رواية صرخة في الظلام الفصل الأول 1 – بقلم بهار الطائي

رواية صرخة في الظلام – الفصل الأول

 

 

 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

 

: چنت راجع من الدوام دا أمشي بالشارع الدنيا ضهر والجو حار حيل لدرجة ماكو ولا واحد طالع ما أسمع غير صوت صياح طفل صغير

 

التفت يمين ويسار ماكو أي مخلوگ بس كانت أكو حاويات وأكياس زبالة
مشيت لهناك وجان أشوف طفلة مرمية بين الأكياس والقطط متجمعة

 

عليها يعضن بإيديها ورجليها وهيه مفرفحة من البچي اخذته بحضني
وهيه بس تبجي ابد ما سكتت

 

ما طولت ركضت بيها على أقرب مستشفى واني كل شويه احجي وياها واحاول اهديها بس عيونها بس تباوع بخوف وصلت للمستشفى دخلت ركض للصالة وما لحگت احچي شي

 

للدكتور شاف حالتها وخذوها مني أبسرعه دخلوا جوه واني بقيت واكف ماعرف شصار بيه شلون بشر يكدر يسوي هيج بطفلة؟

 

بعد شويه طلع الدكتور گلي حالتها مستقرة بس ضعيفة وتعبانة ولازم تبقى تحت المراقبة سألني

 

الدكتور: انته شنو تقرب هاي الطفله ؟”

 

ايهاب: سكتت للحظه و بعدها گلتله ما اعرفها بس لگيتها مشمورة بالشارع

 

باوعلي الدكتور بنظرة بيها ألف سؤال بس ما حچي كعدت يم الباب. انتظر أي خبر عنها واني بعقلي ألف فكرة تدور… يا ترى هاي الطفلة شنو قصتها؟ ومنو اللي رماها بهالطريقة؟

 

بقيت شويه بالمستشفى أنتظر الدكتور يگلي شراح يصير شردت أفكر وين أروح بيها عمامي ما راح يقبلون واني اصلاً وضعي مو كلش تمام بس مستحيل أخليها تظل بهالوضع

 

ما طولت طلعت من المستشفى وهيه بحضني ضعيفة بس هادئة تحس بالأمان يمكن لأول مرة ركبت التاكسي طول الطريق واني أفكر شلون راح أقنع أمي بس بالاخير گلت بيني وبين نفسي “شنو يصير خلي يصير… أهم شي
الطفلة بأمان”

 

وصلت للبيت دخلت بهدوء أمي جانت كاعدة بالمطبخ أول ما شافتني ويا الطفلة رفعت حواجبها باستغراب گالت : “يمه هاي منين جبتها؟”

 

بديت أحچي لها السالفة شافت الطفلة قربت منها ولمست جبهتها بحنية وبعيونها
نظرة ماگدرت أفهمها
جان تكول

 

: زين سويّت هسه خليهه لازم نشوف شلون نرعاها…”.

 

تنهدت براحه حسيت وكأنه جبل نزل من على صدري…
و فجأ عمي أجه من شافه بحضني رفع حاجبه بستغراب؟

 

و كال: هاي شنووو منين جايب هاي الطفله وين لكيته

 

انته تريد تهجم بيوتنه منين جبته هسه اهله يدورون عليهه
هاي ذا مالكيتهم مبلغين الشرطه

 

ايهاب: رميته من حضني عالزوليه
اول شي اني ما خاطفه وثاني شي هاذه مو من أخلاقي اني و راجع من الدوام سمعت صوت طفله تصرخ
ف لكيته مشموره بين اكياس الزباله

 

عمي ظل يباوعلي بعيون مليانه شك وكأنه ما مقتنع بكلامي جال بصوت عالي يكول

 

راشد : يمعود انت شتحچي؟ طفله مشمور بالزباله؟ وين صايره هاي احنا بيا زمن هسه؟

 

تنفست بعمق وگلتله واني معصب
عمي ذا ما مصدگ تعال اخذك المستشفى الي اخذته عليه و اذا تخاف من الشرطة تعال نبلغ احنا بس هاذي الطفلة ما عندها أحد لو عندها جان ما رموها بهالطريقة!”

 

أمي دخلت بالنص حطت إيدها على الطفلة اللي جانت مرعوبة من الصياح وگالت بهدوء

 

: زين هسه مو وكت المشاكل الطفلة وضعه تعبان خلونا نشوف شنسوي
قبل لا يصير بيه شي و توكع بركبتنه

 

عمي ظل ساكت شويه بعدين تنهد وهز راسه وكال

 

راشد: خوش بس اذا طلع أحد يدور عليها لا تورط روحك بشي ما إلك بيه مفهوم

 

ايهاب: ما جاوبته بس بكلبي گلتله الورطة الحقيقية هي نترس الدنيا بناس ماعدهم ضرت رحمه

 

بقيت واكف أشوف أمي تهز الطفلة بهدوء تحاول تهديها بس هيه بعدها تخاف من
أي صوت عالي عمي ظل واكف
شويه بعدين هز راسه وطلع وهو يتمتم بكلام ما فهمته بس واضح إنه بعده مو مقتنع بكلشي

 

كعدت يم الطفلة حطيت إيدي على جبهتها بعدها دافية يمكن من الخوف والتعب أمي باوعتلي بنظرة كنو فهمتني بيها وقالت

 

: يمه انته تدري إنو وجودها هنا مو سهل بس هم هسه مالها غيرنا ف شنو ناوي تسوي؟”

 

تنهدت ومسحت على راسه وگلت بصوت ناصي :
“ما أدري بس مستحيل أخليها
ترجع للشارع.”

 

أمي ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت
: زين هسه كوم نام ارتاح وباجر نفكر شنسوي

 

هزيت راسي و طلعت من الغرفة بديت أفكر… شلون راح أتصرف؟ لازم
أعرف أكثر عنها شنو أسمها؟ ليش شامرينه بالشارع؟ وأهم شي… هل أكو أحد يدور عليها فعلاً؟

 

اليل واجمعو عمامي كلهم و عماتي بقو يحجون وعماتي هم
وحده من عماتي كالت

 

: شيلها يمه و رجعه منين ما جبته خاف وراه مشاكل و نوكع احنه بيه

 

ايهاب: مارجعه اني جبته و راح تبقه يمنه و هل طفله
لو فعلا عده اهل يدورون عليه جان ما ذابينه بزباله وهاذ حالها

 

سكتو كلهم من صرخت عيوني جمرت من القهر شلون يفكرون بها لطريقة؟ شلون يخافون من المشاكل أكثر من مصير هالطفلة؟

 

عمي الكبير تنحنح وگال
بحدة: ايهاب انته ما دا تفكر زين إحنا كلوبنه مو حجر بس احنا ما نعرف شي عن الطفلة شلون نكدر نتحمل مسؤوليتها؟

 

قبل لا يكمّل قاطعته وگلت بحدة: عمي المسؤولية مو بس كلام هاي الطفلة
جان هسه ميته لو ما لحگتها
انتو تخافون من كلام الناس بس ما تخافون على روح طفله صغيرة جان ممكن يمكن جان هسه ميته ولا أحد يدري بيها؟

 

عمتي الثانية هزت راسها بضيق وگالت: “حبيبي إحنا مو ضدك بس القانون شلون؟ إذا أحد گال انته خاطفها؟”

 

أمي بهدوء كالت: “إذا على القانون نبلغ الشرطة نخليهم يعرفون إنو اني وابني اللي لگيناها بس محد راح ياخذها إلا إذا فعلاً إلها أهل يدورون عليها.”

 

سكتوا كلهم… حسّيت إنه جزء منهم مقتنع بس الخوف مسيطر عمي الكبير لان عار و يخاف طالعني بنظرة ماعرف شلون افسره بعدين تمتم

 

وبهي اللحظة الطفلة حركت إيدها وكأنها حست بالهدوء اللي عمّ الغرفة أو يمكن لأول مرة… حسّت إنه أكو أحد راح يحميها

 

بعدين كلهم راحو بقينه اني وامي مكابلينه و نباوع عليه وجهه سبحان الخالقه عبالك كمر مو بنيه العيون زرك ناعسات بقيت صافن
بملامحه ياربي هيج طفله هيه تنشمر بزباله ايي ربي الك بيه اراده مديت ايدي اتلمس
اصابعه شلون مخرمشات و الدم يابس بيهن

 

بقت أمي تباوع عليّه ودموعها بعيونه شالت ايده ومسحت على جبين الطفلة بحنية

 

: يمّه هاي شلون بيها؟ وين راح تروح هل طفله
شنو ذنبه والله حرم هيج طفله مثل الملاك
مشموره بزباله

 

رفعت راسي وتنهّدت لازم ناخذها للمستشفى بعدين نفكر شنسوّي شوفي شلون الدم يابس
ع اصابعه خطيه

 

وأنا بعدني متسمّر بمكاني عيوني مثبتة على ملامحها الناعسة عبالك ملاك نازل من السما بس بجروح وظلام حاوطه
حسّيت بغصّة مثل اللي ابتلع شوكة وما تكدر تنزل ولا تكدر تطلع

 

أمي مدت إيدها بحذر رفعتها بحضنها الطفلة ما حركت رمش بس نفسها الخفيف يدل على إنها بعدها عايشة

 

: يلا يمّه تعال وياي ما نكدر نخليها هيج.”

 

ايهاب: مشيت وراها مثل اللي رجليه ما بيهن واهس بس عقلي ما يهدأ شنو قصتها؟ منو اللي رماها؟ وليش؟

 

دخلنا للمستشفى والممرضات اجني يركضن علينا أول ما شافوا أمي حاملة الطفلة الدكتور جهز نفسه، وأنا واقف

 

أراقب وأحسّ روحي مقبوضة عبالي كل شي متوقف لين ما اعرف مصيره

 

بقيت أتساءل بيني وبين نفسي هل هاي الطفلة إجاها نصيب جديد بالحياة؟ لو الأيام مخبّية إلها مصير ثاني؟

 

بينما جنا ننتظر بالممر أمي كاعدة تسبّح بإيدها وعيونها ممتلئة بالدموع
وأنا كل دقيقة أباوع ناحيت باب الغرفة اللي

 

دخلوا بيها الطفلة الممرضة جانت طابه طالعة بس محد جاي يكول شي وهاي اللحظات جانت تمشي ثقيلة مثل ساعة الرمل المكسورة

 

بعد فترة طلع الدكتور رفع نظارته وعدلها قبل ما يحچي الحمد لله الطفلة بخير
بس جانت بحالة جفاف وتعب شديد وهاي الجروح بمرور الوقت تطيب أهم شي هسه الراحة والتغذية

 

أمي تنهدت دكتور شراح يصير بيها؟”

 

: رح نبلغ الجهات المختصة هاي الطفلة لازم تنحط بدار رعاية إذا ماكو أحد يكفلها.”

 

كلماته نزلت مثل السكين على صدري، دار رعاية؟! شلون تكبر هالطفلة هناك بدون أحد يضمها بحنانه؟

 

التفتت لأمي بسرعة لكيتها تباعيني بنفس النظرة اللي بعيني كأنه نفكر بنفس الشي

 

أمي سكتت لحظة بعدين
كالت بصوت هادئ لكنه ثابت
: دكتور إذا نريد نكفلها شلون؟”

 

رفعت عيني عليه بصدمة وأحسيت بشعور غريب بين الخوف والفرح الدكتور باوع إلها باستغراب بس بعدين ابتسم وكال

 

: راح تحتاجون تقدمون طلب رسمي
ويكون أكو تحقيق عن ظروفكم بس إذا جنتو جادين نكدر نباشر بالإجراءات

 

أمي التفتت لي يمّه أنته شتكول؟

 

: ما كدرت أجاوب بسرعة كلبي يدك بسرعه
بعده بعيني صورة الطفله

 

وهي مشموره بالشارع وشفافها تتحرك بدون صوت كأنها تحاول تحچي بس ما تگدر

 

ابتسمت ابتسامة خفيفة وحسّيت بكلبي
ينطيني الجواب قبل لساني نخليها ويانه يمّه هاي الطفلة من هسه صارت من عدنا

 

أمي التفتت للدكتور وكالت بحزم

 

“دكتور، إحنا مستعدين ناخذها
ونربيها بحضنّا.”

 

الدكتور باوع إلنا بتمعّن كأنه يريد
يتأكد من جدّية كلامنا بعدين هزّ راسه

 

إذا متأكدين لازم تقدمون طلب رسمي ونمشي بالإجراءات القانونية..

 

أمي ابتسمت بحنان وكالت:
يمّه هاي البنية لو تنطيناها الله شاهد نربيها مثل روحنا.”

 

مرت أيام وإحنا ننتظر الرد كل يوم أروح للمستشفى و أباوع عليها وهي نايمة أشوف ملامحها الحلوة و أتخيل شلون

 

راح تكون حياتها ويانه
جنت أحچي وياها حتى لو ما ترد
أگعد يم سريرها و أحجيلها عن البيت وعن أمي و شلون الدنيا راح تكون أحن عليها من قبل

 

وبعد فترة إجانا الخبر…

 

الطفلة صارت من عدنا.

 

أمي ضمّتها لصدرها وأنا حسّيت بشي غريب
كأنها فعلاً قطعة منّا كأن الله جابها
إلنا حتى تكون ابنيتنا حتى تنولد من جديد بحضن ناس يحبوها بصدك.

 

وصارت أغلى شي بحياتنا ما سألنا
عن ماضيها ولا التفتنا للوراء…
بس عرفنا شي واحد : هاي الطفلة إجت حتى تكملنا وإحنا رح نبقى إلها للأبد.

 

صارت حياتي تنقسم بين الشغل والبيت
الصبح أروح للدوام وبمجرد ما أطلع
أركض للشغل الثاني حتى أوفّر كل شي لأمي و ريناد تعبت كلّش بس شلون
أشتكي و أمي بالدنيا وعيون ريناد تلمع من تضحك؟

 

كبرت كدام عيني وصارت مثل الوردة
اللي تفتحت بحديقة صغيرة بس مليانة حب
كل يوم أرجع تعبان
بس أول ما أشوفها
تجي تركض عليّ كل التعب يروح
امي هم ظلت تداريها بحنيتها
وتعاملها مثل بنتها فعلاً و أحسها كل ما تكبر تصير قطعة من عدنا أكثر…

 

بس مع مرور الأيام بلش القلق يدخل كلبي… الحياة مو بس حب واهتمام
أكو ناس وواقع لازم نواجهه شلون
راح أوفر إلها مستقبل شلون أضمن ما تحتاج شي هذي الأفكار ظلت تلاحكني بس كل ما أرجع و أسمع ضحكتها أعرف إنه مهما جان الطريق صعب أنا ماشي بيه للأخير.

 

صرت أحلم بيوم أشوفها تكبر وتوصل لأحسن الأماكن بس يا ترى الدنيا راح تخلينا نعيش
بها لراحة لو عندها بعد مفاجآت إلنا

 

و بيوم من الايام رجعت العصر البيت
جان عمي الجبير موجود يمنه كاعدين بالحديقه هوه و امي واضح عليه كلش
معصب مدري شنو يحجي ف سلامت عليه رد السلام من وره خشمه التفتت
ع امي تهز براسه معناه اهدء كعدت مقابيله و هوه وجهه ما يكصه السيف جان يكول

 

: انته الشوكت تبقه متحمل مسؤلية البنت تره
ميصير هاذه الحجي و ناس
بدت تحجي و طلع أشاعات علينه يعني
المته نبقه متحملين بنت منعرف اصلاه من فصله وحده لكيته مشموره بين اكياس الزباله يعني شنوو تتوقع مثلان لو هيه بنت حلال
اهله يذبونه ها؟

 

ايهاب : بقيت ساكت لحد ما كمل كلامه ها عمي كملت كلامك لو بعد اكو شي ثاني

 

: اكلك شو انته ماشايلنه من كاعنه
شنو حاسب نفسك تره اني محترمك الخاطر ابوك و هوه بالكبر جان و الله من اول يوم جبته اكدر رجعه النفس المكان

 

: ما تحملت بعد دفرت برجلي الطبله
و كمت شوف عمي انته
مالك حق تدخل بيه و لا بحياتي
اني حر محد له سلطه عليه لا انته و لا عشرة مثلك سمعتني لو لا

 

و موضوع الطفله هاي صارت من عالتي محد يدخل بيه و اليمسه ياويل ويله سمعت
لو لا انتو و العالم طززز و الف طززز

 

جان عمي يباوعلي بعيون كلها غضب
بس بنفس الوقت شفت بعيونه شي ثاني… خوف يمكن استغراب ما أدري بس سكته هذا
كلشي جان يعنيلي

 

وكف وهو يعصر إيده وكأنه يوقف نفسه من يطيح بيه بوكس التفت على أمي
وكال: مشاء الله خوش تربية سزز تجاوز و تهدد بعمك مو كلب اليوم والبارحة صرت جاي طلع مراجلك عليه لك أدوس على راسك بالقندرة واحسب الله ما خلقك

 

أمي ظلت ساكته تباوعلي
نظرة بيها ألف كلمة بس ولا حرف طلع منها عمي طلع من الحديقة وهو يسب ويلعن وأمي لحگته تركض بعد ما نضرت عليه بنظرة توجع القلب.

 

بقيت بمكاني شوي حسيت بجسمي يرجف من القهر من الغيض من كلشي
ليش الناس دوم تدور على شي تحجي
بي ليش محد يشوف النية بس
يشوفون الأصل والفصل؟

 

رفعت راسي للسماء شمس العصر بدت تغيب شردت بتفكيري هاي الطفلة اللي هسه صارت جزء مني شنو ذنبها شنو سوت حتى العالم تحچي عليها

 

دخلت للبيت عقلي يعصف بالأفكار
بس الشي الوحيد اللي جنت متأكد منه
اني مستحيل أتخلى عنها حتى لو وكف
العالم كله ضدي…

 

أول ما دخلت البيت سمعت صوتها تبچي
مفرفحة ركضت عليها شلته بحضني
وكمت أحاول أسكّتها

 

اششش يبعد روحي دموعچ كون تغسلني
كافي تبجين يمّه فدوة يريدون ايعوفچ
يعمري إنتي واني شفت الدنيا بيچ
إنتي النفس اللي يدخل بريتي
يبعد عيوني ونظرهن.”

 

بهالأثناء دخلت أمي للغرفة واني بعدني شايله بحضني وألعب وياها رفعت راسي
ولكيت أمي تباوع عليّ

 

ايهاب: احمم شبيچ يمّه ليش صافنة؟

 

تنهدت وكالت : لا يمّه ما صافنة بس
دا أفكر هاي الطفلة وين تاليها؟
وعمّك مخليها باله شراح يصير ؟
خايفة عليك وعليها هذا عمّك ما عنده مخافة الله.”

 

حچيت وياها وأنا دا أحط ريناد عدوشك
لا تخافين يمّه الله كريم وأكيد رب العالمين إله بيها إرادة

 

تنهدت ورفعت إيدها على راسها كأنها تحاول تجمع أفكارها قبل لا تحجي

 

: يمه مو سهل اللي دا تسويه انت بعدك شاب والحياة بعد كدامك شلون راح تواجه الناس
شلون راح تربيها وحدك
اني هم مريضه منو الهاي الطفله

 

ايهاب: گمت أمشي بالغرفة صوت خطواتي
مع نبض كلبي اللي دا يدگ بسرعة التفتت
عليها وگلت:

 

يمه مو الزم دائما يكون كلشي سهل بس أني ماخذ قراري ومو ندمان ريناد
صارت جزء مني ولو حتى لزم أوكف
ضد الدنيا كله راح أوكف بدون تردد
مستحيل اعوف هاي الطفله

 

أمي بقت ساكتة شوي بعدين قربت
ومسحت على راسي مثل ما جانت تسوي
واني صغير وضحكت بحنية وكالت :

 

“ما أدري شلون طلعلي ولد عنيد لهل درجة
بس إذا هذا قرارك الله يسهل أمرك
بس لا تنسى يمه العالم ما ترحم لازم
تصير أقوى و يصير عندك كلب قوي
حتى تكدر تعيش بهاي الدنيا

 

ضحكت وگلت:
مدام انتي موجوده بحياتي و ساندتني
اني مستحيل يهزني شي اهم شي عندي هوه
انتي يبعد روحي

 

: الله يرضه عليك يمه و يوفقك
ينضر عيني

 

يهاب: كالت طلعت من الغرفة واني
ظلّيت أباوع على ريناد جانت عيونها ناعسة
بس بعد بيها لمعة صغيرة كأنها مطمئنة
اني وياها ومحد راح يكدر يفرقنا
الابد..

 

رفعت الغطا عليها وكعدت يمها
حسيت بأول مرة بحياتي إنو عندي سبب حقيقي حتى أقاتل علموده وحتى اصير أقوى و اصير له
كلشي بهاي الدنيا…

 

~~~~~~~~~~~~~~~~

 

يتبع…

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية صرخة في الظلام) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق