رواية نساء مقهورات – الفصل التاسع
تمر الأيام يوما بعد يوم..تسرق العمر معها لا نعلم متي سيأخذنا القدر ويتركنا في أخر الطريق…
وهل يا تري متي ستكون نهايه أخر الطريق..هل سيكون هناك من يبكي علينا ويتأثر لفراقنا..ام سنكون مجرد لحظه عابره مرت في حياه البعض..
هل ستكون النهايه علي فراش من حرير ام سرير من الحديد القديم او ربما بحور من دمائنا غارقه علي قارعه طريق…
وااااه من وجع النهايات ولكن ماهي الا نهايااات معلومه كتبت علينا من قبل العزيز الجباار..
اذن فلنتأدب في بلائنا ونتوجع بالحمد فنحن في حضرت قضااء الله وقدره…وما أعظمك يالله..
تجلس القرفصاء منذ أكتر من شهر فقط عذاب في عذااب ما تتلاقاه علي يديه
يعذبها بالبطئ منذ ذلك اليوم المشؤوم.يدخل عليها الحراس يكيلو لها الضربات..أصبحت جسدا بلا روح..فقط مستقبله لا أكثر في الاسبوع الاول كانت تقاااوم وتسب وتتوعد الا ان لا أحد استمع لصراخها وتوسلاتها بالرحمه فقط..الصمت كان نتيجه توسلاتها وصراخاتها..هي نكره لا أحد يعبأ لها..
هي باعت نفسها وجسدها لكل من هب ودب لاجل منصب وسلطه وهميه وحينما أتاها الطوفان تركوها تغرق به لحالها..
علمت الان انها حشره صغيره باعت جسدها برخص التراب تتمني الان ولو لمحه من الماضي كانت ستترك خالد وأيسل بحالهم وتبتعد في اقصي مكان بالعالم ولكن هي بغبائها اوقعت نفسها بجحر التعابين والان تستحق ما هي فيه وبجدااره…..
بعد شهر……
يجلس مستندا رأسه الي الحائط بجانبها من ملكت روحه وقلبه…يجاورها منذ ذلك اليوم المشؤؤم فقط يحكي لها ويتوسل ان تستيقظ هو لا عيشه له بدونها اصبح هيكل بلا روح…كأنه أله متحركه تنفذ وفقط..
ثقلت ذقنه وضعف بدنه اهمل ابناءه لم يلقاهم مره منذ ليله زفافهم حينما ودعهم بمنزل الجد….
فقط يسال عنهم وهو يعلم انهم في أيد امينه.يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله التي تجري امام اعينه كل لحظه وكل دقيقه.
flash back
سقطت أيسل غارقه في دمائها حيث اتتها طلقه ناريه من بعيد استقرت بصدرها..لا يعلم ما حدث بعدها كل ما يتذكرها هو انه انتظرها مغيب بالساعات بعدما ذهبوا بها الي المشفي…يقف ينتظرها بعقل فارغ وروح ضائعه ميته يتوسل ويدعي ان لا تفارقه..كاان يجلس بركن المشفي بجانب الغرفه التي اصطحبوها لها منذ قليل فقط دموعه لا تتوقف وطرحتها التي نزعوها لها حينما اتت بين يديه غارقه بالدماء يبكي بلا صوت…
مقهور هو ومجروح ومكلوم يتجلد بصبر بقراره نفسه لطالما كان قويا يمني نفسه بينه وبين روحه بالتجلد والصبر فقط يردد انا لله وانا اليه راجعون
رب أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
دعي بجميع الادعيه التي يعرفها..
واستغفر ملايين المرات…
الي ان فتح الباب فهب واقفه يترجي الطبيب ان يريح قلبه المكلوم عليها..
نطق الطبيب وقااال..
اهدي ياخالد بيه احنا قدرنا ننقذالمدام الحمدلله وياللعجب كمان الاجنه بس….
نطق بحده قائلا…
بس ايه انطق ارجووك انا مش عاوز ولاااد انا عاوزها هيا…
نظر له قائلا المدام دخلت في كوما…غيبوبه مش عارفين هتفوق امتا لانها بارادتها…كل اللي اقدر اقولهلكو ان الحمدلله هيا تمام وخرجنا الرصاصه وكمان الأجنه سليمه وموجوده ومتمسكه بالحياه..بس دا هيستمر لامتا الله اعلم…
المدام ادامها شهر ونص بالكتير..لو مفقتش هيبقي في خطر عليها وعليهم..
رجع بظهره للحائط وقاال له بصوت يبكي دما قائلا ارجوك عاوزه اشوفها..
نظر له الطبيب وقال له اهدي ياخالد بيه المدام دخلت العنايه المركزه دلوقت وكلها كام يوم وتخرج غرفه عاديه ساعتها بس تقدر تشوفها لان دخول اي حد ليها دلوقت خطر عليها بس تقدر تشوفها من ورا الزجاج..عن اذنكو.
يبكي سعادته وشقائه وفرحته الضائعه دوما بقربها ووصالهاا..امكتوب عليه وعليها الفراق..لا والله يقسم سيلقن من كانت السبب درسا يجعلها تموت بالبطئ
التفت لرامي قائلا..
نفذ اللي قولتلك عليه وهتهالي لو في باطن الارض..
ربت راامي علي كتفه قائلا..
زمانه وصلت مخازنا دلوقت التار تارنا..تار الصعايده واقسملك هخليها عبره لمن يعتبر هيا واللي وراها..خليك انت مع أيسل وسيب الباقي عليا…
وقد كااان تولي رااامي محاسبه ميسم فقد تمكن من جلبها كالكلبه بعيدا عن عمله واستخدم حقه في تار اخته واقسم ان يجعلها تبكي بدل الدموع دما مثلما كسرت فرحتهم وفرحه أخته وتسببت في معاناتها سنين طوال…فقد حااان وقت الحساب
اما خالد يجلس يوميا بجانبها فقد خصص لهم جناح كامل في المشفي يرافقها دائما يبكي ويتوسل لها ان تستيقظ ليربي ابناؤهم معا..ان تتمسك بالامل حتي ولو ضعيف مثلما يتمسك بها بناتها في رحمها وينمون بصوره طبيعيه..فأيسل تحمل بنتين من دمهم معا…
وياللعجب ينموان بصوره طبيعيه وكأنهم يتغذون علي دموع والدهم وحرقته عليهم…
فقد مر شهرا كاملا عليها بلا حراك…فقد تسمعه نعم تسمعه هو متيقن من ان قلبها لن يقسو عليه في نومتها مثلما لم تستطع ان تقسو عليه في صحوتها ..واه وااااه…
back
افاق من شروده ونظر لها بشرود ووجع ودموعه تغرقه…قائلا..
عارف انك سمعاني وحاسه بيا..طيب مصعبتش عليكي ياوزه..هاا ارحميني ياقلبي انتي واصحي وفتحي عيونك…واقترب وقام بتمرير يديه بحب علي بطنها التي برزت نتيجه تمسك التؤام بها…
اقترب يمسد بطنها بحب قائلا..قولو لماما ان بابا خلاص مش قادر يتحمل..هيمووت لو بعدت عنه…قولوها تتمسك بيا متسبنيش انا مقدرش من غيرها وبكي بحرقه واقترب دافنا وجهه في بطنها ويالععظمه الخالق وكأنهم احسوا بوجع والدهم وقرروا التعاطف معه..فانتفضوا يتحركون بحركه كفراشه طائره احس بها والدهم فانتفض قائما في ذهول ودهشه قائلا…يالله..
ثواني ونده الطبيب وحكي له تحت صمت الطبيب الذي قام بالكشف عليها مره اخري واطمئن علي حالتهم والتفت لخالد قائلا..
الحاله مستقره ووضع الاجنه فوق الممتاز وحركتهم في الوقت دا طبيعيه جدا وانشالله مع كثره الحركه نأمل ان المدام تحس بيها هيا كمان وتكون فتحت خير وتفوق من الكوما دي بس انت ادعي وتصدق كتير يابني…واقترب الطبيب الذي شارف علي الستين..يمسد علي كتفه قائلا..
ربنا قااال داوو مرضاكم بالصدقه يابني..اوعي تيأس من رحمه ربنا…وتركه ورحل
وقد كان عمل ما نصحه به الطبيب وامر الجد ورامي بما يريد وتصدق بجزء ليس بالبسيط للمساكين والفقراء..كسي العرائس المحتاجه ووظف الشباب المساكين واطعم المحتاجين تحت دعوات الكل بالشفاء وصلاح الاحوال…
في منتصف الليل يجلس علي سجاده صلاته يبكي بحرقه ويدعي ان تعود حفيدته سالمه لهم ولابنائها فقد طالت الغيبه واشتاقو للقائها وضحكاتها التي كانت تملأ المكان سعاده وحب…
انتهي من صلاته علي قدوم أيان باكيا له…
جدو ياجدو اقترب منه بلهفه قائلا…
أنا عاوز ماما وبابا..ببكاء حااد قطع قلب الجد وبكي بحرقه معه وعزم علي ما يجول بخاطره علها تكون النهايه اذن فليودعوها ويشبعوا من رائحتها…
في منتصف النهار كان راامي والجد والجده يصطحبون الابناء الي المشفي التي ترقد بها والدتهم بعدما اوضح لهم رامي ان والدتهم فقط مريضه وستقوم بأسرع وقت وعليهم الا يزعجوها ببكائهم ولكن هيهاات…..😔😔😔
حينما فتح الباب لهم والدهم اقتربو منه مسرعين يبكون علي تركهم وغيابهم عنهم ولم يلحظوا تلك التي انتفضت يديها وقدميها لسماع صوت ابنائها..ثواني وانطلقوا تاركين حضن والدهم..للذهاب لوالدتهم التي فكروا انها فقط نائمه وانطلقت أيرام تنام علي السرير تحشر نفسها بحب مثلما كانت تفعل ليلا مع والدتها قائله ماما ماما..وحشتيني اوي ياماما واقترب أيان يفعل المثل
تحت صدمه الجميع وبكائهم الحار اما سيف ومروان اقتربوا يقبلون رأسها ووجنتيها..قائلين اصحي ياموزه بقي احنا جينا اهو…
تشعر بشئ يشدها للاسفل..وطفلان صغيران يدفعونها للاعلي واخراان ينادونها بحب ان تفتح اعينها وبين ذاك وذالك انتفضت علي ركله من بطنها..وعلي صفيررر بأذنيها…لا تعلم مصدره من أين…. فقط تنتفض ببطء
بسم الله الرحمن الرحيم
اندفع الجميع بقلق ناحيتها فجسمها ينتفض لاعلي وأسفل ببطئ مميت.. اقترب منها خالد بسرعه يحتضنها بحب ودموع يخشي النهايه وبشده…
يبكي بصوت دامي.. وخلفه أبنائه يبكون أيضا ومن حولهم في مشهد بكت له القلوب قبل العيون…
نطق أيان بلهفه طفل قائلا…
بص يابابا ماما ماسكه ايدي ازاي.. وهز والدته ماما قومي بقي وحشتيني…
هنا صدم خالد ونظر باتجاه أيديهم المتشابكه.. كانت أيسل تمسك يد أيان بشده وكأنها تقول لا لا تذهب ابقي بجانبي…
ثواني واتي الطبيب وابعدهم جميعا وطلب منهم الخروج… حتي يتسني لهم فحصها بهدوء..
طاوعوه وخرجوا…
بعد قليل خرج الطبيب مبتسما قائلا..
حمدالله علي سلامه المدام ياجماعه هيا فاقت بس احنا ادناها حقنه مهدئه عشان جسمها محتاج راحه شويه وكلها ساعه بالظبط وتفوق… هلل الجميع ولكن اوقفهم صوت الطبيب يقول…
خالد بيه المدام من ساعه مافاقت وهيا بتنده عليك تقدر تستني انت بس جنبها لحد متفوق..
هنا انطلق صوت طفولي حانق قائلا…
ياسلام كله خالد خالد… انت متأكد من كلامك دا يادكتور..
طيب مقلتش سيف….
واقترب مروان يشد كم البالطو الخاص بالطبيب قائلا.. عمو عمو طيب مسمعتش اسم مروان..
وسرعان ما اقترب التوأم كل يشد الطبيب من جانب قائلين واحنا واحنا ياعموووو…
نظر الطبيب بذهول لما يحدث له من الجانبين ونظر امامه لكي يتحدث فوقف بصدمه ينظر لمن ينظرون له بحده الصقر قائلا بخوف مصطنع…. يااامه
طبعا طبعا قالت بس انا نسيت استأذنكو انا بقي عندي مرضي.. وانطلق هاربا منهم… تحت ضحكات الجميع وهدوء بالهم علي عزيزتهم التي تقطن بالداخل…
هم خالد ان يدخل فاذا بسيف قائلا وهو يقف يضع يديه بجانبيه ويقف امام الباب قائلا…
مفيش دخوول ياكابتن…
نظر له خالد مندهشا قائلا.. ولد… انت بتقول ايه.. هو انت مسمعتش الدكتور قال ايه… قال كانت بتنادي عليا انا.. وضربه بخفه باصبعه علي رأسه… قائلا.. وسع يابابا خليني اشوف مراااتي وسع ياحبيبي
هنا نظر له سيف بحده وعيون تطلق شرار وقال له بصوت يشبه الصقر قائلا… ولو موسعتش هتعمل ايه..
هم ان يحمله ويبعده الا ان الطفل الماكر صاح مناديا جديه اللذان يقفان بعيدا نسبيا يتحدثون بأمر ما.. وقال يجدو عبدالرحيم ياجدو عبدالرؤف… لم يكمل كلامه حيث وضع خالد يديه مسرعا علي فمه قائلا.. اسكت يخربيتك انت عاوز ايه انت…
نظر له سيف بمكر قائلا…
يراقص حاجبيه للاعلي والاسفل قائلا..
الحصان الاسود اللي عندك في المزرعه…
نظر له خالد بصدمه فهو يعشق هذا الحصان وبشده فهو صاحبه في جميع اوقات الحزن والفرح ولكن لم تدم أفكاره حيث قال سيف.. عاوزه ليا ولا هو أغلي من اللي من ساعه مافاقت دي وهيا نسيت عيالها وفاكراك انت يأخويا…
يضحك رامي خلفه بشده حتي كاد ان يقع علي الارض من ما يفعله ابناء أخته.. هنا نظر له خالد بحده قائلا مبسوط أوي انت طيب ماشي.. انا هوريك وهم ان يضربه الا ان أيرام امسكته من قدمه قائله.. حرام عليك سيبه يا متوحش انت… خاااالو حبيبي..
لم يستطع تمالك نفسه من الغيظ ورفع يديه للاعلي قائلا 🤲🤲🤲🤲 يارب.. صبرني
العيال دي معايا ولا ضدي.. يالا الأمل في اللي جايين..
نظرت له أيرام بحزن قائله.. اه.. ياخويا جايلك 2واشارت بيديها وهتنسوني انت ومراتك… تعالي ياخالو ياحبيبي متقربش من المتوحش دا… انا بحبك انت…
نظر لهم وكأنه أصيب بالبلاهه مما يحدث حوله قائلا..
مخلف اورطه مجانين.. لا ولسه اللي جايين.. يمهل ولا يهمل..
هنا اقتربت منه الجده لاويه فمها يمينا ويسارا قائله…
اه ياعيني عليها حبيبه جدتها هتعمل ايه وهي متجوزه واحد كيف الطور الهايج… نظر لها بصدمه مشيرا بيديه علي نفسه وكأنه يقول انتي بتكلميني انا…
هنا اقتربت منه اكثر قائله وهي تخفض صوتها قليلا تقول..
الا جولي ياواد ياخالد انت..
نظر لها وقال قولي ياستي خيير..
نظرت له بتسليه قائله مين الحمار ده اللي جلك انت مبتخلفش… نظر لها بصدمه وقال.. وايه لزمته السؤال دا ياستي.. قالت له اصل اني مستغربه ياقلب ستك.. لما انت مبخلفش وبتجيب بالجوز اومال لو بتخلف كنت هتعمل ايه….
نظر لها بعين متسعه قائلا… قل أعوذ برب الفلق.. وانا اقوول مين جبنا أرض أرض ليله الدخله…
وانطلق مهرولا للداخل.. ولكن سبقه شبشب الجده الطائر قائله له…
متجربش من حفيدتي تاني يا بغل انت.. تعالا اهنه.. ولكن لا حياه لمن تنااادي…
🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈🙈
في السويد….
كانت مراام تعيش اجمل أيامها بجانب سامر فهي أقتنعت ان الحياه الزوجيه لا تمشي فقط بالحب وانما بالموده والرحمه فهي منذ تزوجت سامر تعيش في سعاده دائمه جعلتها دائما خائفه تخشي علي فقدانها وتسال نفسها هل ستدوم وترحع وتدعو ان تبقي سعادتهم الي الابد..
مرام.. يامرام..
نعم ياسامر.. قال لها ياحبيبتي انتي بتعملي ايه بس انا مش قلتلك بلاش تتعبي نفسك عشان اللي فبطنك
نظرت لبطنها بحب ومسدتها.. فهي حامل بشهر ونصف الان… فمنذ ان علمت بخبر حملها وهي تعيش في عالم اخر يستكشفونه معا هي وسامر.. تتذكر حينما علم سامر بخبر حملها كم هلل وضحك وبكي وكانه نهايه العالم .. سعيدا هو بحملها.. دائما يقول لها…. ♥ان ما تحمله هو ثمره عشقي لكي فحافظي عليها.♥. لا تعلم ما به ولكنها باتت تخشي فراقه وبشده.. ساامر يتعب كثيرا هذه الايام.. تعلم انه يداري عليها شيئا ورغم ذلك… يدللها ويعاملها كالاميره فما اصعب.. ان تشعر بقلبك انك خائف وبشده من شئ لا تعرف ماهو… دائما تشعر بشئ سئ سيحدث ولكن ترجع ذلك دائما لوساوس الشيطان..
نظرت امامها لسامر الذي تولي هو انهاء الفطور بخفه واجلسها براحه علي كرسي المطبخ بعدما طبع عده قبلات علي شفتيها برقه كالفراشه وقبل بطنها بحب.. قائلا.. حبيبي يقعد ويؤمرني وانا انفذ بس…
يتحرك هنا وهنا وكلما يقترب منها يضع قبله بخفه علي احدي وجنتيها وشفتيها.. ومرام تضحك بشده عليه….
تصرخ بداخلها بالحمدلله ان رزقها حب كحب سامر لها بعد طول عناء ووجع قلب.. فالكثير منا يتزوج ولكن نادرا ان يرزق الله امرأه برجل يحمل حنيه العالم.. فكما يقولون الرجل الحنين رزق من الله.. هذا ماحدثت به نفسها وتقوله لنفسها كل ليله حينما تندس بأحضانه تنشد الامان التي طالما تمنته ووهبه لها سمر بصدر رحب…..
اقتربت بحب تقف خلفه وتحيط بيديها ظهره من الخلف قائله وهي تضع قبلات متفرقه علي ظهره العاري.. جعلته في أضعف حالاته فهو ضعيف.. ضعيف جدا في حضرتها.. يقسم ان لمسه من يديها ولمحه حب من عينيها الناعسه قادره علي رفعه لاعلي في السماء.. وسمعها تردد دعائها التي باتت ليلا نهارا تطرب أذانه به قائله…..
ربنا ميحرمني منك ياسامورتي ويخليك ليا ولابننا اللي جااي.. وناادت..
ساامر
سااامر.. التفت لها وامسك يديها وقبلها ببطئ قائلا..
ياعيون سامر..
نظرت له بنظره عميقه يقسم انها اول مره يراهها بعينيها.. مختلفه تلك النظره عن مثيلاتها.. وقالت سامر انا.. كنت عاوزه اقولك… حاجه..
قال لها بحب.. مراام ياحبيبتي قولي اللي نفسك فيه.. انا سامعك ياروحي… قلبه يرجف وبشده خائف هو مما قادم يخشي دائما ان تستيقظ وتفيق في يوم وتطلب منه الرحيل…. يعلم بقراره نفسه انها لم تحبه مثلما يعشقها هو وانها وافقت عليه بعقلها اكثر ولغت قلبها ولكنه أقسم انه ان اتت اليه يوما تريد الذهاب سيتركها بحب مثلما اعطته هي الحب ولو لايام قليله.. يكفي عليه هذا.. سيحمد الله انه انعم عليه بقربها يوما…. وهي من كانت اخر احلامه المستحيله…
كان يطلبها من الله كل يوم ان يقربها اليه ويزرع في داخلها حبه… واستجاب الله له ومن عليه بقربها اذن فلم الطمع… سيتركها الي الله يدبرها كما يشاء..
افاق من شروده عليها ترفع عينيها له ويديها حطت بحب حول رقبته وما كان منه الا ان استجاب لها كما تريد ورفعها واجلسها بحب علي المائده مثلما يفعل دائما فمرام قصيره جدا بالنسبه لطوله وهذا ما يجعلها تتذمر دائما قائله له…. وطي يابو طويله وارحم الناس اللي تحت شويه…
ضحك بخفه وانصت لها تقول له…
سامر واقتربت تقبله علي وجنته قائله انا.. وانطلقت للجانب الاخر.. بحبك… اووووي…
ووزعت قبلاتها علي كامل وجهه تحت تصلبه بين يديها وما تفعله به…
اقترب اكتر… منها قائلا. بهمس.. ايه انتي قولتي ايه تاني..
ضحكت بصوت عالي عليه وقالت انا بحبك انت يامجنون…
ينظر لها بصدمه وصمت وعيون اغرورقت بالدموع.. مما جعلها تقول له.. عارفه انها متاخره بس انا محبتش اقولها الا لما اكون حاسه بيها… ومقتنعه ان كل حته فيا عاوزاك انت…
انا دلوقت بقولك انا لو مكنتش اتجوزتك.. كنت هندم اووي..
انا بحبك اووي ياساامر.. كل لحظه بتفوت عليا بحبك فيها اكتر واقول اد ايه كنت هكون غبيه لو ضيعتك من أيدي…
انا فخوره ان ابني اسمه هينكتب ورا اسمك انت…
لم تستطع ان تكمل كلامها حيث اختطفها من علي المنضده يعانقها بحب قائلا…
وانا بعشقك ياقلب سااامر وبين كل كلمه حب يقبلها بخفه حتي تاهت في عالم اخر.. عالم يصنعه سامر لها… جعلها تنسي من عاشت عمرا تتمني وصاله.. فما أحلي عطايا القدر.. حينما تأتي علي هيئه اناس محبون يعطوا بلا حساب….
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد خمسه أشهر…
تجلس بركن المشفي الذي نقل اليه سامر ليلا…
تبكي وترتعش وتمسك بيديها اسفل بطنها بخوف وحمايه فقط تشعر بالخواء والتعب..تشعر ان روحها ستفارقها معه..تدعي وتتوسل منذ ان اتت حتي يحفظه الله لها…
هي منذ أشهر تشعر ان به خطبا ما ولكنه كما عهدته كتوم يبتسم في وجهها كلما يراها..يضحك معها وينسيها العالم ويرقد في حضنها ليلا كطفل صغير خائف ان يخسر أمه فمنذ رحيل والدته منذ أشهر حينها قرر العوده الي البلاد واداره الشركه بجانب والده. الذي أصيب بجلطه اثر موت امه حزنا عليها….كان يعاملها كأمه وكانت اكثر من مرحبه بذلك…فهي اعترفت بانها وقعت في عشقه وكفي..تحبه للنخاغ يسري بأوردتها…علي استعداد ان تعطيه روحها اذا طلب ولكن ليحفظه لها الله…ويبقيه معها..لها ولابنها…نظرت لاعلي قائله…
يااارب…..يااارب احفظهولي والنبي عشان خاطري وخاطر ابنه انا مليش غيره…
انتفضت علي احتضان أخيها لها فاندفعت تبكي بصوت حاد قطع قلب من كان يأتي مهرولا خلف أخيها فحينما حدثت مرام..خالد كان بالشركه فخرج مسرعا وحينما سمع أدم اسمها..انتفض قلبه برعب عليها وذهب مسرعا خلفه واخبر الجميع ليأتوا خلفه…
كانت تبكي فقط بحضن اخيها وبين بكائها تتحدث بصوت يقطر ألما…
انا مقدرش اعيش من غيره ياخالد…انا عاوزاه جنبي نفسي يشوف ابنه لما يجي…في لسه حاجات معملنهاش وعدني بيها ارجوك مش عاوزاه يمشي..
قوله ياخالد انا بحبه أوي…
تحت صدمه من كان يقف بركن ما يستمع لكل كلمه…تقطع في نياط قلبه…
هنا وفي هذا المكان وكلامها الذي يخرج بحرقه…
علم وأيقن ان مرام محته من حياتها وللابد ورغم ان عشقها مازال ملتهب في قلبه الا انه رفع عينيه للاعلي يسمح لتلك الدمعه التي تحرق عينيه بالنزول والتحرر قائلا..
اه ياقلبي ياريتني انا كنت مكانه ويفضل هو عشان مشوفكيش بتتوجعي كدا…يااارب يارب احفظهولها ونجيه…انا مش عاوز غير سعادتها..انا اللي خسرتها بغبائي وهو كسبها بحبه وطيبه قلبه..ياارب
احفظهولها ونجيه..
انتفضوا جميعا علي صوت الطبيب يخرج من غرفه العنايه المركزه..
يقول بعمليه…مرااام
…
نطقت مراام بلهفه حبيبه مكلومه قائله انا اهو يادكتور..أرجوك قولي سامر ماله من ساعه مدخل مخرجش وشرعت ببكاء يقطع القلب…
نظر الطبيب لها بشفقه وقلب مكلوم ينزف ألما قائلا…بصراحه يابنتي حاله القلب تعبانه اوي وانا نصحت سامر انه يعمل العمليه من بدري بس كل مره كان بيأجلها لاجل غير مسمي لحد موصل للمرحله دي احنا لازم نعمل العمليه حالا…
نظرت له وقالت بحرقه قائله ومعملتوهاش ليه لدلوقت…
طبطب عليها خالد قائلا..اهدي يا مرام خلينا نفهم في ايه..وانطلق محدثا الطبيب قائلا..
قول اللي عندك يادكتور..
نظر له الطبيب وتنهد بشفقه علي حال تلك التي تقف تمسك بطنها بخوف يعلم ان روح من يقطن بالداخل معلقه بها وقال
مخبيش عليك ياخالد الحاله صعبه ونسبه نجاح العمليه 50٪
وضعت يدها علي فمها واستندت علي الحائط وزحفت عليه لكي تجلس علي الارض بصدمه الا ان يد انتشلتها بحب ودموع وجع وحرقه من حب اضاعه بغبائه وانانيته قائلا..
قومي يامرام متستسلميش عشان خاطر اللي في بطنك..هزت رأسها يمينا ويسارا قائله بضياع…
انا بحبه اوووي..حبيته والله اووي يأدم…لالالالالا انا بعشقه مقدرش من غيره…
اقترب منها خالد مسرعا يلتقطها بين احضانه بحب أخوي قائلا لها..مراام بصيلي ولو واحد بس في الميه فاضل هنتمسك بيه..سامر هيرجعلك تاني صدقيني بس انتي ادعيله وتماسكي عشان تعرفي تحافظي علي امانته اللي سيبها بين اديك دي..فهماني..
هزت رأسها بضياع قائله…ايوا عندك حق…وبكت بحرقه قائله..ياااارب…
ذهب الطبيب للتحضير للعمليه واصطحبو سامر لغرفه العمليه….
اوقفتهم مرام صائحه في الطبيب ارجوك استني. الذي امر الممرضين ان يتركوهم بحريه….
واقتربت من السرير وجلست القرفصاء بجانبه تمسك يديه بحب ودموع بللت يديه قائله أرجوك ياسامر متسبنيش..انت وعدتني هنعيش سوا ونموت سوا.. نادت عليه….سامر
ساامر..فتح عينيه ببطئ ونظر لعينيها قائلا بصوت يكاد يظهر من شده الضعف…
انا بحبك أوي ياعيون سامر..خلي بالك من نفسك ومن ابننا أنا….
لم تدعه يكمل ووضعت طرف اصبعها المرتعش علي شفتيه التي تشققت بفعل المرض…قائله..
انت هتقوملي تاني..مش هسمحلك تسيبني لوحدي انت وعدتني..لسه في حاجات كتير معملتهاش معايا…
انا عاوزه البس فستان فرح زي موعدتني تلبسهولي لما بطني تنفجر..عاوزه اصحي الصبح الاقيك جنبي واول ما ابننا يجي الدنيا يكون علي ايدك…انا بعشقك..مش بس بس بحبك..أرجوك اتمسك بيا زي مانا هفضل طول عمري لو مش ليك مش هكون لغيرك ابدا..وتركت يديه..وهي تقول…
أستودعك الله الذي لا تضيع عنده الودائع…
………
في غرفه العمليات…
يادكتور يادكتور قلب المريض وقف…المريض بيروح مننا ..
انتفض الطبيب قائلا…
لا لا مش لازم يموت اديله حقنه ادرينالين بسرعه وفعلت…
نظرت بيأس له قائلا مفيش فايده يادكتور…
أزاحها الطبيب بحده وامر مساعده بتولي ما كان يفعله واخذ جهاز الصدمات…قائلا..
يالا ياسامر مش هسمحلك تروح..
وصدمه …
عاد الطبيب مجددا يقول بحرقه…يالا يالا يابطل..مرام مستنياك برا…
ابنك مستنيك بره..جعل الجميع من بالعمليات يبكون بصمت علي طبيبهم الذي يبكي بشده علي مريض😢😢😢 فهم اول مره لهم يجدون طبيبهم بهذه الحاله
فالطبيب انور هو ووالد ساامر كانو اصدقاء العمر كما يقولون فأنور لم ينجب بحياته وكان يعتبر سامر ابنا له…وحينما علم بمرضه كان يحسه دائما علي الاسراع باجراء العمليه ولكنه كان يؤجلها دائما لاجل غير مسمي…
عاد الكره مره واثنين حتي انتعش قلب المريض مره أخري…جعلته يتنفس الصعداء وبكي بشده قائلا…
كنت عارف انك بطل ياحبيب عمك…
فصفق ببطئ من كانوا معه بالغرفه ومسح دموعه بحده واقترب ينهي ما بدأه….
………..😘😘😘
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية نساء مقهورات) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.