رواية نحيب – الفصل الرابع
الخبر نزل عليهُم زي الثلج! صدمة يصعب إستيعابها!
حامِل! في شهرين؟
الأم إنهارت على الكُرسي وبقت تتنفض وتتشحتف، مكانتش مصدقة إنها إتحرمت مِن إن بِنتها الوحيدة يتعملها فرح وتتجوز وتفرح بيها.
أما هو! كان واقِف بيحاول يداري صدمتُه في اللي سمعُه.
بص للي واقفة ضامة جسمها بـٓ دراعاتها والدموع بتوقع حرفيًا مِن عينيها، شفايفها كانت بتترعِش وهي باصة لـِ مامتها وبتقول بـِ رُعب: ماما!
مامتها مردتش عليها بل قالِت بـِ عياط: فوضت أمري إليك يا صاحِب الأمر.
قال بـِ نبرة خافتة باردة: تعالوا عشان أوصلكُم ونتكلم في الطريق.
وقفت والدتها وهي بتسحبُه مِن قميصُه بتزعق فيه وبتقول: هرميها لـِ كلاب السكك ولا إني أجوزهالك يابن الـ..***
بعد هو إيديه عنها وقال بـِ غضب وصوت عالي نوعًا ما: بقولك هتجوزها وهصلح غلطي!! تعالوا أوصلكُم وهنتكلم!
قالت بسنت بـِ نبرة مُرتجِفة وهي بتاخُد نفسها بالعافية: مِش هركب معاك، مِش عاوزة.
والدتها بتبريقة وغضب: إكتمي خالِص!
شاور بإيدُه لـِ باب العيادة وقالهُم: إتفضلوا.
سحبتها أمها فـ قال هو بنفاذ صبر: بالراحة عليها عشان حامِل!
خرجوا مِن العيادة أو بمعنى اصح مِن المكان المشبوه، ومليون فِكرة وفِكرة بتدور في راسُه، مشي قُدامهُم وهُما وراه عشان يعرفوا مكان العربية، وصل عند العربية السودا المفيمة وفتح الباب الأمامي وهو بيقول لأمها: إتفضلي إركبي جنبي.
والدتها بعصبية: هركب جنب بنتي ورا.
رزع الباب ولف وقعد في مِقعد السائِق، ركبوا ورا وأتحرك بالعربية ومشي مسافة.. بعدها قطع الصمت وقال موجهه كلامُه لـ والدة بسنت: شوفوا تحبوا إمتى كتب الكتاب وبلغوني وياريت يكون في أسرع وقت، أنا رقمي مع بسنت عشان ورايا شُغل برا مش هبقى في العُمارة الفترة الجاية.
بصتلها والدتها وقالت بعصبية: رقمُه بيعمل إيه معاكِ؟
كشت بسنت في مِقعدها وقالت بـِ رُعب: والله هو رن عليا معرفش جاب رقمي منين.
بصلهُم في المرايا، مِن ورا نظارتُه اللي بتفيم في الشمس..
وسكت.
وصلوا عند العُمارة فـ نزلت بسنت ووالدتها، قالهُم مِن شباك العربية: هستنى إتصال مِنكُم وأنا جاهِز، أنا إتكلمت مع والدك يا بسنت وهو عندُه خبر.
الست كانت هتنهار في الشارِع لكِن تماسكِت وهي بتسحب بنتها للعُمارة، طلعوا للشقة وبسنت حاسة إنها هتوقع مِن طولها.
فتحت باب الشقة ةدخلت على جوة، منها لأوضة النوم عشان تنهار.. تماسكت بالعافية برا، ورزعت باب أوضة النوم جامِد.
بصت بسنت في الشقة ملقتش مفاتيح أبوها فـ عرفِت إنُه ساب البيت..
مشيت بالعافية ناحية أوضتها وأول ما دخلت على السرير رمت نفسها عليه وبدأت تعيط بـِ هستيريا.
وتضرب في نفسها، مكانتش فاهمة حاجة
بس حاسة بـِ الرُعب، والبرد.. والوِحدة.
-قُريب مِن فيلا في حي راقِ.
وقف بـِ عربيتُه وهو بيضرب كلاكسات العربية، فتح الأمن البوابة فـ دخل بالعربية وهو راكبُه شياطين الأرض.
نزل وساب المُفتاح في العربية ورزع الباب جامد، دخل الڤيلا والمِعطف الطويل بتاعُه مفرود وراه مِن كُتر ما خطواتُه سريعة.
كان واقِف والدُه عند الأنتريه وهو بيتكلم في الفون وبيقول: أه مُشكِلة عائلية هنحِلها بالتأكيد، ههههه يا باشا دعوة الفرح هتوصل لإيد سيادتك، مع سلامة الله يافندم سلام.
قفل المُكالمة وبص لإبنُه اللي داخِل وشكلُه على أخرُه مِن الغضب، بصلُه وقال بـِ قلق: كُنت فين يا عِز! طمننا يابني إحنا على أعصابنا!
مرات أبوه كانت قاعدة على الكنبة وهي حاضنه أخوه وبتقول: ما قولنا نوديها معمل نظيف تبعنا.
زعق عِز وقال: هجرجرهم غصب عنهُم ولا إيه؟ كان لازِم أقول إنها حامِل عشان يخافوا ويتأكِدوا بنفسهُم! وأنا كُنت وراهُم وعرفت بنفسي.
وقِف أخوه وهو بيمسح مناخيرُه وبيقول بـِ رعشة: هي حامِل..
عِز صدرُه كان بيعلى ويهبط مِن العصبية، وبعِزم ما عندُه نزل بـِ كف إيدُه على وِش أخوه وقعُه على الأرض.
بقى يتنفض على الأرض وهو بيصوت.
جريت مرات ابوه على إبنها وهي بتقول: إيه الهمجية دي!
رفع عِز أكمام المِعطف بِتاعُه وقال: صوت، صوت زي الحريم صوت.. هات مفاتيح عربيتك يالا.
بص علي لأبوه وبعدها لأمه وهو بيقول: ماما!
عِز بزعيق: هات يالاا!! العربية دي من فلوسي.
أبوه بـِ قلق: سيبك منه دلوقتي يا عِز، أنا هرميه الشمام في مصحة يتعالِج، قولي بس.. أهل البنت قبلوا ياخدوا الفلوس؟
سكِت عِز شوية بعدها قال بـِ نبرة غلب عليها الحُزن: مقولتلهُمش إن علي اللي عمل كدا، لبستها لـ نفسي.. هتجوزها أنا وهلم الموضوع.
مرات ابوه وهي بتحضُن علي: إنت راجِل يا عِز مِن يومك، بتحمي أخوك مِن كُل شيء
عِز بعصبية: أنا بعمِل كِدا عشان البنت اللي ملهاش ذنب ومستقبلها راح! داخِل خارج على اوضتها يصورها وياخد حاجتها من بعد اللي عمله.
قام عِز ورفس علي برجله جامد فـ صوت علي مِن الألم، قال عِز بعصبية: أخدت إيه مِن أوضتها يا ****.
مرات أبوه مكانتش مصدقة إن إبنها خرج مِن المصيبة وقالت: كويس إنك قررت تروح إمبارح تبات معاه هناك وتقنعه يرجع الڤيلا..
عِز بتنهيدة: لا وإبنك ماشاء الله كان حريص إن محدش يشوفه.
أبوه بـِ صدمة: أيوة بس نوران! هتعمل إيه مع نوران؟
عِز بحُزن: هصارِحها يا بابا إني مش هكمِل معاها.. مقدرش أظلِمها معايا.
أبوه بـِ ضيق عليه: بس إنت كِدا بتظلم نفسك!
عِز بتصميم: بابا البنت مستقبلها ضاع! وإحنا مش ناقصين فضايح، دا قراري مِش هرجع فيه، فين ملك؟
أبوه بـِ نبرة فيها حُزن: في أوضتها بتذاكِر.
بص عِز بـِ طرف عينُه على أخوه دلوع مامتُه، تخطاهُم وراح لأوضة ملك..
خبط خبطتين فـ قالِت: أيوة؟
عِز بنبرة هادية: تسمحيلي أدخُل؟
ملك بـِ صوت فرحان: إتفضل يا خالو.
دخل عِز وهو مُبتسِم ورفع نظارتُه على شعرُه، قالت ملك بمُغازلة: يعني العيون الحلوة دي نغطيها بنظارة!
ضحك عِز وهو بيقول: حلوة إيه دي تخوف، أزرق فاتُح عامل زي عيون الجُثث.
قعد جنبها وهو بيقول بـِ حنان: عاملة إيه في مذاكرتك؟ محتاجة فلوس أو أي شيء؟
حركت راسها يمين وشمال وهي بتقول: بس محتاجة نروح الكافيه اللي على البحر إنت وعدتني.
رمش عِز بعينيه وقال: عينيا، أنا بس اليومين دول مشغول في حوار يا ملك تبع الشُغل هحِلُه ونروح سوا.
قالت بحماس: تمام.
مسك مناخيرها بين صوابعه فـ ضحكت راح ضحك هو ضحكة قصيرة.
بعدها بص ليها بـِ قلق وقال: بقيتي أنِسة حلوة، وجميلة!
إتكسفت فـ كمل هو وقال: ملوكة ينفع أطلُب منك حاجة؟
ملك بـِ هدوء: أكيد
عِز بـِ تردُد: عايزك تقفلي على نفسك اوضتك بالمُفتاح بالليل لما تيجي تنامي، ويعني لو حبيتي تقعُدي مع خالو علي إقعدوا برا وسط نانا وجدو، تمام؟
رفعت أكتافها وقالت: أيوة بس جِدو قالي متقفليش على نفسك عشان لو جرالك حاجة نعرف ندخُلك.
قرب مِنها بمُلاطفة وهو بيقول: بعد الشر على حبيبي، وبعدين إنتِ لو في جُحر العفريت هعمل سوبر هيرو وأجيلك.
ضحكت بـِ سعادة وسندت راسها على صدرُه فـ باس راسها وهو بيتنهد بـِ ألم وخوف عليها
وبيفتكر أخته الكبيرة اللي توفت وسابتها أمانة عندهُم..
يتبع.. (رواية نحيب) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.