رواية منقذتنا المجنونة الفصل السادس 6 – بقلم الوردة النارية
—
اسم القصة: منقذتنا المجنونة
الكاتبة: الوردة النارية
الفصل السادس
—
“ويحَ الفتى عشِقَ الذنوب…
أراح ضميره بـ: «غدًا أتوب»💔
ويأتي الغد… ولم يتب الفتى، لأنه مات! استغفروا.”
—
في صباح يومٍ جديد، الساعة السابعة صباحًا، استيقظ إياد وبري بنشاط. صلّوا الضحى ونزلوا عند بَليه بحماس. سألتهم بليه بدهشة:
ــ إيه النشاط ده؟
قالوا بصوت واحد:
ــ شكرًا ليكي، إحنا ابتدينا نصلي ونتغير، ونقرا قرآن، ونحفظ سورة من المصحف.
قالت بليه بفرح وفخر:
ــ ما شاء الله! كملوا للآخر واستمروا.
ثم قالت:
ــ تمام، أنتم ابتدئتم تتحسنوا، عقبال أخوكم. هو مصحيش ليه؟
قالوا بهدوء:
ــ منعرفش.
بصّت لهم بخبث وقالت:
ــ تعالوا نصحيه في جو مرعب، زي اللي حصل لكم امبارح.
قالوا بضيق وضحك:
ــ يعني أنتِ السبب؟
قالت بليه ببراءة مصطنعة:
ــ أيوه، لأنكم مشيتوا ورجعتوا بمزاجكم، لازم نعلّمه إن في فرص مينفعش نضيّعها.
قال إياد بمكر:
ــ يلا نجهّز المقلب.
وقال بري:
ــ يلا بينا، هنفرح أوي، بس لو فهد حسّ إنه مقلب هيقتلنا… أنا ماليش دعوة.
قالت بليه بثقة:
ــ متخافوش، أنا اللي هتصرف. أنتم مش فاكرين إن باباكم قال إن أخويا مات فيها؟ وطبعًا ده محصلش، أخويا مات في المستشفى بسبب حادثة هو ومراته.
قال إياد بحرج:
ــ ممكن وقت استراحة شغلي أقابلك إنتِ وعُلا في كافيه قريب؟ لأني عايز أقولكم حاجة.
قالت بليه وبري بخبث:
ــ أشمعنا عُلا؟
ابتسم بخجل وقال:
ــ مش وقته.
وقالت بري بتوتر وهي بتفرك إيديها:
ــ ممكن تجيبيلي طرحة من طنط رشا؟ لأني قررت ألبس الحجاب.
وأكملت:
ــ أنا طولت لبسي.
قال إياد بمرح:
ــ أُخويا وحب! شكلك بقى “مُزّة” في الفساتين الطويلة الواسعة المحتشمة، وأكيد هتبقي أجمل بكتير بالحجاب.
وباس راسها وأكمل بخبث وغيرة:
ــ أُخويا مين بقى السبب؟ بس أتوقّع حمادة… بس خالي بالك من نفسك، وبلاش تقربي أو كلام فيه تجاوز. كفاية اللي كان هيحصلك.
حضنت بري أخوها بابتسامة مكسورة وقالت:
ــ متخافش.
قالت بليه بمرح:
ــ بعد ما جبت طرحة من مامت بري، يلا نفكر نصحي الأخ اللي نايم… إزاي؟
—
عند فهد…
كان بيحلم.
(كان فهد في مكان كله ورد وأشجار وفراشات، مكان يخطف القلب قبل العين. كان في شاب واقف أمام شلال مياه، لابس أبيض في أبيض وملامحه مش باينة قوي.
بص لفهد بابتسامة حزينة وكسرتها دمعة وقال بوجع:
ــ عملت في نفسك كده ليه؟
أنا معاك بروحي وقلبي، بس جسدي لا.
بص فهد بدموع وجع وقال:
ــ انت وحشتني أوي، ليه سبتني؟ أنا بقيت أخاف من غيرك.
قال الشخص:
ــ ده اختبار، والمفروض تنجح فيه عشان توصل لي، بس انت بتغرق.
اسمع كلام البنت اللي أنتم عندها، هتساعدك هي وإخواتك، شي ياخدوا بإيدك…
وإنت اعمل كده، ما ترفضش.
ابتسم الشخص وابتدى يمشي بعيد جدًا…
وبعد ما اختفى، اتقلب المكان كله سواد، وناس شكلهم غريب، وريحتهم وحشة، وناس بتلعب قمار، وصوت في ودن فهد اتغير وقال:
ــ اصحى…)
صحى فهد وهو بيلهث جامد، ووشه عرقان، وراح ياخد كوب المية اللي على الكومود…
قبل ما يمسك الكوب، اتهز ووقع، وشاف صورة على المراية لواحدة ماسكة سكينة، وكانت بري!
شاف المنظر ووقع من على السرير بخضة… وبعدها خرج إياد، لابس قناع جمجمة، وبدأ يتحرك ناحيته.
فضل يسحب لحد ما وصل لباب، لقى وشه كله دم، وشعره منكوش، وبيحرّك إيده بشكل مرعب… وكانت بليه!
وقالت بصوت مخيف:
ــ هتعدّل ولا لأ؟
وسمع صوت من جهاز شغله إياد:
ــ فهد لازم تمووووووت… فهددددددد مش هسيبك، لازم آخد روحك!
صرخ فهد وجري على شقة بليه.
وقع الجميع من الضحك من منظره.
قالت بليه وهي بتمسك نفسها من الضحك:
ــ يلا، انزل بسرعة من السلم السري، لحد ما رشا تفتح له الباب.
—
فهد دخل بعد ما فتحت له رشا، وحضنها بخوف وقال:
ــ في عفريت يا طنط! ابنك المرحوم اللي اتحرق في الشقة طلع، وكان عايز يقتلني!
قالت رشا وهي بتضحك وتهديه:
ــ يا ابني، ابني مات في المستشفى، وكمان ما ماتش محروق!
ده أكيد مقلب من بليه، هي مجنونة شوية، وأكيد إخواتك شاركوها، لأنهم كانوا هنا من بدري وبعدين اختفوا.
قال فهد بمكر:
ــ تساعديني نربيهم؟
هزّت راسها بحماس.
في الوقت ده، ظهر بليه وإياد وبري بعد ما طلعوا من سلم المطبخ وطلعوا من ناحية البلكونة.
قال فهد بخبث:
ــ صباح الخير.
قال إياد بتوتر:
ــ مال وشك عرق كده ليه؟
قال فهد بنفس الخبث:
ــ أصل كنت بحلم… وشوفت في الحلم حد بحبه.
قالت بري بتوتر وخوف:
ــ حصل حاجة تاني؟
قال فهد:
ــ زي إيه؟ محصلش حاجة… عن إذنكم، هنزل الشغل.
وغمز لرشا يعني: “شوية وهجيلك عشان ننتقم.”
قالت بليه:
ــ أكيد خاف يحكي عشان منضحكش عليه.
صرخت بري:
ــ الجامعة! عايزة أروح أخلص، وبعدين أروح عند طنط مامة حمادة، المصنع.
هي قالت: جامعتك الصبح، ولما تيجي اشتغلي.
وطلعت تجري بعد ما عملت سندوتش.
إياد قال:
ــ وقت الاستراحة… زي ما اتفقنا.
ونزلت بليه وفتحت الورشة، ولقت حمادة متوتر وبيقول:
ــ هي آنسة بري راحت الجامعة؟
قالت بليه بمكر:
ــ أيوه، بس كانت تعبانة، فإياد قال هيستأذن عشان يجيبها، عشان مش هتقدر ترجع لوحدها.
قال حمادة بسرعة:
ــ لا لا… أنا هجيبها.
وبعدين كمل بتوتر:
ــ أقصد يعني… أنا فاضي، وهي في مقام أختي.
قالت بليه بمرح ومكر:
ــ أوكي، أنا هبلغه. يلا امشي إنت.
واتصلت بـ عُلا، وقالت:
ــ وقت استراحة شغل أبوكي، إياد عايز يقابلنا.
قالت عُلا بفرح:
ــ أوك، أكيد هبقى جاهزة.
قالت بليه:
ــ اتقّلي شوية.
وقفلت المكالمة في وشها.
—
الساعة 4 عصرًا – وقت الاستراحة
كان إياد قاعد في كافيه قريب من الحارة، بتوتر، وبص في ساعته.
في الوقت نفسه، دخلت عُلا وبليه.
بص لعُلا بإعجاب مقدرش يخفيه.
كانت لابسة فستان وردي، وعليه حزام بني، وطرحة أوف وايت فيها ورد صغير لونه وردي، وشنطة بني فيها لون فاضي، وشوز أسود.
بليه كانت لابسة تيشيرت أسود وبنطلون قماش رمادي.
سحب إياد الكرسي لعُلا، وقعدت.
قالت بليه بعد ما قعدت:
ــ أنا راجل كرسي؟ أنت مش شايفني؟
قال إياد بحرج:
ــ أنا مش قصدي.
قالت بليه:
ــ المهم… عايزنا ليه؟
قال إياد وهو يحك إيده في بعض:
ــ أنا كنت معجب بواحدة، وهي كانت بتستغلني.
كانت واخداني كوبري عشان توصل لصحابي، وبعد وقت هربت معاه، وبعد ما سرقوا فلوس كتير مني…
أنا تعبت أوي الفترة دي، وفقدت النطق لمدة 6 شهور.
بص فجأة، جات بنت من الجامعة عندي وقالتلي: “لازم تنزل وتتغير.”
كنت ضعيف جدًا، وقالت: “تعال معايا نخرج.”
نزلت معاها وأنا مش حاسس بحاجة، ودّتني بار، وشربت.
وكانت أول مرة في حياتي أشرب، وبعدها بأسبوع اتعوّدت على الشرب، والتحديات، وكل أنواع الشرب التقيل، والبنات بقت حواليا.
وبقي في منافس ليا، اسمه نادر.
ولما لقى كل البنات حواليا، جاه بخبث وقال:
“صاحبك التاني هو اللي طلب من البنت تجيبك وتشربك عشان تضيع، ولأنك مش أحسن منها، بقيت زيك زينا!”
أنا وقتها بطّلت أتعامل مع رجالة، وكل تعاملي كان مع البنات.
ومن ساعتها… بقيت مستهتر وبايظ.
قالت عُلا بدموع:
ــ وإيه اللي خلاك تحكي لينا؟
قال ببساطة:
ــ إنتِ… أنا حلمت بيكي.
فلاش باك:
(كان إياد واقف حزين في أرض غريبة، وحاسس إنه تايه.
فجأة ظهرت له عُلا، وهي راكبة حصان أبيض، وعلى راسها شال أخضر، وكانت بتضحك.
قالت: “هات إيدك، اخرج من المستنقع ده… ساعدني.”
مدّ إيده، وكان بصعوبة، وعُلا كانت بتقرب أكتر بس خايفة تقع في المستنقع اللي هو غرقان فيه.
قالت: “حاول، أنا لو قربت أكتر هغرق!”
حاول، لكن ظهرت بنت فجأة وحاولت توقع عُلا في المستنقع، وحد كان بيسحب إياد لتحت.
لكن إياد لما حس إن عُلا هتقع، بعد الكل بعنف، وجري ناحيتها، وشدّها قبل ما تقع.
وهي سحبته، وركب الحصان وراها، وسألها: “رايحين فين؟”
قالت عُلا بابتسامة: “أنت بتثق فيا؟ بس عمومًا… على برّ الأمان.”
ضحك إياد وقال: “أنا واثق فيكي أكتر من روحي… أنا جيت معاكي من غير تفكير. أنا معاكي… لو هتوديني جهنم.”)
عودة من الحلم.
قالت عُلا وهي بتعيط:
ــ البنت اللي حاولت تشدني… هي نفسها اللي خلتك تشرب؟
قال إياد بحزن:
ــ أيوه.
قالت بليه بمرح:
ــ أيوه يا إياد، انتقذتُه… ومستعد تروح معاها النار؟! هقر عليك دلوقتي!
خمّشت عُلا وشه، وقال إياد وهو بيضحك:
ــ أنا ماشي بشنطة علاج… بس نسيت أنزل بيها.
وبص لهم وقال:
ــ مستعدين تساعدوني؟
ضحكت بليه وعُلا بحماس وقالوا:
ــ أكيد!
إنت تشتغل، وإحنا نساعدك في البيت بدل ما تروح مستشفى.
فرح إياد، وأخرج ورقة من جيبه، وقال:
ــ اقروها بعدين… من هنا.
قالوا:
ــ ماشي.
—استغفروا
تُرى… إيه الورقة اللي إدّاها إياد؟
وإيه خطة انتقام فهد؟
وإيه رد فعل بري لما تشوف حمادة؟
• تابع الفصل التالى ” رواية منقذتنا المجنونة ” اضغط على اسم الرواية