقائيه وبدأت تقص عليه، ما حدث..
ـ أنا كنت خلاص رضيت بالأمر الواقع، ومضيت علي ورقة القسيمه، وقبل ما أنزل لقيت مرات عمي، بتطبطب عليا وبتديني كوبايه عصير،وحقك عليا ياميسم، أنا عارفه إنك ملكيش ذنب، فرحت جدا، لاني كنت بحبها جدا، ومبحبش تزعل مني وإدتني العصير وقالتلي اشربيها كلها ياحبيبتي، مبروك.. رغم إني مكنش ليا نفس، محبتش اكسفها فشربتها
نزلت تحت وسط الستات، شويه ولقيت معدتي قلبت مبقتش قادره، طلعت جري علي فوق، ومرات عمي قالت لأمي خليكي انتي، مع الستات، عشان محدش ياخد باله، أنا هطلع معاها، دخلت الحمام، ورجعت اللي في بطني كله، وخرجت لقيت مرات أبوك في وشي، وقتها مكنتش أعرف انها مرات أبوك أصلا، لسه برحب بيها لقيتها نزله علي وشي بإيدها، ضربتني كف من قوته مبقتش قادره أفتح عيني، ولا ادافع عن نفسي لأني اصلا كنت حاسه أن من كتر الترجيع جسمي سايب من بعضه، ومبقتش قادره أنطق تعبت….
لقيتها بتقولي أن اللي مات ده هو اللي كان ابنها، انما إنت حيا الله إبن جوزها، وانها هتقتلك وهتتهمني أنا فيك، وإني أنا متقفه مع اهلي عشان نخلص عليك، ياجل مااخد تار، ابن عمي اللي المفروض كنت اتجوزه….وهيصدقوني، لان إنتي اصلا مغصوبه عاالجواز..
أنا كنت صغيره مش فاهمه، خوفت، عيطت واتحايلت عليها كتير، بس لا حياة لمن تنادي..
لحد مااضطرتني اقولها، طب ايه الحل، انتي عاوزه إيه، وانا اعمله؟
بصتلي بإنتصار وقالتلي أيوه كده، برافو عليكي، شكلك بدأتي تفهمي، بصي ياستي ما عليكي غير حاجه بسيطه اوي..
ـ إيه هي؟
ـ انتي هتهربي.
ـ اهرب، انتي اتجننتي، لا طبعا..انتي عوزاهم يقتلوني
انا مش خايفه، انا هروح احكي لبابا، وجدو..اوعي كده.. قررت اخرج، وأحكي بسرعه لبابا اللي حصل، قربت من الباب لقيته مقفول من برا، حاولت أصرخ لقيتها بتكتم نفسي بإيديها، حسيت أن روحي بتروح..وفي حاجه غرست في جنبي زي شكة الدبوس..لما حست اني خلاص هروح فيها، قالتلي ان اللي بيشكني دا سكينه، ولو صرخت هتغرز في جنبي..فسكت واستسلمت…
ونفذت إللي هي عوزاه..
جبتلي لبس زي لبس الستات اللي كانو بيشتغلوا في المطبخ يومها، ولبستني النقاب، محدش شك فيا، وخرجت من وسطكم كلكم، محدش خد باله، وأول ما خرجت لقيت علي أول البلد عربيه بسواق، زي ما هي قالتلي،خدني وطار، كنت واخده كل حاجه تخصني حتي تليفوني، أتصلت بعز، ولحسن حظي كان هنا، ولما لقاني مصممة، وهددته إني هموت نفسي لو رجعني، اضطر يسفرني بره، خصوصا بعد ما الموضوع اتعرف، واكتشفو هروبي، وجدي حلل هدر دمي..بس هو ده اللي حصل…
لم يصدر أي رد فعل، فقط شاخص ببصره للاشئ..فمدت يدها تتحسس وجهه مردفه بخوف وقلق.
ـ رائد انت مصدقني مش كده.؟
انتبه لها، وقبل يدها التي تحاوط وجهه بحنان..
ـ مصدقك ياقلب رائد..بس قوليلي،مرات عمك إيه علاقتها بيكي..
ـ إزاي يعني، تقصد المعامله…؟
ـ أيوا..
زفرت ميسم بحزن..
ـ اول ما ابنها إتقتل، حملتني ذنب موته، ومكنتش طيقاني، لدرجة أن ماما كانت بتبعتني ساعات، أقعد وأبات عند سولاف في بيتها بالايام..عشان أللي بتعمله فيا اول ماتشوفني..
وبعدها رجعت فجأه، قربت مني واتأسفتلي، وقلتلي أنه قضي ربنا ومش ذنبي..
ـ الكلام ده حصل امتا؟
ـ بعد جلسة الصلح اللي اتفقوا فيها، عالنسب..
اومأ رائد بشرود..
اممم….
ـ رائد..
ـ أيوا ياحبيبتي..
ـ خليني هنا..متجمعنيش مع مرات ابوك في بيت واحد أرجوك..
جذبها لصدره، بحنان..
ـ هيحصل بس مش دلوقت..
دفنت رأسنا بصدره، وهمست برجاء..
ـ اومال إمتا بس؟
تمتم بصوت لم تسمعه..
ـ لما أخدلك حقك..وحقي، وحق أمي الله يرحمها من عين إللي أذونا…
ـ عشان خاطري يارائد..
ـ خاطرك غالي عندي أوي ياميسم، بس لا، لازم اخد حقي وحقك..
عبست بشفتيها..
ـ بس أنا خايفه منها..
ضرب انفها بأنفه بخفه..مردفا بعشق..
ـ طول ما إنتي مرات رائد، متخافيش من حاجه..فاهمه..
ـ طب تفتكر مين اللي ساعدها..؟
مال بها دافنا وجهه بعنقها، هامسا بعشق..
متشغليش بالك انتي، بكره كل ينكشف ورا بعضه..
ركزي معايا أنا بس..، عاوزك متفكريش في حاجه خالص، غير إني بحبك وبس..
ـ رائد..
ـ قلب رائد..
ـ مش هتحكيلي بقي إنت عملت كل ده، ووصلتلي إزاي؟
قهقه بصوت مرتفع علي سذاجتها..
فزفرت بغيظ..
ـ ماشي يارائد، ماشي..
هدأت وعادت تتمسح به كالقطط، هامسه بغنج..
ـ طب إنت خلاص مش زعلان مني، ومن إللي عملته..؟
رائد بضحك عليها..
ـ كنت عاوز أولع فيكي، بس للأسف مقدرتش، كالعاده يعني..
لكذته بغيظ..
ـ طب إوعي بقي..
ـ أوعي فين؟، دا أنا أروح فيكي في داهيه، إنتي عاوزه جدي يشمت فيا..
ضحكت بصخب عليه مردفه بخبث..
ـ وجدك هيشمت فيك ليه بقي؟
جذبها للفراش مره اخري غامزا لها بطرف عينه..
ـ تعالي وانا اقولك هيشمت ليه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفه خلود..
دخل مراد ليطمئن عليها، ووقعت عينه بعين والدها..الذي إنتفض..ليشكره بعدما فاقت إبنته..
ـ شكرا يامراد ياابني، مش عارف اشكرك إزاي، انك انقذتها..
وأشار بيده عليه موجهها حديثه، لإبنته الشارده بملكوت أخر..
ـ اهو ياخلود، دكتور مراد اللي يااما حكتلكم عنه، وهو إللي أنقذك وإتبرعلك بالدم.
إنتبهت لحديث والدها وهزت رأسها بآليه..مردفه بوجع..
ـ شكرا يادكتور..بس أنا عندي فوبيا من المستشفيات، ممكن بليز تخرجني، أنا بقيت كويسه..
إبتلع ريقه وهو يجاهد ألا يرفع وجهه بها..
ـ طب تمام هطمن عليكي وعلي مؤشراتك الحيويه، ولو تمام هكتبلك علي خروج، ومادام بتخافي من المستشفي، أناهجيلك البيت كل يوم اطمن عليكي، دا لو معندكش مانع ياحاج..
اردفت والدتها زينب بلهفه، وفرحه مستتره بقلبها..
ـ دا البيت ينور بيك يامراد ياابني،، مع إنه مش من مقامك..
إنتبه رضوان أخيرا، لقدوم مراد ببيته الليله..
ـ ألا قولي يامراد يابني، ولا مؤاخذه في السؤال..
ـ إتفضل طبعا ياحاج..
ـ إنت كنت جاي عندنا ليه؟
إبتسم مراد براحه، كان يتوقع سؤاله..واجابه بثبات..
ـ أبدا ياحاج، أنا كنت جايب بنت خالتي كريمه، لمنزل صديقتها، إللي هي طلعت بنتك، شوفت الصدف الحلوه بقي..
اجابت زينب بلهفه..
ـ ااه والله يابني، احلي صدفه، ربنا يحميك لشبابك..
إنتهي من فحصها، وهو يرمقها بإعجاب من صمتها وهدوءها..
ـ حمدالله عالسلامه، ياأنسه..انتي تمام، تقدري تخرجي..
ـ بجد؟
ـ أيوا بجد…
إبتعد عنها بصعوبه، عينيها تجذبه بطريقه عجيبه، لم تحدث له من قبل..وأستأذن منهم ليأتي بتصريح الخروج..
اغلق الباب خلفه، وهتفت زينب بأمل..
ـ شاب زي الفل، إلهي يجعله، من حظك ومن نصيبك، يارب ياخلود يابنتي..
رضوان بصدمه..
إيه ياوليه إللي بتقوليه ده، إنتي إتجننتي..
رمقته بإمتعاض، ولوت شفتيها..
ـ ياشيخ روح، هي تطول..
هز رضوان رأسه بيأس منها..
ـ ربنا يهديكي يازينب ملكيش حل..
ــــــــــــــــــــــــــ
تسسللت من الغرفه تبحث عنه..فوجدته يقف معطيا لها ظهره، ينظر للسماء بشرود..
ـ معاذ..
إلتفت بهدوء لها..
ـ أيوا ياخديجه..خلود فاقت الحمدلله..
هزت رأسها بالإيجاب..وهو تعدل من وضع حجابها…فإبتسم لخجلها منه
ـ أيوا الحمدلله..
نظر لها بعشق وإستدار ينظر للسماء التي تتلألأ بنجومها من الشرفه المطله علي حديقة المشفي، وقعت عينه علي صديقتها وشخص ما مره أخري، بعد أنسحاب مراد بوجهه ممتعض يبدو يائس من افعالهم..
وبداخله لو يتمني جلسة معها مثلهم، كجلساتهم بالماضي التي يسرقونها سويا..
زفر بحزن..من الدنيا وافعالها..
الدنيا لا تقف علي أحد، تسير كما نسير نحن، مجبرين كنا، أو مضغوطين، او ربما هلكت قلوبنا من التعب والفراق والرحيل..تسير ولا ترفق بأحد.
نسير علي جراحنا، ونسرق البسمه من بين اشواك أيامنا..
نعيش اليوم بيومه، غير مكترثين بالغد..ليأتي كيفما يأتي، فماذا سيحدث، أكثر مما حدث..؟
امتعض وجهه وهو يستمع لهمسها..
ـ شكرا يامعاذ..
إستدار بتريث، ووقعت عينها علي عينها وصمت…
ماذا يقول لها..تلك الغبيه، كم هي متمكنه في قطع سلام نفسه، وخروجه عن طور هدوءه..
زفر بتعب..مردفا بألم…
ـ العفو، علي إيه أنا معملتش كده عشان تشكريني..
عن إذنك هدخل أطمن علي خلود ولو مراد كتبلها علي خروج، هروحكم بقي…
استدار يلعن قلبه الذي وقع بعشق بارده مثلها..
ولكنه وقف مصعوقا حينما مدت يدها وامسكته من ذراعه..
ـ أومال بتعمل كده ليه، يامعاذ..؟
تبخرت آماله وهو يستدير بجسده ينظر لها بسخط..مردفا بغضب..
ـ بعمل كده عشان الراجل اللي رباني وبيعتبرني ابنه، وسواء قبلتي، أو رفضتي دا مش هيغير من تعاملي معاه شئ، أنا بعتبره حاجه غاليه عندي أووي هو وطنط زينب، فمدخليش حبي واحترامي ليهم في أللي مابينا..
نزع يده منها بحده، تزامن مع رنه هاتفها برساله ما، التي ما إن نظرت به، وقرأتها ، تغيرت معالم وجهها للقلق..وكتمت صوت هاتفها ..وهزت رأسها بإرتباك..كمن يحاول الفرار بأي شكل..
رفعت رأسها وجدته مازال واقفا، ينظر له بنظره مخيفه، أرعبتها..
سرعان ما مد يده..مردفا بأمر لها..
ـ هاتي الزفت دا…
انخطف لون وجهها، وابتلعت ريقها بخوف ظهر جليا علي قسمات وجهها، وحاولت اصطناع القوه..
ـ نعم، أجيب إيه..تليفوني، لا طبعا..
صوته الذي إرتفع فجأه اجفلها من مكانها، ويده إمتدت وخطفت الهاتف من يده بقوه..
فتح الهاتف ووقع نظره علي رساله علي تطبيق الواتساب، يبدو نسيت إغلاقها، من لبختها، من ذلك السمج الذي حذرها منه مرارا، زميلها بالجامعه، وصدق حدسه..كانت رسالة صراحه منه لها، يعترف بها بعشقه لها..
رمقها بنظره سوداويه، وقذف الهاتف أرضا بكل قوته، ودعسه بقدمه..
لم تستطع فتح فمها بكلمه..إبتلعت ريقها، وإرتجف جسدها، وهو يقترب منها بثبات..
حاولت تبرير موقفها..
ـ والله يامعاذ، أنا انصدمت زي زيك، أنا بعتبره زميل وبس..
صدره يعلو ويهبط كمن يعدو، بماراثون للسباق..وهو يشير بيده..
ـ أمشي ياخديجه من وشي، عشان متزعليش مني..أمشي..
ـ معاذ والله انا..
ـ إمشي بقولك..أدخلي جوا..
هزت رأسها سريعا بخوف..وهرولت للداخل..
إقترب من الشرفه يشعر بالإختناق، والفشل، ماذا سيفعل اكثر من ذلك لتغفر، يبدو أنها بالفعل ليست هذه خديجه عشق الصبا..ومن كانت تبكي شوقا له إن غاب عنها لساعات..
نكس رأسه، وتناثر شعره بفوضويه إثر جذبه له بعصبيه..
ولكنه إستدار فجأه فاتحا فاههه بصدمه، مما إخترق أذنيه..
وضع يديه علي قلبه ينشد الرحمه.. مردفا بتعب..
ـ إنتي بتقولي إيه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحييني عشقا، وتقتلني عشقا..
بكلماتها، وهمساتها، وتصنعها للقوه، وكأن عشقها كتب علي قلبي لكي يشقي..
تحييني ببسمه، وتقتلني بأخري..
أمقط عنادها، وكبرياءها، الذي يجعل قلبي كجمره..
تستفزني بكل برود العالم، وتأتي لتحيي عشقي بجمله..
ياإمرأه، بعنادها حطمت حصوني..
وبكبرياءها، إقتلعتني من جذوري..
رحماك..بقلب تائهه كطفل صغيرضائع بين الزحمه..
لا تعلبي بأوتاري..ضعي بقلبك بعض الرحمه..
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.