رواية رحماك الجزء الثاني الفصل الأول 1 – بقلم أسما السيد

رواية رحماك الجزء الثاني – الفصل الأول

احفاد الشيخ علي
مد يده لها ببراءه طفل، صغير، صغارا هم لا يعوا من الدنيا شئ
تعالي، يالا ياڤيرا، هنلعب.
عبست شفتيها وهبطت دموعها، وقالت بحزن، بس انا بنت ياسيف مش ولد، مينفعش ألعب مع الولاد..
عبس هو الاخر ومد يده جذبها بحنق، يعني هو يعني بتعرفي تلعبي مع البنات، تعالي بس، وانا واصحابي هنعرفك ان الولاد احلي من البنات ميت مره
سقطت دموعها وقالت، ايه ڤيرا دي يعني إيه..؟
عز الدين من خلفها، بطفوله،وبمصريه بسيطه ڤيرا دلع ڤيرولين، هي مش نطقها كده يعني، بس الاسم دا لايق علي حالك
وانا اللي قررت نناديلك بيه،بعد مشاورات بينا
ڤيرا بدموع، يعني ايه؟
ضرب راضي رأس عز الدين بخفه، بقولك ياعز ملكش دعوه ببنت عمي، انا بقولك اهو..
عز بحيره ولهجه غير سويه، بص بقي اهو دا اللي اقصده، انت بتقول بنت عمي، وهما بيقولو ابن، عشان كدا، هو دا الاسم الصحيح؟
ڤيرولين، بالالماني، عندنا يعني ضائعه..
عبست، وضربت الارض بقدمها، بس انا مش ضايعه انت اللي ضايع ياعز الدين
عزالدين، بعشق مراهق يكبرها بسنوات، اقترب منها وجلس علي قدميه، بس متزعليش ياڤيرا الجميله، انا بحبك في الحالتين، سواء ضايعه او مش ضايعه..
ولما نكبر هخدك وابعدك عن هنا..
ڤيرا بطفوله، بجد ياعز.. أنا مش عاوزه اقعد هنا..
عزالدين، جد جدا، أنا هبقي طيار كبير واخدك والف العالم، واقولهم انا اللي فزت بڤيرا الجميله..
فجأه انتشتلها يدا حقوده بحده من امامه، بااه بعد يابن الاجانب من اهنه، وشيل يدك عن حفيدي ومتملاش راسه بتفاهات، وخزعبلات، جبر يلمك..
عز،بحده متقوليش عليها ولد انتي شايفه،انها بنت
وبعدين ايه ابن الاجانب دي،انا مصري وابويا مصري
الجده بغل،جولت امشي انكشح من اهنه،وهتنكر نسبك اومال،امك اجنبيه،وفي عرفنا مبنعترفش بالنبته الشارده
عز بلغته الالمانيه،سبها ولم تعي مايقوله
الجده،بتجول ايه يابغل انت؟
عزالدين وهو يسحب فيرا من يدها بحده،بقولك سيبيها تلعب معانا احسنلك
ڤيرا بخوف،انا هروح ياعز معاها هتضربني وتحبسني لوحدي
عز بوجع عليها،أوعدك تبقي ليا ياڤيرا وابعدك عن هنا
أزاحته الجده بعيظا،فسقط علي ذراعه فصاح بوجع
اقترب منه راضي الذي ابتعد عنهم.
ولم يري ماحدث
راضي بخوف،مالك ياعزالدين
عزالدين بتعب،استقام ممسكا بذراعه،ناظرا للجده بحده مراهق عاشق ،أوعدك هيجي اليوم واخدها منك وأعرف الناس كلها حقيقتك البشعه
وابقي قولي ساعتها ابن الاجانب وعد ونفذ
تركها ورحل غير عابئا بسبابها ونداء راضي
الي ان نادت عليه هي
عز..
استدار لها
فقالت بطفوله
هستناك تيجي بالطياره وتنقذني
ابتسم،وهو يهز رأسه،
هنقذك ياڤيرا
واستدار ورحل
back
أفاقت علي يده التي وضعت بفمها الطعام بحنان،كلي ياڤيرا ياأميرتي،متفكريش بحاجه..
هزت راسها وهي،تمضغ طعامها،بشرود..
سيف يكبرها بخمس سنوات ويسبقه راضي كبيرهم بعام.،راضي وعز بنفس العمر
ويأتي شقيقاتها البنات،نيرمين ونورا قبلها هي
وبعدها هي،واخيها الصغير..
شردت وهي تتذكر بغض شقيقاتها لها..
غصبا عنها،وجدت لسانها يسأله، هما ليه مش بيحبوني ياسيف،هو انا وحشه اوي كدا
صدم من سؤالها ورفع راسه،ينظر لها بحنان وحب
يجيبها..
انتي احلي منهم كلهم،بيغيرو منك ياڤيرا الجميله،لو كل الدنيا كرهتك انا هفضل جمبك
ابتسمت وغصت بدموع،بجد ياسيف.؟
هز راسه،بحنان،بجد ياعيون سيف،يالا خلصي اكلك كله،وتعالي عشان اوريكي جبتلك ايه؟
هزت راسها بسرعه،حاضر..
وقالت بتردد،الا قولي ياسيف هو عز الدين مبقاش ينزل ليه البلد..؟
سيف بغيره،وانتي بتسألي عليه ليه.؟
ڤيرا،بخوف،ابدا بس بقاله كتير منزلش،فبسأل
سيف بغيره،عز الدين دخل اكاديميه الطيران الالمانيه،انتي نسيتي، انه معاه الجنسيه يعني مش من توبنا ولا احنا من توبه،وضغط علي باقي حروفه،بغل
ڤيرا بخوف،ربنا يوفقه
صمتت،وسكتت،فمد يده يمسح علي راسها بحنان،أسف يافيرا متزعليش
ڤيرا، انا مش زعلانه منك، أنا زعلانه علي حالي؟
عن اذنك هقوم أنام..
نظر لها وهي تتقوقع علي نفسها كالعاده، راحله بثبات عميق هربا من الواقع
تنهد وسحب غطاء الفراش عليها واقترب مقبلا راسها ومسد علي شعرها القصير بحنان..
وخرج، بهدوء
بعدما رحل وتأكدت من رحيله..
مدت يدها مكان لمسته علي شعرها القصير الذي يشبه شعر الرجال ولاحت لها ذكري أخري حزينه
flash back
منذ عامان.
هبطت لقدم جدتها تتوسلها،وحياه النبي ياستي متقصيلي شعري،مانا بطلت اخرج، وقعدتوني من المدرسه والله ماهقول لحد ان انا بنت،والله ياستي ماهقول بس سيبيه.
نطرتها جدتها لها بغل،بعدي عني جبر يلمك ويلم اللي خلفتك معاكي،انا جولت ينجص يعني ينجص،عاوزه تفضحينا اياك،يابت 🐕 انتي..
رأت والدتها تقف كالصنم ،جرت نحوها،تتوسلها
قوليلها ياماما متقصهوش،قوليلها هو انا مش بنتك زيهم،انا مش هخرج وهسمع كلامك وهبطل اقولك عاوزه اتعلم..
لارد
.بكت اكتر،وجدتها تسحبها من شعرها الذي يشبه سلاسل الدهب،اصفرا وهاجا
جولتلك هينجص يعني هينجص،تعالي يابت المركوب انتي
صرخت اكتر،ياماما،بالله عليكي ياماما،طب اتصليلي بجدو عادل ،انا هروح معاه مش هاجي تاني ياماما،صدقيني
ياماما
هشتكيكي لربنا ياماما
ياجدوو،الحقني
استدارت والدتها كالعاده بصمت،وتركتها لمصيرها
انهمرت دموعها وهي تنادي بعلو صوتها ان ينجدها احدهم
ياراضي،ياسيف..الحقووني..
اسكتتها جدتها بصفعه قويه،تحمل غلا وحقدا،علي وجهها،بيدها التي تزينها بخواتم الذهب التي تتباهي بها بالقريه
جرح الخاتم خدها وشفاها،سالت دمائها،ولم ترحمها
مدت يدها بغل،والمقص عرف طريقه لخصلات شعرها
استسلمت لنصيبها وقهرتها،وجدتها تنهرها وتسبها بأبشع الالفاظ
أغمضت عيناها،بقهر وهي تقر ان لا احد لها هنا..
لا احد ابدا
back
اهتز جسدها وجبرت عيناها ان تنام،لابد وان تنام..
ليأتي فجرا جديدا لربما يأتي فارسها الاجنبي ويبعدها كما اخبرها يوما..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باحدي الاحياء الشعبيه بمصر القديمه..
خطفت الدلو الخاص بمسح الارض من يدها،بحده،ونطرته بغل وحرقه علي الارضيه
ومسكتها من شعرها الحريري بغل
ايه ياروح امك اتمدنتي،فكره نفسك عشان المحروس أبوكي،رضي يدخلك التمريض ،تبقي تتفرعني عليا،لا فوقي انتي مكانك الارض..
فاهمه ولا لا..
سالت دموع عيناها كالشلال،واشارت بيدها،هي تسمع كل شئ ولكن لا تتكلم،اصيبت بحاله نفسيه إثر وفاه والدتها،غدرا
لم تستطع الكلام بعدها
صفعتها تهاني زوجه والدها علي خدها بشده
قائله بغل،
انتي لسه هتشاوري،ياوسخه
امسحي البلاط،لاحسن انتي عارفه هعمل فيكي ايه؟
تشنج جسدها بنوبه بكاء جديده وهي تخفض نظرها للارضيه التي تجبرها يوميا علي مسحها ومسح سجادها،وكانها اجرمت بحقها
ماذا فعلت ليكون مصيرها هكذا؟
شهقت وفاضت دموعها بصمت،ولم تلحظ ذلك الذي وقف بجانبها،مد يده ببراءه مسح دموع عينها..
رفعت وجهها له،وجدته هو اخيها الصغير
عبدالرحمن
ابتسمت من بين دموعها،اخيها الصغير هو الحسنه الوحيده التي قدمتها لها تلك المراه المؤذيه مهما تفعل به،وتبعده عنها،يعود ويختبئ ليلا بأحضانها
ابتسمت وسكنت حركتها وهو يمسح دموعها بحنان
هامسا لها بحنان وبراءة
متزعليش يانغم،بكره اكبر واخدلك حقك منها،أنا بحبك اوي يانغم
شهقت وهي تعتدل وتسحبه لاحضانها
حاولت ان تخرج صوتها ولا امل
ابعدته بعدما استنشقت رائحه اخيها الطفوليه وابتسمت له بحنان وحركت شفاها له،بكلمه
وانا كمان بحبك
فهم عليها وجذب مقعد المطبخ الصغير وجلس بجانبها،فتح شنطته الدراسيه
وجلس بجانبها،اخرج باكيت البسكويت الذي يستلمه
من المدرسه الحكوميه، من حقيبته
وفتحه ومد يده ليطعمها
هزت راسها بالرفض،واشارت له هو..
عبس وقال،ماانتي عارفه انا بحوشهولك انتي،انا ممنوع من اكل مسكر،نسيتي اني عندي السكر يانغم
فتحت فمها بصدمه، وحزن، فدس بها لوح البسكويت
وابتسم،كوليه انتي،كأني انا أكلته.
ابتلعته وسالت دموعها،وفي راسها اي حظ هو لهم؟
مسدت رأسه بحنان..
وحركت شفاهها له،ويديها،بكلمات يفهمها هو سريعا
(عبدالرحمن طفل بالصف الثاني الابتدائي
شقيقها الوحيد من زوجه ابيها،بعدما ماتت والدتها إثر مشاجره نشبت بينها وبين والدها
لم تتحمل كانت حاملا،وسالت دمائها،وفقدتها في الحال،لم تستطع ان تري منظر والدتها فأغمي عليها،فاقت بعد اسابيع بالمشفي،وجدته بجانبها يحذرها ان نطقت بماحدث سيقتلها فصمتت والي الابد
كانت طفله في الصف الخامس الابتدائي ولكنها لم تنسي يوما ماحدث
تزوج والدها،بعد الاربعين مباشره،تلك المراه التي كانت سبب مشاجرات والداها اليوميه،تهاني
تهاني جارتهم المطلقه،لقد كانت والداتها تعاملها كاأخت لها ولكنها كانت حيه،استطاعت أن تحطم والدتها والي الابد..)
تنهدت وهي تعود لتمارس مرارها اليومي
انتهت اخيرا ونظرت حولها،لم يبقي الا اعداد الطعام وتنتهي..
شعرت بالتعب فجلست قليلا لترتاح..
دخل والدها،عليها فرمقها بلا مبالاه.
وقال
بت يانغم الاكل جهز ولا لسه،احسن انا واقع يابت من الجوع..
خافت وتلبكت،لم تحضر شييئا
خرجت زوجه ابيها من الغرفه كالعاده تمثل التعب
تربط رأسها من وجع مزيف
قائله،اهلا ياجابر،حمدالله عالسلامه ياخويا
أنا لسه مخلصه شغل البيت اهو،وهدخل اعمل الاكل
جابر،بخوف،مالك يام عبده،تعبانه ولا ايه،ولما انتي تعبانه البت دي معملتش بدالك ليه
رمقتها خبثا،ومثلت البكاء
أبدا يااخويا انا جيت اكلمها اتعصبت ورمتلي المايه عالارض
حيلي اتهد،أنا ياخويا مبرداش اكلمها عشان خاطرك انت
بس انا خلاص تعبت وحيلي اتهد يابو عبده
نظر لابنته التي تبكي بصمت، فهزت راسها بخوف
واشارت لابيها بيدها،بعلامه الرفض
ولكنه كالعاده لم يلمح خوفها وتوسلاتها
واقترب ممسكا بشعرها،يابت 🐕،انا قولتلك ميت مره متخليش امك تعمل حاجه،مفيش فايده فيكي
انهمرت دموعها واستسلمت لمصيرها
اليومي،فاليوم عندها مثل البارحه..
شحب وجهها،وتقوقعت علي نفسها
تخبئ وجهها بيدها،حتي تستطيع الذهاب غدا لمدرستها
هكذا تفعل دائما،ان كانت بالحالتين هذا ما ستلقاه،اذن لتتلاقاه بعيدا عن وجهها
لتستطيع ان تذهب بلا شماته وشفقه من احدهم
خرج اخيها كالعاده ببراءه ليدافع عنها
حرام عليك يابابا،نغم معملتش حاجه سيبها
سحبته والدته، من يده بغل،ونظرت له بحده فابتلع ريقه بخوف منها
دفعته،قائله،خش علي اوضتك
هز راسه بخوف منها،يعلم ماسيلاقيه
مد يده يتحسس موضع حرق جسده،مازال يتألم منه،تحرقه وهو مريض بالسكري
جرحه يتعافي ببطء ويسبب ندوب
ودخل مسرعا
ڤيرولين👆 بقلم أسما السيد👆
بعدساعه
كانت تجلس وبأحضانها اخيها،يبكيان معا
خرج أبيها بعدما،فش غيظه منها ودخلت زوجه ابيها وأكملت عليهم،هي وذلك المسكين
شهق ببكاء، وهو يريها موضع حرقه
شوفتي يانغم،رجلي بتوجعني أوي،حرقتني تاني
خفضت رأسها وقبلتها بحنان
واشارت له، بحزن، وطبطبت علي قلبها
حقك عليا ياقلب نغم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه
أمام احدي مدارس اللغات
يقف ينتظرها بعيدا،
خرج من امتحانه بالمرحله الثانويه الفنيه
هو بعامه الاخير،وهي بالصف الاول الثانوي
ابنه خالته أماني، وآه، كم يعشقها
يعلم ببعد المسافه بينهم ولكنه سيعافر ليصل لها يوما
لقد ساعده الشيخ قاسم بالمذاكره هذا العالم حتي يستطيع أن يحصل علي مجموع عالي يؤهله، لدخول الجامعه
هو مؤمن انه سيصل،من اجل نفسه ونفسها
وشيقاته الصغار
لا امل لهم غيره.
تنهد وهو يعلم ان خالته نفسها تنظر لهم علي انهم ليس من مقامها،ولكنه من اجلها ومن اجل عيناها يفعل المستحيل..
ولكن ليت المطالب بالتمني..
لمح السائق الخاص بهم،آتيا من بعيد ليقلها
تنهد بحزن وقد علم ان اليوم ايضا لن يراها
التف ليعود ادراجه
وفي لحظه، وجد يدا من خلف احدي الحوائط تجلبه لها
التف بصدمه،وجدها هي تضحك بانتصار
يالا بسرعه قبل مايشوفونا
عيسي بصدمه،انتي خرجتي امتا؟
أنا واقف من بدري
سادين بغمزه، وهي تسحبه ليسرعا معا باتجاه مكانهم،اجري بس خلينا نمشي من هنا..
قبل ماحد يشوفنا..
طاوعها بسعاده،وجريا معا،يبتعدان بعيدا
بعيدا، علي شاطئ احدي الموانئ القديمه
جلسا أرضا علي رمال الشاطئ بتعب
ينظران للبعيد.
اقترب منها قائلا،وحشتيني ياسادين،بقالي اسبوع مشوفتكيش.. حاسس انهم سنه..
سادين،وانت كان وحشتني ياعيسي..
اقترب وأزاح شعرها الذي يتطاير علي عينها
وسألها بحزن،ليه معنتيش بتيجي عندنا زي الاول؟
خفضت نظرها باحراج وحزن،ففهم عليها
وقال بتهكم، خالتي مش كدا؟
اومأت براسها بالايجاب، وقالت بحزن، عامله عليا حصار من يوم ماسمعتني بكلمك،بالليل.
دايما بتسمعني اسوأ كلام،حتي المدرسه معدتشي بتخليني اروح واجي بالباس
بتقولي،انسي اني ليكي خاله اسمها إيمان.
ابتلع حرقه قلبه وابتسم وسألها، بصوت غصبا عنه ارتعش خوفا من جوابها
وانتي ياسادين رأيك ايه؟
رفعت رأسها،ولمعت عيناها بالتحدي
(انا ميهمنيش كل دا ياعيسي،ميهمنيش اذا كنت عيسي ولا دقدق،أنا بحبك وفخوره بيك،انا بحب خالتو ايمان، اوي،وبشمئز من امي ونظرتها للناس،انا معرفش ازاي،طنط ايمان،تبقي اخت أماني امي)
رقص قلبه طربا،وهو يمد يده لها
طب اوعديني انك مش هتبعدي عني مهما حصل
اوعديني،ياسادين
مدت يدها له بجرأه،أوعدك مابقاش لحد ابدا غيرك،هستناك لآخر دقيقه في عمري
عيسي بخوف،ربنا يقدرني وأقدر اكون جدير بيكي
قفزت وهي تسحبه من يده
سيبك بقي من الكلام دا،يالا بينا نركب قارب،وحشني البحر
عيسي،بسعاده،وانا وحشني انتي ياقلب عيسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استمعت لشجارهم العالي من غرفتها
وميز صوته المترجي..
تسحبت ووقفت تستمع لهم من اعلي الدرج..
وجدتهم يتجادلون بحده
الجد،انا قولت هتجوز نيرمين، ياسيف يعني هتجوز نيرمين
سيف بخوف من حده جده،طب ازاي؟،انا لسه مخلصتش جامعه،وجيش..
الجد بحده،أني جولت كلمه،البنته لابن عمها ونيرمين انت اولي بيها
سيف بشجاعه مزيفه،طيب ما أتجوز ڤيرا. ماهي بردو بنت عمي.
الجد بصدمه،وحده رفع يده وصفع حفيده،اسمه فهد
انت جنيت ياسيف
عاوز تفضحنا في البلد كلياتها عايز تعرنا وتفكرنا بخيبتنا،عايز تصغرني،وتتجوز واد عمك
سيف بشجاعه،اسمها ڤيرا ياجدي،مش فهد انتو اللي جنيتو عليها،انتو اللي ضيعتوها..
الجد بحده،هي كلمه،الخميس الجاي زواجك من بت عمك نيرمين..
ولو عصيتني ياسيف هحرمك من كافه شي
رفع نظره فوقعت عليها،وعلي عيناها الباكيه،ابتلع ريقه،وهو يومئ لجده بخوف عليها قبله،أمرك ياجدي اللي تشوفه
رفعت وجهها بانتصار باتجاه أختها الواقفه تنظر لهم بصدمه،تعلم عشق سيف لها
اختها شبيه الرجال،رمقتها بانتصار،وردت نظرتها لهم بأخري حزينه موجوعه
واستدارت للداخل،كما أتت،بلا حس
أغلقت علي نفسها تستقبل طعامها وشرابها من الخادمه ولا تحادث احدا،كالعاده
صديقها وحدتها ودموعها
لا احد لها الان،حتي راضي ابتعد ولم يعد منذ شهور
غصت بحلقها،ووضعت رأسها بين قدميها،بحزن،تسأل نفسها ماذنبها؟
استمعت لصوت المزمار الاتي من الاسفل،فوضعت يدها علي أذنيها تكتم سمعها
مر أسبوعا كاملا،لا احد يبحث عنها وحده هو من يأتيها ليلا ليجلس أمام بابها يتوسلها لتفتح له،أن تطل عليه بعينها التي يعشق
ولكنها قررت وانتهي الامر
سترحل من هنا،لقد حادثت جدها عادل والد والدتها،وتوسلته ان يأخذها معه،ووعدها ان اليوم ستنتهي مأساتها والي الابد
لبست ملابسها التي تغطي مفاتنها وارتدت ذلك الايس كاب التي تخفي تحته خصلاتها الذهبيه القصيره ونزلت لتشاركهم فرحتهم
فرحتهم وعلي حساب كسرها هي.
ستودع مأساتها والي الابد
لا تعلم ماذا حدث معهم وماذا قررا ولكن
تشعر ببوادر امل بقلبها من جديد
ــــــــــــــــــــــــ
وقفت تنظر عليهم من بعيد ودموعها أغرقت وجهها، خائفه، ضائعه، وحيده..
جال بفكرها شيئا وحيدا ما ذنبي؟، أذنبي أنني بنتا، لاب ظالم
وقفت تنظر عليه بحسره، هو كان طوق نجاه لها من حياتها المدفونه
من اجل خوف والدتها من أبيها ، كتبتها ذكرا في شهاده ميلادها
نزلت دموعها بحزن، ونظرت عليه نظره أخيره
، نظره ألم، فراق، لقد أخذت قرارها، سترحل، ستعافر
لتصل لحلمها،لهويتها، بعيدا عنهم، عن حياتهم وروحهم المشوهه، التي لم تقبل بها يوما
عن حقدهم وكراهيتهم لبعضهم بعضا
يمثلون الحب بوجووه بعضهم البعض
لا مكان لها هنا.
لن تستسلم لهم ابدا،هي جميله،تستحق،لو آطالت شعرها، وتخلت عن الهدوم التي جبروها عليها،ستعود للفطره التي خلقت عليها
،هي ولدت ،حواء جميله ليست آدم
مسحت دموعها، وهي تشجع نفسها ان هذه هي المره الاخيره التي ستبكي عليهم ..
هو لا يستحقها ، فضل غيرها عليها، رغم انه يعلم واكيد من هي؟، خاف من كلام الناس،خاف اهله وأهلها، وفي هذه اللحظه كم كرهته، وكرهت تخاذله وضعفه؟
أخذت نفسا، ورددت..
همشي يا سيف، مش هتشوفني تاني، اوعدك أرجع واحده تانيه، واحده قويه مش ڤيرا الضعيفه.
انت بتعاقبني زيهم، علي غلطه انتو السبب فيها، علي هويه مزوره، وهيئه مزوره اخترعتوها..
مدت يدها علي شعرها القصير ودموعها عادت لتسيل مره اخري
، كلما نظرت لنفسها وجسدها المخفي، دموعها تنزل من غير حول لها ولا قوه،سجنوها وسط كومه من الملابس المذكره،وقالولها كوني رجلا،فغصبا عنها أصبحت رجلا،نست نفسها وانوثتها ومفاتنها وتخلصت منها،من أجل عادات وتقاليد باليه
من أجل غلطه ام،كان كل ما يهمها ان ترضي زوجها،وتخبره
أنجبت لك ذكرا،لتتباهي به
تنهدت وهي تردد
أين كان عقلك ياأمرأه
ماذا فعلتي بي؟
فرحت والدتها بلفظ يام فهد ونستها هي ودمرتها،وبدل من أن تكتب في شهاده ميلادها بنتا مثل كل البنات،جنوا عليها،وكتبوها ولد،أين العدل،الرحمه.
باي ذنب جنوا عليها؟
بأي ذنب،أخذوها؟
رفع عينه يبحث عليها بين الناس،لم يجدها
،التف براسه يمينا ويسارا،بحرقه وقلب ملتاع
عينه ستخرج من مكانها
وفي قلبه ألف سؤال،
هو يجلس هنا بجسده،مجبر،يعلم سيجدها
باي ركن دموعها تسيل،وحدها كالعاده
واخيرا وجدها، حطت عينه عليها،تقف
مثلما توقع بركن بعيد عينيها حمراء كلون الدماء،وحيده،الدنيا جميعها عليها.
عينه وقعت علي عينها التي تلمع من كثره الدموع تحبسها غصبا وهو يعلم
وهل يعلم احدهم بحالها غيره
يعلم انها تكبتها ستسيل الان
التقت عيناهم ببعضها
هو بقله حيله،وهي بتساؤل
ما ذنبي يا رفيق وحدتي وعذابي لتتخلي عني؟
أنت، الوحيد التي كنت أماني وسلواي
نظرت بعينيها الزرقاء اللي تجعله مجنونا بها،تحولت من عشق لكره،بلحظات
لاشمئزاز
ابتلع مراره حلقه،وهو يعيد علي عقله
كره،كرهتني
مش هستحمل أبدا،يارب ارحمني
آه لو تعرفي بحبك أد ايه؟
مد يده بمنديله الذي تفتت بيده من كتره العرق الذي يسيل علي وجهه،مضغوط،تعبان،حزين
قلبه يببكي لا يعلم له طريق
سيبكي مثلها الان،هو ضعيف بهواها،لقد قضي سبعه ايام يبكيها كالنساء
ابتعاد راضي فجأه ليس بصالحهم،لطالما كان حاميهم وسندهم
اين انت ياراضي؟
أخيرا استطاعت أن تسحب عينها من عينه واستطاعت أن تصمد آمام عينه
لملمت جراحها ودارت بعينها بين الجميع
لا مكان لها،جميعهم أهل،جميعهم
عزوه يحبون بعضهم،لا غيرها منبوذ هنا، وسطهم كلما ظهرت ملامحها الانثويه ،يكرهوها اكتر،يقرفو منها وينبذوها،جسمها الانوثي يجعلهم يشمأذون منها،وتفكرهم بغلطهم،هم تخطوها منذ زمن،نبذوها،نظرت لوالدها الذي ينظر لبناته بفخر وغصبا عنها، ارتعش قلبها من كثره القهر والظلم،نظرت لامها التي نستها ونست معاناتها منذ أنجبت ولدا، نسيت انها جنت عليها،دمرتها
شعرت بايدي حنونه تطبطب عليها،عرفتها
علي الفور،يد جدها،جدها والد والدتها، سندها،وظهرها،دارت ظهرها له،وغصب عنها دموعها سالت،سألته بدموع عينها،ذنبي ايه،بنتك جنت عليا ياجدو،دمرتني،وضيعت حياتي
طبطب عليها وقالها،
مش يالا بينا،
ابتسمت ليه وقالتله،يالا
احتضنها بحنان،وقال،أوعدك اللي جاي هيكون أجمل،واللي جنو عليكو،هيتمنو لمحه من عنيكي
الحلوين دول.
همست له وهي ماشيه بتستخبي في حضنه من الدنيا جميعها،غيرني ياجدو،انا مش وحشه،انا مستحقش كدا،والله مستحق كدا..
الجد بحنان،هيحصل،هاخدك وهنبعد من هنا،خلاص أنا جهزت كل حاجه
نظرت له بتساؤل بجد،هنروح فين ياجدو؟
الجد بحنان،هنروح لخالك أحمد ألمانيا
ڤيرا بخوف،وهي تستدير تنظر عليهم، طب وهما وافقو..؟
الجد بتهكم،طبعا وافقو،سيبك انتي،هما خدو اللي عاوزينه،ودلوقتي انتي حره،من دلوقتي عهد جديد
همست بلا تصديق،يعني هعيش بنت؟
الجد وهو يجذبها لاحضانه بحنان،داخل السياره
احلي بنت في الدنيا كلها..
بعد ساعه..
همست والنوم يداعب عينها هنا باحضانه الامان
تسأله ببراءه،ليه ماأنقذتنيش من زمان ياجدو؟
مد يده ومسح دمعه عينه الحزينه وهو يزيح ذلك الكاب الذي تغطي به قصر شعرها
هامسا بحنان،كل شئ بأوان،ياقلب جدو
كان مكتوبلك تشوفي اللي شوفتيه
وكان مكتوبلي أرجع دلوقت..
ياريت كان بايدي كنت خدتك من زمان؟
ياريت..
سحبت بنوم عميق،بين احضان جدها
بين احضانه حيث الامان.
وتمتم هو بقلب ملتاع،الله يسامحك يابنتي،الله يسامحك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثاني) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق