رواية رحماك الجزء الثاني – الفصل الرابع عشر
ــــــــــــــ
(الماضي الأليم)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمزرعه..
يعني ايه يانغم؟
ايه اللي بتقوليه دا؟
نغم بهدوء..افهمني ياكريم..أنا والله مامعترضه علي جوازنا..
ربنا الاعلم ان دا يوما المني..
بس لازم اهلك ووالدتك بالذات تكون موافقه علي جوازنا..
وبعدين بعد اللي حصل لابويا دا،معرفش ان كانو هيتقبلوني ولا لا؟
وهيتقبلو وجود عبدالرحمن ولا لا؟
أنا لا يمكن اتخلي عن اخويا ياكريم..
كريم بحنان..وانتي شيفاني وحش اوي كدا عشان اخليكي تتخلي عن عبدالرحمن..
افهمي يانغم انا فخور بيكي لتمسكك بعبدالرحمن
فخور بنغم اللي صبرت واتحملت عشان اخوها..
صدقيني يانغم..اللي سمعتيه من امي كان كلام بس من خوفها عليا..وانتي لو مكانها هتعملي اكتر من كدا..
نغم بعناد..بردو لازم مامتك بنفسها تكلمني وتقولي انا عاوزاكي لابني يانغم..
ساعتها بس،..
كريم بتساؤل وقفت ليه،كملي؟
اابتسمت وبمكر.. وغمزه.. ساعتها افكر ان كنت هوافق ولا لا..؟
كريم بحده وغيظ..نعم يااختي..دانا قتيلك انهارده..
نغم..بشقاوه..وتطلبني من الراوي وفرحي يكون هنا..
كريم..مش عاوزاني البس ريش.وكرانيش..
نغم..بعبوس..الله بقي انت مستكترهم عليا ياكيمو
كيمو بهيام..قطع كيمو وسنين كيمو
حاضر ياست البنات..أطلبك من الراوي..
واعملك احلي فرح بالمزرعه..
نغم بفرحه..بجد ياكريم..
كريم بفرحه..بجد ياعيون كريم..
اندفعت بفرحه لأحضانه..
ـ انا بحبك اوي ياكريم..ربنا يخليك ليا..
كريم بتنهيده..ويخليكي ليا يااحلي نغم..واحلي صدفه في حياتي كلها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطار القاهره..
انت جايبنا فين ياعز.. احنا في القاهره صح..؟
عز بهدوء.. أه ياڤيرا.. جدك عادل تعبان جدا ومراته اتصلت بيا واترجتني اني أجيبك تشوفيه،لانه هيموت ويشوفك وخايف ترفضي ويعرضك للخطر..
محبتش اكسر بخاطرها، وهو خلاص علي فراش الموت..
ـ لا رد..فقط شرود
تنهد واكمل..
سامحيني ياقلب عز، مكنش قدامي حل غير كدا..
كنت عارف انك هترفضي..
ارتعشت يدها وبلعت ريقها..
ونظرت له بتوتر.. انا كمان كان نفسي اجي من زمان واشوفه..
بس كنت خايفه.. أنا مش قويه خالص ياعز..أنا لسه زي ماانا..
انا خايفه ياعز..
مد يده وحاوطها بحنان.. انا معاكي ياقلب عز..
اهدي ماتخافيش.. ومين قال ان اللي واقفه قدامي دي ڤيرا بتاع زمان..
ڤيرا بهمس،بجد ياعز؟
عز،بجد ياعيون عز،ياريت الدنيا بحالها تيجي تشوفك بعيوني..كانو عرفو اد إيه انتي جميله..
ياريت يدخلو قلبي ويعرفو اد إيه انا بعشقك..
خلي واثقه من عشقي ليكي ياڤيرا..
ارتمت علي كتفه بحنان وهما مازالوا بالطائره
وانا كمان بحبك اوي ياعز..
ربنا يخليك ليا..
عز بصدمه..قولي تاني كدا..
ڤيرا بهمس..قولت أنا بحبك ياعز..بحبك أوي..
انا..
ابتلع باقي اعترافها بين شفتيه..
وهي لاول مره..لم ترتعش..لم تتوتر..
واحس ان الله أخيرا استجاب لدعائها ووجدت الامان بقرب احدهم..
مدت يدها وحاوطت عنقه..طلبا للمزيد..
أحسن أن قلبه سينفجر من بين ضلوعه..
وهي بين يديه برغبتها..
ابتعد اخيرا عنها صدره يعلو ويهبط..
وهمس..
يالا ياڤيرا احسن اقسم بالله مامسئول عن اللي هيحصل هنا..
يالا.. بينا..
اخذت نفسا عميقا..تحاول ان تسيطر به علي نفسها..
ومدت يدها له..
ـ يالا..
ابتسم بحنان ومد يده لها بحقيبه صغيره..
نظرت له باستفهام..ايه دي؟
ابتسم قائلا..
ـ افتحيها ياڤيرا..
فتحتها بتوتر..واندهشت مما بها..
وتمتمت..
حجاب؟
عز بهدوء..اه يا حبيبتي البسيه..
ڤيرا بتردد.ليه ياعز..؟
عز بحنان..عشان بغير عليكي ياڤيرا البسيه عشان خاطري
تبخر توترها وارتدته بابتسامه..كالمغيبه تحت سحر كلامه وحلاوته..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
بالمشفي..
جدو وحشتني اوي ياجدو..
عادل بتعب وخوف ..ڤيرا ايه اللي جابك ياڤيرا
ڤيرا بدموع..
بعد الشر عنك ياجدو..إزاي اعرف انك تعبان ومجيش ليك.
عادل بخوف..
تعالي ياعز يابني..واقف ليه؟
عز بحنان..عندي مشوار ضروري..هسيب ڤيرا معاك تشبعو من بعض وهاجي علطول..
ڤيرا بخوف..رايح فين ياعز.؟
عز بهدوء..مشوار تبع الشغل مش هتأخر..
متقلقيش..
ڤيرا..طيب
جحظت عيون عادل وابتلع ريقه وهو يلمح الممرضه آتيه..
عادل بسرعه وتعب..إسمعيني ياڤيرا في كلام مهم لازم تعرفيه، انتي لازم..
دخلت الممرضه وقطعت حديثه
العلاج ياسياده اللوا..
وفي ثواني كانت قد حقنته وراح بثبات عميق..
ڤيرا..هو نام ولا ايه؟
الممرضه بتوتر..آه..الدوا في نسبه مخدر..عشان كدا اول مابياخدو بينام علطول..
تقدري تستني هنا…معاه..عن اذنك..
ڤيرا بحيره..مع السلامه..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره..
بشركه سالم وعثمان..
سالم بحده..
في ايه يا مرتضي..؟ داخل كيف الجطر اكده ليه.
ممدوح بلهفه..
وصلت يا سالم بيه..
الرجاله اللي موقفينهم عالمستشفي اللي فيها اللو عادل شافوها وهي داخله المستشفي..
زي مااتوقعنا بالظبط..جات تشوف جدها.. وبلعو الطعم..
سالم..بانتصار..
تمام..
اوعي حد يشم خبر..انا مراهن البوس عليها
البت وتكه وكيف الجمر..
هنعمل بيها احلي شغل..
ممدوح بحماس..
امرك ياسالم بيه..
سالم.. بغيظ.. جايه لحالها ولا مع عزالدين
ممدوح..كان معاها يابيه والحرس من شويه قالو انه خرج..
وكمان في حراسه عليها مشدده ياسالم بيه..
سالم.. بصدمه.. حراسه..
حراسه ايه دي..؟
مرتضي.. ياباشا انا قولتلك في حد بينخور ورانا..
وورا البوس الكبير..
من زمان..
انت اللي مش مهتم.. ورامز ده اللي موكلينه في الخارج ده..
خايب ممنوش نفع..
وقولتلك في حد بينا جاسوس..
سالم..تفتكر مين؟
ممدوح.اللي اسمه زيان دا مش مرتاحله..وكمان الواد اللي شغال في شركه الهندسه اللي في دبي اسمه معتز دا..
دايما حاشر نفسه في اللي ميخصوش..
ونزل مصر وقعد فتره..الواد دا بالذات شوفته بعيوني مع راضي ابنك..
وسألته..قال انه معرفه الشيخ راشد..
ابنك راضي مش ناوي يجيبها البر..وحاسس ان هو اللي ورا النصايب دي..
زي ماكان ورا سويلم وسعديه..
المره دي لو وجعنا..هنروح فيها كلنا..والبوس مش هيرحمنا..
سالم بغل..
جبلي كل المعلومات عن معتز ديه…لو فعلا الواد ده عارف حاجه يبجي لاازم نخلصو عليه..
وكمان زيان ده..اتصل بابو رامز وخليه يفتح عينه معاه..
وان ثبت ان حد فيهم خاين..يخلصو عليهم..
فاهم..
ممدوح..فاهم ياباشا..
طب هنعملو ايه مع بنت اخو جنابك..
لا دي سيبها عليا..انا هعرف ارجعها لوحدها كيف..
روح انت..نفذ.
ـ كان آتيا لمكتب ابيه ولكن صوته المرتفع علي ممدوح
اوقفه بمكانه..وشجعه غياب السكرتيره عن مكتبها في هذا الوقت..
استمع لحديثهم،وجحظت عيناه..هي هنا..
وأخيرا بعد هذا العمر..
وماذا؟
مع عزالدين..
احس بوجع بقلبه…ولكنه نفض عن فكره وهو يتذكر ماقالوه..
ڤيرا وقعت ببراثن والده ولن يرحمها..
يجب عليه ان ينقذها..
وان لزم الامر سيفيدها بروحه..
لن يكون متخاذلا مره اخري..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه..
ياامي الله يرضي عليكي..كفايه اكل انا قربت انفجر
ايمان بسعاده..كل ياروح امك..واتغذي دانت معدش فيك حاجه..
دانا عملالك الاكل اللي بتحبه..
عيسي..يالهوي ياامه..معدش في مكان..
ابتسمت وحملت تيم بحنان..
قلب تيته انت..دا يوم السعد دا اللي دخلت فيه عليا..
تيم بابتسامه..انا كمان مبسوط ياتيته..انا مش عاوز ارجع ايطاليا تاني..
خلوني معاكو..
عيسي..باستنكار..كدا ياتيم بتبيعني مكانش العشم..
تيم ببراءه..لا انت روح لسادين..
نظرت له ايمان بحزن مصطنع..اه روح لسادين اللي جريت عليها قبل امك..
عيسي..الله دا الحلو غيران بقي..
بقولك ايه ياايمان..اعملي حسابك هتيجي تطلبيهالي انهارده..مليش فيه.؟
ايمان..بتوتر..هو انا لازم اروح ياعيسي ماانت كفايه يابني..
وبعدين ايه شغل الصالونات ده..انتو متفقين علي كل حاجه..يبقي نكتب الكتاب علطول..
حك رأسه بغيظ…ياريت ياامه..بس بنت اختك محكمه رأيها..
ـــــــــ ڤيرولين،أسما السيد ـــــــــــ
ال ايه..
تيجي تطلبني من بابا..
واقعد افكر يجي اسبوع..اشوف هوافق ولا لا؟
وبعدين نعمل فتره خطوبه والسنه الجايه نتجوز..
ايمان بذهول..البت دي اتجننت ولا ايه؟
سيبك منها ياواد..داكلام فارغ..دي لو ضغطت عليها بكلمتين.
هتقولك يالا نتجوز دلوقتي..دي بنت اختي وانا عارفاها..
عيسي بضحك..تفتكري؟
عموما انا هخرج الف شويه كدا..وارجع..
ايمان بلويه فم..تلف..طب خد تيمو معاك..
عيسي بلجلجه..ماهو مش هينفع ياامه..اصل انا رايح مشوار بعيد..
ايمان بمكر..بعيد برده..
تيم ببراءه..رايح يقابل الموزه ياتيته..انا سمعته..
عيسي..يابن ال…كده ياتيمو..طب ماشي..
ايمان.. بتريقه، روح يااخويا روح..ابقي هاتها معاك احسن مخصماني..وقولها خالتك بتقولك لو مجتيش صالحتيها واتغديتو هنا مفيش جواز..
وانتو حرين..
عيسي بلهفه..لا مفيش جواز ايه ياايمان حرام عليكي
دانا اروح فيها..
دانا هجيبها وازغطها بايديا..
المهم بقي تعمليلها ورق عنب اصلها بتحبه من ايديكي..
ايمان بولوله…ياخيبتي فيك..
قطع الحب وسنينه..طيب يااخويا حاضر..حاجه تاني..؟
عيسي وهو بالخارج..
اه متنسيش الكاستر باللبن..
عشان متكلوش بره اصل معدتها بتوجعها من بتاع بره..
قذفته بحذاءها وسبته من تحت ضرسها
وهو يقهقه عليها..
ـ عيال آخر زمن..
تيم..بضحك..انا كمان عاوز كاستر ياتيته..
ايمان بحنان..وانت بقي عرفت الكاستر منين ياقلب تيته..
تيم..عيسي كان بيعملهولي ويقولي، حبيبتي بتحبه..
ايمان بضحك..يخيبك ياعيسي..حتي الواد معتقتوش..
تعالي ياقلب ستك نعمل الاكل يالا..
ربنا يفرح قلبك ياعيسي وابعد عنكو شر اماني يارب..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بتقول ايه يامرتضي..
يعني عيسي جه..شوفته بعنيك متأكد..
مرتضي بمكر…وحياتك ياروح الروح شايفه بعنيا دول في الحته..
لا وايه بان عليه الغني والاوبه..وساب الحاره وسكنو في مكان نضيف.. جار الشيخ قاسم..
واختك ايمان ادورت واحلوت..وطليقك رايح جاي يتحايل عليها..
أماني بكره…لا لازم احرق قلبهم..مش ممكن اخليه يتهني مع إيمان ابدا..
ولا عيسي ابنها دا يتجوز بنتي..لازم احرق قلبها..
مرتضي..بسماجه..
يبقي استبينا ياقمر..
انت تامر وانا انفذ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدبي..
مد يده يتحسس وجهها بحنان..
تبعها بقبلات كرفرفه الفراشه..
منذ وصلا امس وهي بثبات عميق..
ابتسم عليها..بالامس..وضعها بالفراش نائمه واخذ جنبا ونام بأخر الفراش حتي لا يؤذيها
والان..استيقظ علي دفئ أحضانها..
ـ قد لا يجد بقلبها حبا له يوما. كالحب الذي بقلبه لها…ولكن يكفي احساس الراحه والامان الذي يتغلل له بقربها..
يكفي ان يثق احدهم بك..
يكفي ان تستيقظ كل صباح علي وجه من تحب
وما أجمل من أن يكرمك الله بمن تحب، ليصبح نصيبا لك..
فتحت عيونها أخيرا..
فقبل خدها بحنان..وهمس لها..
صباحك ورد….
ابتسمت..بخحل من وضعهما..لقد افترشت صدره كعادتها يبدو انها تخيلت صدره وسادتها..
صباح النور يامعتز..
مد يده وازاح شعرها الذي فوجئ بجماله..
وابعده عن عيونها…
وغمرها بقبله طويله.
اغمضت عيونها وصدي وعدها للجد يتردد بأذنها..
ولكنها تذكرته،نظرته الغاضبه الغيور..
و
تشنج جسدها..وتوترت..
فدفعته مسرعه..
تخفي خجلها وتوترها..
قائله..
هاخد شاور.. عاوز اكل جعانه..
فلتت منه واغلقت الباب عليها..
ابتسم عليها وعلي خجلها..
وقال لها..
مفجوعه..انا عارف..احسن فطار لاحلي سولاف..
استمعت لغلق باب الغرفه..وتنهدت بحزن..
لا احد يشعر بها..
لا احد ابدا..
كم هو صعب عليها ان تهدم احلامها جميعا بفتي احلامها الوردي ويصبح أخر واقعها..
اسندت راسها للباب..
ونزلت دموعها…شارده بذكرياتهم معا..
الي الان لم تصدق اهذا هو محمد من خذلها..؟
ماذا بك ياحبيب العمر لترميني بيديك هكذا..؟
رغم ماحدث قلبها اللعين مازال يبحث عن اعذار له…
هزت رأسها تنفض عن فكرها ذكراه..
قائله..
ــ لا هذا جنون..
ماذا عن وعدها لجدها.؟
هل ستنقده..هل ما فعلته صحيحا..؟
أغمضت عيونها وهي تعلم كم هو صعب وجع الرفض..
ما كان يجب ان تبعده هكذا..
الواقع ليس كالخيال…
ليس كروايه رومانسيه ممن تقرأهم فتبتعد الحبيبه وتنأي بجسدها.. فيثور البطل عليها وينأي بنفسه عنها..
وليس لمعتز ذنبا بعشقها البائس
هي زوجته حلاله..وقد وعدت جدها..
ستبدأ حياه اخري..
ستنفذ وعدها..واليوم..قبل الغد..لترتح من ذلك الوجع الذي يعتصر قلبها
ضميرها يجلدها..واصبحت ضائعه بلا مرسي..
اذن لتبني بين احضانه مبني جديد..يتسع لها ويزداد مهما طال العمر لا يهدم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلندن..
دق جرس المنزل..
وفتح معاذ..
معاذ بصدمه..فهد؟
انت هنا؟
فهد..بهدوء..محمد فين؟
معاذ بحزن..فوق بيجعر علي أخره..
كنت لسه هاخده عشان غسيل الكلا..
أحنا لازم نتصرف يافهد..الوقت بيعدي..
فهد بابتسامه حزينه، متقلقش ان شاءالله هيعمل العمليه في اسرع وقت..
اتصل بس استعجل الاسعاف وانا هطلعله..
هم معاذ بغلق الباب..
وجد آخر يدفعه بحده..
شهق معاذ بخوف..كيان؟
استدار فهد..وجحظت عيونه..كيان..
انت جيت ازاي؟
لكمه كيان بيده علي وجهه..
كيان بحده.. جيت وراك.. بعد ماسلمي قالتلي
انك مسافر.. كنت شاكك من الاول انك عامل تمثيليه انت وهو علينا..
بس ليه؟..ليه تكسر قلب اختك كدا وتتفق مع واحد وسخ كدا..؟
انهال كيان عليه بالسباب وفهد مستقبل بلا حراك..
استمعا لصراخه الموجوع.. من الاعلي..
فتوقفت يد كيان بصدمه..
متسائلا..
بخوف..
في إيه محمد ماله؟
انتو مخبين عني ايه؟
الوجع يزداد ويشعر ان روحه تسحب منه..الي هنا وكفي..
لن يستطيع ان يكون سببا لعداوتهم..
استجمع قواه..وحاول اكثر من مره..ان ينهض ولكن.. بلا فائده
فرت دموع القهر من عينيه..
دموع الوجع والظلم..لا احد يشعر به..
وجع جسده امام وجع قلبه لا يساوي شئ
كلما اغمض عيونه وجد وجهها ونظره عينيها العاتبه الحزينه فيتمني لو صعدت روحه وانتهي من هذا العذاب..
اي وجع هذا..وهو يتخيلها بين يدي رجل غيره..
الي هنا ولم يستطع صرخ صرخه شقت المنزل الحزين..
متمتما، باسمها…سولاااف..
وضع يده علي قلبه ينشد الرحمه..
أن رحماكي يا من كنتي كل حياتي..
لا قبلك ولا بعدك يسمع آناتي..
غامت عيناه علي صورتها المرسومه بذاكرته..
لم ولن تمحي..
سولاف..عشق المراهقه والشباب..
رفيقه الروح والعذاب..
سالت دماء انفه..
ورحل بعيدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدبي.
هي من توسلته..ان يفعلها
ان يخلصها من الوعد والي الابد..
لولاها مافعلها.. وليذهب الوعد للجحيم..
مسح دموعه التي تسيل كشلال..لا اول ولا اخر لها..
وهي بين يديه تبكي ويبكي معها..
كل كلمات العالم هربت من علي لسانه..
لا احد يري وجع قلبه..
فقط يشدد عليها لربما ينتهي هذا الالم..
ولاول مره يتمني لو يرحل عن العالم اجمع..
دموعها الساخنه التي يشعر بها علي صدره العاري
تجلده..
ولكنه يقسم انها من ترجته ليفعلها..ان يأخذ حقوقه كامله منها..
اي وجع هذا اقوي علي رجل من ان يعلم ان امراته ومن هواها قلبه تعشق غيره..
رفعت رأسها ونظرت له بعيونها المنتفخه الحزينه..
وصدمتها عيونه التي تبكي لبكائها هي..
لسان حالها يخبرها كم هي غبيه لتخسر عشقا كعشقه
لتكسر رجلا حقيقيا هكذا..
ولكنها لا تبكي علي حالها فقط..
هي تبكي علي شئ تجهلهه..
لا تعلم لما تشعر بغصه بقلبها..هو ليس بخير
ليس بخير ابدا..لو كل الكون اكد لها ذلك..
وحدها ستخبرهم كاذبون..
حبيبيها ورفيق دربها ليس بخير..
عادت كلمات الجد لتجلدها ودار صراع قلبها..
كيف لها ان تخونه بفكرها حتي..
ابتلعت غصتها واغمضت عيونها تستقبل شفتيه التي ابتلعت دموعها بحنان..
يهمس لها أن تكف عن البكاء..
لا يستطيع…
انه آسف لن يكررها..
انفجرت باكيه وارتمت باحضانه..
فهمس بحزن..
ـ في ايه بس ياسولاف؟
ارجوكي كفايه.مش قادر،ليه كدا بس؟
شددت علي عنقه وبصوت باكي اجابته..
أنا مش بعيط يامعتز عشان قربت مني..والله ابدا..
أنا زعلانه عشان انت حنين اوي يامعتز..بس غصب عني..
والله يامعتز غصب عني….
ابتسم من بين جروحه..وقبل ذراعها العاري..
التي تحاوط به عنقه..
قبله وراء قبله..
الي ان هدأت تماما وبين كل قبله، واخري يهمس لها
ان عشقه لها يكفيه..
يكفي ان يعشقها هو..
ان لا تبكي..
لا احد يستحق دموعها سيكفيهم عشقه ويفيض
يكفي ياامراه ان تقابليني بابتسامه وتودعيني باخري..
لمساته الحنونه أذابتها..قبلاته..همسه وأناته باسمها
وعشقه الفاضح الذي كان يخفيه عنها..
أنستها الدنيا..
وتجاوبت معه..كما فعلت اول مره وجلدت نفسها
ماذا بها.؟
ماذا يحدث لها؟
هي لا تحبه..ولكن…
هل للقدر راي اخر معه..؟
لا تعلم..
ولكن ماتعلمه أنها مسلوبه الاراده وكفي..
اسيره داخل غيمه ليست ورديه..ولكنها أسرتها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمزرعه
بعدما اخذت سليمه زيد الذي لا يكف علي البكاء منذ خرجا من المشفي وكانه يعلم ان ابيه سيفارقه بعد ساعات..
هنا..
بين احضانها الدنيا ومافيها..
اغمض عينيه براحه وراسه متكئه علي صدرها..
يحكي لها حكاويه وهي تسمعه..
ـ ديما؟
قبلت راسه واجابته.
ـ يا عيون ديما
ابتسم وقال..
لست عدوك ديما..اقسم انتي كل مااتمني يامراه..
ابتسمت..وقالت
اتعلم مروان؟
لقد صرت مهوسه بك..
حتي انني اقسم انك حتي لو كنت اخطر رجل بالعالم لعشقتك..
يكفي الحنان بين ذراعيك..
هنا موطني..
ابتسم باطمئنان..
ورفع راسه وقبل ثغرها..
ـ اااه ديما.كم هو مؤلم فراقكم..لكني والله ليس بيدي..
اخذت نفسا عميقا..
اذن هل ستخبرني من انت؟
ام مازال الامر خطرا…
ابتسم وارتمي مره اخري علي صدرها..
ـ ساخبركي فقط حاوطيني ياامراه بذراعيك وساخبرك..
فعلت بصدر رحب..ورشته ببضع قبلات حنونه..
وكانها رمت عليه تعويذه..وبدأ.
ـ أنا مروان ايمن المصري..
ولدت لابا مصريا وام بريطانيه..
كان ابي من اكبر رجال الاعمال..عشت عمري هنا
لم يكن لدي الا اختا وحيده..
تدعي سما..
كان ابي شريكا لاحد رجال الاعمال اصدقاءه..
ذلك الرجل كان كالحيه.داهيه متنقله..
كان يتاجر بالاعضاء وبجميع ما يخطر علي بالك..
استغل طيبه والدي وثقته به..
واستغل شركته في تهريب الاثار والبنات الصغار
للتجاره بهم هناك..
كان يتاجر بكل شي حتي اعراض الفتيات..
وبالصدفه اكتشف والدي ما يحدث..
وبالفعل استطاع التواصل مع الانتربول الدولي..
للقبض عليه.
ولكن كان ذلك الرجل اسرع منه..
كنت في ذلك الوقت مع جدتي مرجريتا.. بالريف
وحدها شقيقتي من كانت معهم..
كانو عائدين بسيارتهم من الخارج..
لعب الرجل بفرامل سيارتهم ولقوا حتفهم معا..
نزل الخبر علينا كالصاعقه..
ولان الانتربول كان يعلم بكل شي استطاعو القبض عليه وتقديمه للعداله..
وتم ترحيله للقاهره..
وبعدها علمنا انه قتل بالسجن..
صممت علي ان ااخذ بثأري منه ومن عائلته..
ارتعش قلبها وهي تسمع حكاويه..
وتربط الخيوط ببعضها..
عقلها يعمل بشكل سريع..
تشعر بالتوتر..ايعقل؟
نبرته الباكيه توترها..
ولكنه اكمل..
اقسمت علي الانتقام ديما..قلبي المشتعل كان يريد الثأر
استطعت دخول الانتربول ببعض الوسائط من جدتي وجدي..الذي كان من اصاحب السلطه هناك..
نار الانتقام تؤجج صدري..
الا ان اتت تلك القضيه مره اخري لتفتح..
ووجدت نفسي بين شقي الرحا..
كانت الاوامر ان احميكي..وبيني وبين نفسي اريد الانتقام.؟
صدمت ورددت..مني؟
مني أنا؟
أنت تتحدث عن والدي؟
أغمض عينيه..
نعم ديما..والدك.؟
انه هو..
هو من قتل والديا واختي..
ولكن اقسم لكي منذ وقعت عيني بعينك وصرت اسيرا لها
كم عاني معي راضي وتوسلني، لابتعد..
ولكن لم استطع..
تلك الحرب المشتعله بقلبي لم تهدا يوما الا بقربك.
عشقك الملتهب انساني نفسي ومهمتي..
لقد علمت منذ اليوم الاول ان ما يبحثون عنه كان برقبتك..
ولكني لم استطع..
لاحظ تصلب وجهها وجسدها..
وابتعادها عنه..
فقال بصدق..
اقسم ديما ان قلت لي اترك تلك المهمه اللعينه وكن بقربي ساتركها..
حبيبتي..سامحيني..
نظرت له بحده..
وقالت..
ماذا؟
تترك ماذا مروان؟..انت لا تعلم شيئا ابدا..
وتلك الفلاشه اللعينه لا تساوي شيئا امام كميه الحقائق التي أعلمها..
انت لا تعلم شيئا ابدا..
جحظت عيونه..
وقال بصدمه..
ماذا تعلمين ديما اكثر من هذا….؟
قولي لي؟
ديما بحده..لو كنت اشركتني منذ اليوم الاول لكنت بكل بساطه اخبرتك..
ليس هناك احد اكثر مني يريد الانتقام..
اريد الثار لكرامه والدتي،وما عانته..؟
مروان..ابي ليس بميت…إنه حي يرزق.
مروان بصدمه…ماذا؟
ماذا تقولين؟
ديما بهدوء..
سأخبرك كل شئ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
لو سمحتي في حد بيسأل علي حضرتك بره.
ڤيرا باستغراب..مين؟
الممرضه..مش عارفه هو قالي اناديلك..لو سمحتي ياريت تشوفي مين..
وكمان ميعاد الزياره خلص..
لقد تاخر الوقت كثيرا وجدها منذ اعطوه الدواء وهو بلا حراك..
حتي انه كان يود اخبارها بشئ ولكنه لم يقاوم..
ورحل بثبات عميق..
ماذا يحدث لا تعلم..؟
من يريدها ولما تاخر عزالدين هكذا..
اتجهت لحيث..
تقف تلك المرأه…التي تريدها..
اقتربت منه كان الممر خالي تماما وكانه لا احد هنا
ماذا يحدث؟
واين زوجه جدها..منذ الصباح ولم تظهر بعد..
وقفت امامها
وقالت..
حضرتك عوزاني؟
استدارت المرأه وجدتها امراه منقبه..
لم تتكلم المرأه..
ولكن رن هاتفها..هي
ردت بلهفه..
عز انت فين..؟
استمعت لصرخته الموجوعه..بالالمانيه؟
ڤيرا..اهربي من المكان بسرعه..
ولا تنظري خلفك..
اااه..حبيبتي..اهربي ڤيرا..راضي آتي لك..
جحظت عيونها..
وقالت برعشه..
ماذا؟
عز..بوجع..حبيبتي اهربي،اخرجي من عندك هذا فخ..
أستوعب عقلها..
واطلقت قدميها للريح..
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
احكمت المنقبه حصارها عليها..
وانتهي الامر..
أغلقت عيونها وهي تردد اسمه..
عــــــــــــــــز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يامن ملكت الفؤاد وسكنته
يامن بلقياك ابتسملي الكون وتقبلته.
اين انت واين انا..وهل ياعمري أذنبنا..؟
ان كان مقدرا لنا اللقا..سنلتقي
حتي وان حاربنا الكون كله ولم نفلح..
كن علي يقين انك بين ثنايا القلب وحدك..
لا قبلك سكن الفؤاد ولا بعدك..
✍️ أسما السيد✍️
ڤيرولين
رحماكي ٢
كلنا في العشق تائهون…كلنا ضائعوون
ڤيروليـــــــــــــــــــــــــــــــن
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثاني) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.