رواية تمرد عاشق – الفصل العشرون
البارت العشرون
البارت العشرين الجزء الاول
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
أسرع جواد يتسلق درجات السلم أمامه ساعيا للوصول لغرفة غزل قبل هؤلاء المجرمين
وجد ضوء غرفتها مضاء عندما فتح الباب ودخل يبحث عنها في كل اتجاه
استمع إلي صوت المياة داخل حمام الغرفة فأدرك إنها بداخله وذلك يعني أنها عــارية …
لف بعيـنيه ف الغرفة فلمح اسدالها ع طرف السرير فأمســكه بيـــده وأغلق الضوء متجها نحو الحمام
وصر خت عندما اقتـحم الباب.. هوت المنـشفة من يــديها ولم تكن إلا بمـلابسها الداخليه….. استدار بجـسده
نظرت برعب إليه “جواد”
– اشش إهدي إمســكي إلبسي إسدالاك بسرعة لازم نخرج حالا… أمســكته بأيــدي مرتــعشة.. وأرتده سريعا
هل يوجد أمامها أم خُيل لها؟
هل هو بالفعل؟
.. جحظت عيـناها عندما وجدته يقتـرب منها ونظراته لا تفارق عيناها.. بدأ جــسدها يرتعش.. وشـعرت بأن الأرض تميد بها.. دنـت منه بخطوات
“جواد” أردفت بها مع أرتـجاف شفتيها
أسرع إليها بدون حديث وكـمم فمـها
مسمعش صوتك
وقفت كالعاجزة.. صدمتها لم تعي مايحدث لها… كأن أعضــائها شلت وربط اللـسان.. تنظر له فقط وهو يُلبسها حجابها ثم سحــبها سريعا للخارج بحذر
.. جـسدها يرتعش فقط.. ودموعها تنساب لا تعلم مابها… هو أمامها تخيلته حلما.. ولكنه حقيقة الآن..
آلمه قلبه لحالتها هذه… وحزنها الواضح في عيــناها الجميلة….. فاقت على حالها عندما أمســك يـ.دـديها للخروج
– عندك ياحضرة الضابط.. اتجهت لحقيبتها .. ولكنه لم يعطيها فرصة أكثر من ذلك فقد أغلق جميع إضاءة المنزل ليعم الظلام عليه
تحدثت بشـفاة مرتعشة : هو فيه إيه؟
رمقها بنظرة جانبية
– متتكلميش خالص… دفعته متجة للإضاءة.. كمم فــمها جـاذبا إياها في حضـنه هامــسا لها
– فيه ناس تحت ياغزل ومعرفش مين.. إهدي لو سمحتي علشان نعرف نخرج من هنا…
عيناها تراقب كل انش به تتمنى ان يضـمها ويروي إشتــياق روحها المفـقودة
على رغم من وجــعها منه إلا ان كل خليه في جـسدها تتمنى قربه… تركها ناظرا لها من خلال الظلام
امشي وحاولي متعمليش أي حركة او صوت قالها بهمـ.ـس امام وجـ.هها
– “جواد” انا خايفة… تنهد بهدوء ثم إتجه لها
– خايفة من إي؟
حاول أن يتنـفس بهدوء.. فقربها منه ورائحتها جعلته غير قادر على سيطرة مشــاعره.. نيـران عشــقه الجارف لها لم تخــمد ولن تهدأ إلا بسحـقها في أحضـانه.. وارتواء روحه من شهدها الذي افتقده لسنوات…
رفع ذقنها وتحدث قائلا:
– متخافيش إنتِ مش صغيرة … سحـبها واتجه من الباب الخلفي.. أرسل لباسم
– إنت فين يابني؟
– قدامي ربع ساعة بالكتير بس زاهر داخل عليك هو وأمنه
– كتير ياباسم ربع ساعة حاول أكتر من كدا.. دا جيش تحت.. أنا هدّخل غزل عندك في البيت وهستناك بسرعة وكلم زاهر مايتهورش ياباسم مايعملش حاجة من دماغه عارفه مجنون
– تمام.. هذا ماأردف به باسم
كانت تنظر له وهو يحادث باسم من خلال رسائله… ممسـكا بيـديها أغمضت عيناها منتشـية برائحته الرجـوليه التي تعشـقها.. مطـت شفــتيها بحزن ونظرت للأسفل عندما وجدته غير مبالي لها
❈-❈-❈
رفع يـديه وجمع شعــرها الذي يخرج من حجابها
– إحنا هنخرج من الباب دا هتروحي في بيت باسم بس إياكي تطلعي منه ولا تشغلي أي إضاءة ماشي ياغزل
– نظرت من حيث ينظر وجدت أشخاص مقنعة كثيرة يقتحمون منزلها
– مين دول ياجود عايزين إيه؟
أغمـ.، ض عيـناه من همــساتها التي حتما ستؤدي به الى الجـنون وأخذها بعيد ليريها كيف كان مشتـاقا لها..
إحتوى راحـتيها مجيبا
– دول ناس معرفهمش مين وجايين ليه.. وعلشان اعرف لازم تسمعي الكلام ماشي… وصل لمنزل باسم ودخل بهدوء
– خليكي هنا اوعي تشغلي أي نور ومهما يحصل برة ممنوع تخرجي إياكي سمعاني
تشبـست بقميصه ودموعها تسبق كلماتها.. بكـت بقـهر زوجة او حبيبة ستفـقد حبيبها
– لا بلاش تروح.. أنا عارفة مهما أقولك وحياتي مش هتسمع مني.. لاني عارفة إني مبقاش ليا لازمة.. بس علشان خاطر والدتك ياجواد علشان خاطر اللي بتحبهم والنبي بلاش تروح وتقـهر قلبي.. أنهت كلماتها وهي تنظر لعيـناه وترجوه بألا يفعل شيئا يؤ لم روحها
آهة خفيضة تحررت من بين شفـتيه… نظر لها وأجابها مستطردا حديثه:
– ماهو علشان كل اللي بحبهم وبيحبوني لازم أخلص من دول
تركها متجها لمنزلها ولكنها أسرعت عليه وضـمته وظلت تبـ.كي
– متسبنيش ياجواد علشان خاطري.. أنا آسفة والله ماهعمل حاجة تزعلك تاني
رعشة قوية ضـربت جـسده عندما استمع الى كلماتها.. ضــمها بكل مالديه من قوة.. واستطرد حديثه بهدوء
– غزل أنا ضابط يعني دا شغلي لازم أمسـك المجرمين دول واعرف هم جاين ليه.. ضــمت وجهه بين راحتيها.. رمقته بنظرات هائمة
– اوعدني إنك هترجعلي بالسلامة ياجواد
صمت هنيهة وحاول أن يتما لك الضبط على مشـاعره… فهو مازال يعاني من ألـم رو حه التي أهدرتها بغبائها
انزل يـديها بهدوء من على وجهه
– اوعدك أعمل كل اللي أقدر عليه علشان ارجع… قاطعهم رنين هاتفه الذي بفعل الصامت
– ايوة يازاهر تمام.. جحظت عيناه
– بتقول مين جه..
ابتسم بسخرية “يامرحب بالغالي جه لقدره”
رفع نظره لغزل : لو فعلا لسة عندك ليا مشــاعر ياغزل ماتخرجيش من البيت دا
ثم تركها وغادر… ولم يعلم بكم نيـران قلبها التي تحتــرق خوفا عليه
أمام منزلها… نزل عاصم من سيارته وهو يلتفت حوله… اتجه عصام له
– حضرة الضابط جه من شوية وطلع فوق
قطب جبينه وأردف متسائلا:
– ودا جه إمتى؟ … هو مكنش في سينا.. وبعدهالك يابن الألفي هتفضل تنـ.، طلي زي عفريت العلبة…
فيه حد معاه؟
– لا ياباشا هو لوحده… ابتسم بخبث وتحدث قائلا:
حلو يعني هنتــرحم على حضرة الضابط الليلة.. ثم ضحك بصخب ولا جيت لقدرك ياحضرة الضابط… رمــق عاصم عصام بنظرات تحذيرية
❈-❈-❈
– غزل اللي يلمـسها هدفنه… حذرهم ممنوع يقتربوا منها ولا يلمـسوها أما حضرة الضابط عايزه حي علشان أنا اللي استمتع بمــوته بإيــدي أردف بها متجها للمنزل… ولكنه توقف فجأة عندما وجد عدة سيارات متجهة جهة المنزل… رجع لسيارته سريعا
إبن الكـلب شكله عرف إننا جايين.. مش عايز حد حي ياعصام
في المنزل عند غزل
جلست ترتعـش كلما تستمع إلى أصوات الطلــقات النـارية التي تعم المكان وضعت يــديها على آذانها وبدأت تبكي
– يارب رجعهولي بالسلامة.. “يارب..”. اتجهت تنظر من النافذة الظلام يعم المكان إلا من ضوء القمر.. حاولت تبحث بعيــنيها لعلها تراه ويرتاح قلــبها.. نظرت للسماء وبدأت تدعو الواحد القهار
– يارب ماليش غيرك يارب… يارب رجعهولي سالم يارب.. ظلت ترددها مع ذكرها لبعض الأدعية اللهم إني استودعك إياه
بعد أقل من ساعة… هدئ المكان من طلـقات الرصاص التي كانت تحوم المكان منذ قليل… ورغم ذلك هناك الكثير من سيارات الشرطة.. ظلت كما هي مثلما
هي تجلس في مكانها مثلما وعدته لا تتحرك ولكن قلبها يتـلظى بنيــران الخوف عليه
وقف بجانب باسم…. إبن الكـلب جايب مرتزقة علشان يخــطف بنت عمه… قاطعه باسم قائلا: ويقــتلك
ضيق عيناه متسائلا
– يقتــلني؟
حمحم باسم: أيوة للأسف صـ.ـفى الراجل بتاعنا بعد ماكشف هويته
مسـح على وجهه بغضــب… أوف ياباسم أوف.. إزاي حاجة زي دي تعدي عليك… إزاي متخدش بالك إنه ممكن يتكشف
وإزاي تسيبه بعد ماعرفت مكانه
– خلاص ياجواد إهدى وان شاءلله يتمــسك
صوب له نظراته وتحدث ساخرا
– يتمـسك دا كان قدامنا ياحضرة الضابط ومعرفناش نمسـكه لا وجايب مرتزقة… نفسي أعرف جايبلهم فلوس منين
-المهم ياجواد دلوقتي غزل في خـطر…. الموضوع مش سهل زي ماكنا فاكرين… يعني زاهر هيكون معه فريق اوكيه.. بس دا مش كافي
تنــهد بألم هو يعرف مايريده باسم ولكن هل سيسطيع على ذلك
– تمام ياباسم أنا هروح لغزل زمانها مر. عوبة دلوقتي…
وقف أمامه صحيح نسيت أسألك… إنت لقيت غزل نايمة ولا إيه إزاي محـستش بيك وإنت داخل…. هنا تذكر حوريته عندما دخل المرحاض عليها…
تحرك مغادرا وتحدث بهدوء رغم حر. به الداخلية التي ذكرّه بها باسم
-أيوة لقيتها نايمة أردف بها بهدوء
وصل إلى منزل باسم وجدها تنهي صلاتها
جلس بالخارج حتى تنتهي تماما
خرجت سريعا عندما شـعرت بوجوده
-أسرعت له ولكنها وقفت عندما وجدته جالسا ينظر إلى السماء بهدوء ولا يعتني بها
– ” جواد ” اتجه بنظره لها ومازال على وضعيته… تحركت ببطئ متجه له وقفت
أمامه : إنت كويس.. نظرت لأنحاء جــسده ثم اقتربت تمــلس على جــسده بحرص تبحث عن إصـابات… رجع للخلف
– انا كويس مفيش حاجة… إزاي تيجي لوحدك هنا.. هتفضلي طول عمرك كدا مستهترة تحدث بها.. ونظرات مستـ.ـعيرة بنيـ.ـران الغضـ.ـب عليها
❈-❈-❈
جلست بهدوء واضعة رأسها بين راحتيها
– خلصت وصلة الغضــب بتاعتك ياحضرة الضابط…
تقدم منها بخطوات ثابتة كنمر يوشك الانقضاض على فريسته
– كالعادة إنسانة مستهترة… مبتفكرش غير بطفولية… إبتسم بسخرية
– أنا بتكلم مع مين أصلا.. المفروض اتكلم مع واحدة عاقلة… مش واحدة مابتفكرش غير إزاي ترضي غرورها
ألقى سهام حديثه وعيناه تقطر قــهرا منها ومن نفسه مازال جر. حه يـ ـأن وجــعا منها.. مازالت بقا يا روحه تنـزف
نظرت له لم تجد فيه حبيبها هذا شخص لا تعرفه.. اين نظرة الحب؟
لم تجد في عينيه غير جــفاء… بماذا ينعتها؟
هل هي بالفعل تلك…؟
نظرت بعمق لعيناه التي تهرب في جميع الاتجاهات لعل تجد بهما ر صاصة الرحمة لقلـبها المسكين
– من أنت؟… أين حبيب رو حي الذي اضعته؟
الهذه الدرجة حولتك من حبيب لعدو
تلاقت النظرات بينهما للحظات معدودة… نظر للبعيد وتحدث قاطع صمتهم:
– إمشي قدامي الكل قلقان على البرنسيسة عديمة المسؤلية
وقفت بإتزان عجيب وتحركت بهدوء ولم تعلق على حديثه الذي حولها لبقـايا آشلاء
ركبت بجو اره بدون حديث… اتجهت للنافذة ووضعت رأ سها عليها تنظــر بشرود وكأنها لم تعي بما يدور حولها
ابتسمت ساخرة لنفسها
– هذا الذي كنتي تَعُدي الثواني للقائه.. حركت يـديها بهدوء على صــدرها لعل وخــزة قلبها الذي شــقه لنصفين تتعافى
توجه بنظره إليها يتمنى أن يضــمها ويروي إشتــياق روحه لها.. ولكن كيف وهي التي دعسـت على كرامته ورجــولته بكل جبروت
ضربات قلـبه تتزايد من قر بها عندما أراحت برأسها على كتفه في غفوة سيطرت عليها
مســد علي كتــفها بحنان: غزل إنتِ نمتي.. همهمت بغفوتها… ابتسم بعفوية على طفولتها التي مازالت بها
نزل بذ قنه على رأسها ينتــشي برائحة عبيرها الذي حرم منها لأعوام فرضه القدر عليهما… ملــس على وجهها بحنان.. ولكنه رفع يـديه سريعا عندما تذكر إنها حرمت عليه… أغمض عيناه بقــهر… كيف لها أن تُحرم عليه آلان وهي الروح لحياته
وصلا اخيرا إلى المنزل… الجميع بإنتظارهما بعدما علموا ماحدث
اتجه حازم إلى السيارة سريعا
أسنــدها جواد على المقعد وبدأ بإيفاقتها
– غزل قومي إحنا وصلنا… فتحت عيناها الرمادية الجميلة مبتسمة وكأنها تحلم به
– “جود وحشتني “أردفت بها بهدوء ذلذل كيانه… قاطعهم حازم عندما فتح باب السيارة
– زوزو حبيبتي إنتِ كويسة؟
هنا فاقت ورجعت أرض الواقع… أعتدلت وتحدثت له متــلاشية النظر لجواد
– ايوة حبيبي أنا كويسة… إتجه لجواد
عرفت إزاي إنها هناك؟
– باسم قالي!! أردف بها متحركا بلا أهمية لها
أوقفها حازم مستندا لها عندما شــعر باإرتعاش جـسدها
❈-❈-❈
ضــمها من خصــرها متجها لمنزله … إلتفت جواد له. ” حازم ” ولكنه قطع جملته عندما وجدها بأحضــانه بالكامل… ضغــط على قبضــته حتى ابيضت وعيناه تحولت للإحمرار من شــدة غضــبه
– هذه ملكه وحده ولا أحد له حق الاقتراب منها… خطى لحازم عندما ناداه.
– فيه حاجه ياجواد؟ نظر لها جواد نظرات نــارية وهي تلتف بيـديها على خصــر حازم… يكاد يلتــهب بنيـران الغيرة
– خلي بالك منها كويس انا مش فاضي للعب العيال كل شوية أجبها من مكان
نزلت كلماته عليها كبنــزين مشـتعل داخل صـدرها… آهة خرجت من جوفها عندما شعـ.ـرت بسحابة سوداء تلتـحفها
“حازم “هذا ماأردفت بها عندما سقــطت فاقدة الوعي… تلقفها حازم بيـديه
رأها ذلك الذي يقف وهي تستغيث بحازم في وجوده وكأن قلبه الذي سقـط جـذبها من يــد حازم بقوة وصـرخ به
– إبعد عنها اخيرا فلت القوس من السهم ونطق القلب مالا يحكمه العقل
حمـلها ضــاما إياها لصـدره متجها بها إلى منزله… كان يقف في الشرفة يراقب إبنه
اتجه الى مقعده وبدأ يفكر كيف عليه أن يجمــعهما حتى لو كلفه الامر بغصبهما.. يعرف ابنه وكذلك يعرف براءة وساذجة غزل
بعد قليل يجلس بالخارج وكأن الذي يجلس بهدوئه الان هو الذي كان سيغـشى عليه من خوفه عليها
تحركت مليكة جالسة بجواره هو وحازم
– الحمدالله أخيرا فاقت… قالتها مليكة بهدوء
– هي عاملة إيه يامليكة؟
كويسة ياحازم أردفت بها وهي تنظر لأخيها الذي تبا هى بأنه منشغل بهاتفه
ولا يعلم احد بكم نيــران قلبه
وقف متجها لغرفته
– تصبحوا على خير… هـب حازم أمامه
– إنت هتنــام دلوقتي.. ابتسم جواد ساخرا
– الساعة اتنين الصبح إيه ناوي تقعد للصبح…
– أيوة اردف بها حازم ناظرا له بقوة ثم استطرد حديثه:
– تعالى لازم نتكلم ياجواد ﮂ
– انا تعبان وعايز أرتاح… بكرة نتكلم تحدث بها مغادرا لغرفته… أنا هطلع أجيب غزل ياجواد وهاخدها معايا
– مينفعش ياحازم… قالها حسين بهدوء
وقف جواد يناظر والده الذي هو ينظر له بنفس نظرته
– الأول جــوزها مكنش موجود بس دلوقتي جــوزها جه والمفروض تكون موجوده في بيت جو زها… مش كدا ولا إيه ياحضرة الضابط… ضيق عيـناه متسائلا
– إنت بتتكلم عن مين؟
– غزل ياجواد هتكلم على مين… أنا صبرت مافيه الكفاية.. بكرة هترجع مر. اتك لعصــمتك ودا آخر كلام عندي
ماذا يقول والده؟ كيف له ان ينسى إهانتها لرجولته… اتجه بخطاه له
– عادي كدا يابابا.. عايزني اتجــوز من اللي كســرتني… دا مستحيل
– معاش اللي يكســرك ياحبيبي هي كانت عيلة متعرفش ومتقصدش… ثم اضاف عندما وجد هدوئه… متنساش إن دي غزل هترتاح وهي بعيدة
– ايوة أنا مرتاح وهي بعيدة عني
تنهد حسين بحزن ناظر لحازم… روح إنت وسبها يابني وزي ماقولتلك هي في بيت جــوزها… تحرك جواد لغرفته عندما شـعر إنه سيفــقد عقله
❈-❈-❈
باليوم التالي… يجلس الجميع على مائدة الفطار سوى جواد وغزل… نزل جواد الذي مستعدا لسفره… وقف والده أمامه بغضـب عندما علم بنقله مرة آخرى بعدما رجع القاهر
– إنت بتعاندي ياجواد… خلاص كبرت على إبوك… ليه طلبت نقلك تاني قولي ليه يابني عايز تموتني
– بابا لو سمحت أنا مرتاح هناك… بس أنا مش مرتاحة… هذا مااردفت به غزل وهي تنز ل الدرج
اتجهت ووقفت أمامه ونظرت وعيناها تنسدل منها الدموع
– انا مش مرتاحة وتعبانة ياجواد… كفاية عقاب لحد كدا هتفضل تعاقب نفسك وتعاقبني لحد إمتى؟…
ربت حسين على كتفه وتحدث مقنعا إياه
– حبيبي إسمع كلام مر. اتك… نظرت بغمامة دموعها وهي تنظر لعمها وجــسدها ير تجف من كلمة مر اتك… مدت يـديها تحتــضن يــديه
– علشان خاطري كفاية لحد كدا أنا آسفة والله لو أعرف كدا مكنتش عملتها
كأنها هوى لم يستمع لحديثها… اتجه لوالده
– انا مش متجوز يابابا علشان تقولي مراتك.. غلطت وعرفت غلطي وصححته… بلاش تخليني اكــره نفسي اكتر من كدا
إلتفت إليه بوجع عندما ألقى حديثه إبتسمت بسخرية وأجابته بهدوء مفتعل رغم ضجيــج قلبها
– أعمل اللي يريحك ياحضرة الضابط.. أنا اللي آسفة إني رخصـت نفسي… لكن ملحوقة… ثم رفعت عيناها تنظر في مقلتيه بكل ماتحمل بداخل قلبها من وجع
– وأنا من النهاردة حرة في أفعالي ملكش حكم عليا.. حتى لو شوفتهم بيصـفوا دمي متعملش حا مي الحمى.. قالتها ثم خرجت مهرولة لمنزل حازم
باليوم التالي على مائدة الطعام
– عمتكم جاية بعد يومين.. اتجه بنظره لنجاة… جهزي الدور اللي فوق يانوجة علشان هتقعد كام يوم
ملــست على يــديه: إعتبره حصل… توجه جواد نظره لوالدته التي تعامل والده بكل حب وإحترام رغم جو. ازهما المعقد
“حازم ” حبيبي هعدي على رغدة النهاردة في بحث عملي لازم نعمله
– تمام حبيبتي خدي بالك من نفسك.. وخلي زاهر معاكي دايما… وقفت متجهة لجمع أشيائها تمام… نظرت لحسين
: محتاج مني حاجة ياعمو
أشار بيــديه وتحدث مبتسم
– تعالي ياحبيبة عمو عايز اقولك حاجة.. قطبت جبينها
– فيه حاجة ولا إيه؟
اخرج مفتاح سيارة ووقف ضــاما إياها بأبوية.- كل سنة وإنت طيبة يازوزو… النهاردة عيد ميلادك
انسد لت دمو عها التي كانت عالقة بين أهدابها…
أنا كنت ناسية اصلا… ربنا يخليك ليا ياحبيبي
اتجهت مليكة وضــمتها
كل سنة والجميل بيكبر وبيحلو بينا العمر كله ياحبيبتي وأخرجت لها من جيب حازم عقد به فصوص من الزمرد:
دا بقى ياحبيبتي هديتي أنا وحازم … أما صهيب اخرج من جيببه ساعة فضية اللون ولكنها جذ ابة الشكل يوجد بجوارها أنسيال يوجد في منتصفه فراشة… ابتسم لها وأردف:
كان نفسي أجيبها لون عيونك الحلوة بس ملقتش ملحوقة
ابتسمت له وأردفت ممنونة بشكر،
– شكرا ياآبيه ربنا يخليك ليا
أما الذي يقف بجوارها نظر لها وغـص قلبه من عقابه القاسي الذي أنساه عيد ميلادها
أسرع سيف وهو يضحك
– دكتورتنا الحلوة انا مجبتش هدية بس ممكن أعزمك على عشا رومانسي أردف بها وهو يغمز بعينيه
ابتسمت وتحدثت: كفاية معيدتك ليا تسلميلي ياسيفو… سحبها من يـديها والله ابدا لازم أعزمك على فيشار
وقفت وهي تضحك بدموع السعادة
– حبيبي ياسيف والله مامحتاجة فيشارك… اصله غالي اوي ومش عايزة اخسّرك… ضحك الجميع في روح دعابية من سيف… اتجهت نجاة مقبلة جبهتها
– كل سنة وإنتي طيبة ياحبيبة قلبي ودايما السعادة منورة وجهك… ثم همـست لها… هديتي الولا اللي واقف مصدوم هناك إن شاءلله يرجعلك ويكون من نصيبك
رفعت عيناها اللامعة بالدموع وأرتمت بأحضـانها: إنت أحسن ام في الدنيا
ملــست نجاة على ظـهرها بحنان
– مش هيستحمل صدقيني بيحبك وبيموت فيكي ياقلبي بس إصبري عليه
– انتوا بتقولوا إيه… هذا ماأردف به صهيب
مســحت نجاة دموعها بحنان أموي
– غزل عايزة تسافر لخلتها ليلي وحسناء فأنا كنت بقولها هقنع عمك… إيه رأيك ياحسين
– مستحيل… هذا ماأردف بها جواد بقوة
همـست نجاة لها… مش قولتلك كلام بس شوفي قلبه بيغــلي.. ونفسه ياخدك في حضــنه بس كرامــته ناقحة عليه
ضحكت غزل عليها مقبلة جبهتها… تسلميلي يانوجة… رفعت نظرها متجاهلة نظرات جواد
– إيه رأيك ياعمو عايزة اسافر تركيا وأكمل تعليمي هناك مبقتش عايزة أقعد هنا تاني
أسرع إليها جــاذبا يــديها… تعالي معايا
ابتسمت نجاة بغرور متجهة لزوجها… كله تمام ياحبيبي … اتجه صهيب إليها
– مش عيب يانوجة تلعبي من ورايا
بالحديقة صرخ بوجــهها
– عايزة إيه تسافري…؟ ماشي اتفضلي، مع السلامة بس قبل ماتسافري أعرفي إنك كســرتي دا مشيرا لقلــبه … وخلتيني اكـره نفسي
بأنفــاس مقطــوعة خرج صوتها وهي تجاهد دمو عها
دارت حوله واغمــضت عيناها واردفت
– ياااه لدرجة دي ياحضرة الظابط مش طيقــني كرهت نفسك…
جلس بهدوء مفتعل ولم ينظر لها ولكنه أستطرد حديثه بهدوء رغم حـربه الداخلية
❈-❈-❈
– عايزة إيه.. عايزة تعرفي إني مش عايزك وكرهتك… اه مش عايزك وكرهت نفــسي بسببك… عملتي إيه يثبت حبك ليا اقولك
ثورتي وهـجتي ومعملتيش حساب لجوزك اللي بيحارب في كل الجهات… لا روحتى رميتي ودنك لكــلب عارفة ومتأكدة إنه عايز يتخـلص مني… ثم استرسل حديثه قائلا:
– لا ومش بس كدا جيتي وقفتي قدام جوزك اللي هو نفس الر جل اللي كان مستعد يضــحي بحياته علشانك..نظر لداخل عيناها…كان مستعد يبيع الدنيا بحالها علشان ابتسامة من عـ.ـيونك..أكمل مسترسلا بعتاب:
– جيتي بكل فُــجر وقولتي اتمنيت غيرك…
رفع نظره للسماء وكأنه بيناجي ربه بألا يضـعفه أمامها ثم توجه لها:
– ياترى تسكتي على كدا… ابدا لا لازم ادوس بالجامد قوي لازم ادبــحه بسـكينه باردة علشان اتمــتع بدبحه واشوفه وهو بيفرفر قدامي وأكون مستمـتعة بعذابه…
واكمل معاتبا لرو حها قبله:
– روحتي بكل وقا حة وخــلعتيني…
ههه بدأ يدور حولها ونظــراته المستحقرة
وجاية بكل بساطة توقفي قدامي:
– لا لا مش معقول كدا انت كدا كويس ياحبيبي دا كنت بهزر معاك… لا معلش أنا آسفة أصلي صغيرة ومكنتش أعرف إن الموضوع يكـسرك كدا.. أنا آسفة ياجود بليز متز علش… مش دا كلامك حضرة الدكتورة المحتـرمة
– جواد لو سمحت إسمعني…
– إخرصي ياغزل مش عايز اسمع صوتك ولا عايز اشوفك عايز انسى كل حاجة مرتبطة بيكي.. عايز افوق من الوهم اللي حطته لنفسي … كل شوية تقوليلي إنت اغلى حاجة في الدنيا.. أنا بحبك.. مقدرش أعيش، من غيرك استطرد حديثه ملام
– فين إثباتك لدا فين الثقة اللي المفروض الحب ثقة… امســكها من اكتــافها بعنــف
– اقولك فين… مفيش، ايوة بح… ليه ياحضرة الدكتورة علشان إنتِ محبتنيش إنتِ خد تيني كشخصية اتمحو رت لحياتك وبس
وقفت أمامه تنظر داخل مقلتيه:
– انا بحبك أكتر من روحي مستعدة أبيع الدنيا دي كلها علشان حضــن من أحضـانك.. جواد أنا كنت صغيرة مش فاهمة حاجة
– دفعها بعيد عنه عندما وضعت يـديها على خــديه : ابعدي عني كفاية اسطوانتك للكل دي إنك صغيرة… لا إنتِ مش صغيرة إنتِ كبيرة وواعية مافيه الكفاية… دا انتي دكتورة ياحضرة الدكتورة… هو فيه واحدة صغيرة برضو تفكر في قضـية خـلع
نزل بجــسده لمستواها
– دي واحدة عايز تمــوت وتذ ل اللي قدامها مستـمتعة بعذابه… تعرف أنها خذلته ولكنها لم تيأس
– جواد لو سمحت متعملش كدا… انا تعبانة من غيرك… حبيبي لو سمحت إديني فرصة… على رغم من قوة مشــاعره لها ورغبة ملـحة عليه بأن يضـمها.. إلا إنه نظر للبعيد
– إخرصي مش عايز أسمع إسطوانة حبك دي ثم تحدث بمايقســم ظهــر البعير
– انا رميــتك من حياتي.. وانتِ ارميني من حياتك… وحافظي على كرامتك اللي دبحـ. ـتيني علشانها… قالها ثم اسرع مغادرا من امامها عندما شــعر بضعف كونه وكينونته أمامها
نزلت بر كبيتها على الأرض وظلت تبـكي لبعض الوقت ثم وقفت فجأة ومسـحت دموعها بعـنف
نظرت لسرابه وكأنها فاقدة للنطق
– طلعت قا سي اوي ….. وحياة حبي لك ياجواد لأرجعك وأنت بتتمنالي ا لرضا وزي ماعيشت من غيرك أربع سنين وانت بعيد هعيش وأنا قدامك وأقـ. ـهرك كمان
وصلت مليكة إليها بعدما وجدت حالة أخيها
ضـمتها لصــدرها
– متزعليش ياحبيبتي معلش هو لسة زعلان منك الموضوع مش سهل يازوزو…
– خلاص يامليكة هو اللي أختار وأنا برضو ليا أختيارتي أردفت بها ثم تحركت خارجة
❈-❈-❈
في شركة الألفي
دخلت نجوى الى نهى
: البشمهندس عنده اجتماع بعد ربع ساعة بيقول لحضرتك جهزي نفسك
استدارت إليها
: إزاي أنا معرفش الاجتماع دا…. تبع إيه
مطت نجوى شــفتيها:
– اللي اعرفه دي شركة أسبانية وحضرة الضابط هيكون موجود كمان علشان الباشمهندس صهيب خلاني اكلمه
نقر ت بقلمها على المكتب وهي تحاول تفكر بماذا يفكر صهيب؟
رفعت نظرها لنجوى وتحدثت
– تمام روحي انتِ على شغلك يانجوى
بعد أكثر من ربع ساعة جلست نهى بجوار صهيب في غرفة الاجتماعات… دلفت فتاه ممشو قة القوام.. ذات عيـون زرقاء، وشــعر أصفر قصير
دخلت وألقت التحية على الموجودين
صهيب.. نهى وبعض الأعضاء، المسؤلين من الجانب الإداري
بدأت تتكلم مع صهيب بلغتها الأسبانية وبعض العربي المكسر:
– أريد اعرف لماذا لم يحضر حازم هذا الإجتماع؟ توقعت إنه سيكون موجود
رد صهيب بلباقة:
– عذرا فهو اليوم لم يكن موجود بالقاهرة.. واكيد سيكون موجود في المرات القادمة. بدأت تتحدث عن العمل الذي سيجني كلا منهما من هذا المشروع… وهو عبارة عن منتجع سياحي بإحدى القرى السياحية
بعد اكثر من ساعتين… ودعها صهيب ونهى
تنـهد صهيب بعد خروجها
– معرفش حازم رافض التعامل معها ليه… مع إنه بيقول الشراكة معها كويسة للشركة
ضــيقت عيـناها مستفهمة:
– طيب ليه رافض… ممكن يكون فيه حوار منعرفوش؟
ابتسمت له واردفت بيقين
– شكلها معجبة بحازم… انا لاحظت لهـفتها في السؤال عليه
مسـح على وجـهه بعـنف
– فعلا حازم قالي حاجة زي كدا… هو شايف إنها هتكّسب شركتنا.. بس هو رافض التعامل معها نهائي علشان مليكة
امم… اردفت بها نهى
– بس ياحبيبي كدا مش كويس ابتسم بسخرية واردف قائلا:
– عارف هنشوف كدا مليكة وبعدين نتكلم
اتجهت وجلـست أما مه على المكتب حمحمت وأمســكت باالكر افيت… بقولك ياحبيبي:
– جواد جه ولا لسة… ضيق عيناه مستفهما
– بتسألي عن جواد ليه يانهى
ضــمت شــفتاها للامام:
– عايزة اعرف ياصهيب ومتقوليش مالكيش دعوة غزل صعبانة عليا اوي
جـذبها بقوة حتى اصطــدمت بصـدره العريض: انا قولتلك ميت مرة ياحبي
بلاش ندخل في حياتهم هما حرين.. ملــست على وجـهه بحنان مستخدمة اسلـحة الانثى في إقناعه:
– صهيوبتي لازم نرجعهم لبعض مش كدا ولا إيه…ا
ثم أردف بهدوء:
– جواد رافض خالص كلنا حاولنا معه يانهى.. وبعدين متنسيش غزل اللي كتبت النهاية بإيـدها
تنهــدت بحزن ونظرت بعينين لا معة بدمعاتها
– لازم أساعد غزل ياصهيب إنها ترجع لجواد… متنساش إنها السبب في إننا نكون مع بعض.. أغمـضت عيناها متذكرة حديثه
– جنى دي كانت أكبر وأعظم حب ليا.. ساكن جوا قلبي.. لانها زي الملاك مستحيل أنسا ها دي غير خالد خالص
قطبت جبهتها ممكن أسألك
– ماتت إزاي؟ أنا فاكرة غزل قالتلي ماتت في حادثة… نظر حوله وترقر قت عيـناه بالدمع لذكرى حبيبة الرو ح رفع رأسه وألامه قلبه وبدأ يتحدث
– كانت مع جاسر بعد ماجواد اخدني المستشفى حالتها كانت صعبة دخلت في صد مة عصبـية من اللي شافته .. جواد ركب الاسعاف معايا وقال لجاسر يلحقه بيها
تنـهد بحز ن واكمل استرسال لحديثه
– طبعا القوة مشيت بالمجر مين للمركز
وجاسر لوحده متجه للمستشفى بعد ماقبضوا على المجرمين واخدهم باسم والدنيا كانت آمان… لحد ماجم قبل المستشفى بكام كيلو قطعوا الطريق على جاسر استغلوا إنه لوحده
❈-❈-❈
كانوا عايزين يكــسروا جواد بأي طريقة… وطبعا مش هيلاقوا أحسن من مرات اخوه اللي أستغلوا اختها وعرفوا حركة سيرنا ثم استطرد مفسرا
حاوطوا جاسر طبعا وضربوه، وكان هيمـوت فيها… فضل في غيبوبة حوالي شهرين..
نظرت له واردفت بإر تجاف شــفتيها
وجنى عملوا فيها إيه؟
آه خفيـضة خرجت من صــدره مشـتعلة بلهـيب الحـسرة وذكريات الماضي تؤلـم رو حه… انسد لت دمعه فجأة كأنها رفضت عصيا نها له
– اغتصــبوها ومو توها ور موا جثتها في عربية جواد قدام الفيلا بتاعتنا
آه خافضة ثم وضعت يـديها على شــفتيها من الصدمة
بكـت بنشـ.يج على كم الآلام الذي يعتري صـدره وعلى عر وس الجنة…
ظلت دمو عه تتساقط وهو ينظر في جميع الاتجاهات
حتى لايشــعر بالشفـقة في حضرتها
بسطـت يــديها وربتــت على يــديه بحنان
– ادعيلها ياباشمندس… ربنا يرحمها
مسح دموعه بقوة وحاول الخروج من حالته قائلًا:
– ربنا يرحمها… إحنا قلبناها نكد كدا ليه.. تيجي نتمشى شوية على النيل
فر كت يـديها ونظـرت للإسفل
– آسفة انا اتأخرت ويادوب أروح علشان بابا ميقلقش
– تمام تعالي علشان أوصلك… خرجت من ذكرياتها عندما ملـس صهيب على وجهها
– مالك يانهى… هـزت رأسها ثم تحدثت قائلة:
– مفيش حاجة انا عايزة اعدي على غزل قبل مااروح… ز فر بضـيق
– على فكرة الدنيا شا يطة من إمبارح في هجو م كان في البيت اللي كانت فيه ولولا جواد كان زمانهم خطـفوها
قطبت حاجبيها:
هو جواد جه مش المفروض يجي النهارده
– جمع أشياؤه تعالي نروح وأحكيلك في الطريق
في بيروت
مدينة الجمال والدلال
في منزل يشبه القصور تجلس بثينة أمام ناجي وهي تضع ساق فوق الأخرى تنظر له بمقت… لوت شفـتيها متذمرة من اسلوبه المخا دع لها
– هنفضل هنا كتير ياناجي بقالنا أربع سنين عايزة أرجع مصر
مط شــفتيه للأمام وتحدث بغلاظة
– وترجعي مصر ليه يابوسي علشان ابن الالفي يقبض علينا… نسيتي عمل فيكي إيه آخر مرة… ذهب هيثم الذي يجلس بجوارهم بذاكرياته لأحداث تلك الليلة
❈-❈-❈
فلاش باك
– جلس هيثم بجوار سيف الذي ينشغل بالحديث مع صديقه اتجه هيثم لقسم المشروبات واضعا له مسحوق الهير. وين في فنجان قهوته… ثم تحرك سريعا عندما حملها النادل متجها له… دلف جواد لذلك الكافيه وهو يبحث عن أخيه عندما علم بهوية هيثم… إتجه له وجلس بجانبه…–
– حلو الكافيه دا بتيجوا هنا على طول
اماء ياسين صديق سيف
– بقالنا سنين وتحس العاملين فيه اصحابنا
امم نطق بها جواد وهو يتفحص المكان بعينيه… رفع نظره لكوبان القهوة الموضوعان أمامهما.. وأمسك بكوب أخيه
– قوم هاتلك واحد وأنا هشرب دا إحنا قهوتنا واحدة… تحرك سيف بالفعل لجلب قهوته… شرب منها جواد شر فة وبدأ يتذ وق طعــمها وفجأة هبّ سريعا متجها لأخيه… وتحدث بغموض أمام الجميع
– حلوة القهوة دي مين عملها…. نظر له شاباً في اواخر العشرينات
– أنا اللي عملتها حضرتك فيها حاجة… ظل ينظر للشاب بهدوء لكى يرى إنفعالاته ولكن الشاب هادئ الطباع… اتجه للمسؤل
– عايز اشوف تسجيل الكاميرات… ثم بسط يــديه بكرنايه الشرطة… خرج من ذاكرياته
عندما تحدثت بوسي
– عملت إيه ياهيثم في الشـحنة الأخيرة كله تمام
– كله تمام يامدام والتسليم كان آمن يعني متخافيش… ضحكت عليه وأردفت بسعادة:
– كنت عارفة إن د ماغك دي ألماظ ياهيثم تسلملي.. ثم غمــزت له بعيــنيها بعيدا عن زو جها الذي يتابع هاتفه باهتمام… وقف سريعا وأردف
– شوفتي اللي حصل المركب غر قت بالبضاعة اللي رايحة على مصر
في فيلا حازم مساءاً
جلس حازم وغزل يتناولان عشائهما بعد سفر ميرنا وليلى المضطر بسبب حادث ز وج ليلى
– تنــفس حازم بهدوء كي لايظـهر تعـصبه من غزل عندما تركت منزله قاصدة الجلوس بمفردها في منزلها… نظر لها ثم أردف متسائلا :
– ناوية تعملي إيه ياغزل… ينفع اللي عملتيه دا.. إنتِ مفكرة جواد هيسكت ولا أنا هسيبك
أجابته بنبرة لا تقبل المجادلة
– معدش فيه جواد ياحازم… وبعدين لازم اعتمد على نفسي.. بكرة إنت تتجوز ولازم يكون لك حياتك الخا صة
وقف وأقتــرب منها وأردف مطئنا إياها:
– حبيبتي إنتِ زيك زي ميرنا مستحيل از هق منكم مينفعش اسيـبك لوحدك ياغزل.. إنتِ شايفة عاصم عايزك بأي طريقة…
ابتسمت ساخرة وأردفت
– سبحان الله شوف عاصم عا يزني وغيره رافـضني… أنا قررت ياحازم لو سمحت سبني على راحتي وبعدين دا البيت في وش البيت متخافش عليا حبيبي… قطع حديثهم صهيب عندما دخل عليهما
وقفت مستأذنة … صعدت لغرفتها وبعد قليل نزلت تجـر حقيبتها خلفها… كان يجلس الثلاثة يتناقشون في المشروع الذي جلبته الشركة الأسبانية
اتجه يبحث بعيــنيه عليها.. حزن من نفسه عندما اقسى عليها اليوم هو يعرف حينها إنها لاتعي مافعلته ورغم ذلك لم يتقبل جر حها… ظل طيلة اليوم وهو يؤ رق رو حه ويتذكر حديثها عن عشـقها الجارف المتــيم له… لم تعلم إنه يئن ويحتــرق مثلها بل نيــران عشقه لها لم تخـمد بل تزايدت وأشتــعلت في إقترابها
❈-❈-❈
رأها تسـحب حقيبتها وتنادي على حازم
– زومي أنا ماشية حبيبي ولو فيه حاجة هكلمك… لا تعلم إنه بالداخل ظنت إنه صهيب لأنها لم تراه عندما دلف للمنزل
وقف سريعا متجها إليها وجدها تحمل كتبها بيــد وتسـ.حب حقيبتها باليــد الأخرى
– رايحة فين؟ هذا مااردف به جواد
تفاجأت بوجوده ورغم ذلك تما سكت ونظرت له بهدوء
– رايحة بيت ابويا هستقر هناك!!
حاول تمالك أعصـابه والسيطرة على غضــبه قدر المستطاع… زفر بحنق
– اطلعي فوق ومتخلنيش أفـقد أعصـابي
لم تتحمل أوامره التي عاد بها لزمنه… ورغم ذلك سيــطرت على نفسها
– مينفعش ياآبيه قالتها وهي تنظر في مقلتيه…استرسلت مقنعة إياه لازم أستقل بنفسي.. عمتك هتيجي وإنت عارف أنا وأمل مش هنرتاح مع بعض… تحرك حازم وصهيب اليهما
– فيه إيه ياغزل إنتِ رايحة عندنا ولا إيه.. اتجهت بنظرها لصهيب
– لا ياآبيه رايحة بيت أبويا وأخويا… هو مينفعش أعيش فيه ولا إيه . عايزة ارجع احــس بالدفى تاني… والدفى دا مش هلاقيه غير في مكانهم… أنهت كلماتها بنظـرة يملؤها الحز ن.. مصـوبة له لينــزف قلبه
شعـر بأنها سد دت لقلبه طـعنة قوية… ورغم ذلك تحدث بهدوء:
– ارجعي أو ضتك ياغزل.. مينفعش تكوني لوحدك وبيوتنا مفتوحة… متنسيش إنك وصية عندي… أمل متقدرش تقـرب منك
هنا تذكرت الوصّية التي دمــرت حياتها رغم المفروض تكون سعادتها
جلست ووضعت رأ سها بين راحتيها
– انتوا ليه مش عايزين تفهموا إني مينفعش أقعد عند حد لازم أكوّن حياة خاصة بيا… إتجه صهيب لها وجـر حقيبتها وامســك بيــديها
– تعالي يازوزو اوديكي البيت عندنا هترتاحي عارف
– “لا” أردفت بها بقوة حاولت تهدئ من غضـبها وأستطردت حديثها:
– أنا هروح بيت أبويا وياريت تحترموا رغبتي
ظل ينظر لها وهناك دافع يحركه أن يتجه لها ويضــمها وهناك دافع إخر يحكي له
– هذه التي كـسرتك.. لا تشـفق عليها… ماذا يفعل لكي يخرج من حربه الداخلية بين العقل والقلب؟ خرج من صراعه مع نفسه:
– تمام عايزة تروحي روحي بس مليكة هتقعدي معاكي ومفيش خروج غير لما تقولينا…
– حاضر تحدثت بها ثم تحركت مغادرة
❈-❈-❈
جلس يمسح على وجــهه بعـنف فهو يشــعر بالعجز لا يعلم ماذا يفعل…
اتجه للحديقة راحت ذاكرته لجاسر
قبل مو ته بيومين جلب قهوتهما وجلس
نظر جاسر للنجوم متحدثا
– بيقولوا الضباط معندهمش مشـاعر ولا أحا سيس ياخي بينـعتونا بالحيوانات معرفش ليه… يعني مستحيل نقول كلمة حب
قهقه عليه جواد.. واردف ضاحكا من اللي بيعملوه فينا المجر مين
رفع جاسر حاجبه – هو فعلا إنت هتقولي دا أنا أكتر واحد عارفك دا المجرمين بيترعبوا من القسم بتاعك ياأخي… لكمه في كتفه وتحدث:
– بس يالا عايزني اطبطب على المجر مين..
ضيق جاسر عيــناه
يابني فيه حاجة إسمها الر حمة… ياعيـني عليكي ياغزل دي مش هتاخد في إيــدك خنا قة هتعلم على وشك زي ماعلمت على الكل والبركة فيك
قطب مابين حا جبيه وغزل مالها يابني
مازال ينظر للسماء : مالهاش ياجواد مش يمكن تكون مر اتك
قهقه عليه دا إنت شكلك مبر شم حاجة يالا… ثم اكتمل حديثه… قول متخافش:
سند جاسر مرفقيه على الاعشاب ونظر داخل مقلتيه
– هتستحمل تشوفها في حــضن حد تاني ياجواد.. أحـس بو خزة مؤلمة في صـدره.. جلس صامتا كأن الحروف خرجت من شــفتيه
فرد جاسر جــسده على العشب ونظر للنجوم المتلألئة مرة آخرى
– الموضوع صعب مش كدا… عارف إنه صعب وممــيت.. ثم رفع نظره وأردف مطئنا
– بس بإيـدك إن تخليه أسهل مايكون
– إنت عارف بتقول إيه ياجاسر أردف بها جواد متسائلا؟
– أنا أعرف حاجة واحدة بس إنك بتحبها وهي بتحبك يبقى نروح للممكن ونبعد عن المستحيل ياحضرة الضابط… أعرف أختي متهو رة بس دا علشان سنها الصغير.. بكرة تعقل وتكبر ساندها بس ياجواد… وريها الصح من الغلط.. هي بتثق فيك أكتر مابتثق فيّا..
– إسكت ياجاسر وإياك تفتح معايا الموضوع دا تاني…. وقف جاسر
– غزل متعلمتش من الدنيا غير على إيــدك وللأسف علمتها القوة في الرد قبل ماتدلها الاحتواء ياصاحبي… ودا اللي خلاها متسبش حقها مع حد.. بقت عاملة زي القطة الشر سة بتجيب حقها بالعــنف واكمل مسترسلا
– خايف ترجع تشتكي في وقت من الأوقات.. بس الغلط عندي من الأول.. كان أنا أولى بيها إني أعلمها إزاي تاخد حقها
خرج من ذكرياته وبدأ يربط الاحداث التي أوصلت بهما لتلك النقطة… ومازال سؤال جاسر يراوده… هتستحمل حد غيرك يضـ. ـمها
هبّ واقفا و توجه لمنزلها…استدعى العاملون بالمنزل وبدأ يعطيهم الأوامر المشدّدة للحفاظ على أمنها وسلامتها
صعد لغر فتها قام بالطرق عليها
دلف بعدما اذنت له.. كانت تعتقد العاملة تجلب لها قهوتها… وجدها تجلس بهدوء وتدرس بعض محاضراتها… ممكن أدخل
نظرت حولها… واردفت بهدوء:
: لحظة، أسرعت تضع حجابها على شعــرها… هنا نغـزه قلبه هذه التي كانت ملكه أصبحت غريبة ومحرمة عليه تحدثت
– أتفضل… دلف ينظر بإشتيا ق لغرفتها ذات الطابع الانثوي الطفولي…
عاملة إيه في مذاكرتك… حبيت نرجع زي زمان وننسى المشاكل شوية
اطبقت جفنيها أكيد طبعا إنت هتفضل مهما كان جواد ثم نظرت للأسفل ولم تنظر له
– الحمدلله ماشي الحال… المواد تمام.. بس فيه بعض التحفظات على العملي.. تحــسه تقيل… لحظات ونسيت ماصدر منه.. وبدات تتحدث معه في كل شيئا يخص كليتها
كان يجلس يضع يـديه على خــديه ويستــمتع لحديثها… حدث حاله
– ايعقل الذي تجلس أمامه هذه غزل.. اين الطفلة الطائشة التي كانت مليئة بالحيوية
كبرت ونضجت وأصبحت أكثر خبرة وتعقل.. أنهت حديثها وهي تبتسم اتجهت بنظـرها له وقفت عن الحديث عندما وجدته على هذا الحال
حـمحم عندما وجدها توقفت…
– مليكة هتيجي بعد شوية… انتي لسة تحت الوصاية لازم تاخدي بالك مش عايز غلط ماشي… أردف بها متحركا للخارج.. هروبا من مشا عره
جلـست مذهوله من ردوده التي أصبحت لاتطاق كما خيل لها
كزت على أسنا نها منه وتحدثت بغيــظ
– مستــفز وبا رد ياجواد… ثم ابتسمت
بس بحبك اوي .. ونظرتك اللي بتحاول تخبيها عن الكل مستحيل تخبيها عني.. رُحماك بي حبيبي
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
اتجهت للفيلا الخاصة بهم هي ومليكة لتناول الفطار
كان حسين يترأس المائدة وبجواره جواد من جهة وزو جته من الجهة الاخرى… اتجهت الفتاتان بعد إلقاء تحية الصباح وجلسو لتناول الفطار… وكالعادة تجلس بجوار مُتيم رو حها وفي المقابل تجلس مليكة بجوار حازم الذي انضــم هو كذلك امراً من حسين أما صهيب فيجلس في مقابل والده… ابتسم وتحدث
– بس إيه الكرم دا ياسحس مديني مكانة اعلى مني أه والله… ضحك عليه الجميع على دعابته.. نظر حسين وتحدث قائلا:
– حدد ميعاد فرحك ياصهيب كفاية كدا هتفضل تأجل لحد إمتى؟
اتفق مع حازم وشوفوا يوم ونجو زكوا بقى نفسي افرح
صو ب صهيب نظـراته لجواد الذي يأكل بهدوء ولم يهتم بحديثهم… كل مايؤرق روحه هذا الملاك التي تجلس بجواره ولم تتحدث تتناول طعامها في صمت…
– إيه رأيك ياجواد… هذا ماأردف به حسين
– رأيى في إيه يابابا
– إنت شكلك مش معانا خالص…
دخلت أمل ووالدتها التي تدعى أشجان
وقف الجميع لتحيتهما.. أسرعت أمل تحـ. ـتض خالها
– اشتـقتلك كتير خالو.. شو هالغيبة اللي غبناها عنك
ضـمها حسين بحضن أبوي
– وانتِ كمان وحشتيني يابنتي.. عاملة إيه كبرتي وحلوتي أهو
بعد قليل جلس الجميع لتناول القهوة.. جلست بجوار جواد.. وتحدثت بابتسامة واسعة:
– وحشتني ياجود أخبارك إيه..
نظر لغزل التي تنشغل بهاتفها وتبتسم كأنها تتحدث مع أحداً أجابها بابتسامة متكلفة
– كويس ياأمل إنتِ عاملة إيه؟
الحمدلله وحشتيني اوي يا جواد معقول تفضل لحد دلوقتي من غير جواز علشاني
هب واقفا… عندي شغل لازم أمشي
وقفت أمامه وامســكت يــديه أمام الجميع:
– لسة زعلان مني ياجواد… صو بت غزل نظـرها له بعيــون لامعة
اتجه سريعا ينظر لها: مفيش بينا حاجة علشان أسا محك ولا لا..ثم تحرك مغادرا سريعا
❈-❈-❈
مساءً يجلس الجميع في جو من المتعة
توجهت أمل لمنزل غزل دخلت تتـدلى بمشيــتها فهي عرفت من والدتها بزواجها من جواد.. انتظرتها حتى عادت من جامعتها حتى تضا يقها
كانت تجلس غزل تقرأ وردها اليومي
دخلت وهي تبتسم بخـبث
– عاملة إيه يازوزو… كلية الطب صعبة مش كدا؟
أغلقت مصحفها ونظرت لها واجابتها بهدوء:
هي مش صعبة اوي للمتفوق.. وقفت واتجهت لها تعالي واقفة ليه ثم تحدثت:
– تشربي إيه ياابلة أمل مش ابلة برضو
ردها جعل امل تستـشاط غضـبا… ولكنها تحدثت بخبث : لا مستنية جود لما يجي بدنا نتعشى سوا… أكيد فاكرة إننا مفينا نعرف ناكل من غير بعــض
جلست غزل واضعة قدما فوق الأخرى
– أيوة طبعا فاكرة.. وفاكرة كمان حركاتك كلها علشان تجـذبيه
مطـت أمل شــفتيها وتقدمت وجلست بجوارها : لا معلوماتك ناقصة قصدك كنا بنحب بعض… قطع حديثهما صهيب عندما دخل
– عاملين إيه ياصبايا.. ياله عشان نتعشى جواد جه.. أسرعت أمل للخارج
– أنا كتير جوعانة ونفسي كتير مفتوحة
جلس صهيب بعد خروج أمل
– عاملة إيه ياغزل؟
تنهـدت بحز ن وتحدثت قائلة:
– الحمدلله يا آبيه ماشي الحال .. اقــترب وجلس بجوارها مربتا على ظــهرها
– عارف أنا قسـيت عليكي الفترة اللي فاتت.. ونفسي نرجع زي زمان
ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها
– قول للزمان إرجع يازمان ياآبيه… كنت رجعت أنا وجواد لبعض
زفر بضيق من اسلوبها الذي بدأت تستخدمه معه في الفترة الاخيرة
– طيب تعالي نتفق ونرجعه تاني
استدارت بجــسدها واردفت له
– آبيه صهيب أنا تعبانة وعايزة أنام
وقف ونظر لها بحزن تمام ياغزل زي ماتحبي
❈-❈-❈
بعد ساعتين
وقف حسين امام جواد
“جواد ” أردف بها حسين بقوة… اتجه بنظره لوالده..
– هو لدرجادي محدش قدرك… ز فر بضـيق متجها لوالده
– بابا أنا تعبان أرجوك بلاش تضغط عليا.. خلاص اللي حصل حصل.. هتفضل كدا لحد إمتى
قطب جبينه بعدم فهم.. هو فيا حاجة ماأنا كويس
– كويس تمتم بها حسين طيب اسمعني علشان مش هكرر كلامي تاني… أعمل حسابك كتب كتا بك على أمل بنت عمتك يوم الجمعة اللي جاية
وقف بإتزان وخطى حتى وصل لحازم.. هو أنا صاحي ولا بحلم.. امسـك بيـد حازم.. لا والله دا حقيقة… وفجأة ظل يضحك ضحكات صاخبة… ناظرا لصهيب… أنتوا سموني بعد كدا الجمعية التعاونية للزواج.. ثم صعد غرفته وهو يقـهقه كالمجنـون
اتجهت لحسين بعد صعود جواد… ونيـران قلـبها بالاشـتعال
هو مين اللي عايزه يتجو ز معلش أصل سمعي تقيل
رفع صهيب حاجبه بتسلية:
“الجمعية التعاونية للز واج يابت وبعدين وانتِ مالك… ابننا وعايزين نسـتره… اسرعت اليه ممسكة بشعـره الناعم
إلهي يسترك عذرائيل ياصهيب الكلـب
فاقت من حلمها وهي تكاد تتــنفس بصعو بة من هذا الكا بوس… مسـحت على وجهها وبدأت تستغفر ربها… يتجوز لا مستحيل
في صباح اليوم التالي بعد ماادت فرضها وقرأت وردها اتجهت لفيلا الألفي
وجدتهم يجلسون يتناولون طعام الافطار
❈-❈-❈ ”
كانت أمل تجلس بجوار جواد وهي تتحدث معه بسعادة ولكنه غير مبالي .. اغمضت عيــناها بحزن عندما وجدتها تجلس مكانها
اتجهت وجلست بجوار صهيب بعدما ألقت تحية الصباح… اتجهت أشجان تردف بخبث:
– ليه ياحبيبتي نقلتي انا كنت عارفة إنك قاعدة هنا… اوعي تكوني زعلانة من أمل علشان أخدت اوضتك اللي جنب أوضة جواد
شــعرت بغــصة بحـلقها ولكنها رفعت نظر ها وتحدثت بهدوء:
– أنا ليا بيت كنت قاعدة هنا لظروف معينة بس دلوقتي.. مينفعش اقعد هنا وبعدين دي مش اوضتي… دا كان جناح لجواد.. بس حضرتك عارفة جواد مكنش بيرضى يخليني أبعد عنه… تقولي إيه طفلة بقى
ثم استطردت حديثها مفسرة
– أنا مسبتوش علشان أمل ولا حاجة ابدا.. انا حبيت أشـعر بكياني في بيت بابا وماما.. هنا كان بيتنا كلنا لما بابا كان عايش.. بس بابا مش موجود يبقى اولى بيا بيت باباي ، مش كدا ياعمو
أجابها حسين الذي لم يعجبه الحال
– لا مش كدا ياغزل.. دا بيتك قبل أي حاجة.. من إمتى وإحنا بنفرق بينا ثم استرسل حديثه:
– بيت ابوكي الله ير حمه مفتوحلك يابنتي في أي وقت.. بس الأصل هنا في بيت جو.
زك
وقفت أمل مردفة بخبث:
– ايه دا هي غزل اتجو زت تاني ولا إيه وياترى مين من ولادك ياخالو المرادي… بعد ماجواد مستحملهاش
هب جواد واقفا وصاح بوجهها:
– ياريت تخليكي في حالك ياأمل.. اللي بيني وبين غزل مش عقد جو از بس… بينا عمر يابنت عمتي… أردف بها بسخرية
وقفت وجمعت أشيائها واردفت وهي تنظر له:
– عندي سكشن ساعتين ممكن تجيلي، على الكلية فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه
أردفت بها وهي تتلاشى النظر له
– تمام هشوف شغلي لو عرفت آجي هاجي
إسمها هاجي ان شاء الله ياآبيه
أغمض عيــناه بوجع-
الأمس كنت الحبيب واليوم الاخ.. نظر لملا بسها بتقييم فقد تغيرت كثيرا بلبــسها الواسع وحجابها الذي، اعطاها هالة من الجمال
أسرعت أمل تمــسك بيــديه خد ني في طريقك ياجود عندي مشوار للمهندسين
وقفت غزل وهي تنظر له بوجع
“- امل” تذكرت هذه الفتاه التي كانت تعشقه بالماضي ولكن تركته وسافرت في غموض وحتى هو يكن لها مشــاعر وهذا السبب جعله يمنع جو ازه واليوم رجعت لتلهب مشــاعره مرة أخرى
وقف متجها لها ولكن لاحظ شرودها
– يالة علشان اوصلك في طريقى
– لا متشكرة أنا هروح مع زاهر… وتحركت سريعا بينما هو خرج مغادر لسيارته هو وأمل
– براحتك أنا عزمت وإنتِ رفضتي… قالها وهو يسير خلفها… وقفت واتجهت له
– شكرا ياحضرة الضابط… الله الغني على مساعدة معاليك..روح شوف ست الحسن بس ياريت متتأخرش
لاحت ابتسامة على وجهه، ود لو يضـمها في هذه اللحظة جميلة تخطـف العقل والقلب معا… ولكن ماذا عليه ان يفعل؟
بعد ساعتين وقف امام كليتها ينتظــرها بالخارج ولكنها تأخرت عن موعدها… دخل القـلق لقــلبه
نزل من السيارة متجها الى القاعة التى تقام به محاضرتها
وصل ووقف أمام الباب.. ثم قام بالطرق على الباب المنشود
دخل بهيئته الرجولية.. نظــر لاستاذها
ثم بحث عنها في المدرج… وجدها تجلس بجــوار صديقتها الجديدة رغدة
اتجه محي الدكتور الذي على عــلاقة به منذ دخولها الجامعة.. لمعرفة أخبارها
– حضرة الظابط حمدالله على السلامة
– إزي حضرتك يادكتور يحيى… آسف اني قطـعت محاضرة حضرتك… بس قلـقت على غزل… وقفت إبنة الدكتور التي تدعى بمايا ، متجهة اليهما
اهلا بحضرتك ياحضرة الظابط… حياها برأ.سه.. ثم أردف بمجاملة
– أهلا دكتورة مايا… اتجه بنــظره لجنيته الصغيرة…
– اسف ممكن اخد غزل… اتجهت مايا لغزل تنــظر لها من تحـت لفوق ثم تحدثت إليه مبتسمة:
– ايه يابابا مش حضرتك ناوي تعزم حضرة الظابط على قهوة ولا إيه
ابتسم جواد بمجاملة
– لا والله آسف مشغول جدا.. لازم اخد غزل ونمشي.. مرة تانية إن شاءلله
اتجه لغزل التي تجلس بهدوئها الغير طبيعي… وهي ترمــقه بنــظرات نارية
– يالة ياغزل بعد إذن حضرتك طبعا يادكتور.. مطت مايا شفـتيها وهي تكاد تحـترق بنيـران الغيــرة من هذه الغزل.. وصلت غزل أمــامه ولم تتحدث… جـذبها من يــديها متجها للخارج
ركبت بجـواره ولم تتحدث .. مرت الدقائق عليها كالسـيف… رغم النيــران التي تشتــعل بصــدرها من تلك المايا… إلا انها التزمت الهدوء والصمت
رمقها بنــظراته الهادئة كعادته منذ رجوعه
– جتلك أهو زي ماطلبتي… ممكن أعرف هنروح فين..
– على الفيوم.. قالتها بهدوء ممــيت لقــلبه وهي لم تنــظر له
مســح على وجــهه بغــضب من برودها التام.. اتجه بجــسده ينــظر لها
ممكن أعرف حضرة الدكتورة عايزة ايه مني بالضبط… كلمتيني وقولتي تعالى بعد ساعتين على الجامعة عايزاك… ودلوقتي بتقولي وديني الفيوم… حد قالك اني الشوفير بتاع الهانم
اهتزت نظــراتها امام ثــورته.. ورغم ذلك تمسكت بثابتها ورمــقته بنــظرات تعـسيفيه لحديثه
– انا لسة ماوصلتش لسن الخمسة والعشرين.. على مااعتقد فهمت معنى كلامي ياحضرة الواصي ضــربت في دماغي انزل الفيوم دلوقتي مين هيوديني غيرك… ولا عايزني الجأ للغريب زي ماحضرتك لجأتله..
ابتسم بسخـرية وهو يجيبها بسخـط من أسلوبها المســتفز
– لا ياحضرة المتوصي عليها.. وآسف عطلنا حضرتك عن وقتك الثمين.. بس ياترى مافكرتيش إن وقتي انا كمان ثمين.. وعندي ماهو اهم من الطفولة الساذجة دي
كانت كلماته جمـرات مشتـعلة دلفت لثنايا روحها لتكــوي قلــبها من نـ.ـار جــفائه المتعمد
رفعت نظـارتها مردتية إياها… اوكيه هتصل بزاهر يوصلني مكان ماانا عايزة.. وشكرا لتــعب حضرتك…. اتجهت تفتح باب السيارة… امســكها بعنـف
– إنتِ مفكرة نفسك مين علشان تتأمري فوقي ياغزل بدل وحياة ربي أخليكي تندمي إنك قابلتي واحد اسمه جواد في يوم من الايام… اظلمت عـيناه بشكل مخــيف… ثم أشار بسـبابته
– لأخر مرة هحذرك تتجــنبي شـري.. قالها ثم قاد السيارة بسرعة جنــونية متجا للفيوم
في منزل نهى عادل
دلف والدها إليها
– عاملة إيه حبيبة ابوكي.. وأخبار صهيب إيه… ابتسمت بحب لوالدها الحنون
– الحمدلله ياحبيبي.. صهيب كويس
❈-❈-❈
ملـس على شعــرها بحنان قائلا
– ايه ياحبيبتي مش ناوين تتجــوزوا بقالكم كتير يابنتي مخطوبين
تحدثت مشا.كسة.. إيه ياسي بابا زهقت مني ولا إيه
تنهد والدها بحــزن… مش موضوع إني زهقت يابنتي موضوع نفسي أفرح بيكي
حضـنته ربنا يباركلنا فيك يابابا يارب
ابتسم بحب لها… دخلت منيرة والدتها إليهما
– إيه شغل العـشق الممنوع دا يانهنيهو
ضحكت بصــخب على والدتها واردفت مبتسمة:
– شوف موني بتغير عليك ياسي بابا
ربتت والدتها على ظـهرها
– ربنا يسعدك ويفرح قلبك حبيبتي يارب.. شكل صهيب راجل اوي وبيحبك كمان
هنا تذكرت اول لقاءات الحب بينهم
فلاش باك
جلست أمامه
– تشربي إيه… نـ.ـظرت له وتحدثت
– اي عصير فريش
اتجه بنــظره للنادل
– واحد عصير فريش فروالة… اردف بها وهو ينــظر لها
ابتسمت وتحدثت
– ماشي فراولة.. فراولة
ثم اتجه مرة آخرى للنادل
– وهاتلي اسبريسو من فضلك
– مقولتيش موضوع إيه اللي كنتِ عايزاني فيه من الواضح كدا مش مرتبط بالشغل
آهة خرجت من جوفها ثم توجهت بنـظرها له: آسفة مكنش قصدي اضايق حضرتك
وصل النادل بطلباتهم
امــسك قهوته ورفـعها مرتشفا بعضا منها… ثم رفع نـظره لها
– عادي من حقك طبعا… انا اللي آسف كان المفروض مكنش متطفل
نظــرت للبعيد ثم تحدثت بحــزن ووجع قلبها
– كان بينا قصة حب او ممكن افتكرت إنها حب.. لحد ماجه في يوم واتصــدمت في شخص كنت بعتبره الحياة… وفجأة تكتشف نفس الشخص هو اللي مـ.ـوتك بالحياة
ارتشف من قهوته بمهل واستمع باهتمام مع نظــراته المحللة لحركات وجهها الحــزينة
توجهت له وشــعرت بغـصة كبيرة تمنع تنــفسها
– باعني في اول محطة… جري ورا مستقبله.. زفرت بألــم
– خطب بـنت دكتور في الجامعة هو كان معيد وقتها بس تقول إيه طــمع المناصب.. او ممكن تقول إنه ميستحقش الحب دا
مط شـفتيه للامام ونــظر لكوبه مستمـتعا بقهوته ثم نظــر لمقلـتيها
– واضح إنه ميستهلش حتى نظــرة الوجع اللي شايفها في عيــنك دي.. ابتسم ابتسامة لم تصل لعـيناه لم يعلم سببها
– إمتى نبــكي على شخص يستاهل دموعنا.. لما الشخص دا فعلا يستاهل.. لما تحــسي إنه ممكن يبيع الدنيا علشان يشوف ابتسامة من عــيونك… اللي زي مايستهلش حتى تحـزني منه.. لا بالعكس دا إنتِ تفرحي إنك بعدتي عنه… ماهو اللي يبيع في الأول بيبيع في الاخر
شرد حوله في الوجوه
شوفي كل اللي حوالينا دول… ممكن قاعدين مع بعض عادي بس فيهم اللي قاعد لمصلحة… وفيهم اللي قاعد لوجع بيحكيه علشان ميحـسش بوجعه لوحده… وفيه اللي قاعد مع حبيبه.. بس في الآخر بيحــسوا ببعض حتى لو ظاهريا
اللي عايز اقوله إن الناس كلها فيها عـيوب.. بس فيه عـيوب تتـلاشى وعيــوب مستحيل نمحــيها فهماني
–
بعد مرور ساعات عند جواد
وصل جواد للفيوم… الهدوء يعم السيارة
صو. ب نظـره لها وجدها تنظر من النافذة وعيونها لامعة بدمعاتها… فتح باب سيارته
– إنزلي وصلنا يابرنسيسة
– عايزة أروح المقابر
هـزة عنـيفة ضر بت جــسده… نظر إليها بوجع
– جاية هنا علشان تروحي المقابر
– أيوة… هتوديني ولا انزل واروح لوحدي
لوهلة صدمه ردها البسيط
قاد السيارة ولم يتحدث… ولكن شـعوره بآ لام حديثها شـقه لنصفين
شــعر بوخزه بصـدره وبدأ يلوم نفسه… و يتذكر جميع وعوده لها وحديث جاسر
قاطع شروده وصولهم للمقابر
نزلت بهدوء متجهة للمقبرة ولم تتحدث ولا تنظر إليه
شـعر حينها بأنين روحه والألم ينخر قلبه.. لم يتمالك أعصابه.. تحرك سريعا متجها لها
❈-❈-❈
جـذب يـديها…
– غزل إستني إنتِ جاية هنا ليه… وقفت أمامه واقتربت بخطوات بطيئة منه
– جاية أحلك من الوصية التقيلة على قلبك ياحضرة الضابط… تحدثت بها ثم تحركت مغادرة
وقف وكأنه تلقي ضربة مؤلمة على رأسه
وصل وجدها جالسة أمام المقبرة وتتحدث:
-وحشتوني ياريتني كنت معاكم سبتوني ليه ؟!..تحدثت بها بوجع… جاسر حبيبي اللي مهما تبعد هتفضل حبيبي الغالي اللي مستحيل انساك شوفت غزالتك الدنيا جت عليها بالقوي. وتخيل من مين ؟
من صاحب عمرك اللي فكرته في يوم إنه هيسد مكانك… ابتسمت بمرارة واسترسلت حديثها :
– اللي كنت بقوله إنه أغلى حاجة عندي في الدنيا.. بص يابابا وصيتك عملت فيّا إيه إنت وجاسر… إتكـسرت… ايوة إتكـسرت.. ايوة كسرني اغلى شخص في حياتي
توجهت بنظرها لجواد… كنت عيلة عايزة إحتـواء عايزة حنان… بس هو من أول غلط ليّا رمـاني ومشي بعد ماكان محولي الدنيا جنة…. كان كله كلام ياجاسر
جواد طلع بتاع كلام بس مش أفعال.. اه غلطت عارفة… بس إعتذرت كتير قولتله يسامحني…دا ربنا بيسامح.. بس للأسف هو قـسى عليا… ودلوقتي أنا جيت وجبته علشان أقوله قدامكم
تسامحوه في حق الوصية… أنا كبرت مافيه الكفاية مبقتش عايزة الواصي عليا
توقفت بجانبه وأمسكت يــديه ووضعتها على قبر آخيها قائلة وهي تنظر بمقلتيه:
– جاسر دلوقتي حــلك من وصيتك ياحضرة الظابط…وشكرا لحضرتك على كل اللي عملته… وأنا لحد كدا وبقولك شكر الله سعيكم
هنا توقفت عقارب الساعة وكأن الارض تسحب من تحت قدميه، وهو ينظر بمقلتيها بعيونًا حافظة، وكأن هناك صاعقةصعقته دون رحمة ليتوقف لسانه عن التفوه كالذي اصيب بشلل
❈-❈-❈
جـذبها لأحضــانه
– ليه بتقولي كدا عايزة تعاندي وخلاص.. أنا عمري ماهتخلى عنك سماعني… خرجت من أحضــانه بهدوء
– عايزة أروّح وبكرة هبدأ أحضر ورق نقلي للكلية في تركيا.. انا مش زعلانة منك بالعكس إنت من حقك تعمل اللي إنت عايزه فيّــا.. أنا بجد آسفة.. ثم رسمت إبتسامة عندما وجدت حزن عيناه
– هترتاح من المجنونة.. اللي كسر تك ترقرق الدمع بعيناها
– بس خليك متأكد عمري ما فكرت أكسـرك وزي ماعمي قال قبل كدا ولاعاش اللي يكــسرك… اردفت بها متجهة للسيارة
وقف وكأن هناك صـخرة ضخمة على قلبه جعلت قلبه يأ ن من الو جع
وصل بعد قليل وجد والده جالس ومعه صهيب وحازم والمأذون… قطب جواد مابين حاجبيه
– مين هيتجو ز؟ طيب حازم وصهيب مكتوب كتابهم وسيف سافر… يبقى مين هيتجو ز
نهض والده ووقف أمامه
إنت ياحضرة الضابط… نظرت غزل لجواد وكأن صاعقة هو ت فوق رأ سها وشــعرت بأن الارض تميد من تحت قدميها وسيغشى عليها… ارتجــفت شفـتيها وهي تتحدث:
– مبروك ياحضرة الضابط… ثم أقتربت منه بهدوء واردفت ناظرة بعمق داخل مقلتيها
– ربنا يسعدك وأكون كنت حياتك هوى
شــعر بتذ لذل بكيا نه ماذا تقول هذه المعتوه؟
هل تفكر إنه ممكن يملك غيرها..؟ او يتركها لغيره… أمسـك يــديها بعـنف
– إنتِ اتجننتي.. أنا معرفش إيه اللي بيحصل هنا.. تحرك ووقف أمام والده
– أنا مش فاهم حاجة.. مين هيتجو ز يابابا متجننيش…
” إنت وغزل ”
اردف بها حسين بقوة ناظرا لولده
– وعد مني ياجواد لو مكتبتش على غزل تاني ودلوقتي… لأسفرها تركيا لخلا تها وأمنعك العمر كله عنها وانا بوعدك ومتعرفش أبوك لما بيوعد لازم يفي بوعده
جـف حلقه وارتعــدت مفا صله من فكرة إنها تبعد عنها… نعم هو ابعد عنها لفترة طويلة
لكن كانت أمامه يراها من غير ماتشـعر به… وقتما يشعر بإشتـياقه يذهب لها
اتجهت غزل لحسين
– ومين قالك ياعمو إني موافقة… دي إسمها مهـذلة… مستحيل أوافق
تعمق حسين بالنظر لها
ونظر للجميع سبوني مع غزل شوية
جلس بجوارها
– أنا يابنتي مش مرتاح ومبنمش.. لو بتحبيني يابنتي فعلا ريّحي قلبي.. والله جواد بيحبك اكتر ماتتخيلي.. قبـ.، ل رأسها
علشان خا طري ماضعيش سعادتك… لو ليا معزة عندك
– أبنك رافضني عايزني اتجوزه تحت تهديدك له.. ابتسم لها.. دا قدامك ياهبلة تعالي شوفي كدا
– “جواد ” صاح بها حسين… اتجه له جواد ونظر لغموض والده :
– انا موافق يابابا مش علشان انت غصـ. ـبتني لا… علشان أنا عايز كدا.. علشان مخنش الامانة
انسدلت دمعة من عيـون غزل… ربت حسين على يــديها
– دا هوا صدقيني دا هيمو ت من ساعة ماعرف بسفرك… اتجهوا للمأذون الذي ينتظرهم بالخارج… وتم كتب الكتاب بدون علم الجميع سوى من صهيب وحازم
باليوم التالي رجع من عمله…
نظر حوله يبحث عنها بعيـنيه فهو لم يراها منذ، الامس بعدما رجعت في سيارة حسين… كان الجميع يجلس، بالحديقة
اتجهت أمل إليه وقبـ. ـلته فجأة من خـ. ـديه
دفعها بعنــف يبحث بعينيه عليها يكاد يمو ت خو فا إنها تكون رأته.. همــس والده له
– اللي بدور عليها مش هنا يالا
رفع حاجبه ونظر لوالده بغيظ
– وياترى إيه اللي بدور عليه ياسحس.. أنا مبدورش على حد
قهقه حسين عليه… هتصــيع على بابا يالا
وقف ينفــخ بضيق من والده
اتجه للداخل ظل أكثر من ساعتين ويكاد الشوق يحر قه… بعد فترة جالسا بغرفته
وهو يحاول تجاهل الأمر ولكن كفى
اتجه لمنزلها دلف للداخل
دلف وجدها تنا م بعمق وجهــها الملائكي المحبب لقلبه.مغـطى بشـعرها الحريري. ترتدي منا مة سوداء اللون تصل مافوق الر كبة.. مفتو حة الظـهر وصـدرها ذو قصة مثلثة الشكل
ملاكه حلاله أمامه الآن بهيئة تخـطفه
مسـح على وجهه: أنا إيه اللي جابني هنا ودي هنا م جنبــها إزاي.؟ دا أنا أهبل.. وهفضل ماسك نفسي دا لوصحيت ولقتني هتمو تني… ماشي ياحسين بتلعب بأعصاب إبنك
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية تمرد عاشق) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.