رواية ملاذي و قسوتي – الفصل الثامن
صمتت ماذا تجاوبه تريد كذبه مقنعةٍ له…
“اصلهم بعتين اني….. مشتركه في كول تون و…وا وسحبو مني الرصيد اللى على الخط كله كده يعني……..”
نظر له بغرابة ثم تنهد بهدوء…
”طب هاتي اشوف الرسالة دي واعملك إلغاء
للخدمة دي…. “
إتسعت عيناها وهي تتأكد من جملته…
“إيه تشوف إيه… “
نظر لها بحاجب مرفوع وقال باستغراب
“هشوف الرسالة مالك…في حاجه ولا إيه… “
“لا… هيكون في إيه… دي شركة وكول تون
زي ماقولتلك يعني….. “
مال عليها لياخذ الهاتف منها بهدوء ليبدأ بلعبث به في ملف رسائل الهاتف….
بلعت ما بحلقها بتوترٍ والخوف من القادم…
نظرت لسالم بتوجس فهو كان منشغل في الهاتف الخاص بها قالت بداخلها بخوف…
“يترا هيحصل اي دلوقتي استرها يارب…. “
*****************************
ضحكت ريهام قائلة بمكر
“يعني رجعت زي ماروحت ماتأثرتش بكلام اللي قولته ليها على سالم .. “
ارتشف من الشاي بقهر ونظر لها ….
“شكلي هتعب مع البت دي كتير “ثم تابع
بشهوة وجشع “بس ومالو البت حلوه وتستاهل التعب…. “
امتعاض وجه ريهام وقالت بقرف ….
“حلوه جتكم القرف رجاله بتموت في الرمرمَه.. وبتحبو اوي النوع الرخيص… “
ابتسم على غضب وحقد شقيقته نحو (حياة)….
“انا بقا بحب الرخيص فـهاخد انا الرخيص واسيب لسالم الغالي اللي هو انتي
ياختي…. “
برمت شفتيها وهي تقول بحنق…
“ماشي ياخويا أشبع بيها يارب تملى عينك بس….وديني قاعده مستنيه أخرت كلامك
وخططك هتوصلنا لإيه ”
وضعت قطعة من التفاح في فمها بغضب
ودعستها بغل تحت اسنانها قائلة داخلها بحقد….
“خليني صبره لحد ماشوف أخرتها لكن لو لقيت موالك طويل في الموضوع ده هتصرف انا بنفسي وكيد النسا هو اللى هيخلصني من بنت الحرام دي… “
وضعت ريم يدها على فمها بعد ان استمعت الى حديث وليد وريهام سوياً وعن مقابلته لحياة بدون علم سالم وهذا الهراء الذي يريد اثباته في عقل حياة…مسكت الهاتف وهي تدلف الى غرفتها قائلة بتوتر…
“يارب تكون صاحيه انا مش هعرف انام
غير لم اطمن عليها…. بدأ الهاتف برن
بإنتظار مجيبٍ ….
__________________________________
صدح الهاتف في يد سالم وقبل ان يضغط لفتح الرسائل الواردة….
نظر الى حياة بعد ان علم هواية المتصل مد يده لها بالهاتف قائلاً بحنق….
“دي ريم ردي عليها… وبعدين نبقى نشوف مواضوع الخدمة ده… “
مسكت الهاتف بيد ترتجف وأعصاب تنتفض بخوف من ما كان سيحدث لولا اتصال ريم…
فتحت الخط ، وخرج سالم من الغرفة بأكملها لاعطاء مساحةٍ خاصة لها ….
“ريم يامنقذه لو تعرفي مكالمتك انقذتني من اي مش هتصدقي….”أنهت حياة جملتها بزفير ممزوج بالرعب ….
ردت ريم بغضب…
“انتي بتقولي اي ياحياة.. انا بتصل أسألك على مقابلة وليد ليكي والكلام الأهبل اللي قاله .. “
نظرت حياة امامها بتراقب قائلة …
“عرفتي منين الكلام ده ياريم… “
“سمعت وليد وريهام وهما بيتكلموا وشكلهم كده نوين يفرقوا بينك انتي وسالم عشان ريهام تجوز سالم وانتي بعد ماسالم يطلقك هيتجوزك وليد وكل ده غيره من سالم مش أكتر… وطبعاً إنتي عارفه ريهام ووليد وشرهم… والاتنين عاملين زي مرات ابوي
العقربه امهم خيرية اكيد عرفاها … “
هتفت بعد حديث ريم قائلة بتركيز…
“يعني هي دي الخطه وعشان كده أتهم سالم بظلم في موت حسن ….”
ردت الأخرى بتاكيد…
“اكيد يابنتي”
صمتت قليلاً وهي تكمل بقلق عليها
” بصي ياحياة خدي بالك من نفسك ومن سالم ابن عمي سالم ، اوعي سالم ينكسر على أيدك بسبب كلامهم العبيط ده اللي عايزين يزرعوه فى مخك .. “
ردت حياة بسخرية….
“ينكسر وانا اللي هكسره انا مش قد سالم
ولا غير سالم متقلقيش…. “
اكدت ريم بتوضيح ….
“الكسره ياحياة مش لازم تكون كسرت ضهر وهيبه…اصعب كسره على الراجل لم يحس ان الست اللي بيحبها مش واثقه فيه لا ومخوناه في حاجات عمره ما فكر يعملها…. “
اجابتها بعدم اكتراث…
“اهوه انتي قولتي الست اللي بيحبها لكن انا وسالم مافيش بينا حب واستحاله يكون فيه انسي الكلام ده عشان مش لايق عليا ولا عليه
المهم تفتكري هعمل اي مع العقارب اللي للاسف اخواتك….. “
تنهدت ريم من الناحية الاخرى قائلة
بتفكير …
“بلاش تقولي لسالم عن كلام وليد ومقابلته عشان نجع العرب ميولعش بسبب مشاكلهم هم الاتنين وان شاء آلله لم ترجعي من عندك هنفكر انا وانتي في حاجه تبعدهم عنكم خالص…. “
زفرت حياة بخوف قائلة بامل يصحبه الرهبة
من القادم…
“ياريت لاحسان انا مش مطمنه للجاي بعد اللي عرفته منك… ”
_________________________________
في صباح ….
دلف سالم الى الغرفة قائلًا وهو يتطلع عليها
باهتمام.. “خلصتي ياحياه… “
بدأت تحاول اغلاق حقيبة الملابس الخاصه بها واجابته…
“ااه خلاص ولبست ورد وانا بس هلف الطرحه وخلاص كده.. “
اقترب منها وقال بفتور…
“طب روحي انتي كملي لبسك وانا هقفل الشُنط… ”
نظرت له بحرج ثم اومات برأسها ولم
تعقب …
بدأ بإغلاق الحقيبة الخاصة بها ليجد ورقة تعيق اغلاق سحابة الحقيبة…
تناولها بين يده ناظراً لها بعدم اهتمام…. ولكن سُرعان ما تغيرت ملامحهُ للغضب والغيرةَ التي لأول مره يشعر بها داخله كانت الورقه عبارة عن صوره لأخيه (حسن)
قلب الصورة ناحية الظهر ليجد جملةً عليه بخط يد أخيه الذي كان خطه مميز جداً ويميزه سالم من بين الجميع….كانت
الجملة عباره عن..(بحبك اوي ياحياة….)
اغمض عينيه بغضب مزالت تحتفظ بأغراض حسن الغاليه عليها ومزالت تحتفظ بتذكار الحب هذا..
“متوقع اي يعني يا سالم دي أقل حاجه تطلع من حضريه لا عرفت الأصول ولا حد علمها ليها… “
كور الورقه بين يده بغضب ثم وضعها في جيب بنطاله بأنزعاج من ما تسببه هذه
الحياة له…
دلفت حياة إليه وهي تقول بهدوء….
“سالم …..انا خلصت… “
نظر لها بغضب عيناه كانت مشتعلةٍ بنيران القسوة والغضب الهائل منها ومن أخيه حسن
(حسن) وما ذنب حسن في ما تفعله حياة
لأ تنسى ياسالم انك ثاني رجل في حياتها والمزحة الثقيلة هنا إنها بنسبه لك اول امرأة تدخل حياتك الجافة والممله….
تحدث عقله له بإستنكار من هذا الغضب
المسيطر عليه …..
نظرت له بخوف ورهبة من ملامحه التي قست سريعًا متحولة تحول لا يبشر بالخير سالته بارتياب ….
“مالك ياسالم في حاجة …. “
نهض وخطى عدة خطوات باتجاها ببطء وعينيه مزالت تشتعل بنيران الغيرة ولغضب وقد اختفى البرود وحل محله نيران وجسارة سالم شاهين….
وقف امامها ثم اخرج من جيب بنطاله الصورة قائلاً بازدراء….
“مكنتش اعرف ان بيوحشك لدرجادي…”
بلعت ريقها بصعوبة أمام نظراته القاتلة
لروحها…..
فاضاف سالم بصوتٍ مثخن بكبرياء رجلًا
مهشم…..
“حتى بعد مابقيتي على ذمة راجل تاني ، وحتى لو مافيش بينا اي حاجه وجوزنا كان ليه اسباب…دا ميدكيش الحق انك تختفظي بالحاجات دي وانتي على ذمتي…ولا انتي شايفه إيه؟! ….”
رفعت راسها له قائلة بتحدي وهي تأخذ
الصورة منه بقوة ….
“مش من حقك تمنعني احتفظ بحاجه تخص جوزي اللي هو اخوك وبلاش تنسى كلامنا في الأول…”
“كلامنا احنا…. ولا إتفاقك مع ريم…. بنت عمي…” تحدث وهو يكور كف يده لعله يقدر على كتمان غضبه بعيداً عنها ولو قليل….
نظرت له وقالت بجسارة متمردة….
“طب بما انك عرفت كل حاجه يبقى اكيد
وفرت عليا كتير….ولم ابعد عنك مـ.. ”
ضحك سالم بسخرية وقطع حديثها الاحمق
معقباً بقسوة وإهانة لها…
“تبعدي عني ، انتي مش بتبعدي عني بمزاجك ده بمزاجي انا لو عايزك هاخدك وبمزاجك كمان مش غصب عنك وانا قادر اعملها وانتي جربتي كذا مره….اول ما بلمسك بتعملي إيه…
انتي بتتجوبي معايا اوي وبتبقي عايزه اكتر من اللي انا بعمله.. يعني انا اللي بتسلى مش انتي وانا اللي بقرار بعدي وقربي منك مش انتي خالص انتي اقل من انك توقفيني
عن حاجه انا عايزها….. “
ابتلعت مهانة كلماته بذل… ليرى سالم لمعة الدموع في عينيها البنيه… للحظة شعر إنهُ يرضي كبرياء رجولته امامها ولكن سرعانَ ما شعر بطيف الحزن يدلف الى قلبه الخالي… بعد ان أنهارت امامه ثم ذهبت سريعًا للمرحاض لتخفي ضعفها امام قسوة كلماته……
غرز انامله في شعره بقوة وغضب كاد ان يقتلع جذوره…..وكأنه ندم على ما تفوه به..
تريث برهةٍ ثم قال بتعب نفسي
“انا تعبت منك ياحياة… وتعبت من حياتنا دي اللي كل مادى بتتعقد أكتر من لأول….. “
وضعت يدها على وجهها وبدأت تبكي بلا توقف هتفت لنفسها بقهر…
“كان لازم يقولك اكتر من كده انتي اللي تستهلي كل مابيقرب ليكِ بـــ…..”
صمتت ولم تجرأ على اكمال حديثه الوقح….. مسحت دموعها قائلة بغضب
“كفايه دموع أنا مش ضعيفه عشان اعيط كده
واستخبى منه…. لازم تتجاهليه وتتعاملي معاه ببرود لازم يندم على كل كلمه قالها ليكي……. بكرهك ياسالم…… بكرهك….”
شعرت بإنتفاض قلبها حينما لفظت إسمه مجردًا غمرها شعور قد ظنت انهُ دُفن مع جسمان زوجها تحت التراب !!….
بعد حوالي أربع ساعات على هذه الأحداث دلف سالم من باب البيت مع حياة و ورد الصغيرة…
“تيته…. تيته….. “قالت ورد جملتها وهي تختبئ في احضان الجده راضية عانقتها راضية بحب قائلة بحنان…
“وحشتيني ياورد الجوري وحشتيني قوي.. “
عانقة حياة الجده راضية بحبور وهي تقول بمزاح.. “وحشتيني اوي ياماما راضيه عامله إيه من غيرنا اكيد مرتاحه من دوشتنا…. “
ضحكة راضية قائلة بمشاكسه…
“ااه كنت مرتاحه… بس كمان كان البيت كئيب اوي من غير دوشتكم اللي بعشقها….. “
سلم سالم على الجده راضية قال …
“عامله اي ياحني… “
“بخير ياسالم ياولدي انتَ عامل إيه يارب تكون السفارية كانت سفارية الهنا عليكم…. “
رفع عينيه نحو حياة التي فضلت النظر
بعيداً عنه اجابها سالم بإقتضاب
“ااه الحمد لله….. “
نزلت ريهام من على السلالم قائلة بمكر بعد
رد سالم الواضح….
“شكلك مش مبسوط ياابن عمي هي ام ورد منكده عليك ولا ايه….. “
وقفت امامهما ونظرت لهم وعلى محياها ابتسامة صفراء…
نظر لها سالم قائلاً ببرود ..
“انتي لسه هنا ياريهام هو في حاجة عندكم في البيت ولا اي…. “
نظرت له بتلاعب وقالت بإغواء
“لا…. بتسأل ليه يابن عمي…. “
نظر لها بإزدراء على رخصها امام عيناه كلما
جمعهم حديث فاتر….رد عليها بسخط
“اصلك بقالك شهر هنا ومش عادتك يعني .. “
جلست على مقعد في صالون ورسمت الحزن على وجهها ببراعه وهي تقول برجاء ….
“انا قعده معاكم فتره عشان زعلانه مع ابوي شويه وكمان في شوية مشاكل كده بيني
وبين ريم وامها ومش هقدر ادخل البيت الفتره دي بسببهم…
لو وجودي مضايقك ياابن عمي انا ممكن اروح قعد عند اي حد من قريبنا في نجع…. بس أنت عارف انك الأقرب ليا عنهم كلهم. “
زفر بضيق ثم قال ببرود..
“براحتك ياريهام هنا بيتك وهنا بيتك..”
ثم نظر الى الجده راضية قائلاً بهدوء …
“انا طالع ارتاح فوق شويه ياحني تريدي
شي.. “
قالت راضية بتذكر..
“لا ياولدي بس متنساش… تكبيرات العيد هتبدأ من أول بكره…. كل سنه وانت طيب ياحبيبي انوي النيه في صيام العاشرة الاوئل….”
اومأ لها بإبتسامه لم تصل لعيناه…
“وانتي طيبه يا حني….اكيد فاكر بس نريدك تذكريني زي كل سنه …” انهى حديثه وصعد اللاعلى حيثُ غرفتهم…..
ابتسمت حياة عنوة عنها فاللهجة العرب البسيطة منه تزيد شخصيته جاذبية وجمال….
نظرت ريهام الى حياة قائلة ببرود
“وانتي عامله اي يامُ ورد ان شاء الله تكون السفارية زينه عليكم…. “
نهضت حياة بضجر قائلة للجدة راضية بتهذيب..
“عن أذنك ياماما راضيه هطلع استريح شويه فوق المشور كان مهلك اوي…. “
اومأت راضية براسها بهدوء… تناولت حياة كف ورد بين يدها ثم مالت على ريهام في سهوة قائلة بكيد النساء..
“شهر العسل كان جميل اوي ياريهام انا وسالم
مش مبطلين بلبطه في البحر…. تصوري مش
بيسبني لحظه.. يلا عقبالك بس يخساره مش
هتلاقي نسخه تانيه زي سالم حبيبي…. “
تركتها تشتعل خلفها وصعدت بتمايل امامها على الدرج تمايل يعبر عن السعادة التي تعيشها مع سالم كانَ هذا الهدف لتزيد نيران ريهام اضعاف مضاعفة نحوها…..
__________________________________
كان يستلقي على الفراش مغمض العين ولكن عقله مشوش بهذه (الحياة) التي تقلب شخصيته الف مره في اليوم ….شظايا
هي قسوته الذي تتجمع بكثرةٍ امام عنادها وكبريائها الذي يحطم كبرياء رجولته وقسوته امامها….
دلفت للغرفة وصاحت بغضب له….
“انت غيرت السرير بتاعي انا و ورد ليه…. وليه جايب السرير الجديد صغير كده انتَ مش عارف اني بنام جمبها… “
رد مغمض العين و وجهه كان خالياً من اي تعبير عن صياحها العالي….
“ااه واخد بالي انه صغير وده المقصود.. وعارف انك كنتي بتنامي في اوضة ورد وده واضح ..لكن اللي مش واخده بالك منه إننا اتجوزنا والوضع أختلف ياحضريه …ومينفعش تعلي صوتك عليا لان الأحترام بيقول ان ده عيب….. “
اشعلها ببرودة وحديثه معها وهو مغمض العينان
ذهبت لتقف بجوار السرير قائلة بحدة أنثى…
“احترام اي وزفت اي وبعدين الإحترام برضو انك تكلمني وانت مغمض عينك ولا الأحترام بنسبه ليك كوسه يادكتور…. “انهت جملتها بستهزء…
تفاجئت به يرفعها من على الأرض بقوة وبدون مقدمات لتجد نفسها على الفراش وسالم فوقها يطل عليها بهيئته الرجولية الطاغية…تطلع عليها بغضب بارد… وهي نظرت له باندهاش من جرأته معها….
همس لها ببرود…
“عارفه ياحياة اي اكتر حاجه نفسي
اعملها فيكي.. “
بلعت مابحلقها بتوتر ولم تجرأ على سؤاله
اكمل هُوَ بلهجةٍ تتمزج بالرعب ولتهديد …
“لسانك….عايز اقصه واعلقه على باب اوضتي عشان كل ماتفكري تطوليه عليا تلاقي نفسك خرسه… “
إتسعت عيناها برعب ثم قالت برهبه….
“طب ابعد كده و انا مش هتكلم تاني بس ده مش معناه اني موافقه على تحكماتك فيا واني نسيت كلامك الي قبل كده ….”
رد عليها ببرود…
“وانا مش عايزك تنسي كلامي ليكي زي ما انا مش قادر انسى مش بس كلامك ولا افعالك لا
وكمان مش قادر انسى كلامك لريم قد إيه انا غبي اني صدقت واحده زيك…. “
نظرت له بعناد قائلة …
“يبقى احنا كده خالصين وجوزنا من بعض مش نافع من الأول.. واحسن حاجه تطلقني وكل واحد فينا يروح لحاله….. وانا هاخد بنتي ونطلع من النجع ده واوعدك مش هتشوف وشي تاني….. “
رد عليها ومزال على نفس الوضع هو فوقها يسند كلتا يديه الإثنين على الفراش حولها محاصرها وهي ممدده امامه ، واعينهما في حوار حاد معاً…
“لو عايزه تطلعي من هنا يبقى اكيد بعد
موتي ياحياة…..”
انفرج فمها بصدمة محدقة به ببلاهة جميلة جعلته يكتسح لحظة غبائها اكتساح جبار اوقعها في بحر الغرام مجددًا….بين الامواج
العالية اصبحت تترنح دون هوادة….
هل ما يحدث بينهما الان حقيقي بعد كل ما قيل منه بقسوة وجمود….تستسلم اليه مجددًا ؟!!….تسلم جسدها بترحاب….
بل ان قلبها يرحب بالقرب وكأنه انتظره
دهرًا…..
بلعت ريقها وبانفاس متسارعة وكأنها في سباق حاد همست بصوتٍ يرتجف كجسدها
بين يداه……“سالم بلاش انا…. “
همس بالقرب من ادنيها باحتياج…
“عايزك ياحياة…. انا مش قادر ابعد عنك.. “
سالها في غمرة المشاعر….
“قوليها ياحياه قولي انك عايزاني معاكي
زي مانا عايزك قوليها ياحياة…… “
اهات من مشاعره وصوته الخافض الحار
اهات من وجع قلبها ومشاعرها المختلطة
بالكثير…
ترجاها وكأنه يطلب الأذن للمتابعة…..
“قوليها ياحياة… قوليها عشان خاطري… “
بتنهيدة همست بعذاب…..
“بلاش تبعد عني ياسالم….خليك فـ…
في حضني… “
لا تعرف لم اضافت اكثر مما طلب منها ولكن كانت اجابة قلبها عليه اقوى وأصدق من كلمة أمرها بها في لحظةٍ خاصة تدق ابوابهما للمرة
الأول…..
وضع راسه على راسها وانفاسه الساخنة تداعب وجهها الساخن بحرارة
همس لها …
“وانا عايز أموت فحضنك ياحياة … “
أغمضت عينيها بضعف….والعشق ظهر
بين ثنايا روحهما الممزقه ولكل شخص
جرح يختلف عن الأخر ولكن لكل شخص منهم فرصة للحب فهل ستبدأ القصة تاخذ طريق اخر ام للقدر وقلوبهم العنيدة رأي اخر…….
__________________________________
بعد مرور خمسة ايام على تلك الأحداث
تدلف ريم من باب بيت (رافت شاهين )بعد
ان فتحت لها الخادمة كانت تجلس حياة
مع الجده راضية في صالة البيت…..
رفعت حياة عينيها لتجد ريم امامها ويبدو على وجهها العبوس….
نهضت سريعًا قائلة بتوتر للجده راضية…
“بعد إذنك ياماما راضيه هاخد ريم ونطلع فوق نقعد شويه قبل ما سالم يرجع من الشغل…. “
نظرت الجده راضية لها قائلة وهي تسبح بيدها
“روحي يابتي …..”ثم نظرت الى ريم
قائلة” عامله ايه ياريم يابتي ….”
ابتسمت ريم ابتسامة مهزوزه
وقالت… “بخير ياحني “
مسكت حياة يدها قائلة بسرعة
“تعالي ياريم عايزاكِ ….”
صعد الإثنين سوياً للأعلى……
خلعت حياة حجابها وقالت بتوتر
“جبتي ياريم الحبوب… “
مدت ريم يدها بشريط اقراص لها..
“خدي ياحياة… جبتلك حبوب منع الحمل اللي طلبتيها خدتها من واحده صاحبتي دكتورة نسا.. “
مسكتها حياة بين يدها بقلب يرتجف من ما تنوي فعله فـقررت أن تاخذ اقراص منع الحمل حتى لا يكون بينها وبين سالم رابط قوي يجعلها تتحمل قسوته ونفوره وتقبله الغريب معها …
هتفت ريم بإستنكار وخوف…
“لي عايزه تعملي كده ياحياة افرضي سالم عرف بحاجة زي دي ….انا خايفه اوي ليتهور ويأذيكي سالم عصبي وموضوع انك مش
عايزه منه عيال مش سهل يتقبله اي
راجل مش سالم بس …. “
تنهدت بتعب بعد حديث ريم ثم قالت بحزن
“مش قادره ياريم…مش قادره افهم سالم ولا انا مستعده يكون في بينا عيال دلوقتي… “
سألتها ريم بحرج …
“هو سالم قربلك تاني بعد اليوم إياه …”
قالت بخجل …
“لا ياريم مقربش مني بس لم طلع علينا
الصبح قام من جمبي وهو واحد تاني
تصوري مقالش اي حاجه قبل مايقوم من جمبي ..حسيت انه واحد تاني…. غير اللي كان معايا بليل… الصبح بقا فعلاً سالم شاهين اللي اعرفه واللي كل الناس عرفاه وبتعمله الف حساب ، لكن بليل وإحنا مع بعض كان
واحد تاني خالص…. حنين حتى في لمسته ليا كان بيقول كلام حلو اوي ياريم حسسني اني ست بجد …لدرجة اني حسيت ان بيحبني من كلامه ده بس طبعاً دي تخريف مني انا… مفيش حاجة من دي….”
توقفت عن الحديث بحزن وحرج كذلك
من المتابعة….
هتفت ريم بعتاب….
“يعني بعد كل ده ياحياة مش عايزه يكون في بينكم ولاد… يعني يمكن الصبح كان مستعجل عشان شُغله وسابك وخرج على طول….. “
إجابتها ببوح من ما تشعر به وما تنوي فعله في الأيام القادمة…..
“بلاش تبرري ليا ياريم سالم عامل زي المغاره
الضلمه البارده اللي مش قادره ادخلها طول ما انا خايفه منه… ولازم احول اتشجع وقربه مني وحاول اقرب منه والمرادي هدي لنفسي فرصه وليه هو
كمان….
لكن حبوب منع الحمل دي هتفضل معايا هاخد منها لحد ما اتاكد اني قادره افهم
سالم واتاقلم على طبعه… مش شرط احبه ويحبني !! بس على الاقل ارتاح معاه
وحس بالامان…. وحاول اتعود على
طباعه وطريقته دي “… يتبع
دهب عطية
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ملاذي و قسوتي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.