رواية حلال منسي الفصل الخامس 5 – بقلم اية طه
.البارت 5
في نفس اللحظه، كان حمدي بيتمشى في جنب الدوار، لقى ست غلبانه معاها شنطة فيها أكل وجايه من الناحية التانية…
الست:
يا ابني… الله يخليك، انت مش الغفير الجديد؟
حمدي:
ايوه يا أمي… فيه حاجه؟
الست:
أنا كنت جايبه أكل لولدي اللي كان بيشتغل اهنيه صابر ، بس لسه مش عارفه هو راح فين؟
حمدي (بيفكر):
صابر؟ مشفتيهوش من امتى؟
الست:
من يومين يا ضنايا، مختفي، لا حس ولا خبر، وسايب عياله جعانين…
حمدي (لنفسه):
يبقى ست إسراء ورا الموضوع أكيد… ديه بتدفن اللي يفتح خشمه… لكن طالما عمران شاكك، يبقى لازم أعرف كل حاجه بسرعه…
في الليل، كان عمران واقف في مكتبه، قدامه صورة قديمة لحبيبة وهي صغيرة، ماسكها ودموعه محبوسة في عينه، وفجأة الباب يخبط…
حمدي:
اسمحلي أدخل يا باشا؟
عمران:
ادخل يا حمدي، فيه جديد؟
حمدي (بيقفل الباب وبيتكلم بصوت واطي):
أنا عرفت حاجه مهمه… صابر الغفير مختفي من يومين، وأهله بيقولوا مفيش خبر عنه… وناس في البلد قالوا إنهم سمعوا صوت ست هانم بتزعقله جامد يوم ما اختفى…
عمران (بحدة):
اختفى؟! وانت متأكد إنه كان عندها؟
حمدي:
ايوه، وشفتها بنفسي وهي بتكلم واحد في التليفون النهارده وبتشتم وتهدد، وقالت “أنا اللي شيلتها ورمتها في قلب الجبل”…
عمران (اتجمد مكانه، وإيده شدت على المكتب):
يعني الكلام اللي شاكك فيه طلع صوح… اسمعني يا حمدي، من دلوقتي إنت عيني وودني، أي حاجه تتحرك تبلغني بيها فورًا… وإوعى تقول لحد انت بتشتغل معايا…
حمدي (بصوت واطي):
تحت امرك يا بيه….. بس بصراحه اكديه الست هانم شيطانه حرمت الأم من ابنها ورمتها في الجبل… ست قاسية يا بيه، ولازم تدفع تمن كل ديه…
عمران وهو بيشد على الصورة:
وعد يا حمدي، وعد مني… اللي عملت اكديه في ولدي… لازم تنداس وتتحاسب… حتى لو كانت مراتي.
******************
في وادي الجبل عند رشاد
رشاد: عملت ايه يا ولد الفرطوش كل ديه لا حس ولا خبر منك عجبتك القعده في البلد ولا ايه
حمدي: والنبي مش هيك… اكديه عيب عليك والله .. انا واحد من رجالتك يا كبير بس ما رضيتش ارجع الا لما اجيب الاخبار الزينه وكمان يكون العمده وثق فيا واقرب منه اكثر وما يشكش فيا لما اخد اجازه منه واجيك اهنيه
رشاد: كافي عاد حديدت ماسخ وما لهوش عازه بتتحدد زي النسوان اكديه ليه وانطق عرفت ايه وايه الاخبار في الدوار العمده والبنت اللي جوه دي مظلومه بصوح ولا واحده من اللي بنشوفهم بيغسلوا عارهم اهنيه وانتطق يا ولد الفرطوش مالك مبلم اكديه ليه
حمدي: حاضر يا كبير كلام البنت صوح فعلا كانت حبله من العمده والعمده ما يعرفش عنها حاجه واصل من شهور وبيفتش عليها في كل مكان بس وراه شغل كبير قوي قوي قوي مع ناس حبايبنا كمان بس شكل العمده اكديه ندمان على اللي حوصول مع البت وبيدور عليها من كل قلبه… اما مرته هي الشيطان اللي بصوح ديه الشيطان يقف احترام ليها اللي عرفته انها خطفت البت وخبيتها عن العمده وعرفت الكل انها حبله واخذت ابنها وقالت عليه انه ابن بطنها حتى العمده نفسيه ما كانش خابر الموضوع ديه ولسه خابر بيه من مفيش وكمان هي اللي ورا اختفاء الغفير صابر وانا شاكك لتكون قتلته علشان ما يجرش عليها وكمان لقيت ورقه كاتباها البنت بخط ايديها انها مش موافقه ان هي تتنازل عن ولدها والمراه الشيطانه سجلت الواد باسمها وداي شهاده ميلاده وكمان دي تصويره الواد على المحمول عشان امه تطل عليه ويبرد قلبها
رشاد بعصبيه: ملكش صالح بيها عاد وبعدها لك في شغل لط النسوان ديه ما هتبطلوش واصل…. غوووور قبل ما ارتكب فيك جريمه وخليك مع العمده زي ضله تمام ما تفارقهوش واصل وكل جديد يوصلني اول باول مش تغيب اكديه تاني يا ابو مخ ظلم وما تتصرفش تاني من راسك سامع….. يا رب صبرني على شويه البقر اللي بيشتغلوا عندي…
خرج حمدي، ويدخل رشاد على البت المربطة، ويبان عليه العصبية والغيرة، بس بيحاول يخبي ده
رشاد (بصوت عالي):
يعني ما كفاكيش البلاوي اللي جريتيها، ولسه وشك مرفوع فيا يا بت المركوب ؟!
هو انتي فاكرة عاد إنك هتهربى مني ولا من حسابك ؟!
حبيبه (بهدوء لكن عيونها فيها نار):
انا ما عملتش حاجة… هما اللي خطفوني و رموني لديابه الجبل….. وانت ربطني اكديه زي الكلاب…
كل ديه ليه؟ عشان قولت الحق؟! علشان رايده ولدي يكون في حضني؟! وربي العظيم انا ما غلطش فى حاجه واصل…. هو اللى استقوى عليا وخلف بوعده معاي… انا ذنبي ايه عاد ياريتك كنت سبتنى للديابه تخلص عليا وارتحت….
رشاد (قرب منها، نبرة صوته نازلة لكن فيها غل):
لا والله الحق؟! وانتي تعرفي ايه عن الحق عاد؟! ديه اللي كان في بطنك مش ابن حرام؟ من ورا ضهرك حوصول اكديه يعني ؟!
وانت ساكته ليه كل ديه؟! ولا كان ليكي مزاج بس العمده اتزوج وكمان فضيحتك بانت عليكي ووقتها بس افتكرتي الحق يا جليله الربايه والحيا…
حبيبه(بغصة):
مش اكديه…. كفايك عاد ما رايدشي تصدق ولا تفهم ليه… كنت خايفة…كنت صغيرة…
ولما حاولت أتكلم، الست هانم الشريرة قالتلي لو نطقتي هتدفني حيه…
رشاد (شد شعره، لف ودار في المكان):
والنبي القهر ديه ما يتسكتش عليه واصل…
انتي خابرة إني هسيبك تروحي اكديه؟ بعد ما قلبتي الدنيا على دماغنا؟!
حبيبه(بصوت هادي لكن واضح):
أنا مش طالبة حاجة… غير ولدي.
هاتوا لي ضنايا… خلوني أبص عليه من بعيد حتى…
أنا مش طالبة انتقام، بس رايده أشوفه…
رشاد (وقف قصادها، نزل على ركبته، مسك وشها بقوة):
انتي فاكرة إني هرق وقلبي هيوجعني عليكي؟ أنا رشاد… اللي اسمه بيخوف نص الوادي…
بس… (نبرة صوته اتغيرت فجأة وبقى فيها وجع)…
بس قلبي وجعني لما سمعت إنك كتبتي الورقة بإيدك…
ورقة فيها دموعك… وفيها رفضك…
حبيبه (دمعة نزلت من عينيها):
ما قدرش اقولك قد ايه قلبي اتكسر وأنا بكتبها…ولدي بيتربى في حضن غير حضني…
وانا مربوطة هنا زي البهيمه…
رشاد (قام فجأة، ضرب الحيطة بيده):
غلطت لما صدقت إنك خاطيه وشرفك ملطخ…بس أنا هصلح كل ديه…
هجيبلك ضناك، بس بشرط…
البنت (رفعت راسها):
صوح هتعمل اكديه؟! شرط ايه؟! انا اعيش خدامه تحت رجليك لاخر العمر بس ترحع ليا ضنايا…
رشاد (قاسي جدًا):
خشمك ديه ما ينطقيش حرف عن العمدة ومراته…ولا عن اللي حوصول…
تعيشي اهنيه… في البيت ديه… تحت عيني…
ولو حاولتي تهربي…ولا كلمة… ولا دمعة…
برميكي للديابه انتي وولدك والمره دي مش هحوشهم عنك واصل..
البنت (صرخت):
ليه؟! ليه تخبوني هو انا عار ولا جربه؟!
ليه مش عايزني أرجع لحقي انى اعيش بكيفي مع ولدي ؟! والله يبقى انت بتسب وتلعن في العمده وعلى اللى عمله معاي وانت عايزني اعيش زي ماكان معيشني… فرقت عنيه والله..
رشاد (قرب منها، همس بصوت غيور):
عشان لو عرف العمدة… هياخدك…
وانا… مش هقدر أستغنى عنك بعد اللي عرفته…
البنت (بتنصدم):
انت… انت بتقول إيه؟ انت واعي للي بتقوله ديه..
رشاد (اتوتر، لف ضهره ليها):
ما تقوليش حاجة…
أنا بس رايد تفهمي…أنا ما بقيتش زي الأول…وداي حاجه ملكيش صالح بيها…. المهم قولتى ايه موافقه ولا لاه؟!
(يسيبها ويمشي ، قبل ما يخرج يقف ثواني يسمع صوت بكاها، يتنهد لكنه يكتم)
رشاد (بصوت واطي لنفسه):
والنبي يا بت الناس عاد كفياكي… لسه مش خابر كيف أخون اللي رباني ولا أحمي اللي وجعت قلبي… ماتزودهاش علي احسن برجي من عقلي يطير ويخرب الله لا يسيئك عاد…..
في دوار العمده وبالاخص في المكتب
عمران: حمد لله بسلامتك يا حمدي غبت ياولد الفرطوش… قولت يومين يا راجل ولا ام العيال توحشتك ولا ايه… الدنيا مقلوبه اهنيه من غيرك وكمان
اجلت مشوارك اكديه رايد تكون وياي فيه خلاص ما بقتش اثق في حد واصل وكمان عملت ايه في اللي طلبته منك؟!
حمدي: والله ما غبت يا بيه يا دوبك شفت الوليه والعيال وجيتك طوالي وبعدين يا بيه ربنا يجعل الدوار عامر بحسك فيه وبوجودك العمر كله ….. حكيت لك يا بيه مع كذا حد اكديه من سواقين الجبل يشوف لو حوصول حاجه تخص البت اللي قولتلي عليها…. الله صوح يا بيه هي البت دي تبقى مين؟!
عمران بعصبيه: نسيت نفسك ولا ايه يا واكل ناسك وانت مالك عاد انت تنفذ اللي بقولك عليه وانت قافل خشمك وتحط فيه الصرمه القديمه كمان يلا هم ورانا شغل
يطلع حمدي اللي ماسك نفسه اعصابه على عمران هو مش غفير علشان يسمع الكلام دا….. ده راجل من مطاريد الجبل اللي دمهم حر وسلاحهم دايما سابقهم…..
بعد فتره فى مكتب عمران…..
عمران: يا مرحب يا مرحب بالمعلم الصفناوي ملك السلاح كلاته في البلد عاش من شافك يا معلم اكديه بنتقابل بعض في الشغل وبس…
المعلم صفناوي: واه واه الحديت ديه ليا انا يا واكل ناسك….. انت اللى من يوم ما اتجوزت وشرف ولي العهد محدش بقى يشوفك واصل…
عمران: مش اكديه يا معلم بس انت خابر زين الشغل ومشاغله الكتير….. المهم بقولك صوح الغفير صابر معدتش بيشتغل معايا وفى حد تاني اسمه حمدي هو اللى هيكون مكانه…..
• تابع الفصل التالى ” رواية حلال منسي ” اضغط على اسم الرواية