رواية بنات المنشاوي الجزء الثالث – الفصل التاسع والأربعون
بارت ٤٩
بقلم خلود وائل 🌻
غادر الملثمون تاركين منال تنزف بعدما غابت عن الوعي وعلي الجانب الآخر كان عز يصرخ باسمها وهو لا يستطيع التحرك وبعد لحظات مرت كأنها دهر توقفت سيارة اخري وهبط منها رجل في عقدة الخامس وبرفقته زوجته وابنته
الرجل : لا حو ولا قوة إلا بالله
جثي علي ركبتيه يتفحص نبض عز فوجدة فتح عينيه ثم هتف ببحه شديدة والدماء تقطر من فمه : مر… مراتي
الرجل : فين مراتك ياابني
عز بتألم شديد وهو يشير بعينيه للناحيه الأخري من جانب الطريق : هناك
تركه الرجل مناديا ابنته وزوجته ليتفقدو زوجه هذا الرجل والفعل اتجهو ناحيه منال وشهقو بقوة
الفتاه : ياستير يارب الحق يابابا مراته بتنزف وشكلها حامل
الزوجه : بسرعه اطلب الاسعاف ياايوب
نهض الرجل وهاتف الإسعاف بينما جلست السيدة ارضا بجوار منال تحاول افاقتها ولكن دون فائدة حتي أتت سيارة الاسعاف وحملت كلاهما متجهين نحو المستشفي وتبعهم ايوب واسرته الصغيرة و ماان وصلت منال للمشفي وتفقدها الأطباء حتي تم تحويلها لغرفه العمليات سريعا وعز بأحدي الغرف والأطباء يقومون بفحصه بعدما غاب عن الوعي وبعد فترة دلفت الممرضه وهي تحمل محفظته وهاتفه وساعته وقامت بأعطائهم للرجل الذي جاء برفقتهم
الزوجه ( نجوي ): هتعمل ايه ياايوب
ايوب : المفروض نكلم حد من اهلهم البنت شكلها تعبانه يانجوي والله اعلم وضعهم هيبقي ايه
الابنه ( شيماء ) : طب مستني ايه يابابا افتح التلفون واطلب اي رقم
امسك ايوب بالهاتف وحاول فتحه ولكنه مشفر برمز مرور
ايوب : خدي يابنتي افتحي التلفون دة مش راضي يفتح
امسكت شيماء بالهاتف وحاولت عدة محاولات بائت جميعها بالفشل
نجوي : ايه يابنتي مش عارفه تفتحيه ليه
شيماء : اصل ياماما التلفون دة عليه رمز حمايه ياأما لازم يفتح ببصمه صاحبه
ايوب : يابنتي صاحبه ربنا يتولاه برحمته الله اعلم هيفوق امتي
شيماء : يبقي نستني
نجوي : ايوة ياايوب احنا نستني واهو نطمن علي الغلبانه ال ممعهاش غير ربنا جوة دى
ايوب : ربنا لا يوفقهم ولاد الحرام ال عملو فيهم كدة
شيماء : اكيد حراميه يابابا
نجوي : طب متيجي نبلغ البوليس يخويا واهو يشوفو هما الحكايه دى ويرجعولهم حاجتهم لو كانو اتسرقو
ايوب : نستني بس الراجل يفوق ولا مراته تطلع بالسلامه وبعدين نشوف العمل ايه
_________________________
كانت فيروز بالمعمل تجلس خلف الكمبيوتر الخاص بها تنهي بعض الأعمال حينما صدع صوت هاتفها بمكالمه صوتيه من يونس فأبتسمت وامسكت بالهاتف ثم اجابته
فيروز بمرح : كدة كتير علي فكرة انت لسه مكلمني الصبح
يونس : بقينا بعد الضهر اعمل ايه بتوحشيني كل ثانيه بفكر فيكي
فيروز : كدة كتير عليا علي فكرة
يونس : انتي ال كتيرة عليا يافيروزتي وكل ماافكر انك هتكوني من نصيبي مبصدقش نفسي
فيروز بخجل : لا صدق انا ال كتير عليا حبك دة
يونس : لا كدة مينفعش احنا لازم نتقابل ونشوف حب مين ال كتير علي التاني
فيروز : انت بتتلكك صح
يونس : لا انا مبتلككش انا مبصدق الاقي فرصه واشوفك بحبك ياستي
ابتسمت بخجل ثم اكمل هو : انا عارف انك الوقتي مكسوفه وبتضحكي بس انا هستغل اللحظه دى واطلب منك رقم تلفونك مهو مش هنقضيها ماسنجر يعني
فيروز : انت مستعجل ليه كدة
يونس : انتي خايفه من ايه مكدة كدة بكلمك
فيروز : معلش سيبني علي راحتي
يونس : راحتك هي راحتي يازوزتي
فيروز : طب ايه بقي ممكن اقفل علشان ورايا شغل كتير جدا
يونس: اعتبر دى مطرود بشياكه يعني
فيروز : لا ابدا بس انا مضغوطه وجعانه وحاجه اهر لخبطه كدة
يونس : تمام ياقلبي انا هسيبك ترتبي امورك وهستني منك مكالمه تطمنيني عليكي قبل ماتروحي للدكتورة
فيروز : تمام
اغلق يونس الخط ثم وضع الهاتف بجيب حلته وغادر مكتبه متجها نحو مكتب تيم
يونس وهو يغلق الباب خلفه : حبيب اخوة
تيم بأبتسامه جانبيه: مش هينفع تزوغ صدقني
يونس : دة علي أساس اني بزوغ ولا ايه
تيم : لا بس انت داخل عليا نفس دخله حمزة اخوك
يونس بضحكه رجوليه وهو يجلس امامه عاي كرسي المكتب الجلدي : حمزة دة ضارب الدنيا شبشب
تيم وهو يغلق الملف امامه : دة حقيقي وعلشان كدة هيفضل بصحته لحد مايعجز مش إحنا محروق دمنا كل دقيقه
يونس : طب ايه بقي عندي مشوار ضروري مش هياخد ساعه هتغطيني ولا
تيم : من عنيا اكيد بس صعبه انت متعرفش بموضوع الشحنتين ال اتفتشو مرتين وبردو المينا رافضه تطلعهم وخلاص الشحنات بتاعه اخر صفقه مع شركه ميليا الاسبانيه هتوصل بكرة وياعالم هتتحجز ولا ايه النظام
يونس بصدمه : نعم !! ايه ال بتقوله دة ياتيم
تيم : احنا في كارثه يايونس ولحد دلوقتي مفيش سبب ملموس للعطله ال احنا فيها دى وبكرة اجتماع لرؤساء الأقسام و هيشارك فيه ال HR لشركات الدميري جروب و شركه حامد السويدي و شركه بدر مختار
يونس : محدش بلغني بالاجتماع دة وبعدين اجتماع لرؤساء الأقسام ايه هيجيب مسؤلين الشركات المنافسه فيه
تيم : ابوك مش ناوي يجيبها لبر وقبل كدة الشحنات ال اتحجزت عدت بالعافيه من وسايط وفلوس وغيرة انما المرة دى ابوك وعمك مكبرين الموضوع
يونس : لازم الموضوع يكبر دة خراب بيوت
تيم : عرفت انه صعب تزوغ صدقني احنا ورانا شغل متلتل واحتمال نروح متأخر النهاردة
يونس وهو يعقد حاجبيه : طب بما ان ضغط الشغل جاي جاي يبقي لازم ضروري اروح المشوار دة علشان مش هفضي نهائي الفترة الجايه
تيم : اوك …. معاك نص ساعه واكتر من كدة هيبقي صعب انت عارف عمك ممكن يبعتلك في اي وقت
يونس وهو ينهض : انت في ضهري سلام مش هتأخر بأذن الله
غادر يونس المكتب متجها للأسفل بينما غادرت حنين مكتبها واتجهت نحو مكتب حمزة الذي يتوسط مكاتب زملائه بنفس الغرفه وجلست امامخ علي كرسي مكتبه
حنين : هاي ميزو
حمزة بحنق : الكلمتين دول تقوليهم واحنا قاعدين علي الكافتيريا مش هنا
حنين : انا خطيبتك ياحبيبي ايه مالك
حمزة : محدش هنا يعرف لسه ومن فضلك ارجعي مكتبك مش عاوز شوشرة
حنين بضيق: وانت ناوي تحدد معاد مع بابا امتي ونعمل الخطوبه ولا مش واخد بالك ان الامتحانات خلصت
حمزة : معلش استحملي الفترة دى عندنا ضغط شغل والوضع مش مناسب خالص لحاجه ذي دى
حنين بحنق : وهتفضل معلقني كدة لحد امتي
حمزة بحدة نسبيه: ربنا يسهل ومش هتحايل عليكي كتير ترجعي مكتبك
نهضت بضيق ثم غادرت عائدة نحو مكتبها وهي تفكر في هيئته ومعاملته معها فقد تبدلت كليا ترا ماالسبب ايعقل ان تكون ظنونها صحيحه
________________________
علي الهاتف 📱📱
لينا : بس ممكن تهزقك ياملوكه واصلا شكلها بت مش تمام
مليكه بقهقهه : لا يالينو مهو لما احط الصور ال معايا بين عينيها هتسكت خالص انتي مش متخيله انا صورتهم كام لقطه عاملين اذاي دة انا ربنا بيحبني يابنتي
لينا : شطورة يالوكه بس لو حتي بعدتيها عنه هتعملي معاه ايه انتي مش بتقولي انه زعقلك اخر مرة
مليكه : يونس مش بتاع كدة ومش دى سكته انا بس ابعد البت دى عنه وهعرف ارجعه بطريقتي
لينا : هتعملي ايه
مليكه : مفيش اسهل من اني اروح له واعيط قدامه وابينله اني ندمانه وعملت كدة علشان بحبه ومفكرتش ان كدة غلط وهتحجب كمان
لينا بشهقه : تتحجبي وتداري جمالك انتي واعيه للبتقوليه يامليكه
مليكه بضحكه خليعه : ايوة واعيه بس حجاب مؤقت قدام يونس بس
لينا بضحكه خليعه هي الاخري : الله علي دماغك وافكارك يالوكا ياجامدة
مليكه بحقد : يونس ليا وبس وان مكنتش انا مهيبقاش في غيري
__________________________
انهت الفتيات الامتحان واستأذن حمزة لأصتحابهم وتوقف امام الجامعه ينتظرهم لفترة ليست بقصيرة ثم اتجهو نحوة و دلفو لداخل السيارة
حمزة بضيق : مالسه بدري ياهوانم
هايا: الله مش انت قولت انك هتتأخر عما توصل حنين
حمزة : بردو أجي الاقيكو واقفين مستنيين مش لاطعيني ولا كأني السواق الخصوصي بتاعكم
هايا : مالك ياحمزة عادي يعني مفيهاش حاجه ولا ايه يانغم
نظر في المرآه الاماميه ليري ملامحها الغاضبه التي اشتاقها
نغم ببرود : معلش ياهايا حصل خير
هايا وهي تمط شفتيها : ماشي… بقولك يانغوم البنات سهرانين النهاردة وعاملين بارتي صغننه كدة بمناسبه اخر يوم امتحان ايه رأيك تيجي معانا
نغم وهي تنظر للطريق من خلف الزجاج : انا عندي مزاكرة كتير روحي انتي
هايا : فرصه تغيري جو اسمعي الكلام
نغم : صاحبتك الرخمه دى جايه
هايا بضحكه خفيفه: يابنتي ارحمي نفسك بقي قلبك ابيض
نغم : خلاص مش جايه
حمزة بقصد مشاكستها : حلوة صاحبتك ال نغم غيرانه منها دى ؟
هايا : اه حلوة
رمقته بشرز وظلت صامته بينما اكمل هو : كب متجبيلي رقمها
هايا : ايه ياحج حمزة مش انت خاطب بردو ولا انا بتهيقلي
حمزة : ياستي البحر يحب الزيادة
نغم وهي تتصفح هاتفها بالمقعد الخلفي: البني آدم طماع وميملاش عينه إلا التراب
ابدي حمزة ابتسامه جانبيه ثم هتف: معلش بس الانسان ضعيف قدام الجمال الرباني هقول ايه منتي مبتشوفيش الحجات دى
نغم : اه فعلا مرآيات بيتكو كلها عاوزة تتمسح مليانه تراب
حمزة بغيظ : مراياتنا بردو ال عاوزة تتمسح
هايا : صلو علي النبي ياشوباب انا طالعه فرحانه ان السنه دى خلصت علي خير متقلبوهاش نكد
كلاهما : عليه افضل الصلاه والسلام
اوصلهم حمزة للمنزل ثم عاد لمقر عمله اما عن محمد فكان يبحث هنا وهناك عن دليل يثبت به براءه والدة ولكن دون فائدة
جمال : للأسف يابني مفيش اي دليل معانا نقدر ندافع بيه عن ابوك
محمد : انا هتجنن يااستاذ جمال دماغي وقفت من كتر التفكير لو الموضوع فعلا مترتب مين ال وراة وليه مصلحه في الاذيه دى طب لو حد ليه مصلحه ليه اللف والدوران دة من بدري دى العمارة دى بقالها سنه واكتر بتتنفذ واتصرف عليها ملايين وانا معرفش حد يمتلك كم الفلوس دى وممكن يرميها في الهوا انا تعبت من الحيرة ومش هقدر اققف عاجز واسيب ابويا
جمال : الموضوع فعلا مريب وكم الفلوس ال اتساوت بالتراب علشان بس عاصم يتأذي ميطمنش خالص وغير كدة ال اسمه لطفي دة اختفي فجأه كدة
محمد : حل اللغز دة كله عند لطفي هو ال هيدلنا علي ال ورا المصيبه دى
جمال : لازم تلاقيه يامحمد باسرع وقت
محمد : قلبت الدنيا عليه ملهوش أثر
جمال : باقي العمال ال هدمو الأساس اعترفو ان والدك هو ال طلب منهم كدة و شهادتهم دى لوحدها كافيه لإثبات التهم كلها
محمد : شهادة زور ياويلهم من ربنا اذاي باعو أخرتهم بشويه فلوس وعلشان ايه يرمو نفسهم في التهلكه دى شهادة الزور كبيرة من الكبائر لا حول ولا قوه الا بالله اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا يارب العالمين
علي الجانب الأخر دلف الطبيب لخارج غرفه عز واتجه نحو عم ايوب ثم اردف
الطبيب : حضرتك والدة
ايوب : لا يابني بس اعتبرني والدة هو عامل ايه الوقتي
الطبيب : الحمد لله حالته مستقرة إلي حد ما
ايوب : يعني فاق
الطبيب: لا لسه شويه ويفوق هو عندة كسر مضاعف في ايدة الشمال وارتجاج بسيط في المخ بسبب ضربات عنيفه سايبه اثر جامد علي دماغه و كدمات في جسمه والحمد لله وضعه احسن
ايوب بتأثر : لا اله إلا الله دة شاب ذي الورد .. طب ومراته عامله ايه يادكتور
الطبيب : معرفش ياحج بس تقريبا هي في العمليات من ساعه ماوصلتو
ايوب بحزن : ايوة وغابت اوي
الطبيب : طب احنا عايزين نستدعي حد من اهلهم علشان نبلغ الشرطه عن الحادثه دى وانتو تشهدو
ايوب : احنا مش عارفين نفتح التلفون بتاعه خالص
الطبيب : ليه
شيماء: عليه رمز حمايه او ببصمته
الطبيب: اتفضلي معايا جوة نفتحه بصمته وعما يفوق يكون اهله وصلو
ايوب: روحي معاه يابنتي
دلفت شيماء برفقه الطبيب وبالفعل وضع اصبع عز علي الهاتف وقام بفتحه ثم اعطاه لشيماء التي بحثت في الأسماء وعي متجهه نحو والداها
شيماء : اطلب مامته
نجوي : لا يابنتي بلاش دى الحسرة تخليها تطب ساكته
شيماء : طب بباه ؟
ايوب : بلاش بردو ابوة وامه محتاجين حد يمهدلهم دوري كدة علي اخواته
شيماء وهي تبحث في الاسماء : وانا هعرف اخواته منين بس يابابا
ظلت تبحث حتي توقفت امام رقم مسجل بأسم Brooوهتفت : خلاص لقيته اخوة اهوة
ايوب : رني كدة وهاتي اما اكلمه
بالفعل اجرت شيماء الاتصال ثم ناولت الهاتف لوالدها الذي اجابه محمد سريعا
محمد : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ايوب: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
تعجب محمد من صوت من يحادثه ثم ابعد الهاتف ونظر للاسم فوجدة عز ثم وضعه مرة اخري هاتفا : ايوة ياعز اذيك
ايوب : انا عمك ايوب ياابني و اخوك ومراته عملو حادثه
انتفضمحمد من مكانه ثم اردف بحسرة : لا حول ولا قوه الا بالله انا لله و انا اليه راجعون حادثه ايه وهما فين اديني عز اكلمه
ايوب : اتطمن ياابني اخوك بخير بس واخد دوا ونايم الوقتي ومراته هتبقي كويسه بامر الله بس انت بلغ اهلك بالراحه وتعالي مستشفي *******
محمد بلهفه : مسافه السكه بأءن الله
اغلق محمد الخط وهرول مغادرا دون ان يخبر جمال المحامي بما حدث وانطلق بسيارته نحو المستشفي و بعد دقائق من الحيرة والشتات التقي بعم ايوب ودلف لغرفه عز واطمأن عليه وعندما دلف للخارج وجد نجوي وابنتها يبكون بألم شديد ويحملون بين ايديهم اطفال صغار ملتفين بقطع من القماش الأبيض فهرول نحوهم محمد وهو يشعر بثقل ضربات قلبه
محمد بتأتأه : ممم.. ممنااال ..مناال ووو.ولددت صح !!…. اختي و وولدت ….. صح
نجوي ببكاء حار : البقاء لله يابني ربنا يعوضها خير
تألم محمد بشدة واغرقت الدموع خديه ولحيته الخفيفه ثم اتجه نحوهم وامسك بالكفل من بين يديها وهو يهتف من بين شهقاتها : اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خير منها … اللهم. لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت فلك الحمد ولك الشكر…… اااااه ياربي ..اااه……. انا لله وانا اليه راجعون … انا لله وانا اليه راجعون
ايوب وهو يدمع من خلفه : وحد الله يابني المهم ان مرات اخوك بخير
محمد بصياح يبكي الفؤاد : أختي تبقي اختي وحته مني
ايوب بتأثر : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جلس محمد ارضا وهو ينظر للطفل بين يديه ويحدثه ببكاء: انت في حفظ الله امانه عند سيدنا ابراهم عليه السلام وزوجته ستنا هاجر ليوم مانتقابل
نجوي ببكاء: ربنا يصبر قلبكو يبني
لحظات ودلفت منال من داخل غرفه العمليات وحولها الاطباء والممرضين ثم استقرت بغرفه وحولها الكثير من الاجهزة الطبيه الملتصقه بجسدها بأسلاك وخراطيم كثيرة بينما هرع محمد نحو الطبيب الذي اشرف علي حاله اخته
محمد ببكاء : اختي عامله ايه
الطبيب : اخت حضرتك وصلت هنا وعندها نزيف حاد والتؤام كانو متوفيين لو كانت وصلت بدري شويه كنا قدرنا ننقذهم ولكن أمر ربنا نفذ
محمد بدموع تحرق خديه : ونعم بالله
الطبيب: طبعا علشان هي في بدايه السابع وحجم البيبهات شبه مكتمل عملنا جراحه قيصريه والحمد لله الرحم سليم وبأذن الله ربنا هيعوضها خير ونصيحه متسجلش الأطفال وانزل اكرمهم وعجل بدفنهم لأن لو والدتهم فاقت وشافتهم الوضع هيكون كارثي
شعر محمد بالضياع والوحدة الشديدة وثقل الحمل الملقي إليه وظل يبكي وهو يناجي ربه
_________________________________
صدع صوت رنين هاتف فيروز وكالعادة منذ البارحه كان المتصل هو يونس فابتسمت ثم اجابته
فيروز : لسه قافل معايا مكملتش ساعه
يونس : طب اققفل طيب
فيروز:بتعمل ايه وفاضي كدة طول اليوم
يونس : في الحقيقه انا مش فاضي نهائي ولا لاحق ابص ورايا بس بجد وحشتيني جدا ولقيتك جعانه فقلت لازم مفوتش الفرصه دى واستغلها احلي استغلال
فيروز بعدم فهم: تستغلها اذاي بقي
يونس بهمس من خلفها : اتغدي معاكي
شهقت فيروز والتفتت خلفها فوجدته يقف امام مكتبها مبتسما ويحمل بين يديه وجبتين من ماكدونالدز
فيروز : خضيتني !
يونس بأبتسامه عذبه : انا اسف بس حبيت افاجئك
فيروز : هي مفاجئه حلو اوي بس متفكرش تفاجئني تاني علشان انا مبحبش المفاجئات
يونس وهو يعقد حاجبيه: اول مرة اشوف حد مبيحبش المفاجئات
فيروز : اققعد …. انا مبحبش اي حاجه بتسبب توتر او كميات مشاعر اوڤر دوس مرة واحدة فاهمني
يونس وهو يجلس : طب وهتعملي ايه لما نتجوز دة انا مش هبطل افرحك
فيروز بأبتسامه خجوله : ربنا يسعدلي قلبك انت طيب اوي يايونس
يونس : وقلبي حنين ومحدش سكنه غيرك
شعرت بالارتباك ثم زاغت بنظرها بعيدا عنه بينما فتح هو الطعام وهتف : يارب الساندوتشات تعجبك
فيروز : لو عجبتك تبقي هتعجبني
يونس: مفيش حاجه في الدنيا كلها عجباني غيرك
فيروز : احم. .. يونس
يونس بضحكه رجوليه ألهبت نيران احداهم تقف خلف الباب تختلس النظرات اليهم وبداخلها تتصاعد نيران الحقد والغيرة : خلاص سكت اهوة يلا بقي كلي علشان هتأخر
فيروز بخجل : ربنا يديمك ليا يايونس
يونس وهو يرمقها بحنو : ويخليكي لقلب يونس
صكت مليكه اسنانها من شدة الغيظ ثم امسكت بهاتفها والتقطت عدة صور لهم سريعا دون ان ينتبه منهم احد وغادرت مسرعه وبطريق عودتها اجرت اتصالا هاتفيا بصديقتها لينا
لينا: هاااي لوكا
مليكه بحقد شديد : خدته مني الزباله دى بس بعينها انا هربيها وهخلي ال ميشتري يتفرج عليها ال عامله فيها الخضرة الشريفه
لينا : انا مش فاهمه اي كلمه من ال بتقوليه
مليكه بصراخ : روحتلها لقيت يونس عندها
لينا : وااات 🤬🤬
مليكه : انا هعرف احرق قلبها عليه واحرمه منها واققهرة ولو معملتش كدة مبقاش مليكه الشهابي
اغلقت الهاتف والقته بجوارها وهي تقود السيارة ثم عادت لمنزلها وما ان دلفت حتي استقرت بغرفتها وهي تعبث بهاتفها استعدادا لتنفيذ خطتها الدنيئه
______________________________
افاقت منال بتعب شديد يغزو جسدها وبالأخص اسفل بطنها فهمت بوضع يدها عليها لتطمئن علي اطفالها فهوت يدها للأسفل واصتدمت ببطنها التي اصبحت صغيرة وسريعا شعرت بأن تفكيرها قد شل بالكامل فصرخت بقوة آلامت بطنها بشدة
منال بصراخ : لاااااااا عزززززز
هرول محمد لداخل الغرفه وتبعه عز ووالديه وبرفقتهم ورد التي اظلمت عيناها من شدة البكاء
منال بصراخ : ولادي … ولادي فين هما كويسين صح ردو عليااااا
ادمعت عيني عز ثم هتف بصمود : لو سمحتو ياجماعه سيبونا لوحدنا دقيقه
نظر كل منهم للأخر ثم غادرو الغرفه بتوتر واغلقت ورد الباب خلفهم ثم جلس عز بألم بجوار منال وامسك بكفي يدها بحنو وجسدة يرتعش مما دب الرعب بداخلها
منال ببكاء وهي تحاول الاعتدال في جلستها : ولادنا كويسين ياعز صح.. هنا في الحضانه .. انا انا .. انا معرفتش احميهم بس ربنا بيحبني صح … عز انطق انا خايفه .. خايفه اوي
شدد عز من امساكه لقبضتها وعازنها علي الاعتدال قليلا بضغطه بعض الأزرار الخاصه بالسرير ثم نظر بداهل عينها مردفا : منال … انتي ظنك بالله أيه ؟
ابتلعت لعابها بغصه شديدة ثم شعرت بالبرودة تسري في جسدها فهتفت : خ..خ خير ظني بربنا خير وبس
ادمعت عيناه مرة اخري ثم هتف بنبرة مهزوزة وصوت يكاد ينعدم : ورب الخير لا يأتي الا بالخير وولادنا في امانته
منال بصراخ : لااااااااااااا لااااا يارب لااااااااااا
احتضنها بقوة وهو يبكي مرددا : الحمد لله انك بخير ومعايا هنجيب غيرهم كتير كفايه عليا انتي يامنال
منال وهي تصرخ وتدفعه بعيدا عنها: انت كداااب اااااه ياقلبي اااااه عاوزة اشوف ولادي حرام عليك اااااه يارب
اندفع الجميع للداخل وهم يبكون علي اثر صرخات منال وفجأه سكنت بأحضان عز وتوقفت عن الصراخ
ورد برعب: بنتي .. منااال
______________________________________
عاد حمزة للمنزل مساءا وبحث عن الجميع فلم يجدي سوي نغم جالسه بالحديقه وممسكه بكتاب تذاكر فيه بأندماج وملامحها عابثه فوضع حقيبته بأهمال علي طاوله بداخل الڤيلا وخلع چاكيت حلته وحرر رابطه عنقه ثم فك اولي ازرار قميصه واتجه نحوها في الحديقه وجلس هاتفا
حمزة : قمري قاعد لوحدة ليه
اغلقت الكتاب ثم هتفت بحزن : مفيش حد اققعد معاه
حمزة : اي نعم انا راجع متأخر بس ملحقوش ينامو يعني…. اهل البيت فين
نغم : هايا خرجت من بدري وزمانها جايه انا كلمتها و من نص ساعه كدة خالتو ورد اتصلت وقالت ان منال عملت حادثه هي وعز من الصبح وهما في المستشفي فخالتو آيه ويونس وعمي سيف راحولهم
حمزة : وانتي مروحتيش معاهم تطمني عليهم ليه
نغم بحزن : مرضيوش
حمزة : قومي البسي وانا هكلم يونس اعرف منه عنوان المستشفي ونروحلهم .. منال كويسه
تمردت دمعه صغيرة من عيناها ثم هتفت بأنكسار : البيبهات ماتو
شعر حمزة بنغزة بداخله لأجل ابنه خالته ثم هتف بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله انا لله وانا اليه راجعون
نهضت نغم ودلفت للداخل بينما امسك حمزة بهاتفه يهاتف اخيه ليخبرة بعنوان المشفي وبعد دقائق هبطت نغم مرتديه فستان بسيط بلون زيتي وحجاب اسود ناعم وحينما رآها حمزة اردف بأعجاب :مع احترامي لكل المطاوي بس مفيش حاجه غزتني في قلبي غير جمالك
ابتسمت بخجل ثم مرت من امامه متعمدة اغاظته بعدم اهتمامها لحديثه وتبعها هو هاتفا : براحتك من حق قمري يتدلع بردو
دلف كلاهما بالسيارة وهمو بالمغادرة ولكن وصلت هايا وانضمت لهم واتجهو سويا المستشفي وحينما وصلو وجدو الكثير والكثير هناك من افراد العائله ومنهم يوسف وفيروز ….
_________________________
يتبع …
الفصل التالي: اضغط هنا
يتبع.. (رواية بنات المنشاوي الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.