رواية حمام كليوباترا الفصل الأول 1 – بقلم سعاد سلامة

رواية حمام كليوباترا – الفصل الأول

الاولى.. ( إحذر هنالك نداهه تسكُن الجبل )

صباحً
بمقر القياده العامه للقوات المسلحه بـ مرسى مطروح
وقف ذالك الشاب بإحترام يؤدى التحيه العسكريه أمام قائدهُ.

تبسم القائد قائلاً:
أهلاً بـ سيادة القائد “محمد سليم”
سيرتك سبقاك يا “سيزار”.

أخفض سيزار يدهُ لجوارهُ مبتسمًا يقول:
أتمنى تكون سيرتي عند حُسن تقدير حضرتك يا أفندم.

تبسم القائد ونهض من مجلسه وذهب يقف جوار سيزار ووضع يدهُ على كتفه قائلاً:
من سيرتك
متأكد من إنك مُقاتل شُجاع إنت من أرض البواسل
محافظة “بورسعيد”، دلوقتي يا بطل قدامك مهمه جديده طبعًا عارف الإرهابين اللى مسمين نفسهم
جبهة النُصره.

رد سيزار: قصدك داعش يا أفندم دول خارجين عن أى ديانه مينفعش يتقال عليهم جبهة النصره .

رد القائد: فعلاً هما،جماعه إرهابيه، دلوقتي فى معلومات وصلت لينا من المخابرات إن ليهم بعض الاعوان هنا
بعض من بدو القبايل اللى هنا فى مرسى مطروح، وكمان جالنا تحذير أنهم بيستعدوا لشن عمليات إرهابيه ضد بعض الثكنات العسكريه، غير طبعًا غِوايتهم الأولى النسوان، طبعًا بالخطف وأخدهم سبايا لرغاباتهم الدنيئه.

رد سيزار: إطمن يا أفندم جيش مصر محدش يقدر يهز قوته.

رد القائد:
ده شئ متأكد منه طول ما فى أغلبيه من جنود مصر بواسل زيك يا سيزار،دلوقتي يا بطل هتستلم مهمتك كـ قائد للثكنات العسكريه اللى فى المنطقه هنا،وكمان أنا أتواصلت مع إتنين من أكبر شيوخ القبائل هنا وهما أبدوا إستعداد للتعاون معانا لآنهم أكتر المضرورين من الإرهابين دول،طبعًا بسبب حفاظهم على قوة قبايلهم،مهمتك كمان تتواصل معاهم،أنا أختارتك لآنى قريت فى الملف الخاص بيك إنك جانب إنك مقاتل شجاع فأنت مفاوض بارع كمان،ودى مهمتك الكبيره تجمع القبايل دى لآن بينهم نزاعات قديمه وده بيسهل للخوارج الأستفاده من نزاعهم مع بعض.

رد سيزار بثقه:
تمام يا أفندم كُن متأكد إنى هقدر أجمع القبايل دول بإذن الله.

تبسم القائد قائلاً:
ده شئ واثق منه بس هقولك نصيحه أخدتها من مدة خدمتى هنا،بلاش الثقه الزياده فى الأشخاص عليك بالحذر…دلوقتي تقدر تنصرف فى عربيه بسواق مستنياك عشان توصلك للثكنه العسكريه الرئيسيه هنا،أتمنى لك التوفيق.

رفع سيزار يدهُ بالتحيه العسكريه للقائد ثم إنصرف يذهب الى ثكنتهُ العسكريه.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت
على متن تلك الطائره القادمه من روما،و التى تستعد للهبوط الى أرض الأسكندريه
عبر المكبر الصوتى، كان صوت قائد الطائره، يخبرهم بآن الطائره هبطت بـ أرض مصر،
شعرت تلك التى وقفت تستعد للنزول من الطائره بشعور لاول مره يختلج قلبها حين تآتى لهنا، شعرت بوخزه قويه فى قلبها، كآن أحد وضع يدهُ عليه مباشرةً، تعجبت هذا الشعور، فهذه ليست أول مره تآتى الى هنا، زادت خفقات قلبها عن المعتاد، بتلقائيه منها وضعت يدها على موضع قلبها علها تهدأ تلك الخفقات قليلاً،
تصادمت يدها بتلك القلاده التى تتدلى من على عُنقها الى مقدمة صدرها،أسفل ملابسها، أمسكت تلك القلاده التى صُنعت لها خصيصًا يوم ولادتها، بتصميم خاص
تُشبه القلائد الآثريه المصريه القديمه، على شكل دائره بوجه إمرأه فرعونيه، مطبوع بمنتصفها إسمها، باللغه الإيطاليه.. awali من جهه وبالجهه الأخرى إسم “عوالى”
وبالخط الهيروغليفى،تذكرت قول تلك العرافه التى قابلتها يومً ما هنا بـ مرسى مطروح وقالت لها
(قلبك مربوط بتلك القلاده إن ضاعت منك يومًا ستقعين بعشق من يجدها…. فإحذري).
لهذا دائمًا ما تحتفظ بتلك القلاده أسفل ملابسها حتى لا تضيع منها،حقًا هى لا تُصدق بقول العرافه،لكن تلك القلاده لديها قيمه خاصه لديها،فهى تُذكرها دومًا بآنها “الأميره الرحاله” التى تختلط دماؤها
بالعرق البدوى المصرى من جهة والداها
والعرق الإيطالى من جهة والداتها…
تبسمت وهى تترجل من الطائره الى أرض المطار،هنالك للمكان رائحه خاصه،ليست رائحة البحر فهنالك تشابه بين الأسكندريه وإيطاليا،كلاهما أحد صفاف بحر واحد،تلك رائحه تُشب “بخور الصندل”
التى كانت دائمًا تستنشق عطرها على ملابس والداها الشيخ”جلال العبيدى”
ها قد عادت “الأميره الرحاله”، الى أول منشأ لها، حقًا عادت لوقت محدود، لكن هنا تشعُر بشعور خاص وهى بين البحر والجبال ،التى تحتضن بين سهولها،عشائر من البشر ، تشعر أنها بحصن له طبيعه خاصه به،وموروث خاص به أيضًا.
………
بعد قليل
بـ مطار برج العرب بالأسكندريه
خرجت تلك الجميله من أرض المطار الى صالة الوصول تبسمت بتلقائيه ورفعت يدها تُشير الى ذالك الذى وقف مُبتسمًا حين أشارت له
لتمد يدها له بالمُصافحه حين وصلت الى مكانه مبتسمه تقول:
إشلونك يا خويى عامر،وإشلونهُ بوي.

تبسم عامر قائلاً:
كنت مجهز كم كلمه إيطاليه أستجبلك بهم،بس إنتِ إتحدثتى زين زي أهل البدو.

تبسمت قائله:
صحيح نصى طليانى
بس انا فى الأصل بدوي يا خويي،إشلونه بوي واحشني.

رد عامر:بوي زين وبيفكر يتزوچ.

تبسمت عوالى قائله:
يتزوچ بـ هالعمُر،بعتجد أنه فى عمر الخمسه والستين،المفروض يفكر يزوچك إنت.

شعر عامر بغصه قائلاً:
كل شيئ نصيب،خلينا نطلع من المطار السواق منتظرنا بالخارج،وبوي إتصل علي عشر دجايج يجولى إنت وين،كنت هجوله إنى بالمطار هستجبل عوالى ،بس إنتِ محذره علي ،عاوزها مفاجأه له.

تبسمت عوالى قائله:
عاوزه أشوف رد فعله لما يشوفنى أمامه.

تبسم عامر قائلاً:
هيفرح كتيير ويجول زينة الصبايا عادت لديارها.

تبسمت عوالى قائله:لأ وناويه المره دى أجعمز فتره طويله هنه شهرين ويمكن أكتر ،خلاص خلصت رسالة الماجستير والإچازه كلها ناويه أجضيها هنا مع بوي.

بعد قليل
بين الطرُق الواعره
كان هنالك تقاطع طريق للممر بين الهِضاب ليس بالضيق
لكن
تقابلت السيارتان ذات الدفع الرُباعى المخصصه للقياده فى مثل تلك الطُرق الرمليه التى بها بعض الصخور إحدى السيارتان كنت مكشوفه من أعلى وليست ماركه ولا موديل وليس بها أى إمكانيات غير أنها تسطيع السير بتلك الطرق الواعره بين الهضاب ،والسياره الآخرى كانت ماركه فخمه وموديل حديث وإمكانيات عاليه
توقف السيارتان
ليدخل إلى ذالك الممر السياره المكشوفه ثم دخلت خلفها الى الممر السياره الفخمه
تحدثت عوالى:
شايفه مبانى چديده والطُرق كمان فيها تعديلات آخر مره كنت هنا من سنتين مكنوش موچودين.

رد عامر: فى شركات سياحه بنتشأ قُرى چديده ومنتچعات سياحيه الدوله بتنشأ طُرق چديده.

ردت عوالى: طب زين التطور ده.

بينما بالسياره الأخرى
كان سيزار يتحدث مع ذالك االسائق بود:
إنت من هنا من أهل مطروح؟

رد السائق: لأ يا سيادة القائد أنا اساسًا من إسكندريه وكانت فترة تجنيدى هنا فى مرسى مطروح وبعد ما خلصت خدمتى أتوسطلى القائد اللى كان هنا وقت تجنيدى، وأتعينت سواق فى الجيش وهو إترقى وإتنقل يخدم فى مكان تانى ، وأنا عشان ليا خبره بسيطه بالمكان بحكم عيشتى لفتره هنا طويله بقالى أكتر من أتناشر سنه سواق للقاىد اللى بيبقى هنا.

رد سيزار: إتناشر سنه فعلاً كتير، أكيد بقى عندك خلفيه واسعه بالمكان هنا وكمان بأهل البدو قولتلى إسمك أيه.

رد السائق: إسمى “هشام المرسى” ومعرفتى بالبدو سطحيه هما أساسًا مالهمش إختلاط أوى بأى حد غريب عنهم، لهم عاداتهم الخاصه بيهم.

رد سيزار بفهم: عندى خلفيه عن بعض عاداتهم، بس عندى مهمه ولازم تتم على أكمل وجه، وهنبدأ فيها من بكره، بحكم خبرتك هنا فى الاماكن هتبقى مرافق ليا.

رد هشام: فى خدمتك يا سيادة القائد.

رد سيزار: لأ إنت مش فى خدمتى انا وإنت هنا فى خدمة الوطن.

تبسم هشام وأسرع قليلاً فى القياده مما جعل سيزار ينتبه بسبب سوء أرضية الطريق فقال:
فى أيه مالك زودت السرعه كده ليه إحنا مش مستعجلين.

رد هشام: عارف يا باشا بس أنا قدام الجبل ديمًا بزود سرعة العربيه.

تعجب سيزار قائلاً:وأيه السبب بقى فى كده؟

رد السائق:الجبل مسكون.

ضحك سيزار قائلاً بمزح:
ومين اللى ساكن فيه بقى يخوفك اوى كده.

رد هشام:
النداهه،الجبل ده فى نداهه ساكنه فيه من جوا وسمعت إنها بتنادى على الأفراد وبتسحرهم بصوتها لحد ما يدخلوا لقلب الجبل وبعد كده مش بيطلعوا تانى.

ضحك سيزار أقوى قائلاً:
دى أكيد تخاريف موروثه والناس بتصدقها،مفيش حاجه إسمها النداهه.

رد هشام بتأكيد:لأ يا باشا مش تخاريف دى حقيقه أصلهم بيقولوا المنطقه هنا قريبه من
“حمام كايوباترا”
وإن الكهف ده كانت بتدخل ليه واحده من وصيفاتها ومارست السحر الأسود وفضلت روحها ساكنه الجبل حتى كانوا بيقولوا فى أوقات معينه بيسمعوا صوت جاى من قلب الجبل،بالأخص فى الصيف زى دلوقتي كده.

تبسم سيزار متهكمًا،يهمس بصوت شبه مسموع:بقينا فى الألفيه التالته ولسه الناس بتقول فى حاجه إسمها النداهه…
النداهه دى وهم أخترعوه عشان الناس تخاف من ضلها فى الضلمه.

سمع همسه وتهكمهُ هشام فقال بتأكيد: لأ يا باشا مش وهم فعلاً فى أكدوا أن الجبل ده مسكون حتى قبيلة “العبيدى” البدو نفسهم اللى ساكنين قريب من هنا بيأكدوا كده ومحدش منهم بيستجرأ يدخل الكهف بالذات فى فترة الصيف… زي دلوقتى كده.

رد سيزار:
وماله أنا جاى فى مهمه مش جاي أسمع خُرفات عن نداهة الجبل.

هدأ السائق السرعه مره أخرى لكن فى نفس الوقت قامت عاصفه ترابيه خفيفه بسبب تلك السياره الاخرى التى مرت من جوارهم بسرعه مُسببه سحابه من الرمال الخفيفه دخل عُفارها الى أنف السائق الذى سعل قليلاً كذالك سيزار الذى تضايق وسعل قائلاً بتهكم مازحًا :
يظهر سواق العربيه دى كمان خايف من نداهة الجبل.

رد هشام من بين سُعاله: عشان تصدقنى يا باشا أهى دى عربية الشيخ”جلال العبيدى”أكبر شيوخ القبايل هنا.

نظر سيزار للسياره بتمعن بعد زوال ذالك الغبار قائلاً:
عربيات بموديلات وإمكانيات حديثه، والله البدو دول ما أعرف بيجيبوا الفلوس دى منين؟

رد هشام:
من تجارة الجمال والغنم ومش بس كده يا باشا فى هنا أراضى خِصبه بتساعدهم على الزراعه وراعية الغنم،حتى عندهم شبه تكافل ذاتى.

تبسم سيزار قائلاً:فعلاً دى الميزه اللى عندهم،تكافل ذاتى بإحتياجاتهم الاساسيه من أكل وشرب وملابس بيصنعوها بأيديهم.

أثناء سيرهم بالسياره مروا على بيوت رمليه تُشبه الكهوف وهنالك بيوت تُشبه القصور أيضًا،لم يتعجب منها سيزار
بعد قليل وصلا الأثنين الى تلك الثكنه العسكريه.

ترجلا الاثنان ودخلا الى المقر الخاص بها
تبسم أحد الشباب ونهض واقفًا يؤدى التحيه لـ سيزار.

تبسم له سيزار
بينما قال الشاب: أنا الدكتور”آصف” الطبيب الخاص هنا بالثكنه العسكريه وكنت ماسك قيادة الثكنه لحد ما توصل سيادتك دلوقتي أقدر أرتاح من المهمه الشاقه دى يا أفندم وأقولك بالتوفيق.

تبسم سيزار قائلاً:
طب كنت أستنى شويه على ما اخد نفسى من الطريق بتسلمنى القياده بالسرعه كده وياترى بقى فى إنظباط هنا ولا هتعب مع المُجندين بقالهم كم يوم من غير قائد أكيد كانت هيصه .

تبسم آصف قائلاً بتكرار مرِح:
كانت هيصه طبعًا
يا أفندم أنا دكتور من قائد عسكري بس ده ميمنعش إن فى نظام لازم نمشى عليه.

تبسم سيزار قائلاً:
أكيد طبعًا…قال سيزار هذا ونظر لاحد العساكر قائلاً:
تمام بعد الغدا بشويه هيكون فى تدريب خاص عاوز أشوف التسيب بنفسى.

تبسم العسكرى وقال:حاضر يا أفندم.

إنصرف العسكرى وظل سيزار مع الطبيب الذى قال:
واضح جداً من شخصية سيادتك إنك عندك حس فُكاهى عكس القائد اللى كان قبل كده.

تبسم سيزار قائلاً:فعلاً عندى حس فُكاهى،بس الحِس ده ميمنعش إنى صارم فى أوقات التدريب وكمان الحراسه…

بعد قليل كانت الشمس بالكاد تنخفض حرارتها قليلاً
بمكان التدريب العسكري
وقف سيزار ينظر لهؤلاء المجندين مُعرفًا نفسه:.أنا القائد محمد سليم تقدروا تنادونى بـ سيزار
أنا القائد الجديد هنا ومش بس قائد للثكنه دى،للثكنات القريبه مننا هنا كمان بس هنا الثكنه الرئيسيه،وطبعًا معرفش ده من حُسن ولا سوء حظكم،المهم عندى تعرفوا إنى مش هسمح بأى تقصير فى اوقات التدريب والحراسه،بس فى اوقات الراحه تقدروا تعتبرونى مش القائد بتاعكم أعتبرونى أخوكم الكبير.. .يعنى فى وقت الهزار والضحك هنبقى أصحاب وأخوات،فى وقت التدريب والحراسه أنا القائد..تمام.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الحانب الآخر
بتلك الخيمه الكبيره المنصوبه بساحه واسعه تتوسط تلك البيوت الرمليه
كان يجلس رجل حكيم إقترب بالسبعين من العمر
معه شاب آخر يقول:
يا عمى الشيخ چلال
أنا خبرت عامر على إن سليمه أخت زوچتى هى اللى عليها الدور بالزواچ…وهو جالى إنها صغيره عليه هى عمرها جد اربعتاشر سنه.

رد جلال:جولتلك يا “حيدر” سيبه على راحته بكره هو من نفسه يجول بدى تزوچ.

نظر حيدر له قائلاً:
لحد ميتى يا عمي،انا عندى شك كبير إن عامر عشجان من بره العشيره

إنتفض جلال بالقول:
بلاها تخاريف وحديث شين عن ولد عمك.

تضايق حيدر ويكاد يتحدث ولكن
هنالك من فتحت باب الخيمه ودخلت تقول بدلال:
سمعت إن الشيخ جلال العبيدى بيبحث عن زوچه چديده جولت مفيش أنسب مني.

نظر حيدر لصاحبة ذالك الصوت هو يعرف صوتها جيدًا لكن لابد أنه يتخيل فالتى امامه ترتدى الجلباب الخاص بنساء البدو كما أن وجهها مُلثم ببرقُع أيضًا
أغمض عينيه بشوق لابد أنها خيال.

بينما تبسم جلال هو الآخر يعرف صاحبة الصوت
وفز واقفًا يقول:
“الأميره الرحاله عوالى”

رفعت عوالى البُرقع عن وجهها وتبسمت بحبور قائله:
الأميره وحشها الشيخ چلال وچات عشان تملي شوفها بنظرهُ.

تبسم جلال وهو يفتح يديه لـ عوالى التى دخلت سريعًا الى حضنه يضمها بحنان.

بينما دخل خلفها عامر للحظه شعر بالغبطه من حنان والدهُ على أختهُ عكس قسوته عليه كل الأحيان.

بينما حيدر فتح عينيه هو لا يتخيل فعلاً عوالى هنا بالعشيره..
أجزم لنفسه، أنها لن ترحل من هنا مره أخرى، هى حقهُ من البدايه.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بليله مُقمره وبطبيعة تلك المنطقه يكون القمر كـ سراج منير يشُق عتمة الليل.
بإحدى الثكنات العسكريه
كان يجلس سيزار بين الجنود المُجندين لقضاء فترة تجنيدهم آتوا من أماكن متفرقه من مصر يؤدون حق الوطن، حتى هو أخبرهم مكان منشأهُ وأنه من محافظة بورسعيد
كانت جلسة سمر وود بينه وبين الجنود يقصون حكايات من ضواحيهم يرفهون عن أنفسهم يزلون إرهاق اليوم، كان يجلس بينهم غير مُتكبر ولا مُتجبر ولا ذالك القائد الذى يتعامل معاهم بساعات النهار بشده وحزم، بل بسيط مثلهم يستمع لحكاويهم وقصصهم الحياتيه وأمنياتهم لمستقبلهم الذى ينتظرهم بعد إنهاء مدة الخدمه العسكريه

بعد وقت نظر سيزار الى ساعة يده نظر لهم قائلاً:
الساعه بقت عشره ونص يا شباب بقول كفايه كده سهر عندنا الصبح تدريبات خاصه ولازم تكونوا فايقين وبكامل نشاطكم البدنى والذهنى، يلا على اماكنكم اللى سهران حراسه يروح لمكانه واللى معندوش خدمه على مخدعهُ يريح جسمهُ.
…… ـــــــــــــــــــــ
بمنزل يُشبه القصور العتيقه من داخلهُ

أخذت عوالى بعض ثيابها وتسحبت من باب خلفى للمنزل وخرجت منه دون إنتباه أحد او ربما هكذا تعتقد لكن كان هنالك من رأتها وهى تخرج، لتذهب كى تبخ سُمها وكُرهها القديم .
……… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما
قبل الفجر بقليل
إستيقظ يتقلب فى مخدعهُ يشعر بالحر رغم انه ينام شبه عاري يرتدى سروال فقط صاحب هذا الحر شعور بالضجر أيضًا
نهض من على فراشهُ ذهب نحو شباك الغرفه وقام بفتحه يستنشق نسمة هواء علها تُزيل ذالك الشعور بالحر
لكن الهواء ساكن فى المنطقه بسبب إنحصارها بين مجموعه من الهضاب القريبه…
حزم أمرهُ وإرتدى ثيابه وخرج من الثكنه
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
توقف سيزار بمكان قريب من ذالك الجبل ساقهُ الفضول وترجل من السياره وأقترب من الجبل
لكن سمع صوت همس فى البدايه ظن أنه يتخيل ذالك الصوت لكن كان كالمسحور حين سمع نفس الهمس الآتى من داخل الجبل بنفس الفضول
دخل من ذالك الشِق الى داخل الجبل
كان كلما يسير خطوات الصوت يتوضح اكثر
كان يستمع الى تردُد صدى الصوت بين أركان الجبل كى يستطيع تحديد مكان من أين يآتى هذا الصوت الذى لم يكون شجي لكن كان صوت ناعمًا لآنثى بالتأكيد كان يسير خلف ذالك التردُد
يستمع الى غنائها لـ تلك الأغنيه القديمه
لـ” ليلى مراد”
«يا ساكنى مطروح جنيه فى بحركم
الناس تجي وتروح وأنا عاشقه حيكم
إتنين حبايب الروح شبكونى بحبكم
حبيت الإتنين سوى الميه والهوى»
تتبع الصوت الى أن وصل الى ذالك السفح بالجبل
بخبرته كـ جندى عليه الحذر، أخرج سلاحهُ من غِمده وقام بفتح صمام الأمان ودخل الى ذالك السفح يُشهر سلاحهُ
لكن تفاجئ بإمرآه عاريه تخرج من ذالك النبع المائى الموجود بسفح الجبل..وقف مُتصنمًا بمكانه لم ينظر لمفاتنها العاريه بل نظر الى ذالك الوهج الجذاب الذى سُلط على وجهها بسبب ضوء القمر الذى لا يعلم من أين يدخل الى سفح هذا الجبل .

بينما هى حين رأتهُ عادت مره أخرى الى نبع المياه تستتر به قائله بجرآه و بلكنه بدويه:
إبرم (دير) وجهك…
وعادت مره أخرى تنزل الى النبع

حين رأها عادت الى النبع مره أخرى بعد قولها… بتلقائيه أدار ظهرهُ لها مُتحدثًا:
قوليلى أنتِ مين إيه اللى جابك فى مكان واعر زى ده فى الوقت ده؟.

لم ترد عليه، مما جعلهُ يستدير ينظر لها، كانت فى ذالك الوقت خرجت من النبع وبدأت فى إرتداء ثيابها.

حين رأتهُ إستدار ينظر لها عادت كلمتها بأمر:
كنّك إبرم وجهك.

من خبرته القديمه بلكنة البدو فهم إنها تقصد ما بك دير وشك.
وأستدار بظهرهُ لها قائلاً:
ليكِ الآمان، بس رودى على سؤالى.

ردت عليه:
ليش؟(لماذا)
قالت تلك الكلمه وبدأت فى إرتداء ملابسها بعُجاله.

بينما قال سيزار: ردي على سؤالى وبعدين
مش غريب بنت فى وقت زى ده تكون فى سفح الجبل عريانه، أنتِ مين.

هنا كانت أنتهت من إرتداء ثيابها
واقتربت من مكان وقوف سيزار لكن تعاملت بدهاء وإنحنت تأخذ إحدى الاحجار الصغيره من أرض الجبل وقفت خلف سيزار الذى قال:
مش بتردى عليا ليه قوليلى إنت مين؟
قال هذا وكاد يُدير وجهه لها لكن تفاجئ بذالك الآلم القوى برأسهُ حين
ضربته بالحجر على جانب رأسه بقوه على حين غُره منه مما جعله يختل توازنهُ و يقع أرضًا، كاد يقفد الوعى من قوة الضربه التى جعلت قوته تضعف نظرت له وهو ينزف من رأسه الدماء وإنحنت عليه قائله:
أنا نداهة الجبل.
ثم أختفت من أمامهُ او بمعنى أصح ذهب الى غفوه مُرغم من قوة الآلم الذى يشعر به فى رأسه التى تنزف.

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية حمام كليوباترا) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق