رواية طوفان الدرة الفصل الثامن والأربعون 48 والأخير – بقلم سعاد سلامة

رواية طوفان الدرة – الفصل الثامن والأربعون 48 والأخير

مساءً
رغم غصات قلب وجدان لفقدان وليد… لكن إنشرح صدرها حين دلف طوفان الى المنزل بصُحبة درة وكريمان كذالك باسل…

بحثت درة بعينيها سرعان ما شعرت بعودة الروح لها حين رأت جود تأتي بـ نوح… رغم وهنها لكن جذبته منها حملته تضمه لصدرها تستنشق عبقه بسعادة، حتى نوح إستكان معها ولم يتذمر بل رفع يديه الصغير يعانق وجهها بلمسات طفولية… قبلت يدية وضمته…
كادت كريمان تأخذه منها قائلة:
هاتي نوح..
عشان صحتك لازم ترتاحي عالسرير كمان جهاز التنفس لازم يتعلق تاني، مش عشان اتنفستي شوية يبقى خلاص.

تمسكت درة بصغيرها قائلة:
أنا بخير يا ماما… سيبي نوح معايا.

تبسمت كريمان بحنان وتركت لها نوح رغم ان درة واهنه لكن حمل صغيرها بالتأكيد ليس بالثقيل عليها.

……. ……. ـــــــــــ
بعد وقت
دلف طوفان الى الغرفة… تبسم حين وجد درة مُستقيظه تبدوا متذمرة من أنبوب التنفس الموضوع بأنفها تحاول إزاحته، تبسم وتسأل:
أمال فين طنط كاريمان… وبتشيلى جهاز الاوكسجين ليه.

أجابته درة:
انا بتنفس كويس من غير جهاز الاوكسجين ومش محتاجه له، بيضيق خُلقي وماما
خدت نوح ونزلت تحضر له الراضعه…قولت لها تسيبه معايا على ما تحضرها بس هي خدته خايفه عليه مني كأني عدوي وهعديه.

ضحك طوفان، اغتاظت درة لكن تحدث طوفان:
درة آخر وصية عمي مختار قالي… بلاش حد يعرف إن حسام هو اللى ضربني بالرصاص هو مكنش يقصد.

اومأت درة راسها بتفهم تشعر بغصة قائلة:
فعلًا كفاية مش لازم حد تاني يعرف، أوقات حاجات بتحصل الأفضل تكون أسرار مخفية.

تبسم طوفان وجلس جوار درة على الفراش قائلًا بمرح:
واضح إن الكام يوم اللى قضيتهم فى المستشفى كبروا عقلك… أو يمكن تأثير الغيبوبة.

تنهدت درة قائلة بنبرة تحمل مزيجًا من الدلال والضيق:
اللي يسمعك يقول مكنتش عاوزني أفوق، يمكن نفسك تتجوز التالتة وأنا أ…

لم تُكمل جملتها، قاطعها بابتسامة خافتة وهو يميل نحوها، يُحيط وجهها بيديه برفق، ثم ضم شفتيها بين شفتيه في قبلة دافئة سرقتهما من أنفاسهما معًا…
ترك شفتيها ببطء، وأسند جبينه فوق جبينها، يتنفس من أنفاسها المضطربة، وكأن الحياة عادت إلى جسده بعد غيابٍ ساعات.. مازال
ذلك المشهد الذي لا يفارقه منذ ساعاتٍ وهي تتنفس بصعوبة حتى إنقطاع أنفاسه شعر كأنه فقد الروح بداخله مازال ذلك يُطارده، مدى الرعبٍ الذي شعر به وقتها… كلما تذكر أن ضياعها كان ممكنًا…
مرّر أصابعه على وجنتيها بلطف، قائلًا بصوت شبه مبحوح متأثرًا :
كنتِ هتضيعيني يا دُرّة… كنتِ هتسيبيني أعيش نصي التاني ناقص.

نظرت له بعينين مُرتبكتين، همست بصوتٍ واهن وبدلال تعمدت :
بس انت السبب… كل اللي بيحصلي بسببك أنت.

ضحك بخفوت، ضحكة تُخفي وجعًا وتُعلن راحة، ثم تحدث وهو يلمس كفها:
يبقى كملي حياتك وأنا السبب فيها برضه… المرة دي مش هسيبك.

عادت تلمع عينيها بعدما كادت تنطفئ تبسمت لكن ، العناد يلوح في نظراتها، لكنه اختفى سريعًا حين رفع يدها وقبلها ببطء كأنما يُبايعها على عمرٍ جديد.
همس بعدها وهو يُحيط وجهها بيديه:
نامي دلوقتي يا حبيبتي… أنا هنا، ومش هتروحي من حضني تاني.

استسلمت درة لدفء صوته، أغمضت عينيها وهي تشعر بأنفاسه القريبة تُداعب وجنتها، وكأن العالم كله قد توقف بهما عند تلك اللحظة.

تمدد لجوارها مد ذراعه يحيطها بهدوء، جذبها نحوه برفق حتى استقرت فوق صدره، تسمع دقات قلبه المتسارعة كأنها تعزف هديرًا عذب… نجاةٍ بعد خوفٍ طويل.

همس وهو يُمسد فوق رأسها يبوح بصدق :
كنت فاكر إني قوي يا درة… بس لما شوفتك بتتوجعي، اكتشفت إنك أقوى نقطة ضعف بالنسبة لى.

ابتسمت بخفوت، لم تفتح عينيها، فقط تمتمت بصوتٍ خافت:
مش يمكن الضعف ساعات بيكون أجمل من القوة… لما يكون سببه حب حقيقي.

ساد الصمت بعدها، لا يُسمع سوى أنفاسهما تتناغم في سكونٍ دافئ، كأن الليل نفسه ألقى بثقله عليهما ليحرس لحظتهما الهشة.
مرّت أناملها على صدره ببطء، ثم قالت بملامح هادئة:
عارف… لو الزمن يرجع من تاني كنت هرجع أختارك إنت يا طوفان،أنا منستش حبك لحظة حتى فى عز ما كنت مخدوعة ومصدقة كذب حسام … كنت بعذب نفسي ببُعدي عنك، وأتمني قُربك… أنا بحب حنانك، وبعشق أبقي فى حضنك… لما بعدت عنك كنت حاسة إني ضعيفة هشة… لما كنت فى الهنجر مكنتش خايفة كنت متأكدة إنك هتلاقيني،حتى لو كنت موتت كنت هموت فى حضنك… خليني فى حضنك دايمًا

ضمّها أكثر إليه، وتحدث بنبرة امتزج فيها الحنان بالعزم:
بلاش سيرة الموت كفاية يا درة، أنا عمري ما كنت بعيد عنك حتى فى عز عذابي كان جوايا يقين إنك …هترجعيلي، حتى لو اتأخرتي، كنت واثق إن بيني وبينك نهر جارف مستحيل يغرقنا… يمكن الفيضان هاج شوية بس ما قدرش يغرقنا… سحبنا معاه لبر تاني خِصب.

وضع وجهها بين كفيه، نظر في عينيها نظرة طويلة، مازالت ملامحها الطفولية الذي عشقها تسكن فى قلبه وتحدث بهدوء خافت:
راحة قلبي هي إنتِ، كلك، بتعبك وضحكك ودموعك… حتى عنادك.. وتسرُعك.

تنهدت درة وابتسمت بخفوت، وهمست:
طوفان… أنا بستمد قوتي منك… كنت ببصلك من بعيد وأقول لنفسي هو دا الأمان، حتى لو وجعني.

مرر أصابعه بين خصلات شعرها، وتحدث بنغمة تشبه وعد:
خلاص يا درة، الوجع انتهى… أنا وإنتِ مش هنفترق تاني، لا خوف، ولا حسام، وأنسي أي غلطة قديمة فرقت بينا… مش هتبعدي عن حضني تاني، وده بالأمر مفيش قدامك إختيار غير… طوفان

هزت رأسها بإيماءة صغيرة، وإبتسمت عينيها تلمع بدموع امتنان، قبل أن تهمس:
وعد

ابتسم وهو يطبع قبلة حنونه فوق جبينها:
وعد… على عمر جديد، نبدأه من هنا… من حضني.

ساد الصمت مجددًا، لكن هذه المرة كان صمتًا مطمئنًا، كأن العالم كله تلخص في تلك اللحظة، وترك لهما مساحة صغيرة يتنفسان فيها الحياة كما أرادا دائمًا.
بين ذراعيه، نامت درة أخيرًا يعود لقلبها السلام، بينما ظل طوفان ينظر لملامح وجهها النائم، يبتسم،أخيرًا هدأ طوفان قلبه وعاد لمأواه… يضم درته الغالية التي كانت يومًا إعصاره، واليوم هي ملاذه.

❈-❈-❈
بعد مرور عام
صباحً
محل متوسط به بضع ماكينات للخياطة وماكينة خاصة بصناعة السجاد
مشروع صغير لكنه بالنسبه لـ زينة
مشروع العُمر التى تمنته… ها هو الحلم بدأ يتحقق بعد فترة وجيزة من زواجها، إنتهيا من تجهيز ذلك المشغل الصغير المملوك لهما بداية صغيرة لكنها كبيرة لهما…

إبتسمت زينه وهي ترا والدتها تحمل مبخرة بها بخور تقرأ آيات قرآنية تجلب البركة وهي سعيدة للغاية…..لا شيء سينغص عليها فرحتها تلك… حتى رؤيتها لـ مرعي الذي تم بُتر إحد ساقيه واصبح يستعين بعكاز طبي يساعدة على السير…رغم قسوته القديمة لم تفرط به لا هي ولا بنتيها…وجعله ذلك يشعر بالندم على جحوده القديم…لكن ذلك الحادث كان عقاب اليقظة…
حين إهتموا به ولم يتذمروا من عجزه شعر كم كان قاسيًا وذلك العقاب الالهي قليل علي أفعالة السابقة
قابلوا جحودة وانانيته بالمحبة والعطاء… وبداية جديدة بلا جشع فا هو نهاية جشعه يعيش على عطف من حوله.

❈-❈-❈
فى منزل طوفان بالظهيرة

دلف طوفان الى غرفته هو درة يتأفف… تبسمت درة تعلم سبب ذلك الضيق، إقتربت منه قائلة:
طوفان أنا جهزت لك البدلة اللى هتحضر بها الزفاف بكره، كمان الجلابية البيضا والعباية اللى هتحضر بها إشهار كتب الكتاب فى الجامع بعد صلاة العصر …عندك عالسرير..اهي خلاص العصر قرب يأذن يادوب على ما تاخد دُش يريح أعصابك.

نظر لها طوفان بغضب طفولي قائلًا بعصبية واضحة:
ومين قالك إني متعصب أساسًا.

تبسمت وهي تقترب منه رفعت يديها حول عُنقه تتمايل برأسها بدلال قائلة:
عارف أنا نفسي الحمل المرة دي يكون بنت عشان تنشغل بها وتخف شوية عن جود وحاتم… حرام عليك كده كتير يا طوفان ده لو واحد غيره كان زهق من أفعالك معاه.. قولت له عاوز شبكة وعفش جديد وجابهم فرح تاني ووافق و جود مطوعاك بدون إعتراض يعني اتحمل كتير كفايه بقى.

زفر طوفان نفسه بضجر قائلًا:
لاء مش كفايه…أنا أساسًا مش موافق عالجوازة دي لغاية النهاردة… حاتم ده غبي…وجود أختي رقيقة وهادية وتستحق أحسن منه.

ضحكت درة قائلة:
بس جود عاوزه حاتم يا طوفان وكفايه بقي تعسّف منك،حتى حاتم لو كان له مساوئ فإفتكر له لما كنت أنا ونوح بخطر مفكرش وإدخل وهو مش معاه سلاح حتي، طوفان بلاش عِناد يا حبيبي، كمان خلاص كتب كتابة على جود، يعني مراته وهو بس عشان يرضيك وافق على الفرح فى قاعة… يعني يا حبيبي كفاية وهدي أعصابك… كمان راعي إني حامل وعصبيتك دي بتوترني.

زفر طوفان نفسه بإستسلام قائلًا:
تمام هحاول أتقبله.

ضحكت درة وهي تهز رأسها بخفة، ثم رفعت يدها تلامس وجنته بحنو قائلة:
أهو كده بقى الكلام اللي يطمن… أنا مش طالبة منك غير تبين لـ جود إنك راضي، ماينفعش تروح اشهار كتب الكتاب بوش عابس كأنك داخل مهمة مش مناسبة كتب كتاب أختك الوحيدة.

ابتسم طوفان ابتسامة باهتة وهو ينظر للأرض قائلًا:
خلاص هحاول، بس ما تلومينيش لو خرجت عن شعورى … لو الغبي ده زعل جود مرة تانيه هـ…

قاطعته درة ورفعت جسدها قبلته… إستقبل قُبلتها بترحيب، وترغيب وهو يجذبها يلصقها بجسده يتوغل بقبلاته ولمساته، لكن درة وعت على الوقت دفعته بخفه وهي تلهث قائله:
طوفان كفاية… لازم تجهز عشان كتب الكتاب الوقت يا حبيبي

تذمر طوفان بغضب
ضحكت درة ضحكة خافتة وهي تضع يدها على بطنها:
استحمل يا حبيبي، انا كده أخاف ربنا يرزقنا ببنت تتحكم في حياتها قوي كده.

نظر لها طوفان نظرة امتزج فيها الحنان بالضيق، ثم قال بنبرة خافتة:
بنت هو لسه عرفنا نوع الجنين، ومعتقدش إنها بنت.

ردت بخفة ظل:
إحساسي بيقولى إنها بنت وإحساسي ما بيغلطش… وبعدين لو طلعت ولد هيتعلم منك العناد أكتر من اللازم.

اقترب منها، وضع يده على كتفها برفق قائلًا بصوت أكثر دفئًا:
لو طلعت بنت… مش هخلي حد يقرب منها ولا يزعلها… حتى لو كان ابنك يا درة.

ابتسمت درة بحنو وهمست وهي تنظر في عينيه:
وأنا عارفة يا طوفان… إنك بتخاف على كل اللي بتحبهم، بس ساعات خوفك بيخنق.

لم يُجب، اكتفى بأن جذبها نحوه برفق يحتضنها، وكأن صمته كان وعدًا بالهدوء… ولو مؤقتًا.
………******…….

بالمسجد. كان عقد قران
القي الشيخ عرفة كلمة إفتتاحية بسيطة،ثم شاور لـ طوفان وحاتم الذى لبى الإشارة وذهب نحوه سريعًا بينما طوفان تباطئ فى خطواته
أخفي الشيخ عرفة بسمته…
جلس الإثنين جواره، ابتسم لهما، كذالك هما لكن عبس طوفان حين تلاقت نظرته مع حاتم الذي يبتلع تحكُمات طوفان برغبة فى بداية جديدة مع جود التي فوضت الامر كله لـ طوفان وتحكُماته رغم عقد قرانهم لكن يعلم أن إعتراض واحد منه كفيل بإنهاء زواجهم قبل عودتهم مرة أخري…
تفوه الشيخ عرفة:
حطوا إيديكم فى إيدين بعض.

مد حاتم يده سريعًا… بينما طوفان تباطئ بمد يده، كما انه حين صافح حاتم ضغط عليها بقوة… بينما بدأ الشيخ عرفة بإشهار عقد القران الى أن إنتهي، سحب طوفان يده سريعًا يُصافح الشيخ عرفه وبعض المُهنئن… تعمد تجاهل حاتم، لكن غصبً تبادل معه المصافحة ونظرات توعد أنه لمجرد هفوة لن يجد الا تحكُمات وتعسُفات طوفان

❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بمنزل عزمي
عام مضي
لم يمضي بسهولة لا يوجد به شئ له قيمة سوا عودة ريان مُعافى من الإدمان الذي كاد يُهلكه لكن إرادة طوفان وتشجيعه له كان الدافع القوي الذي جعله يقاوم و …ويبدأ صفحة جديدة من حياته…
كان البيت الذي شهد الليالي الباكية ، يبدو الآن أكثر هدوءًا، وكأن الجدران نفسها تنفست الصعداء بعد عامٍ من العواصف…
لكن رغم التحسن الظاهر، ما زالت هناك نظرة حائرة في عيني ريان، كأنه يسأل نفسه:
هل الغفران ممكن… وهل يمكنه فعلًا نسيان ما فعله بنفسه… كان يسير نحو هاوية ساحقة، ربما كان لحق بـ وليد الى القبر أو كان سبقه الى الإجرام، لكن دخول طوفان بالوقت المناسب بدل مصير كان سهل أن يسحبه…
طوفان كان طوق النجاة والزائر الوخيد الذي كان يذهب له بين الحين والآخر، يزور كأخٍ أكبر… ساعده على النجاة…. لا كلمات كثيرة بينهما، فقط نظرات تفهم أكثر مما تُقال، وابتسامة صامتة كلما رأى فيه خطوة جديدة نحو التعافي… تعافي وعاد بشخصية أخرى
أكتر إتزانًا ومسؤولية، إنتهي من مرحلة التمرُد لمجرد الوجاهه… أصبح شابً ولابد أن يتحمل مسؤولية، ليس فقط مسؤولية نفسه بل مسؤولية والديه وبالأخص والدته التى أصبحت بلا عقل تقريبًا.

دلف الى غرفة والدته التى تعيش هي ووالده بنفس المنزل، لكن كل منهما له غرفة خاصة وليس له شآن بالآخر… جالت عيناه بالغرفه لم يجدها… ذهب نحو حمام الغرفة طرق قليلًا لم ياتيه رد شعر بريبة فتح الباب تفاجئ بعدم وجودها
نزل الى اسفل سريعًا ينادي على إحد الخادمات بصوت جهور، لكن قبل أن يسألها تنهد بإرتياح حين وجد سامية تدلف من باب المنزل وبيدها بعض ثمار الليمون وتوجهت نحوه قائلة:
جبت اللمون من الجنينة، وليد بيحب يشرب الليمون الصبح… على ما يصحي تكون الخدامة عصرته…

أخذت الخادمة الليمون منها… حذرتها سامية:
أعصريه وصفيه كويس وخلي بالك من القشر بيمرر طعمه.

اومأت لها بتفهم، بينما
غص قلب ريان حين نظر الى تلك الخدوش التى بيدي سامية،أخذها وصعد الى الاعلى وهو يحاول مجراتها حسب حديثها حسب قدرة عقلها،ذهب الى غرفتها آتى بحقيبة الإسعافات بدا يضمد تلك الخدوش وهي تبتسم له وهي تحكي عن وليد كانه مازال حيًا
ودموعها تسيل،كذالك هو سالت دموعه…نزلت دمعة منه فوق يد سامية توقفت عن الحديث ونظرت له بحنان وهي ترفع يدها تمسح دمعته قائلة:
بتعيط ليه…إنت مفكر إني مش بحبك أنا بحبك…خلاص مش هحكي عن وليد طالما بيزعلك.

غص قلبه بقوة وجذبها يحضنها،حضنته هي الاخري تربت على ظهره بحنان، يجعل قلبه يآن من الألم… من كانت صاحبة عقل واعي أصبحت بلا عقل تقريبًا… يخشي لو غابت عنه يخشي خروجها من باب المنزل الى الحديقة، فقدان عقلها قد يتسبب فى توهانها… هنالك خادمة تعتني بها خصيصًا…
بئس ذلك الشعور، لكن هو لن يتخاذل عن تلك المسؤولية أبدًا.

بعد وقت قليل أعطي لها العلاج الخاص بها، جعلها تنام كالعادة

ذهب نحو غرفة المكتب… وجد عزمي يجلس يقوم بمراجعة بعض الاعمال… ألقي عليه الصباح… جلسا قليلًا فى أثناء ذاك صدح هاتف عزمي، جذبه نظر للشاشة قائلًا بإستغراب:
ده رقم مش متسجل عندي… هرد أشوف مين.

بالفعل قام بالرد سُرعان ما سأمت ملامحه حين قال له الآخر:
أنا مأمور السجن اللى فيه زوجة حضرتك للآسف، حصل خناقة بينها وبين سجينة تانيه وإتطور بينهم وللآسف الإتنين ماتوا… بتصل عليك عشان تستلم جثة…

قاطعه عزمي بنبرة غيظ:
واضح إن حضرتك متعرفش إني طلقتها من مدة، فالبتالي علاقتي بها إنتهت… تقدر تشوف حد تاني من أهلها يستلم الجثة.

قال ذلك واغلق الهاتف ألقاه أمامه بغيظ وهو يشعر بالغضب والكُره… ظل صامتً للحظات يزفر نفسه بقوة وغضب، لاحظ ريان ذلك فسأله:
فى إيه يا بابا… ومين اللى كان بيكلمك.. وجثة مين.

نظر له عزمي بعصبية قائلًا:
موضوع إنتهي خلاص ومالوش لازمة مكالمة بالغلط… ممكن تسيبني لوحدي.

-بابا…

قاطعه عزمي بحسم:
ريان سيبني لوحدي بقولك.

استسلم ريان وغادر بينما عزمي يتنفس بغضب يشعر بعجز، ليته كان يستيطع السير كان ذهب مُسرعً الى تلك الحقيرة التى نالت جزاء خِستها… هي السبب أنه أصبح قعيد… ليس ذلك فقط بل كانت السبب فى فقدان إبنه الأكبر الذي مازال جرح فقدانه مفتوحًا ويعصف بقلبه… نالت ما كانت تسحق… أن تموت وسط مجرمات لا تختلف عنهن… وهو الآخر نال ما يستحق فقدان وليد الذي والس عليه والندم يغزوه ليته ترك العدالة هي من تُعاقبه ربما تبدل مصيره… لكن هو لم يفعل ذلك لمصلحة وليد بل كان لمصلحته، فهو ذو شأن كيف يكون لديه إبن مجرم… كذالك هو كان شريك بإفساد وليد… والعذاب الذي يعيشه يستحقه.

❈-❈-❈
بمنزل طوفان
كانت درة تُعد بعض الأغراض استعدادًا للـ الزفاف دلف طوفان يزفر نفسه… ضحكت درة ولم تحاول الحديث حتى لا يتعصب… جذبت فستان خاص بها… ثم توجهت نحو باب الغرفة بصمت، لكن قبل أن تفتح الباب تحدث طوفان:
رايحة فين.

أجابته:
رايحة أوضة جود،الميكب آرتيست هناك فى أوضتها…و

قاطعها يجذبها عليه بقوة قائلًا:
وإنتِ محتاجة الميكب آرتيست فى إيه…أوعي تحطي ماكياچ.

تدللت قائلة:
ومحطش مكياچ ليه، عشان أبقي حلوة.

نظر لها قائلًا بإطراء:
إنتِ حلوة من غير مكياج… وعلى فكرة المكياچ بيطلعك مش حلوة، عالطبيعة أحلي، فاكر ليلة جوازنا مكنش المكياچ حلو عليكِ.

ضغطت على اسنانها فضحك قائلًا:
فاكر الليلة دي كان قصدك إنك تظهري مش حلوة بأمارة البيجامة السودة.

تبدلت نظرة عيناها بمكر قائلة بدلال:
طب جهز نفسك الليلة هلبس بيجامة سودة.

ضحك طوفان قائلًا:
ومين قالك إننا هنبات هنا الليلة، إحنا هنبات فى الأوتيل اللى فيه قاعة الفرح… يعني مفيش بيجامات… لا بيضة ولا سودة… ولا كمان نوح، لانه هيفضل مع ماما.

نظرت له درة بتفاجؤ وكادت تعترض،وكاد يُقبلها لكن رنين الهاتف كذالك الطرق على باب الغرفة أنهي كل ذلك…

يتبع.. (رواية طوفان الدرة) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق