رواية عشق تحت اشراف طبي الفصل الأول 1 – بقلم سلمى جاد

رواية عشق تحت اشراف طبي – الفصل الأول

 

 

الفصل 1 ♡

في غرفة الإستراحة في إحدى المستشفيات وخاصة في قسم جراحة التجميل والحروق ..

تقف فتاه في ريعان شبابها من رأها ظن أنها طفله تدرس في المرحله الابتدائيه ولا يتخيل أنها أنهت دراستها الثانويه وذلك بسبب قصر قامتها وملامحها الطفوليه شديدة البراءة ..

كانت تغني وهي مغمضة العين كلمات من أغنيتها المفضله “بتونس بيك”بصوتها العذب الرقيق

ولكنها سرعان ما فتحت عينيها علي صوت شخص ما

لتفرج عن أنهار العسل المتمثلة في عينيها لتتفاجئ بشاب يقف في نافذة الغرفة المقابله لها ويشاركها الغناء بصوت أقل ما يقال عنه مبهر ..

وساعات بتمنى اني اشوفك

او حتى اشوف منك طيفك

مع حلم جميل

وما بين لحظه وبين التانيه

اسمع صوتك مالي الدنيا

وف عز الليل

انت اللي بتسعد اوقاتي

وتأثر على كل حياتي اجمل تأثير

فجأة توقف عن الغناء ونظر لها بابتسامة ليلاحظ أنظار الأخري المتعلقة به وهي ضامه شفايفها بخجل وسرعان ما حاولت الفتاه الفرار ولكن استوقفها صوت نفس الشاب

الشاب بلهفة .. استني يا آنسه

الفتاه وهي تحاول أن تتلاشي النظر له ..نعم

.. انتي جايه زيارة لمريض هنا؟؟

~ لا ،أنا دكتوره

الشاب ضم حواجبه باستغراب وقال .. دكتوره هنا ،ازاي مشوفتكيش قبل كده ؟

وقبل أن تجيبه رن هاتفها المحمول لينقذها من الإجابة فوجهت حديثها للشاب باستعجال ..عن اذنك أنا لازم أمشي

الشاب بصوت عالي وهو يراها تبتعد عن المكان وعلي وشك أن تختفي عن أنظاره

.. انتي اسمك ايه طيب

~ ردت باستعجال .. ” روان ” اسمي روان

______________________

في عنبر كبير يحتوى علي أكثر من ٧ مرضى بالإضافة الى المرافقين

(الشخص المسموح له بالإقامه مع المريض)

كانت روان تتأمل الجزء الخاص بها في العنبر بضيق

بعد ما أنهت ترتيب فراشها ووضع أغراضها الخاص من ملابس وأدوات تجميل في دولاب صغير الحجم بجانب

الفراش

جلست علي الفراش بعد ما بدلت ملابسها بأخرى مريحه تشبه ملابس المنزل الي حد كبير ولم تتخلي عن حجابها كباقي النساء في العنبر بحجة أن الباب مغلق

وذلك تحسباً لدخول أي طبيب أو ممرض بسبب طارئ عكس أغلبية النساء الاتي تحررن من ملابسهن بشكل مبالغ فيه وكأنهن في غرفة النوم وليس غرفة في مستشفى

روان موجهه حديثها لجدتها بضيق .. أنا عايزه أغمض عيني وأفتحها ألاقي نفسي مشيت من المكان المقرف ده

الجدة ابتسمت ابتسامه جميله أبرزت معالم الشيب في وجهها .. معلش ياحبيبتي هتعملي العملية وتقومي بالسلامه وبعدها نمشي من المستشفى علطول

روان برجاء .. يارب ياتيته ،قبل ما الدراسه ترجع عشان ألحق الكليه ومتأخرش

.. خير يحبيبتي انشاءالله

في تلك اللحظة دق الباب ودخلت منه إحدي الممرضات وأخبرتهن بأن موعد مرور الأطباء اليومي بعد دقائق

مرت دقائق كانت النساء بالعنبر هندمت مظهرهن

ولكن فجأة استمعت روان لشئ جعل معالم الصدمة والذهول ترتسم علي وجهها

سمعت احداهن وهي تتحدث بنبره عاشقه .. ااااه انتي متعرفيش أنا بستني معاد مرور الدكاترة ده بفارغ الصبر عشان بس ألمحه

ردت الأخري عليها بعد ما اتنهدت بهيام مماثل .. تقصدي دكتور أيوب ؟!

ردت المرأة والتي تدعي سوزي وهي تضع الكثير من أحمر الشفاه فاقع اللون والتي تعتقد أنه مغري

.. أيوة طبعا هو فيه غير دكتور أيوب

كاريزما ووسامه وهيبه ولا جسمه المعضل وشعره الحرير اللي واصل لبداية رقبته وكله كوم وعيونه الرمادي دي كوم تاني خالص

ألقت روان نظرات ناريه علي سوزي بسبب أسلوبها الجرئ والمبتذل في وصف المدعي ” أيوب “

ومن وجهة نظرها هو المخطئ لأنه لم يضع حدود واضحة وصريحة للنساء أمثال سوزي

في تلك اللحظة دق الباب للمره التانيه ودخلت منه نفس الممرضه ولكن ليست بمفردها كالمره السابقه

بل خلفها مجموعة من الأطباء حوالي خمسه يرتدوا اسكراب لبني ومنهم من يرتدي اسكراب كحلي

ولكن الشئ المشترك بينهم هو البالطو الأبيض الذي يردونه فوق الاسكراب

(اللي مش فاهم يعني ايه اسكراب ده اليونيفورم بتاع الدكاتره وبيكون مكون من تيشرت وبنطلون من نفس اللون سواء لبني أو كحلي أو أخضر وفيه ألوان تانيه بتختلف علي حسب التخصص)

بدأ الأطباء يقفوا بشكل منظم عند كل فراش وكل طبيب بقوم بمهمه مختلفه وملائمه لتخصصه

فمنهم من يفحص المريض أو يكتب ملاحظات خاصه بالحالة أو حتي يتحدث مع المريض

كل الأطباء كانوا يؤدون مهامهم تحت إشراف طبيب معين يقف في المقدمه يرتدي اسكراب كحلي والسماعة الطبيه تعانق رقبته بالإضافة لماسك علي وجهه تختبئ خلفه ملامحه الحادة

نعم ياسادة إنه دكتور “أيوب”سارق قلوب العذارى

مر الوقت حتي وصل الأطباء للفراش الذي يسبق روان والذي بالطبع فراش المدعوه “سوزي الوقحه” كما لقبتها روان

سوزي بنبرة دلع وأنظارها موجهه لأيوب .. بس أنا بتعب اووي بليل يادكتور أيوب والجرح بيشد عليا خالص

أيوب بجدية كعادته ونبرة صوته الخشنه .. هزودلك المسكن في العلاج بتاعك يامدام سوزي

سوزي بمياعه ودلع .. تسلملي يادكتور

بدأ كل طبيب يواصل عمله أما عن أيوب فكان يتأمل ورقة الملاحظات الخاصه بسوزي بتركيز ولكن فجأة وقعت عينيه علي شئ جعله يرفع حاجبه بمكر واستغراب في نفس الوقت

رأي روان وهي تجلس على فراشها وتتصفح هاتفها بملل وكانت ترتدي ستره طويلة تشبه الفستان باللون الزيتي بجانب حجابها الملفوف بإحكام

وها قد اتي دور روان والتي سرعان ما تركت هاتفها حينما انتبهت لوقوف الأطباء أمامها

أحد الأطباء موجهاً حديثه لروان

.. عندك وحمه مولوده بيها لونها بني من بداية كتفك لنص ضهرك ومن سنه بدأ شكلها يتغير تدريجياً والفحوصات الطبية أكدت إنها لازم تتشال بعملية في أقرب وقت ،صح؟؟

أومأت روان برأسها بمعنى نعم

تحدث طبيب أخر .. عندك كام سنه

روان .. 18 سنه

في تلك اللحظة بالتحديد قام أيوب بإزالة الماسك الذي يغطي وجه وفي عينيه نظرة خبث ووجه حديثه لروان التي مازالت لم تنتبه عليه .. عمليتك هتكون بعد يومين من دلوقتي بعد ما تعملي كل الفحوصات اللازمه قبل العمليه

نظرت له بصدمه وعجز لسانها عن النطق

لم تتخيل أنها ستقابله مره أخري بل والأدهي أنه سيكون طبيها !

الجدة بقلق واضح ..طيب وهي العمليه دي هتكون فيها خطورة علي روان يا دكتور

تحدث بعمليه واختفت معالم الخبث من علي وجهه وحل مكانها الجديه الشديدة .. بصي حضرتك الموضوع بإختصار إننا في العمليه اللي بعد يومين دي هنركب للأنسه روان جهاز تحت الجلد في مكان خالي تماما من الوحمه

ثم استرسل حديثه بنفس الجدية ولم يلاحظ ملامح روان التي تصنمت من الصدمة .. ونبدأ نحقنه بمحلول علي فترات منتظمه وبعد خمس شهور الجهاز بيكون انتفخ وبقى زي البالونه ومع الانتفاخ ده مساحة الجلد اللي فوق الجهاز بتكبر ،في الوقت ده بنعمل عملية تانيه بنشيل فيها الجهاز اللي اتركب وبناخد الجلد الزياده اللي نتج عن انتفاخ الجهاز ونبدأ نحطه علي أماكن الوحمه ،وبس كده

تحدثت أخيراً بصدمة والدموع متجمعه في عينيها ..ثواني بس عملية ايه اللي هعملها للمره التانيه،أنا ورايا كلية ودراسه

أيوب تحدث بهدوء وعقلانيه .. للأسف يا آنسه روان انتي هتضطري تأجلي دراسه فتره لحد ما تعملي العمليتين لإن كمان حركتك هتكون محدودة بعد ما الجهاز يتركب

لم تحتمل أن تحبس دموعها أكثر من ذلك وشرعت دموعها في النزول بغذارة

ضمتها الجدة وهي تحاول التحكم في دموعها وتحدثت بصوت باكي .. اهدي يحبيبتي ،ربنا عايز كده وأكيد ربنا كاتبلك الخير مهما كان الوقت

أما هو فشعر بقبضه تعتصر قلبه عندما رأي دموعها

لا يعرف تفسير هذا الشعور الذي انتابه فجأة ولكنه أراد وبشدة أن يحل مكان جدتها ويضمها الي صدره مهوناً عليها

_

________________________

في غرفة الاستراحه ليلاً

كانت تقف وتتأمل النجوم في السماء

حالها كحال النجوم مظهرها الخارجي هادئ ومسالم تماما لكن من داخلها تحترق

بين يوم وليله انقلبت حياتها رأسا علي عقب ،كل ما كانت تخطط له في حياتها ذهب أدراج الرياح

قطع تفكيرها صوت خلفها يقول .. ايه اللي موقفك في الوقت ده يا دكتوره روان ؟؟

بالطبع تعلم هويته خصوصا مع نبرة المكر التي تملكت من صوته عندما ركز علي لفظ دكتوره !!

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية عشق تحت اشراف طبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق