رواية كارثة الحي الشعبي الفصل التاسع 9 – بقلم فاطمة محمد

رواية كارثة الحي الشعبي – الفصل التاسع

الفصل التاسع

الفصل التاسع

أنظر جيدًا.

كارثة الحي الشعبي.

فاطمة محمد.

الفصل التاسع:

أصوات عالية…متداخلة تأتي من داخل منزلهم….منزل عائلة الحلواني…

كان صاحبها “مروان” الذي ما أن ولجوا من باب المنزل حتى بدأ يهلل ويصيح…بل لم يكتفي بذلك وعاد يستلقي الأريكة وينتقل منها لاخرى لا يبالي بنظرات الفتيات المصدومة واللواتي يرون هذا الجنون الجديد من نوعه….

-هو حوار يا اخويا انت وهو…خلاص عزمونا عشان ابنهم قاموس اللغة العربية اللي مش عارف يكلم كلمتين اصلا وسافل ومترباش قل أدبه عليا…خلاص نشكرهم..ندعيلهم وشكرًا..بس ازاي لازم تشلوا مروان وتجلطوه…وتعلو عليهم…وبعدين افهم بتعزموهم ليه..هما وعندهم سبب..انتوا ليه؟؟؟؟!!!

ردت عليه “وعد” بسهولة:

-بيفرسوك يا ميرو..واضحة اوي…وبيتفقوا عليك اكمنك صغير و قمر يا قمر أنت….

تجعد وجهه غضبًا و وجه حديثه إليها:

-واد يا بت أنت متكلمش معايا عشان بتفوري دمي…وبعدين انتوا واقفين هنا بتعملوا إيه…اخفووووا من قدامي بدل ما ادور فيكم الضرب واطلع غلي فيكم…

تبادلوا الفتيات النظرات وصدمتهم في تزايد…حقًا لأول مرة يصل جنونه لهذا الحد….بينما كبح البقية ضحكاتهم..

وفجأة صرخ بهم من جديد عندما لم يجد أي رد فعل منهم سوى تبادل النظرات ثم الحملقة به من جديد…

خلع حذائه وهبط عن الأريكة راكضًا نحوهم مما جعل العشر فتيات يركضون من أمامه….

-أنتوا لسة هتنحواااا…كل واحدة على اوضتها يختي منك ليها….

بعد صعودهم هدأ قليلًا ثم اقترب من أيهم وإياس وردد أمام وجوههم بتحدي:

-العزومة دي مش هتحصل….

انتهى مقتربا من بسام و سليم وآدم ثم هتف مكررًا كلماته للمرة الثانية:

-العزومة دي مش هتحصل….

مالت رحمة وهمست على أذن شقيقتها مريم:

-لا ده اجنن خالص وبقى خطر..

تحرك خطوتان واقفًا أمام زوجاتهم فلمح رحمة وهى تهمس لاختها فصاح مترقبًا:

-بتقوليلها ايه ها؟؟؟ اتكلمي بصوت عالي…

قال الأخيرة بنبرة عالية فزعتهم فصرخت رحمة في وجهه مسببة هي تلك المرة فزعه:

-في ايه يا مروان ما براحة يا اخويا…

تحدث على الفور قائلًا للمرة الثالثة:

-العزومة د

قاطعته بسخرية وسخط:

-خلاص عرفنا أن العزومة دي مش هتحصل….اهمد بقى…صحتك يسطا خاف عليها بدل ما نلاقيك طبيت وانت واقف معانا كدة وتروح وانت لسة شباب…..

اتسعت عينيه وقال مترقبًا:

-أنتِ بتقري عليا…

-آه…بقر يا مروان….

تنهد “سليم” و صوب حديثه لمروان :

-أنت مكبر الموضوع ليه؟؟

-أنا مش مكبره هو كبير لوحده..ناس عزمتنا وخلاص بح..ايه لازمة نعزمهم تاني…ردوا عليا ايه اهمية العزومة دي؟؟؟؟؟؟؟

لم يجيبه أحد وتأفف الجميع بل ثوانِ وكانوا يتركونه برفقة زوجته التي كانت آخر من يرحل صاعدة غرفتها…

فصاح بصدمة:

-حتى أنتِ كمان يا علياء…!!!!!!!!

****************

يقف كلا من “عابد” و “جابر” أمام إحدى الغرف المتواجدة بالطابق العلوي يتشاجران عليها…راغبًا كل منهم في الحصول عليها…

وضع “جابر” يديه على مقبض الباب متمتم بتحدي:

-شوف مش هتاخدها ولو على رقبتي وبعدين حاجتي اتحطت فيها خلاص شوفلك غيرها…

صرخ “عابد” عليه مردد:

-حاجتك مين يا معفن…هي الكيسة السودة دي بقت حاجة…وبعدين الله يرحم زمان لما كنت بتشحت مني الهدوم وساعات تلبسهم من ورايا…

رد “جابر” غير عابئ بصرخاته عليه:

-اديك قولت زمان قول لزمان ارجع يا زمان….وبعدين انت نسيت نفسك ولا ايه…انا أخوك الكبير يا حيوان…عيب كدة..عيب…

انتهى صافعًا اياه بخفة على عنقه…

غامت عين الآخر وارتفعت نبرته وزادت حدتها:

-ولما امد ايدي عليك دلوقتي هيبقى كويس…ما تلم نفسك يا جابر… ومحدش هياخدها غيري..وحاجتك دي هرميهالك وهحط هدومي وحاجتي…

-ده انا اللي هحط عليك…و

جاء الجميع على أصواتهم العالية وشجارهم ذلك…

تساءل “سلطان” بحاجبين معقودين:

-في إيه؟؟؟؟؟

تبادل عابد وجابر النظرات ثم هتف جابر بنبرة هادئة لا تمت لسابقتها بصلة:

-مفيش يا حاج…

ثم عاد يحملق بعابد مغمغم:

-تيجي نلعب ملك وكتابة…ونشوف مين اللي هياخدها..

وافق عابد على مضض..بينما ابتسم نضال بمكر وتابع مثل الجميع ما يفعلون..

بحث جابر بجيب بنطاله عن قطعة نقدية دائرية وهتف متسائلًا أثناء بحثه:

-ملك ولا كتابة..

رد عابد بترقب:

-ملك..

اماء له جابر وعلق ببسمة جانبية:

-وانا كتابة بما أني مُدرس عربي قد الدنيا….

عقد حاجبيه وتحرك مقتربًا من أشرف متسائلًا:

-معاك جنيه مدور…

-جنيه مدور!! كلامك بيبهرني بصراحة…خد جنيه مدور…

أخذه منه فاقترب عابد هو الآخر فصدح صوت “دلال” تلك المرة :

-أنتوا بتهببوا إيه…حتى هنا بتتخانقوا…

اقترب منها نضال وهمس لها:

-سبيهم هياخدوا على دماغهم دلوقتي…

-ازاي يا ولا يا نضال….

اقترب بذات اللحظة خليل وأشرف فتحدث خليل بخفوت:

-نضال هي مش دي الاوضة اللي انت خدتها وشلت منها حاجة جابر….

اماء له نضال مؤكدًا…ارتفع حاجبي دلال وتابعت ما سيحدث بتسلية…

قذف جابر العملة المعدنية بالهواء ثم سقطت على يده واضعًا كف يده العلوي عليها على الفور…

اتسعت بسمته وقال بانتصار وكأنه متيقن من فوزه وظفره بالحجرة:

-استعد للخسارة…عشان تتعلم متخشش قدام جابر في حاجة ياض.

انتهى نازعًا يديه فوجدها كتابة وقد صدق حدسه بالفوز…

قفز عاليًا وصرخة مدوية تخرج من فوه كأنه يشاهد إحدى المباريات….

صك “عابد” على أسنانه غيظًا…بينما انتهى الآخر من القفز وبدأ بالرقص ويديه تتحرك بعشوائية محمسًا ذاته قائلًا….

-مبرووك عليك يا واد يا جابر…

هنا ورمقه “نضال” بنظرة ساخرة ثم خطى نحو الغرفة ..

فتح بابها فانتبه له جابر وتوقف عن الرقص….

وقبل أن يتقدم منه كان يغلق الباب في وجهه محكمًا إغلاقه من الداخل..

-معلش بقى أصل عيني منها….وحاجتك حطتهالك في الاوضة اللي على شمالك….

مط جابر شفتاه آسفًا ثم علق بحسرة:

-ضربت الودع ملقتش اخ جدع…يا خسارة قعدتي معاك في اوضة واحدة استفوخس عليك..عيل ندل بصحيح….

***************

يجلس “جابر” على الأريكة بحجرة الصالون المزدحمة ببعض الأغراض التي لم يضعوها بأمكانها بعد..

حوله الكثير والكثير من الأطعمة التي تبقت من تلك العزومة…وتسالي…ومشروبات غازية…وطبيعية….

يشاهد إحدى الأفلام الأجنبية بتركيز تام…

انتشل صحن يحوي على صدر دجاجة وبدأ التهامها دون أن يزحزح عينه من أعلى الشاشة…

وفجأة توقف عن مضغ الطعام بفمه الممتلئ…مترقبًا تلك القبلة التي على وشك الحدوث…

تململ في جلسته أعلى الأريكة وترك الصحن أعلى الطاولة مشجعًا بصوت عالي دون أن يشعر بارتفاعه:

-أنت لسة هتنح…بوسها يالا…بوسها ياض….يخربيتك…

اتسعت عيناه وتهلل وجه عندما وجد البطل يقترب من البطلة أمامه مطوقًا خصرها وعلى وشك تقبيلها فصاح:

-أيوة كدة يا بأف…اخيرًا…ده انت عيل ملزق…. يلا…يلا…يلا…

قالها بلهفة شديدة غافلًا عن حضور سلطان ودلال بعدما تناهى لهم كلماته الوقحة التي لا تمت للاحترام بصلة..

وبحركة مفاجأة اخرجته من اندماجه ذلك اغلق والده التلفاز….

ابتسم “جابر” بسمة لم تصل عيناه مترقبًا تعنيف سلطان إليه:

-عيل مهزق..اقسم بالله عيل مهزق..وعايز تتربى من جديد…

تحدث “جابر” والطعام لا يزال بفمه:

-بابا لو سمحت اوعي تفهمني غلط… أنا.

قاطعه “سلطان” وهو يلتهم المسافة المتبقية بينهم متمتم:

-أنت معندكش دم لما تتفرج على القرف ده..وتدخل الشيطان بيتنا..واحنا لسة بنقول يا هادي…

ابتلع ما بفوه اخيرا معقبًا:

-شيطان ايه يا بابا دي بوسة…

توحشت تعابير سلطان من استهزاء ابنه بتلك الفعلة… فقال بعدم تصديق:

-وأنت شايف انها حاجة صغيرة لما تتفرج على القرف ده…اللي انت مستقل بيها دي ممكن تجرك لحاجة اكبر..وساعتها هتغضب ربنا….

صمت يلتقط أنفاسه متابعًا وقع كلماته على أذن ابنه ثم تابع بهدوء محاولًا ردعه عن مشاهدة تلك المشاهد التي لن يجني من خلفها سوء ذنوب:

-ربنا سبحانه وتعالى قال “يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فأنه يأمر بالفحشاء والمنكر” صدق الله العظيم..

المشاهد دي فتنة ممكن بدل ما تضيع وقتك عليها تصلي وتستغفر ربنا..اعمل لاخرتك يا بني..تقدر تقولي هتعمل ايه لو مت وانت بتتفرج على الكلام ده!!!

هتقابل ربنا ازاي قولي؟ هتبقى مبسوط لما تموت على معصية؟

هتفت “دلال” معلقة بهدوء وهي تقترب مربته على كتفيه:

-اعصابك يا حاج…هو خلاص مش هيشوف أفلام فيها الكلام الفاضي ده تاني…

-ده مش كلام فاضي يا ام اشرف ده ذنب كبير هو مش قده…قوم يا بني قوم ربنا يهديك..اتوضى وصلي واستغفر ربنا…ولو شيطانك وزك استغفر ربنا وقوم صلي ركعتين وخليك اقوى منه…

أطرق “جابر” رأسه وأردف معتذرًا من والده:

-أنا آسف يا بابا…

-متتأسفليش…اتأسف لربنا واطلب عفوه يا بني…ربنا يهديك…

**************

جلس “سلطان”على طرف الفراش زافرًا بصوت مسموع…

جاورته “دلال” في جلسته ثم مالت برأسها مستندة على ذراعيه مردفة بكلمات بسيطة كان الغرض منها التهوين عليه:

-متزعلش يا حاج…بكرة ربنا يهديه..ويعقل…هو بس حماس الشباب واخده…

ابتسم باستهزاء ثم أخفض بصره يطالعها متمتم بعدم تصديق:

-طب هو حماس الشباب واخده واتفرج على افلام مهببة زي دي…أنتِ بقى بتكدبي ليه؟؟؟

لا وبتكدبي عيني عينك… قدامي…وعلى ناس منعرفهومش…طب مفكرتيش منظرك ايه قدامهم لو عرفوا انك كدابة..مش مكسوفة على سنك يا ام أشرف…

ابتلعت لعابها بتوتر وربكة طفيفة…واعتدلت برأسها محاولة تغيير مجرى الحديث:

-وماله سني بقى يا حاج..لـ

كادت تسترسل تلك التفاهات والترهات كمحاولة منها كي تجعله ينسى ما فعلته من كذب…لكن محاولتها كانت فاشلة… حيث قام بمقاطعتها متمتم وهو ينهض من جاورها:

-بلاش الحركات دي…أنا مش عيل صغير..ولا أنتِ صغيرة…واحمدي ربنا أني مكسفتكيش قدام الناس… وادعي أن محدش يعرف بكدبك…عشان شكلك مش هيبقى حلو قدامهم نهائي…

تركها واتجه لدورة المياه المرافقة بالحجرة..مغلقًا الباب بهدوء من خلفه…فتحدثت بخفوت:

-وهما هيعرفوا منين يعني…وبعدين دي كدبة بيضا عشان أجمل شكل العيال وشكلنا قدامهم…دول شكلهم ناس تنكة وبيهتموا بالمناظر…ولازم منبنش أقل منهم… اه احنا مش اقل من حد…

صمتت ثوانِ وهي تعصر ذهنها مستشعرة بأن هناك شيء ناقص…

حكت جبينها وسرعان ما اتسعت عيناها وصاحت بفزع:

-يا مصيبتك يا دلال ازاي نسيتي تكلمي نجلاء…تليفوني فين؟؟؟

نهضت على الفور تبحث عن هاتفها وسرعان ما آتت به وخرجت من الغرفة كي تهاتف شقيقتها…

ردت عليها بعد لحظات…فنطقت على الفور:

-اخص عليكي يا نجلاء…بقى عشان أنا متصلتش انتِ متتصليش….

ضحكت نجلاء وبررت عدم مهاتفتها قائلة:

-مش عايزة اعطلك عارفة انك اكيد مشغولة..وكنت متأكدة انك لما هتفضي هتكلميني…قوليلي عملتوا إيه؟

-عزلنا انهاردة من البيت القديم…وكان نفسي تشوفي اختك وهي بتدي الجزمة بنت الجزمة على دماغها…كانت واقفة قدامي ولا الفأر المبلول…متتخيليش كنت مبسوطة ازاي يا نجلاء…اصل اللي يجي على ابني ميكسبش ابدًا….

-تستاهل اكيد زينه ندمانة دلوقتي…

عقبت “دلال” بشماته:

-تأكل زفت…المهم مش اتعرفنا على جيرنا الجداد…بس ايه ناس شيك اوي يا نجلاء يا اختشي…وريحتهم فايحة كدة..وخدي التقيلة بقى عندهم عشر بنات….ربنا يحميهم ويحفظهم يارب….واكتر بت عجبتني فيهم البت اللي اسمها وعد لما حكتلي أن في حرامي دخل بيتهم وهي مسكته…بت اه بس بميت راجل….ربنا يحميها…

***************

صرخة مدوية خرجت من فوه “وعد” جذبت تاليا وفجر إلى حجرتها….

انفرج الباب ودخل الإثنان…فوجدوها تتأوه من قدميها بعدما وقعت إحدى درف الخزانة..وكادت تتصادم بوجهها لولا إلحاقها لها متمسكة بها لتقع على أطراف أصابعها…

رددت فجر بقلق وهي تقترب منها :

-في ايه يا وعد….

-صوابعي…مش قادرة….يخربيت كدة..جيت اقفل ضرفة الدولاب اتخلعت في أيدي معرفش إزاي..!!!

ردت تاليا شقيقتها الصغرى:

-هتلاقيكي اتعافيتي عليها ما أنا عرفاكي…

-شوفي اللي معندهاش نقطة دم انا في ايه وهي في ايه..غوري يا بت…

لكزتها “تاليا” معقبة:

-غوره تشيلك…ما تلمي لسانك ده…

-لما تبقي تلمي ايدك أنتِ الاول…

حركت “فجر” رأسها بعدم تصديق من شجارها مع تاليا في ذلك الوقت تحديدًا فقالت مدهوشة:

-يخربيتك حتى وأنتِ تعبانة لسانك متبري منك…

ردت “وعد” معللة:

-انا مش تعبانة انا مخبوطة وفي صوابع رجلي مش في لساني الحمدلله….

تنهدت “فجر” بيأس فقالت وعد وهي تتجه نحو الفراش كي تجلس عليه ولاتزال تشعر بألم باطراف قدميها:

-صحيح عارفين أشرف ابن أم أشرف جارتنا؟

قطبت فجر حاجبيها وتساءلت:

-ابنها الكبير ماله؟؟

قلدت “تاليا” فجر وقطبت حاجبيها واعادت تكرار السؤال:

-ابنها الكبير ماله…

-لا ما أنا أمي مش مخلفة بغبغان..

وسبوني اقول اللي الكلمتين اللي في زوري….

انتهت مبتلعة ريقها ثم قالت:

-أنا شكة أنه هو ده الحرامي اللي حاول يسرقنا قبل كدة…قولولي ليه…

كادت فجر تجيب عليها وتكذب حديثها….فهو ثري ومن المؤكد بأنه ليس هو…فأي لص يسرق لاحتياجه للنقود أما هو فلا يحتاجها….

لم تعطيها وعد فرصتها وقالت على الفور وهي تجوب بالغرفة بتفكير مولية إياهم ظهرها:

-العيون هي هي…الاسم هو هو…ومن ساعة ما شافني وهو متوتر…وساعة لما جبت سيرة الحرامي قدام الكل اتوتر و وشه جاب ألوان وقعد يكح…والأهم بقى أن نبرة صوته شبه نبرة صوت الحرامي…اينعم انا مش فاكرة صوته اوي…بس حساه هو…و

التفتت مع قول الأخيرة تحدق بالأثنان…لكنها لم تجد أحد…فقد غادروا تاركين اياها تتحدث مع نفسها…لا يصدقون حديثها ويظنوها قد جنت….

نظرت للباب المفتوح بصدمة ثم قالت:

-أنتوا بتمشوا وتسبوني وانا بحلل…طب بكرة اثبتلكم أنه أشرف ابن أم أشرف جارنا هو اشف الحرامي الاهبل…

*************

-الكداب…قال بيكرهني قال..وفكرني هصدقه زي ما صدقته في حوار اخوه واهله…ولا أمه الكدابة…قال ده عابد عنده صالون تجميل من سنتين….انا عرفت هو كداب لمين…

قلبت “ثراء” عيناها ضجرًا بعدما قصت عليها وئام ما حدث بينها وبين عابد:

-كداب لنفسه..صادق لنفسه…يهمك في ايه..وشاغلة نفسك بيه ليه…

ارتفع حاجبي “وئام” مستنكرة ما تفوهت به “ثراء” مشيرة على ذاتها:

-أنا شاغلة نفسي بيه..أنتِ اتجننتي هشغل نفسي بيه ليه…انا بس مبحبش حد يكدب عليا…

ضحكت الأخرى معبرة عن سخريتها من حديثها وعدم تصديقها إليها قائلة:

-لا فعلا معاكي حق..أنتِ مش شاغلة نفسك بيه…انا اللي شاغلة نفسي…ومن ساعة ما طلعنا الاوضة وانا مليش سيرة غيره…اقولك على حاجة…

ردت وئام بضيق طفولي:

-قولي…

-أنتِ حمارة…وكبيرة كمان…اللي تلاقي واحد يحبها بالشكل ده وتضيعه بغبائها تبقى هبلة..

اختفى ضيق “وئام” تدريجيًا ثم حمحمت بخفوت متمتمة بهدوء :

-وأنتِ عرفتي منين أنه بيحبني، مش يمكن كان بيكدب عليا؟؟؟

-منين!!!!! أنتِ لسة بتسألي…بس صحيح أنتِ مبتشوفيش غير اللي أنتِ عايزة تشوفيه…تفاهتك وغبائك عمينك عن عيونه اللي بتبصلك كانك اول واخر واحدة تدخل قلبه…حمقته وهو بيكلم معاكي كأنه بيقولك ليه عملتي معايا كدة…ليه جرحتيني…ليه محبتنيش زي ما حبيتك….

عم صمت مريب بالغرفة لمعت خلالها أعين ثراء بالدموع ثم هتفت بنبرة مكتومة :

-ياريت مؤنس يحبني نص حب عابد ليكي….بس هي الدنيا كدة محدش بيقدر النعمة اللي في ايده…و وقت ما بيعرف قيمتها بتكون ضاعت منه…وباللي بتعمليه ده هضيعي قلب حبك بجد..وصدقيني مش هيبقى هو الخسران…هتبقى أنتِ الخسرانه يا وئام وهترجعي تقولي ياريت اللي جرا ما كان…..

***************

أغلقت “نجلاء” مع شقيقتها شاردة بحديث اختها حول العشر فتيات…

وضعت الهاتف على الطاولة أمامها…ثم التقطت عيناها ابنتها التي تقبع أمامها تتابع إحدى المسلسلات التركية المترجمة فصرخت بها:

-خليكي أنتِ كدة يا خايبة تتفرجيلي على المسلسلات اللي كلت دماغك دي…و ولاد خالتك الخمسة يضيعوا مننا….

ردت عليها “أسماء” دون أن تحرك بصرها عن الشاشة:

-يضيعوا مننا إزاي..

اغتاظت “نجلاء” من برود ابنتها فالتقطت جهاز التحكم الخاص بالتلفاز واغلقته معلقة بغيظ من ابنتها غير عابئة بتذمرها من فعلتها:

-يا بت ركزي معايا الله يكرمك…ولاد خالتك دلوقتي مبقوش زي الاول…الزهر لعب معاهم والفلوس بقت تجري في ايدهم..خالتك لسة بتقولي أن جيرانهم عندهم عشر بنات…يعني فرصتك هتقل يا موكوسة..

-فرصة إيه ؟؟ مش فاهمة!!!

اغمضت عيناها لبرهة تهدأ روعها ثم إجابتها بهدوء وابتسامة مزيفة:

-فرصة انك تجوزي واحد منهم…لازم تلحقي حد فيهم عشان ابقى مطمنة عليكي..ومتحرميش نفسك من حاجة..وبعدين أنتِ اولى بابن خالتك من اي واحدة فيهم…

ارتفع حاجبي اسماء بعدما أدركت نوايا والدتها:

-آه فهمت…أنتِ عايزاني اوقع واحد فيهم صح كدة؟؟

-صح توقعيه وتخليه يحبك وميبقاش شايف غيرك…واكتر واحد مناسب هو أشرف عشان لسة جرحه جديد وأنتِ بقى اللي هداويه..وتلميله الجرح…هي زينه احسن منك ولا ايه…

رفضت “أسماء” اقتراحها ثم قالت:

-لا أشرف هيصدني…ده كان بيعشق زينة..وهيبقى صعب شوفيلي غيره…

صمتت نجلاء تفكر قليلًا ثم اتسعت عيناها سعادة بعدما وجدتها:

-لقيتها مفيش غيره….

سألت “اسماء” بلهفة :

-مين…مين…عابد ولا نضال ولا خليل…

ردت والدتها بفرحة:

-لا يا موكوسة جابر….

-نــــــــــعم..!!!!!!! جابر النسوانجي الاهبل..

رددتها اسماء وهي تنهض من جلستها…فجذبتها نجلاء مجبرة إياها على الجلوس:

-لا يختي جابر نسوانجي آه بس مش اهبل…وبعدين هو أسهل واحد فيهم عشان عينه زايغه وتقدري توقيعه بسهولة….

أوشكت اسماء على البكاء مرددة:

-لا يا ماما انا بنتك متعمليش فيا كدة اقولك عابد حلو خلينا في عابد….

رفضت “نجلاء” وأصرت على اختيارها متمتمة بتصميم:

-لا هو جابر يعني جابر…..

**************

في الصباح الباكر…

خرج “خليل” بعدما غسل وجهه و أبدل ملابسه وردد أذكار الصباح…

اوصد باب حجرته الجديدة..وتحرك عدة خطوات…ثم توقف عن الحركة عندما رأى “جابر” يخرج من غرفته متسللًا..يسير على أطراف قدميه…

وقعت عينه على “خليل” الذي يراقبه فسارع برفع إصبعه أمام فمه يحثه على الصمت وعدم الحديث…

انصاع له خليل دون فهم شيء….

بدأ جابر بالحركة من جديد حتى توقفت قدماه عن الإقدام عن اي خطوة قبالة غرفة نضال…ذلك اللص بنظره والذي سلبه حجرته الواسعة….

رفع يده وحاول فتح الباب بهدوء لكنه لم يفتح معه…أعتصر جفونه وسب شقيقه في سره…

تقدم منه خليل وقال بخفوت:

-في إيه؟؟؟

رد جابر بهمس مماثل:

-الحيوان قافل على نفسه..بس على مين ده انا صاحيله بدري…انا هوريه ازاي ياخد مني الاوضة الحرامي ده….

-جابر بلاش جنان.. ابوك على اخره منك…وبعدين هو احنا موطين صوتنا ليه؟؟؟

قال الأخيرة بنبرة عالية مقارنة بسابقتها…وضع جابر يده على فمه يمنعه من الحديث هامسًا له:

-اسكت الله يخليك…لازم اربيه…هو قافل الباب هحاول أدخله من بره….

ثم تركه وخرج للحديقه..حدق بالشرفة الخاصة بالغرفة فوجدها من الصعب تسلقها والدخول إلى الغرفة من خلالها…

تأفف وعصر ذهنه حتى تذكر أمر مفاتيح الغرف الاحتياطية…. فأسرع جالبًا إياهم..فها هو مخططه على وشك النجاح…

بعد دقائق…

فتح باب الحجرة فتحة صغيرة تسع رأسه فقط…يتأكد من نومه…وما أن تأكد حتى فتح الباب بشكل جيد وعبر من خلاله موصدًا الباب من خلفه ثم اقترب من فراش أخيه…

تأمله بعبث أثناء نومه على ظهره متمتم بخفوت:

-يا حبيبي ملاك نايم يا ناس….انا هوريك…

اخذ نفسًا عميقًا حبسه داخل صدره ثم زفره وهو ينحني بجسده نحو أذنه:

-يالهووووووي….حـــريـــقــــة….البيت بيولع….يا ختاااااااي وهنولع معاه……قوم يا نضال….قووووووم.

انتفض نضال بعدما استيقظ من نومه مفزوعًا….وقف أعلى الفراش وهو يناظر جابر الذي اعتدل بوقفته ورسم الذعر مهللًا:

-البيت بيولع ياض….

صاح نضال وهو يلتفت حوله ويكاد يخرج من الغرفة لا يستوعب بعد بأنه يسخر منه:

-ايه بيولع طيب يلا نفلت بجلدنا….امك اكيد دعت للبيت…..م

فجأة توقف عندما وجده انخرط في نوبة من الضحك…..وتمدد على الفراش سعيدًا بما فعله:

-همووت….ايه الضحك ده يا جدع….

ادرك “نضال” للتو ما يحدث…عض على شفته السفلية قبل أن يصرخ بهدر:

-تصدق أنك عيل….ايه يا عم الشغل ده على الصبح….في حد يفزع حد كدة….الله يحرقك…

اماء له جابر محاولًا التوقف عن الضحك:

-أنا يا زميكس….وتستاهل عشان خدت مني الاوضة الشرحة البرحة دي… وبعدين لو كنت سبتك كنت هتقضيها نوم وانا عايز انزل اعمل شوبينج زي الناس الأغنية….

جاء دور نضال وابتسم على كلمة أخيه (شوبينج) وردد ساخرًا:

-الله يرحم….جابر المعفن عايز يعمل شوبينج….

-ومعملش ليه يعني…انا عايز اشوبينج نفسي…ومفيش غيرك هينزل معايا..يلا يا نجم…عايز أعجب المزة….

انزوى ما بين حاجبي نضال قائلا:

-مزة مين؟؟

تنهد جابر بحالمية متذكرًا نعومتها بالحديث:

-المزة بتاعة في حاجة يا بابي…مش فاكر اسمها بس فاكر شكلها…

-يا راجل طب بركة انك فاكر شكلها غور يا جابر مش ناقص شلل…

اعترض جابر متمسكًا به:

-وربنا ما يحصل..هتنزل معايا يعني هتنزل معايا….

***************

بالأسفل..

نهض “خالد” مبتسم الوجه مردد باحترام:

-فهمت حضرتك…يومين و بأذن الله هتلاقيني بقول لحضرتك اني لقيتك المكان المناسب…

منحه”سلطان” بسمة بشوشة مغمغم بشكر:

-عارف اني بتعبك معايا يا ابني ب

قاطعه “خالد” عن إتمامها قائلًا بضيق طفيف:

-مفيش تعب والله حضرتك تؤمرني…عن إذن حضرتك همشي دلوقتي و

تلك المرة قاطعه “سلطان”معترضًا:

-تمشي ده إيه؟ أنت هتقعد تفطر معانا..ده انا مجرجرك على ملأ وشك…واكيد مفطرتش…

جاء “صوت” جابر من خلفه بعدما ترك نضال يبدل ملابسه مردد:

-جرا ايه يا متر..يا وش السعد أنت..مزعل ابويا ليه… وبعدين انا عايزك في مشوار كدة ساعتين….

اكفهر وجه سلطان وعلق:

-مشوار ده ايه ؟

-هعمل شوبينج يا دادي وعايزه معايا اكمنه شيك فعايز ابقى شيك زيه…

صدح صوت دلال من خلفهم :

-ايه شوب دي يا ولا…

كاد يجيب ويصحح لها…فاسرعت بالمتابعة متحدثة:

-الفطار اتحط على السفرة يا حاج…أشرف وخليل ساعدوني…ومعرفش عابد ونضال صحيوا ولا بيهببوا ايه…ورانا حاجات كدة عايزين ننجزها قبل ما نروح للناس….

ابتسم لها جابر وهتف:

-هروح اشوفهم واناديهم اسبقوني انتوا….

ذهب خالد رفقة البقية لطاولة الطعام ملقيًا تحية الصباح على أشرف وخليل…بينما بحث جابر عن عابد حتى وجده وهبط نضال وجلسوا بأكملهم حول المائدة وبدأوا بتناول الإفطار…وكل منهم بفكر مختلف عن الآخر…فـ نضال قد تذكر على الفور تلك الفتاة صاحبة النظرات القاتلة عاهدًا على ذاته أن يدرك سببهم اليوم… أما عابد فكان في حالة يرثى لها بسبب قلبه الذي يهيم بها ويتلهف لرؤيتها اليوم….بينما كان يفكر أشرف بحل لا يدري أيذهب برفقتهم ام يتحجج بأي شيء ويبتعد عن تلك الفتاة…

لكن مهلًا إذا غاب اليوم سيجعلها تظن بأنه هو وسيزيد من شكوكها نحوه…لذا سيحضر لا محال….

بعد الانتهاء غادر الخمس شباب رفقة خالد مقسمين ذاتهم على سيارتين حيث صعد جابر ونضال رفقة خالد بينما استقل أشرف وخليل رفقة عابد….

دقائق وكانوا يقفون أمام إحدى المولات التجارية….

هبطوا من السيارة و ولجوا المول وذهبوا تجاه إحدى المتاجر الذي يقتني منها خالد ملابسه…مشيرًا نحوه هاتفًا:

-المحل ده حاجته كلها تجنن …ومتعود اشتري منه…

استقبلتهم فتاة في مقتبل العشرينات مرحبة بهم ببسمة صغيرة…مرددة باحترام:

-اهلا بحضراتكم نورتوا…

رد “جابر” أولًا وهو يحك خصلاته وعيناه تشع غزلًا مبتعدًا عنهم خطوة واحدة:

-ده منور بيكي أنتِ يا قمر….

تنحنح “خالد” بخفوت وعلى الفور نظر نحو اشقاء جابر..فلم يتوقع ما فعله…فقام أشرف بجذبه من ذراعيه يعيده لجوارهم…مخاطبًا إياه:

-يلا شوف ايه اللي يعجبك عشان تاخده البروفا تقيسه…

بدأ الخمس شباب بالتحرك وأنتقى كل منهم ما يعجبه …كذلك فعل خالد واستغل مجيئه معهم كي يشتري بعض الملابس الجديدة….

وبتلك الأثناء انتهز جابر انشغالهم باكملهم واقترب من الفتاة من جديد وبين يداه إحدى القمصان ..

-بقولك إيه القميص ده مفيش منه ميديم….

-لا طبعا اكيد فيه..ثوانِ حضرتك..

تحركت معه وبدأت بالبحث عما طلبه…واثناء انهماكها بالبحث هتف جابر مازحًا معها:

-بقولك ايه هو الورد اللي على القميص ده بيتسقي ؟!

قطبت حاجبيها وابتسمت بسمة صفراء له…غافلة عن نظرات معشوقها والذي يعمل معها بذات المتجر….وانتبه لما يفعله جابر…

وجدت له طلبه ومنحته إياه فابتسم لها باتساع وهتف بخفوت تزامنًا مع اقتراب الشاب الآخر الذي أوشك على الانفجار من وقاحة الآخر:

-بقولك إيه ما تساعديني وجزاكي الله كل خير…

ضيقت الفتاة عيناها بعدم فهم ثم قالت بدهشة:

-اساعد حضرتك ازاي…

رد بوقاحة:

-في قفل الزراير.. أصلي مبعرفش اقفلهم…بس بعرف ح

تناهت كلماته للشاب فلم يتحمل والتهم المسافة المتبقية بينهم التهامًا هاجمًا على جابر ممسكًا إياه من ملابسه مردد بشراسة وغيرة:

-تصدق انك مش محترم….

نظر جابر ليده ورد بفظاظه وصوت عالي:

-اه ما أنا عارف…نزل ايدك يا اخويا بدل ما توحشك….

هرول باقي العاملين والعاملات بالمتجر من حولهم وكذلك خالد واشقاء جابر الذين اتقنوا انه قد فعل فضيحة….

-أنت واحد مش محترم…وهتغور من هنا…يلا…

رد جابر ساخرًا وهو يدفعه بصدره:

-هو محل اهلك واحنا منعرفش ولا إيه؟

بعد لحظات من المشاحنات وتدخل الجميع كان العاملين من رجال بالمتجر يدفعون به وبأخواته وخالد معهم للخارج عائدين لعملهم…

فصرخ جابر بصوت عالي ونبرة مثيرة للضحك:

-انتوا بتطردونا انتوا متعرفوش انا ابن مين…انا هوريكم يا شوية جرابيع….

طالعه البقية في بادلهم نظراتهم وفجأة صدحت ضحكاتهم عاليًا…وردد خالد:

-شكرا يا جابر المحل اللي بشتري منه لبسي بقالي كذا سنة انطردت منه طردة الكلاب..

علق نضال ساخرًا بعدما توقف عن الضحك:

-ياريتها كلاب…دي طرده قطط اه والله وكله من سفالته..

بينما غضب جابر وهتف بضيق:

-يا خسارة عيني كانت طالعة على القميص ابو ورد…

اقترب عابد من جابر وطوق عنقه بغيظ مغمغم:

-أنت قولتلها ايه لكل ده…

حرك كتفيه ببراءة مزيفة وقال:

-مقولتش..وحياتك عندي ما قولت حاجة..كل اللي قولته الورد اللي في القميص ده بيتسقي ولا لا…ولا انتوا عايزني اخد القميص على عمايا..مش ابقى مأمن نفسي….افرضوا الورد دبل القميص يبوظ؟؟؟

ابتسم أشرف وقال بشك وعدم تصديق:

-بس كدة…طردونا والخناقة دي كلها عشان كدة…

-لا ما أنا صوابعي وجعاني…فقولتلها تيجي تقفلي الزراير بس…!!!

*************

يقفون بالمطبخ يعدون الطعام من أجل هؤلاء الضيوف القادمون اليوم…وسيقضون بقية اليوم برفقتهم…

ولج سليم المطبخ يرى ما يفعلون وسرعان ما نظرت إليه وعد وهتفت وهي لا تزال تقطع البصل:

-سليم روحي نادي بابا خليه يجي يشوف بنته وهي واقفة في المطبخ…خليه يفرح بيا…

ضحك سليم ورد :

-حاضر هناديه…

علقت ثراء بسعادة:

-وانا يا سولي نادي بابي خليه يفرح بيا ويشوفني وانا بقور الكوسة..

عقبت رحمة بتذمر:

-لا…مروان في المطبخ لا…مش ناقصين روشة…

ولج مروان بتلك اللحظة مردد:

-سمعتك ها..واحذري مني عشان رجعت احطك في دماغي تاني…

هنا وانتبه لوعد التي تهبط دموعها من عيناها:

-بتعيطي ليه يا موكوسة….

-معلش قدري كدة…انا فتاة قد ابكاها البصل….

رمقها بغيظ معتاد وقبل أن يغادر ظل يثرثر ببعض الكلمات الغير مفهومة والتي تعبر عن غضبه من مجئ تلك العائلة….

وما أن خرج هو وسليم حتى صاحت علياء:

-صحيح نسيت اقولكم محدش فيكم يجيب سيرة لمروان عن اللي قولتهولكم الصبح….

جذبت انتباه الفتيات وتحديدًا وعد…فتابعت روفان نافية:

-لا طبعا هو احنا اتجننا..وبعدين هنقوله ايه..هنقوله أن الست كدابة وأن ابنها عابد ده كان شغال عندك في البيوتي ولسة سايبه من كام يوم بس…

هنا وعقبت وئام ساخرة والتي كانت تساعدهم هي الأخرى:

-عيلة كدابة…كانوا فاكرين أنهم هيخبوا علينا..وان كدبتهم مش هتبان…

تركت وعد ما تفعله والتفت إلى وئام مرددة بفضول و شك على وشك أن يصبح يقين تام..

-يعني إيه كان شغال في البيوتي بتاع أمك..يعني هما مش أغنية من زمان؟؟؟؟؟؟

ردت ثراء وهي تضحك بنعومة:

-لا..ده عابد ده أنا شوفته بعيوني في البيوتي ولولا أني شوفته مكنتش صدقتهم…وكنت فضلت مصدقة انطي دلال…

تنهدت وئام قائلة:

-هموت واعرف ايه اللي شقلب حالهم كدة….

اتسعت عين وعد وهتفت بظفر بينها وبين ذاتها تحت نظرات فجر وتاليا اللتان علموا ما تفكر به مدركين صدقها للتو:

-آه يا ابن الكلب يا أشف……..

يتبع.

فاطمة محمد.

قولولي توقعاتكم ايه للفصل الجاي

وياترى

وعد هتعمل ايه في أشرف…قصدي أشف 😂😂😂❤️

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية كارثة الحي الشعبي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق