رواية رحماك الجزء الثاني الفصل السادس 6 – بقلم أسما السيد

رواية رحماك الجزء الثاني – الفصل السادس

انتشلت شعرها من فمه بحده ورمته خلف ظهرها واخيرا التفت له..
ابصرته بعينها..
شهقت وهي تتعرف عليه بسهوله..
تأتأت بتوتر..
انت.؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه..
ببيت عيسي
الحقي يا ماما،الحقي
ايمان بلهفه،في ايه أخوكي رجع،يامريم.؟
قولي ياقلب امك..
نتعرف علي اخوات عيسي
مريم..١٨سنه،في ثانويه عامه..تعمل مع والدتها بتفصيل الملابس،وتفوق والدتها ذكاء..
موده،١٥سنه..في الصف الثالث الاعدادي،تجيد الخياطه كشقيقاتها
مرام،تؤام موده،بنفس العام،وكمثيلات اخواتها..
ـ مريم بحزن،لا ياماما دا مش عيسي،دا ابويا،الناس ملمومين تحت،بيقولو مات..
الحقي ياماما،بسرعه..
هبت من مكانها في قلبها تتمني لو كان حديثهم صحيح،وترتاح من سبب مصائبهم الاكبر وبلوتها الوحيده..
نزلت الدرج،بحزن،وجدتهم صاعدون به..
الشيخ قاسم..
اطلعي يام عيسي البقاء لله..
ايمان،بروح ميته…مات ياشيخ..؟
الشيخ قاسم،للاسف ياام عيسي،شد جرعه مخدرات زياده..
بعد نصف ساعه..
الشيخ قاسم للنساء،ياجماعه سعيكم مشكور،لا عزاء للسيدات،اتفضلوو..
خرجت النساء،وتبقي هو معهم..
لا دموع ولا احزان..
جفت دموعها بفراق وحيدها
مالت برأسها،علي احدي الارائك..
وقالت..
هنعمل ايه ياشيخ،هيبقي فيها سين وجيم،وانت عارف،اللي فيها.
قاسم بهدوء،متقلقيش..الدكتور رامي جارنا..
هيخلص كل حاجه..
دلوقتي تصريح الدفنه يطلع،ونخلص الموضوع..
وكمان يالا يابنات وسعو الاوضه اللي عالسلم عشان الغسل..
استمع البنات لحديثه..
واستقامو لتجهيز ما طلبه بهدوء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره..
ببيت كريم..
مدت يدها تمسح لها علي وجهها بحنان
منذ فاقت من ساعه،وهي تبكي بين احضانها
شريفه بحنان،ششش اهدي يا حبيبتي،اهدي،متعيطيش..
بلا صوت،فقط دموع وصدر يعلو ويهبط..
كان يجلس علي مقعد ما،امام الباب،يستمع لصوت والدته..
منذ ساعه وهي تبكي بلا توقف..
اغمض عيونه بوجع علي حالها..
واستقام،ليدخل
يجب ان يعلم ما بها وما قصتها…؟
كريم…ممكن ياأمي،تسيبينا لوحدنا..
شريفه بخوف،لا ياكريم البت مش مستحمله،سيبها دلوقت..
كريم بهدوء،ماتخافيش،قومي بس انتي حضري الاكل انا جعان،ولا مش هتاكلي ضفيتنا..؟
هزت راسها وتركتها بعدما همست لها.
ـ متخافيش كريم ابني طيب،متخافيش هحضر الاكل واجيلك علطول..
اعتدلت في جلستها ومددت قدمها للارض بعدما كانت متسطحه علي الفراش..
تنهد وجلس بجانبها..
ـ انت سمعاني صح؟
أومأت برأسها بهدوء،ودموعها تنزل بلا اراده منها..
نظر لها وجز علي اسنانه بحزن..
لما لا تتوقف دموعها عن النزول..
مد يده ورفع لها وجهها..
وبحده اكمل،متعيطيش كفايه بقي،اي كان اللي حصل،محدش يستاهل الدموع دي..
ازاحت يده بحده عنها..
وانفجرت باكيه اكثر..
كريم بغلب،والله ماقصدي متعيطيش..
لا رد..
طب انتي مين؟
لا رد..
اسمك ايه.؟
دموع فقط،لارد
دخلت شريفه مسرعه علي صوته المرتفع
في ايه ياكريم انت اتجننت؟،ابعد عنها.
كريم بجنون،دموعها تمزق بقلبه،يشعر بشعور قاتل لا سبب له..
كريم بحده لأمه،اول مره تراه بهذه الحاله..
اخرجي برا ياماما،يالا..
شريفه،انت اتجننت،اخرج فين؟
مد يده وجذب والدته بهدوء،وجز علي اسنانه،سيبيني معاها،لو سمحتي ياماما.
اخرجها واغلق الباب عليهم..
مد يده وجلب دفتره الذي يعمل به،من عالمكتب..
وجلس بجانبها..
مد يده وأعطاه لها..
رفعت نظرها له..
كريم بهدوء،مش فاهم لغه الاشاره،اكتبيلي…
تقابلت عيناهم معا،لاول مره..
صمت حل عليهم..ترافقه دموع عيناها..
هي بوجعها وآلامها من الدنيا اجمع.
وهو يحارب ان يجذبها لصدره،يخبأها بين ضلوعه..
اغمضت عيونها،ومدت يدها بتعب،واخذته منه..
يسألها وتكتب له..
لم تخفي شيئا حكت حكايتها بوضوح
لا مكان ولا مجال للكذب بحياتها
وهل باتت تهمها..
لا والله..
وقف هو يثور ويجول بالغرفه،كمن دبح بسكين بارد..
نظرت له ولحركته التي رغم جرح ساقه كانت سريعه جدا..
ووضعت يدها علي وجهها وبكت،بحرقه..
لمحها وصرخ بها..
متعيطيش..
متعيطيش كفايه بقي
رمي الفازه الموضوعه علي المكتب بقوه علي الارض..
صارخا بها…
انطقي انتي ساكته ليه..؟
انتي ضعيفه ليه كدا..؟
كان ممكن تبلغي عنهم..كنتي اقتليها ياشيخه وفشيغلك فيها
استسلمتي ليه..؟
لييييييه؟
صاحت شريفه به من الخارج..
افتح ياكريم،حرام عليك،سيبها في حالها افتح.
اقترب منها وجذبها من يدها بعنف..
اكلمي،انتي مش خارسه..
اتكلمي،حرام عليكي نفسك..
اتكلم ياأحلي نغم..
اسمك نغم..وأكيد صوتك زي اسمك
مش بيقولو..كله من اسمه له نصيب..
هزت رأسها يمينا ويسارا بخوف من صوته..
وفتحت فمها تحاول اخراج صوتها
هدأت حده صوته،وقال بحنان..
ايوا حاولي،حاولي وقولي ياكريم انقذني وانا اجبلك حقك من عنيهم
بس اتكلمي متخافيش.
حاولت مره،واثنتان..
ويده التي جذبتها بعنف،امتدت لتحاوط خسرها..
وبنبره اشبه بالبكاء لبكائها،ذكرته بحالهم بالماضي
فغصبا عنه ثار لحالها..
ـ ها حاولي،اتكلمي،انتي مش خرسه..
طب انتي عارفه ان ماما واخواتي سمعوكي بتتكلمي وانتي نايمه؟
جحظت عيونها،بصدمه..
اكمل بحنان ويده الاخري امتدت لتمسح دموعها..
اه والله،مش مصدقه..
يده التي امتدت لتمسح دموعها،جعلتها كالمغيبه
متعطشه هي للحنان وبشده..
لم تجد مفر من لمسات يده الحنونه..
أغمضت عيونها واستسلمت لنوبه بكاء جديده ولكن..
وأخيرا بصوت عالي..
مرتفع…
تحرر صوتها …
وكانه كان ينتظر يديه منذ سنوات،لتعطيه اشاره خضراء
ضحك هو وبكي..معا
وهو يجذبها ليذرعها بين احضانه
غير عابئا بالعرف ولا بالتقاليد..
بالعيب والحرام..
ليطمأنها اولا…وبعدها….
كريم بضحك،اتكلمي،اتكلمي سمعيني صوتك..
لا رد احاطت خصره بشده..
بقوه…
وبكت..
ابتسم..قائلا..
مش مهم..المهم..انك صوتك خرج..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل ديما..
بالقاهره.
علي الهاتف..
الام..ياحاج انا قولتلك ديما لرامز ان شاءالله بس هي ترجع بالسلامة..
استمعت لرده بتأفف وحرج..
وقالت..
حاضر ياحاج هي وعدتني هتنزل قريب،اول مايوفقولها عالاجازه ان شاءالله نكتب كتابهم قبل ماتسافر
انهت المكالمه بحده
واستدارت لدينا التي تجلس بتحفز تنتظر ان تنهي والدتها المكالمه..
الام بحده،اتصلي علي اختك يادينا،الموضوع لازم ينتهي ودلوقتي..
دينا بخوف،ياماما انا قولتلك،ديما في بعثه تبع المستشفي والمكان اللي فيه مفيهوش شبكه
الام…قلبي مش مطمن يادينا،وحاسه انك مخبيه عني حاجه..اوعي يادينا.
دينا بتوتر،هخبي ايه ياماما..
وبعدين قلتلك انهي موضوع رامز دا،ديما لا يمكن توافق عليه..
الام،بحده،ماهو مش علي مزاجها توقع كلمه ابوها
عرفيها لو اللي في دماغها حصل،تبقي لا بنتي ولا اعرفها،فاهمه..
دينا بهمس،ربنا يستر،ليه بس كده ياديما..
أحمد من خلفها،بتكلمي نفسك يادينا..؟
دينا بتنهيده،قلقانه علي ديما،بكلمها مش بترد..
احمد بحنان،تلاقي بس مشغوله متقلقيش…
دينا،يااارب
✍️أسما السيد✍️
بلندن..

 

علي سفره الطعام
مروان بتنهيده…مابك ديما؟
ديما بانتباه..لا شئ..
سأغسل يدي..
رمقها بقله حيله واخرج هاتفه الذي يرن للمره التي لا يعلم عددها..
لمحته خارجا بهدوء ينظر لهاتفه باهتمام قاتل..
اقتربت بهدوء من مكان ما يقف..
ابتلعت ريقها وهي تسمعه يتحدث الي احدهم..
جحظت عيناها وهي تستمع لكلامه..
مروان بهمس…لا لم استطع الوصول لها..
لقد بحثت عنها بكل مكان..ولم اجدها…
لا تقلق،لقد اقتربت وبشده..
قريبا سننهي هذا الامر اطمأن..
ارتعش جسدها،وهي تستمع لكلامه…
وضعت يدها علي فمها تكتم صوت اصتكاك اسنانها من الرعب والخوف..
اهناك اوجع من ان يصبح امانك الوحيد مصدر خوفك وقلقك..
رجعت بظهرها للداخل ولم تلمح ذلك المقعد خلفها..
صدمته بظهرها،واحدث صوتا مدويا
التف له ذلك الواقف يتحدث بهمس..
جحظت عيناه وهو يراها بهذا الشكل وادرك انها سمعت ما قاله…
مروان بخوف..ديما..ما بك.؟
هزت راسها اكثر وهي تراه يسالها بهذا الهدوء….
خرج صوتها ضعيفا..خائفا..من أنت؟
مروان بهدوء..اهداي حبيبتي،اهداي.؟
وكانها انتبهت الان،له،وبات كل شئ واضحا..
لمحته يخفي شيئا وراء ظهره،
داخل قميصه، لمحته جيدا من المرآه خلفه.؟
سلاحا…
جحظت عيناها اكثر،واستدارت،بسرعه..
واطلقت قدمها للريح..
صاح عليها…ديما انتظري…عودي ديما..
تجري،بسرعه وهو يتحامل علي وجع قدمه…ويجري خلفها…
وهي تردد بخوف…لقد وثقت بك…انت منهم…
مروان بصوت مرتفع…لا ديما انتظري…انتظري..
سيقتلونك يامجنونه..
ديمااااا…
صرخ بها..وهو يلمح احدهم يصوب عليها..
ديمااااا..
وفي ثواني كلمح البصر انتهي كل شئ..
ووقعت علي الارض..
وسالت الدماء..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشقه هو وصديقه معاذ..

 

ينظر لشاشه هاتفه،باشتياق..
ينظر لها سارحا بصورتها التي تزين شاشه هاتفه..
يقبلها تاره،ويحتضنها الاخري..
هامسا باشتياق..
وحشتيني ياسولاف،وحشتيني اوي..
غصب عني بعدك والله غصب عني..
أغلق الهاتف ويده تصارع لفتح حسابه الشخصي،كالعاده
حيث كانو يتراسلان دوما..
حسم أمره وفتحه ليطمئن قلبه،عله يلمح احدي بوستاتها يطمأن قلبه عليها
منذ اصر علي ترك منزل فريده،بعدما افاق ولا يحدث احدهم
لقد زهدهم جميعا..
بعدها لا يريد شيئا أخر.
ــــــــــ
بسوهاج..
ياسولاف…
يابتي،تعي خالتك منيره جت تشوفك..
سولاف بفرحه..بجد ياماما خالتي منيره هنا…
زينب بسعاده لرؤيه ضحكتها اخيرا…
اه ياقلب آمك هنا..
منيره…شقيقه والدتها من الام….كانت تعيش بالخارج..
وبعدما علمت بقتل اختها عادت لتستعيد ابنه شقيقتها ولكن جدها واشقائها،رفضا ذلك..
وهي ايضا رفضت الابتعاد عن محمد
ارتمت بداخل احضانها بشوق…خالتي انتي جيتي،وحشتيني اووي..
منيره بحنان…وانتي كمان وحشتيني ياسولاف..
معتز ابنه خالتها،بابتسامه..وأنا لا يعني ياسولاف..مش هتسلمي عليا
سولاف،بسعاده..ازيك يابشمهندس،مخدتش بالي..
معتز وهو يمد يده..للسلام..
ازيك ياسولاف،كبرتي اهوو..
بعد ساعه…
الجد..بهدوء ردا علي طلب خالتها..لتقضيه سولاف معهم الاجازه…
ـ والاجازه بتاعتكو ديا جد ايه؟
معتز بهدوء..شهر ان شاءالله..لو معندكش مانع…سولاف تقضيه معانا ومتقلقش حضرتك اللي هيفوتها انا هذاكرهولها..
فهد بهدوء…انتي رأيك ايه ياسولاف..لو عاوزه تروحي..روحي مادام هتلاقي اللي يذاكرلك..واهو تغيري جو..
نظرت له بحزن…فهز رأسه لها بحنان،ان وافقي..
ابتسمت..بهدوء
ماشي موافقه..
هطلع اجهز حاجتي…بسرعه.
منيره بحنان…علي مهلك ياقلب خالتك…
أومأت بهدوء..
وصعدت…
جلست علي فراشها بحزن…قلبها لا يطاوعها..
اعتادت ان تخبره كل شئ..
ارتعش قلبها وهي تتذكر كلامه المسموم لها..
حسمت امرها وأمسكت هاتفها…
ستكلمه…سيجيب بالتأكيد
ان كان من تعشق بحق سيجيب..
ـ ارتعشت يديه وهو يلمح اسمها علي شاشته..
همس…يااارب..
لن يستطع..اشتاقها حد الجنون..لصوتها…وهمسها..
ليستمع له ويطرب آذانه به…لن يحدث شيئا..
اخيرا..فتح الخط..
همست بدموع…محمد
أغلق عينيه منتشيا براحه..وكأن صوتها اكسير الحياه له…
ردد بلا صوت…ياعيون محمد..وقلبه وروحه…اااه..
بكت أكتر..وهي تتوسله ان يجيبها..
طب رد عليا..عشان خاطري..
طب انت كنت تعبان..عامل ايه دلوقت يامحمد؟
أجابها بغصه ودموع تحرق عينيه..صوتا لم يفارق شفتيه…وحش من غيرك ياقلب محمد..وحش اووي..
انهمرت دموعها أكتر..
وبدأت. تخبره بكل مافعلته منذ غاب عنها..كما عودها..
كم بكت من شوقها له؟…ماذا أكلت؟..ماذا ارتدت.؟..هل نفذت تعاليمه ام لا..؟
ابتسم.بحزن وانهمرت دموعه كشلال..
وهي تخبره انها التزمت بتعاليمه..جميعا..
لم تضحك في الشارع..
ارتدت لبسا واسعا..
لم تحدث زملائها الشباب بالدرس..
لم تخرج شعرها من تحت حجابها
ولم تضع كحل عيونها الا له..
صمتت..وشهقت بالبكاء واخبرته انها راحله مع خالتها
جحظت عيونه..واشتعلت نار الغيره بقلبه..وهي تخبره ان ذلك السمج..معتز..الذي يغار منه وبشده
أتي لاصطحابها.
يغلي بلا صوت…
وظهر تملكه المخيف..كاد ان يتحدث..الا ان يد صديقه معاذ الذي يجلس منذ بدأت المكالمه أمامه..
وضعت علي فمه يكتم سبابه..
خطف الهاتف واغلقه مسرعا..
انطلق مارده وهو يحطم كل شئ امامه..
معاذ…اهدي يامحمد..اهدي…انت اتجننت
محمد..بجنون..انا مش قادر والله ماقادر هموت يامعاذ
محدش حاسس بالنار اللي جوايا..والله ماحد حاسس
معاذ..طب اهدي بس..وقولي ايه اللي حصل..خلاك كنت ههتخلف بوعدك وترد عليها..
وضع يده علي وجهه…يكتم دموعه..دموع الفراق
لن يضعف..لقد وعد نفسه..لن يذهب لاخذها بعيدا عنهم
لن يثور عليها..وتستمع له..
لن يتحكم بها
لقد تركها…
والي هنا وانفجر صارخا…بوجع…
يااارب..
لن يضعف..ولو كان مر الفراق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باألمانيا…
خرجت مسرعه..يرتعش كل شئ بها…
لمحته آتيا من خلفها..
ينادي عليها..بلهفه وعربيه مكسره متآكله من حروفها
كما كان..
ڤيرا…استن..ي..
سبت ميرا بداخلها لو لم تدخل عليها وتنادي باسمها،لما انكشف امرها..
استدارت..له..تهمس لنفسها..اهدي..انتي تقدري..
متتوتريش..
اصطنعت بسمه خفيفه
ـ نعم..
عز بذهول..وهو يمد يده يملس علي شعرها…
واكمل بألمانيه..
ڤيرا الجميله…أهذه انتي حقا.؟..يالله..
لا اصدق..
أنتي قويه يافتاه…انا فخور بك..لقد حكي لي زين ومالك…ماحدث..
اصطنعت بسمه..وردت عليه..
شكرا لك..عز الدين..واستدارت لترحل..
وقف مصدوما من بردودها..معه..
وبالاعلي
واقفون ثلاثتهم…متزاحمون علي شباك المكتب
ينظرون لهم بفضول
مالك..دعني اري..؟
زين…انتظر..
ميرا بهمس..وانا ايضا..ابتعدا اريد ان اري..لقد نفذت ماطلبتم…وان لم تبتعدا..ساأخبر ڤيرا بمخططكم..
مالك..بحب..تفضلي ياجميله..
ابتسمت..وخجلت..حقا جميله..
مالك بهمس..جميله جدا..
زين.. بعربيه…فهمها مالك.بطلو نحنحنه وتعالو شوفو..
استدارت تبحث عنه…
لمحته آتيا فابتسمت له بهدوء…
فابتسم هو ايضا..وارتعش قلبه..بعدما صدمته ببرودها.
ولكن…
اشتعلت عيناه وهو ينظر لمن مر بجانبه مسرعا مقتربا منها.
ڤيرا….. اتأخرت ليه؟استنيتك كتير…انت نسيت ميعادنا يامحمود..
محمود..بابتسامه..آسف ياڤيرا..حقك عليا…عموما يالا..
انا خلصت اللي ورايا وفضتلك ياجميل..
من انهاردا شبيك لبيك..
دكتورك النفسي بين ايديك..
محمود…صديق لها..متخصص بالطب النفسي..
تعرفت عليه بالمدرسه الداخليه…
صديق ايام الوحده والماآسي هنا بألمانيا..
كان يكبرها بعامان..
تخرج قبلها..وتخصص بالطب النفسي..
ولكنه الوحيد من المصريين..والعرب من ارتاحت لهم..بعد مالك وزين.
هنا..
ڤيرا بسعاده..وهي تتمسك بذراعه..
طب ايه….أنا جعانه اوي..
محمود بقهقه…اشعلت جنون..من يستمع لحديثهم من خلفهم.ولم يعوا..لوجوده…
علطول جعانه ياڤيرا كدا..
ڤيرا بحزن…يعني مش هتأكلني..هتبقي انت وأهلي عليا…كانو بينيموني جعانه..بردو..
محمود بحنان أخوي… عاش مأساه كمأساتها…
احاطها بذراعه بحنان..فاندثت بهم..
مش قلنا انسي ياڤيرا…
ڤيرا بحزن…ياريت..أنسي..

 

اظلمت عيناه وهو يراها تندث بأحضان غيره..
ابتعدا ولم يسمع قالته…
ولكن…
خرج عرقه الصعيدي..من ثباته..وجز علي اسنانه…
ولم يدري ماذا يفعل..؟
انتشلها من بين يديه
صارخا بها…
ايه المسخره دي…انتي اتجننتي؟
جحظت عيناها وارتعشت يديها…
لمحها محمود..هو يعلم علتها…
همس وهو يمد يده يخبأها بيده…متخافيش..
عزالدين بجنون..وهو يلكمه…قولتلك سيبها…
صرخت بخوف…محمود..
انت اتجننت..
سحب يدها..أنا فعلا اتجننت..يامحترمه…سايبه الصعيد..عشان تيجي تقضيها هنا…
جرها خلفه جرا…ولم يعي لجسدها الذي يرتعش..
بثواني دفعها لسيارته…
انكمشت علي نفسها..ووضعت يدها علي اذنيها…تحارب نوبه ذعرها…
بعد نصف ساعه…
يقود بلا وجهه
ورنين هاتفه.. وهاتفها.. لم ينقطع..
أغلقه..وقذفه للخلف
وصرخ بها…هاتي التليفون دا..
لا رد..شاخصه للامام..فقط..
مد يده وجذب حقيبتها واغلقه…
عز الدين..بحده..مين دا؟
انطقي؟
لا رد..
ساد صمت قاتل…بينهم..
مد يده يمسح علي وجهه..يهدأ من حده انفعاله..
نظر لها وجدها.. كما هي..
جالسه ببرود..
همس..ڤيرا..
لا رد..
خبط علي الدريكسيون بيده بحده..
انكمشت لها..وتحاملت علي نفسها
لن تضعف…
وهمست..
عاوزه اروح…
همس بحزن..
ڤيرا..متعمليش كدا…
أنا بقالي سنين أحلم باللحظه..اللي اشوفك فيها..
ابتسمت بتهكم..
قائله…
لو خلصت الفقره الحماسيه دي..
ياريت تروحني…
جحظت عيونه..من برودها….
وهمس
انتي ڤيرا..مش معقول..
مش معقول أبدا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه…
انتهي الدفن..
ورحل اكبر كوابيسها..
رن جرس الباب..
وفتخت مريم..
وجدته..هو..
همست..دكتور رامي..اتفضل..
رامي (جار لهم…بال٢٨من عمره..طبيب..ويعشق تلك الواقفه أمامه…ولكن…)
البقاء لله يامريم…
مريم بشرود..البقاء لله وحده..اتفضل ماما جوه..
تنهد..ودخل..
بعد ساعه..
رحل رامي…
وبقيا..هن….
دق جرس المنزل مره أخري..
وكانت هي..
دخلت..بعيون..تشبه عيون الباندا من كثره دموعها..
ونحيبها..
همست…خالتوو..
وقفت تنظر لها بعيون تبكي كشلال..
عشان خاطري ياخالتو..
متبعدنيش عنك…
ايمان..بشرود..ياريت كان ينفع…
كل ماهبص في وشك..هفتكر ابني..
هتفكر خيبته وكسره قلبه..
هفتكر انه سافر يجري ورا سراب…عشان خاطر كسره قلبه..
امشي ياسادين..انتي كنتي بنت روحي..
وبدموع اكملت…
بس معدش ينفع….طريقنا مش واحد يابنت اختي..
عيشي حياتك..اتجوزي..افرحي وخلفي..
وسيبيني..لوجعي..
اللي زي..اتحرم عليه الفرح……
سيبيني،لحرقه قلبي علي ابني..اللي لا باين انه حي ولا ميت..
روحي ياسادين..
سادين..ببكاء..طب..ينفع أدخل اوضته لاخر مره..
هزت راسها بحزن..
دخلت غرفته…وارتمت علي فراشه حيث احتضنها آخر مره..
صرخت بحزن..عيسي..
اااااه..
يارب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بايطاليا

 

مد يده يمسد علي قلبه…يشعر بوجع لا اول له ولا أخر..
منذ خرج من ذلك المكان الذي يشبه ثلاجات الموتي..ببرودته..
منذ أتي سليمان صديقه..ودفع لهم وأخرجوه
ابتسم بتهكم..وهو يري ان الحال هنا كهناك..
يمشي بالمال..
سليمان..بابتسامه..
نورت ايطاليا يا صاحبي..
بس ايه رأيك..في رحله الموت..
ابتسم ونظر لتيم النائم بأحضانه بسلام..
ومسد شعره..
ــ كانت صعبه أوي،يا صاحبي..
تنهد واكمل..
عارف ياسليمان.. ربنا فعلا مابيجبش حاجه وحشه..
يعني من بين الدنيا بحالها..ربنا يحيل عليا دماغي اني اسافر في الوقت دا وبعد العمر دا…عشان انقذ الملاك البرئ ده..
سليمان..بابتسامه وهو يمد يده يملس علي شعر تيم.
عندك حق ياعيسي..الحمدلله انك أنقذته..
عيسي..بخوف..يعني معندكش مانع..في وجوده معانا..أنت مش مجبر علينا..وانا هتفهم..
سليمان بحده…انت غبي يالا…احنا اسكندرانيه وجدعان اوي..أوي..
ومن انهاردا،تيم ابننا كلنا..
وان شاءالله ورقه هنظبطه متقلقش..
المهم..من انهاردا…ارمي اللي فات…ورا ظهرك..
وابدأ من جديد
وايدي في ايدك..
هنرجع اقوي من الاول…
عيسي..بوجع..عندك حق..
لازم أنسي..

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ
بألمانيا..
أوقف سيارته امام شقتها..
فنزلت بهدوء..ببرود..
همس..بوجع.. ڤيرولين..
أغمضت عيونها…تجبر نفسها علي الهدوء..
تخبرها بوجع..

 

اصتبري يانفسي..
اصتبري…لا أحدا لك بهذا الوجود..
لا امل…ولا وعود..
اليوم بجانبي..وغدا سيرحل ولن يعود..
اليوم يهمس شوقا
وغدا..سأبحث عنه..ولن يكون له وجود
سيقدم أعذارا وأعذار..ويرحل..
سيقول..معذور..سأصدقه أنا
وأبقي أنتظر أن يعود..
سيخلف وعودي..وينقضها..ككل الوعود
ااه أشتاقك يابعد عمري..ولكن..أخاف ان تكون سرابا
ليس لك وجود..
هناك. صراع بين قلبي وعقلي
قلبي يخبرني..احتضنيه ياامرأه وأخبريه ان شوقي له ليس له حدود..
وعقلي،يؤنبني..يقول
عودي لرشدك ياأمرأه..ليس لك بقلبه وجود..
غاب وغدر..تركك للعنه الاهل..وبقيتي انتي تنظريه ولم يعود..
هذه أنا ڤيرا..
وهذا أنت يا عز القلوب..
أعشقك منذ كنت طفله..ولكن..
هل بالعشق فقط..تتحد القلوب..
✍️✍️✍️أسما السيد✍️✍️✍️

 

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثاني) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق