رواية ساقي الود – الفصل الثاني عشر
الفصل الثاني عشر – الجوهرة
تمشت لغرفة اخوها الچان توه صاحي من النوم و مبين احوالة تحسنت ، صبحت عليه بأبتسامتها المعهودة:
كفاية :: صباح الخير خوية
سليمان :: صباح النور يبعد اخوج
-طمني شلونها عافيتك اليوم، ترا وجهك زين احسن من امس
– نحمد الله ، انه هم اهيس روحي احسن ، زهبيلنا الچاي
ولكمة تا ناكل وليرحم والديج ، عندي شغيلة اريد اروحن اكضيها .
– زاهب يبعد اخيتك ، الشباب وديتلهم اچل و هسع رايحه اكعد وده تا ناكل سويه
سليمان :: بارك الله بيج ، الوليدات ما غمضت عيونهم ذيج الايام داريهم بالمواچيل .
قاطع حَديثهم صوت رجولي غَريب قادم من برا ، صوت يصرخ بحرقة ، و يتوعدلهم بالدمار :
غياث :: سليماااان ،، اطلع !
– ثواني قليلة ، تبادلوا الاخوة النظرات فيما بينهم و عرفوا خلف هذهِ الصرخة ، كوارث قادمة ، ركض جاب سلاحه و لفت كفاية شيلتها عدل و تنگبت كانت الخطوات بأتجاه مصدر الصوت اثقل ما يكون ، و گانها مسافة ابدية مالها قرار ، تفاجأ بالرجال الواكف گدامه و بنظرات عيونه اللاهبـة و هي ترمقة بتوعد خطير ، تجمهروا الحراس و الايادي رأسًا شالت التفگ .
غياث :: اطلع من صومعتك و تعـال واجهني ، و ربك الف حارس و مارد ما يضموك عني لو بنتي صارلها شي !
سلمان : خييير شعندك تصرخ بكاعي يبن جابر ؟
غياث :: بنتك وييين ؟
سليمان :: لك انت تدري انه حالف حتى الريح الي يجيني منكم اقيم عليـه الحد، شني البدوية ما تخاف عليك ، لو جدك هان عليـه دمك !
عض اصابيعـه بعجز و استرسل :
سليمان :: اخ لو مو ديرتنا وحدة بس وعلي چان طشرت مخك هنا و شمرت لحمك للچلاب الضالّة.
غياث :: بنتك ، خطفت بنتيييي يا سليمان
سليمان :- شجاي تنعثل انتَ ، تعدل حلجك لو اترسـه بارود ، بنتي شجابها على بنتك ؟
غياث :: اسمعني سليمان ، بنتك و ابن خالها خطفوها ابو الخط شاهد و كاميرات مصورتهم ، هسسسه تشوفلي بنتك بيا نكرة خاتله و تجيبها ، اريدن بنتي سالمـه لا و داحي باب خيبر اخليها تتمنى الموت و بعينك تشهد اعدامها !
صفك سليمان ايده بأسف و صاح :
– لا انت اكيد تسودنت ، الفرخة نايمة جوه روح شوف ….
قاطعه صوت كفاية القادم من الخلف :
كفاية :: بنتك ماكو بفراشها يسليمان
أَرتجفن اوصالة من سمع الكالته كفاية و طار عقلـة لمن أكد عليه جلال :
– حجي انه وصلتها الصبح للمدرسة
– ترنح جسمة بالهواء مثل ورقة تهتز بغصنها يهمس بخفوت :
سليمان :: سوتها بت وداد و راح تاخذ بثار امها
اقترب الاب الملچوم من سليمان و بعيون تتجادح هدد :
غياث :: اذا صار شي على بنتي يا سليمان ، ثقْ و جلالة الله حصتي بنتك ، الگاها گبلي احسنلك !
– بلحظة تبدل حال سليمان ، عيونه لمعن و شفافة ارتجفن يتوسلن :
سليمان :: على بختك ، كصر حسّك و انه اوعدك اذا بنتي مسويتها اطگ ظهرها و اردن بنتك سالمة بس نخيتك لا تفضحها
– باوعله بتوعد و طلع يركض مثل الأسد الجريح ، طوله يهتز من الغضب و خطواته تضرب الارض مثل صوت حوافر الخيول
جر تلفونه سليمان و أتصل على عزيز لكن لا رد منه راح يتصل على بنته و نفس الشيء ، صرخ :
– فخري ، خنجر لمو زلامكم و امشونا لبغداد
فخري :: تم حجي ، انه اعرفن درب مختصر بعون الله نلحكهم
باوع بيأس و شاف من الضروره انه يبلغ ولد عمها حتى يطلعون بوجهم ، اتصل بحمدان و حجالة كل شيء و ما ترك اله المجال حتى يعاتبة و يلومه ، الوقت ثمين و الدقيقة تمر بسنة ، الزلم تراكضت متوجهة لسياراتها و جاء صوت العمة الباكي من الخلف
كفاية :: خنجر ، اكف يمه احاجيك
التفت الها الشاب مستغرب طلبها ، أشر للولد يطلعون گدامه ، راحت كفاية و تناولت اثمن شيء من تركة الحاج داوود سلاح ( العوزية ) المعلقة على احد جدران الديوانية والي جان يتفاخر بوجودها كونها رمز لشجاعته لمن اغتنمها ايام الحرب العراقية الايرانية .
قدمتها اله بكل اباء ، بعيون مملؤءة دمع وصوت يتعثر بغصاته:
كفاية :: هاي عوزيه داوود ، سنين معلگه هناك لان ماجه خيالها يگولون الحُرمة بشارب الخير ، و انه اليوم طحت بشاربك ، هاي العوزيه الك شرط تحسبها عرضك و تجيبها من حلچ الموت ، تسترها و ما تخلي واحد يتدنى لطرف ثوبها ، ود ما تسويها
گليبي يگلي مظلومة و طاحت وسط ذيابه ،الي يحاول يكربها انه امك اترس حلگه فشك.
-حطت السلاح بأيده و همست من تحت اسنانها :
كفاية :: لا كلفت ابوها و لا ابن عمها ، اريدن ود منك يا خنيجر ، اعرفك سبع و ما تفشلني
-بكل تأثر تناوش السلاح منها و هو يضرب على صدره بعنف
خنجر :: عد عيناج يمه ، حسبيها تنام بحضنج اليوم الا اذا خذاني الموت گبلها
اومأت براسها مغمضة عيونها حيل و كأنها ما تريد تتخيل الفكرة ، نزعت عبايتها و ناوشته اله ، همست بألم
كفاية :: كلشي يصير يمه ، ميتة عدلة استرها
اومأ براسه بلا ما ينطق و انطلق شايل عوزية داوود بظهره
و وعد كفاية بگلبه ، لو يردها لو يموت هو وياها .
_____ ود _____
احسّ نفسي اعوم ببحر اظلم ، روحي طايفة مادري اذا جنت بعدني بالسيارة او لا ، بس صوت محركها المتوقف يرن بآذاني مثل ناقوس الموت كلشي جان ضبابي ، ريحة البنزين ويه الدم المنساب من جبيني ، الالم الي ينهش بيه مثل السچين .
معقولة متت و هاي روحي جاي تتعثر بعالم البرزخ ؟
الاصوات بدت تتوضح ، صراخ ، عويل ، تهامس ، جسمي ينشد و كأنه احد ديسحبني ، عگدت حواجبي و أَنيت:
– رجعنا عزيز ،، الله لا يوفقك
وَجعي يزيد ، ضربات على وَجهي بعنف ، صوت شاب اعرفه
يحثني اصحى:
– اصحي خوية رحمة لموتاج
فتحت جفوني بتململ ، و صرخت بلحظة الفَزيت بيها
– رجلييي ، حموووت من الوجع
ركزت زين شفت خنجر گدامي ، وجهه مترب و يباوعلي بقلق
فريت عيوني بنظرة سريعة بنين ماكو و عزيز راسه عالستيرن و يصب دم
انسابن دموعي و آني استعيد الي صار بصورة سريعة ، تساءلت:
– بنين وينها ؟
اتسعت حدقية عيونه الخضرة بتحذير :
خنجر :: گومييي فزززي وياي گبل لا يحسون عليج عَدلة
– دخيلك ساعدني مجاي ، اكدر احرك رجلييي
زفر انفاسه بقلّة صبر ، اجه على نفسه و سحبني حيل طلعني من السيارة ، وكفت مستنده عليه و حَلقت عيوني بالمكان جان الوضع كارثي ، زلم ملتمة و صرخات و بكاء قادم من وسطهم ، لمحت فخري واكف مهدل كتوفه و يباوع بحزن و شباب جاي يتقاتلون ويا شهاب و عكاب ، صوته يحذرني اواصل :
خنجر :: السموحة منج خويه ، راح اشيلّج ما ظل وكت
– بعدني ما مستوعبة الي گاله مدَّ ايديه جوه جسمي و رفعني من الأرض و ركض بيه بأتجاه سيارته ، بعدنا مواصلين
واستوقفتنا صرخة مثل زئير الاسد خلف فريسته :
غَياث :: لك خنجرررر !
استمر يركض بيه بأنفاس لاهثـة رفعت راسي بمقدار قليل فوق كتفه و شفته و يا ليتني ما شفته بهذا المنظر ، دشداشته مشكوكه و لازمينه الزلم منا و منا يتلاوى وياهم ، ويزئر خلفنا بصوت مخيف :
غياث :: عوفوني ولد الكلب ، حرر نفسه منهم و جر سلاحـه رمى صلي ورانا ، الرصاص يتناثر منا ومنا مثل حبات الحالوب بيوم شتوي ممطر ،
انكمشت و غمضت جفوني حيل و توقعت خلص هذهِ نهايتي ، بس ليش ؟
وصلنا و شمرني شمر داخل السيارة ، اندار صعد شغلها
وانطلق بأقصى سرعته ، اريد افتهم الصار شنو معناه
ليش غياث رمى علينا ، بنين وين ؟ عزيز عدل لو ميت ما افتهمت ،
خنجر :: لمي روحج بالعباه اليمج ، و ابقي ممدة رجلج متصوبة خويه .
-جريت العبايه و فتحتها بصعوبة ذبيتها عليه بأهمال
من هول المشهد و قوة الألم صرت اغيب عن الوعي جزئياً وكأن جزء من عقلي منطفي و الجزء اللاخ واعي و ديسمع الي يصير ، لساني ثگل اريد احجي و ما اكدر ، بس سمعته يحجي بالتلفون
خنجر :: جبتها يمه ، اي رجلها متصوبة خابري على ناظم يجي بساع ، اي هسع اخابر عمي و اگله ، عد عيناج يمه .
غمضت براحة ، عرفت هذهِ كفاية ، بعد مدة حسيت على صوته
خنجر :: گعدي خوية وصلنا ، أَنيت بوجع
– صيحلي عمة ، ما اكدر احرك رجلي ما اكدر
لحظات و سمعت حسّها و كأن رجعتلي الحياة:
كفاية :: يمه بنيتي اسم الله و الزهرة عليج ،
-حملني خنجر لداخل البيت تحديداً غرفتها ، اسمعها تتشكر منه بنحيب
كفاية :: عرفتك زلمة كلف و اخو خيتك ، روح يمه اخافن يجي ناظم ، تلكاه بس يوصل
– طلع هو و اجت گعدت يم راسي تلوم بيه :
كفاية :: ليش هَيج يمه ، هاي سواية تسوينها نزلتي روسنا بالطين نشغت و صارت تلطم على رجلها ،
تگلمت بصعوبة :
– مي ، اريد مي !
ركضت جابت مي و اجتي ، شربتني و تلمست گصتي ، عاطت
كفاية :: صايرة نار ، خليني امسح وَجهج من الدم
– من گالت دم وكأنها انطتني ايعاز حتى افقد وعيي كلياً ، نمت بعدما حسيت بشي ،
مدري شگد مرّ من الوقت و شگد من الكوابيس الما مفهومة الي راودتني صحيت و لگيت نفسي وحدي بغرفة كفاية ، الباب مسدودة و محد يمي ، باوعت للكومدي اليمي جان عليه طاسه مي و بيها خاولي صغير ، بالاضافة لكيس ادوية انتبهت لايدي بيها كانولا ، تساءلت :
– شوكت صار كل هذا ، الالم البرجلي خف بس ما اكدر احركها
و لا احرك اي عضلة بجسمي من التعب ، حاولت اصيح كفاية لكن بلعومي مجرح و يأذيني ، ركزت زين سمعت اصوات جاية من برا ، گلبي يوجعني على بنين اريد بس اسألهم عنها ، اندعيت يارب تكون بخير ،
تراوالي شكل عزيز شلون نايم عالستيرن و راسـة يصب دمّ ،
و ما اعرف ليش انقهرت عليه او يمكن صارت عندي ردة فعل قوية عن الصار و ردتلي حجة حتى أبجي و فعلاً اطلقت حُرية دموعي و صرت انحب و اشهك بقوة بحيث من الحزن احسّ گلبي راح يوكف اعاتب وكتي و أَهلي عالصار بيه ، و عالجنيتة بنفسي ، شلون ما حسبتها عدل شلون اخذني الغرور و الثقة بالنفس انه راح اكدر انتصر عليهم و أتمرد على عزيز و اطلع سالمة من كل هاي المعارك الطاحنة ،
فتحت الباب كفاية و دخلت ومن هيئتها حَسيت بيها شيء
كفاية :: هاه گعدتي ، شلونج شتهيسين ؟
– كل جسمي يوجعني و حتى گلبي يوجعني
وگفت امامي ضامه ايد لصدرها و الايد اللخ على خدها تتساءل
كفاية :: و عگلج المجيم ما يوجعج ؟
– شبيج كفاية ليش تحاجيني هالشكل ؟
مسحت وجهها و صاحت :
كفاية :: فهميني شگالتلج نفسج من خطفتي جاهله مريضة انتي و ذاك المن****ك
استندت على عكوس اديه و هزيت راسي بنفي :
– لا كفاية لا مستحيل اسويها آني عزيز هو الي …
قاطعتني بحدة و دموعها يتسابقن على خدها :
كفاية :: هو شنهي المو انتِ ، لج الكاميرات مصورتج و انتِ تصعدين لسيارته و لچ تعرفين اشسويتي بالفرخة يو ما تعرفين ؟
هزيت راسي بعنف و بررت :
– هووو هو الي اتصل بيه و هددني يسوي بيها شي اذا ما رحتله ، هو الي اخذها من ابو الخط ،
صرخت :
كفاية :: ليييش ما گلتيلنه ، شلون ترحين بلا ما تشورين واحد من عدنا ولچ ضيعتي حگج بأيدج و ضيعتينا كلناا
صافنة عليها و اندفع الباب بقوة و دخل عليه عمي حمدان
عيونه بكصته بلا كلام توجه عليه و شبعني راشديات
دخل ابويه يصرخ عليه :
سليمان :: لك حمدااان عوف البت ، لك راح ارميك و علي
التفت اله عمي و صاح
حمدان :: يو بيك حظ چان رميت النكسة هاااي ، هاااي الحطت روسنا بالسيان ، هاي البسبتها ولدي صاروا بالحبوسسس
لك شراح يخلصنا من غيااااث
كفاية :: استهدي بالرحمن يخوي مو هيج الحجي ترا ، عزيز مهدد البت ما راحت برضاتها
باوعلي ابويه بنظرات اسف و همس :
سليمان :: سويتي البراسج يوده ، حركتي گلوبهم مثل ماحرگو گلبج .
اهز براسي و عيوني تبچي دمّ اريد ادافع اريد اوضح بس مجاي اگدر و كلهم يحجون سوا ،
حمدان :: و حك الرفع السما بغير عمد يسليمان الما حليتها و طلعت ولدي من الحبوس لا بأيدي اذبحها و اسلمهم راسها
تمرد صوتي بدفاع :
– تذبحني ، ليش اني شسويت ؟ اني مظلومة عزيز هددني بيها و راد ينتقم من ابويه
سليمان :: ليييش ما حجيتي ،، ليشش شورج من راسج ليش
هز ايده عمي بسخرية و صاح :
حمدان :: لونك زلمة حوك چان عرفت شلون تكضها و تربيها وتخليها تحسبلك الف حساب لچن طلعت مو زلمة عجيب انت شلون طلعت من ظهر داوود
سليمان :: حمداان ، احفظ لسانك يخوي ، و انطيني عطوة افكر اشوف شأسوي
حمدان :: شتسوي و البت ماتت و ابوها طلابكم ثار
سليمان :: مو احنا الچتلناها ، البت ماتت بطلقه تايهة شلنه غرض
– حَسيت الزمن توقف و بس هذهِ الجملة تدور بعقلي الف فكرة سودة راودتني اريد اسأل اريد الساني ينطقها بس خفت من الجواب ، باوعت لكفاية عيونها تأكد ظنوني ، لگيتني اقطع حديثهم بصرخة :
– يا بت الماتت ؟
التفتوا الي ثنينهم يخزروني متفاجئين بصرختي
– ما تحجووون شبيكم ، بنين ،، بنين ماتت ؟
دنك راسه ابويه بأسف ، باوعت لكفاية بتوسل
– بنيييين ،، بنين لاااا عفية لا تكولوهاااا
شهكت كفاية ونزلن دموعها ، ظليت الطم على وجهي حيل
و استنكر الخبر بجملة :
– لا بنين ما ماتت ،، لا تكولون ماتت
اجت كفاية قيدت جسمي و تتوسلني بدموعها
كفاية :: منيتها يمه ، لا تسوين بروحج هيج
طگ خشمي دم و جسمي ظل يهتز بقوة ، حتى السرير صار يهتز ، عيوني صارت تتكلب و لساني تخشب ، ما اشوفهم بس اسمع صراخهم الى ان فقدت كُلياً ….
____بعد مرور يومين ____
فتحت عيوني ببطء و اجاني الضوء مثل طعنة سچينة ، غمضتهم مرة لخ ، وكأني ابحث بالظلام الخلف جفني ملاذ
ريحة معقم ضربت بأنفي و طنين مدوِ يم راسي يتردد بأيقاع مزعج ، احاول احرك ايدي بس أكو شي مضايقني ، باوعت للانبوب البلاستيكي المغروز بجلدي ،
اغمض و افتح بقوة ، اتحامل على نفسي حتى اتحمل الضوء ، الجدران بيضه و الستائر كذلك ، عرفت آني بالمستشفى ، بدأ قلبي يخفق بقوة و كأنه يحذرني من ذكرى أليمة أخاف استحضرها ، الهوا الي اتنفسه ثگيل مشبع بحزن ما جاي افهمة ،
لحدما اجتني الذكرى ، بنين ام ضحكة الحلوة ، نسخة طفولتي الضاعت ، شبيهة أَيامي الصعبة ، تؤام مصيري البائس ، انسابن دموعي الحارة على وجهي بصمت ، اريد اصرخ ما اكدر لأن ألمي ما أكبر من ان يحتويه الصوت ،
وينج بنين ، تخيلت ايديها الصغيرة تحتضن اصابعي ، شلت ايدي ادورلها ، ماكو بس ظلام ابتلع كل شيء
بنين ،، أَهمس بصوت مكسور كأنه مو الي ، شفت صورتها گبالي امد ايدي بالهوا احاول المسها لكن اصابيعي ما التقطت غير الفراغ ، أَحط ايدي على گلبي و أحسه ديغرك و كأني سقطت ببئر ماله قرار .
لحظات و انفتح الباب ، دخلت كفاية و صوت خطواتها يقطع دوي الصمت ، نظرات البؤس و الشفقة بعيونها ما تنحمل تقربت و سألتني :
كفاية :: شلونج حبوبة ، شتهيسين ؟
اباوعلها بعجز ، شأريد احجي ما اكدر احجي و اسأل عن شيء ما اتحمل جوابه
– ماتت خلص ؟
كفاية :: ذكري ربچ يوم ، ما يصير تسووين بروحج هيج ولچ بينج و بين الجلطة شعرة ، ربچ ستر و طلعتي منها .
شهكت ابجي ، و اتساءل :
– شلون راح اسامح نفسي ، جاي اسمع صوت ضحكتها بعقلي
و يتراوالي وجهها و كأنها كاعدة گبالي !
احجي وياها و بدأ الجهاز يطلع طنين ، ركضت كفاية تصيح الممرضة ، و اجتي وياها اول ما سقطت عينها على شاشة الجهاز ، سحبت ابرة و زقتها بالمحلول الوريدي ، استغرق الامر ثواني حتى ارجع لسباتي مرة لخ .
___ في مكانٍ آخر ____
دايماً نسمع بمقولة الدنيا صغيرة ، الدُنيا تدور و اذا اليوم ربح باچر خسارة و كل ساقٍ سيسقى بما سقى ، بس ليش في معظم الاحيان يدخل الابرياء في هذهِ اللُعبة ؟
لماذا لا يجني الجُناة ثمن ما اقترفوه من انفسهم لماذا القصاص يؤخذ ممن ليس لهم ذَنب في خطاياهم ؟ هل جريمتهم الوحيدة كونهم جزءً منهم ؟ هل المصائر تورث احياناً ؟
.
.
.
بعد اكثر من 18 عاماً يواجهون بعضهم البعض مرة أُخرى
الشيخ الجَليل ، صاحب الحكمة و الكلمة المسموعة و الرجل المنبوذ و الي جان يحظى بيوم من الايام بمكانة مميزة هنا
لولا انه خسرها بعد ما تمكن منه حُب الشهوات ، الانانية
و تفضيل الذات .
صاح الشيخ الجليل مستنكراً وجودة بهذهِ اللحظة
يعقوب :: اظنك جايني مبچر يسليمان ، اذكرك لون نسيت فرشتنه بعد يومين و كلمن يتحاسب على افعاله .
سليمان :: لا ما نسيت يا شيخي و تاج راسي ، بس ردت اشوفنك لوحدك و أَذكرك بالوعد القديم
عگد حواجبه الشيخ و عرف تلميحاته لكنه حب يتظاهر بعدم الفهم
سليمان :: تُذكر يوم نشدت ابوي بأسم الخوه و الرفچه البينكم
و گتله بالحرف الواحد ( خذيتوا جابر مني ، لا تاخذون ابنه )
رغم ابنگم چتل مرتي جدام بنيتها و بنيتي صارت خرسة
و الخسارة الوحدة صارن ثنتين .
ضيقْ عيونه الشيخ ثواني يفكر ثم صاح :
يعقوب :: اذكر يسليمان ، شلون ما اذكر بس وليدنا نال جزاءه انسجن و تعذب و فوكاها اهلها خذوا ديتها كوم فلوس
ضرب صدرة سليمان بقوة و عيونه تدمع :
سليمان :: فلوس الدنيا كلها ما تسوى دية لظفر وداد ، حفيدك سنتين و رد لحضنك بس عاين حالتي ، تدمرت و بنتي تشردت
بين المرض و الغربة و انتَ مو غشيم تدري الثار لابد ينوخذ بيوم وبنيتي من هاي الكاع يعني حمية الهور تسري بدمها
، من حرورة گلبها اجت تاخذ بثار امها
عگد جبينه الشيخ مستنكر كلامه ، صرخ :
– يعني انت راضي بعملتها هاي ، چتلت طفلة لا صوج ولا ذنب و جاي تدافعلها جدامي ، جدام جدها يسليمان ؟
سليمان :: لون اعرف چاتلتها ، جان حطيت جيلة براسها وطميتها بس بنتي ما چتلتها و انت تعرف كلش زين ، بنتي مظلومة و مخطوفة حالها من حال حفيدتك
يعقوب :: انطيني حجة برائتها ، شني اليثبت ظليمتها؟ عود نتاني ابن خالها يصحى من غيبوبته و يسولفنه الجرى ،
معذور ، تدافع عنها لانها بنيتك و حنا بعد معذورين ندور ثار بنيتنا
سليمان :: خليها ابالك بنتي ما تخش حبوس و ولد عمها مالهم غرض بالسالفة
يعقوب :: الچيلة الطاحت ببنيتنا يا بسبة الجماعة اللاحكين بنتك و ابن خالها يا بسبة ولد عمها ، بالنسبة النه چيلة وحدة ما طاحت من عدنا ، يعني انتم محگوگين من راسكم لرجليكم
امش منا احسنلك .
سليمان :: آنه ماشي بس لزوم احذرك شيخنا ، بنتي ما تدش للحبوس ، اذا دشت تجرنا كلنا وراها ، تطير روس و الدم يوصل للرچاب ، المسألة جايدة و تدخلت بيها جماعات اذا اجه اسمهم بالتحقيق يمسحونه كلنا
يعقوب :: شلون يمسحونه بالله ما تفهمني يبن داوود
الجماعة اللحكتهم تجار ممنوعات ، مخدرات و سلاح ، رادوا يچتلون عزيز لانه مبلغ عنهم و رادوا يچتلون بنتي كل ظنهم انه العلست تاجرهم
يعقوب :: و انت شوداك عله الغمان هذول ، عجيب امرك
سليمان :: مو مهم شوداني الهم ، المهم هسع نلم السالفة
يعقوب :: سالفتك لمها لوحيدتك ، حنا مالنه غرض بيكم
سليمان :: متأكد شيخنا ، چا و العتاد العدك و الاسلحة التارسة المخازن بذيج الديرة المن ،، لابوي ؟
انتفض و كام وكف يصرخ :
يعقوب :: شني مخلي جواسيس تراجب زلامي يسليمان ، شوف اكلك لا حسبالك تهددني بهالسوالف لا وضلع الزهرة احطك و ادوس على راسك ، خلي ابالك السلاح هذا جبته بدمي و حلالي و مالي دغش بي غير اني احمي عرضي و ارضي مالي لو طاحت الطايحة
سليمان :: انه جاي احذرك ، هذا الكلام ما يوچل خبز عد الحكومة يو درت يكرفونا كلنه
يعقوب :: هسه عرفت ياهو سرجون
سليمان :: چا خيعونك من عرفته !
يعقوب :: دير وَجهك و رد منين ما اجيت ، و عدنا غير حجي بيوم الكعدة
سليمان :: رايح بس تذكر وعد ابوي ، صاحبك و رفيج عمرك
تذكر من گلتله اريدن روح غياث منك و للموت تطلبني روح ؟
تذكر شلون طمينا السالفة بيناتنا خاطر الخوة و انه حلكي متروس دم ، تذكر شلون خليتني بين نارين بين رادة ابوي المريض و بين حگ مرتي ، تذكر شلون خليتني اغمس ايدي بدمها و اخش بخطيتها حالي حال المجرمين ؟
خليها ابالك كلهن احطهن بأيدك باجر و عليه و على اعدائي
اندار يمشي و استوقفه صوت الشيخ :
يعقوب :: اكف !
غمض عيونه سليمان و توقف يتنفس بأرتياح ، عرف بروحه اقنعه ، اندار و صار بمواجهته و علامات الفضول تسلطت على وجهه
يعقوب :: الدم راح يظل يجر دم ، و السالفة جايدة من الاول
هو حل واحد مامش غيره يطفي نار الثار ، و نار الثار ما تخمد الا نخالط نسبنا.
ارتعد جسم سليمان و تگلم برجيف :
سليمان :: شنيي ، كل عگلك انطي بنيتي فصلية لا وحك داحي الباب اخلي الدم يوصل للرچاب
_____ود _____
اليوم الرابع الي بالمُستشفى ، الطبيب سَجل الي خروج بعدما تأكد من استقرار الضغط و اختفاء اعراض الجلطة مني ، كتبلي مجموعة لا بأس بها من ادوية الضغط و المهدئات العقلية ، اي آني اسميها مهدئات عقلية ، لان لحد اليوم ما اكتشفوا عقار يسكن ألم القلوب او يسكت لوم الضمائر .
ساعدتني كفاية ، لبستني الصاية و الحجاب و سندتني حتى اگوم ، رجلي بعدها متأذية أثر اصابة بشظية من جام السيارة الي تهشم ، چنت اتمنى لو وحدة من الطلقات استقرت بقلبي
وانهت هذه الحياة البائسة جان ارتاحيت و هم ارتاحوا ،
يتوارد لذهني حال غياث هسه ، شنو شعوره هسه ، يمكن شعور ابشع من الموت ، الطفلة الضحى بأجمل سنين عمره كرس وقته و شبابه الها و حرم نفسه حتى من الاسرة علمودها راحت هيج بغمضة عين ، دنكت راسي ابچي بصمت و دموعي تهطل بغزارة لحضني ، كارهة نفسي و كارهة اهلي و السبب الي خلاني ارجع لهنا ،
لكن هل ينفع اللوم ، الكل تباوع الي گأني مذنبة و ماعندي أي حجة ادافع بيها عن نفسي غير اني انتظر عزيز يصحى من غيبوبته و يحجيلهم الحقيقة ،
صعدنا للسيارة الي يقودها فخري و بابا بالصدر بس يطلق حسرات و اني و كفاية بالمقعد الخلفي كل وحدة صافنة بهمها
لفتني صوت كفاية الي تتساءل بفضول
كفاية :: شصار من الوليد ما كعد ما حجى ؟
سليمان :: عساه لا كعد
فخري :: شيكعده خويه ، حالته خطرة فشكتين طايحه بطنه
و راسه مضروب ، سمعت صار بعهدة الحكومة و هله قدموا طلب ياخذونه لبغداد يكمل علاج
كفاية :: عشيرته ودت ناس
سليمان :: چا شلون ما ودت ، اجو خذوا عطوة من بيت الشيخ
– اسمعهم و گلبي مقبوض ، احسّاسي يگلي راح يصير شيء موزين ، منا سالفة عزيز و منا سالفة ولد عمي السجنوهم
و حال غياث الي ماراح يسكت عن حقه ، و مصيري المامعروف لحد هاي اللحظة،
وصلنا لبيتنا و دخلوني لغرفة كفاية لان ما أَكدر اصعد فوك
وجوههم ثگيله و عيونهم بيها حجي ، من خلال طراطيش الكلام عرفت ، انه باجر ابويه و عمامي يحولون عند الشيخ
بخصوص فض النزاع و الخصومة ، گلبي يوجعني من اسمع هيج و مجاي اتخيل فكرة انهم خسروا بنين خلص و حقها مرهون بگعدة عشائرية ،
ليلتها عيني ما شافت النوم ، و من القهر لازمني نزيف و ألم ببطني كلش قوي ، عيطت على كفاية الجانت فارشه عالارض يمي ، طفرت من فراشها شغلت الضوه ، فكت عيونها على وسعها و صاحت :
كفاية :: شنهي هاي ولچ ، دخيل اسمك يربي عبالك وحدة طارحة شجاج يمه ؟
– أَحس اطرافي ثلّجت و لزمتني نفاضة برد صارت تشيلني
و تردمني ، تقربت مني و رفعتني من السرير الدنيا خربانة جواي كلش انحرجت و استهظمت من حالتي ، لفتني بجرجف و دخلتني للحمام سبحتني هي تبچي و آني ابچي و ثنينا عدنا اسبابنا الي ما نبوح بيها و هي الخوف من المجهول
نشفتني و لفت شعري طلعت و هي راحت نظفت الفراش بصورة سريعة و نومتني ، عيوني سكتن بس عيونها تهلّ
ابتسمت الها وبتعب همست :
– ما اموت لا تخافين
كفاية :: اسم الله الزهرة سور سليمان يحرسج ليش تفاولين على رويحتج يمه ؟
– عادي الموت ارحم من الدا احس بيه هسة ،
احتضنت چف ايدي و تكلمت بمواساة :
كفاية :: بعدج بأول الدرب و طريجج طويل وصعب يا بنتي
باوعتلها اتساءل بفضول :
– صاير شيء ما اعرفه ؟
هزت راسها و طمئنتني :
كفاية :: مصاير ، بس لو صار اريدنج گوية و تصبرين ،
– صفنت ثواني بوجهي و همست :
كفاية :: يا خوفي بس ..
صحت :
– تحجين كله الغاز ، نوريني اذا صاير شي على الاقل حتى استوعب مو انصدم !
كفاية :: نامي ،، نامي طر الفجر ، باجر يحلها الف حلال
أَغمضت جفوني ، و ما گدرت انام وجوه احبها حاصرتني
بنين ، سمره ، زينب و غياث شلون هم راح تسامحوني بيوم ؟
زين شلون و آني ما اكدر اسامح نفسي ،
مرت الايام و آني معزولة عنهم او الاصح هم الي بمعزل عني ، كفاية بعد ما حجت ويايه و لا فتحت الموضوع تواجدها بالغرفة يمي قل عدا انها تدخلي الاكل و تغسلي و تنطيني الدوه ، ابويه نهائياً ما شفته و لا فكر يحاورني او يفهم مني ، الي عرفته قبل ايام راح ويا عمامي و حول على عشيرة غياث ،
و بيوم الرجعوا من الكعدة اشتد الجدال و النقاش للصبح
مافهمت شي غير صدى اصواتهم الجاي من الديوانية و بسبب كثرة المهدئات و المسكنات صرت انام ساعات طويلة، فقدت القدرة على الحديث فقدت الواهس حتى ابرر و ادافع عن نفسي ، اعرف لوما شما حجيت و مابررت محد راح يصدگني لاسيما و هم اخذوا اول انطباع عني البنت الوكحة الي اجت بكذبة أَكبر من راسها حتى تنتقم ،
اليوم بلغتني كفاية راح تجي الممرضة تشيل الخيط من فخذي الي بدأ يتماثل للشفاء ،دخلت و بوجهها ارتسمت كل علامات الهم ، اكتفيت من السكوت و قررت اني افتح طريق للحديث
– ماراح تحاجيني ؟
تركت الجراجف الي جانت شايلتهم اندارت بأتجاهي ، همست متهربة بعيونها :
كفاية :: شتريديني احجي و شأكولن يا وده وآنه گلبي موجر نار
اشرتلها بأيدي و اني اضرب بخفه على فراشي :
– تعالي گعدي يمي ، خلي اسولف وياج و الله حموت من القهر اذا ما اسولف يمكن اموت .
تقدمت بخطوة سريعة و جاورتني ، همست و هي تجر راسي لحضنها
كفاية :: اسم الله ، مو كافي موووت ، ماعدكم سالفة غيره منين اتلكاها منج من ابوج الطايح بالقاضية !
باوعتلها بعيون دامعة
– شبي بابا ؟
كفاية :: گولي شنهي المابي ، ابوج مثل ابو المثل اليكول ( لو طاح الاسد ، ركصت الواوية ) و هو طاح يا بنتي و التمن عليه المصايب
– خوفتيتي ، صاير شي ما اعرفه ؟
ربتت على گتفي بحنية و همست :
كفاية :: لا يظل ابالج ، كومي على حيلج و الله كريم ، اروح اشوفن نورية خاف وصلت
تركتني و مشت ، صحت وراها
– مگلتيلي شصار من الكعدة ذاك اليوم
دنگت راسها قاصدة تتهرب مني
كفاية :: انحلت ان شاء الله
– شلون انحلت ، شهاب و عگاب طلعوا ؟
كفاية :: يوووو يمه شكد تسألين ، لا ما طلعوا باقي الحگ العام مادري شيسمونه خن اروحن اشوف المرة لا تعطليني
راحت بعد ما فرت راسي فرّ ، گلبي انخمش من گالت انحلت
هيج بهاي البساطة دم طفلة بريئة راح ، شنو الشي الممكن يكفر عن هاي الجريمة ، دفنت وجهي بالمخدة و ظليت ابچي بحرگة لحدما انگطعت انفاسي ،
دخلت كفاية و تبعتها المرة الي تباوعلي بفضول ، سلمت بحرارة
نورية :: شلونج بنيتي ، حمدلله عالسلامة يبعد روحي
مسحت الخراب الي بوجهي عالسريع و رديت :
– الله يسلمج خالة
اجت گعدت على طرف السرير و كفاية شالت الغطا و كشفت عن رجليه گدامها ، باوعت و هزت راسها بأسف بلشت تفتح بالشاش لحدما ظهر فخدي گدامها بي جرح مو طويل بس گدمة زركه واسعة مغطيه جزء كبير منه ، تناولت المقص و قصت طرف الخيط ، ويا سحبته غمضت عيني و صرخت خوفاً من الألم بس ما حسيت بذاك الوجع ، عقمتها و داوتها زين و علمتني اخليلها دهن لمدة اسبوع ،
باوعت لكفاية بحزن و همست :
نورية :: مت عيني عليها ، بله هاي الترفة تصير فص*****
قاطعتها كفاية قاصدة تغير حديثها :
كفاية :: رحم الله والديچ خية ما كصرتي ايدج خفيفة ، امشينا خل الفرخة ترتاح
تلبگت المرية متفشلة ، دنگت باستني و تحمدتلي بالسلامة مرة لخ ، طلعن و اني ظليت مفهية مثل الگدامة لغز و يحاول يفكة
لليل گمت اتمشى بالغرفة و أَفتر بالبيت ، طلعت للحديقة
شهكت نفس طويل و گأني جنت محبوسة بسجن اظلم و مابي ذرة هوا ، اباوع لحديقتنا و كأن اول مرة اشوفها
واسعة و خضرة وبيها عدة نخلات متوزعة على اركانها بيها شجرة زيتون و برتقال ، شجيرات ورد و شتلات صغار توهن مزروعات ما عرفت اسمائهم و مدري ليش خطرلي وجهه وتمنيت اعرف حالته هسه شلونها ؟
شيء اكيد هسة عباله اني متواطئة ويا عزيز و حقد عليه حقد الجمل على صاحبه ، انحدرت دمعة من عيني و ألم فضيع اصابني بگلبي ، اخ يا بنين انتِ جرحي المايطيب
انتِ ذنبي الما يُغتفر و طفولتي الي لگيتها و فقدتها بلمح البصر ،
شلت راسي للسماء مثل ماجنت اسوي و آني صغيرة اناجي أُمي و اكوللها سامحيني يمكن ما راح أكدر استمر
يمكن اني مو كفو اخذ بثارج ، ثارج يا أُمي كلفني هواي
ياريتني متت وياج يا أمي و لا اعيش هذا الذنب ، مسحت دموعي بيأس و دخلت للبيت ، بيتنا الي ما بي روح و كلمن معتكف ويا نفسه ، دورت على كفاية بالمطبخ ما لكيتها و لا حتى بالهول ، لكن الصوت الجاي من الديوانية لفت انتباهي
وحرك فضولي بأن اتبعه و اشوف شديحجون ، حطيت اذاني اتسمع على الباب و اجـه صوت ابوية يتكلم بوهن :
سليمان :: شمتانية ، لزوم تكليلها و تزهبيها ، كم يوم و لازم تروح
بغصة صاحت عمتي ::
كفاية :: هَيچ يعني بهالسهولة تروح يمه راح يچتلني القهر
سليمان :: حقج تلوميني لچن السمع مو مثل الشوف ، انه هم مثلج ما رضيت و هددت و جنت مستعد انطي رويحتي
و مالي و حلالي بس ما جان بيهم مجال للصلح ، انتِ ماشفتي شلون حال ابنهم موش تگولين ازلمة ،، وكف بصدر الديوان يتهادد علينا :
غياث :: الچتلوا بنتي حصتي ، سواءً انسجنوا ، طلعوا بعد يوم بعد سنة بعد مليون بأيدي اخذ روحهم
كفاية :: و منو يلومه هاي بنيته و رباها من عمرها سنة ، ياويل گلبي انقهر منهم لو عليهم
سليمان :: چان حالف ياخذ دم بمچان دم لولا تدخلت ناس خيرة واجاويد و عدج عمه مهران زلمة حظ و بخت برد گلوبهم الموچرة بذاك الكلام الطيب
انتحب و استرسل بكلامه :
سليمان :: يشهد ابو فاضل عليه ما رضيت بهالفصل ولا بنيتي زايدة و انطيها لچن اخوج كسر شوكتي و جبرني اوافق تاولده يطلعون من الحبوس
كفاية :: اخ من ولد اخوك ايدهم و التفكه ، بسك تنحب يخوي ربك يحلها عود ، اااخ شلون دنيا غبره و له الله يرضاها الجوهرة تروح فصلية
سليمان :: چم نوبه اكلج يا مرة ما يسمونها فصلية ، هاي مصاهرة بالدم ، زواج على سنة الله ورسولة بمهر متفق عليه .
كفايه :: نفس الشي دام راح ياخذون بتك مو برضاها تايسدون طلابتكم
-جنت اسمع و اغالط نفسي ، اكول يمكن فاهمة غلط يمكن ديقصدون غير شي ، معقولة الي سمعته ؟ شلون طاوعهم گلبهم هيچ يسوون بيه ، دفعت الباب عليهم وصرخت بكل خلايا جسدي ، كلشي بية مستنكر ، مستهظم مكسور و حَزين :
-بابا ، گولي الي سمعته غلط ، گولي اني غبية مثل ما چنت تكلي دوم ، گولي مافهمت كلامك صحيح ،
دنگ راسه بضعف و راحت عيوني تتوسل كفاية
-احجيلي انتِ ، منو هاي الجوهرة الي راح تروح فصلية ؟
غطت حلكها بطرف شيلتها و بچت
تهاويت للارض ، الطم على وَجهي ، اصرخ بضياع :
-ولكممم منو الي تنطوها فصلية آني ،، آني بابا و المن
للبدوية الي ربت بگلبي ستين علّة لو للشيخ الي ضيع دم أُمي ؟
سليمان :: انتِ الضيعتي روحج وضيعتينا ، من جيتي لليوم
وانه ما يغمضلي جفن اخافن من مصايبج
-اني ما ضيعت نفسي، انت ضيعتني اني مالي ذنب عزيز اخذني بغضاً بيك ، خطف البنية و خطفني بغضاً بييييك
انت غدرته بالاول و غدر بيك ،
سليمان :: ليش ما گلتي ، ليش تصرفتي من راسج ليييش ؟
-المن اكول ، المن احجي و اني عشت عمري كله ماعندي چبير ، كل قراراتي جنت اخذهن بنفسي ، كل مأزق اوكع بي محد چان يمدلي ايده جنت اسند نفسي بنفسي و اكوم ،
و خفت اااي خُفت أكلك او أكول لاحد و اخسر بنين لو تطيح كارثة و يكولون سببها اني ردت احل المشكلة بأقل الخسائر شمدريني تطلع انت و عزيز مطلوبين دم و آني وبنين راح نوكع بيها شمدرينيييي
اقتربت مني كفاية رادت تگومني ، نهرتها و جَريت ايدي منها بقوة اصرخ
-وخرررري عنييي لحد يلمسني بيكم ، كلكم نهشتو لحمي
ولا واحد بيكم خاف الله بيه
كفاية :: حكج شما تگولين ، احنا مو كفو لا حميناچ من انتِ صغيرة و لا سندناج و انتِ چبيرة ، ظليمتح مامش مثلها
باوعتلهم بعيون لاهبة و أشرت بسبابة تَحذير :
-هذا الكلام ما يوكل عندي ، من باجر تشوفلي صرفة توديني لبغداد ، تسفرني خارج العراق تنفيني للقمر مالي دخل ،
بس مال أخش هذاك البيت ذليلة مدنكه راسي هاي حلم
بعيد المنال ، احرككم و احرك روووحي
عفتيهم و صعدت لغرفتي ، سديت بابي و بقيت الطم
و ألوم نفسي ، شجابني و شحطني هنا ، افتر حوالين نفسي مثل المخبله لا عندي احد و اطلب منه يساعدني و لا حتى تلفون اتصل ، رحت وكفت گدام المراية صفعت نفسي بقوة
اي آني استاهل كلما اشتري ابويه يبيعني و كلما اقترب منه يدفعني !
اجفف دموعي و احاجي نفسي :
-خلص ود شمتانية يودوج الهم مثل الذبيحة ، الله العالم يجوز يكربسوني براس مخبل لو چبير لو معلول ، اي هي هاي الفصلية ، ضحية بدون ذنب ، سلعة مستباحة اي حقوق ما الها
لا ود بعد كل المعاناة الي عشتيها ، بعد هذا الشوط الي قطعتي
لابد تستحقين نهاية منصفة ، و مو من الانصاف تصيرين لكمة سهلة لناس متخلفة لحد هذا اليوم تستعمل المرأة اداة لفض النزاعات و تسوية الخلافات ،
الموضوع ما يحتاج مني تفكير افضل حل هو الهروب ، بالغة و جواز عندي و هويتي عندي، اي انهزم و اتركلهم سواد الوجه
يستاهلون ، اي يستاهلون الفضيحة و العار و النار،
رحت قفلت باب غُرفتي و توجهت لكنتوري طلعت جنطة صغيرة
عَبيت بيها كل غرض احتاجه و كل مستمسك يخصني و كل مبلغ جمعته !
جهزتها و خفيتها تحت السرير ، كعدت افكر بخطة محكمة للشردة ، الملم شتات روحي و اطمنها :
– فكري زين ، انت گدها تكدرين تنجين بنفسج و بكرامتج
مَحسيت الا على نفسي وآني نايمة و لمسات كفاية تگعدني
فَزيت مرعوبة اتلفت و أَصيح :
– آني وووين ؟
كفاية :: اسم الله حبوبة شبلاج ، انتِ بغرفتج دخلت لگيتج مكوبسة و تونين .
اندفعت بروحي للوراء و سندت ظهري عالسرير، ما اريد اباوع بوجهها رغم ادري بقرارة نفسي هي مثلي لا حول و لا قوة
كفاية :: اعرف انتِ شايله بخاطرج عني ، و اعرف شگد زعلج ثجيل بس صدكيني يمه انه هنا مثلج لا اهش و لا انش و لا عندي چلمة مسموعة ،
يمه الصار ،، صار بعد و المرة السنعة ما تنزل روس اهلها
و تكسر چلمتهم
– هه قصدج اني انكسر عادي المهم روسكم تظل مرفوعة ؟
هزت راسها بنفي و اعقبت :
كفاية :: اعرف الجار عليج مو شوية و اعرفن بعد انت لبوة وراح تغلبينهم بشطارتج .
– اكولج شو دتسولفين و گانه امر مفروغ منه و خلص اني رضيت و تقبلّت ؟
كفاية :: ماعندج حل ثاني غير انچ ترضين
– عندي حل ثاني و ثالث و رابع ، مستحيل اوافق على هاي المهزلة
كفاية :: شنهي الحل العندج ، تشردين ، ترى عمج حادّ سنونة عليج و يردله حجة تايكتلج
– اي مو تايهة اله اني ، اشتكي عليه و اذبه يم ولده بالحبوس
زفرت انفاسها بتعب و صاحت :
كفاية :: انكطع نيطي و انه اعكلج و ما تعكلين ، الله يهديج
و خليها ابالج سبوع و تمشين منا ، كامت و هي تمسح دمعتها
صحت وراها
– اكثر شيء ندمت عليه اني وثقت بيكم
عافتني و طلعت حتى ماردت عليه ، منعت نفسي من البچي الوقت بدأ ينفذ مني لازم اتصرف ، نزلت فتت على ابوية، لكيته مدد على جودليه و حاط ذراعة على عيونه ، صفنت بي ضعفان كلش ، همست :
– اريد احجي وياك
سليمان :: احجي
شكد حاولت اتماسك و ما ابين ضعفي لكن بهذهِ اللحظة صرت اضعف مايكون ، خاطبته بنبرة منكسرة :
– صدك راح تنطيني الهم ؟
وخر ايده من عيونه ، عدل گعدته مستند بظهره على الحايط يباوع للفراغ بقلّة حيلة :
سليمان :: تلوميني لان بعدتج منا ، تلوميني لأن حرمت نفسي منج ؟
-باوعلي بحزن و استرسل :
سليمان :: عرفتي شلون هنا ما اكدر احميج ، جنت اهيس لو ظليتي يصيبج شر ، و كل هواجسي جانت صحيحة
انحدرت دمعة يائسة على خدي ، همست بأعتراض
– تاجر سلاح ما گدر يحمي بنته ، مو تگول السلاح لحماية الارض و العرض ، ارضك و عرضك سلبوهن بابا و انت
و سلاحك ساكتين ليش ؟
گام على حيلة وكف صار بمواجهتي و لاول مرة يحط عيونه بعيوني ما يتهرب من وجهي
سليمان :: حكج شما تحجين ، انه لا حميت امج و لا گدرت احميج ، بس اوعدج وعد حُر ما خليج عدهم ، راح احمي عزيز بروحي ، ماخلي بشر يتدناله ، شوكت ما صحى من غيبوبته و شهد بالحق ، ساعتها دقيقة وحدة ما ظلين و انه ابوج ادفعهم ثمن هاي الفعله
ابتسمت بمرارة و همست :
– منا لهذاك الوقت اكون ميته و البدوية محنية چفوفها
فتح عينه بجحوظ و تگلم بنبرة حادة
سليمان :: معناها انتِ مو بنت سليمان ، اعرفنّج كوية ، و عندج مكر الثعالب لا تخيبين ظني بيج
– شخليتوا مني ، استنفذتوا كل قواي الله يخليك طلعني من هاي الورطة ، جثيت متوسلة على ركبي اناجيه بكل ضعفي
و قلة حيلتي ،
حاوط اكتافي و رفعني ، من بعد كل سنين البعد حضني بقوة
ابجي بداخل حضنه كل سنين غربتي ، جسمه الواهن يهتز
و دموعه تتدفق بغزارة ، ينحب ملكوم بنصيبه و نصيبي
عرفت ماكو جدوى من هذا الحديث و لازم اتقبل القرار مثل الي اقاموا عليه الحدّ ، انزلقت من بين ايديه بيأس و تقهقرت للخلف حامله خيباتي بيهم لوحدي ،
و بما انهم باعوني بثمن بخس ، هانت عليه روحي و قررت اغامر بآخر ما تبقى عندي من أَمل ، توجهت لغرفتي لبست عباتي و ضبطت حجابي و خماري ، نزلت شايلة جنطة سفري
بكل روح مستميتة مريت امام انظار كفاية الواكفة مبهوته
وابويه الي يباوعلي بأستغراب ، عفتهم و طلعت للطارمة امشي بكل خطوات واثقة و بداخلي اشجع نفسي
ماراح يوكفوني ، ماراح يخذلوني ، ما راح يبيعوني
وصلت للباب الرئيسي ، تفاديت نظرات خنجر الي جمد بمكانه
باوعتله بترجي بأن ما يقطع طريقي ، ترك كوب الشاي من ايده
و سحب الجكارة المعلقة بطرف فمه ، رماها و داسها بقوة
و تقدم بأتجاهي ، رجف گلبي و انداريت مستمرة بالمشي ، لحكنا جلال و فخري ، ما اهتميت تركتهم خلفي و استمريت امشي بلا بوصلة تدليني او وجهة اقصدها
طلعت من البيت ، گلبي يضرب بقوة و عقلي يتساءل معقولة
راح يتركوني ، هيج بيه بخت ؟
سرعت خطواتي ، فريت بعيوني ادور اي سيارة ممكن تعبر منا ، حسيت بخطواته المُسرعة خلفي و صوته يأمرني اوكف !
خنجر :: اكفي خويـه ،، سايم عليچ النبي توكفين
ما توقفت استمريت امشي ،، حجيت بلا ما التفت :
ما اوكف و اذا لزمتني اعيط و افضحك ، اتركوني بحالي
امشي واجر بجنطتي و يمشي ورايـه و بعض المارة يباوعولنه بأستهجان عبالهم لاحكني او ديتعرضلي
وصلت للشارع الرئيسي و خنجر مستمر يمشي وراي مثل خيالي و يتوسلني اتوقف
حسيت بالانتصار لثواني لولا هذهِ السيارة الي خطفت بكل سرعتها بأتجاهي وصوت اطاراتها مزق مسامعي وهي تتوقف بمحاذاتي ، نزل منها عمي حمدان يتراجف و عيونه تطلق شرارات ، توجه لخنجر ضربـه كف و توعدله بالعقاب و خطف ذراعي سحبني لداخل سيارته ، تقدم خنجر و حاول يمنعة
و بأصبع تهديد حاجاه عمي :
حمدان :: ابعد غاد لا اترس حلكك فشك ، فرحان بيكم سليمان ، عصبة زلم ماكدرتوا على جاهلة بگد قندرتي
دنك راسه خنجر و تراجع ليوره معتذر :
خنجر :: السموحه منك عمي
– اخذني لمكان قاصد يهدمني بشوفته و هددني بمصير حالك السواد لو تماديت بصلافتي ، رجع بيه للبيت و آني من ألمي
وصدمتي حتى ما بچيت او يمكن ما ظلت دموع تسوى تنزل ،
نزلت اجر بأذيال الخيبه و هو نزل ورايه يدفع بيه و يغلط عليه وعلى أُمي ، تلگاني ابويـه سطرني بكف طشر كل معانيي ،
و راد يهجم عليه لولا كفاية صارت حائل ما بيني وبينه
سليمان :: صعديها فوك ، و جهزيها باچر تروح ما اريدن اشوف خلقتها
-سحبتني وراها و آني مثل رجل الثلج ، مُتجمدة من كل الاحاسيس و ردات الفعل ، اسمع صراخهم و تراشقهم بالكلام الجارح بلا اهتمام و اشاهد دموع كفاية و حزنها و أعجز عن اظهار اي ردة فعل ،
تركتني و راحت ، ارتميت بفراشي و نمت مدري شگد من الوقت و صحتني حتى آكل ، ما جاوبت ، همست محرجة متعرف شلون تفتح هيج حديث ويايه و شلون توصلني معلومة من المفترض امي عايشة و توصلياها
كل شي بيه جان غائب فقط عيوني ، عيوني شاهدة و تسجل كل شي سووه ويايه تماماً مثل لما جنت صغيرة
كفاية :: اروحلج فدوة احجيلج كلمة ، ابچي صرخي بس
لا تضمين بگلبج .
-عجزت اجاوبها حتى برمشة عين ، هي استمرت تتكلم لان الوقت بدأ يداهمها و لازم تعلمني كل مالم اتعلمه خلال السنين الفاتت بغضون دقائق
كفاية :: چنت اتمنى بأيدي ازهبنج و البسج الابيض ، هذا الشعر الحلو و العيون الي يهيمن حسافة ينلفن بشيله سوده
-كلامها بدأ يدمر قلاعي لكني قاومت ،، ما اَريد ابچي
كفاية :: لا حسبالج من راح تروحين خلص و انتهت وياج ، انه امج و بظهرج و بيت ابوج عامر اعتبريها شدة و تزول ، بنتي بنتي لا تخليهم يجورون عليج ، اصبري و راح يظهر الحگ
لا زم تعرفين انتِ موش فصلية فوتي بزودج رافعة راسج لا تنذلين و ان چان بنيتهم يعاملوج فصلية اريدج تثبتيلهم العكس.
-رجفن شفايفي و بدأ يتسلل الخوف لداخلي
ابتسمت هي و بلهجة ممازحة تناولت ذراعي تتلمس بيهن
كفاية :: يردوني ازهبج ، شأزهب منج مثل فص الالماز تبرجين برج ، لا شعرة مزروعة بيج و لا وحمه مغيرة لونج ، ماچذب ابوي المرحوم من سماج الجوهرة
– شهكت و بچيت ما تحملت و هي بچت جرتني لحضنها ، صرخت بعلو صوتي معاتبة و ما اعرف اعاتب منو:
– ليش ، ليش اليحبوني ماتو ، ليش ما ظلت بس الذيابة تنهش بيه ؟
تطبطب على كتفي بحنية ، همست :
كفاية :: وين العباس ويطلع خوش زلمة ويصونج من هاي الذيابة
شلت راسي باوعتلها و بعد كل هاي الهوسة تذكرت اسأل :
– المن راح ينطوني ؟
***
____في اليوم التالي____
كاعدة على السرير صافنة بخيوط الشمس الي تسللّت من البردة شلون ترسم خطوط ذهبية متموجه على ارضية غُرفتي ، فريت عيوني أَحدقْ بنقطة غير مرئية على الحايط بتوهان ، گمت واني اتناوش جنطتي الي حضرتها الي كفاية البارحة ، نزلت و اني اودع للمرة الثانية ذكرياتي القليلة بهذا المكان ،
جان صباح هادئ و ما ادري اذا چان الجو هو هيج حار لو هاي حرورة صوابي ؟
تلگتني عمتي بوجه حزين و ابتسامتها غايبه
كفاية :: عمج وصل و يتانيج بالديوانية
-مشيت بأتجاه الديوانية ، عمي دنك راسه عاجز يواجه الحقد الي احمله اله بعيوني ، اخذ جنطتي و طلع گدامي ، وكفت بمواجهة ابوية و حسيت و گأنها آخر مرة بچى هو و بچيت على بچيته
تقدم باس جَبيني و وعدني :
سليمان :: انتِ مو فصلية و ما اخليج يمهم بس صبريلي مدة
-اومأت براسي بشفايف مرتجفة عاجزة عن النطق ، بوست كفاية الي شهكاتها گانها طالعة من صدري ، تركتهم ومشيت ودعت حديقتنا و جدران بيتنا ، تقدمت لخنجر و همست :
اني اسفة اذا سببتلك مشكلة ويه عمي ، و اشكرك لان انقذت حياتي و سمعتي
لمعن عيونه ، دنك راسه و همس :
خنجر :: الله يسعدج خويه
مطيت شفايفي بأبتسامة مُزيفة حتى امنع روحي من البجي
صعدت لسيارة عمي و عيوني ظلت معلگة عليهم مثل ما صار بية و آني طفلة ،
وصلنا لمنطقة الشيخ يعقوب و الي ما تبعد هواي عن منطقتنا
نزل عمي و نزلني وياه ، شفت عصبة زلم متجمهرة عند الباب
رموا كم طلقة بالجو ما عرفت شنو معناتها ، وكف عمي بمواجهة عم غياث مهران و سلمني الهم مثل بضاعة رخيصة
اوصاهم بيه و دكوا صدورهم بوعود بأنهم راح يعاملوني بما يرضي الله ،
دخلوني يم النسوان اباوع الهن بعتب و يرمقني بنظرات مصدومه ، سمرة ، زينب ، سعدية و البدوية و نسوان لخ ، بگلبي اكول :
– يال سخرية القدر ، الجابني و خلاني بنصكم ، سهلة
انتم بلشتوا وياية و روح امي فلا اشفق على واحد بيكم
صاح واحد من الزلم
– زهبوها راح يعقدلهم الشيخ
اجتي مرة ما اعرفها و الظاهر زوجة وحدة من عمامهم ، جرتني و كعدتني يم باب و خلف الباب يجلس الشيخ و الشهود و كل الي تآمروا ضد أنسانيتي ،
أستهَل كلامه بالصلوات المحمدية و الايات القرآنية و آني كل اوصالي ترجف مو خوفاً منهم و أنما قهر و ألم و خذلان ، ما استمعت اله بكدما حدثت نفسي عن الصبر و التحامل لحدما نبهتني وحدة من النسوان بأن الشيخ دا يسألني :
الشيخ :: بنتي ود جاي تسمعيني؟
– ما نبست بحرف ، عيوني تتلاكط عليهم لحدما دغتني المرة ، بلعت ريكي وهمست :
– نعم
الشيخ :: هذا الزواج انتِ موافقة عليه؟
اذا موافقة گولي نعم
تجادحت نظراتي ويا نظرات البدوية ، و مدري منين اجاني التحدي و جاوبت بسخرية :
-اذا گتلك ما موافقة راح تركوني لسبيل حالي ؟
اتسعت عيونهن بصدمة و اسمع وشوشة و تهامس خلف الباب ، قررت اغامر بحياتي و أَسترسل :
– سكتت يا شيخنا ، لان تعرف اني مغصوبة على هذا الزواج
وتعرف سواء وافقت او لا رح يتم غصباً عني !
الشيخ :: لا يا بنتي ماممكن اسوي شيء غصب عنج ، يا جماعة الخير ما يصح هيچ و الله
-سمعت حسّ باب انرشك بقووة ، و زلم تحجي
ركضت عليه زينب و سعدية تمشي بالگوه جرتني لغرفة من الغرف و حجت وياي بتوسل :
زينب :: لخاطر العباس مشيها ، خلي اليوم يعدي على خير
سعدية :: يمه اغزي شيطانج و تعاي على نفسج شوية ، گوة لمينا السالفة و حلوجنا مليانه دم
-بچيت بقلّة حيلة و توني استوعبت شجاي اسوي ، عمي اذا سمع يشرب من دمي و ينفذ وعده بيه ، لزمت ايدي سعدية تهون عليه و زينب راحت مدري شحجت برا ردت ردود عليه :
زينب :: گومي ود ، تعوذي من الشيطان خية
-كُمت امشي بتثاقل و كعدت بنفس المكان و الشيخ عاد نفس الكلام مثل سيناريو مسرحية و لازم يتم و ما لكيت حل غير اني اسايرهم ، دماغي تبنج ثواني وصحيت على آخر جملة بيها اسمه :
الشيخ :: اتقبلين أن اكون وكيلك لأزوجكِ من غَياث جابر يعقوب على سُنة الله ورسوله وعلى صداق معجلهُ **** و مؤجله **** فأن قبلتي فـ قولي نعم انتَ وكيلي
باوعت بنظرة خاطفة على كل الواكفين و الشاهدين على هذهِ الاضحية وبعيون مملؤءة دمع لاذع ، همست :
– نعم وأنت وكيلي .
بعد ماتم العقد گومتني زينب و أحس شلل اصابني برجليه ، شاورتني بتوسل اروح اسلم على أُمـه ، باوعتلها بعدم رضا لكيتها تُجرني و تخليني ادنگ عليها و أسلم عليها عنوة ، امتدت ايديها جرتني و شاورتني بجملة ما انسى وقعها بروحي :
البدويـة :: گتلج لا تگربين صوبنا لا تحتركين بنارنا ، عايني كسرتج مثل ما گسرت أمج !
ابتعدت ابلع بريكي ، اريد أَستوعب ،، اريد افهم اريد اصرخ بكل ما املك من قهر هسة بس ،، تصنمت و انشلّت حواسي
لحظات و دَخل غياث مثل الزلزال خطف ذراعي صعد و جرني وراه ، عمه يصيح :
مهران :: مو هيج يا رجال ، جاهله ما تفهم ، يصيحون وراه بس محد يتجرأ يمعنه
دفعني للغرفه بقوة ردت اوكع بس سيطرت على نفسي ، وكف بمواجهتي جان متغير ضعفان و مسمر لابس دشداشه سوده
لاف الشماغ على ركبته و لابس جناده مثل المستعد لحرب ما
غياث :: شني هذا الگلتيه مساع ؟
رديت بثبات :
– شنو الگلته مو صحيح ؟ چذبت ما مغصوبة ما مظلومة ما كتلتوا امي و هسه الدور الي
مالحكت ارمش ، امتدت ذراعه بلحظة خاطفة سحبني و جر خنجره من خصره لزكني بالحايط و حطها على رگبتي لدرجة حَسيت بنبض وريدي يضرب على معدن الخنجر ، همس وعيونه مفتوحه تخوف :
غياث :: انه مو بس ارد أَچتلج مرة ،، مليون مرة ارد اسويها وهم ما راح اطيب !
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ساقي الود) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.