رواية رحماك الجزء الثالث – الفصل التاسع عشر
ـــــــــــــــــــــــــ
اللهم ارزقني رزقا لا تجعل لأحدٍ فيه منَه ولا في الأخرة عليه تبعه برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم صب علينا الخير صباً صباً ولا تجعل عيشنا كداً كداً. اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت”. “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا”
~~~~~~~~~~
_( حقائق. )
(المزرعه)
تجلس أرضا، وبجانبها هو ينظر لها بنفاذ صبر،والبدويه تمسك بكف يدها..
ثواني وصاحت البدويه..بكلمات متقطعه…جعلت نار الغيرة تتأجج بصدره، ولم يعي ألا وهو يختطف كف يدها، من يد البدوية..
ـ معتز…الرسالة الثانية..إفتحيها..الصندوق…
شهقت سولاف ومحمد يخطف يدها من يد البدويه.ويلقي بحجر البدوية بعضا من الأموال
ـ محمد أستني..أستني يامحمد..
عادت بنظرها للسيده..فهتفت السيده، وهي تعد بالنقود بفرحة..
ـ حياتك كلها مرتبطه بالرسالة، أقري الرساله..
أقريها لو كنتي قوية..ونفذي الوعد..وعيشي هنيه..
هتفت برجاء..
ـ أستني يامحمد..أستني..
هتف بصراخ عليها..
ـ دا شرك وتخاريف..وأنا غلطان إني طاوعتك..
أستقامت البدوية ولملمت متعلقاتها ورحلت، جلست علي احدي الأحجار أمام النبع.. وجلس هو مفترشا الأرض الرمليه بجسده..
عادت ذكري الرسالة ومعتز تنخر بقلبها.. فأستقامت سريعا من مكانها مفزوعه..وذكرياتها الماضيه تأبي فراقها..
معتز كان دوما، ملاكها الحارس وسيبقي، معتز وذكراه
وكأن أحدهم صفعها علي وجهها بقوه..
ذكرياته، كانت كفيله بزعزعه ثوابتها وما بنته بسنواتها الماضية..ماذا تفعل الان..؟
وكيف تستطيع أن تمحو ذلك الشعور القاتل بالذنب تجاهه وإستكمال حياتها مره أخري، مع من عشقته الروح وأدمنه القلب..
معتز نفسه كان يعلم بذلك..وشاهدا حيا علي قصة عشقهم سوياً…
محمد لم يكن يوما ماضيا ليعود الآن..محمد كان علكة وقفت بقلبها، حتي وهي بين يدي زوجها الحنون ..
لو كذبت علي العالم أجمع..لن تكذب علي قلبها ونفسها…
تعشقه، وهل علي القلب سلطان.. ؟
ياليته كان بيدها، وقد أقتلعت حبة من قلبها وإلي الأبد..
أبتلعت ريقها و كلمات البدويه، تنخر بعقلها..
ـ الرساله القديمه..الصندوق..أقرأي الرسالة…نفذي الوعد..
غصت بالبكاء..وهي تفكر…
ـ أي وعد هذا الذي تريدني أن أنفذه يا معتز..أي وعد يا رفيق الدرب، وضعته طوقا علي عنقي، وتريد مني تنفيذه…؟
سالت دموعها، وتذكرت ذلك المكلوم الذي انتفض حينما ذكرت البدويه أسم معتز ساحبا إياها خلفه بقوه..
لم يكن بأحسن منها حالا..يجلس علي الشاطيء واضعا رأسه بين قدميه..يخفي الحزن الساكن بعينيه عن العالم أجمع، ولكن هل يخفي عليها؟..
تعلم محمد جيدا، كما تعلم نفسها، هو لا يريد لأحد أن يشهد أنكسارا جديدا له..ولكن لا عاش من كسرك يا مهجة القلب…
ألي متي يا محمد، ستتحمل بعد؟
—————-
رحل فكره لمعتز وسيرته والوعد..أي وعد هذا؟
أسيخبرها أن تبتعد، أن تعيش بعيدا عنه..وهل سيقدر هو..؟
ـ لا لا لا..معتز ليس بذلك السوء لن يفعلها..وألا كان فعلها معه هو..
يوم أتي ليخيره بين البقاء بقرب جنته علي الأرض، ونار الدنيا من بعدها..
زفر بوجع..وهو يفكر…
ـ ماذا تخفي لنا بعد يامعتز..؟
عادت تلك الخطوتين التي خطتهم بعيدا عنه.. ونظرت خلفها، وقعت عينها عليه.. وهي تصارع قدميها حتي لا تعود، وتأخذه بأحضانها..
(محمد…
عشقه كوشم من نار وشم علي قلبها بالقوه..لو هان علي العالم أجمع لن يهون عليها يوما..ليتها تستطع كانت أخذت أحزانه كافة، وزرعت مكانها ألف قبله وقبله..تطيب من جراحه وتسكنها..)
جثت علي ركبتيها خلفه..تصارع عشقا قهريا..عذريا
ملون بلون احلامهم الورديه..أحلام الصبا والمراهقة.
وهمست…
ـ محمد..!
تغلغل صوتها بأعماقه..فرفع رأسه تلقائيا…مردفا بذات الهمس…
ـ محمد ميت من بعدك..ميت يا سولاف..وخايف من الرسالة، ومن الوعد..
ماذا تفعل أترتمي بأحضانه، وتخسر دنيتها وآخرتها…أتحطم بيدها كل تلك الاسوار العاليه الذي شيدتها المواقف والسنوات..وتجذبه لأحضانها، وتطمأنه، وتطمأن نفسها أيضا..
ولكن…آااه من تلك ال..لكن..ومن تراكم الأحزان والخذلان..
صمتت فأكمل هو..ليدمي قلبها قبل قلبه…
ـ جالي يوم جوازه منك..خيرني بين الجنه في حضنك ونار بعدك..
اخترت النار بإرادتي..لو تعرفي إزاي عدي عليا اليوم ده..وأنا بتخيل الف مشهد ومشهد..ليكي في حضنه..وكل فكري أن هياخد وردة مش بتاعته..كبرتها أنا وروتها بحبي، وبغباءي شدتها، وفكرت هتبقي وضعها أحسن…
اتخيلت ألف سيناريو ليكو مع بعض، مقدرش، وقعت من طولي..
كنت بموت..اتخيلي تعيشي عمرك علي أمل أن شخص ملكيه خاصه ليكي..ممنوع اللمس والاقتراب..وتجبرك الظروف والأزمات أنك تسلمه لغريمك بإيدك..
سولاف أنا سلمتك بإيدي لمعتز وأنا بتقطع..فكرة إنك …
غص حلقه بالبكاء..فخرجت علي شهقة فضحته..
أستقامت سريعا وجست بقدميها أمامه..
تبكي بحرقه علي وجعه قبل وجعها..
لم تستطع أن تصمت عن لومها له، وهتفت..
ـ ليه عملت فينا كده..ليه؟
رفع وجهه وألتقت عيناهم..كل يبكي علي ليلاته..كل يبكي وحدة قلبه وألمه..
ـ ليه يا محمد..؟
اجابها بنبره عاتبه..أما زالت تسأل لما؟
ـ لسه بتسألي يا سولاف ليه؟
بعد كل أللي عرفتيه..
هتفت بصوت، خانها ليصبح حادا..
ـ ايوه..لسه بسأل..ليه ماخيرتنيش..ليه أجبرتني. ليه..؟
أغمض عينيه بألم..وهتف بألم ظهر جليا علي قسمات صوته…وهو يستند بيديه ليقف..
ـ يالا عشان نرجع اتأخرنا….
نظرت له بصدمه..من بروده..ألن يصرخ بها..ويخبرها الحقيقه..أين ذهب حبيبها المنفعل..أين رحل عنفوانه، وبريق عيناه..من أطفأه..؟
سارت بجانبه بعدما رفضت ركوب الجمل مرة أخري..
كل شارد بحاله..
تذكرت رساله معتز.وما بها..؟
ـ ماذا سيكون بها؟
وقف الجمل فجأه أمام كومه من العشب، حاول أن يحركه فلم يتزحزح..
أضطروا لانتظاره..
نظر لها وجدها شارده ضائعه..وهو يحارب إلحاح قلبه عليه بأن يسألها..
ـ سولاف..!
أنتبهت علي صوته الحنون الذي يشعرها انها بأمان دوما..
ـ نعم يامحمد…
تأوه بعشق وراحه، ولم يدخر جهدا لاخفاءها وهو يستمع لإسمه من بين شفتيها..
إسمه من بين شفتيها نعيمه وجنته..منذ أتت وكلما لفظت إسمه مجردا دون ألقاب ويشعر بأن الله راض عنه، وتقبل دعاءه أخيرا بعد ليال من البؤس والصمت..
نظر لشفتيها، وسرح بخياله..
ـ ماذا سيفعل أن أخذها الآن بين ذراعيه وأشبعها تقبيلا
أطفأ شوقه لها..
هز رأسه ببلاهه..وهو يعاتب نفسه..
ـ انا اتجننت خلاص
إبتسمت علي عشقة المفضوح لها، وشعرت بتلك النشوة تتغلغل بأعماقها..
محمد ملكية خاصه لها..مهما أفتعلت دوما تجد بقلبه الف سببا وسببا شفيعا له..
عادت من شرودها به، علي سؤاله المضطرب
ـ معتز فعلا سيبلك رسالة؟
إبتلعت ريقها وأومأت بصمت..
فأغمض عينيه، وهو يدعو الله أن لا يكون ما يفكر به، وعاود سؤاله..
ـ ليه مفتحتيهاش لدلوقت..؟
رحلت ذاكرتها لذكري تلك الرسالة وما بها، وأين هي الآن..؟ وهتفت..
ـ كانو رسالتين..واحده فتحتها والتانيه طلب مني مفتحهاش ألا وأنا..
محمد بلهفه..
ـ الا وأنتي أيه يا سولاف.؟
سولاف بإنتباه…
ـ هااا..
همس بألم علي شرودها وحزنها الظاهر علي وجهها منذ القت تلك البدويه بتلك الكلمات بوجهها..
ـ طب هي فين يا سولاف..ومفتحتيهاش ليه لدلوقت..؟
ابتلعت ريقها وهتفت بحسم..
ـ أظاهر إني فعلا لازم افتحها…أنا كنت نسيتها..شروطها استوفت..ولازم افتحها..
أبتلع العديد من التساؤلات وغصه قلبه وصلت للأعالي..
وعاود السير بجانبها..بعدما إنتهي الجمل من أكل العشب.
~~~~~~~~~
بشقة رائد
انتفض علي صوت هاتفه بجانبه..
نظر لها وجدها رحلت بثبات عميق..قبل رأسها وأبتعد عنها..حتي لا يزعجها..
دلف للخارج وأغلق خلفه…وأجابه.
ـ أيوا ياراضي، معاك..
راضي بقلق..رائد أسمع أللي هقولك عليه ده كويس..ولو جمب ميسم أبعد عنها..عشان أعرف أكلمك براحتي.
رائد بقلق التفت خلفه..ليتأكد من أنه بمفرده بالفعل، وهتف سريعا.. ..
ـ في أيه ياراضي؟
خضتني..أنا لوحدي..قول بسرعه..
راضي بتنهيده…..
ـ فاكر الست اللي إدتني معلومات عنها، عشان أوصل ليها أللي كانت بتخدم في بيتكم زمان.. وأنت قلت هي الوحيده إللي شاهده علي قتل والدتك..
رائد بلهفه..
ـ ايوا طبعا فاكر، دا أنا طلبت مساعدة وجدي أخوها مخصوص لما فقدت الأمل إني ألاقيها..
راضي بتهكم.. وفكرك وجدي هيعترف عليها.. وهو أللي حابسها أصلا بأرادتة. …
رائد بتهكم…
ـ تصدق كنت متأكد.. أنها عنده.. ومخبيها… كان متوتر، وخايف، المهم أتأكدت إزاي، من الكلام ده؟
راضي بترو..
ـ سيبك منها هي دلوقت، هي آخر همنا .. خلينا في جحر الأفاعي أللي أنت عايش فيه الأول.. وإسمعني كويس.
بعد قليل..
أنتفض رائد من مكانه بصدمه..
ـ معقول..جد ميسم هو الشريك المفقودإللي بقالنا سنين ندور عنه، وإيه علاقة مرات أبويا بالكلام ده..
راضي بهدوء..
ـ هقولك بس ياريت تستوعب كلامي. وتأجل الصدمه بعدين..وتصحصح كده..
رائد بجنون..
ـ أنت هتنقطني بالكلام…ما تخلص يا راضي..
راضي بغيظ منه…
ـ طيب أسمع.. أخر التحريات….
ـ أبوك الله يرحمه كان شريك في تجاره الآثار دي مع جد ميسم، وسويلم ووالباقي أنت عارفه، وعمها جوز نوارس كمان قبل ما يموت. سلم الراية لإبنه ومراته، زي ما ابوك ورثها لمراته ومراته ورثت أخوك الله يرحمه…
رائد بذهول…
ـ إنت بتقول إيه؟
أكمل غير مكترثا بذهوله.
ـ والموضوع مكنش معاكسه ولا حاجه ياصاحبي الموضوع كان القصد منه يخلصوا علي أخوك ويجيبوها كده عشان محدش ياخد باله..ويجيبوها في الشرف والعرض..
ـ مرات أبوك كانت دخلت ابنها في الموضوع وبدأ يطمع، وعاوز نصيب الأسد، يا كدا يا يفضحهم،وإنت عارف أخوك وإستفزازه، لما بدأ يهددهم قرروا يخلصوا منه…وحصل
بس إللي حصل إن جدك ميعرفش الحوارات دي كلها، فقرر ياخد بتار أبن ابنه، وهنا قامت الحرب مقعدتش..
نوارس ، وإللي وراها خافوا ينكشفوا فلزقوها لميسم، وأقنعوا مرات أبوك بكده..لأن مش من مصلحتهم تنكشف الحكايه دلوقت..ولأن نوارس أصلا من البدايه مكنتش حابه ميسم ولا أمها رحبت بإللي هيحصل فيها…فانتقام ساميه مرات أبوك جه علي هواهم وعجبهم… وفضلوا يغذو في الإنتقام ده السنين اللي فاتت..لما وصل بالشكل ده..
ـ انت عرفت الكلام ده كله منين، ياراضي..؟
ـ وجدي لجأ للراوي انهارده، لما عرف أن كلنا هنا..وطلب الحمايه منه، ليه ولأخته، وعرفنا أن طول السنين دي كلها عايش متهدد بأخته، أنه لو اتكلم هيخلصوا عليه..أخته كانت عارفه كله حاجه وشاهده بس خايفة من مرات ابوك وتهدديدتها
ـ وليه مقلناش الكلام ده وأحنا بالجبل..
راضي بسخريه منه..ودي عاوزه سؤال ياحضره الظابط..
ـ في وسط رجالة وجدي، خونه وكان عارف أنه متراقب..والعين عليه..مرات أبوك عارفه إنك بتنخور وراها..والعين مفتحه عليك أنت ومراتك أوي خلي بالك..
أسمع يارائد..الصبح تجيب مراتك هنا المزرعه لحد ما نتمم المهمه دي…
وجود مراتك، خطر عليها..وعليك لأنها عارفه أنها نقطه ضعفك الوحيده..
قبل ما النهار يشقشق تكون أنت هنا..بيها..عشان نفوق للي ورانا بقي..وننضف البلد دي من القرف أللي فيها..
اغلق الهاتف، وهو ينظر لباب الغرفه بشرود..علي وعد باللقاء بالمزرعه.
لقد كان متيقنا من البداية أن هناك شيئا خطأ..وأن هناك أحد يحرك تلك النسوة من بعيد..
لكنه لم يتصور بأقصي أحلامه أن يكون والده هو الآخر شريكا لهم..بتلك الأعمال القذره..والدته كان رجلا علي خلق، متدين..
أغمض عينيه بتهكم…وهو يتذكر أن جد ميسم لا يضيع فرضا من صلاته..وأحيانا يخطب الجوامع..
نكس رأسه ووضعها بين كفيه بخيبة أمل..هاتفا….
ـ اأااه..
~~~~~~~~
إستيقظت.. من نومتها ولم تجده بجوارها..أستقامت بوهن، تشعر بالجوع الشديد، خطت قدمها خارج الغرفه فوقعت عينها عليه جالسا ويضع رأسه بين كفيه..
شعرت بالقلق عليه وتقدمت منه..تسير بترو بأقدام عاريه لذا لم يشعر بها.
ألي أن وقفت أمامه..بقميص نوم قصير يصل لفخذيها..
وأيضا لم يشعر بها..
أزاحت شعرها الغجري عن وجهها، واقتربت بخبث وامسكت بكفيه وابعدتها عن وجهه وإندثت بين ذراعيه، وجلست بأريحيه علي فخذيه..
صدم من فعلتها، ونظر لها بغيظ.. وهتف بإستنكار..
ـ مفيش إحم ولا دستور..أيه وكاله من غير بواب..؟
رمقته بإستعلاء محبب، وهتفت بتأفف..
ـ أنا جعانه يا رائد..وأنت مدتنيش فرصه أعبرلك قبل ما أنام عن جوعي..
أتسعت عينيه بصدمه، وهتف بغيظ…
ـ انا أعرف أن الانسان بيعبر عن مشاعره، عن حزنه، عن سعادته.. دي أسمع عنها وعارفها..
أنما أعبر عن جوعي دي أول مره أسمعها..
رمقته بحده، وهي تتحسس بطنها المسطحه..
ـ أنا جوعانه يا رائد..مليش فيه..فكك من الحوارات دي..
ومش وقت تعبيرات خالص علي فكره..
أنا في الجوع معنديش يااما أرحميني..
يرمقها متسع العينين فاغر فاهه علي مصراعيه، كباب الشرفة..
وسرعان ما تحولت نظرته، يبحث عن شيء ما بعينه بالغرفة….
أمسكت بوجهه وهتفت بغيظ منه..وإستنكار..
ـ بدور علي أيه يا رائد..؟
عاد ينظر يمينا ويسارا وهو يقهقه عليها..
فهتفت بغيظ..
ـ راائد..؟
تحكم بضحكه وأكمل بتلاعب..
ـ بدور علي ميسم الرقيقه..ألا متعرفيش راحت فين؟
هتفت بغيظ..
ـ اف منك أف..أنت كل شويه تفكرني..
حاوط خصرها بذراعيه يقربها منه..هامسا بترو..
ـ الله ما أنتي أللي قلبتي بعد الجواز يا ميسم..أنا مالي أنا!
ميسم بصدمه..
ـ قلبت؟
ـ قلبت إزاي بقي؟
عاود الضحك مره اخري..ودفن وجهه بصدرها..يخفي بضحكاته ألم قلبه عنها..ياليته يستطيع أن يفصح عن ما في قلبه..
وأن يخبرها كم خائف عليها بشده..لم يعد يفكر بشيء ألا بها وبطفله..
صمت ويديها عرفت طريقها لرأسه…تشعر به..
تغلغلت أصابعها بشعره..وهتفت بقلق عليه..
ـ مالك يا رائد، أنت كويس؟
أومأ برأسه وهتف…
ـ كويس متقلقيش..
شدد من أحتضانه لخصرها، فدب الرعب قلبها. تعلم أنه يخفي عنها شيئا..
لذا عاودت الهمس بحنان…
ـ رائد حبيبي…أنت تعبان….
رفع رأسه مصطنعا أبتسامه علي وجهه، حتي لا يقلقها…. وهتف..
ـ أنا جعان..
نظرت له بصدمه وانفجرت بالضحك..
حملها سريعا..علي ذراعيه..وغمز لها..
ـ يالا بقي هتكرم وأعملك أكل..عشان محضرلك مفاجأه جامده جدا جدا..
حاوطت عنقه وهتفت بسعاده..
ـ بجد..إيه هي؟
تلاعب بحاجبيه وتبعه بغمزة من عينيه..
ـ فكري أنتي؟.
هتفت بلا مبالاه وهو يجلسها علي المنضده المطبخ..
ـ أكلني بس، عشان أعرف أفكر بضمير..
رائد بضحك..وهو يحتضن وجهها بكفيه..
ـ والله ما طبيعي أللي بيحصل ده..ميسم حبيبتي..بصيلي كده..
نظرت له بإنتباه..فهتف بضحك…وهو يغمض عينيه..
ـ أخرجي أيتها الروح الشريره من جسد زوجتي العزيزه..
شهقت بغيظ..ولكذته ببطنه..وحملت السكين من جانبها..
ـ أنا شريره يا رائد..طب اوعي بقي..والله لو ما اكلتني لأغزك..
رفع يديه مستسلما..
ـ لا وعلي إيه؟..أوامرك ياباشا….بس كده غالي والطلب سندوتش جبنه في رغيف..
هتفت بغيظ..
ـ جبنه..ماشي حلوه أحسن من مفيش..يمهل ولا يهمل..
ـ سمعتك علي فكره..
~~~~~~~~~~~
بشقه عمرو وكريمه..
ودعته علي باب شقتهم..بعناقا حارا، أوجع قلبه…
ولكن ما باليد حيله تركها ورحل بعدما سلمها بيده لعمتها بالأسفل..
أستودعته عن الله وجلست بأحضان عمتها تبكي بحرقة…
ـ قلبي واكلني أوي عليه ياعمتو..
منيره بحنان..
ـ هيبقي كويس..ان شاء الله..بس بطلي بكا.. جوزك بطل..والأبطال ميتبكيش عليهم بيتصقفلهم يا خايبه
كريمه بدموع..
ـ غصب عني يا عمتو..مليش غيره حتي أقرب الناس ليا..أتخلت عني، وغدرت بيه بأبشع الطرق..
أغلقت منيره عينيها بحزن علي أبنه أخيها وفرت دمعه من عينيها..
وهي تعقد المقارنه بين حالها وحال زوجة أخيها اللعينه..
وهي من عاشت سنوات تتمني أن تجد حتي اتصالا واحدا من ولدها…لتطمأن عليه..ولكنه قاسي القلب، جاحد..
وزوجة أخيها، رزقها الله بإبنه بارة ككريمه..ماذا فعلت بها..؟
مارست هي كافة أنواع الحقد والجحود علي أبنتها، ومازالت أبنتها تلتمس لها الاعذار..
سبحان الله علي تقلبات القدر..وأحكامه..
فاقت علي سؤال كريمه لها..
ـ عمتو.؟
ـ أيوه ياقلب عمتك..عاوزه أيه؟
تلجلجت كريمه في حديثها..ولكنها شجعت نفسها علي سؤالها ذلك السؤال الذي يؤرق مضجعها..
ـ عاوزه أسألك سؤال، بس بالله عليكي متضحكيش عليا، وتجاوبيني بصراحه.
منيره بتساؤل…
ـ سؤال إيه ده، أسألي أللي انتي عوزاه، ومن أمتا أنا بكدب عليكي يا كريمه..
ـ عارفه ياعمتو..بس..
ـ بس أيه، قولي ياقلب عمتك…أنتي مكسوفه مني..
ـ لا ياعمتي مش مكسوفه، بس متردده..
عمتو أنتي متأكده أني ماما، تبقي أمي الحقيقيه..
شهقت منيره بصدمه..وهتفت..
ـ خبر إيه ده يا كريمه..أيه السؤال الخايب ده..، طبعا بنتها..أيه اللي خلاكي تسألي كده..؟
كريمه بتهكم..
ـ يعني أنتي شايفه أن أللي هي بتعمله ده..عمايل أم حقيقيه..ده لو مرات اب مش هتبقي بالقسوه دي..
فهمت عليها منيره، وجذبتها لأحضانها، فإنفجرت كريمه بالبكاء مره أخري..
منيره بحزن عليها..
ـ للأسف يا كريمه يا بنتي..اكتر حاجه متأكده منها..أن سعاد تبقي أمك..لأنك أتولدتي علي أيدي..ملحقناش نروح بيها المستشفي، نزلتي علي أيدي في البيت..بس أمك طول عمرها قاسيه وجاحده، وعينها علي أللي في أيد غيرها..
وكانت معيشه أبوكي في غم ونكد..عمرها مارضيت بقليل أبوك، وكانت دايما تقوله..
ـ أنت أفقر أخواتك..مع انه باع نص ورثه علي العمليات والعلاج عشان تخلفك..
رفعت كريمه رأسها بحزن وهتفت..
ـ طب سؤال تاني…
ـ أيه سبب العداوه اللي بين مرات عمي وأمي، أللي تخليها ترفض جوازنا كده..؟
منيره بحنان..
ـ طب قومي نناملنا شويه ولما يجي عمرو هحكيلكم سوا أن شاءالله لأنه هو كمان سألني..ومش هقعد أحكي مرتين..
اومأت كريمه برأسها..والتقطت هاتفها لتطمأن عليه..
بعد دقائق…
كانت تضع الهاتف بقلق. ودموعها تسيل منها..
ـ مبيردش ياعمتو..مش بيرد..
ـ ياقلب عمتك الغايب حجته معاه..تلاقي عنده عذره..
يارب..ياعمتو ياارب..
—————
بعد ساعه كانت تجلس بجانبه..بسعاده..
لا تصدق أنها ستذهب لارض البدو التي أشبعتها سولاف مدحا فيها..
رائد بإبتسامه علي فرحتها..
ـ للدرجة دي فرحانه…؟
ميسم بسعاده..أوي أوي يارائد..كان نفسي ازور المزرعة من زمان..
————–
اليوم التالي..
تجلس بشرود بالغرفه..بعدما أتت لمار لهنا واعتزرت لها…
لا تنكر أن ماقالته كله صحيح، وجاسر هذا لا يدخر جهدا لمضايقتها..وبكل مره تصده وتوبخه..
تعلم سمعته السيئه..وأنه أنسان بلا ضمير..من قلبها سامحتها..بالنهايه يكفي أنها أتت لهنا..
اغمضت عينها..تتذكر كلماته لها ورسائله التي لا تنقطع منذ خرج من هنا.
يحاصرها من كل جانب..لا يترك لها الفرصه لنسيانه ولو هفوه..
دق هاتفها برسالة ما…سرعان ما فتحتها ظنا منها انه هو..
فتحت الهاتف ونظرت للرسالة، كان رقما ليس مدونا بهاتفها..
برساله..(انظري بالأسفل)..
إبتسمت، واقتربت سريعا من شرفة البيت المطله عالشارع، بالتأكيد هو..
من سيفعل غيره..مراد..
اقتربت من النافذة وفتحتها، دارت بعينها في المكان إلا أن وقعت علي المقهي البلدي بالحاره…وسرعان ما شهقت واضعه يدها علي فمها.. وأحدهم يشير لها خلسه..
عادت للداخل سريعا تنتفض كالدجاجه المذبوحه، دموعها تسقط تباعا..
رن هاتفها برسالة أخري..
فتحتها سريعا..
كان نفس الرقم..
(وراكي. وراكي.. هتروحي مني فين ياحلوة… دي البدايه)
سقط الهاتف من يدها..
وزادت رجفتها..وبكاءها.. ماذا تفعل؟
وإلي من تلجأ..؟
جاسر كابوسها الأوحد، ياليتها لم تذهب يوما لذلك المعلم..ياليت..
—————
ببيت مراد..
تحجز علي أخيها، تتوسلة ببكاء حار، ألا يفعل، ويذهب بتوثيق المحضر الرسمي..
لقد هاتفتها خالتها صباحا تتوسل لها ألا تفعل وهي ستبتعد عن حياتهم للأبد..وانها نادمه..وبالأخير هي خالتهم..ليس بغريبة عنهم..
مراد بحده..
ـ إبعدي عني يالمار..أنتي إتجننتي..مش عاوزاني أخد حقك..
لمار برجاء..
ـ دي خالتنا بردو يامراد ومش هينفع..وبعدين هي وعدتني مش هتقربلنا تاني..ولا كأنها تعرفنا…وأللي كنت خايفه منه مصطفي..والحمدلله هو علي علم باللي حصل ومتقبل..
بلاش يامراد..العقوبه ممكن توصل لثلاث سنين..وخالتك متستحملش..
مراد بغيظ من شقيقته.
ـ ضحكت عليكي وأنتي زي الهبله صدقتيها..يابنتي دي شيطان رجيم..بيتشكل علي كل لون..وياما حظرتك منها..
ـ انا غلطت يامراد خلاص عشان خاطري، وخاطر كريمه..اللي أكيد هتزعل عليها، وكريمه متستحقش مننا كده..
صدقني هي وعدتني أنها مش هتدخل تاني في حياتنا…
زفر مراد بزهق من توسلاتها..وجلس علي الأريكه بتعب..
ـ طيب يالمار..حاضر..خلينا نشوف خالتك هتصدق ولا بتحفر لينا تاني..خليني معاكي للأخر.
أبتسمت لمار بفخر..
ـ كنت عارفه انك قلبك طيب
ـ اضحكي عليا يختي اضحكي..
جلست بجانبه وإرتمت بأحضانه..
ـ بحبك يامراد..ربنا يخليك ليا..
انتفضوا علي صوته المغتاظ…
ـ إيه جو العشق الممنوع ده…
أبتعدت عن شقيقها وهتفت بخوف..
ـ مصطفي..جيت امتا؟
ـ من أول ما بدأتو أحضان..
مراد بسخريه..وهو يعيد شقيقته لأحضانه..
ـ وأنت متغاظ ليه..أختي وبحضنها.
أقترب منهم وجلس أمامهم، واضعا قدم فوق أخري. وهتف
جازا علي أسنانه وهو ينظر لها بتوعد..
ـ وهتغاظ ليه..أختك بردو…حقك..
والهانم أن شاء الله..كنتي عاوزاني في أيه، خير..
نظر لها مراد بتساؤل..
ـ أنتي كنتي عوزاه..؟
أومأت برأسها بتوتر..
ـ آه..كنت عوزاك يعني في موضوع الجواز ده..
رفع مصطفي حاجبه هاتفا بتهكم..
ـ جواز ده.؟
وآيه بقي أللي حضرتك عوزاه في موضوع الجواز ده..
إبتلعت ريقها، وهتفت..
ـ أنا كنت عاوزه اجل الجواز الشهر ده..الامتحانات هتبدأ الاسبوع الجاي..ومش هينفع..
مصطفي مقاطعا لها..
ـ هو إيه أللي مش هينفع..أنا طبعت الدعادي ووزعتها، وحضرتك ببساطه..جايه تقولي مش هينفع..انتي هبله يابت..
مراد بحده..
ـ مصطفي، وبعدين اختي عندها حق..الامتحانات ألاسبوع الجاي..هتتجوز هي إزاي؟
مصطفي بغيظ استقام واقفا..وهتف بحده..
ـ والله مش هتخاف علي مراتي أكتر مني..الفرح في ميعاده وهنفضل هنا في شقتي لحد متخلص، والشهر اللي كنت هاخده أجازه للجواز هنقعده هنا علي ما الهانم تخلص..
وبعدين نرجع الصعيد..
لمار بإعتراض.
ـ بس..؟
قاطعها مصطفي بحده وهو يدلف للخارج..
ـ مبسش وقسما عظما كلمه كمان..واخدك بشنطتك دلوقت..ويبقي يعترض أخوكي ويوريني نفسه
هتفت لمار بحزن..
ـ مراد أعمل حاجه، عشان خاطري..
مراد ببرود وهو يحمل حقيبته ليغادر..
ـ وأنا مالي..جوزك وانتي حره فيه، كلو بعض علي فريك..
شهقت وضرب الارض بقدمها..
ـ مراد..
مراد بإمتعاض..
ـ ال مراد ال..انا عارف الين دماغ حد..كفايه همي التقيل..
————
بالبيت الكبير…
يجلس فهد بالأسفل، يتثاءب كل دقيقه..
لا يعلم لما اتوا لهنا..ولكنه فوجأ بشقيقته تطلب منه العوده للدوار حالا…لجلب أمر هام قد نسته..
فهد بصراخ..
ـ سولاف…يالا ياسولاف..جدك هياخد باله وهيخرب الدنيا..
إستمعت لصراخ أخيها من الأسفل..
فنظرت للرساله بين يديها بتنهيده..
لم تستطع النوم، وعقلها معلق بذلك الظرف الصغير..
صوت البدويه يدوي بعقلها بالأعلي.، وصوت فهد من الاسفل..
وقعت بين شقي الرحي..
نظرت للرسالة بقلة حيله..فيبدو أنه لم يحن موعدها بعد..
وضعتها بحقيبتها وهرولت للاسفل..؟
ـ إيه يافهد جيت ةهو..
فهد بغيظ…خلصتي يا مبهدلاني..
سولاف بإبتسامه..اه يالا بينا.
ـ يالا ياختي…
————-
ببيت معاذ..
تركها البارحه وذهب للإسكندريه..أول عيد علي أبيه، ولابد من حضور العزاء..
حاولت أن تقنعه بالذهاب معه ولم يرضي..
أخبرها أنه سينتهي سريعا ويعود بآخر الليل…
ولكن تأخر الوقت عليه واقسمت عليه ألاا يقود ليلا..
ويبقي للصباح..
وياليتها لم تفعل..
أماني للممرضه..
ـ عملتي أللي قولتلك عليه؟
الممرضه بخوف..
ـ ايوا والله بالظبط، واتأكدت انها شربتها كلها..دقايق..وتلاقيها بتصوت من بطنها..
أماني بخبث..
ـ عااال…عااال..عارفه هتعملي إيه بعد كده..؟
الممرضه ببكاء…أرجوك يامدام، كفايه لحد كده، خرجيني من هنا، وانا والله لا شوفت ولا سمعت..أنا عاوزه اأربي أخواتي..وبس..
أماني بحده أمسكتها من حجابها..
ـ سمعيني قولتي أيه تاني..اااه..تخرجي..
شكلك نسيتي أخر مره حصلك ايه..؟
انتي هنا مش مخيره..أنتي مجبره تنفذي اللي أقولك عليه.. فاهمه….
هزت رأسها برعب، وهي تتذكر آخر مره، بعدما خانتها شجاعتها، وهددتها أنها ستخبر الشرطه..
اختطف أخيها يوما كاملا..وبعدما جف حلقها من النواح، والبحث هنا وهنا..
أخبرتها أنه معها.. وان لم تفعل ستقضي عليه..
عاودت البكاء بحرقه..وصوت تلك المسكينه بالأعلي، بدا يعلو، ويعلو….ويؤلم قلبها
وضعت يدها علي أذنها وهي تلعن اليوم التي أتت به لهنا..
سيسامحها الله بالتأكيد..
نظرت له بشرود، وهتفت يااارب..يااارب..
أماني بمكر..وهي تستمع لصراخها..
ـ يالا نفذي أللي قولتلك عليه
الممرضه (ألما)..أللي هو إيه حضرتك؟
اماني ببرود..اطلبيلها الطبيب..
القت عليها أوامرها، وصعدت وهي تضحك بشيطنه..أرعبتها..
صعدت خلفها ووقفت أمام الغرفه. أغمضت عينها،بحزن من حال تلك المسكينة..
جلست علي المقعد أمام الغرفه، وفتحت هاتفها..لم تجد مفرا، ستستعين به..تدور وتدور، وتلجأ أليه..
بعجاله أرسلت له رساله بمحتوي كارثتها…وما هي واقعه به..سيثور عليها..ويجول ولكن، تعلم أن عشقة لها سيغفر لها ما فعلت..تقسم لتخرج من هنا، وترتمي بأحضانه..وتخبرة كم تحبه؟
فقط لتخرج..
سرعان ما رن هاتفها بإسمه، إبتسمت من بين بكاءها واجابته..
ـ نادر..
ـ قوليلي العنوان يا ألما..
همست ببكاء..نادر..أنا..
جز علي أسنانه وهتف بغيظ..
ـ أقسم بالله يا ألما ما هعديهالك المرا دي، والأهبل أللي بيعشقك هيربيكي عشان تسمعي كلامك..بس أخرجك من إللي أنتي فيه..أنطقي أنتي فين….؟
لمحتها قادمه بإتجاهها فهتفت سريعا بالعنوان..
جز علي أسنانه وأغلق الخط..وهتف بغيظ..
ـ ماشي يا ألما اصبري عليا..
لملم متعلقاته..سريعا..
(نادر طبيب باطني، أتي تكليفه بإحدي المدن الصعيديه، ومن أسبوع واحد فقط نقل للقاهره..
ألما جارته، يعشقها بجنون من الصغر..ولكنها عنيده..منذ وفاة والدها وهي تعيل اشقاءها ووالدتها..)
عائقهم الوحيد والدته ونظرتها بأن الطبيب لا يجوز أن يتزوج ألا طبيبه مثله..واهمه..هي والدته، وأن سقطت السماء علي الأرض لن يتزوج إلا هي..ألما وفقط..حتي وأن كانت..ملكة غباء الكوكب هي….
نظر له مراد بتساؤل..وهتف…
ـ ألما بردو..ما تتلمو يا بني وتتجوزو بقي..
نادر بغيظ..بالله ياشيخ ما تفكرني، عشان البلوه دي واقعه بمصيبه سوده المرة دي، ولازم اساعدها وأخرجها منها..
مراد بصدمه…مصيبه وألما، تاني…أنتوا مش بتزهقوا..
ضيق نادر بين عينيه بغيظ..
ـ اصبري عليا ياألما نخرج من المصيبه دي، ومش هخليكي تعتبي ناحية الشارع..
رمق مراد بغيظ..وهتف..
ـ أشمت أشمت…
مراد بضحك عليه..
ـ طب أيه أنا ممكن أساعد..احكيلي يابني..
بعجاله قص نادر عليه المشكله.
مراد بصدمه..انت قولت اسم الست دي ايه؟ وبيت مين!
نادر بقلق..في إيه يابني..ما أنا قولتلك الإسم والعنوان..
دلوقتي أنا هروح…وانت تطلع عالبوليس..بسرعة..
مراد بصدمه..معاذ..دا بيت معاذ، وخديجه..
جذبه نادر من لياقته، وسحبه للسياره.. ياعم تعالي ورايا وفهمني مين دول..
————–
بعد نصف ساعه…
يقف بجانبها وهو يدون العلاج ، ويرمقها بغضب كل دقيقه، فتشيح وجهها عنه..
هم بالخروج من الغرفه..تصنعت أنها اسقطت شيئا علي الأرض.. همس..
ـ حسابك تقل اوي..أصبري عليا…دلوقت معاذ يجي هاوديه في الكلام.. في إللي هيعمله، تمام..
أعطاها شيئا ما بيدها ورحل..
————-
أماني بحده..
ـ ها عملتي إيه؟
ـ كل أللي قولتيلي عليه بالحرف…بدلت إزازه العلاج بالمخدر…وراحت في دنيا تانيه، أسبوع واحد وتكون أدمنته..
أخرجت أماني رزمه من المال وهتفت..
ـ خدي دول…مش خساره فيكي..
أصطنعت ألما بسمه خفيفه وهتفت..
ـ من يد ما نعدمها يا مدام..
أنتفضوا الاثنتان علي صوت معاذ..
يصعد الدرج لهثا، ينادي عليها كالمجنون…
ـ في إيه ياألما، مالها خديجه؟
نظرت أماني لها بحده وتساؤل..
ـ ولا حاجه يامعاذ بيه..أنا بس قولت أقول لحضرتك لانها طلبت مني ده..
دلف للغرفة وجدها مستلقيه علي الفراش في وضع الجنين، بثبات عميق..
همت ألما بالدخول خلفه..أمسكتها أماني من ذراعها..
ـ أنتي اللي اتصلتي بيه.؟
ألما بخبث..
ـ طبعا كان لازم أتصل، عشان نبقي في السليم يا مدام..وبعدين هي طلبت ده..قالت عاوزه معاذ..
أماني بسعاده..
ـ لا يجي منك. يابت.روحي أنتي شوفيه بينادي ليه…وزي ما اتفقنا.
ـ حاضر يا مدام…
بالغرفه…
هتف بلهفه..وهو يقترب منها وينتشلها بين ذراعيه
ـ خديجه ياقلب معاذ..ياعمري..فيكي أيه.؟
صرخ علي الممرضه..فأتت مسرعه والخوف يرجف جسدها..
ـ ايوا يا معاذ بيه..
معاذ بصراخ..
ـ اطلبي الدكتور بسرعه..
ألما بتوتر وهي ترفع صوتها…
ـ أنا طلبته حضرتك وكتب علي شويه أدويه والبواب جابهم..وأديته ليها ونامت..متقلقش
همس معاذ لألما..بصوت لا يسمعها احد..
ـ متخافيش أنا عرفت كل حاجه..خليكي ماشيه زي ما انتي..
ألما بفرحه..بجد..؟
أومأ برأسه، وهتف..
ـ بجد..
ـ يا ما انت كريم يارب..أمتي اخرج من هنا بقي..يارب
ـ شكرا ياألما..معلش ممكن تسيبني شويه معاها..
دلفت للخارج وزفرت براحه..
الحمدلله..
ـ نظر لها بحزن..وهتف..وحياتك لأخدلك حقك من عنيهم..حقك عليا ياقلب معاذ..أنا اللي جبتك جحر الأفاعي بإيديا…بس لازم ننهي المهزله دي بقي..وللأبد..
رن هاتفه..فأجابه بهمس..
ـ أيوا يا بابا..متقلقش لحقتها..كله تمام…
—————-
علي الطريق المؤدي للمزرعه..
هتفت سولاف بصراخ..
ـ فهد..حاسب يافهد..حااااسب..
~~~~~~~~~~
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية رحماك الجزء الثالث) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.