رواية الفتاة التى فى المرآة الفصل الخامس 5 - بقلم دعاء سعيد
الفتاة_التى_فى_المرآة٥
الجزء الخامس........
جلست أميرة فى مقعدها من صدمة ماقاله محسن وللحظات معدودة دارت الأفكار فى رأسها وتساءلت بداخلها
(((المكان الوحيد اللى كان باقي لى فى العالم كمان هيتاخد منى ...!!)))
ولم يطل صمتها طويلا بعدما سمعته حتى تحدثت
بنبرة ضعيفة يائسة ....
(((يعنى ايه شقتك ...!!! دى شقة أبويا. أنا ورثتها بعد ما اتو*فى ومن ساعتها وهى مقفولة ....انت ازاى بتقول كده ...!!!)))
إجابها محسن ....
(((الحقيقة انى اشتريتها من الاستاذ محمود قبل ما يتو*فى بفترة بسيطة ...علشان كده اعتقد انك ماعرفتيش....
خصوصا أنه اتو*فى وانا مسافر برا البلد.....)))
سألته أميرة والنبرة اليائسة تزداد فى صوتها ...
(((بابا ليه باع لك الشقة ...!!! دى كانت عزيزة عليه لأننا عشنا فيها أجمل الذكريات فى حياتنا أنا وهو وماما ....)))
رد محسن بنبرة حانية متزنة...
(((أنا هحكيلك كل حاجة واحنا بنشرب قهوتنا فى البلكونة ...)))
ردت أميرة بعصبية ....
(((بلكونة ايه ..!!! وقهوة ايه ..!!!
أنا عايزة اعرف كل حاجة حالا لو سمحت...)))
فاضطر محسن إلى قص الأمر عليها ، فبدأ كلامه بتروى...
(((تحت أمرك يا استاذة أميرة ...أنا هفهمك كل حاجة ....
بعد ما اتجوزتى ع طول أنا سافرت واشتغلت محامى فى دول الخليج.....كنت بتنقل بينها وبنزل اجازات ع فترات متباعدة جدا ...بس كنت كل ما بنزل اجازة كنت ببقى حريص انى ازور الاستاذ محمود والدك واطمن عليه وع أخباره ..خصوصا فى الفترة اللى بعد ما والدتك اتو*فت ....كان دايما حزين ومهموم بيحاول يعيش مع الذكريات المتبقية له خاصة بعد بعد ما انتى كمان سافرتى مع رأفت برا البلد وطبعا كان دايما بيتكلم عليكى وع الولاد وازاى بيتمنى اليوم اللى ترجعوا فيه وتملوا عليه وحدته .....
وفى واحدة من اجازاتى فوجئت أنها بيعرض عليا اشترى شقته ...
طبعا فى البداية استغربت من طلبه وخصوصا انى عارف مدى حبه لها وتعلقه بذكرياته فيها ......فلما سألته عن السبب ؛ قاللى أنه مر*يض جدا ومحتاج عملية ضرورى وأنه مش معاه المبلغ المطلوب كامل طبعا أنا الحمد لله كنت محوش مبلغ كويس جدا من سفرياتى .....فى الاول عرضت عليه انى اتكفل بالعملية من غير مااشترى الشقة ..،لكنه رفض وأصر بس مع إلحاحى عليه انى مش محتاج الشقة قاللى انى اشتريتها بس مش هستلم الشقة الا بعد ما يتو*فى ......طبعا وافقت ع طول ....
جمايل استاذ محمود عليا تخلينى مش بس اسيب له الشقة ده يخلينى اعمل له اى حاجة يطلبها منى ...وبالفعل اديته المبلغ اللى طلبه وكتبنا عقد ابتدائى بالشقة وادانى نسخة من مفتاحها احتياطى ....
بعدها أنا سافرت ع طول ، وبعد فترة عرفت بخبر و*فاته...
والحقيقة بطلت انزل مصر بعد ماتو*فى ...
والمرة دى اول مرة انزل بعد وفا*ته ..والمفروض أنه نزول نهائى باذن الله.....
هستقر هنا وهافتح مكتب محاماة فى الشقة بتاعتى بأمر الله .....)))
كانت عيون أميرة تلمع بالدموع وهى تستمع إلى كلمات محسن فى حديثه عن وحدة ابيها فى آخر أيامه وكيف ركضت وراء زوجها وتركته فى وحدته فى اشد أوقاته احتياجا لها وللونس.....
لدرجة أنها بدأ يستقر فى ذهنها أن مايحدث معها قد يكون
عقاب تركها لأبيها وحده فى أواخر سنوات عمره ، رغم أنه لم يكن قصدها فقد تربت ع أهمية الترابط الأسرى
وع الرغم من كل هذه الأفكار المتصارعة داخل رأسها ألا انها تمالكت أمرها وردت ع محسن محاولة أن تبحث عن اى مخرج
من هذا المأزق ...
(((وانا ايه اللى يأكد لى أن كلامك حقيقى ...؟؟!!!!!
أنا كنت جنب بابا لما تو*فى ماقليش اى حاجة عن بيعه الشقة ليك....))
رد محسن بنفس هدوئه...
(((العقد موجود لو حابة تطلعى عليه ....
والحقيقة معرفش ا.محمود ليه مبلغكيش بالأمر ....
يمكن يكون نسى بسبب مرضه الأخير....))))
فردت أميرة عليه بضعف وتلعثم ونبرة مخنوقة ...
(((يعنى انا كده المفروض اسيب الشقة ....
وانا معنديش اى مكان تانى اروحه ...!!!)))
رد عليها محسن بنفس هدوئه وابتسامة حانية تعلو وجهه....
(((أنا مقدرش اخرجك من شقة والدك الأستاذ محمود
ده صاحب فضل عليا .....
اعتبرى الشقة شقتك وانا ممكن ادور ع اى مكان تانى اسكن فيه بعد مااحول شقتى مكتب محاماة......)))
ردت أميرة وكبرياؤها يكسو وجهها .......
(((أيوة ..بس انا مقبلش انى اقعد فى شقة مش من حقى ...
وكمان شقة شخص غريب عنى .......
أنا مقبلش الاحسان يا استاذ محسن ...
ومن معرفتك القديمة لوالدى الاستاذ محمود
اكيد انت عارف انه مربينى ع عزة النفس والكرامة........)))
اكمل محسن حديثه والإبتسامة الهادئة مازالت تعلو وجهه ...
(((خلاص يا استاذة أميرة ....أنا عندى حل ليكى ؛ يخرجك من الأزمة دى.....)))
ردت أميرة باستفهام ومازال التوتر فى صوتها...
(((حل ...حل ايه بقى كمان...!!!؟؟)))
أجابها محسن وهو يخفض نبرة صوته وبريق يلمع فى عينيه....
(((الحل إننا نتجوز ..............................
انتظروا الجزء السادس
باذن الله
بقلم
،،،،د.دعاء سعيد
• تابع الفصل التالى " رواية الفتاة التى فى المرآة " اضغط على اسم الرواية
تعليقات
إرسال تعليق