رواية كارثة الحي الشعبي الفصل الثاني والسبعون 72 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل الثاني والسبعون

الفصل الثاني والسبعون

الفصل الثاني والسبعون

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل الثاني  والسبعون:

دخلت «وئام» المنزل بخطوات أشبه بالركض..لا تستجيب أو تبدي اهتمام بنداء شقيقتها والتي تركض خلفها وتحاول إلحاقها ومجاراتها في خطواتها……

صعدت الدرجات و وصلت إلى غرفتها والاخرى لاتزال خلفها…وقبل أن تغلق الباب كانت ثراء تعيق هذا الإغلاق….

ولجت واغلقت الباب من خلفها متابعة وئام التي طالعتها بعيناها المليئة بالدموع الحبيسة التي لم تحررهم بعد..ترجوها بنبرة على وشك الانهيار:

-ثراء سبيني دلوقتي..عشان خاطري..

هزت رأسها ترفض هذا…متقدمة منها جاذبة إياها إلى أحضانها:

-لا يا وئام….لا..مش هسيبك..

هنا واوصدت وئام جفونها…سامحة لدموعها بالهبوط وإغراق وجهها…مبادلة ثراء عناقها تشكو إليها:

-انا تعبت يا ثراء…تعبت…والله العظيم تعبت.. أنا آه غلط..بس كفاية…انا بني آدمة وبحس..

ابتلعت ثراء غصتها وربتت على ظهرها قائلة:

-هو كفاية فعلًا…عابد ميستهلكيش يا وئام..انسيه…وحافظي على الباقي من كرامتك…ومدتيهوش وش تاني….أنا حقيقي مش طيقاه…أنتِ متستاهليش المعاملة دي…مش عايز يصدق انك معملتيش حاجة..عنه ما صدق..في ستين داهية..أنتِ جميلة والف راجل وراجل يتمنوا بس بصة منك…….

اعتصرت وئام جفونها وردت عليها بذات النبرة المنهارة:

-بس أنا مش عايزة الالف راجل و راجل دول يا ثراء..انا مكنتش عايزة غيره…انا بحبه…بحبه أوي….وفي نفس الوقت تعبت من اللي بيعمله…ده بيكسرني…بيموتني…

-بعد الشر عليكي يا حبيبتي..لا عاش ولا كان اللي يكسرك ويموتك…هو بس..

قاطعتها وئام وهي تخرج من أحضانها تتابع بدلًا منها:

-هو بيحبني..بس انا وجعته..وهو دلوقتي بيوجعني اكتر…بيردلي القلم أضعاف…بس انا خلاص مش هقبل اني اقلل من نفسي اكتر من كدة وهدوس على قلبي…

رفعت اناملها ومسحت دموعها وتبدلت نبرتها لاخرى قوية، قائلة:

-انا هنساه ومش هفكر فيه تاني…انا وهو ملناش فرصة..هو مش هيصدق ولا هيسامح ويرجع.. وأنا مش هاجي على كرامتي اكتر من كدة…………..

*******************

انفرج باب الغرفة التي يرقد بها كلا من عابد وجابر…وطل «خالد» الذي علم من أشرف ما حدث معهم بجسده…وبجواره «وسام»…

سقط بصره على التوأمان وسرعان ما انطلقت ضحكاته العالية الذي لم يستطع كبحها ولم يتردد بإخراجهم………

متمتم من بينهم:

-ايه المنظر ده !!! انتوا متأكدين أنكم مضروبين بس…..

حدقة جابر بنظرات مستنكرة مجيبًا على استفساره:

-لا مقسومين مش مضروبين يا ظريف….

اختفت ضحكات خالد تزامنًا مع ترك الصغير ليده واقترابه من جابر……

وقف بجواره تمامًا ثم وقف على أطراف قدميه..كي يصل إلى جابر..وبعدما نجح ترك قبلة على وجنتيه مغمغم :

-مين اللي ضربك يا جابر..قولي عشان اضربه…

ابتسم له جابر بحب ورد عليه:

-لا يا حبيبي أنا محدش يقدر يضربني…انا اللي ضاربهم وقطعتهم…ميغركش انت الكام كدمة اللي في وشي دول..ولا عيني المقفلة..ده ولا حاجة جمب اللي حصلهم….

نظر إليه عابد وعقب بحنق:

-يا اخي بطل كدب بقى..بتكدب ليه انا مش فاهم ما وشك باين انك مضروب…وبعدين انت واطي اصلا…

هنا ونظر عابد نحو خالد يخبره بما فعله:

-عارف الاستاذ ده عمل إيه؟؟؟

وبفضول استفسر خالد:

-عمل إيه..

وقبل أن يجيب تدخل جابر مغمغم بتوتر:

-كل خير طبعا…ده انا قلعتلهم القميص و وقفت قدامهم بالفنلة..انت متخيل الجراءة والشجاعة اللي أنا كنت فيها…

حك خالد دقنه وهو يسخر منه:

-قلعت القميص و وقفت بالفنلة طب ومقلعتش البنطلون ليه و وقفت بالبوكسر بالمرة…..

كاد أن يرد عليه لولا حديث عابد:

-بلا جراءة بلا زفت..ده واطي ده كان عايزهم يمسكوا فيا ويسبوه……

صاح عليه بانفعال يبرر فعلته:

-الله !! اومال اسيبهم يموتوا فينا ونموت احنا الاتنين.. وبعدين ده كان كلام وخلاص لعل وعسى يصدقوني…وعلى فكرة لو كانوا سابوني مكنتش حلتهم..كنت نفخت أمهم…

خرج سؤال وسام موجهًا إلى أبيه:

-يعني ايه ينفخ أمهم يا بابا ؟!

سبق جابر خالد يوضح للصغير:

-يعني افضل انفخ فيهم زي ما بننفخ في البالونة…

سخر خالد منه وصاح ببسمة ماكرة:

-لا وانت نفختهم فعلا لحد ما فرقعوا في وشك اللي مبقاش باينله معالم ده….

انفعل جابر ونظر لوسام مغمغم:

-شايف ياض أبوك بيعمل معايا ايه؟؟ ده لو بيكرهني مش هيعمل كدة…

هز وسام راسه ينفى حديثه متمتم:

-بس هو مش بيكرهك…وبيحبك وانا كمان بحبك أوي..

اتسعت بسمة جابر وعقب:

-وانا بعشقك ياض والله… عارف لما اتجوز ثراء واخلف منها إن شاء الله كدة لو جتلي بنت حلال عليك وهجوزهالك وهتبقى عروستك..مش هسيبك تفلت من ايدي ده انت لُقطة..

تهلل وجه الصغير وقال بحماس:

-بجد يا جابر هتبقى عروستي..

رد عليه مازحًا ببسمة واسعة:

-عيب ياض جابر مبيرجعش في كلامه وبنتي اللي لسة مجتش ليك يعني ليك…..

صفق الصغير بيده وقال بحماس زائد:

-سامع يا بابي…بنت جابر عروستي ومش هتجوز غيرها..

ضحك عابد وقال يشاركهم مزحهم عله يشغل عقله بعيدًا عنها:

-عارف لو جاب بت ومتجوزتهاش وخلف وعده معاك هنفخهولك…

-لا جابر حبيبي هيجبلي عروستي صح يا جابر…

ابتسم له جابر ثم نظر لاخيه وخالد يهمس لهم:

-احييه ده شبط في الكلمة ده عبيط….

انتهى مطالعًا وسام يخبره ببسمة:

-وسام قوم قول لعابد حمدالله على السلامة..بس متقربش منه اوي لحسن يعديك وتبقى حلوف زيه…

ولج خليل بتلك اللحظة رفقة أشقائه الذين عادوا وجلبوا معهم ما اعددته دلال من حقيبة تحوي على ملابس لهم…كما قاموا بإدخال الطعام خلسة بمساعدة إحدى الممرضات…

رحب الشباب بـ خالد وانتهز جابر هذا ونادى على أشرف يحثه على الاقتراب منه…

تحرك أشرف وتقدم منه حتى بات بجواره تمامًا…اشار له جابر كي ينحني…فاستجاب على مضض واستمع لهمسه بالآتي:

-وئام جت وانتوا مش هنا واخوك زودها بغباء وطردها واتعامل معاها بقلة ادب وقلة ذوق وبكدة هو بيطفش البت بعمايله…

خطف أشرف نظرة نحو عابد المنشغل مع وسام ويتحدث معه مضيفًا على حديث جابر:

-انا مش فاهمه بصراحة حتى الحوار اللي عملناه عليه بتاع الواد اللي معجب بيها وبيحاول يقرب منها محطوش في دماغه…

نفى جابر براسه يعدل عليه:

-لا هو تلاقيه بيقاوح مع نفسه أنه مش همه ولا فارق معاه..احنا لازم نتقل العيار جامد اوي…

وبقلة حيلة ويأس قال أشرف:

-هنعمل ايه يعني..عندك حل؟؟

-عندي.. أخوك لازم يحس بالخطر ويشوف بعينه ان في واحد تاني ممكن ياخد منه وئام…

ضيق أشرف عيناه ولم يصل إليه مغزى كلماته فأردف:

-لا وضح عشان مش فاهم !!

وببسمة صغيرة هتف جابر:

-يعني هو سمع أن في واحد بيحاول يقرب من وئام بس مشافش بعينه…احنا بقى هنخليه يشوف بعينه..وهنشوف واحد يساعدنا في ده…

زحف الغضب إلى وجه أشرف مما يهرتل به أخيه متمتم من بين أسنانه بغيظ وغل:

-انت متخلف ياض..عايزنا نجيب واحد يقرب من مرات أخوك…

لكزه جابر متمتم بهمس شديد:

-بس متقولش مراته..دي طليقته..وبعدين هو احنا هنخليه يحب فيها؟؟؟ احنا هنخليه يساعدنا بس ونحسس اخوك بالخطر عشان يحس على دم اهله ويتحرك…

-لا…انت سامع..مش هنعمل كدة..ده اسمه تخلف وهبل..لما تبقى عايز تجيب واحد يقرب من مرات اخوك يبقى ده التخلف بعينه…

سرق جابر نظرة نحو عابد يطمئن من عدم متابعته لهم، مسترسل:

-لا هو التخلف اللي بحق هو اللي اخوك بيعمله واللي أنت بتقوله دلوقتي وانك مصمم انها مراته..بقولك طرد البت..انت مبتفهمش…

-هيتصالحوا اخوك بيحبها واكيد هيرجعلها هو بس محتاج وقت عشان يهدأ فيه….

ضحك جابر بتلك اللحظة بسخرية ولم يتردد بالتعقيب بسخرية وصوت عالي جاذبًا انظارهم إليه:

-موت يا حمار…..

انتبه الى نظراتهم المعلقة به فابعد حدقتاه و ثبتها على وسام الواقف على مقربة شديدة من عابد:

-ابعد يا وسام يا حبيبي شوية بدل ما تتعدي وتبقى من غير دم زيه ابعد…….

اشتعلت عين عابد وربت أشرف على صدره يخبره بتحذير:

-اهدا ها اهدا….

-ما انا هادي شايفني بشد في شعري؟

فارق نضال مكانه و وقف محل أشرف جوار جابر يهمس له بتشفي وهمس:

-انت مش متخيل أنا شمتان فيك ازاي يا كوكو…..

امتعض وجه جابر وزمجر به:

-غور ياض..غور يالا…ابعدوه عني عشان والله مش عايز امد ايدي عليه…

انتهى مطالعًا أخيه نضال مرة أخرى متمتم:

-وبعدين ايه الحول ده..انت مش طايقني أنا ليه…هو أنا اللي خدتك هناك وخليتك كدبت يا احول يا متخلف انت….

بادله نضال صراخه مغمغم بقوة:

-لا مش أنت بس أنت اللي بتستفزني وبتستغلني وبتبتزني ومكرهني في عيشتي….

صدح صوت خليل يهدأ من روعهم:

-صلوا على النبي يا جماعة في إيه !!!!

-عليه افضل الصلاة والسلام…

قالها جابر ثم أطلق زفيرًا طويلًا..وبعد لحظات فقط كان ينادي خالد ويدعوه للوقوف جواره…

تقدم خالد وقبل أن يتحدث جابر سار ببصره على الجميع يهمس لخالد:

-انا عايز منك خدمة…

-ايه هي؟؟

-عايزك تشوفلي واحد يخدمني خدمة صغيرة قد كدة…….

*****************

تتمدد «زينة» على فراشها شاعرة بالارهاق يغزو جسدها..وبحاجتها للنوم….لحظات وكادت أن تلج في سبات عميق..لولا رنين هاتفها الموضوع فوق رأسها على الوسادة..

تململت مصدرة أنينًا منزعجًا..ورفعت يدها ملتقطة الهاتف…ورأت اسمه يزين الشاشة…

أغمضت عينيها واجابت عليه مغمغمة:

-أيوة..

-نايمة ولا إيه؟

ردت عليه تسخر من كلماته:

-الساعة عشرة و ورايا بكرة شغل فـ أكيد نايمة ومش هقعد لدلوقتي..

اعتذر منها عن اتصاله متمتم:

-طيب معلش حقك عليا كملي نوم..

-كنت عايز حاجة؟!

لاحت شبه بسمة على وجهه يخبرها بحب ونبرة دافئة:

-انا قفلت المحل بدري انهاردة وقولت اروح وارغي معاكي شوية..

ومن جديد سخرت من كلماته:

-هو ده البدري بتاعك؟؟ على العموم أنا قولتلك اني بنام بدري..وانهاردة بذات مش قادرة تعبت انهاردة من الشغل..

رد عليها بحنو شديد وضيق من أجلها:

-لا الف سلامة عليكي.. لو تحبي تقعدي من الشغل واعملك مصروف كل اول شهر بنفس الراتب اللي بتأخديه انا معنديش مشكلة..وكدة كدة أنتِ هتسيبي الشغل بعد ما نتجوز ع

فتحت عينيها و هبت من نومتها مقاطعة إياه بدهشة ممزوجة بغضب طفيف:

-مين دي اللي هتسيب الشغل بعد الجواز !!!

استطرد ببساطة شديدة اثارت حنقها وجعلت حمرة الغضب تحتل وجهها:

-أنتِ !

-اه..لا الكلام ده مش هيحصل..وانا مش هسيب شغلي..انا مدرستش ولا تعبت السنين دي كلها وخدت الشهادة عشان اقعد في البيت..ولو مش موافق إحنا لسة على البر…

تملكه الحنق من اسلوبها وبصعوبة تمالك اعصابه ورد عليها بهدوء مفتعل:

-لا يا زينة موافق تشتغلي..انا بس عايز راحتك ومش عايزك تتعبي…أنتِ بكرة هتبقي مسؤولة عن بيت…وهيبقى صعب عليكي توفقي بين الاتنين بذات في الأول….

-لا مش صعب ومتقلقش ريح نفسك ولما احس اني مش عارفة اوفق بين الاتنين هقولك…

زفر مغمغم بذات الهدوء الزائف:

-تمام اللي تشوفيه..تصبحي على خير…

*******************

-ممكن أعرف أنتِ مبترديش عليا ليه..ومتغيرة معايا ليه من ساعة ما قولتلك اني بحبك؟؟ حتى اللي حصل مع جابر وعابد عرفتيه ومهنش عليكي تقوليلي..

تلفظ «خالد» بعصبية طفيفة ملقيًا كلماته على مسامع ابرار التي تتفاداه وتتعمد تجاهله وعدم الايجاب عليه منذ أن أعترف لها بمشاعره نحوها..مما جعلها تخجل وتتجنب الحديث معه والتلاقي به..

ردت عليه بتوتر بسيط:

-انا مش متغيرة يا خالد..وحوار جابر وعابد افتكرتك عرفت بيه..

استنكر ما تتفوه به وعقب:

-عارف ومروحتش ده اللي هو ازاي يعني ؟!! أنتِ مصدقة اللي أنتِ بتقوليه ده !

-أيوة وبعدين بتقولي مبترديش اومال مين اللي بتكلمك و ردت عليك دلوقتي؟

دفع جسده على الفراش..تزامنًا مع تغلغل يده بين خصلاته..مشددًا عليهم بغيظ….فهو لا يستطع فهم ما يدور بخلدها….وسبب أفعالها…

هدا من روعه وسألها بهدوء:

-طيب ممكن اعرف في ايه بجد..أنتِ مضايقة مني؟

ابتلعت ريقها وعجزت عن اخباره بحرجها وخجلها… وأنها لن تستطع النظر بعيناه بعد أن قالها صراحة…وقبل يدها بتلك العاطفة الجياشة…..

كذبت عليه وقالت:

-مفيش يا خالد ومش مضايقة ولا حاجة..انا بس متوترة شوية………هو أنا ممكن اطلب منك طلب ؟

-اكيد اطلبي.

اخذت نفسًا طويلًا ثم اخرجته قبل أن تخبره بتلك الكلمات:

-انا مش حبة نتجوز بعد ما البيت يجهز علطول…خلينا بعد ما اخلص امتحانات ونبقى مع اشرف و وعد و نضال وداليدا…ممكن؟؟؟

خيم صمت…لم يعقب على الفور…غاضبًا من اتخذها هذا القرار ورغبتها به…وهو الساذج الاحمق الذي يشتاق لتواجدها بجواره وبين أحضانه….

برز فكيه واجابها ببرود:

-ممكن طبعا اللي تشوفيه وتحبيه……

******************

اليوم التالي…ذهبت كلا من وعد ..وداليدا…إلى المستشفى للاطمئنان على عابد وجابر…و رؤية كلا واحدة منهما لحبيبها…

طرقت وعد على الباب فـ تناهى إليها صوت دلال وهي تأذن لها بالدخول..

-خش…

دخلت وعد بالفعل مبتسمة لدلال…ثم بحثت بعيناها عن أشرف مغمغمة بمرح:

-يارب يا ساتر…

بادلتها دلال بسمتها وقالت:

-تعالوا يا بنات…..عاملين ايه وتعبتوا نفسكم ليه بس..ما هم زي القرود اهو…

علق جابر على حديثها متمتم بمرح واعين مغلقة اثر تلك اللكمات:

-الله يكرمك ياما…

سقط بصر داليدا على نضال والذي دنا منها مبتسمًا لها بحب يهمس لها:

-ده ايه النور ده…المستشفى كلها نورت والله…

وببسمة خجولة ردت عليه:

-لا يا شيخ..

-اه والله..ده انا حاسس زي ما يكون النور كان قاطع وجه فجأة….قوليلي ايه الحلاوة دي؟؟

تحاشت النظر بعيناه ونظرت للمتسطحين على الفراش هاتفه:

-عاملين ايه دلوقتي؟ احسن ولا إيه ؟

رد عابد يؤكد بأنه بات أفضل:

-اه احسن..

حدقه جابر متمتم ببسمة:

-مسمهاش اه أحسن..اسمها الحمدلله…

هز عابد رأسه بضيق وسخط كما رمق نضال جابر بحنق مماثل لعابد….

وأثناء حدوث هذا دنا أشرف من وعد يهمس لها:

-مقولتيش ليه أنك جاية؟؟

عضت على شفتيها بحماس تخبره:

-قولت اعملهالك مفاجأة..ايه رأيك حلوة صح ؟؟

-طبعا..ده مفيش احلى من كدة…

انقطع حديثهم بسبب تلك الطرقات التي صاحبها فتح الباب ودخول أحدهم…

التفت نضال برأسه نحو القادم… وسرعان ما جحظت عيناه بصدمة…خوف…قلق لا مثيل له ولم ينجح باخفائه…

كذلك تبادل عابد وجابر النظرات ما أن سقط بصرهم على هؤلاء الزوار….والذين كانوا اصدقاء عابد وتعرف نضال عليهم في تلك المرة الذي خرج بها مع أخيه وتسببت في مشكلة بينه وبين زوجته وكذب عليها حينها….

ابتلع لعابه أثناء تقدمهم وحديثهم مع عابد..كما تلاقت عيناه مع تلك الفتاة التي اعجبت به وكانت تدعو جنة…تجاهلها كأنه لم يراها..ثم مال على أذن زوجته يهمس لها:

-خلينا نطلع من هنا الاوضة بقت زحمة…

وقبل أن تجيب باي شيء سواء كان الموافقة أو الاعتراض استمع لصوت جنة وهي تقف أمامه قائلة ببسمة واسعة:

-ازيك يا نضال…عامل إيه؟؟

كز على اسنانه بقوة يسب حاله.. وأخيه وكل شيء…

رمقت داليدا الفتاة الواقفة أمام زوجها بنظرة متفحصة..ثم نظرت إليه تترقب رده عليها….

لم يصمت أكثر كي لا يثير شكوكها:

-كويس.

ارتفع حاجبي داليدا من رده عليها…تزامنًا مع تساؤل ونظرات دلال المستنكرة لهيئة الفتيات:

-انتوا مين؟؟؟ مين دول ياض يا نضال…

ردت عليها جنة تخبرها بصدق وبسمة:

-احنا صحاب عابد..و محمد صاحبنا عرف امبارح من عابد اللي حصل معاه عشان كدة اتجمعنا وجينا نطمن عليه….

لوت دلال شفتيها وتابعت:

-ولما انتوا صحاب عابد تعرفي نضال منين…

كاد جابر أن يضرب على وجهه فكل شيء على وشك أن يفضح هامسًا لعابد:

-اعمل حاجة..اعمل حاجة……

أما نضال وعند تفكيره بأنه على وشك خسارتها قبض على ذراعيها بقوة يسحبها خلفه كي يفارقون الحجرة..لكنها آبت هذا….وحاولت ايقافه تزامنًا مع كلمات الفتاة الصريحة والتي سبقت تصرف عابد كي يوقفها ويجعلها تكف وتصمت عن الحديث:

-جه في مرة مع عابد واتعرفنا عليه وسهرنا كلنا سوا بس ساعتها مكنش طايقني مش عارفة عملتله إيه………………….

يتبع…

فاطمة محمد…

ترقبوا الفصل التاني اللي هينزل انهاردة بس متاخر سيكا.🙊❤️🫂

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق