سكر ناعم (رواية باسم ونيرة) – الفصل السادس
6
6
اصابك عشق
اسما السيد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم..
(عجوز)
انتبهت من شرودها علي يديه التي إحتضنتها بشوق..
– وحشتيني…
ابتسمت بسعاده ..وهي تدفن نفسها بأحضانه.. تحمد الله..أنها إلتقت به..ماذا كانت ستفعل لو لم تلاقيه حينها..
مخطئون من إعتقدوا أن الحب الأول لا يُنسي، الحب الاول يُنسي ، ويدفن كما لم يكن، ما إن تجد عشقك الأبدي..من يحني لك كتفيه ، لتصعد عليها ، محبة لك ، لتكن افضل منه، وليس جبراً،ولا امتناناً منه لك.
الحب الأبدي…. شعور يولد مع المواقف والازمات، أشخاص يؤثرون بنا ، ويعطونا من أرواحهم ، يتألمون إن تألمنا، ويشعرون بنا ولو كنا في باطن الأرض..
هو أن ننظر لأحبائنا بعين الرحمه والحنان.. أن بكي تألمنا .. وإن ضحك ، تضحك لنا الدنيا..
الحب..شخص يخبرك أنه بدونك لا شئ، وبوجودك كل شئ..
شخص يعطيك حتي تكتفي حباً وأماناً، يشبعك قرباً ولا يزهدك أبداً..
ـ وانت كمان وحشتني اوي ياكرم..
رفع وجهها ولثم شفتيها بحنان..
ـ عيون كرم اللي بيشوف بيها.. وإللي مجننه كرم
ابتسمت وعادت لتدفن وجهها بعنقه..كانت تعلم أنه هنا.. قصدت كل كلمه قالتها ، وتعلم أنه يتوعد لها..
انتظر خروج جوان حتي لا تفزع منه..
فالجميع يحسبونه ميتاً..من بعد زواجهم بأشهر..
إلا من نفذوا معهم الخطه..
ـ بحبك ياعجوز
باستنكار أبعد وجهها التي تدفنه بصدره..
و نظر لها بعبث…
– قد كلامك دا؟
بخبث مدت يدها تخلع عنه سترته..
– قده ونص..وثلث أربع..
هتف بغيظ…
– سهر
– عيون سهر..
– هفضل لحد امتى اصحح معلوماتك..ولا انتي قاصده بقي..؟
سهر بخبث..
– الله هو أنا قلت حاجه غلط ياكيمو..
كرم بغيظ..
– كيمو في عينك.. ااه منك انتي مصيبه حياتي، قولتلك ميت مره متفكرنيش ب 35سنه دي، وإن الزفت إللي عمل الشهاده هو إللي غيرها..
سهر بقهقه..
– الله وأنا مالي، هو أنا يعني اللي قولت للي عملك الشهاده يكبرك ست سنين مره واحده..
كرم بغيظ..
– مصممه تسوءي سمعتي ليه ياسهر، وانا لسه شباب..
سهر بضحك مكبوته..
– الله هو أنا مخي دفتر يعني، أنا بنسي ياعيون سهر
وبعدين مين قالك تقولي كده أول جوازنا…ماكنت تقول الحقيقه..
كرم بتهكم..
– كنت عاوزاني اقولك ايه يعني، وأنا سامعك بتقولي لصاحبتك عجوز ومكحكح..قولت اصدمك بقي..عشان تتعلمي الأدب ، بلسانك إللي عاوز قطعه دا..
خرجت ضحكه مجلجله منها إبتلعتها، بصعوبه وعادت بزاكرتها للماضي..
– كانت أول مره تزورها عاليه بمنزلها..بعدما قابلتها صدفه بعشاء عمل جمع زوج والدتها، ووالدتها ، وعاليه، وهي وكرم..
صُدمت بوجودها بالعشاء آنذاك ، فهي أخفت عن كرم أنها علي تواصل بها..ولكنه فاجئهاا ذاك اليوم بعزيمته لهم..
وعلمت منهم أن زوج والده عاليه، هو من ساعد كرم ليخرج من البلاد بهويه مزوره ، عقب إعلان وفاته بالحادث المدبر، وهو شريك له هنا ايضا..
عاليه بصدمه..
– يخربيتك ياسهر بقي دا العجوز اللي كنت بتقولي عليه..دا قمر يابت لما شوفته انصدمت..
سهر بضحك..
– اه عجوز..
كانت تعلم أنه يستمع لها.. وهتفت بذلك لإغاظته..
رحلت عاليه، وعادت تبحث عنه..
وجدته يجلس بالشرفه يدخن سيجاره بغيظ..
جلست بجانبه ، وهتفت بخبث
– ألا قولي ياكيمو…
كرم بغيظ ..
– اممم، خير..؟
– هو انت عندك كام سنه؟
رفع حاجبه، وإبتسم بشر..
– تفتكري واحد عجوز هيبقي عنده كام سنه يعني.
عندي.. 35
سهر بصدمه مصطنعه..
– يييييي..عجوز أوي
– كانت تريد أن تعلم عمره الحقيقي ، فأستفزته بتلك الطريقه. ..
رفعها من جانبه، بغضب وأجلسها علي قدميه مردفاً بحده..
ـ طب هتشوفي العجوز دا، هيعمل فيكِ ايه؟
لم تستطع فتح فمها بكلمه، وهو يكتم اعتراضها بشفتيه التي حطت علي شفتيها فأخرستها
انتفضت علي رائحة حريق تغزو أنفها، وابتعدت عنه…
– ياااالهوووي نار..ياكرم..السيجاره حرقت السجاده
كرم بصدمه..
– انتِ مصيبه..اقسم بالله مصيبه..
سهر بغيظ..
– وأنا مالي..مش أنت اللي معترض علي كلمه عجوز..
ترك كل شئ واسرع خلفها..دخلت غرفتها واغلقت الباب عليها..
ـ ماشي ياسهر هوريكي..
سهر بقهقهه..
– البيت بيولع ياعجوز..
ـ انا مش عجوز أنتِ اللي طفله ياطفله..
ومنذ ذاك اليوم ، وماحدث بالبيت بعدما اشتعلت النار به، سريعاً تحت أنظارهم المذهوله…ولم يدخن سيجارة أبدا..
اقتربت منه وقبلت خده وهو ينظر لها بغيظ..
انت لسه فاكر ياكرم..
كرم..وعمري ماهنسي ياسهر..كل ذكري معاكي
محفوره في قلبي ، من أول ماعيني وقعت عليكي وسط الأراضي، وأنا بقيت زي المجنون..مبقتش عارف بتصرف إزاي..
اكتر حاجه كنت خايف منها ان بعد دا كله متحبنيش
ويفضل حبك لابن الرشيد في قلبك، كنت كل ما أصلي ادعي، وأقول يارب أنت عالم إن معدش ليا غيرها..
بعد ما اكتشفت ان كله طمعان فيا وفي فلوسي،ولما عرفو ان صعب اخلف، وإني هتجوز من تاني.. حاولوا يخلصوا مني..
سهر بإمتنان..
– والحمدلله انك مخلفتش منها..وشوفتني
كرم..لو مكنتش شوفتك ياسهر ووقعت فيكي من اول نظره كان زماني ميت من زمان ، من حقدهم وتخطيطهم..
اول ماشوفتك..وعرفت أن اهلك راضيين بيا طلقتها.. لأني أكتشفت أنهم بيخططو لقتلي..
اضطريت اجاريهم، وزورت موتي وطمست نجاحي في بلدي، وزورت هويه ليا وليكي وبعدت عنهم
كنت عاوز اعيش مرتاح البال ياسهر معاكي
سهر بعشق..
– لو فضلت طول عمري كله أقولك بحبك ، وأنك أحلي صدفه حصلتلي مش هتكفي يا كرم
وبغمزه اكملت ولا أقولك يا مجد العجوز
كرم بضحك…
– معاكي انتي وبس كرم ، ياقلب كرم..
كله يقول مجد وأنتي قولي كرم..
كرم اللي مات واندفن، ورجع للحياه علي إيديكِ .
سهر بخبث..
– بس بردو كنت عجوز، ووقعتني ياعجوز، خلتني أقول لا قبلك ولا بعدك..
– أنت ِ بردو اللي وقعتي، ولا أنا اللي وقعت ولا حد سمي عليا..
ـ بحبك ياعجوز..
ـ وانا بعشقك ياقلب العجوز..
– أيوه، إفضلوا حبو في بعض كدا، ونسيني خالص كدا
سهر بحرج، وهي تبتعد عن كرم سريعاً، وتفتح ذراعيها، لطفلها صاحب العشرة اعوام
– حبيب مامي، وحشتني اوي، يا يامن
بسعاده، اندفع يامن لاحضانها..
– وانتِ كمان وحشتيني اوي ياماما..بس أنا زعلان منك..عشان نزلتي كايرو بردو ،ومخدتنيش معاكي..
كرم بتنهيده…
– شوفي بقي إبنك دا مليش دعوه بيه من انهاردة..
لاوي بوزه من يوم ماسافرتي، ولا كأني قتله قتيل..
يامن بغيظ..
– عشان انت ضحكت عليا ، وقولتلي هنطلع رحله مع بعض، وطلعت بتهربني عشان ماسافرش مع ماما
انت، وابنك الحيوان الكبير..
سهر بتأنيب..
– ولد انت بتقول علي أخوك كدا ازاي ؟
رفع كرم حاجبه بإستنكار..
– ياشيخه وهو هيجيبه من برا..
رمقته بغيظ..وهمت بالحديث، ولكن أسكتها، صوت ابنها يونس ذو الخامسه عشر..
– مين دا اللي حيوان يااد انت..ماتشوفي إبنك دا ياست الاموره..
هتف كرم بقلة حيله..
– منك لله ياسهر ياما قولتلك، متكلميش قدام ولادك بالعشوائيه دي ..
نظرت له سهر بوعيد، وهتفت..
– كرم..
– بلا كرم بلا بتاع..
امسك بيونس ، الذي إندفع لأحضان والدته..وأبعده عنها …
– أنت ياد أنت مش مكسوف من طولك، إبعد عن حضن امك..
– وانت غيران ليه… أمي ووحشاني ..
هتف كرم غيظاً من أفعالهم…
– أمشي من هنا يابغل أنت، وخد الواد دا معاك..حرقتو دمي..
هتف سهر بعتاب …
– الله متشخطش في ولادي كدا ياكرم أفندي، أحسن والمصحف أخدهم، وأنام في الأوضه التانيه..
إغتاظ ، وجذبها من بينهم بحده..
– اتهدي بقي ياشيخه، جننتوني إنت وولادك..
وأنت يا بغل انت، خد أخوك، وروحوا اتخمدوا..
هتف يونس بعناد..
-لا مش نايم، إلا لما تشوفولي حل مع ميار
جز كرم علي أسنانه بغيظ من افعالهم..
– اتمسي يا يونس ، واتكل علي الله الصباح رباح..
وبعدين أبوها رفض..
يونس بعناد..
– ما أنا عاوز اعرف يرفض ليه..
وأكمل موجهاً حديثه لوالدته..
– متشوفيلك حل يا سهر، وتكلمي صاحبتك..
– عاليه كمان رافضه، وبعدين انتو لسه صغيرين..مستعجل علي إيه..؟
إنتفض يونس، وخرج غالقاً الباب خلفه بقوه، بعدما جذب أخيه من يده بذات القوه..
متمتماً بغيظ..
– ماشي ياسهر انتي وكرم أن مافضحكتو وخطفتها مبقاش أنا..
كرم بصدمه…
– شايفه ابنك..؟
هتفت سهر بضحك…
– عاشق ولهان، وبعدين ماتسيبهم يدلعو يا كيمو علي حسك….
كرم بذهول..
– يدلعوا أكثر من كده، العيال دي قله قيمتي يا سهر، وخصوصا الواد الصغير دا، آدي أخرت اللي يخلف علي كبر..قلتلك كفايا يونس مسمعتيش الكلام..
سهر بقهقه..
– كان نفسي أجيب منك اورطه عيال ياكرم
هتف بتنهيده..
– علي عيني ياقلب كرم.. أحنا كنا فين ، وبقينا فين..الحمدلله يارب.. انتي كنتِ وشي السعد عليا ياسهر..
وعلي قدومك، ربنا رزقني بفرحة عمري، بعد ما كنت فقدت الأمل تماما ً
– لولا اصرارك علي التلقيح الصناعي، مكنوش نورو حياتنا..
قاطعت حديثه، بغمزه شقيه، ودفعته للفراش مردفه بمكر..
– طب ايه؟
– إيه؟
هتفت بدلع..
– كرم..
ـ يا عيون كرم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت لحظات السعادة سريعاً بينهم، بعدما تلقي هاتفاً من زميله يخبره بأن السفر بعد ساعتين من الآن..
– هو لازم يسافروا بالليل يعني ياسيد..
سيد بتنهيده..
– أكيد ليهم أسبابهم يا قلب سيد..أوعدك أعوضلك فسحة النيل بعد ما أرجع..
عضت علي شفتيها، بصمت، تشعر بقلق غير طبيعي، ليتها لم تقنعه بالسفر..
– مالك يا موده…؟
– مش عارفه ياسيد..قلبي مقبوض كده..ينفع تعتذرلهم وخلاص ..
سيد بصدمه..
– ازاي مينفعش طبعاً، وبعدين أنا اقتنعت بسببك أصلاً..
زفرت بقلق…
– خلاص ياسيد..خلي بالك من نفسك ، ربنا يستر طريقك يارب..
سيد بإبتسامه..
– أحلي دعوه دي ولا ايه.. يالا عشان تنزلي احنا وصلنا..
ودعته بقلق إزداد أضعافاً، لا تعرف لما..ودلفت لشقة عائلتها..وجدتهم مجتمعين علي غير العاده..حتي أنهم لم يسألوها لماذا تأخرت..وذاك ما زاد من قلقها..
دلفت لغرفتها، وسريعاً وقفت بالشرفه، لتلقي عليه نظره قبل الرحيل..
وجدته بالفعل، يقف أسفل شرفتها، ينتظر صعودها…تلاقت العيون بوداع صامت، ووعد بالانتظار..وإلي الأبد..
—————–
باسم إستني.
– نعم يابابا، في إيه تاني..
– مش عاوزك تزعل مني..أنا عملت كده عشانك..افهمني يابني.
باسم بتهكم..
– حاجه تاني..؟!
زفر عمران ، وهتف بترو..
– أنت لازم تكون عارف، أن اللي جاي أصعب من اللي راح..وإن والدتك مش هتعدي إللي حصل ده علي خير..
اقترب بدر منهم، وهتف بضحك..
– ايه يا عريس واقف ليه كده..يالا عشان تجهز لكتب الكتاب..
عمران بغيظ من برود إبنه…
– بدر خليك في وكستك ، وخيبتك.
هتف بدر بغيظ..
– نعم وأنا مالي..؟
عمران بتريث..وهو ينظر لرأسه المعقودة بالشاش الأبيض..
– مالك، اااه؟
التقط بدر تهكمه، عليه..
وهتف بغيظ..
– بااابا…
– بلا بابا بلا نيلة بقي..
هتف بدر بوعيد..
– وحياتك لاجيبها ، وبكره تشوف .
هتف عمران بخبث بالنهاية عليه فعل ذلك، حتي يصل لمبتغاه الحقيقي..
– وهتجيبها منين بقي؟
إنتبه باسم لوالده ، وللمسار الذي يسلكه معهم بدءاً بما فعله معه..إلي سحبه لبدر بالحديث..
أيعقل أنه مازال يبحث عنها..ويفعل كل ذلك من أجلها. ..
قطع حديث بدر ، مردفاً بهدوء..
ـ جرا إيه يابابا.. أنا في ايه، وانتو في ايه؟
جز عمران علي أسنانه بغيظ، وتركهم ورحل..
استدار باسم لأخيه..
– أنت غبي يابدر ، مش فاهم إن أبوك بيسحبك بالكلام..
بدر بصدمه بعدما فهم علي اخيه..
– معقول…
– طبعاً..انت مصدق أن كل اللي بيحصل ده صدف، أبوك لسه بيدور عليها ، ومش هيبطل…
بدر بتساؤل..
– تفتكر لسه بيحبها؟!
باسم بتهكم…
– أبوك والحب؟!….مظنش… الموضوع بس أنه متعودش علي إن اللي يعوذه ميخدوش..
بدر بضحك..
– اومال لو عرف بقي أن جوزها لسه عايش.
اقترب باسم من أخيه سريعاً، وأغلق فمه..
– أنت اتجننا يابدر، الحيطان ليها ودان.. واحنا وعدنا جدو الله يرحمه، منجبش سيره باللي حكاه لينا، ولا حتي بينا مع بعض..
بدر..أوبس خلاص، أهدي، بس بردو ..يااخي كرم دا داهيه ، ومراته طلعت متقلش عنه..؟
ازاي وهم الناس كلها بموته..وهو عايش ومتهني برا..لا والكل فاهم إن مراته عايشه علي ذكراه
– الله يرحمه جدو فواز سمعته مره بيعترف لجدك بدر بالحقيقه ، وأنه ساعد كرم يهرب..لأنه كان مظلوم..وكان هيروح في الرجلين لو مهربش، وخلاهم ينفذوا خطتهم..
أخوه، وإبن عمه، وطليقته كانوا شغالين معاه، وورطوا الشركه بتجارة الممنوعات، ولأن المالك ليها، كان هو إللي هيشيل الليله، وقتها كان كرم وفواز بينهم عشم كبير، وجدو فواز كان ليه رجل بالداخليه، وعرف أنهم بيراقبوا كرم ،وخلاص متأكدين من تورطه…وبالصدفة كان كرم شاف سهر ، وطلب من جدو فواز أنه يكلم أهلها عشان يتجوزها ، طليقته الحقد عماها لما عرفت، وملت دماغ أخوه، وإبن عمه، أنهم لازم يخلصوا من كرم.. قبل ما الفلاحه تضحك عليه..
كرم جه لجدك بعد ما سمعهم بالصدفه بيتفقوا عليه، وزاد وغطي أنه بقي مطلوب امنياً، مكنش قدامهم كتير…
فاقترح جدو عليه الهرب، وأنه ياخد سهر معاه، كتب كتابه علي سهر وهرب بهويه جديده ليه وليها، بعد ما حول كل فلوسه إللي عملها،برا مصر، وسابهم ينفذوا الخطه ، وبدل ما يمشوا علي خطتهم، مشاهم علي خطته هو، ووهمهم بموته بحادثة سياره..وخد سهر وخلع.. وطبعا كل ده بمساعدة جدو فواز..هنا، وهناك صديقه إللي كان زوج تيته أم أبوك..
– طب والشركه، والتهمه..؟
– خدها أخوه الدكتور مختار لأنه الوريث الوحيد، ومقدروش يثبتوا عليه حاجه، واتجوز بعدها طليقة كرم، وخلف تسنيم..
اللي ضحكت علي مختار بعد كده، وخدت الشركه منه، ورجع لمهنه الدكتور تاني، بعد ماسابته، وخلعت..
واتجوزت إبن عمه، وصفت الشركه وخرجوا برا مصر..
بدر بصدمه…إيه ده…معقول؟
باسم بتهكم..
– وأكتر..وما خفي كان أعظم..
– ازاي، تقصد ايه، تعرف إيه تاني؟
– أبداً، بس مسألتش نفسك ايه مصلحة جدو فواز من مساعدة كرم..؟
بدر بتهكم..
– هههه عشان واضحه..كرم هيجوز سهر، بالتالي مفيش عقبه قدامهم، وورث العيله ميخرجش بره..
والله ابوك اللي صعبان عليا في الحكايه دي كلها..
عايش عالاطلال..
باسم بتهكم…
– وانا ابوك بقي، مش صعبان عليا،عارف ليه؟
– ليه يافقيه.؟
– لأنه لو حبها فعلاً، كان حارب عشانها، مخذلهاش، وكسرها..
وبعدين حب إيه..دا إتجوز وخلف، بدل الواحده اتنين، لا والاختين…
– عندك حق..
بقولك ياباسم..
– تفتكر مين ممكن ، يعرف مكان سهر وجوزها الانصاري..عايشين فين؟
باسم ببرود..
– معرفش..
بدر بغيظ..
– أنت يااخي محدش يعرف ياخد منك منفعه، متفكر معايا..
باسم ببرود..
– انت عاوز تنتقم، وانا في الانتقام معرفكش..ابعد عني يابدر سيبني في حالي..والهم أللي الا أنا فيه..
بدر بغيظ..
-ماشي ياباسم، وبردو مش هسيبها هجيبها هجيبها..
باسم بلامبالاه..
– الله معك، بس خلي بالك وانت بتنتقم تقع علي جدور رقابتك..
بدر بحده..
– ملكش فيه..خليك في حالك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم ..
انتهي من الحديث مع والده ووقف يتأملها..
جميله..هادئه..لم يري بحياته أجمل منها..
زفر بهم، لا يعلم إلي أين، ستقوده خطواته معها.
مايحدث له بقربها، يحدث لأول مره..
أيعقل، أن قلبه اللعين خفق لها، أم أنها شهوه وقتيه..وسترحل بعد أن يحصل عليها..
رفعت عيونها الحزينه ونظرت له، وابتسمت له إبتسامه حزينه، كحالها..
التقت عيونهما، ولم تزيحها ككل مره بلا خجل ، وتخفضها…
ولاول مره ينظر لامراه بلا شهوه..
حثته قدميه علي السير ناحيتها..
ااه حارقه خرجها وهي تهمس باسمه..
فراس؟
الهذا الحد اسمه جميل..؟
اول مره يشعر بحلاوه اسمه..وكانه شاب مراهق يتصرف بلا عقل
خرجت الكلمه منه عفويه..
قلب فراس..
ولكنها لم تسمعها..لم يخرجها من بين شفتيه
وكأنه خائف..
زفر بحده وجلس بجانبها..
نعم ياجميله؟
صمتت ورأي الخوف بعينها من قربه..
فابتسم..
عليها وعلي خوفها..
طب ايه رايك نتعرف من اول وجديد..؟
جميله بتوتر. ازاي؟
فراس..يعني تفتحيلي قلبك..وتحكيلي؟
جميله بخوف..بس
فراس بحنان..مبسش..انا كمان نفسي احكيلك كل حاجه عني،تقبلي تسمعي حكايتي..؟
جميله بهدوء..ياريت..انا خايفه منك اوي.
فراس بصدمه من صراحتها..
خايفه مني؟
جميله بخجل هزت راسها..معرفكش…
فراس بحنان..طب تعرفي ان انا نفسي مش عارفني دلوقت…
جميله..ازاي؟
فراس بضحك مش عارف؟
بس سيبك انتي..
مد يده لها وبابتسامه..
ـ انا فراس عمران..صاحب الفندق اللي كنتي فيه.. ومجموعه فنادق في كل دول العالم..
رجل اعمال بس مبحبش قعده المكاتب والشركات..
عشان كده فري زي ماانتي شايفه..
تجربه جديده عليها وهي هشه ضعيفه وليست جريئه..
خجلت ومدت يدها له..فأحكم يده عليها
شعرت بدفئ يديه..واصبعه الاكبر تحرك ليتحسس ظاهر يدها بهدوء..
لمح توترها وخوفها..
ـ متخافيش..
تنهدت وقالت بابتسامه..
ـ وانا جميله الناظر
فراس بهدوء..تحبي تحكيلي الاول،ولا احكيلك انا؟
جميله..بتوتر طفله..مش عارفه؟
فراس بابتسامه لبراءتها..بس انا بقي
زهقان وعاوز احكي انا الاول.
ايه رايك تسمعيلي؟
جميله بهدوء..موافقه؟
لا يعلم لما يريد أن يخبرها قصته..لا يريد خداعها..يريدها ان تعلم عنه كافه شئ..
لطالما كان صفحه بيضاء امام الجميع..
لا يريدها ان تستمع عن افعاله من غيره..
بهدوء رجع براسه للخلف ودفع بالارجوحه للخلف وبدأ يحكي لها…
بعد نصف ساعه من الكلام..كانت تستمع له بعيون مصدومه..
جميله بصدمه..
انت زير نسا..
فراس بقهقه عليها…وعلي منظر وجهها..
ـ بالحلال..
جميله بصدمه..ومراتك راضيه وعارفه؟
فراس بكدب..لا هتعرف منين..متعرفش طبعا..
جميله بصدمه..بس انت كده بتخونها..
فراس بهدوء..سيبك مني.واحكيلي عنك انتي؟
جميله بخوف منه..انااا.
فراس بهدوء..احكي اللي حابه تحكيه..بس اعرفي ان كله كلمه هتقوليها هتفيدنا في اللي جاي..؟
بهدوء بدأت تسرد له…
مر الوقت ولم يشعرا به..
حتي انتصف الليل..وهو يغلي من الداخل لما حدث معها..يتوعده بالهلاك..
يقسم سيجعله يتوسل لها..
نظر لها كانت تغمض عيونها كطفله صغيره..
ابتسم وحملها علي ذراعيه..
صعد بها لغرفتها..ووضعها علي الفراش بهدوء..
اقترب من شفتيها ليقبلها..
ولكن عاد صوت ابيه ليرن باذنه..
ـ بس ياريت لما تلاقي اللي تخطفه تمشي صح مره واحده في حياتك..
ابتعد كالملسوع لا يعلم ما به..؟
مسح علي وجهه وغطاها وخرج مسرعا..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بفرنسا..
لينا..لينا..
ماذا مدام؟
نازلي بحده…خذي هذان المقرفان من هنا،صوتهم يزعجني،لا يصمتون ابدا
لينا بحزن علي الطفلان..الذان لم يصمتا منذ اتيا..يبكيان باستمرار
ينادون علي والدتهم..
لينا من اب مصري وام فرنسيه تعمل مربيه للاطفال..
جلبوها لتعتني بالطفلان..المذعوران..
قلبها يغلي من اجلهما..
رفعتهم لاحضانها…وياليتها تعلم مكان والدتهم وتقسم ستعيدهم لها..
نازلي بحده..ولم تعلم ان لينا تفهم العربيه..
ـ حاجه تقرف،فلاحين زي امهم..ولا اشوفلهم ملجأ ارميهم فيه
انا ناقصه قرف..
لينا..بصدمه نظرت لها..وبهمس..ملجأ؟
ربنا ينتقم منك ياشيخه..
لمحت والدهم..
نازلي..حبيبي جيت
حسام..اومال فين الولاد؟
نازلي بخبث..حبايبي حلوين وانا حبيتهم اوي ياحسام..
ومع لينا بيلعبو معاها
حسام بتنهيده..طيب كويس..
نازلي..مالك؟
حسام بتنهيده..مش عارف سألت علي جميله..محدش عارف راحت فين،مرجعتش البلد لسه؟
نازلي بحده..وتسأل ليه..مش خلصنا من الموضوع دا بقي؟
حسام بخوف منها..ابدا انا خايف بس تشتكينا
نازلي بمكر..لا متقدرش..واقفل بقي عالسيره دي..
نازلي بهمس..وان شاءالله تكون ماتت واستريحنا..اف
(نازلي ابنه رجل اعمال هارب تعرفت علي حسام وتزوجته بطلب من ابيها ليجعله وجهه لشركته ليدير شركته المشبوهه)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
صباحا..
افاقت علي سطل من الماء يسكب علي وجهها..
جوان بصدمه..عااااااااااا
فتحت عيونها بصدمه..
انتو مين؟
ياماما..انا فين؟
يونس بقهقه..دي الاصطباحه هنا ياشابه..؟
يامن بهدوء..تؤتؤ اخص عليك يايونس..خضتها..
جوان بصدمه.قامت مفزوعه تنظر حولها.
انا فين؟
وانتو مين؟
وخالتو فين؟
يونس بقهقه وخبث..مستنياكي في اوضتها..
جوان بصدمه..خرجت مسرعه لخالتها..
ـ يانهار اسود ومنيل انا انضحك عليا ولا ايه؟
خالتو..ياخالتو..
فتحت الباب بقوه ودخلت..
صدمت مما راته.. خالتها تنام بعمق علي صدر احدهم..
بوضع مخزي..
وضعت يدها علي اعينها..وصرخت
عاااااا..
اغلقت الباب مسرعه..
قابلها بوجهها يونس ويامن الذي افترشا الارض ضحكا عليها..
يونس..احسنلك تجي ورانا بسرعه عشان اللي جاي مش هيعجبك..
جوان بصدمه..يعني ايه؟
وانتو مين؟
يامن بلهفه..يالا بس بسرعه تعالي قبل ماابويا يصحي وهو اساسا مش طايقنا..
سهر بصدمه…ابوك..؟
انا مش فاهمه حاجه..
جذبها يونس من يدها مسرعا بعدما استمع لسباب والده..
يالا بسرعه..احيييه..
ــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
جوان بصدمه وهي تأكل شطيره الجبن بالحديقه..
ياخالتو ياقادره طول عمري مش مستريحه لمرواحك ومجيك..
يامن بغيظ..كل مره تقولي هاخدك وتضحك عليا وتنزل وتسيبني.
جوان بلامبالاه..هتنزل الامله يعني..هنا احسن..
يونس بخوف..طب نلم الليله بقي احسن ابو الكرم جاي وهيطين عيشتنا..
جوان بصدمه ابتلعت ريقها وخالتها تنظر لها بخبث..ربنا يستر..
يونس بهمس لها..متقوليش ان انا اللي قولتلك انها مستنياكي باوضتها..
ـ جوان بهمس..لا هقول.
ـ يونس بغيظ..فتانه..
جوان بضحك..اوووي
سهر بضحك..شايفه انكو اتعرفتو علي بعض اهو..واتساويتو كمان..
جوان بغيظ..ااه ولادك ملايكه ياخالتو..
كرم بقهقه…وبهمس اقترب منها..تصدقي فعلا شكلك..لسانها ماشاءالله
سهر بغيظ ..كرم..
ـ عيون كرم..
يامن بغيظ..الفقره الصباحيه بدأت..
كرم..ولد..احترم نفسك..
يامن بغيظ..سكتنا..
جوان بضحكه بلهاء..الله كنت حامله هم الوحده هنا..لقيت اللي يسليني..
سهر بضحك..قصدك لقيتي اللي يطاوعك في مصايبك..
يونس بلهفه..انا في الخدمه ياجوان..كان نفسي اتعرف عليكي من زمان بس ماما بقي كانت بتنزل وتسيبنا هنا..
يامن بحزن..وانا كمان..
كرم بتنهيده..ربنا يستر..
حاسس ان فضحيتنا هتكون علي ايديكم والله..
سهر بهمس له..بحبك..
كرم..ماتعقلي ياسهر بنت اختك ضيعت الاصطباحه..
سهر بقهقه..وانا مالي الله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان..
بفيلا الرشيد..
ليلا..
نسرين بصدمه..ايه اللي بتقوله دا ياعمران؟
ابني انا..يتجوز من الفلاحه دي؟
انت اتجننت اكيد.
كانت تنظر لما يحدث بذهول…
لم تدري مايحدث ولم يخبرها احد انه تم كتب كتابها الا منذ ساعات..
لم تري وجهه من بعد ماحدث الا منذ ساعات
اصر والدها ان ياخذها لبيته وياللعجب كان مرحبا بها.. لم يضربها ولم يعنفها
عاملها لاول مره بحياته كملكه وكابنه حقيقيه..
كانت متعجبه من ما يحدث..واهتمام والدها ووالدتها التي ابتاعت لها كم هائل من الثياب
التي لطالما حلمت بها..كانت تجهزها كعروس
ولم تفهم لما؟..ولكنها قالت لربما فاقت هي ووالدها.وعلما الحقيقه..
ولكنها علمت الان لما؟
باعوها..فوجأت بباسم ووالده آتيان لاصطحابها..
كان يود الحديث معها ولكن والدها..
لم يدع له الفرصه..
حتي بالسياره لم يتحدث باسم الا ببعض كلام..
واكتفت هي بالنظر للخارج تفكر فيما قالته والدتها لها..
ـ روحي مع جوزك يانيره..
الان اتضحت لها الرؤيه..
فاقت علي صوت عمران الحاد..
خد مراتك واطلع علي اوضتك ياباسم..
ارتعشت ونظرت لما حولها..
فتاتان ينظران لها بتهكم وغل..
واخري ترمقها بحده وتود ان تفتك بها..
انتشلها هو من دوامتها وهو يحكم يده علي يدها..
ـ يالا يانيره..
قاطعهم..صوت والدته..
يالا فين؟
هي زريبه..البيئه دي مش هتدخل بيتي لو علي جثتي..
قاطعها صوت باسم القوي..ماما..
ابتلعت ريقها..وهي تستمع لصوته القوي..
مراتي اسمها نيره..واللي يهينها كانه هني بالظبط..ولو مش هتحترميها..يبقي هاخدها وهمشي من هنا..
نسرين بصدمه..انت اتجننت ياباسم؟
لم يرد عليها..سحب نيره التي ترتعش يدها بين يديه وصعد مسرعا لغرفته..
اغلق الباب..واستدار لينظر لها..
صعق من منظر وجهها.. الشاحب وجسدها الذي يميل للخلف..
صرخ وهو يتلقفها بيديه..
ـــ نيره..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياايها القادم إرأف بحالي
استمع لاناتي وعذابي
طفله انا اقتلعوها..وبالغصب زوجوها
لا عدت اعلم من انا؟ ولا كيف سيصبح حالي؟
اسيأتي غد كريم علي..ام سارحل وتنتهي حياتي
ياظالمون تبا لكم.. سينتقم منكم الباري
بكل سجده سأدعي بقلب محترق
ان ينتقم منكم الباري
ياايها القادم ارأف بحالي..
اسما السيد
اصابك عشق
خاص لجروب ولنا بالخيال حياه
ممنوع النقل والاقتباس الا باذن الكاتبه وبعد انتهاء الحصري..
دمتم بخير..
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (سكر ناعم (رواية باسم ونيرة)) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.