رواية تمرد عاشق الفصل التاسع عشر 19 – بقلم سيلا وليد

رواية تمرد عاشق – الفصل التاسع عشر

البارت التاسع عشر

البارت التاسع عشر

البارت 19

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

كان يلف المكان بعيناه، بعد أن أطلقت قذيفتها فأصـابت صميم الهدف بإتقان قــاتل محترف

أما عنه ذلك الجريح أخذ يتأمل الوجوه من حوله .. هاله مارأي ف عيونهم من شفقة وألـم إنهم يشفقون علي رجو.لته التي دعسـتها برعونة وقسوة فعلها الأجحف تجاه ذلك الثلاثيني المتيم بها

هل فقد رجولته وكبريائه وكرامته علي يــد تلك المراهقة التي لاتعي توابع فعلها ..

ماذا يفعل إنه لا يتحمل تلك النظرات الموجهة إليه ماهذا العجز الذي أصاب جـسده وفكره فجعله واهن القوي هزيل النفس ثقيل الحركة

هل يلفظها كما لفظته بسهولة ؟؟

أم يجرها خلفه ويحـبسها ثم يعاقبها ؟؟

أم يأخذها بين ذراعيه ويحتوي هشاشة روحها ؟؟

لم يسعفه الوقت للتفكير وأطلق قذيفة حرة مدوية اخترقت حصـون دفاعاتها فأردتها قتيلة علي الفور

” إنتي طالق ياغزل ”

قالها وقاد سيارته بسرعة جنونية والغضب يعمي بصره وبصيرته… شعر بإختناق روحه… إنسدلت دموعه  حتى لم يعد يرى أمامه.. كانت السيارة تسير بسرعة جنونية… فتح ازرار قميصه بالكامل عندما شعر بإنسحاب روحه، التي  تمنى ان تزهق  ولا يفيق أبدا

وقف على جانب الطريق يحاول أن يهدأ من روعه هو ليس بالضعيف أبداً.. اتجه إلى عمله وقدم طلب نقله لمحافظة شمال سيناء

بعد خمس سنوات

وخاصة بمحافظة سيناء

كان جالسًا يتذكر تلك السنوات المؤلمة من ابتعادها، قاطعه رنين هاتفه، رفعه :

– ايوة ياباسم..

– عامل إيه ياصاحبي.. وحشتني ياض كدا تنزل القاهرة ومتجيش أشوفك… نظر لعثمان وابتسم

– معلش يابسوم اصلي بضعف لما بشوفك وتخيل كدا ممكن تعمل إيه

قهقه باسم بضحكات صاخبة، ثم اكمل مستطردا بهدوء:

– مش كفاية كدا ياجواد.. باباك كان عندي وشكله وجعني بجد عليه.. إنت بتعاقب مين بالضبط

– “نفسي ” أردف بها بهدوء.. المهم سيبك مفيش أخبار عن عاصم ياباسم وشهيناز

– مسح باسم وجهه يعرف غضب صديقه ولكنه استرسل حديثه بهدوء

– عاصم هنلاقيه متخفش.. وصهيب وحازم واخدين بالهم كويس.. يعني زي ماانت موجود وأحسن كمان.. انا عملت زي ماطلبت خليت زاهر المسؤل عن حمايتها إنت عارف زاهر من زمان غير إنه له خبرة عسكرية محكمة بس هو اللي أهبل زيك وحب الأمن اكتر… دا بيقولي هيعمل شركة أمن كمان

– ربنا يوفقه ياباسم.. إنت كمان خلي بالك أنا مش هرتاح غير لما عاصم يتحبس وكمان اللي هرب على برة العتال دا.. قلقني وسكوتهم هما الأتنين راعبني ياباسم

تنهد باسم

–  علشان كدا بقولك لازم ترجع القاهرة ياجواد هتفضل تهرب لحد إمتى

حمحم جواد برعونة ناظرا لعثمان الذي يجاوره بهدوء

– إن شاءلله قريب علشان عثمان هيتجوز على نفسه هنا

في الجامعة (كلية الطب)

تجلس تستمع وتشاهد بتركيز الطبيب الذي يعرض لهم بعض أجزاء، الجسم مع شرحه بالتفصيل العملي

وقفت تتناقش معه في كل شيئا يخص هذه الحالة

اشاد دكتور  المادة بذكائها..

-برافو دكتورة غزل.. ياله شدي حيلك عايز إمتياز في مادتي زي كل سنة… بعد فترة انتهت المحاضرة، فقامت بجمع  أشيائها وخرجت تتحرك مع أستاذ المادة من القاعة،  بعد إنتهاء السكشن”

-متشكرة لحضرتك يادكتور..

نظر لها واردف بفخر:

–  ربنا يحميكي يابنتي.. ناوية التخصص إيه ياغزل..

شردت للبعيد.. إن شاء أورام

“أورام “!!  إشمعنى اورام يعني؟

تذكرت حبيب روحها.. مفيش حاجة معينة بس حبيت التخصص..

اجابها بحماس.

“ربنا يوفقك ”

– خلي بالك التخصص دا عايز تعب كتير ورغم ذلك عايز اقولك الطب بحر علوم

تذكرت كلمات جواد لها عندما  (أحسن حاجة في الطب إن مالوش نهاية تحسيه بحر  كل ماتتعمقي كل ماتستفادي وتفيدي)

اهتز قلبها بخفقاته عندما تذكرته.. لقد اشتاقت له حد الجنون نظرت للارض مانعة غصة تمنع تنفسها… فهو مر على سفره اكثر من أربع سنوات لم يأتي غير ساعات بالليل لم تعلم به… وتتفاجئ بذهابه.. شكرت استاذها وخرجت متجه للسيارة التي تنظرها بالبودي جارد فقد أمن لها حازم  سيارة بحارس شخصي لحمايتها بعد سجن عمها وهروب عاصم التي لا تعلم عنه شيئا… هي تشعر  ان جواد هو المسؤل عن الحارس الشخصي

وقف أمامها زاهر

-الدكتورة خلصت محاضرتها؟

– ايوة يازاهر… عايزة أعدي على الشركة ممكن تعديني

– تحت أمرك يادكتورة… تحركت السيارة متجهة للشركة… بعد قليل وصلت الشركة، صعدت إلى مكتب نهى

دخلت وجدتها منشغلة في بعض الملفات أمامها… شعرت بدخولها رفعت نظرها ثم وقفت سريعا عندما وجدتها

اسرعت غزل  لها تختبأ في احضانها وتبكي ملست على ظهرها :

– مالك ياغزل بس فيه حد مزعلك

رفعت وجهها له

” وحشني اوي نهى  نفسي أشوفه والمسه… مش كفاية عقاب لحد كدا… هو مبقاش بيحبني صح؟

مستحيل يبعد الفترة دي كلها ولسة بيفكر فيّا

تنهدت بألم على حالتها، سحبتها من كفيها واجلستها قائلة بنبرة حانية:

– شوفي يازوزو هو هيجي قريب بس كالعادة معرفش   سمعته بيكلم صهيب بس محددش اليوم  بس عندي خطة هتعرفك تقابليه  وتشوفيه كمان.. قالتها، ثم مسحت دموعها بحنان.. هحاول أعرف حاجة من صهيب

اضحكي بقى المهم هو يجي وتقابليه وبعد كدا كل حاجة هتتحل

اومأت لها ورسمت ابتسامة:

– لحد ماأشوفه واضمه يانهى  وبعد كدا اضحك وأفرح… نفسي نرجع زي زمان

دخل صهيب … نهى  ياله علشان ولكن قطع حديثه، عندما وجد غزل تبكي..

مالك ياغزل ؟

رفعت نهى حاجبها بالأ  يتكلم…

اتجهت غزل إليه وتحدت بهدوء  انتوا

-كنتوا خارجين

– صهيب كان عازمني على الغدا… تعالي غيري جو

–  لا أنا هروح فيه حاجات محتاجة تركيز عايزة أخلص اللي ورايا علشان أعملها، بقولك ياآبيه… عايزة جثة تعرف تصرفلي فيها

قهقه عليها… البت دي عليا النعمة هتقطع خلفي يانهى بقولك ياحبيبي شوفي راجل تاني يابنتي الحقي نفسك… اتجهت نهى له

وأمسكت رابطة عنقه وابتسمت بحب

– ينفع ياصهيبوتي دا فرحنا آخر الشهر ياحبيبي بعد سنتين خطوبة عايز تخلى بيا

وقفت غزل متجه للباب..

-أهو هيفرسوني بصهيبتي ونهانيهو… أرحمني يارب من هبلهم… قطب جبينه صهيب

نهانيهو البت دي بتقول إيه متغاظة مننا

ضحكت على حركته التي تعشقها منه

– لا ياحبيبي هي بتتمنى جوادها يجي يخطفها ويفرح قلبها… رفعت نظرها وعيناها تغشاها الدموع على ذكر إسمه نظر لها صهيب:

–  ياله يانهى أتأخرنا !!

ربتت على ظهرها… تمام حبيبتي  أنا لازم اروّح عايزة أنام كتير يمكن أنسى شوية.. تحركت مغادرة للمنزل

جلست بقلبًا يبكي دمًا عليها، ثم اردفت بنبرة حزينة:

– صعبانه عليا اوي ياصهيب بتحبه بجنون

زفر صهيب بضيق وقال:

– بس هي دبحته برضو يانهى والبركة فيكي لو عرفتيني قبلها مكنوش وصلوا لكدا،  لا جاية تقولي بعد المُحضر ماوصل.

خلاص ياصهيب اللي حصل حصل أنا مكنتش اعرف هيوصلوا لكدا.

– هي كانت مفهماني إنها بتهدده بس معرفش الموضوع هيكبر كدا.

– خلاص ولا يهمك حبيبتي كله هيتصلح تعالي نروح نتغدى أنا واقع من الجوع

في مكتب حازم

تجلس بجواره يعملون على تنفيذ المشروع بإهتمام قاطع تركيزها عندما

ضــمها إليه ووضع وجهه في حجابها منتشيا برائحتها العبقة

– مش كفاية ياملاكي هنفضل لحد إمتى كدا… أنا بفكر اروح اجيب جواد من رقبته

– تطلعت عليه بحب ثم قالت:

قريب هيجي ياحازم أنا حاسة بكدا هو بيهرب هو لو زي مابيقول مكنش هرب كان واجه..

صمت للحظة ورفع نظره إليها

– اللي مزعلني إنه محضرش كتب كتابنا يامليكة تخيلي يعني ميجيش دا معناه إنه لسة بيعاني من اللي حصل

اغمضت عيناها عندما شعرت بآلامه

– انا زعلانة عليه اوي نفسي يرجع ويهزر معانا… نفسي نرجع زي زمان نتجمع تاني أول يوم رمضان في الفيوم من ساعة عمو ماجد وجاسر سابونا والدنيا بقت وحشة عندنا… ضــمها حازم لأحضانه واردف:

– كل حاجة هترجع حبيبتي وأحسن من الأول بس اللي راحو للأسف دول صعب يرجعوا… نظر داخل مقلتيها

– لسة بتفكري في جاسر يا مليكة

ابتعدت متلاشية النظر إليه وقالت:

-ياله اتأخرنا

في  فيلا الألفي

قبل قليل دخلت لغرفته… جلست كعادتها على فراشه تستنشق رائحته… انسدلت دموعها وأمسكت صورته التي توضع بجانب الفراش وتحدثت إليها:

– كدا ياجود هانت عليك حبيبتك  أربع سنين حرمني منك.. شبعت عقاب حبيبي.. تعالى وأعمل اللي إنت عايزه كفاية هجر وفراق.. طيب والله ياجواد لما أشوفك لأعاقبك، لدرجة دي كارهني ومش عايز تشوفني، لدرجة دي مبقتش فارقة معاك

وضعت رأسها على وسادته وضمت صورته بأحضانها ثم ذهبت في النوم .. لعل رائحته تخفف من آلالام قلبها

جلس عاصم في منزلا بعيد عن أنحاء، القاهرة.. بعد القبض على والده في أعمال مشبوة وجاري البحث عنه ولكنه هرب

دخل عليه شابا في أواخر العشرينات

– كله تمام ياباشا… عربية فيها شخص بيوديها كالعادة كليتها بس النهارده عدت على شركت الألفي

رمق الشاب بنظرات نارية وهتف بغضب:

– البنت دي عايزها بأي تمن حتى لو هبيع كل ماأملك لازم تجبهالي ياعصام..

– تمام ياعاصم باشا… فيه خبر كمان لازم تعرفه

نظر له مستفهما

– فيه إيه ؟!

نجلاء هانم بقت بتروح عند فيلا الألفي كتير وأنا حذرتها زي ماحضرتك امرت؛ لكن هي مصّرة وبتقولي حضرتك ملكش دعوة…

إبتسم عاصم بسخرية قائلاً:

– الهبلة عشقانة حضرة الظابط، متعرفش إنه هيمان غزالتي اللي أكيد انا اللي هفوز بيها.. الحمدلله نقله دا جه في مصلحتنا واتأكدنا ان الجواز كان اشاعة من ندى مش أكتر.. روح شوف حد ينفذ المهمة دي

في تركيا

جلست تقرأ كتابا وهي حزينة فاليوم بعد أكثر من أربع سنوات يتصل بها ولدها ليطمئن عليها… تنهدت بحزن وتذكرت عندما أتى وكشف جبروتها وحزن قلبه

فلاش باك

وصل حازم  إلى تركيا بعد طلاق جواد وغزل .. دخل منزله وجد والدته وزوجها يجلسون يشاهدون التلفاز.. حياهم  سعدت كثيرا بمجيئه وضمته بحنان اموي.. جلس بجوارها  لبعض الوقت حتى ينفرد بها  بعد مغادرة هاشم… بعد قليل دلف حجرته

دخلت والدته خلفه بعدما أذن لها… وجدته جالسا واضعا رأسه بين يديه… تقدمت ناظرة إليه بخوف أم على ولدها

– حبيبي مقولتش ليه إنك جاي.. وبعدين فين ميرنا مجتش معاك ليه

وقف يصوب لها نظراته المحيرة وحديث نفسه لماذا فعلت بي هذا ؟!

– ليه عملتي فيّا كدا..؟! ليه موتيني وإنتِ عارفة حياتي فين؟

ليه عيشتيني كدبة وإنت شايفة إبنك عايش ومش عايش…!! قولي ليه ياماما

– هو إنتِ فعلا أمي ولا بابا كان متجوز واحدة تانية قولي ياماما.. قولي وريحيني!!

اصابها الهلع عندما عرفت بكشف حقيقتها أمام نجلها… شعرت بانها سوف يغشى من نظراته النارية لها

اقتربت منه تلامس وجهه… ولكنه نفر من قربها مبتعدا.

– جاوبيني لو سمحتي قوليلي ليه سمعتيني تسجيل لمليكة وهي بتقولي إني زي جواد وصهيب وتروحي تقوليلها إني مواعد بنت غيرها… لا وكمان تقنعيني بحبها لجاسر واتفاجئ إنك ورا خطوبة جاسر ليها

انسدلت دموعه رغما

– ليه صدمتيني فيكي ياأمي.. ليه دبحتيني بسكينة باردة… ليه ياأمي؟! أردف بها بقهر

حازم اسمعني حبيبي… وضع يديه ليوقفها قائلًا:

إجابة واحدة عايز أسمعها… ليه عملتي كدا؟

علشان اقهر ابوها عليها… إردفت بها بقهر

ضربت على صدرها… علشان يحس بالنار اللي كانت جوايا

وقف امامها مذهول تكاد تخرج مقلتيه من محجريها وقلبه أوشك أن يتوقف من شدة الصدمة التي أودت به إلى الهزيان

– إنتِ مين؟  أنا معرفكيش

في شمال سيناء

وصل إلى البحر هو وعثمان جلس جلس هو عثمان أمام البحر

ابتسم واستنشق الهواء النقي..

شوف فيه أجمل من كدا.. تقولي القاهرة وزحمتها ودوشتها

– فعلا يابا شا عندك حق المنظر تحفة بفكر أجي أقضي شهر العسل هنا… ربت على كتفه

– ربنا يسعدك ياحبيبي.. قاطعهم رنين هاتف عثمان.. إسف ياباشا تليفون خاص

هز رأسه- تمام روح رد

ظل كما هو.. أغمض عيناه كأنه يسبح بجمال الطبيعة الساحرة حوله من بحر وجبال والهواء النقي.. راحت ذاكرته لجنيته كما أطلق عليها

– كان لازم نروح لباسم النهارده ياجود.. انا ماليش نفس والله… جذبها لأحضـانه

– مش هتندمي ياحبي… وصلا بعد قليل كان باستقابله باسم وزوجته إيمان وابنه حمزة… بعد الترحيب… جلس لتناول الغداء

بعد فترة من الوقت.. جلست إيمان بجوار غزل فيما ذهب جواد وباسم للعب التنس

امســك حمزة خـد غزل وقبّـلها

– طنط غزل حلو اوي ياماما تتجوزيني طنط غزل… قهقت إيمان عليه

– لو سمعك عمو جواد هيمـوتك… وصل جواد على ضحكاتهم  قطب جبينه

– بتضحكوا  علي إيه… قبّـلت غزل حمزة

وأنا موافقة ياحموزة ..

– موافقة على إيه يازوزو عايزين تلعبوا ولا إيه… ضحكت بضحكات صاخبة!

– عايز يتجوزني.. ضيق عيناه تتجو ز مين يالا تتجـوز مراتي يخربيت ابوك

سحــها من يـدها تعالي يابنتي دا حتى المفعوص عينه منك

دخل منزل بحديقة حوله أشجار من المانجو والعنب والجوافة وبعض أشجار التوت…. جـذبها من خصـرها ودخل المنزل… وقفت أمامه

– بيت مين دا حبيبي… تبع باسم برضو

ضـ. ـم وجـ.، هها بيــدها واستطرد حديثه

– دا بيت مراتي الحلوة.

نعم ياخويا بيت مين… حركاتها.. جمالها الطفولي جعله لم يتحكم في نفسه..

بيتك ياحبي.. دا هدية عيد ميلادك.. كنت بفكر اجبلك ايه.. عارف إنك بتحبي الهدوء. فاشترتلك البيت دا وكتبته باسمك

“جواد”أردفت بها بهدوء ساكن  لروحه وقلبه.. تعمق بنظـراتها الجميلة

– بحبك فوق ماتتخيلي وشكلك هتمـوتيني يازوزو..

“بعد الشر عليك ياحبيبي”

❈-❈-❈

أمـسك يـد يها جاذبها لداخل

صفقت بيـــديها… الله مانجو.. أسرعت لأشجار المانجا وهي تضحك كالأطفال وتحاول الصعود عليها…

–  فيه تحت أهو حبيبي تعالي خديها وأغسليها.. نظرت حولها

المنظر تحفة ياجود أنا بحبك اوووووي

تعالي يامجنونة رايحة فين.. لسة فيه مفاجأة هتعجبك.. أسرعت له تحضـنه.. أنت أكبر مفاجأة ليه

– غزل مش عايز غير الثقة بينا اوعي يجي حد يهز ثقتك فيّا او في نفسك.. لازم تعرفي إنك أغلى حاجة عندي.. وكمان اي حاجة تحصل بينا اوعي تبعدي عن حضـــني.. خليكي متأكدة من حبي ليكي.. ودلوقتي هندخل البيت وعايز رأيك

خطى خطوتين ولكنها اوقفته عندما جــذبته من يــديه

– وأنا مستحيل أشك فيك مهما صار.. ومهما يحصل هجري على حضــك حتى لو هشتكي منك… هشكتيلك من نفسك

ملس على وجهها بحب

– حبيبي اللي دايما بيديني دفعة لحياتنا قدام.. دخلت المنزل بهدوء وإذا فجاءة

وجدت الجميع بالمنزل ويغنون لها

هابي بيرز داي

نظرت لجواد وترقرقت عيناه بالدموع.. هحبك أكتر من كدا… وصل حازم لها

:  كل سنة وانتِ طيبة يازوزو كبرتي يابت سنة كمان… أما صهيب

أمسك بالونة وقام بنفـخها وضــربها  في رأسها.. والله إنت رخم وبارد كمان

رفع حاجبه وانزله بطريقة طفوليه

– عمرك ماهتكبري هي سنين بتعدي الجـسم بيكبر لكن العقل عقل بيبي.. مش كدا ياجود

لكمته بكتفه

– أنا طفلة ياآبيه ماشي.. بكرة أردهالك.. نظر صهيب لجواد

– أنا بقول تتجو ز  وتجيب بنوتة صغيرة وتربيهم هما الأتنين مع بعض.. دي عايزة تتربى مش عايزة تتجو ز.. اتجهت إليها مليكة:

– بس ياصهيب إسكت دي زوزو ست البنات.. بينما نهى التي دعاها جواد

– كل سنة وإنتِ طيبة ياحبيبتي وعقبال سنين كتير حلوة..

بعد الأحتفال غادر الجميع.. ولم يبق غيرهما جالسين بالحديقة

جلست مستندة بظـهرها على الشجرة

المنظر يخطـف العقل حقيقي ياجود… بفكر نيجي نقعد هنا كل أسبوع يوم.. فرد جـسده نائما على ساقيها

– اللي إنتِ عايزاه حبيبتي.. وكمان لو عايزة تقعدي فيه أيام الجامعة علشان الهدوء والتركيز معنديش مانع… ملـست على شعــره

– جواد هتفضل تحبني على طول ولا تقول دي عيلة زي ماصهيب بيقول.. اعتدل جالسا أمامها

– إيه اللي بتقوليه دا ياغزل.. إنتِ مش طفلة إنتِ ناضجة مافيه الكفاية.. بس متهورة ومندفعة وساعات بتتسرعي.. عايزك تحكمي عقلك قبل الرد.. إنتِ مش غبية لا ماشاء الله ذكية وذكية جدا كمان

والدليل على كدا جننتي أمي وخلتيني مهوس بيكي.. أقتـرب وعينيه تتفحص كل إنش بها

أغمضت عيناه أستــمتاعا بأنفاسه القريبة منها.. همــس أمام شفـتيها

– هو إحنا ممكن نتجوز على فكرة قبل ماتخلصي الكلية عادي.. ماهو أنا مش هصبر دا كله.. دا لسة سبع سنين.. هكون كدا تحت التراب… فتحت عيونها فجأة

ووضعت يــديها على شفـ.تيه

بعد الشر عليك متقولش كدا.. دا إنت الهوا اللي بتنفسه… اقترب واقترب حتى أرتشف من عشـقها ماهو ألذ لقلبه الذي ألتهـب نيرانه بقربها

ذبذبات بجــسدها من قوة مشاعرها التي فُرضت عليها في حضرته…

“جواد ”   نطقتها بهدوء ذلذل كيانه.. ملـس على وجهها و قام بخــلع حجابها ثم فرد جسـده وجـذبها على صــدره ويـد يه  في خصــلات شعـ. ـرها

– غزل عايزك تهتمي بنفسك شوية.. رفعت رأسها وشـعرها يغطي عيناها

– مش فاهمة تقصد إيه ياجود.. رفع يـديه يرفع خصـلاتها ونظر لجمال عيناها

لون عيونك بيخـطفني ياحبي..

ظلت يــديه تسبح في خصــلاتها بحرية

-عايزك تهتمي بدينك أكتر

صلاتك ياغزل دي دينك حبيبتي مهما يكون إنشغالك اوعي تفرطي فيها.. أنا عارف إنك بتصلي.. بس فيه اوقات بتأخريها وتفضلي نايمة للضهر لولا جاسر الله يرحمه… عايز أقولك الصلاة أهم ركن في الإسلام.. يعني لو ضيعتيها.. ضيعتي إسلامك… وكمان اول مايسأل عليه العبد يوم القيامة الصلاة… فهماني ياقلبى

وكمان مش عايز مكياج مهما كان بسيط.. لبسك تغيريه.. الحجاب مش كفاية.. لازم تستري نفسك باللبس الواسع.. فيه لبس للمحجبات كويس جدا… عايزك تلتزمي بيه

❈-❈-❈

حبيبي البنت زي الجوهرة.. شوفتي الجوهرة بتكون مغلفة إزاي.. وبتكون غالية.. البنت غالية اوي يازوزو بحفاظها على قيمها وأخلاقها… يعني فيه حاجات لازم تتلاشيها زي ضحكاتك في وجود حد كمان بلاش تـلا مس بينك وبين صهيب وسيف نهائي حتى بابا بلاش لبس نص الكوم والترنجات الضيقة في البيت… عندك أوضتك اعملي اللي تحبيه ووقت ماتنزلي تحت إسدلاك عليكي… دي مش غيرة علشان تبقي عارفة.. دا اللي ربنا أمر الست بيه.. عارف حازم أخوكي في الرضاعة بس ميدكيش الحق تقعدي معه بشعرك

داعب أنفها بأنفها… بغير منه على فكرة على رغم عارف أنكم أخوات

لمـست جانب وجهه

– أنا كنت بقعد معاك بنفس اللبس وبشعري ليه مقولتش قبل كدا

قبّــل يـديها التي تضعها على وجهه وتعمق بنظراته داخل عيونها

– اولا علشان كنتي صغيرة وكنتي بمثابة بنتي الحلوة اللي بموت فيها… وثانيا دلوقتي أنا جوزك…. بخاف عليكي ونفسي ننجى من الدنيا دي وإحنا فايزين بالجنة.. ناخد بإيـد بعض

أقتربت منه وبنوتك كمان بتغير عليك

فاق من ذكرياته التي تشطر قلبه وجعلته يتلـظى بنـيران الشوق إليها… أرتجـف قلبه وتمنى أن يراها أمامه حتى يطـفي بركانه الذي إشتــعل

اتجه بنظره لعثمان

– عايز تنزل القاهرة ياعثمان

– قول والله يعني خلاص هننزل ياباشا

صوب نظراته لارتطـام موج البحر وغرق بنظره للطبيعة ثم تنهد ب

– ايوة جهز نفسك هننزل بكرة إن شاءلله

باليوم التالي

استيقظت على صوت الحي القيوم..الذي لا يغفل ولا ينام.. على صوت صلاة الفجر… “الصلاة خير من النوم ”

ولما لا وركتا الفجر خيرا من الدنيا ومافيها

كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم

فتحت عينها ونظرت حولها وجدت الظلام يسود الغرفة إلا من إضاءة النافذة من  نور القمر الذي يسطع بالسماء.. مازالت في غرفته من ليلة أمس… فكلما تأتي تشتكي منه إليه تذهب بنومها العميق

مسحـت على وجهها.. وبدأت تدعي دعوات الاستيقاظ “الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا”  وظلت تستغفر لكي يبعد عنها الشيطان… ثم إتجهت إلى المرحاض لكي تؤدي فرضها وهو صلاة الفجر التي تنجيّنا من عذاب الدنيا والاخرة

أدت فرضها وجلست تسبح على يـديها بعض الوقت وقرأت وردها التي جعلته كالصلاة يوميا.. نظرت لساعتها وجدت مازال الوقت مبكرا

اتجهت لخزانته تلـمس ملابسه بإشتياق.. فتحت بعض الأدراج وجدت عطره ومسبحته وفرشاة شعره.. لمسـتهم بإشتيــاق وانسدلت دمعاتها..  كيف فعل بها ذلك وهو يعلم أن حياتها تتمحور حوله فقط.؟

. هي الآن اصبحت لاشئ بدونه.. ثم آتجهت لغرفتها سريعا وهي تلملم جـراحها على حبيب روحها المهدورة

❈-❈-❈

في تمام العاشرة تجهزت ونزلت بالأسفل

– صباح الخير ياماما نجاة

– صباح الورد حبيبتي عاملة إيه… عندك محاضرات كتيرة النهارده

– لا عندي سكشن واحد وهرجع على طول.. هم كلهم مشيوا ولا إيه

– ايوة صهيب مشي مع مليكة وحازم جه سأل عليكي إمبارح وكان طالعلك بس أنا قولتله إنك نايمة… مسدت على ظـهرها

– كنتي نايمة في اوضة جواد مش كدا.. ماهو إنتِ مابتجيش هنا غير لما تباتي في اوضته.. حبيبتي حاولي تنسّيه وتعيشي حياتك.. جواد خلاص مسحك من حياته

كانت تنظر لها بقلبها المفطور كل ذرة بمشاعرها تنتـحب لبعده وجـفاه . ورغم ذلك

إجابتها بابتسامة باهتة

– جواد دلوقتي بقى ماضي ياماما متخفيش عليه مني.. أنا بس اشتقتله زيو زي صهيب… قالتها وغادرت وآهات قلبها تصر خ بداخلها ليصبح شظايا

❈-❈-❈

بعد عدة ساعات دخل جواد بهدوء وجد والدته تجلس تردد اذكارها بعد الصلاة

اذيك ياست الكل.. هبت واقفة وهي تبتسم إبتسامة ام سعيدة برجوع نجلها من غربته التي  طالت لسنوات هذا ماشعرته

تنهد باستسلام لدموع والدته

– ايه ياست ماما أنا كنت هنا من شهر يعني مش غايب بقالي سنين… وضعت وجهه بين راحتيها

– كدا ياجواد هونت عليك شهر كامل يابني دا إنت كنت بتغيب إسبوع وكنت بمـوت عليك… مسح دموعها

– ماما حبيبتي دا شغلي لازم تعذريني.. وبعدين أنا قدامك أهو كويس الحمدلله

حمدالله على سلامتك ياحبيبي.. إلتفت حوله.. فين مليكة وصهيب

امسكته متجهة للاريكة وجلست وأجلسته بجورها وهي تربت على ظــهره بحنان امومي

– رواحو الشغل من شوية… وغزل راحت الجامعة قالتها وهي تنظر بعمق لعيناه

تمام أنا هطلع أخد شاور وأرتاح لحد ماصهيب وحازم يرجعوا اشوفهم  علشان هرجع بعد ست ساعات

صاحت به بقوة

– هو فيه يابني؟  إنت من إمتى وإنت كدا؟  حرام عليك يابني فين حقي عليك… ذنبي أنا وابوك ايه تحرمنا من وجودك جنبنا.. وغزل يابني البنت بتمـوت وعرفت غلطها دي  كانت لسة عيلة… مش كفاية عقاب بقى

صعد لغرفته

– ماما مش عايز اتكلم في الموضوع دا تاني… قالها واتجه إلى غرفته، قابلته رائحتها التي تعم الغرفة بأكملها… معقول بتنام هنا… همس بها لنفسه، رفع وسادته ليستنشقها.. أغمض عيناه منتشيا رائحتها التي ملئت صــدره.. ولكنه فجأة دفعها بعيدا عنه وهو يمسح وجهه بعـنف ثم إتجه لحمامه هروبا من رائحتها التي تطارده في كل مكان

في المساء وصل كلا من صهيب ومليكة وجلسوا جميعا لتناول وجبة العشاء ووالدهم الذي إنضـم لهم

– هتنقل إمتى ياجواد… هذا مااردف به حسين… زفر جواد بضيق

بابا وبعدين… قاطعهم دخول حازم

– غزل لسة مرجعتش لحد دلوقتي

على رغم قلقه إلا أنه تظاهر بعدم الاهتمام

قاطعم رنين هاتفه

– جواد جالي معلومة عاصم بيجهز ليخـطف غزل.. خلي بالك وشدد الحراسة… وأنا مراقب من بعيد علشان أوصل لحاجة توصلنا له كل مانوصله يهرب

هب واقفا

تمام متقلقش،… نظر لحازم حتى لا يشــعرهم بالقلق..

– شوفها ممكن تكون بتتمشى هنا ولا هنا ولا اتصل بزاهر

– إتصلت وقالي وصلها لحد باب البيت بس مش موجوده أنا مش عارف اعمل إيه؟ تليفونها مقفول

نظر في هاتفه متجها لسيارته سريعا

وجد إشارة سلسالها في بيت المزرعة… تنهد قليلا..

❈-❈-❈

وتذكر بعد خطـفها وضياع سلسالها

دلف غرفتها ذات مساء

– زوزو جايبلك هدية حبيبي مكان اللي ضاعت

قطبت جبينها بمعنى

– هدية ايه دي ياجواد وإيه اللي ضاعت

أخرج سلسال من الفضة يتوسطه فراشة ذهبية، ضحكت عليه

– إيه موضوع الفراشة والسلاسل معاك

رفع شـعرها وألبسها إياها مقبلا جـبهتها

– دي مهما يحصل إياكي تخلعيها.. همس أمام شفــتيها روحي في السلسال دا

يوم ماتضيعها اعرفي إنك ضيعتيني

طوقت عنــقه

– غلطان ياحبيبي… روحك عندي هنا قالتها وهي تشير لقلبها… تنهد بحزن

– معرفش إيه اللي حصل بعد الحب دا كله ياغزل.. إزاي قدرتي تكسريني كدا

شـعر بنيــران تسري بصـدره من ذكرياته التي تزيد آلامه في إشتياقها

قاطعه رنين هاتفه

– جواد لقيت غزل…

– لسة ياحازم بشوفها اهو… إتصل بباسم خليه يشوف تليفونها فين

قبل قليل آتصل عصام

– عاصم باشا البنت لوحدها في بيت ريفي في منطقة بعيدة عن القاهرة أنا راقبتها لحد ماوصلت بقالها أكتر من ساعتين كنت مفكرها جاية تزور حد بس إتضح البيت تبعهم… وقف عاصم وأردف سعيدا

– خليك مكانك ياعصام أنا جي إنت معاك فريقك

– ايوة ياباشا بعد ماعرفت اتصلت بيهم للاحتياط… تمام ابعتلي اللوكيشن

وصل لباب المزرعة.. ركن سيارته ناظرا حوله مستكشف المكان حوله.. شـعر بحركة غريبة في الحديقة التي تجاوره.. سيارات مركونة على جانب الطريق… نظر في زجاج نظارته كأنه يقوم بتنظيفها حتى لايشك بأمره… وجهوهم مقنعة…

هنا علم أنها بخطر، دلف إلى الداخل بهدوء حذر … ارسل رسالة إلى باسم

باسم ..انا محاصر من مرتزقة في بيت المزرعة وشكل غزل جوا

رفع بصره لغرفتها وجدها مضاءة..اتجه سريعا للداخل بعدما وجد دلوفهم إلى الحديقة

قبل قليل

تجلس تراجع دروسها استمعت لرنين هاتفها

نهنيهو عاملة ايه ياقلبي..

-غزل جواد راجع بكرة لسة مكلم صهيب ..اجهزي ياجميل لحبيب القلب

ارتفع نبض قلبها، وتلألات عيناها بالدموع ..فنهضت متمتمة

-أنا في بيت المزرعة هرجع حالا

صُدمت نهى من حديثها

-بتعملي ايه لحد دلوقتي في بيت المزرعة ياغزل، الساعة ١٢

نظرت بساعتها ثم ضربت على جبينها

-ازاي محستش بالوقت..خلاص هنزل

حالا..قاطعتها نهى

انزلي لزاهر بسرعة، بلاش مشاكل مع صهيب، ماصدقت أنه رضي عنك

انا هتصل بزاهر حالا، انا جاية لوحدي، انفصل الخط..نظرت لهاتفها وجدته نُفذت بطاريته

زفرت بضيق، محدثة نفسها، دلوقتي حازم هيسمعني محاضرة في الأخلاق

خلصت من جواد وصهيب نطلي حازم

أرجعت خصلاتها للخلف بغضب، ثم اتجهت تضعه على الشاحن، واتجهت لمرحاضها لتنعش نفسها بحمام باردا

وصل جواد لغرفتها يبحث عنها بعينيه ولكنها غير موجودة..وجد كتبها وهاتفها الذي يوضع على شاحنه…هوى قلبه من فكرة وجودها بالأسفل ..استمع لصوت المياه، هدأ قلبه قليلا، نظر من خلف الستارة بعدما أغلق الأضاءة، وجد تسللهم بحذر وخبرة للداخل، وعددهم كثيرا، هرول للداخل سريعا..اقتحم المرحاض عليها

كانت تجفف خصلاتها ..ولكنها صرخت بخفوت تنظر إليه بذهول تردد اسمه بعدما سقط المنشفة من يديها

“جواد”

الفصل التالي: اضغط هنا

يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق