سكر ناعم (رواية باسم ونيرة) – الفصل الخامس
5
5
اصابك عشق
اسما السيد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(احبك يا كهل عمري..)
بالعذبه..
عمران بصوت مرتفع، موجهاً حديثه، لأبنائه الواقفين ينظرون بذهول لما يحدث.
_ يالا يابدر انت، وباسم، إدبحوا الدبايح عاوز البلد كلها تعرف أن كتب كتاب باسم الرشيد ، علي نيره الناظر الليله..
باسم بصدمه..
– بابا ، أنت بتقول ايه؟
عمران بغضب..
– اللي قولت عليه يتنفذ حالاً، ويالا سيبوني مع صابر وحمدي نتكلم في شوية حاجاات عائليه ..
بكل قوته، دفع بدرالدين باسم الذي يقف مصدوماً ، متخشب الجسد امامه..
– يالا ياباسم ، إهدي، وإقصر الشر، أبوك مادام عينه احمرت، هيخلص علينا كلنا ولا يهمه..
هتف باسم بغضب من اخيه..
– منك لله يابدر انت السبب..أنا باسم الرشيد يتجوز كدا، ومن مين؟!
بدر بتهكم..
– بلاش العنتظه الكدابه بتاع نسرين هانم دي بالله عليك..
تحولت نظرات باسم للصقيع فجأة، ولم يعد يستطع أن يجاهد ليبقي هادئاً….
أنتبه بدر عليه، وهتف مسرعاً ليصحح حديثه، خوفاً من نظرات شقيقه..
– إهدي يا باسم أنا بهزر مقصدش حاجه..حقك عليا أنا السبب..
تركه باسم واستدار ليرحل من أمامه..يختلي بنفسه..
فأمسك بدر به …
– باسم استني..
هتف باسم بغضب مكبوت..
– اوعي يابدر، سيبني دلوقتي..
تركه بدر سريعاً.. مردفاً بندم..
– تمام ..اتفضل..
بدر بندم..بعد رحيله..
– انا غبي …أف..ربنا يسترها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعني إيه يا موده..أنتِ رأيك أروح السفريه دي..
موده بتأفف منه..وهي تلتهم المثلجات بيدها..
– ياالهووي يا سيد..دي عاشر مره ، أقولك اه ياقلب موده…المبلغ كويس..اهو يسند معاك ياحبيبي..
سيد بتأوه، وهو يميل برأسه يهمس بأذنها…
– يالهوووي علي حبيبي اللي طلعه من بين شفايفك دي زي شهد العسل..
انتفضت موده، وأبعدته بخجل…
– سيد عيب..أنت مفيش فايده في عشوائيتك دي..
حك رأسه ببلاهه.. هاتفاً بحيره..
– انا مبقتش عارف يا قلب سيد بتحبي عشوائيتي، ولا بتزفريها..
موده ببلاهه…هاا..إيه بتزفريها دي..
سيد بتوضيح..تزفريها يا موءه
قهقهت موده عليه..وهتفت بعشق، وهي تضع المثلجات بفمه..
– إسمها بتنفريها ياقلب موءه..
سيد بتوهان..
– يا دين النبي محمد ، طب بزمتك ينفع أسيب القمر ده، وأبعد عنه..
موده بخوف دب بقلبها فجأة..
– بصراحه.. لو عليا متسبنيش أبداً ياسيكا..بس لازم ياقلب موده..أحنا محتاجين الفلوس دي..سافر عشان خاطري..
سيد بزهق..
– طب هطمن إزاي عليكي، وتليفونك خدوه منك..
موده بحنو…
– متقلقش عليا..مدام مش بيشوفوك أنا كويسه..
سيد بحزن..
– حاضر يا موده..حاضر..
موده بفرح..
– طب يالا بقي عشان توديني عالنيل..
سيد بقلق عليها…
– الوقت أتأخر ياقلب سيد..خليني أرجعك..
لا تعلم لما تريد البقاء ، ولم تعد تهتم لشيء..سحبته من يده ، وهتفت بحماس..
– النيل ياسيد..
سيد بسعاده لوجودها بجانبه..
– النيل ياموده..
———————-
أغلق عمران الباب بهدوء بعد خروج ابنائه..وجلس ببرود أمامهم …
صابر بحده..
– ايه اللي حصل دا ياعمران بيه ، انا عاوز بنتي اغسل عارها..
بنتي وأنا اولي بيها..
رفع عمران قدماً علي الأخري ، وأخرج سيجارته واشعلها ببرود..
دقيقه..اثنتان من الصمت …وهما ينظران له بحقد، وكره..
هتف حمدي بغل..
– إيه ياعمران بيه إحنا هنفضل قاعدين كدا ولا ايه؟
ماقولنالك سلملنا بنتنا، واحنا احرار فيها..ودور الشهامه بتاعك دا..ميكلش معانا..
عمران بهدوء..
ـ عاوز كام ياصابر وتلم الليله دي؟
صابر بصدمه..
– هااا.. هو انا هبيع بنتي ولا ايه؟
عمران بتهكم..
– ماتسيبك من الشويتين دول ياصابر..
وخلينا نلم الليله علي كده..انت هتعوز ايه يعني
بنتك وكدا كدا كنت هتجوزها للي يدفع اكتر..
زي ما عملتو زمان،ولسه بتعملو لدلوقت
امور الحب والكلام الفارغ دا مبياكولش معاكوا..
دورها في دماغك، بنتك وهتتجوز إبني وهديك مهر مكنتش تحلم بيه.
ومفيش حد هيدفع اكتر منه..حتي جهازها كله عندي..
يعني مش هتخسر حاجه، بالعكس، هتاخد شرف انك هتناسبني اناا.
هاا قلت ايه؟
حمدي بغيظ…
– لسه بتنبش في الماضي يا عمران..وإيه المقابل بقي من كل ده…
عمران بهدوء…
– المقابل دا يخصني أنا …أنت تاخد اللي يخصك، وتسيبلي اللي يخصني..
صابر بلهفه.. قاطعاً حديث أخيه..
– كام المهر دا ياعمران بيه؟
عمران بتهكم..
– كده أنت صح، هديكو 100الف جنيه مهر
ومن انهارده ملكوش بنات عندي..أنا إشتريت، وإنت قبضت..
دورك هينتهي أول ماابني يكتب علي بنتك..
صابر بخوف..
– بس بنتي لسه متمتش السن القانوني يابيه.؟
عمران بتهكم…
– وانت يفرق معاك ولا ايه،ياصابر ماانتو من زمان وانتو بتجوزو بناتكو قُصر بعقد عرفي..
زي ماكنت هتجوز بنتك ياحمدي..تجوز بنت أخوك ولا إيه….
حمدي بإماءه…
– خلاص المحامي يكتب عرفي، ونوثقه، وبعدين لما تم 18سنه المأذون يكتب كتابهم زي ما الكل بيعمل..
عمران بقرف…
– تمام تحضرو نفسكو الليله، تكونو جاهزين، عشان نعقد عليهم..ودلوقتي اتفضلو..
خرج صابر وحمدي، وبقي عمران ينظر للغرفه التي لم يتغير إلا لونها واثاثها العصري علي هوي ابنائه..
استقام ينظر من شرفه الغرفه..للبعيد، هل ما فعله صواب، أم خطأ..وهل ما يفعله حقاً من أجل سعادة إبنه، أم لينتقم من كل من كان له علاقة بالماضي..
شرد بالماضي، وما حدث هنا..منذ أعوام..أعوام كثيره من عمر إبنة الأكبر ويزيده عام..
حينما كان شاباً صغيراً متهوراً، لم يكمل العشرون بعد
ويبدل بين المعجبات كالأحذيه، إلي أن قابلها هي، سهر، أعجب بجنونها وعنفوانها..وتمردها عالواقع..
كان يعيش التهور معها..، غير عابئاً لشيء ، لا لسمعتها، ولا لها ..
فعل أشياء لا تغتفر بشبابه ، وأفظعها كانت هي ، وما فعله معها بإسم العشق الملعون..لم يكن مقبولاً أبداً..
كان يريد عيش مغامره ، مجنونه يتحدث عنها الجميع..
عشق الثري للقرويه الفقيره..
اسند رأسه علي الشرفه ، شاخصاً بنظره للبعيد..يتأمل المكان بعد غياب سنوات.
مازالت العذبه كما هي، ومازال الكوخ البعيد امامه يزينها..
اكثر ما كان يؤرقه هو أن يأتي لهنا، ويجد معالمها كما هي ، لتذكره بالماضي، وكيف تصرف بخسه أفزعت الجميع..
ابتلع غصة حلقه، وعاد بذاكرته لأعوام مضت..
حيث كان شاباً مراهقا، وكانت هي مشاغبه..جميله وقع بعشقها شباب العذبه جميعهم..
كانت إبنه السادسه عشر..وهو ابن العشرون.
اعتادوا علي المجئ لهنا، بالعطلات والاجازات لقرب العذبه من المدينه..
عائله بدرالدين الرشيد، واخيه فواز الرشيد..
وأبناءهم..
( الشقيقان عمران وعاليه وزوجة أبيهم ألفت ، وبنات عمه.نوران ونسرين..ووالدتهم مديحه)
كانت عاليا شقيقة بسيطه، ودوده كوالدتها، تعشق حياه الفلاحين وبساطتهم..
تعرفت عاليا علي سهر ، ونشأت بينهما صداقه قويه
ومن خلال.. عاليا تعرف عمران ونسرين ونوران عليها ولكن نسرين لم تحب سهر يوماً..كانت تلقبها بالفلاحه الغبيه
عكس نوران التي كانت تحب مجالستها ، والتي اكتشفوا أنه فقط لنقل أخبارهم لشقيقتها فقط.
كانتا افاعي علي هيئة نساء، يخططون مع والدتهم وزوجة أبيهم..
ولأن سهر فتاه مشاغبه، جميله لدرجه خلابه، تجعل كل من ينظر اليها يفتن بها..ويتمناها لنفسه.. احبها عمران ، وأحب الحاله المحيطة بها..عشق المغامره معها…
وفي ليله من ليالي الصيف الحاره..
وصلو متأخرين للعذبه، ولم يستطع أن يبقي للصباح حتي يراها….
( عاليه بريبه….
– رايح فين ياعمران دلوقت الوقت عدي نص الليل
اهمد.بقي لو حد شم خبر باللي بتعمله وخصوصاً ابوك مش هيرحمك…
عمران بهمس لاخته عاليه التي تصغره بعام واحد
– اسمعي ياعاليه انتي عارفه بقالي شهر مشوفتش سهر، ومدام وصلنا مش هقدر مشوفهاش، هشوفها بس وهرجع علطول..
عاليا بخوف عليه..
– طب افرض حد شافك وانت خارج هتقول ايه؟
عشان ابقي عارفه ومتفقين سوا.
– حد مين، نوران وأكيد عارفه إني رايح هناك، وبردو تلاقي نسرين عرفت منها..
ولو ابوكِ سأل قوليله راح الاسطبل..
عالية بتوتر..
– ياعمران أنا مش حذرتك من نوران ونسرين وقولتلك متعرفهومش إنك بتكلم سهر..
عمران ..
– نسيت ، وبعدين ليه بتقولي كده؟
عاليه بتوتر..
– مش وقته خلاص روح وبعدين نتكلم..
– ماشي سلام ياأحلي اخت في الدنيا..
عاليه بضحك..
– طب روح يا عسل يا حبيب إنت
تسلل للخارج، ولم يري من إستمع لهم..
نسرين بغل…
– ماشي ياعمران..
نوران …
– هتعملي إيه؟
– لازم نفضحهم ونقول لطنط ألفت، وعمو، بس هنقولهم ازاي.؟
– خلاص نقول لماما، وطنط ألفت، وهما يتصرفوا
نسرين بحماس..
– تصدقي أول مره تقولي حاجه صح..
يالا بسرعه نقولهم..
صعدت نوران ونسرين واخبرو والدتهم التي نشرت الخبر بسرعه البرق واخبرت فواز وبدر الدين..
أسفل بيت عائلة الناظر..
كانت تجلس وبيديها كتابا تذاكر به ، حينما استمعت لصوت شيئا ما يقذف بالنافذه..
فرح قلبها ، وعلمت صاحبه، وأسرعت للنافذه..
فتحت نافذتها، وهتفت بشوق..
– عمران..
ـ عيون عمران..وحشتيني ياسهر.
ـ انت جيت امتي؟
ـ لسه واصل دلوقت..انزلي يالا..
ـ لا الوقت اتأخر..حد يشوفنا..
ـ دقيقه بس وهطلعك تاني..
ـ سهر بخوف..
– لا انا خايفه..
عمران بهمس..
-متخافيش انا معاكي..
سهر بتردد..
ـ طب هات السلم إللي هناك دا انزل عليه.
عمران بسعاده..
ـ حاضر..
نزلت بهدوء الي أن أصبحت امامه..
عمران بلهفه..
– اخذها بأحضانه..وحشتيني اوي..
سهر بسعاده..
– وانت كمان وحشتني ياعمران..
عمران بلهفه….
– تعالي نروح عند الكوخ لا حد يشوفنا هنا…
سهر بخوف..
– بلاش ياعمران الله يخليك الصبح نتقابل..
عمران بتحايل…
– مص ساعه ،وهروحك متخافيش..
سهر بقله حيله ، وحب اعمي ذهبت معه
للكوخ..
إحتضنها عمران مره اخرى ، بشوق
– وحشتيني ياسهر..
سهر بحده ازاحته..
– انت هتسوق فيها ولا ايه؟
كفايه حضن واحد..
عمران بغيظ منها..
– فصيله..يالا اترزعي هنا..
سهر بخوف..
– لا أنا خايفه وقلبي مش مطمن حاسه أن حاجه هتحصل..
يالا ياعمران روحني لو حد شم خبر اني مش في البيت هيقتلوني.
ــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه..
– انت متأكد يافواز من اللي بتقوله دا؟
فواز بخبث، وهو ينظر لزوجته..
– أنا كنت عاوز أقولك من زمان يابدر ، بس كنت خايف عليك..
وقولت بكره يعقل بس مابيعقلش ، وتهور
إبنك هيحط إسم العيله في الأرض، ولو حد لمحه من الفلاحين ، هنخسر الانتخابات إللي داخلين عليها، ومحدش هيدينا أصوات..
إبنك لو إتجوز بنت الفلاحين دي ، كل خير العيله هيروح في الأرض..
إبنك الوريث الوحيد اللي هيشيل اسم العيله
ماانا مخلفتش ولاد..كان نفسي أجوزه نوران..وخيري وخيرك ميرحوش للغرب
– أنت لازم توقف ابنك عند حده..
وأنا من ناحيتي، سيب عليا أهل البت دي
وفي خلال أسبوع أوعدك هنكون خلصنا منها..
بدر بلهفه..
– إزاي هنخلص منها.؟
فواز بمكر..
كرم الانصاري…
– لما كان هنا لمح البت دي، وعجبته، وانت عارف كرم لما بيعوز حاجه بياخدها وانا وعدته انها هتكون ليه.؟
وكل شويه كرم يزن عليا.. لأنه عاوز يسافر…
بدر بصدمه..
– كرم الأنصاري مره واحده..وايه اللي عاجبه في الفلاحه دي.
فواز بحده..
– واحنا مالنا..ياسيدي ، المهم دلوقت..
لازم البت دي تنفضح عشان أهلها، راسهم تنحني ويرضوا يجوزوها لكرم ، ونخلص منها ونفوق لحالنا بقي..
بدر بإندفاع..
– بسرعه تعالي وريني الكوخ ده..
فواز بمكر…
– الغفير بره عارفه هيوديك..
وانا بقي هبعت الغفير لأهلها، بحيث توصلو في نفس الوقت..
اخذ الغفير بدر للكوخ ،وفواز بعث بغفير آخر
لبيت سهر ، واشتعلت العذبه.
وصارت فضيحه كبري…وحينما خيره والده بين المال والعشق…
إختار المال، وليذهب العشق للجحيم…
وحينما اعترضت عاليه ، علي ظلم سهر، وما سببوه لها من أذي، عاقبها والدها وأعادها لوالدتها بأمريكا بالقوه، كما أخذهم منها بالقوه..
انقطعت أخبار شقيقته عنه، بعدما أخبرته أنها ساعدته بكل قوتها لأنها كانت تعده رجلاً ، أما بعد ما حدث لا تريد أي علاقه به.
أخبر نوران بأن زواجهم مجرد صفقه، لا مكان للحب بينهم، ورضت ، حملت منه، وأنجب منها فراس..
وبعد خمس سنوات قُتلت علي الطريق العام المؤدي للعذبه، ولم يعرفوا الآن هوية القاتل.. كان معها حينها فراس التي شاهد الحادثة بتكملها، وماتت أمام عينيه…
وبعد وفاتها…بعام..عاود عمه ووالده بتخطيط من نسرين الضغط عليه ليزوجه الحيه الكبري..
من اجل جمع شمل العائله وورثها لا يذهب للغريب.
لم يكن يتوقع موافقتها ، ولكنها أخبرته بكل جرأه أنها موافقه..لما لا؟
غضب وثار، وإعترض، ولكن هددوه بإبنه فراس، وأموال العائله…
ولكن همه الأكبر كان فراس، نقطة ضعفه الوحيده..
لم يستطع أن يضحي به بعدما تحول فجأة لطفلاً انطوائيا، بعدما قتلت والدته أمام عينيه ، وكان متعلقاً حينها بخالته، فخضع وتزوجها..
لم يحبها يوماً، ولكنها كانت جريئه وتتفنن في اثاره شهوته..
فلم يستطع منع نفسه عنها، استسلم لتيارها ،
وعاشوا معا كأسره ظاهرها طبيعيه..
ولكن باطنها يعلمه الله..)
عاد من الماضي..علي صوت باسم الحاد..
ـ ليه عملت كدا يابابا؟
ـ يعني مش عارف يا باسم؟
باسم برعب من أن يكون من أجل ما يفكر به..
– عارف إيه؟
ربت عمران علي كتفه بحنو..
– أنت معجب بيها، ليه لا..؟
باسم بصدمه..
– أنت مراقبني بقي..؟
عمران بترو..
– أنا نفسي أشوفك مبسوط..
– بالطريقة دي؟!
– صدقني مكنش في طريقه غيرها… نسرين عمرها ما كانت هترضي غير كده
– يعني أفهم أن الفضيحه دي، وراها أنت…
– مكنش قدامي حل غيره ، ياباسم، نيره بنت أصول وهتصونك…و.
باسم بصراخ…
– بس..بس…انت اكيد مش في وعيك..انت مريض ..مريض..
عمران بصراخ عليه…
– باسم استني..استني بس…
زفر بهم علي حال إبنه..
– إنت إزاي كده؟
انتفض علي سؤال بدر ، وارتجفت أوصاله.
– إزاي إيه…مش فاهم..
– لا انت فاهم كويس..بس تفتكر باسم هيرتاح كده، وهيبقي سعيد..أنت فكرت بأنانيه، هتضيع بنت بريئه..وأنا عمري ماهكون شريك فيها…
عمران بحده…
– أنت بتهددني ياولد…؟
بدر بتهكم..
– مبقاش ينفع للأسف..اهم حاجه سمعة البنت البريئة دي…
عمران بتهكم…
– ولما هي بريئه يابدر بيه، فضلت حبسها أسبوع ليه..
بدر بندم..
– غباء مني، للأسف…
——————–
بشرم..
جميله بصدمه..
– يعني إيه متعرفش، إبعد عني،انا عاوزه امشي من هنا
فراس بهدوء..
– طب وولادك؟مش عاوزاهم.؟
نظرت له بحزن ، وملأت دموعها عينيها..وسحقت شفتيها ..مردفه بقهر..
ـ عاوزاهم..بس..
ابتلع فراس ريقه ، وجسده ينتفض مطالباً إياه بافتراسها..
ـ مبسش، أنسي أي حاجه.. وإللي حصل، وأنا معاكي مش هسيبك…
جميله بدموع..
– بتساعدني ليه؟
مد إصبعه، ومحي دموعها بحنو..
– هجاوبك علي كل حاجه ، بس مش دلوقت..
اجابه سؤالك دا بالذات، .مش هنا، ولا دلوقت..بس عاوزك تعرفي أنك ما دام دخلتي في مملكتي..مفيش مفر مني..
جميله بذعر..
ـ يعني ايه؟
أجابها بابتسامه..
– يعني متفكريش في أي حاجه غير دراستك وامتحاناتك إللي خلاص هتبدأ..
جميله بصدمه..
– دراستي!..انت عرفت منين أني بدرس..
فراس بضحك علي خوفها ….
– من كتبك اللي كانت تحت سرير الفندق.
زفرت براحه…اف خضتني..
فراس بعدم فهم من خوفها..
– مالك ياجميله…اتخضيتي كده ليه..
جميله بتوتر..
– لا مفيش حاجه..
فراس بهدوء..
– هسيبك دلوقتي، وبعد ما ارجع إن شاء اللة تكوني هديتي، وتحكيلي حاجات كتير
جميله باندفاع …
– رايح فين، أنت هتسبني؟
فراس بسعاده..
– مقدرش..بس ورايا شغل مهم، إحتمال أنزل القاهره
أسبوع كده..
جميله..بصدمه…
– أسبوع ..
انتظر قليلاً ينظران لبعضهم، يقسم لو طلبت منه البقاء لبقي، وليحدث ما يحدث ،لا يهتم..
إستدار ليرحل، وفي نفسه يتمني لو تخبره إبقي لا ترحل..
فراس بهمس..
– يالا ياجميله، قولي متمشيش..
رفعت رأسها تنظر له ، ولخطواته التي تبتعد بذعر ، فرغم كل شئ ، وقلقها منه..
إلا أنها تطمئن وهو هنا بجوارها…
لا تعلم ماذا يحدث لها بقربه..ولكنها لم تري منه إلا الحنو…
اخذت نفساً عميقاً، وبللت شفتيها الجافتين بطرف لسانها، تحاول الحديث ولكن خجلها ، وذعرها يمنعانها..
أغمضت عينيها ، وخرجت الكلمات منها
بلا وعي..
ـ أنا خايفه أوي.. وولادي وحشوني أوي..خليك معايا.
تيبست قدميه ، واتسعت عينيه ذهولا
إستدار ينظر لها بصدمه ، فوقعت عينه علي شفتيها التي تقضمهم بخجل، خجلا ً اذاب قلبه..
– هبقي بس بشرط..
– تاني شروط..
– عشان خاطري..
– بس مش هغني..
– هتغني ياجميله..بس مش دلوقتي..
– واثق أوي..
– أوعدك ..إنك هتغني لوحدك..
– طب خلص قولي شرطك..
– تحكيلي كل شيء عنك، وعن أللي حصل الليله إياها..
ـ وهتحكيلي انت مين بالظبط..
– لسه خايفه مني؟
ـ أكدب لو قولت لا..
– يعني أنا أخوف يا حوريه…
– اوووي..
ـ وإن قلتلك متخافيش..طول ما فراس جمبك..
– مش أما أعرف مين فراس الأول..
– نتعرف من الأول..أنا ياستي فراس عمران…٣٥سنه ، ورجل أعمال..
– وأنا جميله الناظر .. ١٨سنه ، وعاوزه ولادي
ـ هجبهملك من حبة عينه..
ـ بجد، توعدني؟
ـ أوعدك يا جميله..
– وعد الحر دين عليه..ولازم تنفذه..
ـ اوعدك.. بوعد فراس، لأحلي جميله..
ابتسمت بخجل..فإقترب منها وحملها كطفله علي ذراعيه.. مردفاً بهمس…
– ودلوقت بقي تسيبيلي نفسك خالص..
جميله بخجل…
– لالا نزلني يافراس.انت اتجننت، مينفعش..
فراس بضحك..
– ششش ،احنا مش اتفقنا
جميله بهمس..
– بس أنا خايفه…
فراس بحنان..
– تبقي تسيبني أعلمك إزاي تبقي قويه ومتخافيش
جميله بحزن..
– مش هتعلم أنا غبيه وبخاف…
فراس بهمس بأذنها..
– أنت ِ أجمل غبيه، ياجميله شافتها عيوني..
نزل بها لحديقه المنزل الخلفيه..
واجلسها علي الارجوحه، وجلس بجانبها..مردفاً بغمزه..
– مش هنا أحسن.. إيه رايك؟
جميله بإنبهار من جمال الحديقه..
– تحفه …حلوه أوي..
فراس بوقاحه، غمز لها..
– دا انت إللي حلو ياحلو..
جميله بشهقه..
– إنت قليل الادب..
فراس بقهقه..
– لا اتقلي كده، التقيل جاي ورا..
رحلت بعيداً، حيث مر طيف طفليها أمامها..
ابتلعت غصتها، ولم تستطع التحكم بدموعها..
فراس بحزن عليها…
– ششش مش كفايه دموع بقي..عشان خاطري متبكيش تاني…
– وحشوني اوي..مكنش يعرف حاجه عنهم أبدا ًعمري ماحسيت أنه مهتم بيهم، ولا عاوزهم اصلا..
كان يسيبهوملي ويآخد كل حاجه..
فراس بحنان، وهو يمسح دموعها..
– وحياة دموعك دي لاجبهوملك وأخليه يتمني الموت وميطلوشي..بس أنتي ساعديني، واحكيلي كل حاجه تعرفيها عنه..
ـ طب بتساعدني ليه؟
ـ تاني ياجميله..هتجننيني..
جميله بتهكم..متقنعنيش أنه لله.معدش حد بيساعد.حد لله..
فراس بهدوء..لا..بشروط..
وقولتلك اول شرط وانتي رفضتيه
جميله بتهكم.. طب والتاني..؟
ـ التاني أول ماتستوفي العده هقولهولك..
جميله بخوف..
– اشمعنا..؟
هم أنه يتحدث، فقاطعه صوت هاتفه..
الذي يدق باسم والده..
فاستقام غامزاً لها ..
همسه وجاي.. أوعي تهربي..
جميله بتهكم..أهرب برجل واحده…
ــــــــــــــــــــــــــــــ
والده بغضب..
– يعني إيه يافراس مش جاي؟
فراس ببرود..
– مش جاي..يابابا عندي شغل..
هو حضرتك مُصر ليه اني احضر، يابابا لم الدور، كفاية ظلمك لبنت بريئه …ياعالم قرارك هيجني عليها إزاي..
أنا عمري ما هشارك بالجريمة دي…
عمران بتعب من التفكير…انا مفكرتش كدا.. أنا عاوز المصلحه ..
فراس أنت عندك بتعمل ايه،ومتقولش شغل..
فراس بضحكه ماكره فهمها والده..
– لا شغل…
عمران بغيظ..
– شغل بردو..ماشي يافراس..خليك سايب مراتك علي حل شعرها..ومهتم بالشغل..
فراس بضحك..
– عيبك أنك فاهمني يابوس
عمران بتهكم..
– للأسف فلت مني، معرفتش اربيك..
– عيب يابابا كلو بالحلال..
عمران بتهكم..
– العرفي بقي حلال يابن الرشيد..
بس انت عارف..متأكد أنك مسيرك تقع علي جدور رقابتك، وتقع علي واحده تخلص القديم والجديد وبكره تيجي تعيط، وتقول كان عندك حق يابابا..
فراس بتنهيده وهو ينظر للشارده الحزينه..
– تفتكر؟
عمران بخبث..
– متأكد،بس خلي بالك..لما تلاقيها..ياريت تمشي صح مره في حياتك
فراس بشرود، ولأول مره يوافق والده بشئ..
ـ عندك حق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
أخيراً وصلنا..ايه الجمال دا ياخالتو..؟
سهر بابتسامه..عجبتك الفيلا.؟
جوان وهي تدور بالمكان..
– واو تحفه آخر حاجه ، وخصوصاً أن في بسين ابلبط براحتي..
سهر..بلبطي يختي..
جوان بصدمه بعدما تذكرت..
– إلا صحيح ياخالتو ايه حكايه جوليانا اللي بينادوكي بيه الخدم والسواق دا..حتي في المطار..
سهر بابتسامه..
– جوليانا دا انا ياجوان…
جوان بصدمه..
– ازاي؟انا مش فاهمه حاجه…؟
سهر بتنهيده..
– ياستي دا موضوع طويل بس هبسطهولك..
لما اتجوزت كرم كنت لسه صغيره قاصر يعني، وهو كان كل شغله برا مصر، وعشان ياخدني معاه اضطر يزورلي شهاده ميلاد بإسم، وسن جديد وبقيت جوليانا..
جوان بفضول.. هو كان عجوز زي مابيقولوا
وكان حنين ياخالتو وطيب..
قصدي يعني كان كويس معاكي..؟
سهر بابتسامه..
– هتصدقيني لو قولتلك أن من كتر حنيته ، حبيته اكتر من أهلي نفسهم..
عشقته ياقلب خالتك..نسيت الدنيا معاه
ولا مكنش عجوز..كان 35سنه بس..
جوان بصدمه..بجد..
– اومال سمعت انه كان كبير في السن..
سهر بابتسامه..
– بالنسبه لسني اياميها أه، كان كبير، بس هو كان عمره كدا فعلاً..
جوان بفضول..
– طب إحكيلي أول مره شفتيه كان إيه رد فعلك..
نظرت لخارج الغرفه، وابتسمت
– هحكيلك ،ياستي..
– مش عاوزاه أرجوك ، ياابه والله ما هكلم ابن الرشيد تاني..
ولا هعمل أي حاجه تزعلك..
والدها بحده، صفعها علي وجهها..
اخرسي يابت ال…. … فضحتيني.. أنا قلت هتجوزيه يعني هتجوزيه.
وهو فين ابن الباشا اللي فضحتي نفسك في نصاص الليالي عشانه..
هااا..
دا لولا الداكتور طمنا أنك بت بنوت لسه كنت دفنتك بايدي يا وس..
هي كلمه..ياتخرجي تقعدي مع العريس..يا اقتلك واشرب من دمك..
بخوف طفله ارتدت عباءتها ، ولبست حجابها وخرجت..
– صدمت حينما، رأته كان شاباً ليس كبيرا كما اخبروها.. يبدو بمنتصف الثلاثينات..
وهي طفله… لم تكمل الثامنه عشر بعد..
جلست بجانبه بهدوء، وخفضت رأسها..
ارتجف جسدها ، حينما ردد اسمها..بهمس
ـ سهر..؟
صدمت ولم تستطع أن تجيبه..اقترب منها ومد يده وبجرأه رفع رأسها..ونظر لها ، مردفاً بهمس.
– بسم الله تبارك الرحمن..
انتفضت بخجل…وابتعدت عنه..
– ششش، إهدي متخافيش ياسهر.. أنا مش عاوز اذيكي..ولا عاوزهم يؤذوكي..انا عرفت اللي حصل كله..
جز علي اسنانه، ومد يده يتلمس خدها المحمر.
– مين اللي ضربك كده ياسهر..؟
سهر بخوف..
– مفيش
ابتسم ،وصمت قليلاً..
– طب مش عاوزه تعرفي أنا شوفتك فين؟
رفعت نظرها والتقت عينها بعيونه…
ـ أول مره شوفتك فيها كان من شهرين..يمكن تقولي أني راجل عجوز، وكبير عليكي بس انتي خطفتي قلبي..
ابتسم واكمل..غير عابئاً بخجلها..
– عارف بتفكري بايه؟، اني لو خلفت كنت جبت قدك..
بس للأسف أنا مبخلفش ياسهر..
كنت متجوز قبل كده ، وحاولت كتير بس ربنا مأردش..وانفصلنا..كان جواز تقليدي، وإنفصلنا…
معرفش يمكن إللي حاسه ، يكون مشاعر أبوه
ناحيتك..مش عارف..كله اللي عارفه أن أول ماشوفتك قلبي اتخطف..
عارف الطريقه اللي هنتجوز بيها غلط..وانك ممكن تكوني دلوقتي كرهاني..بس أنا عاوزك معايا..
لما عرفت اللي حصل، وفواز حكالي..
فكرت كتير..ليه لا.. أنتِ محتجالي..وانا كمان محتاج لحد جمبي..
سهر أنا مبدورش علي علاقه..
أنا وحيد وخايف أموت وحيد..مليش حد.. وخصوصاً بعد مايأست أني اخلف..مش عاوز اجبرك..علي حاجه..
فأنتِ إيه رايك، تقبلي تكوني معايا..؟
سهر بخوف..
ـ بس..
ـ مبسش..بصي حواليكي..ابن الباشا سابك وهرب زي ماسمعت من فواز.. واختار الفلوس والمال.. او الله اعلم حقيقي معرفش..واهلك في الحالتين مش عاوزينك..
إنما معايا أوعدك اللي عاوزاه هعملهولك..ومش هقربلك إلا لو أنت طلبتي بنفسك..
كانت ابتسامته حنونه، ووجهه بشوش.. أدخل الطمأنينة لقلبها، كالمغيبه هزت رأسها بالموافقه..
لم تكمل السبعه أيام، وكانت زوجه له..
انتشلها من عالمها المقرف، إلي عالمه الوردي..غير هويتها ، وحالتها الاجتماعيه ، وأصبحت أخري
متحرره..
فعشقته..كما لم تعشق من قبل..
انتبهت علي جوان المصدومه..
– ياااه ياخالتو ايه الراجل ده..
سهر بحب…
– مش قلتلك حنين جدا.. وبحبه جدا جدا..
وضغطت علي حروفها قصداً..
جوان بفضول..
– طب وال..قصدي يعني اتجوزتو بحق وحقيقي ولا فضلتو كده..
سهر بضحك..
– تقصدي العلاقه يعني..عاودت بنظرها للخارج..وبقهقهه هتفت….
ـ اااه، وأنا إللي طلبت منه كمان..
جوان بصدمه..
– ازاي..؟
تراجعت سهر برأسها للخلف، وبضحك هتفت..
– روحي نامي ياجوان، أنتي لسه صغيره عالكلام دا يا ماما..
جوان بغيظ..
– لا أنا كبيره..وعندي 21سنه..
سهر بغمزه..
– شكلك صدقتي الكدبه.امشي ياماما يالا..عاوزه اريح شويه..
جوان بغيظ..
– اوف منك..ماشيه ماشيه..
ضحكت سهر عليها، ومدت يدها جذبت صورته شارده بأول ليله لهم معا…وكيف تخلت عن خجلها..
كان فارسها المغوار، علمها كل شئ..
من كان يراه كان ، يقسم أنه شاب بالعشرين من عمره
بلحيه يتخللها بعض الشعر الابيض..
وكان سباحاً ماهراً..علمها السباحه والغطس، و دخلت بفضله السباقات ، وكانت تفوز بها ببراعه..
حتي أداره شركاته، أشركها بها، وعلمها كل شيء عن الاداره، حتي أصبحت اذكي ، وامهر منه..
لم يتركا شبرا معاً، إلا وزاروه ..
احبته، و نست ماضيها وكل شيء، بجواره، ولدت من جديد..
فعلوا كل شئ معا، وتشاركاه، إلا الفراش لم يتشاركا به..
عاما مر عليهم معاً..ولم يلمسها قط إلا قبلاً متفرقه ..
وعدها أنه لم يلمسها الا بارادتها ونفذ وعده..
بغرفتها علي الهاتف..
– يعني انتِ شايفه كده ياعاليه؟
عاليه بهدوء..
– ااه ياسهر.. أنسي الماضي، وعيشي حياتك..
حرام أصلا ً تهجريه ومتديلوش حقوقه..
سهر هسألك سؤال…
ـ انتي حبيتي كرم..؟
سهر بتوتر..
– هااا..
ـ يبقي حبيتيه ياسهر، اسمعي ياسهر أخويا استسلم واتجوز ومراته حامل، مستحملش عيشه الفقر لما ابوه رماه يومين من غير فلوس..
واتجوز نوران هانم، اللي كانت عامله صحبتك وصحبتي..ورماني هنا بامريكا لجوز ماما وماما..
عيشي حياتك ياسهر..وبيعي إللي باعك..
سهر بابتسامه..
– تعرفي ياعالية، إني دلوقت بس أقدر اقولك أني حبيت كرم..
ـ إزاي ياموكوسه بقي؟
ـ لأن كل كلامك إللي قولتيه عن اخوكي ، مأثرش فيا..ولا حزنت ولا زعلت..ياستي ربنا يوفقه..
أنا فعلا ياعاليه، بحب كرم ، وسلام بقي لأني عروسه..
ـ عاليه بصدمه..
– انتِ يابت استني..يامجنونه..
بابتسامه فرحه، أغلقت هاتفها وفتحت دولابها وبحثت بين ثيابها عن ثوب نومها الأبيض التي اشترته هي وعاليه ..
فتحت باب غرفتها بهدوء، بعدما استعدت وكأنها عروس بليلة زواجها..
ووقفت أمام غرفته، وأخذت نفساً قوياً، شجعت به نفسها..
– اوف.. أهدي..يا سهر مفيش حاجه..
مدت يدها وبهدوء فتحت باب غرفته..
كان منكباً علي بعض الأوراق يعمل كالعاده ليلاً..رفع رأسه، وصُدم، وجحظت عيناه وألقي بنظارته ..
ـ سهر..؟!
اقتربت منه بجرأة، وازاحت الأوراق بعيداً
وجلست علي قدميه، محاوطه عنقه..
ـ يا عيون سهر..
ابتلع كرم ريقه ، وتصلب جسده من تأثيرها عليه..
وبهمس أردف..
ـ سهر..ياحبيبتي..هي الحاله جت..عملتي نصيبه إيه تاني..؟.
قهقهت بسعاده، جعلته كالمغيب..
ـ ياصلاه النبي..
حاوط خصرها وقربها منه..،وهتف بهمس..
– عاوزه ايه ياسهر؟
ـ عاوزاك انت؟
كرم بهمس وقد فهم ما ترمي إليه..
ـ ما أنا أهو..ياقلب كرم…قولي إللي انتِ عاوزاه..
سهر بغيظ..
– اف منك ياكرم..هو أنا لازم أشرح يعني..؟
كرم بضحك عليها..
– اومال يعني هفهم ازاي أنا؟
عضت شفتيها بخجل، واقتربت منه، وبخجل قبلته..وإبتعدت..
ـ فهمت..
ـ تؤتؤ
عادت وقبلته مره أخري..
ـ فهمت..
ـ تؤ، وضحي اكتر..
ضحكت ، ووقفت وخلعت مئزرها بوقاحه، وغمزت له..
ـ طب وكدا؟
جذبها من يدها بلهفه، فسقطت علي الفراش.. مردفاً بغمزه..
ـ كدا بقي أنتِ إللي جبتيه لنفسك ياسهر..
همست برقه..
ـ كرم..
ابتلع غنجها بعاطفة قويه، وهي كانت اكتر من مرحبه به..
—–
ـ وحشتيني..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احبك واحب من يحبك..
واعشق ذلك اليوم الذي جمعني بك
اشكر الظروف والمآسي واشكرك انت
يامن كنت لي ملاذي
ويا من عشقتني رغم فقري وقله حالي
احبك فوق العشق عشقا ولا ابالي..
قالو عشقتي كهلا..فقلت كهلا كهلا لا ابالي..
كاذبون يا حبيبي، كنت شبابي..
كنت ابي واخي وعشقي الغالي..
يامن بلقياه تبددت وحدتي وصرت بالاعالي
اعشقك فوق العشق عشقا ولا ابالي
من سهر لكرم
توقعاتكو.. اقل 500لايك وكومنت مش مقبول.. ياحلوين..
اصابك عشق..
اسما السيد..
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (سكر ناعم (رواية باسم ونيرة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.