رواية ملاذ العاشق – الفصل العشرون
البارت العشرين والاخير
#ملاذـالعاشق
بتفتح سيدرا عنيها بصدمه وتبدأ عنيها تنزل دموع وجسمها يترعش وتبدأ تعيط بصوت اعلا، بس خالد بيحط ايده علي بقها وبيكتم نفسها وبيقولها:
“متقلقيش، انا مش جاي اقتلك ولا اعيد الذي مضي.”
واتكلم بشهوه مقززه وهو بيبص علي جسمها، ولو انو نفسي، “انا جاي بس اعرفك انك لو فاكره انو خالد انتهي ولا انتي واخوكي خلصتو مني، لا يا عسل. وامي اللي ابوكي قتلها وتشريدي ف الشارع دي هاخد حقي و حقها.”
وسيدرا من كتر الرعب مقدرتش تمسك نفسها واغمي عليها.
وهو لما شافها كده سابها لبس النقاب اللي كان لابسو علي وشو وفط للبروفه التانيه وخرج منها من غير حته م يبص وراه.
وبتستغرب نهي لما بتلاقي سيدرا متلطعش، بتروح علي الباب وتخبط ولكنها مبتردش، ف بتقلق عليها نهي وبتفتح الباب بتتفاجئ ب سيدرا اللي مرميه علي الارض، ف بتنزل ل مستواها وهي بتفوقها:
“سيدرا! سيدرا حبيبتي فوقي!”
وبيبدأ العمال اللي في المكان يتلمو ويبدأو يفوقو سيدرا مع نهي، لغاية اما بتفوق وبتترمي ف حضن نهي وهي بتعيط وتقولها:
“خالد! خالد كان هنا يا نهي!”
بترتب نهي علي ضهرها وهي بتقولها:
“اهدي اهدي يا حبيبه قلبي.”
وبتطلع تليفونها وبترن علي كريم وبتحكيلو اللي حصل، وفورا كريم بيسيب الشغل ويروح يشوف اختو.
—
عند سفيان:
قاعد بيمارس عمله، بتدخل سلوي وهي بتقولو:
“مستر سفيان، انا محتاجه اتكلم مع حضرتك ف موضوع ضروري جدا واتمني حضرتك تفهمني.”
بيقولها سفيان:
“اتفضلي يا سلوي اقعدي وقوليلي.”
بتبلع سلوي ريقها بتوتر لكنها بتحسم امرها وهي بتقولو:
“والله يا مستر سفيان انا مكنتش ناويه غدر. انت ذي م حضرتك عارف انا مخلصه كليه اداب وجيت اشتغل مع حضرتك وكده، بس انا عيشت طول عمري مع امي ف حاره بسيطه، وهي اتوفت من 3 سنين، بعدها علي طول جه الحاره بتاعتنا واحد اسمو خالد وسكن جمبي، بدأ يلاغي وعرفنا بعض وكده، وبعدها ب فتره لاقيتو جايبلي اعلان الشركه هنا كانت منزلاه وقالي اجي اشتغل.
وكان قايلي انو احسن اكون مع استاذ كريم، مكنتش فاهمه اصلا هو عارف حضرتك وعارف استاذ كريم منين.
جيت هنا ولاقيت الشغل مع حضرتك وقلتلو ووافق، وهو يعني كان قايلي اني اعرف عن استاذ كريم اي حاجه واوصلهالو، ليه مش فاهمه، بس كنت بعمل كده.
اوقات يسأل واوقات لا، بس ف الفتره الاخرانيه صمم اني اجيبلو اخبار اكتر، ف كنت بروح عند السيكرتيره بتاعتو واستدرجها بالكلام، واتا اسفه يعني كنت ساعات بتصنت علي حضراتكو، بس جه من فتره صغيره قالي انو عاوز يعرف عنك انت كمان اكتر وعن استاذ كريم، وحزرتو وقلتلو بلاش.
يشهد ربنا اني كنت بعمل كده لاني حبيتو، وانا مشوفتش منك حاجه وحشه يا مستر سفيان.
ف هو اداني الورق دا وقالي احطو ل حضرتك ف وسط الورق بتاعك بشرط انو يكون ف مكان سري كأن حضرتك مخبيه.
انا طبعا حاولت اعترض بس هو هددني والله، وقررت اني اقول ل حضرتك.
بس انا بطلب من حضرتك الحمايه.”
ووطت صوتها بخجل وعيونها بتنزل دموع وهي بتقولو:
“انا اسفه والله علي كل اللي عملتو، بس عمري م فكرت ائذيكو.”
بيبصلها سفيان ب غموض ويبص للورق اللي ف ايده بغضب وهو بيحاول يتحكم ف اعصابو وبيقولها:
“متقلقيش يا سلوي، كفايه انك جبتي وقولتلي. عاوزك تأكدي خالد انو حصل وانك حطتيلي الورق، بس عاوزك تحاولي تعرفي هو عمل كده ليه ولا بأمر من مين، واوعدك هيكون ليكي الحمايه التامه، وانا هكون علي تواصل معاكي، وعاوز اعرف مكانو، اديني العنوان، وصدقيني هحاول احميكي علي قد مقدر.”
بتقوم سلوي وهي بتشكر سفيان وبتخرج، اما سفيان ف بيبص للورق وهو بيقول:
“يا ولاد الكلب نهايتكو علي ايدي النهارده، اصل الحركه الوسخه دي متطلعش غير منكو.”
—
عند سيدرا ونهي:
كريم بيوصل لعندهم وبيقرب من اختو اللي لسه قاعده منهاره ف حضن نهي، وبيقولها وبينزل لمستواها وبياخدها من حضن نهي وبيحتويها ب حنان وهو بيقولها:
“اهدي اهدي يا حبيبتي، اهدي مالك.”
بتطلع نهي من حضنو وهي بتحكيلو اللي حصل، وهو بيتعصب جدا ويطلب من العمال اللي ف المول انو عاوز يشوف الكمرات.
وبيشوف حد منقب دخل البروفه اللي فيها سيدرا، وهو كان متابع نهي لغايه اما بعدت واقتحم البروفه، وظاهر كمان انو متابعهم من اول م دخلو، وبعدها بيظهر انو نط ف البروفه من فوق وبيخرج من التانيه.
بيشتم كريم ف سرو وبيروح يحاسب لنهي وسيدرا علي الحجات اللي اشتروها واخدهم ومشيو، وهو بيهدي سيدرا وبيوعدها انو هيلاقيه وهيجبلها حقها.
—
عند ملاذ:
بتنزل تقضي اليوم مع مامتها وباباها، وهي بتتكلم بفرحه انها حامل ف توأم.
وامها وابوها فاتحوها ف انهم عاوزين يروحو بيتهم كفايه كده.
بتضايق جدا وبتحاول تقنعهم ان سفيان اتأقلم عليهم جدا وقالها كذه مره انو سعيد بوجودهم ومعتبرهم ذي اهلو ومعوضينو الحنان اللي معاشوهوش.
اقتنعو بكلامها وقررو انهم هيعدو علشان ميزعلوهاش.
وسفيان بيكلم كريم انو عاوز يقابلو ضروري بكره، وانو بيعتزر مش هيقدر يحضر شبكه سيدرا علشان شغلو، وكريم اتفهم دايما.
ودخل عند سيدرا وهو بيقولها:
“اهدي يا حبيبه قلبي، وعاوز تظبطي نفسك كده وتنسي، اي حاجه خلاص راح. واوعدك اني هعرف مكانو، ومستحيل اسمحلو يقرب منك يا حبيبه قلبي. اجهزي كده وافتكري ان النهارده خلاص ربنا عوضك عن اللي شوفيه، يا حبيبتي.”
بتسمع سيدرا كلامو وبتؤم ليه بهدوء وبيخرج ويسيبها، يرجع علي الشركه علشان يرجع بليل علي معاد الشبكه.
—
بيجي بليل:
علي الكل وسفيان بيكون رسم الخطه هو وزمايلو اللي شغالين معاه وبيجهز الماسك بتاعو والجهاز اللي بيغر الصوت، لابسو تحت الجهاز، وبييلبس البدله بتاعتو اللي واقيه من الرصاص، والظباط والعساكر اللي معاه بيلبسو بدل رسميه علي اساس انهم بودي جارد، وبيجهزو المقر اللي هيتقابلو فيه وكل حاجه وبييدعو ان المهمه تتم بنجاح المره دي وميحصلش اي غدر.
عند توفيق وادهم وباقي الناس:
اللي مشاركينهم بيستعدو، ومعاهم رجالتهم، وبيروحو عند المقر وهما مأمنين نفسهم من كل الاتجاهات.
—
وعند سيدرا وكريم ونهي:
سيدرا بتلبس الفستان اللي اشترتو وبتحط مساحيق تجميل بسيطه، وبتسرح شعرها بطريقه كعكه فوضويه ونازل منها خصلات علي وشها، وكانت جميله بطريقه تخطف القلب وكل حاجه فيها هاديه، وبصت لنفسها ب اعجاب وهي بتقول:
“عسل والله يا بت يا سويو.”
وبتحدف بوسه لنفسها ف المرايه.
عند نهي بتلبس دريس بورجاندي رقيق وعليه طرحه بيج وبتحط ميكاب خفيف يظهر رقتها.
ويقرب منها كريم بهدوء وهو لابس بدلتو، ويقرب منها وهو بيحاوط وسطها وبيقولها:
“ايه الجمال دا يا حبيبه قلبي.”
بتضحكلو نهي برقه وهي بتقولو:
“تسلم يا حبيب قلبي، انت اللي مز موت، هتتشقط مني.”
بيضحك كريم بمرح علي كلامها وهو بيقولها:
“محدش يملي عيني غيرك يا حبييه قلبي.”
بتضربو نهي بخفه:
“يلا يا بكاش.”
ويضحكو بمرح وبيخلصو وينزلو، ومعاهم سيدرا، لما بيسمعو صوت العربيات تحت، وبينزل حمزه من العربيه اللي لابس بدله، ظهرت وسامتو، وراح عند سيدرا وهو بيقولها:
“ايه الجمال دا!”
ابتسمتلو سيدرا بخجل وركبو العربيات وراحو، اختارو شبكه رقيقيه وراقيه جدا من اختيار سيدرا، وبعدها بيعزمهم حمزه علي العشا بره، وبيروحو كلهم ف وسط جو من السعادة والفرح.
—
ف المقر:
قاعد ادهم وتوفيق، وحواليهم رجالتهم والناس اللي شغاله كمان معاهم برجالتهم.
بيدخل سفيان وهو لابس الماسك، والظباط اللي متنكرين ف هيئه رجالتو معاه، كلهم لما شافوه وقفو، وهو قعد ف النص وحط رجل علي رجل وقالهم ب الجهاز اللي مغير صوتو:
“رجالتكو دول يطلعو بره والا انا اللي همشي، رجالتي بس اللي يفضلو. ومش عاوز اعتراض، علي م اظن مفيش صفقات ولا حاجه حضراتكو تخافو عليها، ولو سمعت اعتراض واحد بس، صدقوني همشي، وكل الصفقات ملغيه.”
وكل واحد شاور لرجالتو انهم يطلعو.
ورجع قالهم:
“اقعدو.”
قعدو وهو بدأ يتكلم معاهم عن شغلهم وانو عجبو وانو عاوز ان الصفقات تكتر اكتر م بينهم، وبدأ يستدرجهم ف الكلام، وكلهم بدأو يتفقو.
ورجع بص لتوفيق وادهم وقالهم:
“انتو مع بعض؟”
رد عليه توفيق بخوف
ايوه
“انا عاوز واحد منكو بس، ي اما شغلكو منهي.”
اتكلم توفيق ب لهفه وهو بيقول:
“اكيد انا يا مقنص بيه، انا اصل الاساس من الاول، هو عيل كده دخلتو معايا.”
بيبصلو ادهم ب صدمه وهو بيقولو:
“نعم؟ عيل؟ انا عيل؟ ده انت اللي احتايلت عليه ادخل معاك، وجاي دلوقتي تبيعني؟ لا يا توفيق، مش هيحصل!”
بيزعق سفيان وهو بيقول:
“مش عاوز كلام كتييير! انا قولت اللي عندي، واحد منكو بيتكلم.”
ادهم ب زعيق وهو ببوجه كلامو لتوفيق:
“علي موتي!”
وقف توفيق وهو بيقولو:
“طلبتها ونولتها.”
وبيطلع المسدس بتاعو وبيضربو ف دماغو، وبيموت ادهم ف الحال.
وبعدها علي طول بيلاقي توفيق رجاله سفيان محاوطاه وهما سلاحهم ف وشو، وبعدها بيتفجأو ب الشرطه داخله محاوطه جميع الرجاله اللي جوه، واللي بيحاول يطلع سلاحه مبيلحقش بيلاقي الاسحله موجهه ليه.
وبيدخل الرائد عاصم وبيروح لسفيان وهو لسه حاطت رجل علي رجل:
“برافو عليك يا سفيان بيه، جبتلنا اعترافتهم واحد واحد.”
بيبص سفيان لتوفيق اللي سمع الاسم ب استغراب، وبيشيل سفيان الماسك وهو بيغمزلو بخبث، وساعتها توفيق بيبرق وهو بيقول:
“اذاااي؟!”
بيبصلو سفيان ب سخريه وبيطلع ويسيبو.
—
عند سيدرا ونهى وكريم خلصو العشا و رجعوا البيت.
سيدرا طلعت أوضتها، ونهى دخلت تحضر الترابيزة، حطّت عليها شموع وأكل كانت عاملاه قبل ما تمشي.
دخلت تغير لبسها، لبست قميص نوم فردت شعرها، ورشت من البرفيوم المفضل عندها.
طلعت البوكس اللي كانت جايباه، حطّته على الترابيزة، وقعدت مستنياه..
بعد شوية كريم دخل، اتفاجئ بشكل الأوضة، ابتسم بهدوء، راح عندها وحضنها، وهي بادَلته الحضن.
قالها وهو بيبصلها بابتسامة:
– إيه المفاجأة دي يا نهي؟
بصلته نهى وقالت وهي بتبتسم بخبث بسيط:
– لأ، المفاجأة دي وهي بتديلو البوكس
بصلها باستغراب، مد إيده وفتح البوكس، وبدأ يطلع الحاجات اللي جواه.
وقف مصدوم وهو ماسك اختبار الحمل.
قال بصوت متلخبط:
– هو دا… بجد؟
نهى بدموع الفرح هزت راسها:
– أيوه يا كريم.
حضنها جامد، دموعه نزلت من الفرحة، لف بيها وهو بيضحك ويبكي في نفس الوقت، وبعدين نزلها، مسك إيديها وباسها وهو بيقول:
– انتي مش متخيلة فرحتي عاملة إزاي يا نهي.
الف الف مبروك يا حبيبتي
نهي بابتسامة واسعة قالت له:
– مبروك علينا يا حبيبي.
وبعدين أشارت ناحية الترابيزة وقالت:
– يلا بقى، نتعشى سوا.
وقعدوا مع بعض وسط فرحتهم، الشموع منوّرة، والضحك مالي المكان.
في القسم، دخل سفيان عند توفيق بخطوات ثابتة، وقعد قدّامه على الكرسي وهو بيحط رجل على رجل بهدوء مستفز، ونظرة فيها مزيج من الغضب والسخرية.
قال بصوت واثق:
– أنا عارف ومتأكد إنك دلوقتي مش همك إنك اتمسكت، ولا إن وشّك اتكشف أخيرًا، قد ما همّك تعرف اذاي.. أنا اللي عملت فيك كده.
ابتسم بخبث وهو بيكمل:
– أهو أنا جاي مخصوص علشان أقولك يا عمي العزيز.
سكت لحظة، وبصله بنظرة كلها وجع وكره مكبوت، وقال:
– حضرتك طبعًا من كتر اهتمامك بيا، عمرك ما عرفت حتى كنت في كلية إيه… ولا كان يهمك.
كل اللي كان شاغل بالك إزاي تتخلص مني… زي ما خلصت من أهلي اللي هما أخوك وولادو
مال بجسمه لقدام وقال بنبرة هادية لكنها مليانة نيران:
– أنا كنت في كلية الشرطة،
خلصت، واشتغلت…
. اشتغلت في سرية تامة، لحد ما دخلت وسطكم لا وبقيت اللي مشغلكو كمان
.
كنت دايمًا مدوّخ الناس، بتخلي رجالتك اللي بيشتغلوا ع المكشوف يتحملوا كل البلاوي، وأنت تفضل في الدرا، محدش يقدر يوصلك.
بس أنا قررت أدخل لعبتك… بلعبتك نفسها.
رفع نظره لتوفيق وقال بثقة:
– ، وكل صفقة كنت بتعملها كانت بتتقلب عليك.
كل مرة كنت تفتكرها صدفة… بس لأ، كانت خطة.
خطة طويلة، دقيقة، وأنا وراها من سنين.
وقف سفيان، خطا خطوتين ناحية توفيق، وقال وهو بيقرب منه:
– في الآخر، لما شفت إنك بدأتو تشكو ، حبينا نغريكو….
علشان تدوني الثقه ونمسكو متلبسين وانا مسجلكو صوتك ب اعترافتكو واحد واحد
ضحك سفيان بخفة وقال:
– فاكر وعدي يا عمي؟
كنت قايل إن نهايتك هتكون على إيدي… ووفّيت بوعدي، بس من غير نقطة دم.
اتراجع خطوتين ووقف عند الباب، بصله نظرة كلها برود وقال آخر كلماته:
– إن شاء الله تبقى منوّر كده بالبدلة الحمره… يا عمي العزيز.
سلام.
خرج سفيان من المكتب بخطوات ثابتة، سايب وراه توفيق قاعد مصدوم، ملامحه بين الغضب والندم… وصوت الباب وهو بيتقفل كان كأنه نهاية فصل، وبداية لحساب عمره كله
عند ملاذ، كانت واقفه ف البلكونه بقلق وهي مستنيه سفيان، لحد ما اطمنت لما شافت العربيه وقفت وهو نزل منها.
دخلت الأوضه وقعدت على السرير تستناه.
ولما دخل، راحت له، حاوطت وشه بإيديها، وهو لف إيده على خصرها.
اتكلمت وهي بتتفحصه بقلق:
– اتأخرت ليه يا قلبي؟
قلقتني عليك يا حبيبي ، وتليفونك مقفول ليه؟
رد سفيان بهدوء وهو بيحضنها:
– اطمني يا ملاذي، أنا بخير، وتليفوني فصل شحن مني.
رجع حضنها تاني وقال بصوت كله راحة:
– وأخيرًا يا ملاذ… أخدت حقهم.
انتي مش متخيلة أنا مرتاح إزاي.
طبطبت عليه وهي بتقوله:
– ربنا يريح قلبك دايمًا يا حبيب قلبي.
خرج من حضنها وقال:
– خدتي علاجك؟
– أيوه يا حبيبي. أحضرلك غدا؟
– لا يا حبيبة قلبي، أنا أكلت. هدخل آخد دش وأنام، وانتي يلا نامي.
قامت ملاذ بهدوء ونامت، ودخل سفيان ياخد الدش، وبعد ما خلص، راح نام جنبها.
خدها في حضنه وهي لفت إيديها حوالين وسطه، وراحوا ف النوم.
—
تاني يوم
سفيان صحي الأول ومرضيش يصحي ملاذ، راح الشركة وقعد مع كريم وحكاله على اللي سلوى قالته، وكريم حكى له على اللي حصل مع سيدرا في المول.
نادا سفيان على سلوى، وقالها:
– عاوزين عنوان الشقة اللي قاعد فيها خالد.
ادتهاله، وفعلاً هو وكريم راحوا على العنوان.
خبطوا، مفيش حد فتح… كسروا الباب، ودخلوا.
لقوا خالد مرمي على الأرض وجنبه طبق عليه بودرة.
قربوا منه، لقوه قطع النفس.
بصّوا لبعض، وسفيان كلم الرائد عاصم، اللي جه وحكوله على اللي حصل.
جت الشرطة وأخدت الجثة، ومشوا.
بص كريم لسفيان، حضنوه بعض، وحسّوا إن كل مشاكلهم خلصت.
—
بعد 10 سنين
ملاذ بتجري ورا حور وآدم، ولادها التوأم.
ونهي ورا معاذ (٩ سنين) وصافي (٦ سنين).
وسيدرا ورا داليدا بنتها (٧ سنين).
كل واحدة بتجري ورا عيالها علشان يبطّلوا شقاوة.
ملاذ وقفت وهي بتنهج وقالت:
– حرام عليكم يا ولاد… قطعتوا نفسي!
وفجأة، وهي بتتكلم، داخت ووقعت… ومناخيرها نزفت دم.
صرخت نهي وسيدرا وجريوا عليها، بيندهوا باسمها بخوف.
سفيان سمعهم وجري عليهم، ومعاه كريم وحمزة.
لقاها مرمية على الأرض، ولادها بيعيطوا، ونهي وسيدرا بيحاولوا يفوقوها.
نزل عندها وهو بيقول بخوف:
– ملاذ!! ملاذ قومي!
لما ملقاش استجابة، شالها بسرعة وجري بيها على العربية، وراح بيها على المستشفى، ومعاه حمزة وكريم ونهي.
وسيدرا فضلت قاعدة مع الولاد.
وصل سفيان المستشفى، وهو شايلها وبيصرخ:
– دكتور! دكتور بسرعة!
كشف عليها الدكتور، واديها حقنة، وسألها:
– بتدوخي؟ بترجعي دم؟ التعب دا من إمتى؟
سفيان وملاذ بصوا لبعض،
و بيتفاجئ سفيان وبيبصلها ب لوم انها خبت تعبها عليه لما قالت له بهدوء إنها بتحس كده من زمان.
الدكتور كتب لها تحاليل وأشعة.
سفيان قال لكريم ونهي وحمزة يرجعوا، وهو هيطمن عليها.
فضل معاها في كل خطوة، ميسبهاش لحظة.
في آخر اليوم، رجعوا للدكتور بالتحاليل.
بص فيها بحزن واضح وقال:
– للأسف يا جماعة… المدام ملاذ عندها كانسر في الدم.
الحالة متأخرة جدًا… ومفيش أمل في العلاج.
ملاذ قعدت على الكرسي مصدومة وساكتة.
سفيان عيونه دمعت وقال وهو بيعيط:
– يعني إيه يا دكتور؟ مراتي خلاص؟ يعني هتموت؟!
إزاي يعني؟! أكيد فيه أمل!
رد الدكتور بحزن:
– كل شيء بإيد ربنا يا أستاذ سفيان
بس خلاص الامل يعتبر صفر المرض اتمكن من الجسم كله
—
سفيان مسك إيدها وخرج بيها، عيونه مبتبطلش دموع.
خدها وراح على اليخت اللي باسمها.
نزل من العربيه وشالها لغايه اليخت
نزلها، وفك الطرحة من شعرها، حاوط وسطها بإيده، وحضنها جامد.
قالت بصوت ضعيف:
– خلاص يا سفيان… خلاص.
هسيبك وهسيب ولادي.
طب إزاي؟ مش هشوفهم تاني؟
أنا مش خايفة من الموت، أنا خايفة عليكم انتو.
هروح لبابا وماما وجدتك… بس هسيبكم إنتو؟
مين هيخد باله منكو؟
حضنها جامد وهو بيقول بصوت متكسر:
– بس يا عبيطة، متقوليش كده.
هتعيشي وهتشوفي ولادنا كبار.
مش هتروحي يا ملاذ… مش هتروحي.
عيّط وهو حاضنها ومش قادر يتخيل إن الحياة ممكن تكمل من غيرها.
شالها ودخل بيها الأوضة، وقفَل الباب وراه.
—
عدت الأيام، وملاذ كانت بتحاول تداري تعبها.
كانت بتقضي وقتها مع الولاد ونهي وسيدرا وسفيان قد ما تقدر.
بس في الآخر صحتها ساءت، ودخلت المستشفى، وسفيان جنبها دايمًا.
في يوم، كانت نايمة، وشها ضعف، جسمها بقى هزيل.
صحيت على صوت سفيان وهو بيصلي وبيعيط.
بصت عليه بحب ودموعها نزلت.
ندهت عليه، راح لها بسرعة، ونزل لمستواها.
قالها بخوف:
– إيه يا حبيبة قلبي؟
حاوطت وشه بإيديها وقالت بصوت واهن:
– بحبك أوي يا سفيان… بحبك يا أحن شخص قابلته ف حياتي.
خلي بالك من الولاد يا سفيان.
كان هيكلمها، بس حطت صباعها على شفايفه وقالت:
– سيبني أخلص كلامي.
أنا عارفة إنك هتعوضهم عني، وعاوزاك توصللهم إني بحبهم أكتر من الدنيا كلها.
بحبك يا سفيان…
صوتها بدأ يضعف، وقالت آخر كلمة وهي بتنهج:
– بحبك…
الجهاز صفّر، وسفيان دموعه نزلت وهو بيهزها:
– ملاذ!! لا يا ملاذ!! ردي عليا!
فضل يحضنها وهو بيصرخ:
– ملااااذ!!
—
فلاش باك انتهى
سفيان فاق وهو شايف بنتو بترقص وسط صحابها، حوالين أولاد كريم وحمزة ونهي وسيدرا، وأخوها معاهم.
بص عليهم بحنين، مسح دمعة نزلت من عينه، واتجه ناحيتهم.
بدأ يرقص مع بنته…
ومفيش ف باله غير كلمة واحدة:
“وحشتيني يا ملاذ العاشق…”
The End.
- اقرأ ايضا روايات ترند عبر كوكب الروايات
الفهرس كاملاً بجميع الفصول عبر الرابط التالي (رواية ملاذ العاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.