رواية رحماك الجزء الثاني – الفصل الحادي عشر
دخلت مريم بمرح كعادتها..
ايه دا كله.. ايه دا كله.. ماشاء الله يابنتي..
المرسم بقي تحفه..
سادين ببسمه هادئه..
اهلا مريم.. نورتي.. اخيرا افتكرتيني…
مريم.. بحزن.. والله ياسادين.. الدراسه والشغل.. وخصوصا بعد ماافتتحنا المشغل مع أمل مرات الشيخ قاسم والخاله ماجده..
الطلبيات بتزيد.. وعلي مابنخلص.. ببقي خلاص هموت وانام
سادين بفرحه لهم.. بجد مبسوطه باللي حققتوه ماشاء الله..
خالتو ايمان قدرت تقف علي رجلها وكمان الشيخ قاسم دا مفيش منه
مريم.. اه والله.. الحمدلله نقدر نقول ان احنا عدينا خط الفقر..
وخصوصا بقي بعد ماعيسي..
قاطعتها بهدوء.. لو سمحتي يامريم.. مش عاوزه اسمع حاجه عنه ارجوكي
ابتلعت ريقها وهي تعلم ان اخيها يشاهد ويسمع..
لقد وضعت هاتفها باحد الاركان حينما دخلت بعدما تاكدت من انه يراهم..
رفضت فكرته كثيرا ولكنها لم تستطع ان تكسر بخاطره..
ابتلعت غصتها وهي تري سادين تقف امام الكاميرا مباشره..
وسألتها.. ليه كدا ياسادين.. لحد امتا؟
معقول نسيتي عيسي..
جلست امام لوحتها بلا مبالاه.. تكمل رسمتها فاصبحت امامه بالظبط
ابتلع ريقه وهو يكتم انفاسه بيده.. حتي لا يصرخ بها وتستمع لصوته المعذب..
يكفي ان يملي عينيه من هيأتها الجديده..
تلك الملاك بحجابها ولبسها المحتشم. هي تلك المجنونه التي عشقها
ااه حارقه كتمها بصعوبه وهو يسمعها تتجاهل الحديث عنه ببراعه.. وكانه لم يعد يعنيها..
لم يستطع.. ان يكبت نحيبه اكتر.. فبكي..
مد يده واخفي وجهه وبكي بحرقه
احست بوجع بقلبها وغصه.. ومدت يدها تمسدها
وفي نفسها..اكدت..
سيزول.. كل الوجع سيزول
اغمضت عيونها.. وسرحت بخيالها..
سيأتي يوم وسيزول..
اقتربت مريم مسرعه بعدما اغلقت عيونها واختطفت هاتفها واغلقته بوجه اخيها
والي هنا..
ولم يستطع أكثر..
جلس اضا وبكي.. بكي كطفل صغير..
جلس تيم.. علي قدمه واحتضنه كما يحتضنه هو..
ببراءه..
شهق بحزن.. قائلا
ااااه ياتيم.. ااه.. يارب قرب البعيد..
يارب.. تعبان… تعبان اوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره..
بمنزل كيان..
وقعت يدها علي تحاليله الطبيه..
بعدما نسي حقيبته ببيتها امس..
بعدما اتاها بعد سيل من التوسلات بعدما تاكد ان كيان بالبلده
جحظت عيناها وابتلعت ريقها وهي تقرأ تحاليله
وفهمت..
وياليتها مافهمت..
وبايد مرتعشه وغصه بحلقها.. وضعتها بالحقيبه..
رفعت وجهها وجدته امامها يلهث.. يبدو انه كان يود ان يلحق بالحقيبه قبل ان تفتحها هي..
نظرته الخائفه.. ذكرتها باخيها الصغير الذي التقته لاول مره منذ سنوات
محمد ليس اخيها.. هوابنها وروحها..
ويبدو ان اخيها كبر.. كبر كثيرا وبات يخفي عنها.. ويتخذ القرارات
دموعها تسيل غصبا عنها..
اقترب منها وجلس بجانبها علي الفراش..
لقد رآها وهي تعيد التحاليل الي مكانها..
همس.. بغصه.. فريده.. أنا..
لم تستطع بكت بصوت مرتفع وجذبته لاحضانها…
احاطها بذراعيه.. وانفجر باكيا
واخيرا.. أحدا ما بجانبه. الجميع ابتعد عنه.. الجميع ينبذه بعدما حدث..
لا احد يعلم ابدا ما به.. لما فعل ذلك..؟
لما تخلي عن روحه؟.. هي روحه…
همست فريده… ياااه يامحمد كل دا وجع.. ليه مقلتليش..
ليه شلت الهم دا كله لوحدك.. ليه خليتنا نظلمك..؟
وليه بعدتها عنك بالقسوه دي..؟
ارتفع صوته عاليا بالبكاء.. وقال
سولاف مكنتش هتبعد غير بكدا..
انا اللي خليت معاذ يصورهم… وانا اللي شيرت الفيديو يافريده..
انا اللي قدمتها بايدي لمعتز….
وببكاء وهو يضرب علي قلبه
انا يافريده.. انا اللي قدمتله روحي وحياتي..
اااه.. محدش حاسس بيا.. محدش حاسس بوجعي
احتضنته وانفجرو بالبكاء معا…
بعد مده.. دفعته بيدها من احضانها..
وبجديه.. اكملت.. انت صح؟
انا فخوره بيك يامحمد.. بس دا ميمنعش ان في فرصه للعلاج..
العجز مش كلي يامحمد..
محمد بحرج.. فريده ارجوكي.. انا بقالي شهور بتعالج مفيش فايده..
مفيش..
اسكتي يافريده.. ارجوكي
ابتلعت مرارتها.. وحزنها علي اخيها..
علاجك مش هنا يامحمد. انت لازم تسافر..
محمد بحزن… تفتكري.. خلاص يافريده.. معدش نافع..
ومفيش امل..
اخذ حقيبته واتجه للخارج ولكنه استدار
اوعديني يافريده.. اللي حصل متقوليهوش لحد
ابتسمت بوجع. اوعدك.. بس حديثنا وكلامنا مخلصش..
ابتسم بوجع.. وخرج.. متمتما..ان شاءالله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلندن..
ماذا تعني..؟
من فعل بنا هذا..؟
هنا بيننا خائن.. يجب ان نعلم من هو…؟
ازاح ما امامه بجنون..
من ابلغ عنا.. من زيان؟
ابتلع زيان ريقه وبثبات اكمل….
لا تقلق.. سنعلم…
قريبا جدا.. دعنا من تلك الامور الان.. الشحنه الكبيره علي وشك…
يجب ان ننتبه لها حتي.. لا تفسد كمثيلاتها.. يجب ان ننتبه..
اعطيني اسماء الموردين.. لاستعلم عنهم..
اغمض رامز عيونه.. وجلس..
انت محق.. زيان.. القادم مهم جدا
والموردين.. شخصيات حساسه جدا..
والبوس الكبير.. اجل الشحنه.. لشهرين آخرين..
زيان بحده.. لما؟
لما التاخير
رامز بشك.. لما انفعلت زيان هكذا.. هذه اوامر.. لما العجله..؟
زيان بهدوء مصطنع..
لاني اريد لقاء البوس الكبير هذا كل مافي الامر..
انت وعدتني رامز.. انت تعلم انك بدوني لا شي..
رامز بجديه.. اعلم.. ولقد وعدتك بالفعل وبالحالتين.. الكبير ليس بلندن..
ومكانه غير معلوم..
حتي اني لم التقيه.. والدي من يعلم عنه؟
زيان.. بشك.. اذن؟
رامز.بتنهيده. شخصيه مجهوله.. لا اعلمها.. انا انفذ الاوامر وفقط.. حتي اني علمت ان الشحنه كامله منذ مده.. فقط فتاه واحده.. من تنقصها..
زيان برعب.. من هذه الفتاه.. اتعلم من هي..؟
رامز بشك.. وماذا يخصنا نحن.؟
زيان بثبات… قد استطيع جلبها له بسهوله.. انت تعرف خبراتي وقدراتي؟
رامز.. لا اعلم من هي… ساخبر والدي..
ولننهي وننتهي
زيان. بخوف مستتر.. تمام.. سأنتظر. وساكون بالخدمه..؟
رامز.. حسنا.. انتظر خبرا مني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بألمانيا..
تمشي علي قدمها.. لقرب الشركه من شقتها هي وميرا
تركتها ميرا كالعاده.. وذهبت مع مالك.. لتناول الطعام.
وكذلك فعل زين مع ماجدولين التي تلتصق به..
ابتسمت وهي تتذكر تذمر زين المستمر من أفعال ماجدولين الذي يعشقها رغم تذمره منها
تذكرهم بجسار وزوجته..
كم جميل العشق وكم ججميل ان تجد من يشاركك جنونك..
مرت اربعه ساعات منذ حادثته واخبرته انها موافقه..
عالزواج.. ولا رد فعل.. اغلق بوجهها..
عبست وعادت الدموع تتجمع في عيونها..
لقد تصورت انه سيصيح ويسعد ويصرخ بحبها
يبدو انها كانت واهيه والجميع واحد تلو الاخر يخذلها
سالت دموعها ومسحتها سريعا
وهي تنتبه لذلك الذي يسير خلفها منذ خرجت
منذ شهر تقريبا.. وهي تشك بان احدا يراقبها..
نظرت خلفها بالفعل وجدت رجلا لا يظهر من معالم وجهه شئ
يخفيها بكوفيه صوفيه ونظاره تخفي وجهه
رأت تجمعا من الناس فانطلقت تسير بجانبهم
ارتعشت يداها وبان توترها..
منذ شهور ولم تصبها تلك الرجفه
اقتربت من مكان سكنها فاسرعت بخطاها..
الا ان اصبحت بها..
دخلت شقتها واغلقت علي نفسها..
والي هنا واصابتها حاله الرهاب..
اخذت نفسها ببطئ
والدموع تسيل منها بلا حول لها ولا قوه وهي تنادي عليه..
ـ عز
اخيرا وصل لهنا منذ هاتفته ولم يدعها تكمل لربما ترددت.. اغلق معها..
وعاد باول رحله لالمانيا..
لم يصدق انها واخيرا وافقت..
وصل لشقتها.. ودق عليها بعدما تاكد انها هنا من ميرا..
استمعت لرن الجرس وارتعش قلبها مؤكد من يلاحقها..
ازادت ارتعاشتها.. وانزوت باحد الاركان..
دب القلق بقلبه وهو يرن للمره التي لا يعلم عددها
فناداها.. ڤيرا حبيبتي انتي هنا.. انا عز..
جحظت عيناها وفي لمح البصر كانت قفزت من مكانها.. لتفتح له..
فتحت وابصرته امامها.. بايد مرتعشه وجسد يرتجف..
ـ عز انت هنا؟
لاحظ انتفاضها ورعشتها فاقترب مسرعا وخطفها بين ذراعيه..
لقد أخبره محمود عن اعراض تلك الحاله وكيف يحتويها؟
اغلق الباب بقدمه وحملها مسرعا..
استسلمت ليديه.. ورمت بثقل رأسها علي صدره تتمتم بكلمات ليست مفهومه..
جلس علي الاريكه وأجلسها كطفله باحضانه..
يهمس لها بكلمات حنونه.. لتهدأ
ششش اهدي ياقلبي انا هنا اهو…
ڤيرا الجميله.. احلي حاجه في دنيتي
مد يده ومسح دموعها التي تسيل بلا ارده منها..
متبكيش ياقلبي.. مقدرش علي دموعك ياجميله..
اغمضت عيونها وذهبت بنوم عميق.. مطمئنه..
تأكد من نومها بين ذراعيه.. بعدما ألقي علي مسامعها العديد من الكلمات الحنونه..
استقام بها ومددها علي فراشها..
حادث ميرا وأخبرها.. ماحدث..
وطلب منها ان يبقي بجانبها الليله…
بعد ساعتين..
فتحت عيونها..
ورويدا رويدا تذكرت ماحدث..
شهقت وهي تتذكر انه كان هنا
اشتمت لرائحه عطره.. التي تميزها.. واستقامت لتبحث عنه..
شهقت باسمه وهو تراه يضع الطعام علي السفره
عز..
ـ ابتسم وهو يراها مصدومه. واجابها
قلب عز.. أخيرا.. انا. كنت لسه هدخل اصحيكي
اقتربت مسرعه منه والتقطها هو بحنان..
هذه المره واعيه..
همست بأذنه.. انت هنا بجد؟
ـ ابتسم.. واجابها بهمس باذنها.. في حد كلمني وقالي تعالي ياعز انا موافقه
مقدرتش استني.. وانا بقالي كتير مستني
بقالي عمر ياڤيرا
خوفت تغيري رأيك.. وقولت الحقك..
تذكرت ماحدث.. وشددت علي عنقه.. خلينا نتجوز ياعز.. أنا خايفه
خايفه اوووي
عز بخوف عليها.. أبعدها بهدوء..
ومد يده مسح علي وجهها بحنان.. مالك ياڤيرا.. حاله الرهاب جتلك من ايه؟
ارتعشت يدها فتحسسها بحنان… متخافيش انا معاكي
اطمني..
ابتسمت وحكت له ماحدث…
بس معرفش ايه اللي حصل بعدها فجأة سمعت صوتك جريت فتحت ومحستش بنفسي
عز بقلق.. اخفاه عنها ببراعه
دي تهيؤات ياقلب عز.. ابتلع غصته وكلام راضي يعود ليتردد برأسه..
خفق قلبه.. واكمل بحسم..
بكره هنتجوز ياڤيرا .. مش هسمحلك تبعدي عني تاني..
ڤيرا.. بخوف مازال يتملكها… نتجوز ياعز.. انا خايفه اوي.. خليني جنبك.. متسبنيش
ابتسم وجذبها لحضنه.. انا جنبك ياڤيرا ومش هسيبك ابدا..
متخافيش..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره.
وقف امام شقتها.. يدق الباب بعنف..
ينادي عليها..
نغم.. افتحي يانغم..
عابد من خلفه.. ياكريم اهدي.. اظاهر مش هنا
كريم بجنون.. راحت فين.. راحت فين ياعابد. اكيد سمعت كلام امي…
اكيد هربت..
بس مش هسمحلها..
عابد.. ياكريم اهدي.. جرحك هينزف.. اهدي الله يخليك..
لم يكترث.. له.. ودق علي بابها بعنف اكبر..
خرجت جارتها العجوزه..
ــ يابني نغم واخوها سابو البيت العصر..
وسلمتني المفتاح.. قالتلي اديه لصاحب البيت..
محدش موجود. بطل زعيق انا جوزي مريض يابني
عابد بهدوء.. طب ماتعرفيش راحت فين؟
السيده.. ابدا يابني مقالتش وانا مهتمتش
ربنا ييسرلها حالها..
عابد بهدوء.. طيب احناأسفين علي الازعاج ياحاجه.. احنا خلاص هنمشي
السيده.. بهدوء.. ربنا يصلح حالكو يابني.. ويبرد علي قلبكو..
دخلت السيده.. وتصنم جسده..
وهمس بذهول..
مشيت.. ببساطه كدا..؟
عابد. بهدوء.. يالا ياكريم ملهاش لازمه الوقفه دي..
بعد قليل..
وبعد العديد من المحاولات البائسه للاتصال بها..
كان يمشي كالآله…
يعيد علي ذاكرته شريط ذكرياتهم معا..
بالصباح كانت هنا بين احضانه والان..
أراح راسه للخلف في السياره..
متعبا.. حزينا.. موجوعا… لالون لحياته ولا طعم..
الحياه لم ولن تأتي علي هواه يوما…
وكأنه مكتوب علي وجهه.. عذرا هذا القلب للبؤس والشقاء فقط..
عابد بخوف عليه… كريم انت كويس؟
همس بحزن… لا.. مش كويس.. عاوزها ياعابد ارجوك..
ساعدني..الاقيها..
غامت عيناه ورحل بثبات عميق من أثر المخدر..
عميق جدا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل فريده…
دخل كيان بعد عودته من البلد.. شاردا.. بعدما قرر الجد زواج سولاف
لمحها جالسه بشرود..
فصعد للاعلي بلا كلام..
تنهدت وهي تعلم انه محق.. ولكن لا احد يعلم..
أغمضت عيونها.. وصعدت خلفه..
وجدته بالمرحاض..
اغمضت عيونها ودخلت خلفه..
وجدته واقفا امام المرأه.. شاردا..
همست..كيان؟
ادار وجهه لها بوجه غاضب حزين.. ولم يتكلم..
مد يدها وادارته لها بحنان.. فهادوها..
ـ زعلان مني؟
ـ زعلان منك جدا يافريده.
ـ فريده بحزن.. ليه؟
ـ انتي عارفه؟
عارفه اد ايه سولاف غاليه عندي ومع ذلك…. محدش ادخل..
فريده بحزن…. مفيش نصيب ياكيان.. محمد رفض يقولي اسبابه.. وبدموع اكملت.. سولاف تستحق احسن منه..
مد يده.. ومسح دموعها..
قائلا
مخبيه عني ايه يافريده؟
احكيلي.. يمكن نلحق نعمل حاجه.. فاضل ايام علي الفرح..
جدي هيموت فيها.. مش قادر يستوعب وسولاف معدتش سولاف..
لم تستطع خرجت مسرعه..
ولحقها هو..
ادارها له بحده..
مخبيه ايه.؟ في ايه؟ عارف محمد مبيخبيش عنك حاجه..
كلكو في ايه..
حتي عمتي غلبت معاه..ودموعها منشفتش من شهور..
قوليلي الحقيقه..
فريده… ارجوك ياكيان..أرجوك متضغطش عليا..
تمام يافريده.. عندك. حق.. سولاف تستحق اللي يقدرها….ومحمد ميستهلهاش..
واظن انتي عارفه ان معتز مهما خبي عشقه ليها
واضح زي الشمس..
اخوكي ميستهلهاش فعلا..
ياريت تحضري نفسك عشان الفرح..
هننزل البلد..
خرج وتركها..وانفجرت باكيه..ياارب
يارب صبر قلبك يامحمد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج..
يعني ايه ياسالم.. الكلام دا.. انت متوكد من اللي بتجوله ده..
سالم بهدوء..اه متوكد وجريب اوي..هنخلص من وصمه العار..
عتمان بخوف..هتجتلها ياك..
سالم..ودي تخصك في ايه؟..ماهي اجده ولا اجده..ميته
عتمان..بس برديك دي بنتي..
قهقه سالم عليه..وهو ينظر لصورتها..ياراجل..جول كلام غير دا..
جال بنتك جال…
بنتك دي تنساها خالص…وسيبني اني اخلصك منيها..
والااااا..
عتمان..بحسم..مفيش والا..خلاصي اعمل اللي عاوزه..بس كلو بحسابه..
سالم..متجلجش..هتزيد..١٠الميه
ماهو انت صاحب الخير برديك..
ــــــــــــــــــــــــ
بألمانيا..
ـــــــــــــــــــــــ
امام السفاره..
مد يده وجذبها من بينهم..
فشهقت بخجل..
عز..
عز بفرحه..عيون عز..بقيتي مراتي..انتي مراتي ياڤيرا
مش مصدق..
ابتسمت..بخجل..يامجنون اوعي..الناس حوالينا..
عز..سيبك منهم..يالا عشان ميعاد الطياره..
ڤيرا..هنروح فين..؟
عز…انتي عاوزه نروح فين..شبيك لبيك..أي مكان تشاوري عليه؟
ڤيرا..بهدوء..عاوزه اروح اعمل عمره ياعز..نفسي من زمان..بس مكنش بيفنع..
عز بهدوء..ليه مينفعش.؟
ڤيرا..لازم محرم..وأنا كنت لوحدي
ابتسم وجذبها..انا كمان كنت مستنيكي من زمان..كان نفسي اروحها معاكي..
من انهاردا كل حاجه هنعملها سوا..
يالا بينا..
ڤيرا بابتسامه..طب استني نسلم عليهم..
عز بجنون..يالا ياڤيرا..دول في عالم تاني..
ڤيرا وهي تسير خلفه..
يامجنون..استني..
عز..بفرحه..لا..يالا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الخميس
بالمزرعه..
ها يانغم..في حالات تاني ولا خلاص.
انا حيلي اتهد..
نغم بابتسامه..هادئه..
لا افراج..انا كمان جعانه اوي..يالا بينا..
انا شامه ريحه اكل خاله سليمه من هنا..
ديما بلهفه..وهي تتحسس بطنها المنتفخه..
انتي بتقولي فيها..
انا كمان واقعه من الجوع..
يالا بينا بسرعه..
نغم وهي تلمم حاجيتها..يالا..
خرجا معا ونغم مازالت تستكشف المكان حولها بانبهار
المكان هنا روعه تحفه فنيه..ايه دا بجد؟
ديما..بابتسامه..كنت زيك كده اول مافوقت وللامانه كل يوم بيعدي هنا بنبهر اكتر واكتر
هنا أمن وأمان..مش موجودين في حته تانيه
هنا دوله مهجوره معزوله..لوحدها
هنا الليل بيطول عاللي زينا..اللي حب ولا طالشي..
هنا الكل عشاق..حتي الراوي نفسه
نغم بحزن..تفتكري هيجي اليوم ونجتمع زيهم..
ديما وهي تمد يدها تتمسك بيدها..
ليه لا؟
هنا كل شئ جايز..بس نقول يااارب..
نغم بأمل وحنين..يااارب..
ياارب احميه وبارك فيه..انت عارف اني مش بايدي..
ديما بحزن..يارب..اسمع مني ومنها
عبدالرحمن من خلفهم..
بسعاده
تعالو شوفوني وانا بركب الحصان عدنان الفارس بيعلمني..
نغم بفرحه..بجد..طيب ينفع ناكل الاول..
وناخد علاجنا..
عبدالرحمن..بسعاده..ااه ينفع..بس بسرعه يالا بينا..
ضحكا وسارا خلفه..يالا بينا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج..
بغرفتها..
امام مرآتها..بيدها هاتفها..تتوسله ان يجيبها..
ارسلت له آلاف الرسائل
ان يأتي لها. ان ينقذها..لا تصدق انه تخلي عنها هكذا..
لا رد..ولا مجيب..
شهقت وأسندت رأسها علي المنضده امامها..
وانفجرت بالبكاء
رن هاتفها فانتفضت مؤكد هو..
وجدته ابن خالتها والمفترض زوجها الذي ستزف له آخر النهار..
فتحت الخط..
وبدموع وبكاء كالاطفال بكت….بكاء مرير.
امسك قلبه..بوجع..وهي تشكو له قسوه حبيبها
ياويل قلبك يامعتز..
جلس ارضا ووقعت منه ببيونته..
كان يتصل بها لتختار معه اي لون ليرتدي..ليماثل لون فستانها هي
سالت دموعه وارتمي بجانب فراشه..
وفي نفسه..
الي متي؟
الي متي ياابنه خالتي…لما لم تلحظين عشقي لكي…؟
مسح دموعه..واستعاد نفسه الصابره..العاشقه بلا امل
لتضحكها…لتخفف عنها..كالعاده..
ان تهدأ..كل شئ سيكون علي مايرام..
اغلق معها..وارتدي ثيابه..وعقد عزمه..
سيذهب له..
لا يريدها جسدا بلا روح
ان أرادها هو فسيقدمها له بنفسه..
الحب ليس انانيه..سيتحامل علي نفسه ويقدمها بنفسه له..
نزل مسرعا
قابلته أمه..
رايح فين يامعتز دلوقتي لازم نتحرك عشان نلحق نوصل..
معتز بعجله..مشوار مهم ياأمي..لابد منه..
الام..باستغراب ايه هو..دا؟
معتز..بعدين بعدين..مش هتاخر..
بعد نصف ساعه..
كان يقف أمامه..
رفع محمد نظره له بصدمه..
لقد نادوه من وحدته..التي يدفن نفسه بها..
واخبروه ان هناك زائرا له..
ولم يخطر بباله ابدا ان يكون هو..
من دون الخلق كله..
ردد بذهول..
انت؟
نظر له معتز بتهكم وقال بوجع.. اه انا.. غريبه مش كده..
المفروض اكون دلوقتي رايح اجيب عروستي اللي انت عارف ومتاكد انا اد ايه حلمت باليوم دا.؟
بس سيبت دا كله وجيتلك..
جيتلك..لاخر مره..زي ماجتلك اول مره قبل كتب كتابي منها…
تهكم محمد بوجع كوجعه.. وجع حبيبان اتفقا علي قلب واحد..
وجيت ليه؟ مانا خليتلك السكه وسبتلك الجمل بما حمل.. قصرت عليك مسافات..
صمتا الاثنان.. كل يبتلع غصته.. واكمل محمد بوجع..
عارف..؟ كنت دايما اشوف عشقك ليها في عيونك.. يمكن هي مخدتش بالها وانت قدرت تخبيه ببراعه احييك عليها..
بس بردو كنت واضح اوي.. انت جبار اوي يامعتز
كنت بستهزأ بمشاعرك.. واقول اكيد انبهار.. لانه لو عشق كان ازاي هيقدر يفرط في اللي بيحبه..
بس لما جربت.. ووقفت في نفس المكان اللي انت فيه..
عرفت اد ايه بياخد وقت ومجهود..
بياخد من عمرك ومن صحتك.. انت ازاي قدرت تتحمل..؟دا تعب ومرار اوي ياراجل..
ابتلع معتز غصته.. وهو يلقي بوجهه ما استطاع اخفائه من سنوات..
عندك حق.. اه بحبها.. بحبها يمكن اكتر منك.. من يوم ماجت عالدنيا وانا ماما وخالتي متفقين اننا نكون لبعض..
كنت مستني تكبر واصارحها بحبي.. بس لما كبرت حبتك انت..
وبوجع اكمل زهو يمسح عرقه..يخفي توتره..
اه تعبت.. واتوجعت وكان حبها زي السم القاتل.. اللي بيموتني بالبطئ.. بس الحب مش انانيه
لما عرفت انها بتحبك انت.. قررت ابعد وكفايه عليا اشوفها سعيده..
انا بعشقها مش بس بحبها.. وعشان بعشقها مستعد أقدمها بايدي ليك..
عشان اشوف فرحتها وضحكتها من جديد..
أنا… ابتلع غصته وحاول جمع كلماته..
انا مش هتحمل اعيش مع جسد من غير روح..
سولاف روحها فيك.. وانا..
أنا بقولك.. لاخر مره.. لو شاريها.. هات ايدك في ايدي.. وبنفسي هسيبهالك وانا سعيد..
ابتلع محمد غصته وكلمات الطبيب وفريده تتردد بأذنه..
ان الامل ضعيف..سيبقي نصف رجل..
وقال بوجع..
ولو قلت لا..
ابتسم معتز بهدوء وبقلبه يتمني لو يقولها بالفعل..
واجابه..
ساعتها هعمل المستحيل.. عشان انسيها اسمك.. هحارب بكل طاقتي عشان تبقي ليا قلبا وقالبا..
هعمل اللالي عشان تعشقني وتنساك انت..
لانك متستهلهاش اناني..
محمد بوجع.. يبقي مبروك عليك..
مبروك عليك..عشقي وحياتي
مبروك عليك حته من روحي
مبروك عليا الوجع..ومبروك عليك روحي
يابائسين في الهوي..اقدم لكم روحي
بائس انا مثلكم..لا بوح ولا نوح..
ايتها البعيده الغائبه..اليوم سأقدمك لغيري يااغلي من روحي
كوني سعيده هانئه..
ولا تفكري بي ياروحي..
اسعدي وابتسمي..فابتسامتك ترد لي روحي
✍️أسماالسيد✍️د
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثاني) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.