رواية ضحية حب عائلي – الفصل الثالث
= أنا اتجوزت.
كلمة كانت كفيلة تخليني أقع على الأرض من الصدمه، بس أنا اتمسكت، اتصدمت، اتخذلت، اتخذلت كتير أوي وخاصة منه يمكن دا الي خلاني أفضل صامده شويه بعد ما سمعت الكلمة دي…
بعدت عنه، وسندت على الحيطة اللي ورايا، مش من تعبي والله ولكن من انهيار قلبي، الي كل ما يحاول يتعافى يتصدم أكتر…..
_ اتجوزت!؟
قولتها باستنكار وعدم وعي، على أمل أنه ينفي معنى الكلمة دي من دماغي؛ ولكنه فضل ساكت، وأنا أنا بدأت أتخيل موقفي بين أربع حيطان لوحدي وهو مقضيها برا!.
بصلي بنظرة مكنتش قادرة أفسرها، أنا حاليا مش قادرة أفسر أي حاجة ولا حتى أبص في وشه.
=مش قادر أقولك غصب عني، لأن قرار الجوازة التانيه دي كان بإرادتي، بس…
قطعت كلامه بنظرات كلها لوم لنفسي، مش ليه بجد، كل اللوم عليا أنا، أنا اللي مشيت ورا قلبي وكنت بتغاضي عن أفعاله، دماغي كانت بتدور مش قادرة استوعب كل دا..
_مش فارق معايا كل التفاصيل دي، هي حاجه واحدة بس اللي مأثرة فيا، أنت ازاي عايش كده بوشين، وسؤال أخير بخصوص الموضوع دا اتجوزت امتى!؟، واحنا هنا ولا قبل ما نتجوز
رد عليا وهو بيبعد نظراته عني…
=واحنا هنا بعد ما اتجوزنا.
ضحكت بصدمه، انا كنت هنا ببكي وبنهار، وسبحان الله هو كان بيتجوز، ولكن خطر في عقلي حاجه غريبه، اتكلمت بريبة…
_اتجوزت بعد جوازنا بكام يوم.
=هيفرق، صدقيني أنا وقتها كنت شخص تاني، كنت بحقق رغباتي مش أكتر، لأني مش بحب حد يتحكم فيا دا السبب الوحيد اللي وصل علاقتنا لكده.
_ رد على قد السؤال لو سمحت، مش فارق معايا عتابك، كده كده هنطلق، كفايه كده على قلبي، الإنسان اللي بيعاتب، بيعاتب في حاجه واثق أنها ملكة ومش هتكون لحد غيره فيعاتب علشان يسامح، أما أنت بقيت لغيري فليه العتاب.
حاول يقرب مني ولكني صديته بعدته نهائي، أنا أصلا مش طايقة وجوده وكمان عايز يقرب!؟.
= ريما أنا…
_أه عارفه هتقول أنا اسف حفظتها، غيرها، اتجوزت بعد جوازنا بكام يوم يا فارس.
كنت بسأله السؤال وأنا جوايا بينهار وبدعي أنه ميكونش كام يوم ويكون كام شهر، هو اه مش فارق معايا، بس كرامتي هتكون انتهت، ضحكت بسخرية، هي لسه منتهتش، يا رب ارحم قلبي…
اتنهد تنهيدة طويله وبعدها قال بنبرة غريبة:
= بعد جوازنا…. بيوم
هنا مقدرتش اقف اكتر، قعدت على الأرض وضميت ركبي وسندت عليها وبدأت افتكر أول يوم لينا هنا، ذكريات مكنتش عايزه افتكرها تاني، كانت بين انهيار وصدمة ولكن الأوحش من كل دا، هو هو كان سعيد وأنا بنهار، هو كان حر طليق وأنا بين أربع حيطان…
بكيت بكيت بحرقة غريبة، أنا كنت نسيت الدموع دي ايه اللي فكرها بيا تاني، اتنفضت من مكاني بقوة أول ما لمس خدي، و زقيته على الأرض، واتكلمت بعصبية وعدم وعي …
_ابعد عني، أنت بأي حق بتلمسني، روح ليها مش كان بإرادتك ولا هو أخدت غرضك منها وقولت تشوف غيرها، وترجعلي.
=احترمي نفسك
_مش إما يكون اللي قدامي محترم علشان أحترمه
=ريماااا
_ متنساش نفسك، وقولي بالله عليك أنت ازاى قابل تقعد مع إنسانة مش طيقاك
قومت من مكاني وأنا بلم أغراضي، مكنتش شايفة قدامي اي حاجه غير أنه أهاني وفوق كل دا، مش قادرة أكمل….
قطع تفكيري وهو بياخد الشنطة مني، وبيقيد حركتي:
= هتروحي فين، أنت ناسية احنا فين
_ حتى لو في اخر العالم هخرج من هنا، حتى لو هنام في الشارع، أهم حاجه ميكونش ليا صلة بيك ولا أشوف وشك.
= قولتلك صوتك ميعلاش، ومفيش خروج من هنا، وممكن تهدي وتسمعيني.
ضحكت بسخرية وبوجع غريب بدأ يتغلغل جوايا:
_اسمع ايه بجد قولي عايزني اسمع ايه، عايزني اسمعك وانت بتتغزل فيها قدامي وترجع تقولي بعدها بحبك ونفتح صفحة جديدة، هل أنت إنسان بجد
=عارف أني قسيت عليكي كتير، بس والله أنا كنت جنبك في كل خطوة
_على كده سمعت صوت قلبي وهو بيتكسر كل يوم، ولا اقولك اكيد لا مكنتش معايا في الأيام دي، كان عندك شهر عسل بقى وكده مسكين تصدق عذرتك اليومين دول
=أنا كنت تايه
قطعته بتعب احتل كل كياني:
_ بالله عليك سيبني، مبقتش قادرة أقف ولا اسمع صوتك، حاسة اني هقع، بالله ما تقرب مني، لو فعلا بتحبني زي ما بتقول سيبني واخرج.
بصلي بقلق وقعدني السرير وبدأ يشوف حرارتي:
= حاسة باية، حرارتك عليه، محتاجه كمادات فورا، معندكيش خافض للحرارة، ارتاحي لحد ما اجي
ابتسمت بألم
=مش مهم، اتعودت على الألم، بس لو عايز راحتي فعلا، فراحتي هتكون بطلاقنا
مستناش أكمل كلامي….، وسابني وخرج تقريبا راح يدور، أول مرة أشوف واحد غريب في بيته!؟، كانت عيني بتقفل من الألم، صداع رهيب احتل دماغي وبدأت أغمض عيون بشكل لا إداري، ولكن قبل ما أستسلم للألم.
سمعته بيكلم حد في الفون بصوت هادي ولكنه وصلي لأنه كان داخل عليا الأوضة تاني:
_ يا حبيبتي أنا مش فاضي حاليا، وبعدين متنزليش النهارده لأنك لسه تعبانه و
ومكملش كلامه لأنه لقاني في نفس وضعيتي ولسه منمتش، مش زي ما كان متوقع أنه يشوفني…
=سلام دلوقتي
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ضحية حب عائلي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.