رواية حلال منسي الفصل الرابع 4 – بقلم اية طه
البارت 4
……… رجوع للحاضر………..
عمران قاعد على نفس الكرسي اللي كان أبوه بيقعد عليه، ويحط راسه في إيده، ويهمس لنفسه:
عمران (بحزن وكبرياء مكسور):
كنت فاكر إني لما أسكت… أكسب…بس الحقيقة؟أنا خسرت كل حاجة…
خسرتك يا حبيبة…وخسرت نفسي.
بس مش هخلي ابني… يدفع تمن سكوتي…… انا لازم اعمل الصوح مهما كان التمن…
تاني يوم الصبح ينزل حمدي واحد من رجاله رشاد للبلد ويبدأ يسأل فى السوق على حبيبه لو حد يعرف عنها حاجه وفين كانت ساكنه فى آخر الايام اللى كانت فيها فى البلد….
الست ام توبه: مالك يا وليدي…. بتسأل عن حبيبه ليه عاد… انت تقربلها؟!
حمدي: ايوا يا خاله… انا بكون خال امها الله يرحمها وبدور عليها من سنين اخر حاجه وصلت ليها انها كانت تشتغل فى دوار العمده…
ام توبه: ايوا ايوا بس البت داى سابت الشغل فى دوار العمده بيقولو ان مرت العمده شفتها بتسرق وطردتها وكانت قاعده في بيت اكديه على قدها هناك وسط الغيطان وولاد الحلال كانو بيشقروا عليها من وقت للتاني…. بس بردك طفشت من البيت ديه وبيقولو انها ماتت وادفنت فى مقابر الصدقه…
حمدي: تشكري يا خاله… الله يجيب العواقب سليمه ان شاء الله..
ويروح حمدي للبيت اللى كانت عايشه فيه حبيبه وسط الغيطان علشان يلاقي اى حاجه يثبت حقها.
حمدي: البيت ديه فى حد ساكن فيه بعد حبيبه باين من شكله اكديه…. خلينى ادور على اي حاجه بسرعه قبل ما اي حد يطب عليا….
يدور حمدي ويلاقي ورق متخبي مكتوب عليه بخط الايد… “انا حبيبه عبد الستار حامل من العمده عمران حمدان و مراته اسراء عايزه تخطف مني ولدي ودا اقرار مني لو جرالي حاجه”
حمدي بانتصار: اعتراف بخط الايد وكمان اطلع شهاده ميلاد للواد واتاكد اسم امه فى الشهاده ايه وبعدين نتصرف….
وهو طالع من الدار لفت نظره الغفير صابر مشي وراه وعرف انه غفير فى دوار العمده…
حمدي: مساء الخير يا ابو عمه… اخبارك ايه؟!
صابر: اهلين يا ابو عمه… اتفضل اشرب شاي اؤمرني…
حمدي بخبث: هو ديه دوار العمده حمدان…. جاى اسال عن واحد من الغفر اسمه صابر متعرفش الاقاه فين والنبي..
صابر: خير يا باشا… انا هو الغفير صابر..
حمدي: والنبي يا مرحب يامرحب والله انت ابن حلال انا كنت جاي احذره ان في بنت فى عزبتنا بتقول انها اترمت فى الجبل واللى عمل فيها اكديه غفير صابر من دوار العمده وهى شاكلها بنت مش سهله وماشيه على حل شعرها قولت اكسب ثواب فى الراجل ديه واحذره لانها راحت للقسم تعمل بلاغ فيه…
صابر لنفسه: واه واه واه يابنت المركوب هى لساتها عايشه… قط ب 7 ارواح ولا ايه؟! يا وقعتك المربره يا صابر… هتيجي كلها على راسك يا صابر هتروح فى ستين داهيه…
حمدي: بتقول ايه ولد عمي… المهم انا جيت اعمل اللى يملى عليا ضميري وخلاص يلا افوتك بالعافيه…
وبعد شوي يجري صابر على الدوار من جوا وينادي الخدامه تنادي ست هانم اسراء بسرعه…..
اسراء: وبعدهالك عاد يا صابر مش هنخلص من الموال ديه…. بتشيعلي ليه يا ولد المركوب يا ابو مخ ضلم….. بتخلي الكل يشك فينا… انا مرات العمده ماليش صالح بالغفر عشان تيجي كل شوي وتشيعلي يا ولد الفرطوش انت….
صابر: اهدي بس يا ست هانم واسمعيني عاد…. فى حد جه عندي من شوي وشاف حبيبه وعارفها وجاى يحذرني لانها بتقدم فيا بلاغ فى القسم…
اسراء بصدمه: واه انت بتقول ايه…. الدخان لحس عقلك يا ولد المركوب احنا رامينها بايدينا دول فى قلب الجبل مع الديابه كيف يعنى عايشه وكمان رايحه للعسكري الزباله….
صابر: قسما عظما جالي واحد مش من حدانا واصل وقالي اكديه…. هيعرف كل ديه منين لو مكنش صادق عرف كل ديه من فين بس يا ست هانم…
اسراء: انت بتحكي صوح يا ولد المركوب
.. طيب والعمل ايه دلوك؟! انت هتاخد بعضك وتطلب اجازه وتختفي من اهنيه لحد ما من نشوف اخرتها ايه مع الست حبيبه…. انت لسه واقف قصادي غووور..
بعد شوي يخرج عمران من اوضه المكتب ويتفاجا باسراء واقفه بتوتر وتفرك في ايديها…..
عمران: في ايه ياوليه….. مالك واقفه اكديه وكنتي بتعملي اي مع صابر الغفير….
اسراء حاولت تغير وتهرب من الموقف: واه هكون بعمل ايه عاد مفيش بعته يجبلي حاجات من السوق….
عمران شك فيها وهو بيقرب منها وبيقول بحدة:
عمران: حاجات من السوق؟! وإنتي من إمتى بتبعتي الغفير يجيبلك طلبات؟! مالك يا وليه؟ وشك مصفر وإيدك بتترعش… في إيه حوصل؟!
إسراء بسرعة وهي بتحاول تضحك:
لا لا يا خويا، ما فيش حاجه… يمكن بس شفت كابوس ولا حاجه خلاتني متوترة… هو أنا هخبي عنك حاجه يعني؟!
عمران وهو بيرفع حاجبه:
منك لله يا ست إسراء… أنا خابرك زين، قلبي مش مطمنلك لما تخبي حاجه، بس ماشي، طالما انتي مصرة تقولي مفيش، يبقى نشوف بعدين…
يدخل عمران أوضته وهو بيهز راسه، بس باين عليه مش مقتنع، وإسراء تقعد على الكنبة وهي بتاخد نفس عميق وتحط إيديها على وشها وتهمس:
إسراء: يا خراب بيتك يا اسراء … البت ديه طلعت ما ماتتش… لو عمران عرف، هتبقى نهايتي…
في الناحية التانية، حمدي يركب عربيته ويمشي من البلد على طول رايح على المركز علشان يقابل واحد صاحبه شغال موظف في السجلات المدنية:
حمدي: والنبي يا عبده، شوفلي شهادة ميلاد لولد ممكن يكون اسمه “وحيد عمران حمدان”… لو اتولد من حوالي خمس ايام.. اسم الام مكتوب ايه بس عنديك..
عبده: استنى يا عم حمدي، أهو خلينا ندور اكديه سوا…
(يقلب في الأوراق وعلى الكمبيوتر، وبعد دقايق)
ايوه… لقيتها… الاسم “وحيد عمران حمدان” واسم الام “اسراء عتمان”
حمدي وهو بياخد الورقة وبيضمها للورقة اللي لقاها في البيت:
بس اكديه… معايا الورقتين اللي يهدوا جبل …
يروح حمدي بعدها لدوار العمده ويسال لو محتاجين حد يشتغل فيه علشان يكون قريب منهم ومن الواد علشان يعرف يطمن رشاد بكل المستجدات….
حمدي: مساء الخير يا بيه…. مالقيش عندك شغل ليا يانوبك فيا ثواب دا انا بجري على عيالي…..
عمران : استهدى بالله اكديه ورد عليا انت اسمك ايه ومنين مشفتكش فى الكفر حدانا قبل سابق….
حمدي: صوح يا بيه انا مش الكفر اهنيه… بس العيشه بقت صعبه قوي فى الجبل وقولت انزل البلد اجرب حظي وناس ولاد حلال دلوني عليك…
عمران: ماشي يا راجل يا يطيب اعتبر نغسك اتعينت عندي من ضمن الغفر… الا صحيح مقولتليش اسمك ايه؟!
حمدي بفرحه كاذبه: الله يجبر بخاطرك يا بيه…. الله يوقفلك ولاد الحلال… خدامك حمدي يا بيه..
بعد ساعات هيتفاجا عمران اختفائك صابر الغفير وهو طالع لاوضته يسمع اسراء بتتحدت فى المحمول…
اسراء: واه واه يا ولد المركوب انت نسيت بتتكلم مع معين يازباله…. انا مبتتهدتش واصل وخليك فاكر ان الشوم حبيبه قالت على اسمك انت وبس وناسي انا بنت مين وهى مين… متقدرش عليا واصل ولا تعرف تاذيني… مش انا اللى شيلتها ورمتها فى قلب الجبل وسط الديابه… اهدى اكديه وخليني اعرف اتصرف وانت اقفل خشمك ومتنطقوش بحرف واصل والا هتشيل انت الليله كلاتها لوحدك انت سامع.. يلا غور.
وتقفل السكه وتكلم نفسها بكل غل وحقد: وبعدين معاكي يا ست حبيبه… ما موتيش ليييييييه اعمل فيكي ايه اكتر من اكديه….
عمران لنفسه بعصبيه: ااه يا بنت المركوب يبقى انتو اللى خطفتوها ورميتوها فى قلب الجبل يا اوباش يا زباله…. حسابك معايا كبر كتير يا اسراء بس الاقي حبيبه واطمن الاول وبعدين افضالك…..
حبيبه لسه عايشه… يعني فيه أمل ألاقيها، بس ازاي؟! ومين ورا اللي حوصول كله؟! لازم أتحرك بسرعه قبل ما الضباع الدار تنهش في ولدي…
فجأه ييجي حمدي، وهو بيتمشى حوالين الدوار…
حمدي:
صباح الخير يا بيه… تحب أشربك شاي ولا حضرتك بتعمل دوره حوالين الدوار؟
عمران (بحدة):
هاتلي الشاي وتعالا قعد جنبي…
حمدي وهو بيقعد:
عينيا ليك يا باشا…
عمران (بيبص له وبيفكر):
بالحق يا حمدي… انت قولت إنك نازل من الجبل، ما سمعتش عن حاجه هناك؟ بنت ضايعه؟ حاجه غريبه؟
حمدي (بيتظاهر بالاستغراب):
لا يا بيه، والله ما سمعت عن حاجه… بس الجبل مليان مصايب، وكل يوم حد بيضيع أو بيرجع مكسور…
بس لو تحب أعمل عيني مفتحه وأسال لك، أنا ليا ناس هناك برضو…
عمران:
اسأل، وأنا هزودلك المرتب، بس عايزك تفتح عينيك زين، واوعى تثق في أي حد… الدوار مليان تعابين…
حمدي (بابتسامة فيها معنى):
تعابين كتير يا باشا… بس كل تعبان ليه داب، وأنا حافظ دابهم زين…
في الناحية التانية، كانت إسراء قافله على نفسها أوضتها، بتلف حوالين نفسها، وشها أصفر وبتنهج…
إسراء (لنفسها):
لو عمران عرف كل حاجه، هتكون نهايتي… البت ديه لازم تختفي تاني، المره ديه بايدي أنا، مش هسيب حاجه للصدفه…
تمسك موبايلها وتكلم رقم مش محفوظ:
إسراء:
أيوه… انت عارفني زين، وعمرك ما رفضتلي طلب… المره ديه عايزه شغل نضيف، مفيشهوش ولا غلطه، البت حبيبه…
لازم تتلم وينقفل خشمها من الدنيا،… أنا هقولك مكان ما شافوها آخر مره، بس خلصلي على الموضوع بسرعه…
الصوت من الطرف التاني:
اللي تطلبيه يا ست هانم… البنت ديه هتروح وماحدش هيلاقي لها أثر…
حلال_منسي
آيه_طه
• تابع الفصل التالى ” رواية حلال منسي ” اضغط على اسم الرواية