رواية ضحية حب عائلي – الفصل الرابع
= سلام دلوقتي.
نطقها بتوتر، وهو بيحسس على جبيه من الصدمة…
ابتسمت بألم مكنش متوقع اني هكون لسه صاحيه، في اللحظة دي مقدرتش استحمل أكتر من كده، واستسلمت لألمي ونمت، وذكريات كتير بدأت تدخل في دماغي وأولهم كان…. أول يوم لينا هنا….
_ادخلي برجلك اليمين يا عروسة
قالها بنبرة غريبة وابتسامة ماقدرتش أفسرها، لأن وقتها مكنتش مركزة غير في حاجه واحدة بس، وهي أن اتجوزت الشخص اللي بحبه واخيرا بقينا مع بعض في بيت واحد….
ولكن للأسف ملحقتش أفرح بكده غير كام دقيقه بس؛ لأنه هدم كل أحلامي وأفكاري بكلامه…
قرب مني وقفل الباب جامد بشكل مرعب واتكلم وهو بيجز على أسنانه بغضب وبيحاوطني بأيده بينه وبين الحيطة:
=اسمحيلي أقولك نورتي سجنك.
_سجني!؟
قولتها باستنكار، وأنا ببص ليه، و كلي أمل اني ألاقيه بيهزر….. ولكن نظراته مكنتش بتوحي بكده، فضل يقرب مني وأنا كنت ببعد…
كان بيضحك بسخرية وهو بيهمس بنبرة مخيفة جنب ودني:
=اه سجنك ولا أنتِ كان في بالك حاجه تانيه، لقدر الله ومحصلتش لو تحبي ممكن…
قال أخر جملة ببرود ونظرة مقدرتش استحملها، قلبي وقتها مكنش مصدق، أن الشخص اللي واقف قدامه دلوقتي، وبيقلل من قيمته، هو نفسه الشخص اللي كان بيبكي كل ليلة عليه وبيتمني وجوده….
_ أنت بتقول ايه
رد عليا بغضب:
=بطلي تردي على كلامي بالطريقة دي، وتحسسيني كأنك أنتِ الضحية.
حاولت اتماسك وأرد عليه….
_ ضحية ايه، أنا مش فاهمه حاجه، اللي يشوفك من كام ساعة ميشوفكش دلوقتي.
ضحك باستهزاء:
= ياااه للدرجادي الحب كان عامي عيونك، لدرجة أنك ما لحظتيش نظراتي اللي كانت….
مكملش كلامه ولكنه وجهلي نفس النظرة تاني، هنا مقدرتش استحمل اكتر، ولقيت نفسي ببعده عني وبضربه بالقلم…
عيونه احمرت وعروقه برزت بشكل مخيف، المرة دي قرب مني أكتر ومسك ايدي وضغط عليها جامد، واتكلم بصوت غريب…
= ايدك اللي اتمدت دي، في ايدي دلوقتي اني أكسرها، ولكن تعرفي مش هعمل كده؛ لأن بصراحه صعبتي عليا، بقول كفايه قلبك كمان هكسر أيدك، حرام صح
بصيت ليه بألم وأنا كاتمة دموعي بالعافيه:
_ أنتَ اتغيرت كده ليه
=أنتِ السبب، أنتِ اللي وصلتينا لهنا، وعلشان كده اقدر اقولك عيشي لوحدك نتيجة أفعالك، مش دا البيت اللي كنتي بتحلمي بوجودي فيه أنا وأنت، اقدر اقولك هتنوريه بوجودك أنتِ بس، وأحلام العصر اللي في دماغي دي تشليها؛ لأنه لحد هنا وخلصت حكايتنا.
مكنتش مستوعبه اي حاجه وقتها، محستش بنفسي غير وهو بيفتح الباب وبيخرج وبياخد شنطته معاه….. وكان ماشي…
قربت منه ومسكت الشنطة، وأنا ببكي بصدمة وبوقفه:
_أنت رايح فين، وأنا السبب في ايه، أنا مش فاهمه حاجه أنت بتعمل كده ليه
شال ايدي من على الشنطة وزقني للخلف جامد، للدرجة اني كنت هقع بس اتماسكت في اخر لحظه…
رد غضب وهو بيقفل الباب وراه:
= بعمل اللي كان المفروض يتعمل من زمان، اي حاجه تحتاجيها عندك البواب موجود تحت، لكن أنا تنسيني، واعتبري جوازنا على الورق وبس.
كان مع كل كلمة بينطقها قلبي كان بيتقطع ميت حتة، لدرجة اني حسيت أنه هيقف في اللحظة دي، مقدرتش اتماسك أكتر من كده و وقعت على الأرض من الصدمة…
قلبي كان لسه لحد اخر لحظة بينادي باسمه برعب، على أمل أنه اللي بيحصله دا يكون وهم ولكن…
_فااارس….. متسبنيش
فوقت من ذكرياتي على نفسي وأنا بنادي عليه برعب، ذكرى كانت من أسوء ذكريات حياتي….
بدأت استوعب أنا فين ودماغي كانت لسه بتلف، حطيت ايدي على راسي ولقيت كمادة جل، شيلتها وبدأت أقوم.
ولكني اتصدمت لما لقيت ايد جنبي بتقعدني تاني.
……………………………..
صلِّ على الحبيب المصطفى محمد ﷺ….
قبل ساعات….
خرج من البيت كان تايه مش عارف يعمل ايه، ولا يتصرف ازاي، قطع تفكيره صوت موبايله فتح..
•الو يا فارس، أنت فين
اتنهد بحزن
= ريما تعبانه يا كريم
رد عليه الآخر بصدمه:
•أنت عملت فيها ايه، أوعى تكون أذيتها يا فارس
ضحك بسخرية على حاله واتكلم بوجع:
=أذيتها، أنا دمرتها
كريم بذهول:
_أنت بتقول ايه، وبعدين أنت فين دلوقتي
اتنهد بحزن:
=في شقتنـ… قصدي في شقة ريما، المهم جيب حازم ومراته وأنت جاي، لأن ريما حرارتها عالية ومش عارف أعمل اي حاجه.
……………….
#Nareman_H_Elfeky
شهقت برعب وخوف، وأنا بوجه نظري للخلف، وبتأمل المكان اللي أنا فيه، أنا في شقتي ولكن ايه دا…
قومت من مكاني بفزع لما شوفته نايم جنبي، واتعصبت جامد…
_أنت بتعمل ايه هنا، وازاي تسمح لنفسك أنك تنام…. تنام
رد بهدوء وهو مازال مغمض عينه…
=أنام ايه، هو أنا كده نايم
_لو سمحت قوم
بصلي بغموض ونظرة غريبه..
=كان من شويه متسبنيش
رديت عليه بحده:
_كان…… يعني فعل ماضي، مش دلوقتي
اتعدل وهو بيحاول يفتح عيونه وبيملس على شعره..
=ممكن تهدي، حابب أوضحلك..
قطعت كلامه بغضب:
_ قولتلك ألف مرة اللي بينا انتهى، يعني مبقاش فيه مجال للتوضيح، علشان تتعب نفسك في حاجه مبقاش ييجي منها.
بصلي بنظرة غريبه وعيونه كانت حمرا بشكل غريب، وكأنه كان بيبكي، هو الحجر بيبكي؟!.
=يعني من الآخر عايزه ايه
نطقها بتنهيده غريبه و وجع، حسيت بكده، أصل دا كان موقفي في الحلم من شويه.
بعدت عيوني عنه ونطقت بألم وأنا بحاول أمسك راسي من الدوخة اللي احتلتها أول ما وقفت:
=تطلقني، وصدقني مش هقول للعيلة أي حاجة غير أنك كنت و… نعم الزوج.
قام من مكانه وقرب مني وهو بيبص في عيوني:
=أنا حابب فعلا أكون كده، بس أنتِ مش مدياني فرصة، عارف اني غلطت ومستحقش بس كان ليا أسبابي وأنتِ مش حابة تسمعيها
سكت شوية، وهو بياخد نفس عميق واتكلم بحزن:
= دا ربنا بيسامح، أنتِ مش هتسامحي
_ تخيل أكون أنا اللي عملت فيك كده، موقفك وقتها كان هيبقى ايه
سكت وعطاني ظهر، ضحكت بألم واستهزاء من ردت فعله:
_ايه مش قارد تبص في عيوني وتجاوب، اعتقد دا برضوا كان هيبقى نفس موقفك لو أنا اللي عملت فيك كده، هتديني ظهرك زي كل مرة، أنتِ اتعودت تأذيني كل مرة بالطريقة، مش غريبة عليك يعني
كان لسه هيتكلم… ولكني قطعت كلامه وأنا ببعد عنه….
_كالعادة هتقولي أنا السبب، يمكن دا السبب الوحيد اللي عايزه اعرفه في كل الحكاية دي.
=يعني مستعدة تسمعيني
_لا عايزه اعرف أنا السبب في ايه بس، غير كده مش حابه اسمع صوتك ولا طايقة وجودك.
كان لسه هيرد عليها، ولكن موبايله رن، كان هيقفله ولكن شاف إشعار مكتوب فيه
“فارس… الحقني”
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية ضحية حب عائلي) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.