رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل الثامن
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بسم الله الرحمن الرحيم..
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..
°°°°°°°°°°°°°°°°°
(الروح للروح بتحن.. )
التحمت اليدين بسلام ظاهره بارد كقطعة جليد.. وباطنه يعلمه فقط هما… كلاهما يشعر بلوعة الآخر وتخبطه..
لم تجرؤ أن ترفع رأسها لتواجهه، وهو يجاهد ألا ترتعش يديه، فيفتضح شوقه لها ولوعته. ..
هز رأسه بلا وعي، ويديه التي خانته واحتجزت يدها لثواني يضغط عليها بخفه، وكأنه يخبرها، آاااه كم أشتقت لك…
أفلتتها سريعا من يديه، وحولت نظرها لتلك التي فتحت ذراعيها لها بشوق.. كانت زينب زوجة أبيها التي عاملتها كإبنتها، وكم كانت تبكي لها يوميا علي الهاتف، لتعود لها
إرتمت سولاف بأحضانها بشوق، تلقتها هي بصدر رحب.. .
_ ماما..
يا قلب أمك، ياسولاف.. كده ياسولاف، كل دي غيبة أخيرا حنيتي عليا، ورجعتيلي.. رجعتي لأمك ياقلب أمك ..
قلبت كف يدها وقبلتها مرارا.. وهي تبكي علي بكاء والدتها..
وحشتيني اووي ياماما
(محمد…)
منذ سنوات لم آتي لهنا، إلا كرحاله،لا آتي إلا للضرورة ، أكتفي بالبقاء قليلا وأعود.. وأحيانا أذهب لتلك البحيره، أشبع قلبي من ذكراها، حينما يشتد بقلبي الحنين. كنت أعلم أن قلبي مازال معلق بين جدران البيت العتيق.. وأن بالعوده لهنا، سيعود القلب ليتحمل ما لايطيق… .
بالماضي..
مهما حاولو معي لم أكن أرضي بالمبيت، البيت بالنسبه لي،. هي سولاف،. وذكري سولاف التي ستظل تحاوطني مهما حييت..
أسمعتم يوما، برجل يدمن إمرأه، إذا لم تسمعوا يوما عن احد هكذا، فأنا ها هنا أمامكم.. خذوني مثالا.. اعيش بعدها حيا كميتا الا تفريق….
ما يحدث معي منذ إلتقيتها،ليس بغريب..
فأنا منذ سنين احارب طيفها البعيد، بلقياها تغير بقلبي الكثير وكأن القلب لرؤياها مره أخرى يريد أن يطير.. كنت أعلم أنني مهما إفتلعت القوه، ومهما قلت انني لن أعود لأراها كاذب كبير..
دعوتها من الله بإلحاح، وكم بكيت، وذرفت من دمع الندم كثير..
كنت أراها كل يوم بمنامي، تبتسم لي وتقترب كل ليله مني وأحاول إمساكها بالإيد، فتفر من بين يدي، وتذهب للآخر البعيد.. كنت استيقظ باكيا، حزين، وكأن فراقنا لم يكن بالأمس البعيد..أشعر بقلبي يتمزق كأنه جرح جديد، إلي أن آتتني بمنامي بالليله الاولي لي بالمكان الشريف، إقتربت مني وضمتتها، بالإيد.. كان عناقا حارا، كنت أبكي بين ذراعيها كطفل حصل أخيراً علي مايريد.. لا أعلم أي غبي أنا لأبكي لحزني وأبكي لفرحي الشديد..
استيقظت من منامي باكيا، وشعرت أن الله لدعاءي سيستجيب.. شيء بقلبي جذبني لأعود.. وياويح قلبي ، هل هي هنا….؟
أم انا أحلم بالتأكيد.؟
همست بإسمها مرارا، لست مصدقا، بأني أراها.. وأنها هنا من جديد..
نزلت بخيلاء وسلمت علي الجميع، لم يتبقي غيري،
كنت أكافح حتي لا أركض واحتضنها وأبث لها كم إشتقت لها،. آخذها لهناك بمكاننا البعيد.. أحكي لها مأساتي، ستستمع بالتأكيد.. ولكني نهرت نفسي بعدما وقفت أمامي تلقي علي التحيه كأحد غريب..
كاذب أنا وكاذبة أنتي ياعشقي المرير.. لازلت أشعر بك، وأشعر أنكي تجاهدين، كما أجاهد قلبي الذي إن تركته لفعل الكثير والكثير.. لربما إنتزعتك من علي الأرض وحطمت رأسك اليابس العنيد.. أخذتك جبرا لمكاننا البعيد.. إعتصرتك بين ذراعي وأخبرتك كم إشتقتك ياحلم عمري الوحيد..
إبتعدنا، وإمتلأت المائده بنا جميعا من جديد.. وقعت عيني علي عين جدي السعيد، ينظر لنا بفخر وشوق لجمعتنا والحزن بعينيه علي أحوالنا يفيض .. كم صبرت ياجدي، وكم علينا أنت دوما رحيم..؟
جلست أمامي وعلي قدميها طفلها، بجوارها والدتها (زينب)
وعلي قدميها مياسين..
اكافح بكل قوتي قلبي اللعين،حتي لا ينظر لها وتكافح هي لتضع الطعام بفمها، ويسقط من جديد.. حالنا أصبح عسير والعيون جميعها علينا، بعضهم حزين علينا، وآخرون دب الأمل بقلوبهم من جديد..
بدأت البنات بالثرثره ، ولكننا كنا بعالم ليس به إلا سوانا أنا وهي بالتأكيد..
كان إفطارا ظاهره جميلا.. وباطنه كارثيا لكلينا، كل دقيقه أسب بنفسي قلبي اللعين، الذي يدق بسرعه، ويؤثر علي أطرافي فترتجف..
ظللت خافضا لرأسي أحاول تناول طعامي، ولكن لافائده يخونني اللعين لالقي نظره كل حين
رفعت رأسي ، لأخطف نظره عليها، وكل مره اقسم لنفسي لن أفعلها مرة أخري، فأنا لست بصغير..، شردت بها كمراهق ورحل فكري للامس البعيد ذكري الفراق وشعرت بأن عيني ستخونني وتسيل، استعادت وعي سريعا ونفضت رأسي ولكني صدمت بطفلتها التي تركت مكانها بحضن جدتها وإقتربت مني، تشد سروالي، لتصعد علي قدمي، حملتها وضعتها علي قدمي، فمدت يدها ببراءه وأمسكت بلحيتي، إنتبهت لصمت الجميع، رفعت عيني انظر لها، وعدت سريعا لتلك التي همست بصوت رقيق بأسبانيه خالصه، وهي تشير برقه علي طبق الأرز بلبن الوحيد علي المائده خاصتي، أن اطعمها منه..
لم يفهم الجميع ما قالته الطفله، ولم يفهم أحد أيضا رد والدتها التي عنفتها لتتأدب في الحديث غيري أنا، توعدتها بعقاب علي فعلتها.. تظنني لا أفهم.. إستقامت لتأخذها ولكني أوقفتها بيدي، وقذفت بوجهها حديثي بالأسبانيه..
إتركيها، منذ متي وأنا آكل طبقي وحيد..صدمت من ردي عليها بنفس اللغه.. وفتح الجميع أعينهم غير مدركين لمغزي الحديث.. ليتصنتوا علي الحديث
فاكملت غير مهتما بأحد.. لا أحد سيفهم علي كل حال..
بالحقيقه، لقد صنعته أمي، وهي لا تعلم للآن أني بالسكري مريض.. مازالت تتذكر عشقي له، ولكنها لا تعلم أني بهذا أو ذاك، لم أكن لاتناوله أبدا من غيرك، وحيد.. لقد إعتدتك أن تشاركيني به.. وأحيانا كنتي تلتهميه بالكامل.. وكنت أسعد سعيد.. ومن بعد فراقنا لم أضعه بفمي، حرمته علي جوفي، كما حرمت علي نفسي الكثير..
كنت أحدثها واطعم طفلتها التي فتحت شفتيها مبتسمه ببراءه غير واعيه، لمغزي الحديث..
صمت بعدما رفعت عيني ونظرت لها بنظره جعلتها تنكمش من جديد..
وقعت عيني علي والدتي التي تنظر لي بنظره فهمتها علي الفور، بأنها علي عقمي حزينه.
لم أعد أبالي، انتبهت لتلك التي فتحت فمها تطلب المزيد.. إبتسمت واطعمتها، حتي انتهت وإستقمت، وحملتها علي ذراعي لانظف لها يدها وفمها بجواري، غير مهتما لتلك التي ترمقني بنظره وعيد..
صوت ضحكات الطفله كان يشق سكون البيت الكبير..
ما إن هممت بالدخول إلا أوقفني صوت توأمها الذي أمسك بقدمي، لأحمله كشقيقته.. حملته مبتسما سعيد..
أخبركم سرآ أقسم لم أشعر يوما بسعاده منذ رحيلها كسعادتي الآن بتوأمها اللذيذ..
وكأن ما مر كان سرابا.. وأن هؤلاء لي أنا ينتمون..
كدت استدير الا ان صوت طفلها الماكر، اوقفني وهو يسأل بأنبهار كطفل كبير..
أنت تتحدث الاسبانيه ،. حقا
بالتأكيد..
هلل الطفل وترك ذراعي وتسلل ليحاوط عنقي بقدميه.. مردفا بحماس..
وأخيرا .. سأجد لإدواردو بديل..
شهقت بصدمه من تفكيره ..
ماذا..؟
إقترب من أذني وهمس.. أريد أن أركب جملا كبير..
تسمرت قدمي بالأرض.. وإنفجرت بالضحك… وانا أخبره..
من أخبرك بوجود الجمال بأراضينا.؟
أجاب ببراءه…
_ادوارد..
غيرت وجهتي من الأسفل للأعلى .. لغرفتي وضعتهم علي الفراش.. لاتهرب من حصار عينيها، أهدأ نفسي قليلا، وأدرب نفسي علي بعض الثبات الانفعالي.. لاتستطيع الصمود لوقت طويل..
تمددت علي ظهري واضعا يدي علي قلبي، وأغمضت عيني. زافرا بحنين، لست مصدقا للآن أنها هنا بجواري.. وسألقاها كل يوم، ولكني لم أكد أتنفس، إلا وجدت أحدهم يقفز علي بطني.. يخبرني بحماس..
هيا محمد أريدك أن تريني الجمل.. وتأخذين بجوله بالمزرعه السعيد
إتسعت عيناي، ورفعت وجهي أنظر له بصدمه.. من تذكره، لإسمي..
_ مازلت تتذكر أسمى اذا.؟
فجاءني وهو يقول بغرور طفولي ..
أنا لا أنسى الأسماء أبدا .. لقد تذكرتك علي الفور.. أنت من ألتقيتك هناك..
اعدت رأسي للخلف وأنا اقهقه بقوه.. سرعان مااقتربت طفلتها تشد بشعري.. وتهمس بإنبهار..
_ انه ناعم جدا..
أغمضت عيني مستسلما لافعالهم التي انستني العالم اجمع..
الا ان إنفتح باب الغرفه فجأه.. و
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ببيت الديب الكبير
أسبوعا مر عليهم، ألتزمت فيهم بالصمت المطلق، حاول فيه بشتى الطرق الحديث معها بعد تلك الليله المأساويه وماحدث بها.. تقضي معظم النهار برفقه زوجة عمه بهيره وإبنتها بالاسفل تعد معهم الإفطار، رغم علمه بأنهم لا يريدونها معهم…
يعلم أنها تتهرب من البقاء معه بمكان واحد..
تصعد حينما يدلف للخارج معه جده وابن عمه سريعا وتغلق باب غرفتها خلفها ويظل طوال الليل يتآكله الشوق لها.. يسمعها تتحدث بالهاتف مع سولاف وإدوارد وأبناءها. وهو يظل مفترشا تلك الاريكه، أمام غرفتها يتأفف بصمت…علها تخطئ مره، وتخرج فيقبض عليها..
حاول مرارا الحديث معها.. ولكن لا فائده… منها
والآن يجلسها بجانبه جبرا وهما يتناولا طعام الإفطار بعدما تصرف بسماجه، لأول مره آمرا إبنة عمه أن تستقيم ليجلس بجانب زوجته..
رمقته بحده، ولكنه لم يبالي.. يتناول طعامه بيد وبالأخري يحتجز يدها الحره، حتي لا تتحجج وتهرب من جانبه…
وكما توقع.. دقائق وكانت تستقيم تستأذن منهم لتصعد ولكنه إستقام سريعا ممسكا بيدها..
طب انا كمان شبعت عن أذنكو بقي.. يالا ياميسم..
غمز الجد له.. واردف بخبث..
باااه ياولدي كمل واكل إنت ومرتك..، مينفعش أكده..، عاوز حفيدي ياجي شديد..
جزت علي أسنانها مردفه بود..
والله شبعت ياجدو.. هطلع أنا عشان أغير بسرعه وأروح اسلم علي سولاف.. زمانها وصلت..
الجد بحنان…
واجب برده يا بتي..
نظر لها مضيقا بين عينيه.. قابلته هي بنظره متلاعبه من تحت نقابها..
جذبها من يديها لتصعد خلفه.. إلا أن استوقفهم حديث زوجه أبيه الساخر..
طب خلي بالك بقي لتهرب منك تاني..
هم رائد أن يتحدث.. إلا أن صوت الجد الجهوري قاطعه.. موجها حديثه لزوجة أبيه بحده..
ساميه قولتلك قبل سابق.. عاوزه تفضلي إهنه.. تضبي لسانك جوا خاشمك.. البيت ده له قواعده والكل فيه بيحترم بعضه.. وقبل مانحترم بعض.. بنحترم نفسينا.
إرتبكت بالحديث ونظرت لسولاف بغل وعادت تنظر للجد بخوف..
وأنا قولت إيه يعني.. مش دي الحقيقه.. وبعدين أنت نسيت سولاف دي أمها تبقي مين.؟
اردف رائد بتهكم…
تكون اللي تكونه ياأمي.. مادام أنا راضي.. اش دخلك انتي..
تقصد ايه.؟
اللي فهمتيه.. طول ماأنا عايش مراتي تعمل اللي عوزاه.. يالا ياميسم عشان ألحق، أوديكي قبل صلاة التراويح وأبقى اجي أخدك ..
نظرت له بنظرة فرحه طلت من عينيها غصبا عنها… سحبها من يدها تاركين خلفهم نارا مشتعله، تهدد بالانفجار بأي لحظه..
يصعد أمامها ويسحبها خلفه.. بسرعه.
كادت أن تسقط فأردفت تزجره..
_ إيه يا رائد براحه هقع الله.. مش كدة
توقف واستدار لها، وانحني سريعا وحملها بغته …
شهقت بخوف..نزلني يارائد إيه الجنان دا.. حد يشوفنا.
_ الله ميشوفونا مراتي وأنا حر فيها..
دخل الشقه وأغلق الباب بقدمه.. حاولت الفرار منه.. بلا جدوي..
ميسم بأمتعاض..
نزلني يارائد بقي.. وأبعد عني..
ألقاها علي الفراش وتبعها بسرعه محتجزا إياها بجسده..
إبعد عني أنت اتجننت.. إوعي كده..
إقترب بوجهه من اذنها، وأردف بهمس…
_ وأن مبعدتش هتعملي إيه يعني..
دفعت صدره بيدها..
رائد إوعي كده.. أنا هتخنق.. مش عارفه أتنفس ..
رفع حاجبه، ومد يده وخلع نقابها عنها، وقذفه أرضا..
وآدي حجتك يا ستي.. ها إتنفسي بقي..
نظرت له بكره، وهو يمسك بخصله شعرها، ويلفها علي إصبعه.. ويشدها منها..
أبعدت يده عن شعرها بغضب، وهي تتملص منه..
رائد أحترم نفسك.. إوعي كده.. مش طيقاك يااخي هو بالعافيه..
جز علي أسنانه، ورمقها بحده..
ااه ياميسم بالعافيه، مادام مبتجيش بالذوق وبقالي أسبوع اتحايل عليكي يبقي بالعافيه.. واخرسي بقي..
ميسم بصدمه..
_ أنت بتقولي أنا أخرس يا رائد وكمان ليك عين بعد كذبك عليا السنين دي كلها.. إوعي كده بقي..
إبتعد عنها ومال بجانبه علي الفراش، همت أن تستقيم فجذبها بقوه، لتستلقي بجانبه..
_ تعالي هنا رايحه فين، انا مخلصتش كلامي..
_ وهو في حد بيتكلم وهو نايم كده.. ولا ده اسلوب جديد للكلام، وانا معرفوش..
حاوطها بذراعه ومال برأسه مصمتا ثرثرتها بشفتيه..
قبلها برقه ويديه تعبث بجسدها فسادا.. ازاحته عنها بعنف..
فقهقه عليها، وإستقام سريعا من جانبها، غامزا لها بعينه..
_ لا وحياتك دا أسلوب جديد للتحرش..
إعتدلت وهي تعيد ترتيب شعرها الذي بعثره بيديه تتمتم..
_قليل الادب.. وقح.. ال تحرش ال
شهقت حينما أتاها صوته من خلفها يهمس باذنها بمكر ويديه امتدت لتحيط خصرها..
_تحرش حلال، يازوجتي العزيزه..
لكذته بكوعها ببطنه فتأوه بوجع..
_ برا يارائد..
_ يابت المجنونه.. ايه اللي جرالك بقيتي عنيفه ليه كده..
نظرت له بغيظ..وإقتربت من الخزانه تنتقي ثياب لها..
_ ماشي بشوقك ياجميل..
أطلع برا يارائد عشان ألبس ..
قفز بجسده مره أخرى علي الفراش غامزا بعينه.. متلبسي هو أنا حايشك..
_ يعني إيه الكلام دا.. أطلع روح أوضتك..
نظر لها بشماته..
طب مادي اوضتي.. ولا نسيتي.. شكلك نسيتي.. بس أنا هفكرك يازوجتي.. أنا سيبتك أسبوع بمزاجي.. إنما من الليله.. ستشاركيني الفراش ياقلب رائد..
_بتهزر صح…
تعرفي عني كده.؟
_ رائد
_ عيون رائد
_ بكرهك
قهقه بصوت مرتفع عليها.. غامزا لها بعينه.
_ وانا بحبك..
_ اف منك..
نظر لها بحده ألجمتها.. مردفا بقوه..
اخلصي .. والا أقسم بالله أرجع في كلامي.. ويا شماته بقي مرات أبويا فيكي
_ قذفته بالوساده.. وهي تضغط علي حروفها… متفكرنيش بالبومه دي..
رائد بصدمه..
مرات أبويا، بومه ياميسم.. لسانك طول اووي..
اشاحت بيدها..
_ ياشيخ روح..
_ شيخ.. ماشي ياميسم، حاضر..
اخذت ثيابها ودلفت للحمام..
بعد نصف ساعه..
كانت إرتدت ثيابها ونقابها، وخرجت تبحث عنه بالغرفه.. فلم تجده.. إيه ده راح فين ده….!
رائد يارائد..
دلف من باب الغرفه يعدل من وضع عمامته…
_ أنا آهه..
انفرجت شفتيها بصدمه من هيئته..
_ إيه ده…؟
نظر لها بفخر وهو يبرم شاربه الصغير كجده… مردفا بفخر..
_ جلابيه يازوجتي..
ميسم بضحك..
ما انا عارفه أنها جلابيه.. رايح بيها فين يعني.؟
_ هروح بيها فين..ماتركزي ياميسم رايح اوديكي لسولاف ولا سلامه الشوف والنظر..
رمشت بعينها مره بعد مره بصدمه..وأطلقت ضحكه عاليه عليه..
جز علي أسنانه و امسك بطرف جلبابه، وتركها وخرج..
_ أنا نازل لو هتيجي حصليني بقي
انتفضت من مكانها لتلحق به..
_ لا استني خلاص جايه.. جلابيه جلابيه..
نظر لها بإنتصار .. ماقلنا أكده من الاول..
أطلقت ضحكه أخرى عليه، وهو يثني ذراعه لها لتتأبط ذراعه..
استسلمت وتمسكت به، وهي ترمقه بنظرة إعجاب..
علي هيئته.. وأردفت..
_ وده من أمتا الكلام ده..؟
_ كلام ايه.؟
جلابيه وحركات.. ماأنا من يوم ماجيت هنا، وأنت بتلبس عادي..
لوي شاربه الوهمي، ونظر لها بمكر ، وهما يهبطا معا درجات السلم بترو..وهمس بصوت لم يسمعه إلا هي..
_ اقولك اني…
_ قوول..
أصل بيني وبينك أكده، جدي الله يسامحه حاطط قواعد لبيتنا المشؤم دي
ميسم بصدمه.. مشؤم.. .. وقواعد ايه دي..؟
رائد بتنهيده..
_ ياستي مفيش ال أيه لازم الراجل أول خروجه ليه مع مرته، يلبس الجلابيه والعمه.. ال ايه أكده بيثبت انه راجل من ظهر راجل..
أطلقت ضحكه اعلي من طريقه حديثه الصعيدي التي تسمعها منه لأول مره .. وهما يخطوان معا خارج باب البيت.. غير واعين لمن خرجت خلفهم تنظر لهم بكره وحقد..
_ ماشي ياميسم.. إظاهر نسيتي مين اني.. إفرحيلك يومين.. عشان يبقي عداني العيب..
إبعد يدها ليجلب سيارته..
_ رايح فين.؟
_ هجيب العربيه؟
أمسكت بذراعه مره اخري.. وأردفت بسعاده..
_ لا خلينا نتمشي شويه انا زهقانه..
أشار علي نفسه بقهر..
_ وانا كده ياميسم.. .؟
_ ااه وماله.. حلو أووي كده..
_ بجد حلو…
_ حلو اووي..
غمز لها وإقترب بوجهه من وجهها..
_ يعني عجبتك الجلابيه…؟
همست بخجل.
_ اممم.. ااه
استغل الظلام الحالك، بأطراف البلد التي يقطنون بها ومال علي يديها قبلها برقه.، هامسا بإشتياق..
وحشتيني اوي ..
إبتسمت بخجل… ومالت علي كتفه..
فصاح بأمل..
ربنا يهديكي ياميسم ياارب.. يارب حنن قلبها عليااا..
بركاتك ياجدي..
لكذته بيدها بخفه..
_ مجنون والله
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بالقاهره…
مساء.. بعد صلاه التراويح.. أتي مراد من يومين…
وتفاجأ بقرار أخته بأن خالته وكريمه ابنة خالته سيقيمون معهم.. …
يعلم ما تخططا له.. ولكنه لم يري كريمه، يوما كزوجه، كما تخطط خالته، ومن قبلها كانت والدته رحمها الله..
لم يراها يوما إلا كشقيقه له..
تنهد بتعب، وهو يدلف بسيارته من بوابه منزله، اقترب الحارس، كالعاده منه ليسأله إن كان يريد المساعده..
صف مراد سيارته… وزفر بتعب وهو ينظر بتمعن للحارس الذي يقف مترددة، يريد أخباره بشئ ما ولكنه متردد كعادته. …
_ مالك ياأحمد عاوز تقول حاجه، من يوم ماجيت وانا حاسك عاوز تقول حاجه ومتردد.. قول متخفش إديتك الأمان
_ الحقيقه يادكتور.. في حاجه حصلت وحضرتك مش موجود والست لمار هددتني لو قلت لحضرتك هتتبلي عليا وهتقطع عيشي وإن حضرتك هتصدقها، بس أنا هقول ورزقي عالله..
تخشب جسد مراد خوفا،. من أفعال شقيقته.. .
أنت بتقول إيه .. احكي بسرعه.
بتردد، بدأ يقص عليه، ماحدث بل وزاده بما حدث بالأمس حيث أتى المستر يريد مقابلته وقابلته خالته ووبخته وطردته،. بعدما بلغ عنه شخصا يدعي معاذ وأغلق له السنتر الخاص به.. ومازالت هناك قضيه مستمره
صعد مهرولا، لا يري أمامه…
وجدها تجلس بجانب خالتها.. فسحبها خلفه ممسكا بشعرها بيديه..
مردفا بغضب…
_ هفضل ألم في بلاويكي لحد أمتا؟ ..
_ انت اتجننت يامراد سيب شعري.. الحقيني ياخالتي..
سعاد بصدمه وهي تصعد خلفها… سيب أختك يامراد انت اتجننت؟ …
دفعها علي الفراش وخلع حزامه..
هاا هتقولي لي إللي حصل ولا أعرف أنا بطريقتي، وطريقتي مش هتعجبك..؟
ابتلعت ريقها وهتفت تستعطفه..
_ هتضربني يامراد.. بجد..!
ضحك بسخريه وهو يرفع يده كتهويش لها…
إظاهر أن كان لازم أعمل كده من زمان أووي ، عشان تتعدلي..
ما أن هم بضربها الا وصرخت..
خلاص يامراد هقول علي كل حاجه والله…
انزل الحزام أرضا وجلس بجانبها وبدأت تقص عليه بعضا من الحقيقه…
نظر لها بشك وهتف بسخريه.. والله يعني أنتي شفتيها وهي بتسرقه.. .. والمدرس كداب ومراته كدابين.. طب إيه رأيك ان انا لسه قافل مع المستر حالا قبل ماتدخل، وعرفت انك انتي اللي كذابه..؟
هتفت بتوتر.. انا كذابه يامراد..
انا..
صفعها علي وجهها بقوه…
اخرسي .. اظاهر اني دلعتك زياده عن اللزوم.. ومن انهارده هتشوفي وش تاني..
اتسببتي في فضيحة بنت بريئه وكسرتيها ولسه بتبرري. وغير المدرس إللي اتسببتي في قطع عيشه، والمدرس إللي حولته للتحقيق، انتي ازاي كده.. انا مشمئز وقرفان منك..
كل ده ليه.. هااا..
انطقي.. بينك وبينها إيه عشان تتبلي عليها..
نظرت له بحقد.. بتضربني يامراد.. انت مفكر أن انت كده راجل أصلا انت مش راجل… هي دي الرجوله.. تقف في صف واحده حراميه وتصدقهم وتكذبني.. انا اختك.
دخلت كريمه بسرعه، تنفذ خطه عمرو، ستخبره الحقيقه عل لمار تغضب وتطردهم وتعود لبيتها وتستطيع بعدها الفرار من قبضة والدتها والرحيل لبيت عمتها للأبد..
هتفت بحسم.. انتي كدابه.. أنا شوفتك بعنيا بتكلمي صحبتك وبتتفقوا عليها.. افتح تليفونها يامراد وانت تعرف..
دارت معركه أخرى من خالتها لابنتها.. لم ينتبه لها مراد وهو يلتقط هاتف شقيقته يبحث به.. صدم بما رآه.. وهو يصرخ عليها مين جاسر ده.. اللي عملتي ده كله عشانه.. وبيهددك بأيه، انطقي..
انطقي ياحقيره.. هي حصلت.. بتتفقي تجيبيها له عشان تنتقمي منها.. عملت فيكي إيه البنت لكل ده… إنطقي.. .. هزت رأسها بقوه.. وهي تصرخ عليه.. ملكش دعوه بيا هات تليفوني.. انهال عليها بالضرب، حتي كادت تلفظ أنفاسها، وتركت خالتها ابنتها لتدافع عنها
كفايه يامراد هتموتها حرام عليك..
تركها مراد وهو يلهث بقوه…
إسم البنت اللي اتبليتي عليها إيه .؟ وبيتها فين؟
انطقي..
اختبرته بالعنوان.. فشهقت كريمه.. واضعه يدها علي فمها… خلود.. انتي اللي عملتي كده في خلود وخديجه ياملعونه…
مراد بصدمه.. انتي تعرفيها..؟
ايوا دي اخت خديجه صحبتي.. أنا ازاي مانتبهتش.. دي. والدتها كانت هتموت فيها.. ولسه خارجه من المستشفي إمبارح ..
مراد بلهفه.. تعرفي بيتهم..
ااه.. اه..
طب يالا بسرعه.. تعالي معايا..
وإنتي اقسم بالله لهوريكي اللي عمرك ماشوفتيه.. إقفلي الباب عليها ياخالتي لغايه ماارجع..
_ حاضر يابني
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
جالسه علي الفراش بيدها هاتفها كالعاده تقرأ برواية ما…
هزل جسدها، وامتنعت عن الطعام لا تأكل الا مايكفي حاجه جسدها بعد ضغط من والديها.. أمامها والدتها، ووالدها برفقه معاذ بالخارج.. منذ ماحدث ومعاذ لم يفوت يوما الا ويأتي لهم بالمشفى، يقضي لهم كافه إحتياجاتهم.. و بالأمس خرجت والدتها وأصر والدها عليه أن يفطر معهم اليوم.. .
خديجه بتأفف.. اف هو هيفضل ينطلي كده كل شويه.. أنا مش عارفه أخد قرار..
نظرت لها خلود بصمت وعادت تنظر لهاتفها..
أشارت لها والدتها…
تعالي يابت ياخديجه هنا..
نعم ياماما…
انتي يابت إيه اللي يعيب الراجل.. و متقوليش امه ومش امه.. عارفه يابت زمان أنا اتجوزت أبوكي، وكانت ستك دي نار قايده.. بس أبوكي كان بيحبني وعمره ماقل مني ولا سمحلها تيجي عليا.. كله من الراجل يابت،. ومادام جوزك حنين وقد كلمته.. عمره ماهيسمحلها تهينك..
خديجه بغيظ.. ياسلام.. ما زمان سمحلها…
يابنتي في فرق.. زمان كنتو عيال.. دلوقت الحال اتغير.. اسمعي مني يابنتي.. كفايه خيبة أختك، واللي جرالها.. نفسي أفرح بواحده فيكم.. هيبقي أنتو الاتنين .. كفايه فضحتنا في الحته، وسمعة أختك اللي راحت ظلم دي…
نظرت خلود لوالدتها بوجع، ووضعت هاتفها بجيبها وخرجت بهدوء..
خديجه بعتاب.. إيه اللي قولتيه دا ياماما.. حرام عليكي.. كل شويه تفكيرها…
يووه ياخديجه.. يابنتي أنا خايفه عليكم..
وقومي إفتحي الباب اللي بيخبط ده..
دلفت لخارج الغرفه ، تمسح دموع الظلم التي تعرضت له بعدما أجادت اخفاءها أمام والدتها.. جففت دموعها بقبضة يدها كالأطفال، وهي تقترب من الباب لتفتحه..
عدلت من حجابها وهي تكافح لتتقدم بخطواتها، من ضعفها الشديد..
فتحت الباب ورفعت عينها وهتفت بتفاجؤ.. ..
كريمه.. أنتي …
نظرت لذلك الذي ظهر من خلفها بتمعن…. ولم تعد تري شيء أمامها..
أتكأت علي الحائط خلفها.. بتعب.. تحاول الصمود..
كريمه بلهفه..
خلود مالك ياحبيبتي.. إنتي كويسه
أتت خديجه مهروله من خلفها.. .. خلود أنتي تعبانه ياحبيبتي.. ..
سقطت بأحضان شقيقتها.. وحركت شفتيها لتهمس بصعوبه..
انا تعبانه اووي.. هموت..
صرخت خديجه بلوعه…
خلووود..
°°°°°°°°°°°°°°°
الروح للروح بتحن..
روحي وروحك بعدو سنين.. وياما بلقاك حلمت.
حلمت اقابلك، ودعيت من قلبي إننا نتقابل ، وعلي قلبي ياعمري بقي تحن.
وأنهارده بعد سنين إتحقق الحلم..
عرفت أننا مكتوبلنا نتقابل.. و مكتوبلي أعشقك وأجن
ياللي زرعت طريقي ورود.. وهمست لقلبي بحب..
قرب وأسمع دقة قلبي.. دا أنا روحي لروحك دايما بتحن..
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.