رواية محامية قلبي الفصل الثالث 3 – بقلم أمل شعبان
الفصل 3
بقلم امل شعبان محاميه قلبي
الساعة كانت داخلة على تمانية ونص…
الشمس خارجة من شباك الأوضة كأنها بتقول: “قوموا بقى، في حد عنده شغل جديد!”
لكن زينب؟
كانت غرقانة في النوم كأنها سهرانة على مسلسل تركي مدبلج…
وفجأة… من المطبخ، خرج صوت أمها زي صافرة إنذار حريق:
– “يا زينب! يا بنتي! قومي يا اختي! الساعة جريت وإنتي نايمة كأنك في منتجع! أول يوم شغل وتنامي؟!”
زينب صحت مفزوعة، شعرها منكوش كأنها اتخنقت في الحلم، وبصّت حواليها وهي بتقول:
– “هو أنا لسه في الدنيا؟… يا مصيبتي! اتأخرت!”
قامت بسرعة وفضلت تلف في الأوضة زي التورنيدو، وهي بتقلب في الدولاب:
– “البس إيه؟ ألبس إيه؟ ما ينفعش ندى تلبّسني تاني، أنا مش حمل نكسة جديدة، كفاية الجزمة اللي خدت من رجلي عهد دم امبارح!”
—
وهي بتحاول تسحب بنطلون، دخلت مريم أختها من الصالة، لابسة تريننج وقاعدة بتذاكر على الكنبة، بس عنيها راحت فورًا على زينب، وبصّت لها بنظرة فيها مزيج من الرعب والاستسلام:
– “ده أول يوم شغل؟ أمال لو اشتغلتي بقالك سنة هتروحي بالملاية؟!”
زينب رمقتها بنظرة شقية وقالت: – “يا بيت اسكتي… هو أنا ناقصة لذعات!”
—
وهنا… حصلت المفاجأة.
خبط الباب خبطة فيها ثقة كأن اللي وراها داخلة مؤتمر صحفي.
ندى دخلت.
ولأول مرة… ندى جاية بشيء مفيد.
شايلة في إيدها كيس هدوم مغلف كأنه هدية، ووشها فيه نظرة انتصار، وقالت وهي بتدخل ببهجة:
– “أنا كنت عارفة إنك هتبوّزيها وتنامي!
عشان كده… أنا جهزتلك طقم مخصوص لأول يوم شغل.
من غير ما تتكلمي، قومي ولبّسيه، أنا مش بس ستايلست… دي مسؤوليتي الأخلاقية دلوقتي!”
زينب بصّت للكيس، وبعدين بصّت لندى، وبعدين رجعت للكيس…
وقالت بنبرة فيها ريبة وتاريخ مؤلم:
– “ندى… بعد اللي حصل امبارح، أنا ما عنديش قدرة نفسية على تجربة جديدة.
الجزمة لحد دلوقتي صباعي الكبير مش نازل من فوق الظهر… انتي عايزة تكملي عليه ولا إيه؟!”
ندى فتحت الكيس، وطلعت الطقم كأنها بتكشف عن كنز:
بنطلون جينز غامق، سويت شيرت بيچ على أزرق، وكوتشي أبيض نضيف لسه فيه ريحة العلبة، وقالت بحماس:
– “اسمعي الكلام بس، أنا اخترت ده مخصوص يديكي شخصية فيها وقار، بس مش كبيرة، وفيها شياكة بس من غير ما تفتحي بوتيك… ولمّي شعرك كعكة، حطي لمعة على الشفايف، وادخلي كده قولي: صباح الفل يا عدالة!”
زينب نازلة من على السلم، الطقم اللي اختارته ندى مخلّي شكلها متغير كليًا.
الكوتشي الأبيض، الجينز الغامق، والسويت شيرت البيچ على أزرق…
وشّها فيه إشراقة جديدة، شعرها مرفوع بكعكة بسيطة، وفيه لمعة خفيفة على شفايفها،
زي واحدة خارجة من إعلان مش من بيت بسيط في حارة.
أمها لمحتها من الكنبة، قامت فورًا وهي بتقول:
– “اللهم صلي على النبي… بنتي قمر!
ربنا يفتحها في وشك يا بنتي… ويرزقك من حيث لا تحتسبي.
ويحنن قلوب الناس عليكِ.
ويبعد عنك ولاد الحرام… آمين يا رب.”
زينب ضحكت، قربت تبوس إيد أمها، وقالت:
– “ادعيلي يا ماما، أول يوم شغل… قلبي عمال يدق زي طبلة في فرح بلدي!”
ندى كانت واقفة جنب الباب، بإيدها شنطة زينب، وبتقول بنبرة فخر:
– “أنا حاسّة إن بنتي داخلة تمثل مصر في الأمم المتحدة!
كده تمام، لا تقلقي… أنا راضية تمامًا.”
مريم، من مكانها عند الطرقة، بصّت بنظرة مش عاجبها العجب، وقالت:
– “أنا مش عارفة الناس دي فرحانة على إيه…
أنا عارفاها، زينب دي هترجع من الشغل يا موقوفة يا مطرودة يا معاها استدعاء لولي الأمر!”
أمها شخطت فيها وهي لسه بتدعيلها:
– “اسكتي يا مريم! بلاش نظرة التشاؤم اللي هتسد نفس ربنا!
ربنا يفتحها على أختك، واحنا سايبينها في رعاية الكريم.”
زينب خدت شنطتها، خدّت نفس،
وسابت باب البيت وراه صوت أمها بيقول:
– “اوعي تنسي نفسك! خلي دماغك في شغلك، وبلاش هزار كتير!”
ندى ماشية جنبها وهي بتهمس:
– “والله أنا متفائلة… دي هتعمل عمايل.”
—
قطع…
المشهد: قدام شركة المحاماة – الساعة 9:03
قدام الشركة…
الشمس بدأت تسخن الجو، وزينب واقفة قدام نفس الباب اللي دخلته امبارح وهي بترتعش.
نفس الاستقبال، نفس الرخامة، ونفس الكرسي اللي قعدت عليه وهي بتقلب في ورقها بإيد بتتهز.
لكن النهاردة؟
هي داخلة موظفة.
مش متقدّمة.
وفي لحظة حماس خفيف داخل قلبها، قالت لنفسها:
– “أوعى تكوني لسه نايمة يا زينب… انتي في الجد دلوقتي.”
دخلت…
وفي الاستقبال، ياسمين، السكرتيرة اللي جمالها طاغي لدرجة إن العطر بتاعها ممكن يُصنّف سلاح.
بصّت لزينب، من فوق لتحت، بنظرة فيها حاجة مش مفهومة…
مش ترحيب…
ولا استهزاء…
بس حاجة فيها منافسة؟ أو تحذير؟ زينب مش قادرة تفسّرها.
ما تنسوش: 🌟 اللايك الحلو زيكم
✍️ والتعليق اللي بنستناه منكم
🖤 وشاركونا: تتوقعوا إيه اللي هيحصل؟
بقلم: أمل شعبان – محامية قلبي
• تابع الفصل التالى ” رواية محامية قلبي ” اضغط على اسم الرواية