رواية عشق تحت اشراف طبي الفصل الثالث 3 – بقلم سلمى جاد

رواية عشق تحت اشراف طبي – الفصل الثالث

الفصل 3 ♡

الفصل 3 ♡

وفجاءة ساد الصمت والهدوء في القاعه وتوجهت جميع الأنظار علي الشخص الذي دخل القاعه بكل هيبه وكاريزما ببدله كلاسيك ونضاره تغطي عينيه

وقف في مقدمه القاعه بكل ثقه وغرور ونزع النضاره ثم تحدث بصوته المميز بخشونته ..

برحب بكل الدكاتره المتدربين وانشاءالله تقضوا سنة الامتياز في المستشفي وتتخرجوا وتكونوا دكاتره بشكل رسمي ،،، أنا دكتور أيوب الشعراوي صاحب المستشفى ،،،

وفجأة وقعت عينيه علي شئ جعله يبلع ريقه من الصدمه وضربات قلبه أصبحت سريعه ولجمت لسانه

عيونهم اتقابلت لثواني معدوده لكنها كانت كفيله يمر فيها شريط من الذكريات،،

لحظات آلم ولحظات وجع ،،لحظات فرح وصبر ولحظات اتحفرت في عقلهم بكل تفاصيلها

شريط من الذكريات مر لثواني معدوده قبل ما يقطعه صوت أحد الأشخاص في القاعه .. من فضلك يا دكتور أيوب عايزين نعرف نظام المستشفى عامل ازاي وكمان هنبدأ تدريب في غرفة العمليات من امتى

حاول بكل جهده التركيز فيما يقوله ولكن دقات قلبه تمردت عليه ..احم ، بالنسبة للتدريب فـ انتو من النهاردة هيكون أول يوم ليكم في غرفة العمليات وهتكون تجربه حقيقية مش مجرد تدريب

أكمل حديثه وبدأ في شرح نظام المستشفى لهم ولكن بشكل لا إرادي كان يخطف نظرات من وقت لأخر لروان التي ارتدت قناع البرود واللامبالاة وأتقنت التمثيل باحترافيه

أما عالجانب الأخر وفي نهاية القاعه كانت تجلس وتركيزها مصب علي حديثه أو بالأحرى تمثل التركيز لكن الحقيقة أنها لم تسمع حرف واحد وحال قلبها المتمرد لم يختلف عن أيوب ،،

اعتقدت أنه سافر الي انجلترا مثلما سمعت ،نعم كانت تراقب أخباره أولا بأول ،ولهذا السبب كانت مطمئنه بأنهم لن يتقابلوا علأقل في الوقت الحالي ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح بمجرد رؤيته يدخل الي القاعه بثقه وشموخ كعادته

أما هو فأنهي حديثه الذي امتد لنصف ساعة وبدأ كل الأطباء بالخروج من القاعه لاستكشاف المستشفى ومن بين كل هذا العدد ، كانت عيونه تراقبها وتراقب محاولتها في الهروب من المكان بتوتر

ابتسم عليها وتنهد بهدوء ثم خرج من المكان وبداخله يعلم أن الأيام المقبله لن تمر مرور الكرام وأنها ستكون مليئه بالمشاكسه والتحدي بينهم

__________________________

أمام غرفة العمليات كانت تقف وهي تفرك يديها بتوتر وتنظر علي الغرفة بخوف شديد نابع من ذكريات عاشتها ولم تستطع تخطيها الي هذه اللحظة

تنهدت تنهيده طويله حاولت أن تخرج فيها كل ما بداخلها من توتر ،ثم فتحت الباب ودخلت للغرفه

الكثير من الأصوات المتداخله الناتجة عن حركة الأطباء والممرضين وما زاد المنظر رعباً هو الدم المتواجد علي ثيابهم ،أصوات أجهزة ضربات القلب العاليه ،الجو البارد بسبب التكييفات الموجودة في كل ركن في المكان

ريحة البينج المنتشره في جو الأوضه ،،

هذه الأجواء ذكرتها بالكثير من الذكريات التي حاولت أن تنساها لكن رجعتها لنقطة الصفر

وفجأة حست بخنقة وكأن المكان يضيق عليها بشكل

مرعب ،حتى صوتها لا تستطيع إخراجه وعينيها بدأت تزغلل وشعور بأن روحها تنسحب من جسدها

استسلمت للغيمة السوداء التي تسحبها بقوة وقبل أن تفقد الوعي تماما وتسقط شعرت بيد تسحبها بقوة وصوت شخص كان أخر شئ سمعتها قبل أن تفقد الوعي تماما ، يتحدث بخوف وصوت عالي .. روااااان

_________________________________

بعد ساعتين

فتحت عينيها ببطء ووجدت نفسها في غرفة بالمستشفي وفي يدها كانولا متوصله بمحلول مغذي

في هذا الوقت دق الباب وبعد ثواني دخلت عاملة نظافه تعمل في المستشفي واسمها ساميه ..

حمدالله على سلامتك يا دكتوره

روان بتعب .. الله يسلمك ،هو مين اللي جابني هنا وركبت محلول ليه أنا أخر حاجه فاكرها إني أغمي عليه في أوضة العمليات

ساميه .. أصل بعد ما حضرتك أغمي عليكي دكتور أيوب شالك بنفسه وجابك الأوضه دي وأمر إنه يتركبلك محلول عشان عندك نقص تغذيه، ده حتي هو اللي ركبلك الكانولا بنفسه وبعدها راح أوضة العمليات عشان وراه عمليه مهمه وطلب مني أخد بالي منك

نقلت أنظارها علي الكانولا الزرقاء التي تتوسط يدها ثم تنهدت بهدوء وقالت .. تمام متشكره أنا بقيت كويسه ،ممكن بس أطلب منك طلب صغير

ساميه .. أكيد اتفضلي يا دكتوره

فتحت حقيبه موضوعه بجانبها وأخرجت منها مج وردي اللون ومزين بقلوب صغيرة ومبهجه

وجهت حديثها لساميه .. أنا مصدعه جدا عشان مشربتش نسكافيه النهارده فممكن تعملي نسكافيه وتحطهولي في المج ده علشان مش بعرف أشرب نسكافيه غير فيه

أخدت المج منها وقالت .. حاضر ثواني والنسكافيه هيكون جاهز

بعد خروج ساميه ،حملت هاتفها وأخذت تتصفح فيه بملل وهي تنتظر المحلول ينتهي بفارغ الصبر

أما في الخارج كانت ساميه تحمل كوب النسكافيه وعلي وشك الدخول في الغرفه لكن أوقفها صوت شخص ما

أيوب .. استني ،انتي عامله النسكافيه ده لمين

ساميه .. ده لدكتوره روان عشان مصدعه

أخذ منها المج وتحدث بنبرة خبث .. لا سيبك انتي من النسكافيه ده واعملي ليها كوباية عصير فريش ،أنا اللي هاخد النسكافيه

ساميه بقلق ..بس دكتوره روان ممكن تضايق

أيوب ابتسم وقال .. ملكيش دعوه أنا اللي مسؤول

اعملي اللي قولتلك عليه

ساميه باستغراب .. حاضر يا دكتور أيوب

__________________

،، سمعت صوت دقات الباب ،،

روان .. ادخل

دخل أيوب وترك الباب مفتوحاً علي مصرعيه

أما هي بمجرد رؤيته عدلت جلستها لأنها كانت مستلقيه علي الفراش

شد كرسي وجلس أمامها وتحدث بهدوء ..

حمدالله على سلامتك يا دكتوره

ردت بتوتر وهي تحاول أن تتفتادى النظر إليه ..

الله يسلمك

صمت لثواني ثم قال فجاءة وبدون مقدمات ..

افتكرتي صح؟ افتكرتي اللي حصل زمان وعشان كده فقدتي الوعي

تنهدت وهزت رأسها بهدوء

أيوب ..روان ،أنا مش عايز اللي حصل في الماضي يأثر عليكي دلوقتي ،أنا عارف كويس إنك شوفتي حاجات كتير صعبه ووجهتي حاجات صعب حد في سنك كان يستحملها

بس انتي عديتي كل ده وقدرتي تحققي حلمك وتكوني دكتوره ،مش عايزك بعد ما كل حاجه انتهت واتعالجتي بفضل الله ،تسيبي الماضي يأثر فيكي

نظرتله بحزن ولم تجيب فاسترسل حديثه ..

لازم تكوني عارفه بما إنك اخترتي التخصص ده فأكيد هتقابلي حالات شبهك ،لازم وقتها تكوني قويه ومتتأثريش بالماضي ،،فهماني ؟

تحدثت أخيراً بعد صمت .. فهماك

ولكن فجأة وقعت عينيها علي مج النسكافيه الذي يحتضنه بين يديه ، ضمت حاجبيها بإستغراب من وجود المج معه ،،خصوصا أن المج له شكل مميز جدا ولا يمكن أن يكون له شبيه ،، وما زاد استغرابها هو أن شخص ذو شخصية مثل أيوب يحمل في يده مج وردي اللون !!

أما هو حاول تغير الموضوع .. ممكن أعرف الدكتوره بتتهرب مني ليه بقى؟؟

روان بتوتر ..أنا مش بتهرب

أيوب بابتسامة .. اومال مجتبش سلمتي عليا ليه لما شوفتيني في القاعه ،ده أنا حتى كنت الدكتور بتاعك والمفروض يكون ليا معزّه خاصه عندك ولا ايه ؟؟

في هذا الوقت دخلت ساميه وتحمل في يدها كوب من عصير البرتقال الفريش بناءً على طلب أيوب

روان باستغراب عندما لاحظت ساميه تضع كوب العصير أمامها  .. ايه ده يا ساميه أنا قولتلك عايزه نسكافيه ،انتي جايبالي عصير ليه ؟

ساميه بتوتر ..أصل يا دكتوره ءء

أيوب قاطعها قبل أن تكمل حديثها وقال ..

خلاص يا ساميه امشي انتي

خرجت ساميه ،أما أيوب تحدث وهو يرتشف من المج بتلذذ واستفزاز في نفس الوقت ..أنا اللي أخدت النسكافيه بتاعك وطلبلت من ساميه تعملك عصير ،انتي مش واخده بالك إن حضرتك عندك أنيميا والمنبهات غلط عليكي

روان بإحراج ..أنا عفكرة مش عندي أنيميا ده كان زمان

أيوب ضحك بسخرية ..ايوه ماهو واضح ،بأمارة ضوافرك اللي عليها خطوط بيضا من الأنيميا

احمرت خدودها خجلا من تركيزه معها لدرجة أنه لاحظ ضوافرها لكن حاولت تغير الموضوع وقالت..

احم عفكرة أنا مسلمتش عليك النهارده في القاعه عشان كنت مستعجله لإن الدكتور المشرف كان مجمع الدكاترة المتدربين عشان يفهمنا الوضع في المستشفي

وكملت بتوتر .. وكمان أنا اتفاجئت بوجودك لإني كنت فاكره إنك لسه في انجلترا

رفع حاجبه بمكر وقال .. وانتي عرفتي منين إني كنت مسافر إنجلترا ،انتي مهتمه بقا وبتراقبيني !

فتحت عينيها من الإحراج وحاولت أن تبرر ولكنه وقف فجأة واتجه للباب وهو يغني بمكر وينظر لها بنظرات مشاكسه أصبحت معتادة عليها ..

متلخبط متوتر يا عيني

وانت عامل ناسيني

وبعدت بمزاجي لما نشوف

طب ماشي يا ناسي يا جامد هتعاند هعاند

خليك كده قضيها عند وخوف

عدى باقي اليوم بدون أحداث تذكر أو بمعني أدق

أيوب وروان لم يتقابلوا مره أخري

في صباح يوم جديد علي أبطالنا

كان هذا اليوم ،يوم تدريبها المعتاد في المستشفي

وطوال اليوم كانت منشغلة مابين الاهتمام بالمرضى ومتابعة حالتهم والعمليات التي استطاعت التغلب علي الخوف من دخولها بفضله هو .. أيوب

كانت في غرفه مع مريضه وترافقها ممرضه تحاول تركيب الكانولا للمريضه بصعوبه شديدة بسبب أن المريضه كبيره في السن ولديها سوء تغذية

المريضه اتكلمت بوجع ..

كفاية بقى يا بنتي ،انتي عماله تشكي فيا من بدري وانا مبقتش قادره

الممرضه ..طيب وأنا أعمل ايه يا حجه ،انتي اللي أوردتك مش باينه

في تلك اللحظة ده سحبت روان كانولا جديده وقالت ..

خلاص يا نيرس أنا اللي هركبلها الكونولا ،ثم وجهت حديثها للمريضه .. متخافيش إنشاءالله دي أخر مره هتتشكي فيها

المريضة هزت رأسها بوجع ،وبالفعل بعد ثواني معدودة تمكنت من إيجاد الوريد وقامت بتركيب الكانولا بسرعه واحترافية

الممرضه بإنبهار .. ماشاءالله يا دكتوره انتي لقيتي الوريد في ثواني وأنا اللي بحاول بقالي ساعه

روان ابتسمت روان ولم تعقب وبداخلها قالت ..

الفضل للقدوة بتاعتي اللي علمني ،وافتكرت إنها لما كانت في المستشفي من ست سنين طلبت من أيوب يعلمها ازاي تلاقي وريد بسرعه وفعلا علمها لحد ما بقت محترفه لدرجة إنها كانت بتعلم صحابها في الكليه

في منتصف اليوم كانت روان تسير في طرقة المستشفى بملل وفجأة وقعت عينيها علي منظر جعلها تبتسم بحب

رأت أيوب يصلي في ركن الصلاه الذي يتواجد في المستشفي والذي صنع خصيصا لأي شخص يريد أن يصلي بسبب أن المسجد يبعد مسافة كبيرة عن المستشفى

لم يتغير أبدا ،كانت تلاحظ دائماً أنه حريص علي صلاة كل الفروض في وقتها قدر الإمكان وذلك لأنه أحيانا يكون في غرفة العمليات أثناء إقامة الصلاة وده

ولكن بمجرد خروجه يجري علي الركن ويصلي بخشوع

(بارك الله في عمل .. تقطعه الصلاة♡ )

أيوب ❤️❤️❤️

ــــــــــــــــــ

مر يومان لم تذهب فيهم روان للمستشفى

في صباح اليوم التالت

الجدة بتحاول تصحي روان .. يابنتي قومي بقى ،كده هتتأخري علي المستشفى

روان بنوم ..ونبي يا تيته شويه كمان ،صحيني لما تيجي تمانيه ونص

الجده .. روان فوقي الساعه تسعه

نهضت روان من علي الفراش بفزع وتوجهت لحمام غرفتها اتوضت وصلت فريضتها وارتدت ملابسها بسرعه والتي كانت عبارة عن فستان فضفاض من اللون الزيتي وفوقه ارتدت جاكت جينز ثلجي وحجابها الأبيض

وقبل خروجها وقفت على صوت جدتها

الجده ..مش هتفطري طيب

روان باستعجال ..مش هلحق خالص ياتيته ،هبقى أكل أي حاجه من الكافتيريا اللي في المستشفي

ثم خرجت باستعجال

الجده.. ربنا معاكي يابنتي ويعوضك عن كل التعب اللي شوفتيه

__________________

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية عشق تحت اشراف طبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق