رواية الإعصار الفصل التاسع عشر 19 – بقلم زينب محروس

رواية الإعصار – الفصل التاسع عشر

 

ليان خلصت شغلها و عدت على نازلى فى مطعمها عشان يروحوا سوا و بعد ما كل اللى بيشتغلوا فى المطعم مشيوا و نازلى كانت بتقفل الحسابات و بتجهز قائمة بنواقص المطعم و ليان قاعدة تلعب فى فونها جنبها ، و فجأة شموا ريحة دخان فخرجوا بسرعة من مكتبها و كانت الصدمة لما لقوا المطعم بيتحرق ، بدأوا يصوتوا و أول حاجة جيت على بالهم انهم يخرجوا لأن النار بتنتشر بسرعة ، لكن الصدمة الأكبر إن الباب كان مقفول نازلى بدأت تخبط على الباب جامد و بهسترية و بتعيط و هى بتتخيل أمها و ابوها و هما النار بتاكلهم قدام عنيها ، أما ليان كانت خايفة و مرعوبة و بتفكر فى حل عشان يخرجوا من الحريق ده و فجأة جيه على بالها إن أكيد فى طفايات حريق فى المطبخ أو مكتب نازلى و بالغعل جرت على المطبخ تدور على طفاية و هى بتصرخ فى نازلى و بتقول : اتحركى من مكانك و دورى على طفاية عشان نخرج من هنا

لكن نازلى مكنتش سامعة منها و لا كلمة هى شايفة أهلها قدامها و هموا النار بتشوه ملامحهم و كانت بتردد بهمس:أنا جاية ، أنا جاية يا بابا

بدأ الدخان و النار تزيد أكتر و أكتر ، و كانت ليان بتدور على الطفاية فى المطبخ و من كتر توترها كانت بتوقع حاجات كتير من الارفف و هى بتدور و مع الأسف ملقتش أى طفاية ،مسكت دماغها بتوتر و خوخ و لغبطة و هى بتقول : يا رب حلها من عنك ، يا رب خرجنا من هنا بسلام و فضلت تحوقل لحد ما خطر على بالها الشباك اللى فى الحمام فجريت بسرعة عشان تشوفه و أول ما فتحت الباب شافت طفاية متعلقة جنب الشباك فأخدتها بسرعة و خرجت وبدأت تتطفى النار و بعد عشر دقايق النار كانت اطفت بس المكان كان كله دخان و سحابة بيضا و الرؤيا كانت مشوشة و الدخان بدأ يخنقهم و لازم يخرجوا من هنا بس كمان الشباك اللى فى الحمام صغير و مش هيعرفوا يخرجوا منه ، كل دا كان فى تفكير ليان انما نازلى كانت مغيبة تماماً عن الواقع و مفيش قدام عيونها غير صورة امها و أبوها ، بس كان فى حل واحد عشان ميتخنقوش .

ليان قربت من نازلى اللى قاعدة على الارض و ساندة راسها على الباب و بتعيط و بتهمس بحاجة بس ليان مش فاهمة هى بتقول ايه ، قومتها من غير ما تتكلم و دخلوا الحمام اللى كان فيه دخان بسيط و قفلت غطا الحمام و طلعت عليه ليان و فتحت الشباك ونزلت و طلبت من نازلى تطلع مكانها على ما هى تتصرف بس نازلى مكنتش بتعطى رد فعل خالص غير دموعها اللى بتنزل من غير صوت ، ليان هزتها جامد عشان تفوقها وقالت : نازلى حبيبتى اسمعى اللى بقولك عليه و اطلعى اقفى مكانى على ما اتصرف عشان نخرج من هنا و إلا هنتخنق ، يلا يا نازلى مفيش وقت

ساعدتها انها تطلع مكانها و تخرج دماغها من الشباك عشان تشم هوا نضيف ، أما ليان فخرجت فونها من جيبها عشان تتصل على حد يجى يفتحلهم الباب ، بس كمان الوقت كان متأخر و مش عارفة تطلب المساعدة من مين ، و وهى بتقلب فى الأرقام شافت رقم بإسم الدكتور عمر فطلبت الرقم علطول و هى مش فاكرة مين عمر دا أصلا ، لكن الخط كان مشغول حاولت تانى و برده مشغول ، فقررت تطلب مساعدة فريد و بالفعل اتصلت عليه و علطول الخط فتح فقالت بسرعة من غير ما تعطيه فرصة يتكلم : مستر فريد محتاجة مساعدتك حالا و ضرورى جدا ، المطعم بتاع نازلى بيتحرق و احنا جوا مش عارفين نخرج أرجوك تعالى بسرعة احنا طفينا النار بس الدخان كتير و هنتخنق و الباب مقفول من برا .

 

 

فى فيلا رائد الشيمى

مخه هينفجر من ساعة ما شاف الفيديو و مش عارف يفكر و مش متقبل أصلا فكرة إن رائد ممكن يكون ليه علاقة بإختفاء عليا ، طب و الفيديو اللى هو شافه و الرسالة كمان اللى عليا سابتها قبل ما تمشى .

flash back

فى كندا ، و بالتحديد الساعة خمسة بعد العصر ، كان عمر قاعد مع فهد و بلعبوا سوا على جهاز اللاب بتاع عمر و فجأة سمعوا صوت عربية عمر بص وراه عشان يشوف مين و استغرب لما شاف رائد نازل من العربية و شكله مش طبيعى ، عمر استغرب رجوعهم بدرى و كان هو و فهد مستنين عليا تنزل هى كمان من العربية لكن مفيش غير رائد و السواق نزل الشنط و أخد العربية عشان يجرشها ، أما رائد فحتى مكلمش و لا عمر و لا فهد و دخل جوا الفيلا علطول .

فهد استغرب و بص لعمر اللى مستغرب أمر منه و قال : ليه بابا رجع لوحده ؟؟ ماما فين ؟؟

عمر بص لفهد و معرفش يرد و كان قلقان جدا أحسن عليا و رائد يكونوا اتخانقوا و رائد عرف الحقيقة و طلق عليا لما عرف انها مش ملك فقال : متقلقش يا حبيبى زمانها جاية ، تعالى يلا ندخل عشان نسلم على بابا

فهد بزعل : هو ليه مسلمش علينا و دخل من غير ما يتكلم

عمر قال بهمس : الله يخربيتك يا رائد —————- و بعدين رفع صوته و قال : هو بس جاى تعبان يا حبيبى

رائد طلع على اوضته علطول و مكلمش حد من الخدم و دخل قعد على الكنبة اللى جنب السرير و هو بيمثل انه زعلان و متضايق ، و حصل اللى فى دموغه و لقى عمر واقف على باب الاوضة و بيقول : فين ملك يا رائد ؟؟؟؟

رائد : طب قول أهلا يا رائد حمدلله على السلامة ، تعالى سلم عليا

عمر : كان المفرض تسلم علينا قبل ما تطلع ، دا ابنك لاحظ انك معبرتناش ، عموماً يا سيدى حمدلله على السلامة ، ها بقى فين ملك ؟؟ و رجعت اصلا قبل المعاد ليه ؟؟

رائد وقف و ابتسم بكسرة و قال : ملك ؟؟؟ خلاص معتش فيه ملك تانى

عمر باستغراب : نعم!!! يعنى ايه معتش؟؟؟ عليا فين

رائد بصله باستغراب و قال : عليا مين ؟؟؟ احنا بنتكلم على ملك

عمر بتوتر : اه صح اتلغبط ، ملك فين بقى ؟

رائد : ملك مبقتش موجودة

عمر بصله بقلق و قال: رائد وضح كلامك يعنى ايه مش موجودة .

رائد اتنهد بحزن و قال : يعنى ملك سابتنا و مشت و مش هترجع تانى ، بمعنى اصح اتخلت عنى و عن فهد .

عمر اتصدم و مش مصدق الكلام اللى بيقوله فقال : لاء انت بتهزر ، يعن ايه مشيت ؟؟؟؟ رائد بلاش الهزار البايخ ده

رائد اتعصب و قال : و انا ههزر ليه يا عمر غاوى احزان و نكد يعنى ؟؟؟ اتفضل شوف و اقرأ بنفسك

قال جملته الأخيرة وهو بيطلع ظرف من جيبه و رماه على السرير ، عمر قرب و اخد الظرف و لما فتحه لقى فيه رسالة و اسطوانة ، و لما فتح الرسالة كان محتواها(عشر سنين حاولت اتأقلم و أعيش معاك و مع فهد لكن أكتر من كدا مش هقدر ، أنا اتجوزتك غصب يا رائد انت شاب تحلم بيه اى بنت لكن مش انا ، تتمناك الف بنت لكن انا مش منهم انا بتمنى غيرك و حاولت كتير انى انساه لكن مقدرتش ، مقدرتش اطلب منك الطلاق عشان لوكان الكلام دا وصل لأهلى كانوا هيقتلونى لو عرفوا انى هربت مع حبيبى ، انا هكمل حياتى مع الشخص اللى اتمناه قلبى و هبقى مبسوطة انت كمان اتجوز و هات لفهد ام جديدة تحبه و خليه ينسانى ، انا اسفة انى سبتكم و مشيت لكن معنتش قادرة اتحمل ، انسانى يا رائد و متنساش تتطلقنى )

عمر مكنش مصدق نفسه و لا مصدق الكلام اللى بيقراه ، و ايه يخلى عليا تعمل حاجة زى كدا ، و كان شاكك فى الموضوع و لكن لما فتح السى دى و شاف عليا و هى بتهرب من الفندق فى وقت متأخر .

رائد اتكلم و قال : ها بقى عرفت يعنى ايه ملك مبقتش موجودة فى حياتنا ؟؟؟ من هنا ورايح مش عايزسيرتها خالص قدام فهد و لما يسأل هنقول ماتت .

عمر مقدرش يتكلم و حاسس ان فى حاجة غلط بس فى الوقت ده عقله كان واقف و مش قادر يتكلم فانسحب من الأوضة من غير و لا حرف .

end flash back

عمر كان بيفكر ازاى رائد بيقول انها سابته و هربت منهم و الفيديو اللى هو شافه كانت هى فعلا بتهرب ، و الفيديو اللى محمد بعته واضح فيه ان عليا كانت مع رائد بعد الوقت اللى اتسجل فيه الفيديو بتاع الهروب ، اتنهد بحيرة و قال : فى حاجة غلط فى الموضوع ولو فعلا عليا مش مختفية بمزاجها و رائد مخبى عنى حاجة تبقى المشكلة أنيل .

—————————————————————–

فى فيلا فريد النفيلى

كان قاعد بيشتغل على اللاب و أول ما جاله اتصال من ليان و عرف اللى حصل ، قفل اللاب بسرعة و قام و أخد مفاتيح عربيته و خرج بسرعة من الفيلا و ساق عربيته بسرعة جنونية عشان يلحق يوصلهم قبل ما يحصل معاهم حاجة و كان طول الطريق بيدعى ربنا إن ليان تكون بخير و يلحقها ، فكرة بس انها محبوسة فى الدخان و حالتها فى خطر كان حاسس ان قلبه هيتخلع من مكانه .

أخيرا وصل عند المطعم ، نزل جرى من عربيته و هو مش عارف الوقت دا مر عليه ازاى ، لما قرب من الباب كان مقفول بجنزير و قفل ، خبط على الباب عشان يشوفهم و يطمن نفسه شوية بس محدش رد و قلقه زاد اكتر ، جرى على عربيته يدور على اى حاجة يفسخ بيها القفل لقى حديدة فى شنطة العربية أخدها و حاول يفتح القفل بس وقف لما شاف فونه بيرن و كانت ليان فتح الخط بسرعة و قال : ليان انا قدام المطعم و بحاول افتح الباب ، انتوا كويسين ؟؟

جاله صوتها و كانت بتعيط و بتقول : لاء مش كويسين خالص الدخان ملى المكان هنا و نازلى فقدت الوعى ، أرجوك حاول تعمل اى حاجة .

فريد حاول يهديها و قال : متخافيش يا ليان و اهدى ، هتخرجوا انتوا الاتنين و محدش هيحصله حاجة ، بس اهدى و انا دقيقة و هخرجكم من هنا .

ساب الخط مفتوح وحط الفون على درجة السلم اللى واقف عليها و كمل خبط فى القفل بس مفيش فايدة ، سمع ليان بتقول : بسرعة يا مستر فريد نازلى هتموت منى ، ارجوك اتصرف .

فريد : خلاص يا ليان الباب هيفتح اهو انتى انتى اهدى بس و خير بإذن الله .

اتنهد و قال بهمس :اعمل ايه بس عايز حاجة جامدة افتح بيها الباب ، رمى الحديدة اللى فى ايده على الأرض و قال : ليان ممكن تشوفيلى عدة التصليح اللى عندك

ليان باستغراب و بكاء : عدة تصليح ايه اللى هنا ؟؟ هو احنا فى ورشة

فريد : معظم المطاعم بيبقى فيها ادوات تصليح عشان الأعطال حاجات كدا يعنى ، لو مثلا شاكوش هيساعدنا جامد

ليان : لاء معرفش إذا كان فيه و لا لاء و اصلا انا مش شايفة حاجة من الدخان

فريد :طيب خلاص انا هتصرف

كان رايح يدور على حاجة فى عربيته يفتح بيها القفل و هو نازل درجة السلم خبط حاجة معدن فوقعت من السلم و عملت صوت فتلقائى بص عشان يشوف ايه اللى وقع و للصدفة او من تخطيط الفاعل كان المفتاح على الارض ، مخدش الوقت معاه ثوانى و خطر على باله يجرب المفتاح و بالفعل الباب فتح ، شال فونه و دخل جرى و هو بينده على ليان و نازلى و عشان الرؤيا كانت مشوشة اتبع صوت ليان اللى كانت بترد عليه و لما وصل كانت ليان قاعدة على الأرض و نازلى نايمة و ماغها على رجل ليان .

——————————————————–

فى ألمانيا و تحديدا فى قصر بيوضح الحالة المادية لسكانه ، و من شكل و عدد الحراس باين قد ايه هما ناس واصلين او خلينا نقول خطرين ، فى جناح انثوى فخم و تحديدا على سرير دائرى كبير و واسع ، كانت نايمة شبه الحوريات و شعرها الأسمر نازل على وشها الأبيض ، اتحركت بملل لما سمعت خبط الباب لكنها فضلت نايمة لحد ما الباب اتفتح و دخلت بنت فى العشرينات و قالت بالألمانية و هى واقفة قدام السرير تماماً : سيدتى هيا انهضى لقد تأخر الوقت ، هيا آنستى ، انهضى

خرج صوتها الأنثوى النعسان و قالت : اتركينى قليلا بعد

الخادمة : أنستى أخبرنى سيدى أن لديك اجتماع هام اليوم و تبقت ساعة فقط عليه .

لما سمعت سيرة الإجتماع اتفزعت من نومها و قامت بسرعة و على التصوير البطىء رفعت شعرها الأسود الطويل عن وشها لتكون المفاجاة

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق