رواية محامية قلبي الفصل الرابع 4 – بقلم أمل شعبان

 رواية محامية قلبي الفصل الرابع 4 – بقلم أمل شعبان 

وفي اللحظة دي…

الباب اللي ورا ياسمين اتفتح.

خرج أستاذ ياسين، بكاريزما سابقة خطواته، وهدوء محسوب كأن كل حركة ليها وزنها.

كان لابس بدلة سادة، نظيفة، وشيك، من النوع اللي تحس إنه ما اتلبستش عشوائي…

كأنها جزء من شخصيته.

عينه وقعت مباشرة على زينب، وقال بنبرة واثقة من غير رفع صوت:

– “عشر دقايق تأخير.”

زينب اتفاجئت، اتعدل وقفتها بسرعة وقالت بتلقائية:

– “أنا آسفة جدًا، بس والله… الطريق كان—”

ماكملتش.

قطع كلامها بنفس النبرة:

– “في المكتب هنا، المواعيد أهم من الشغل نفسه.

اللي مايحترمش الساعة، مش هيحترم قضية.”

كلامه كان مباشر، مافيهوش لا شتيمة ولا تعنيف،

لكن وقع الجملة تقيل زي ختم على ورقة حكم.

وبإشارة بسيطة، قال:

– “اتفضلي معايا… هاعرّفك على القسم.”

قامت وهي بتحاول تثبت إنها مش متوترة، ومشت وراه، بس وهي داخلة… لمحت نظرة صغيرة من ياسمين.

نظرة مش مفهومة…

نصها “هتشوفي أيام”،

والنص التاني “بلاش تقعي في الغلط اللي أنا وقعت فيه”.

—وبنظرة سريعة كده، قلبها اتكهرب.

وقالت في سرّها وهي بتبلع ريقها:

– “هو أنا داخلة أشتغل ولا داخل مسلسل؟ دي بصتلي كأني هافتح باب الشر! يا رب تكون بتفكر في الإيجار ولا فاتورة الكهربا… بس نظرتها دي مش طبيعية…!”

دخلت المكتب الكبير اللي فيه المحامين.

مكاتب جنب بعض، أوراق، لابتوبات، وريحة الحبر والقهوة متشابكة.

أستاذ ياسين وقف قدامهم وقال بنبرة رسمية:

– “صباح الخير يا جماعة…

دي زينب، خريجة جديدة من كلية الحقوق، وهتكون معانا فترة تدريب.

هتشتغل تحت إشراف الأستاذة سارة… سارة، وريها الدنيا ماشية إزاي، وإدّيها شوية ملفات تبدأ بيهم.”

سارة وقفت بابتسامة بسيطة، في أواخر التلاتينات، ست راقية، لبسها كلاسيكي وشيك، ونظرتها فيها حنية وجدية مع بعض:

– “أهلاً يا زينب… مبسوطة إنك معانا، هتعرفي كل حاجة خطوة خطوة.”

زينب ابتسمت وقالت بخجل:

– “شكرًا ليكم… أنا زينب، لسه متخرجة من حقوق القاهرة، ودي أول تجربة حقيقية ليا في المجال… متحمسة جدًا، وخايفة شوية… بس هاخدها واحدة واحدة.”

ضحكوا كام واحد في المكتب، وكأن الجو فكّ شوية.

قامت بنت من الناحية التانية من المكتب وقالت بابتسامة حنونة:

– “أنا مريم… متقلقيش، كلنا بدأنا كده، ولو احتجتي أي حاجة أنا جنبك.”

زينب ابتسمت وقالت:

– “شكرًا يا مريم، شكلك طيب كده من أول نظرة.”

وهنا…

اتلفتت واحدة تانية على المكتب المقابل، صوت كعبها بيدق كأنه بيقول “أنا هنا”،

وقالت بنبرة فيها شياكة زيادة و”تنك زيادة برضه”:

– “أنا يارا… مسؤولة عن الملفات الدولية واللي ليها علاقة بالاستثمار.

بس يعني لو احتجتي حاجة… سالي تسألني، وأنا أشوف.”

زينب بصّت لها من فوق لتحت، وقالت في سرّها:

– “يارا شكلها خارجة من مسلسل تركي… ومتهيألي بينها وبين ياسين حاجة؟ لا… لا أنا بتهيألي… ولا لأ؟!”

وهي بتفكر، ظهرت بنت كانت قاعدة لوحدها في الركن، بتمضغ علكة بصوت غريب وبتكتب بكوتشينة بدل الكيبورد،

وقالت وهي بتطقطق صوابعها:

– “أنا رحمة… متسأليش كتير، ولو شفتي حاجة غريبة… تجاهلي. أنا هنا من خمس سنين ولسه مش فاهمة حاجة.”

زينب ابتلعت ضحكتها بالعافية، وقالت:

– “تشرفت والله… واضح إني داخل على فيلم مش مكتب!”

وفجأة… دخل من الباب شاب لابس كاجوال، شعره منكوش وكأن الرياح لعبت فيه شوية، وبصّ للجميع وقال بصوت عالي:

– “فيه حد طلب بيتزا؟ آه لا… دي زينب الجديدة؟! أهلًا أهلًا يا أستاذة زينب، أنا كريم، الموظف الوحيد اللي بيكسر الملل في المكان ده…

ولو حسّيتي إنك مخنوقة، دوري عليّا… غالبًا هتلاقيني بضحك على ميم!”

ضحك الجميع، وزينب حسّت إن الجو بقى ألطف، وقالت وهي بتشاور على نفسها:

– “أنا زينب… ولسه جديدة أوي…

بس حابة أتعلم وأشتغل، ويا رب أحبكم أكتر ما خوفت منكم أول ما دخلت!”

ضحك كريم وقال:

– “إحنا اللي لازم نخاف! دي قالت يا رب أحبنا أكتر ما خافت… يعني الخوف كان كتير!”

سارة ضحكت وقالت:

– “كفاية هزار بقى، يلا يا زينب، أبدأ أعرّفك على الملفات، ونفهمك الدنيا ماشية إزاي.”

وفي نفس اللحظة اللي سارة كانت بتسلم فيها زينب الملف،

خرج أستاذ ياسين من القاعة الرئيسية، وكان واضح عليه التوتر،

كأن حاجة شاغلاه من قبل ما يدخل الشركة.

اتّجه ناحية مكتبه بخطوات سريعة،

لكن قبل ما يفتح الباب، قالت ياسمين – السكرتيرة – بنبرة محسوبة:

> “أنا رجعت لحضرتك مواعيد الجلسات الجديدة يا أستاذ ياسين، حطيتهم على المكتب.”

قال من غير ما يبص:

> “تمام… شكرًا.”

دخل مكتبه الفخم، وقفل الباب وراه.

المكتب واسع، مرتب، والإضاءة ناعمة.

قعد على الكرسي الجلدي الكبير، وفتح ملف قضية، كان مكتوب على الغلاف بخط بارز:

> “قضية الحضانة – رقم ١١٩٨/٢٠٢٣”

عيونه غرزت في الورق، كأن كل جملة فيها مفتاح لغز…

مندمج، مركز، مش سامع غير صوت تقليب الصفحات.

خبط الباب.

دخلت ياسمين، ماسكة فنجان قهوة على صينية صغيرة.

قالت بنعومة وهي بتحاول تسيب أثر واضح:

> “عملت لحضرتك القهوة اللي بتحبها… قهوة مخصوص، زي ما دايمًا بتقول.”

حركت إيدها وهي بتحط الفنجان بحركة محسوبة،

كأنها مش بس بتقدم قهوة،

لكن بتقدم نفسها… أو رسالة غير منطوقة.

لكن ياسين ما رفعش عينه حتى.

عينه في الورق، صوته عادي جدًا:

> “شكرًا.”

سكتت لحظة، مستنية نظرة أو أي رد فعل…

لكن مافيش.

حتى القهوة.

ولا كأنها موجودة.

اتلفتت، وخرجت وهي بتخفي خيبة نظرة ما تمسكتش.

رن تليفونه الشخصي.

مش رنة عادية…

رنّة واحدة كأنها ضربت في قلبه.

بص على الشاشة،

تجمّد لحظة، كأن الوقت وقف.

ثم رد بسرعة، صوته متوتر:

> “ألو؟ …

تمام انا جاي حالا 

اتصلوا بالدكتور…

حاولوا هدوم

بقلم امل شعبان محاميه قلبي

قفل المكالمة، قام من على الكرسي بسرعة،

بدأ يجمع الورق، حط الملفات في شنطة جلد سوداء بسرعة وعجلة،

بس وهو بيقفل الشنطة، نسي مستند مهم كان على طرف المكتب.

خرج من المكتب بسرعة، قافل الباب وراه بقوة.

✦ المشهد ينتقل: مكتب زينب

كانت زينب قاعدة على مكتبها الجديد،

قدامها ملف قضية نفقه وخلع.

كانت بتقرأ الورق بنظرات مركزة،

لكن عقلها بدأ يسرح كالعادة:

> “هو أنا شكلي بشرى خير؟

يعني لو اتجوزت واتطلقت…

على الأقل خدت فكرة عن النفقه والخلع…”

هزت راسها بسرعة:

> “أعوذ بالله!

إيه اللي أنا بقوله ده؟

أول يوم شغل، وأفكاري كلها سودة؟!”

قطعت شرودها سارة، بصوت جاد:

> “زينب!

في مستند مهم جدًا نسيه أستاذ ياسين،

هابعَت لك اللوكيشن على الواتساب…

روحي له بسرعة، لازم توصلي المستند حالًا.”

زينب بصّت لها، متفاجئة:

> “أنا؟ أودّيه فين؟

أنا أساسًا لسه مش عارفة شكل المكتب اللي أنا قاعدة فيه!”

سارة قالت بحزم:

> “ده شغل.

ولازم تتعلمي إن أي حاجة بنُكلّف بيها جزء من مسؤوليتنا.

اعملي اللي عليكي.”

زينب في سرّها، وهي بتقوم تاخد الملف:

> “تمام…

هو شكله يوم باين من أوله…

ولا أنا اللي شكلي نحس؟!”

بقلم امل شعبان محاميه قلبي 

✦ المشهد: في طريقها لتوصيل المستند

خرجت زينب من الشركة بسرعة،

خطواتها سريعة وفيها غِل،

وعمالة تتمتم مع نفسها بصوت منخفض بس واضح:

> “يعني هو أنا أول يوم شغل…

ولسه ما لحقتش أقعد حتى!

إزاي فجأة أبقى مندوبة توصيل؟!

وورق إيه اللي ما ينفعش يضيع… ده أنا نفسي ممكن أضيع!”

وقفت على الرصيف،

شاورت لتاكسي معدّي، وقف لها فورًا.

ركبت من ورا،

لسه بتتنفس من الخضة والتكليف،

مسكت المستند بإيدها كأنها شايلة كنز،

وصوت سارة بيرن في ودنها:

> “خلي بالك منه يا زينب…

الورق ده مفيش منه نسخة تانية،

وقضية مهمة جدًا، ولازم توصليه للأستاذ ياسين بنفسك،

ما ينفعش حد غيرك يلمسه.”

راحت مطلّعة موبايلها،

وورّت السواق اللوكيشن:

> “ممكن توديني هنا؟ ضروري.”

السواق قال وهو بيزق نظارته فوق مناخيره:

> “ماشي يا بنتي… على بركة الله.”

سندت راسها على الشباك،

وهي ماسكة الورق في حضنها كأنها بتحضنه،

الهدوء لف التاكسي، لحد ما فجأة…

اشتغلت أغنية حزينة قديمة من الكاسيت،

صوت المطرب بيقول:

> ♪ “> ♪ “يا بنتي اللي حظك نحس… 

” ♪

زينب شهقت ضحك مكتوم،

بعدين قالت وهي رافعة حواجبها للسواق، بنبرة متعصبة بس دمها خفيف:

> “هو ربنا عارف إن حظنا أحسن، بس بيجربنا كده في الدنيا؟!”

السواق بص لها من المراية، ابتسم وقال:

> “مالك يا بنتي؟”

زينب أول ما سمعت “مالك”،

اتفتحت… ما صدّقت حد يسأل،

وقالت وهي مش باينة زعلانة قد ما باينة متنكدة وبتضحك:

> “أنا؟!

ما ليش يا أسطى… ما ليش!

أنا كنت زي الفل،

لحد ما حضرتك شغّلت الأغنية دي،

ونكدت عليا وعلى اللي خلفوني!”

السواق انفجر من الضحك، ضحك من قلبه،

وقال وهو بيهز راسه:

> “طب ليه بس كده يا بنتي؟ ده أنا حبيت أهوّن!”

زينب ضحكت وقالت وهي عاملة صوت مزيعة حزينة:

> “تهوّن؟

ده أنت فركشت علاقتي بنفسي والله!”

زينب لسه بتضحك من الأغنية اللي نكّدت عليها غصب،

والسواق – – لسه 😂😂😂😂من كلامها،

وفجأة…

📱 رررن… رررن

موبايل زينب بيرن.

بصّت للشاشة، تنهدت،

ورفعت عينيها للسواق وقالت بنظرة كلها استسلام:

> “أدي أول نصيبة من نَصايب الدنيا اللي ربنا ابتلانا بيها…”

السواق انفجر من الضحك😂😂😂 وهو بيعدل المراية:

> “يا ساتر… دي داخلة دخلة تقيلة!”

ردّت زينب،

ندى دخلت المكالمة وهي طايرة من الحماس:

> “قووولي بقى!

أول ما دخلتي الشركة…

عجبهم الطقم؟

زمايلك عاملين إزاي؟

فيه حد حلو؟

المدير طلع طيب؟ ولا الشرير اللي في أي مسلسل تركي؟”

زينب ضحكت، ضحكة فيها حُرقة وتهريج،

وقالت وهي بتسند راسها تاني عالشباك:

> “طيب ولا شرير إيه يا ندى؟

ده اسمه زهايمر يا أختي!”

السواق سمع الكلمة،

😂😂😂🤭 عالية كأنه اتخنق من الضحك،

وزينب لسه بتكمل، وبتقول بنبرة استسلام ساخر:

> “نسي ورق مهم…

وراح مديني أنا…

أنا اللي لسه ما لحقتش أحفظ شكل المكتب اللي قاعدة عليه،

وقالوا: زينب توصله بنفسها…

ليه؟

عشان أنا أكتر واحدة نحس في المنطقة كلها!”ندى صوتها جاي من السماعة باندهاش:

> “مين ده اللي بيضحك معاك؟

إنتي فين؟”

زينب وهي بتبص للسواق اللي عمال يضحك لدرجة دموعه نزلت:

> “ده؟

ده عم رمضان…

السواق اللي بقي من العيلة خلاص،

عرف تاريخي الأسود من أوله!”

السواق بص في المراية وقال:

> “أنا حاسس إني لو فضلت ساكت أكتر من كده،

الكون هيكافئني بورق المهمة السريّة!”

ندى بصوتها العالي كعادتها،

صرخت في السماعة:

> “إنتي مجنونة يا زينب؟

هو إنتي مش المفروض شغلك جوه مكتبك؟

رايحة في حتة ما تعرفيهاش ليه؟!

ليكونوا منظمة بتسرق أعضاء الناس ولا حاجة!”

زينب اتجمّدت ثواني،

بصّت من الشباك كأنها بدأت تفكر بجد،

وقالت بنبرة اكتشاف مرعب بس ضاحك:

> “أنا فعلاً مجنونة…

من يوم ما صدقت إن الست مالهاش غير شغلها!”

السواق سمع الحوار،

ومسك بطنه من كتر الضحك،

وقال وهو بيكاد يفرمل:

> “لا والله يا بنتي…

بطريقتك دي أنا هشغلك معايا،

كل مشوار 

زينب ضحكت، بصّت له وقالت وهي بتكمل مكالمتها:

> “بعدين يا ندى…

منظمة أعضاء إيه؟

أنا محتاجة أعضاء جديدة الأول،

ده كليتي بتهتف: خدي أجازة!”

السواق كان سايق وبيبص لهم من المراية،

لسه بيضحك من قلبه،

بس فجأة قال بجدية كأنّه بيفكر بصوت عالي:

> “بس ندى عندها حق…

يعني إزاي يبعثوكي لوحدِك كده،

ده حتى من يومين بس،

في واحدة راحت توصّل أوراق،

ولقوها مقتولة في جنينة عامة،

ومحدش عارف مين اللي عمل كده!”

زينب حرفيًا كانت بتضحك…

بس أول ما عم رمضان قال كلمته دي،

وشها قلب من ضحكة لصفراء،

ومن صفراء لـ “إحنا هنموت؟!” 😳

شدت شنطتها كأنها هتنط من التاكسي وهي بتزعق:

بقلم امل شعبان محاميه قلبي 

بصّت للسواق من المراية،

وبعدين للموبايل،

وقالت بصوت 

> “يقطع الشغل وسنينه يا عم رمضان!

لفّ… لفّ وارجعلي عالشركة فورًا!

بلا شغل بلا مستندات،

وهي بترتعش، رفعت موبايلها وقالت بنبرة فيها رعب وكوميديا:

> “منك لله يا ندى…

إنتي اللي لعبتي في دماغي،

وقلتي لي الست لازم تشتغل وتستقل وتبني مستقبلها،

آدي هو المستقبل…

شكله في مقبرة جماعية!”

عم رمضان وهو بيضحك وبيبص لها من المراية:

> “يا بنتي ما فيش حاجة والله…

دي منطقة راقية، ناس أكابر وساكنين فيها سفرّا وسفيرات!

ده أنا كنت بهزر معاكي، ما كنتش أعرف إن قلبك رهيف كده.”

زينب كانت لسه ماسكة شنطتها، بتشد فيها كأنها هتنط من العربية،

بعدين وقفت فجأة، لفّت له بنظرة فيها نص رعب ونص زعل:

> “عيب عليك يا عم رمضان!

أنت كده بتلعب بمشاعر بني آدم!

ده أنا كنت همسك ورقة من الورق دي وأكتب وصيتي!”

✨ تابعونا في الفصل الجاي…

هل هتوصل زينب للمكان؟

وهل مستند القضية ممكن يغير مصير حد؟

وهل فعلاً الأستاذ ياسين مجرد مدير… ولا جايب وراه حكاية تانية؟

ما تنسوش: 🌟 اللايك الحلو زيكم

✍️ والتعليق اللي بنستناه منكم

🖤 وشاركونا: تتوقعوا إيه اللي هيحصل؟

بقلم: أمل شعبان – محامية قلبي

• تابع الفصل التالى ” رواية محامية قلبي  ” اضغط على اسم الرواية

أضف تعليق