رواية الإعصار – الفصل الثامن عشر
مفعول السم كان بيزيد و التعب زاد عليها و الدوخة زادت أكتر لدرجة انها شايفاه بس مش قادرة تقوم و لسانها تقل عن الكلام فغمضت عيونها بضعف وهى بتدعى ربنا من جواها إنه يقف معاها ، من لما جيت على الدنيا و هى الكل رافضها ، فتحت عيونها على ضحكته الساخرة على شكلها و حاولت تزحف لكنها مش قادرة وكأن أعصابها ماتت لكن وجع بطنها زاد أكتر لدرجة لا تحتمل فبدأت تصرخ بألم شديد و تعيط و تبص لرائد اللى ماشى و بيبعد عنها ومش قادرة تتكلم و لا تتحرك من مكانها .
قلبه كان واجعه على اللى حصل لدرجة إن عيونه خانته ونزلت دمعة لكنه مسحها بسرعة و بيحاول يقنع نفسه إن اللى حصل دا هو الصح و لازم تدوق من نفس الكاس اللى امه داقته ، و على الرغم من إن قلبه كان بيصرخ…………..ملك اوخلينا نقول عليا اللى هو ميعرفش إنها بريئة و إنها بتدفع تمن ذنب غيرها ، سابها و مشى سابها تعانى و تتألم سابها ومهتمش بإن الغابة خطرة ومليانة حيوانات مفترسة .
فى قصر المصرى
بدأت تحس إنه مفيش أمل خالص إن وليد يسامحها فقررت تبعد لفترة عنه اوحتى تبعد للأبد لو دا هيريح وليد و أهو ممكن لما تبعد عنه يرجع يحنلها و يسامحها ما هو مهما يحصل عمر الدم ما هيبقى ميه ، بس لحد ما دا يحصل هى لازم تبعد عنه و كمان عشان تريح أعصابه و تخرج من الحزن و الوحدة اللى هى عايشة فيها من لما وليد عرف الحقيقة .
الباب خبط و دخلت الدادة وفى إيدها ظرف وقالت بحزن : يعنى دا أخر حل عندك يا بنتى…صدقينى المرة اللى فاتت هو اللى طلب من محمد يرجعك البيت
ريتان قامت من على الكرسى و فى إيدها ورقة حطتها على الكومود اللى جنب السرير و قالت : للآسف يا دادة كل الحلول التانية المفروض وليد يساعدنى فيها لكن انا مش شايفة فى اى أمل اننا هنرجع زى الأول ، معدش قدامى غير إنى ابعد شوية من هنا عشان الجو مشحون اوى بس انا طالبة من حضرتك تهتمى بيه و تخليكى معاه علطول و أنا هبقى على تواصل معاكى عشان اطمن عليكم .
الدادة و هى بتمسح على شعر ريتان : يا بنتى و الله وليد بيحبك مهما حصل فى الأول و الأخر انتوا اخوات دا شيطان دخل بينكم ، اصبرى شوية و هتلاقى وليد جاى يصالحك لوحده دا قلبه طيب و بيحبك يا ريتان دا انتى اللى باقياله يا بنتى ما انتى عارفة ان ابوكى و……
ريتان منعتها تكمل و قالت : بلاش السيرة دى يا دادة و أرجوكى خليكى معاه أنت الوحيدة من العيلة اللى لسه معاه كلنا اتخلينا عنه و انا دلوقت عملت بالظبط زى اللى هما عملوه زمان .
الدادة اتنهدت بحزن و قالت وهى بتمد ايدها بالظرف : االى انتى عايزاه يا حبيبتى ، خلى الظرف دا معاكى و بلاش تفتحيه دلوقت خالص خليه معاكى أمانة ويا ريت لما تفتحيه يكون وليد معاكى
ريتان استغربت و قالت : افتحه انا و وليد ازاى يا دادة احنا احتمال ما نشوفش بعض تانى ، و بعدين فيه ايه الظرف ده .
الدادة بشرود : كله فى وقته يا بنتى ، اعملى بس اللى بقولك عليه .
الدادة خرجت و هى بدأت ترتب شنطتها و هى بتعيط و بتفتكر أيام ما كانوا أطفال و ازاى و ليدكان بيحبها و بيخاف عليها من الهوا ، بس هى اللى جابت دا كله لنفسها و تستاهل اللى بيحصل معاها ، لكن وليد ايه ذنبه يعيش عمره كله فى حزن وفراق.
فى شركة رائد الشيمى
مر اربع شهور على رجوعه مصر هو وفهد و عمر و ما زال فى إحساس بالذنب و الاشتياق و الحب مخلوطين بكراهية ، لكنه بيكابر و مش عايز يعترف إنه فعلا حبها و إنه لما قتلها قتل سعادته معاها ، خرج من شروده على دخول عمر و فى إيده بعض الأوراق .
اتكلم رائد بغيظ : مفيش باب تخبط عليه و انت داخل ؟
عمر باستفزاز : معلش المرة الجاية إن شاء الله .
اتنهد رائد بقلة صبر و قال : طب اخلص عايز ايه عشان مش فاضى
عمر: لا يا راجل دا انا بحسبك بتفكر فى حاجة يعنى أكمنك ساند ضهرك و مفيش ملف مفتوح و لا حتى فاتح لاب تشتغل عليه .
رائد كان عارف السؤال اللى ورا كلام عمر فقال بعصبية مزيفة عشان يمنعه : انجز يا عمر مش فاضى ، قول الشغل اللى جاى عشانه عشان اكمل شغلى
عمر ابتسم و قال : لو مش معاك من 15 سنة كنت صدقت إنك فعلا متعصب ، احنا مش مجرد صحاب شغل يا رائد ،احنا اخوات انا بحس بيك على فكرة و عارف انت بتفكر حاليا فى ايه ، عموما للمرة الأخيرة هقولك دور عليها عشان انا متأكد انها مهربتش منك ، اكيد حصلها حاجة و بصراحة مش مصدق الحكاية اللى بتقولها دى
رائد بسرعة و ارتباك : و انا هكدب ليه ؟؟؟
عمر : انا مقولتش بتكدب انا بقول إن فى حاجة غلط فى الموضوع عليا قصدى ملك عمرها ما تسيبك بالطريقة دى .
رائد قال عشان يقفل الموضوع : خلاص ماشى يا عمر نتكلم فى البيت و نشوف هنعمل ايه ، بس قولى بقى ايه حكاية عليا اللى على لسانك فى اخر فترة دى لتكون بتحب ؟؟؟
رائد قال أخر جملة بمشاكسة ، و عمر قال بارتباك : لاء حب ايه دا …. دا ….
رائد ابتسم على تلعثمه و ارتباكه و قبل ما يتكلم فون المكتب رن .
فى شركة فريد النفيلى
ليان كانت لسه مستمرة فى شغلها فى شركة فريد و كمان بدأت العلاقة بينهم تفتح للنور، و ليان بقت هى اللى بتدخل الملفات و نسيت تمام اول موقف حصل بينهم ، لكن ما زال الكائن اللزج بيرخم عليها لكنها فى كل مرة بتصده بس مش عارفة هتفضل ماسكة أعصابها لأمتى ؟.
كانت قاعدة على مكتبها بعد ما خلصت الأوراق اللى فى إيدها و بتكلم نازلى على واتساب وبتبتسم على كلام نازلى و فجأة سمعت همس جنب ودنها و صوت هى عارفاه كويس بيقول : ادفع نص عمرى و تكون الضحكة دى ليا .
من غير ما تبسله قفلت الفون بهدوء و بحركة سريعة بعدت عنه بالكرسى اللى قاعدة عليه و قامت زى اللى لدغتها حية و ابتسمت بغيظ و قالت : نص عمرك بس ؟؟؟
معتز بعته : مستعدة ادفع عمرى كله مش خسارة فيكى
ليان لفت وشها الجهة التانية و قالت بهمس : مصمم أخرته تبقى على إيدى بتاع مامى .
معتز لما لفت وشها بيحسبها خجلت من كلامه و متقبلاه و مش هتصده زى كل مرة و دا اداه الدافع انه يكمل باقى كلامه فقال : ايه رايك احجز اسبوع فى شرم ؟؟
ليان ابتسمت غيظ و هى بتدعك مقدمة جبهتها و قالت بسخرية : ناقص تقولى نضرب ورقتين
معتز بغمزة : دا انتى طلعت فاهمة اهو و ليكى فى الكار
ليان خلاص كانت جابت أخرها ونوت إنها هتخرج كل غيظها و ديقتها منه حالا و اللى يحصل يحصل ، وفى ثانية شالت المقلمة الزجاج بتاع المكتب و حدفتها فيه و هى بتقول :عشان تتعمل الاحترام يا بتاع …….
اتصدمت من اللى حصل و مقدرتش تكمل كلامها من اللى حصل ، بلعت ريقها بصعوبة و قربت من وليد اللى حاطط ايده على كتفه مكان الخبطة ، و فضلت تشاور على كتفه و تحاول تتكلم لكن الكلام مش بيخرج ، وليد ابتسم بود واتحرك للمكتب بتاعها جاب من عليه كوباية ميه و بص ل معتز اللى واقف يتابع بصمت ، وليان لفت ل وليد و بصت للكوباية و كانت مفكرة انه هيحدفها فيها فحركت دماغها برفض و كانت على تكة و تعيط لكنها ارتاحت لما وليد قال : اتفضلى اشربى و اهدى انا كويس مفيش داعى للخوف و القلق .
من أول كام شهر للمطعم بتاعها حقق مكسب كبير و الزباين كتير حتى أنها بدأت تفكر تفتح فى فروع تانية لما شافت أنها نجحت فى اول فرع .
كانت نازلى قاعدة فى مكتبها الصغير اللى أصرت انها لازم تعمله رغم انه مش ضرورى بس هى صممت و فعلا عملته ، سمعت خبط الباب فسمحت بالدخول .
دخل السمسار و هو بياكل لبانة بطريقة مقرفة و قال و هو بيقعد : صباح الخير يا باشمهندسة .
نازلى بصتله بضيق عشان عارفة أنه مجيته فيها فلوس فقالت : أولا احنا بعد الضهر يعنى مساء الخير ، ثانيا انا مش مهندسة أنا شيف .
السمسار بضحك : خلاص و لا تزعلى يا ستنا الشيفة
نازلى استغفرت ربها و قالت بقلة حيلة : شغلوك سمسار ازاى ؟ باين عليك مفيش لباقة فى الكلام خالص و لا حتى فهم
السمسار : و ليه الغلط يا ستنا ؟ و عموما نص اللى بيشتغلوا فى السمسرة مش متعلمين بس عندهم دماغ زى محسوبك
نازلى بجدية : الخلاصة جاى ليه ؟ لو عايزين فلوس تانى انا مش هدفع
السمسار : لاااء ازاى ؟ انتى عارفة انى عبد المأمور مفيش حاجة فى ايدى
نازلى : طيب يا عبد المأمور هات اللى عندك و امشى من هنا
السمسار : طالما عايزة الخلاصة ف الباشا طالب كمان 50 ألف ……….
قبل ما يكمل كلامه نازلى قامت من مكانها و خبطت جامد على مكتبها و قالت بعصبية : نعااااااااام ،خمسين عفريت لما يعفرتوكم ، ليه بقى على كدا المرة الجاية هتطلب من مليون جنيه هو سكتناله و لا ايه ؟؟؟
السمسار بلع ريقه و قال بضحكة عته : افهمى بس باشمهندسة ، و اهدى بلاش عصبية
نازلى بزعيق : هو انت لسه شوفت عصبية ؟؟ انت لو متخفتش من قدامى دلوقت يا راجل أنت انا همسك فى زمارة رقبتك و مش هخليك تتشاهد حتى ، امشى من هنا
السمسار بخوف : بشويش علينا يا هندسة مش كدا امال
نازلى بزعيق اكتر: يا راجل أنت بقولك امشى من هنا و بطل توزع ألقاب على كيفك انا مش مهندسة .
السمسار مشى خطوتين و بعدين بصلها و قال : اسمعينى عشان متخسريش
نازلى بعصبية : بقولك امشى و أعلى ما فى خيلك اركبه، مش هدفع جنيه تانى .
فى شركة فريد النفيلى
ليان كانت هدت و أخيراً قدرت تتكلم فقالت : أنا و الله يا دكتور وليد مكنتش اقصدك انا كنت عايزة اجيبها فى الحيوان اللى كان هنا .
معتز اتكلم من وراها و قال بغيظ : أنا لسه هنا على فكرة
ليان غمضت عيونها لمدة ثانيتين كمحاولة إنها تهدى عشان هى فعلا حاليا مش طايقة معتز ، وليد حس إنها مخنوقة من معتز فقال بترقب : عملك حاجة تضايقك ؟
ليان اتنهدت و قالت : مش وقته يا دكتور وليد ، المهم انا بعتذر من حضرتك كتير و أتمنى متكونش زعلان عشان اللى حصل و خصوصا يعنى انها مش أول مرة
وليد ابتسم و قال : لاء أبدا مش زعلان ، و لا يهمك ،و لو الأخ دا ضايقك عرفينى .
ليان ابتسمت بمجاملة و قالت : متشكرة جدا متشغلش بالك ،اه صح هو حضرتك كنت جاي هنا ايه ؟
وليد : جاى لفريد النفيلى ،و انتى؟
ليان : انا سكرتيرة مستر فريد
وليد بفرحة : بجد ؟
ليان استغربت السعادة اللى ظهرت على ملامحه و قالت : اه طبعا دا فيه هزار
وليد اتنهد بسعادة و قال : طيب مش هعطلك اكتر من كدا و لو سمحتى تعرفى فريد انى موجود .
فى إسكندرية و تحديدا برج عيلة سمير .
كان قاعد بيدخن سجارة فى الفراندا و بيفكر فى عليا و هيعمل ايه معاها هل يسيبهم يقتلوها عشان هربت منهم ، رغم انها هربت منه هو بالتحديد لكنه لسه بيحبها و عايزها و لازم يرجعها بس مفيش قدامه حل تانى غير انه يفضل معاهم لحد ما يرجعوها و بعدين يتصرف و يخلصها منهم حتى لو هيخطفها و يحبسها ، بس المهم اها تكون جنبه و معاه .
خرج من تفكيره على صوتها المايع بتنده عليها ، اتنهد بضيق و رمى السيجارة اللى فى ايده و قام و دخل الاوضة من غير ما يبصلها ، أما خلود مهتمتش بردة فعله و خرجت وراه و ما زالت بتنادى اسمه بنفس الطريقة المايعة اللى بتخنقه منها أكتر ما هو اصلا مخنوق .
وقف مرة واحدة و قرب منها و بدون سابق انذار شد شعرها اللى مصبوغ أصفر فاقع و بصلها بقرف و قال : هو كل يوم نفس الاسطوانة مش بقولك مش طايق اسمع صوتك و لا انتى بتحبى تنضربى و لا ايه حكايتك
اتعودت على اسلوبه و خدت على الوجع فمكنش منها غير انها ضحكت و قالت : بحبك يا سمير ، مالك كدا متغير معايا ليه .
زقها جامد وقال : و انا بحب عليا و بقولهالك للمرة المليون و مش طايقك و بكرهك جدا عشان تبقى عارفة فاتقى شرى و خليكى بعيدة عنى عشان تبقى بخير
سابها و خرج و هى بدأت تعيط على حظها اللى وقعها فى واحد زى سمير ، و رغم انه بيعاملها بطريقة بشعة و مش كويسة خالص و لكنها بتحبه جدا و بتتمنى يرجع يعاملها زى فى أول جوازهم ، و اهى عليا اللى بيقول انه بيحبها كان بيضربها لما تزعل خلود او تشتكى منها ، مسحت دموعها لما سمعت ابنها بيعيط .
على الطرف التانى فى فيلا رائد فى القاهرة .
من لما رائد رجع و قالهم ان ملك اللى هى عليا سابتهم و مشت و اتخلت عنهم و وراهم الرسالة اللى هى كتبتها قبل ما تمشى وفهد حالته اتعقدت و مبقاش يتكلم مع حد او حتى يخرج من اوضته ، و بالرغم من ان رائد بيعمل كل اللى يقدر عليه عشان يخرجه من الحالة اللى هو فيها لكن كل محاولته بتنتهى بالفشل و مفيش تحسن خالص فى حالته .
رائد دخل اوضة فهد و فى ايده صنية عليها الأكل ، اتنهد بحزن على حالة فهد و قرب منه و حط الاكل على الكومود و حضن فهد و باسه لكن فهد مظهرش اى ردة فعل و زى ما هو قاعد و حاضن صورتين واحدة لملك و التانية لعليا بالحجاب ، رائد حط الاكل قدامه و قال : ممكن فهد الجميل ياكل مع بابا ؟؟
فهد بصله و متكلمش و لما حاول رائد انه يأكله فهد زق المعلقة من ايده و قام و خرج من الأوضة خالص و راح لأوضة عليا اللى كانت قاعدة فيها اول ما اتجوزت رائد ، أما رائد حس بحزن كبير على ابنه و الأكتر من كدا هو احساسه بالذنب انه هو سبب الحالة اللى فهد فيها ، بس كمان مكنش فى ايده حل تانى بعد ما شاف الفيديو والطريقة اللى ملك قتلت بيها أمينة والدته .
خرج من الأوضة عشان يروح ورا فهد و يحاول يخليه ياكل لكنه شاف عمر طالع على السلم و بيقول : خليك انت يا رائد انا هشوفه .
ابتسم بحزن و عطف و قرب من فهد اللى قاعد على سرير عليا فاتح مصحفها و بيقرأ فيه بعيونه من غير صوت ، قرب منه و قعد جنبه من غير ما يتكلم و لا ينطق و لا حرف لحد ما فهد هو اللى قفل المصحف و باسه و حطه مكانه على الكومود و بص لعمر و رجع شال الصور و حضنها تانى ، و أخيرا لما عمر قرر يتكلم فونه رن فقام من جنب فهد و قال : خليك هنا يا فهد على ما اجى
خرج يتكلم فى الفون و كانت مكالمة دولية
رائد دخل جناحه و قفل عليه الباب كويس و بعين دخل اوضة تغيير الملابس و فتح الشنطة اللى رفض ان الدادة تفتحها و ترتب الهدوم اللى فيها بحجة انها هدوم قديمة و هيتبرع بيها و لكن المفاجأة ان الشنطة كان فيها شنطة عليا اليدوية بصلها بحيرة و قال : مش عارف اعمل فيكى ايه بس لازم تختفى فى اسرع و قت و إلا كل اللى عملته هيروح على الأرض هتكشف و فهد و عمر هيعرفوا الحقيقة
مسح على وشه و طلع الشنطة و فتحها وأول حاجة طلعها كان دفتر يوميات عليا لكنه مكلفش نفسه يفتحه و تانى حاجة كان فونها اللى اخده عشان يحاول يعرف مين اللى بيساعدها و هل المعلومات اللى وصلته صح و لا لاء ، و كان موجود بعض المتعلقات الشخصية بعليا لكنه مخطرش على باله يفتح محفظتها و لا جواز السفر بتاعها ، قرر يخبيهم فى خزنة البيت لحد ما يعرف هيتصرف فيهم ازاى .
فى قصر المصرى
وليد رجع بالليل و هو حاسس بالتعب و الإرهاق دخل كانت الدادة مستنياه عشان تسأله كالعادة لو عرف حاجة عن ريتان و كالعادة الإجابة هتكون لاء و من قبل ما الدادة تتكلم وليد قال : مفيش اى جديد يا دادة و كأن الأرض انشقت و بلعتها
الدادة : إن شاء الله خير يا بنى و هترجعوا زى السمنة عى العسل تانى
وليد اتنهد بحزن و قال و هو بيقعد على الكنبة اللى قبالها : مش عارف يا دادة كله من الزفت معتز ، دمروا عيلتنا زمان و بيكرروا تانى اللى عملوه ، انا متوقعتش ابدا انها تبعنى يا دادة دى اخر واحدة كنت اتوقع انها تتخلى عنى
الدادة بمواساة : معلش يا ابنى لحظة طيش اعذرها و بعدين اللى اسمه معتز دا مش سهل اكيد عمل حاجة تخليها تقلب ضدك
وليد باعتراض : مهما يكن يا دادة عمل ايه بس كان لازم تثق فيا وتقف معايا مش تتخلى عنى بالطريقة دى
الدادة : خليك فاكر دايما وصية ابوك يا وليد و متستغناش عن اختك ابد و علمها انت الصح و خليكوا جنب بعض العمر قصير يا ابنى و مفيش وقت تزعلوا من بعض يا ابنى دور على اختك و صالحها و رجعها البيت .
وليد : حاضر يا دادة متقلقيش بس ادعيلنا ، ربنا يعدي الفترة دى على خير و ريتان تكون بخير و ميكونش اللى فى دماغى حصل .
——————————————
بعد يوم طويل فى الشغل لكنه كان راجع مبسوط و دا حاله اللى اتغير من لما بدأت علاقته مع ليان تطور و بدأ يحس بمشاعر لكن فجأة تلاشت ابتسامته لما افتكر كلام الدكتور و انه ممكن يموت فى اى وقت و إنه لو ملقاش متبرع فى اقرب وقت حالته هتنتكس و تتدهور .
رمى جسمه على سريره من غير حتى ما يغير هدومه الرسمية او يخلع من رجله و غمض عيونه و فورا ظهرت صورتها قدامه و هى بتضحك ، و رغم ذلك كان فى حزن بسبب مرضه و انه مش هيقدر يكون معاها طول عمرها ، قام من ع السرير و حط ايد على وسطه و الايد التانية مسك بها دقنه اللى هى حركة التفكير و قال : طب هى ممكن تكون مرتاحة ليا زى ما انا مرتاحة ليها كدا ؟
سكت لثوانى و بعدين كمل : بس هى مش ممكن تنسى اللى حصل أول مرة شوفتها و أكيد واخدة عنى فكرة مش كويسة ، بس هى قالتلى انها سامحتنى ، معقول قالت كدا عشان أبطل اتكلم معاها ؟؟ بس لو عشان كدا كانت فضلت بتتعامل معايا من خلال عمى ابراهيم و مدام أمانى لكنها دلوقت بتتعامل معايا عادى و لا اكن فى حاجة حصلت
نزل ايده الاتنين و حطهم فى جيوب بنطاله و قال بحزن : بس انا حتى لو بحبها و هى كمان بتحبنى او فى أمل تحبنى انا مفيش أمل إنى هعيش ………اتنهد بحزن و قال : يا رب ريح بالى واهدينى لطريقك .
——————————————————
أول ما فتح المكالمة جاله الرد بسرعة : فى ايه يا عمر دى عاشر مرة ارن عليك النهاردة
عمر : معلش يا محمد بس كنت مشغول جدا و عامل الفون صامت
محمد : خلاص مفيش مشكلة المهم كنت عايزك فى موضوع ضرورى
عمر بترقب : موضوع ايه؟ وصلت لحاجة ؟؟
محمد : بصراحة اه ، بس لازم تسمعنى كويس و مش عايزك تعرف رائد بأى حاجة لحد ما نعرف الحقيقة
عمر باستغراب : اشمعنا رائد يعنى؟؟ دى مراته و من حقه يعرف
محمد : ما اللى هقوله مش كويس و دا اللى مخلينى بقولك كدا
عمر بضيق و قلق : ما تخلص يا محمد هى ألغاز ؟؟ ما تجيب اللى عندك و خلصنى مش هتنقطنى .
محمد اتنهد و قال : طيب يا سيدى الموضوع إن اللى رائد قاله تقريبا كدا نصه متألف و محصلش
عمر بضيق أكبر و استغراب : ليه ايه اللى حصل؟؟ و انجز عشان خنقتنى
محمد : عليا مهربتش و سابتكم ، أنا هبعتلك فيديو و أنت هتفهم كل حاجة لوحدك ، بس اوعى رائد يعرف لان فى احتمال كبير يكون ليه علاقة فى اختفاء عليا .
————————————————-
ليان خلصت شغلها و عدت على نازلى فى مطعمها عشان يروحوا سوا و بعد ما كل اللى بيشتغلوا فى المطعم مشيوا و نازلى كانت بتقفل الحسابات و بتجهز قائمة بنواقص المطعم و ليان قاعدة تلعب فى فونها جنبها ، و فجأة شموا ريحة دخان فخرجوا بسرعة من مكتبها و كانت الصدمة لما لقوا المطعم بيتحرق ، بدأوا يصوتوا و أول حاجة جيت على بالهم انهم يخرجوا لأن النار بتنتشر بسرعة و لكن الصدمة الأكبر إن الباب كان مقفول ……….
يتبع ————————-
هل كدا نهاية ليان و نازلى ؟
يا ترى ريتان راحت فين ؟؟
هل هيكون فى علاقة بين فريد وليان ؟؟؟
يا ترى ايه اللى حصل مع عليا ؟؟
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.