Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عرض جواز الفصل الثانى 2 - بقلم أسماء صلاح

 رواية عرض جواز الفصل الثانى 2 - بقلم أسماء صلاح 

البارت الثاني من عرض جواز 

توقفنا لما نظرت نجمة للشخص اللي قاعد على الترابيزة، واللي هو مروان، وأخذت نفس وراحت له، وشدت كرسي الترابيزة وقعدت قصاده.

رفع مروان وشه ونظر لها باستغراب:

مروان: أفندم؟

نجمة: أنا آسفة على اللي عملته، ماتزعلش مني.

مروان: أفندم؟ انتي بتقولي إيه؟

نجمة: تتجوزني.

انصدم مروان.

نجمة لنفسها بابتسامة خفيفة: أيوه، هي دي ردة الفعل اللي أنا عاوزاها.

قام مروان من على الكرسي بصدمة:

مروان: انتي قولتي إيه؟

نجمة: إيه، أنت ما سمعتنيش؟ بقولك تتجوزني.

قامت ووقفته:

نجمة: وبعدين، أنت وقفت ليه؟ اقعد علشان نتكلم، ما ينفعش نبقى واقفين كده.

مروان: انتي مجنونة، صح؟

نجمة باستغراب: مجنونة؟

مروان بضيق: آه، مجنونة، وشكلك كده هربانة من مستشفى المجانين.

وطلع المحفظة من جيبه.

نجمة: أنت إزاي تقول كده؟

حط مروان الحساب على الترابيزة ونظر لها بغضب وماشي.

نجمة لنفسها: ما ينفعش يمشي دلوقتي، لسه الحوار ما خلص، أنا عاوزة انفعال أكتر، لازم أمنعه.

راحت مسرعة ووقفت قدامه، فوقف مروان ونظر لها بدهشة.

نجمة: أنت رايح فين وسيبني كده؟ لدرجة دي زعلان مني ومش عاوز تتكلم معايا؟

مروان بضيق: زعلان منك إيه وزفت إيه، هو أنا أعرفك أصلا علشان أزعل منك؟ اتفضلي امشي من قدامي.

نجمة: أمشي؟

مروان: أيوه، تمشي، اتفضلي. (وشاور بإيده).

نجمة: أنا عارفة أنك زعلان، بس تعال نقعد ونتكلم.

مروان: نتكلم إيه، أنا ما أعرفكيش أصلًا علشان نقعد نتكلم.

نجمة: ما تعرفنيش؟

مروان: أيوه، ما أعرفكيش، ويلا امشي من قدامي. (وشاور بإيده).

نجمة: لدرجة دي زعلك مني نساك كل اللي كان بينا؟

مروان بعصبية: أنساه إيه، هو أنا عمري شفتك؟

نجمة: عمرك ما شفتني؟

مروان بصوت مرتفع وبغضب: أيوه، عمري ما شفتك، ويلا بقى امشي من هنا، أنا مش ناقص جنان على الصبح.

نجمة: اهدى بس وتعال نقعد، أنا عارفة أنك زعلان مني علشان اللي عملته، فأنا آسفة، ما كنتش أقصد والله.

مروان بصوت مرتفع و بعصبية: انتي مجنونة؟ هو أنا أعرفك؟

وجاء الجرسون على صوت مروان واستغرب:

الجرسون: فيه حاجة يا فندم؟

مروان: أنا عارف إيه البلاوي اللي بتتحدف على الواحد دي؟

نجمة: أنا بقيت بلاوي؟ أنت زعلان مني ليه دلوقتي؟ ما أنا اعتذرت لك!

مروان بعصبية: اعتذرتي لي إيه وزفت إيه؟ أنا ما أعرفكيش، أفهمي بقى! انتي ما بتفهميش؟

نجمة: كفاية بقى اللي أنت بتعمله ده، الزعل ليه حدود، وبعدين أنا بدأت أضايق بجد!

مروان بصوت مرتفع: ما تضايقي ولا تتحرقي حتى، أنا مالي.

نجمه: أتحرق؟

مروان: أيوه تتحرقي، وابعدي بقى من قدامي أحسن لك.

الجرسون: اهدى بس يا فندم.

مروان: أهدى إيه وزفت إيه أنت كمان؟ إزاي تدخلوا ناس مجانين كده الكافيه؟

نجمه: أنا مش مجنونه، فاهم؟ وإياك تاني مرة تقول الكلمة دي! وبعدين أنت بتكلمه كده ليه؟ هو عبد عندك علشان تكلمه كده؟ يعني الحق عليه إنه بيحاول يهديك؟

مروان: أنا بقول له كده علشان هو غلطان! إزاي يسمح لمجنونه زيك تدخل الكافيه وتقعد؟ المفروض اللي زيك يبقوا في مستشفى المجانين مش ماشيين لوحدهم كده في الشوارع! وبعدين، مش مجنونة زيك تعلمني أتكلم إزاي، فاهمة؟

نجمه: قولت لك أنا مش مجنونة، سامع؟! (ورفعت إيدها في وشه)

مروان: أمال تسمي اللي انتِ عملتيه ده إيه؟ ده غير الجنان يعني؟ أنتِ مجنونة، وابعدي بقى من وشي أحسن لك!

نجمه: مش هبعد، ووريني بقى هتعمل إيه؟

مروان: قولت لك ابعدي!

نجمه: قولت لك مش هبعد!

الجرسون: يا آنسة، ما ينفعش كده، ابعدي حضرتك.

مروان: أنت بتحترمها؟ اللي زي دي تطلعها وترميها بره الكافيه مش تحترمها!

نجمه: والله اللي زيك هو اللي يترمي بره، مش أنا!

الجرسون: يا آنسة، ما يصحش كده! انتِ متعرفيش ده مين؟

نجمه: هيكون مين يعني؟ رئيس الوزراء؟

مروان (بصوت مرتفع وبعصبية): شوفي، أنا هعد من واحد لتلاته، وقسم بالله لو ما بعدتي، أنا هعرفك أكون مين! وهتشوفي اللي عمرك ما شوفتيه، وهخليكي تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه!

نجمه: والله؟

مروان: واحد!

الجرسون اندهش.

مروان: اتنين!

نجمه لنفسها بقلق: إيه اللي أنا عملته ده؟ الموضوع كده هيكبر! وبعدين، أنا كنت عاوزة رد فعل منه وخلاص، إيه اللي خلاني أنفعل بالشكل ده وأخرج عن الموضوع؟ لازم ألمّ الموضوع قبل ما يكبر أكتر من كده.

الجرسون: يا آنسة، ابعدي! ما ينفعش كده!

نجمه (بغضب، وبعدت شوية).

مروان ماشي بضيق.

نجمه بتنظر له وهو ماشي: استنى!

ووقف مروان والتفت لها بغضب.

نجمة: أوعى تفتكر إن أنا بعدت علشان خفت من تهديدك، ده لا تبقى غلطان، أنا ما بخافش ولا عمري هخاف إلا من اللي خالقني، أنا بعدت بس علشان ما أعملش مشاكل في المكان مش أكتر.

راح لها مروان ووقف قدامها: ما تعمليش مشاكل في المكان؟ كل ده وما عملتيش مشاكل؟ انتي والله أكيد مجنونة، وبعدين انتي ما بتخافيش؟ بس أنا بقى كنت هخليكي تخافي وأذوقك إزاي طعم الخوف، بس انتي اشتريتي نفسك لما بعدتي، وكويس إنك عملتي كده علشان أنا مش فاضي لوحدة زيك.

ومشي وخرج من الكافيه.

نجمة بضيق: إيه الحيوان ده!

ومشت.

الجرسون لنفسه بقلق: حيوان! مروان بيه الشناوي يتقال عليه حيوان؟ طيب كويس إنه ما سمعكيش، والا كان عمل فيكي اللي عمرك ما شفتيه.

وقعدت نجمة على الترابيزة بغضب.

مروان ركب عربيته، ولـنفسه بعصبية: دي إيه المتخلفة دي؟

وتحرك.

نجمة نظرت حواليها بغضب، لقيت الجرسون واقف بينظر لها.

نجمة: إيه، فيه حاجة؟

الجرسون: ها... لا، مافيش.

نجمة: أمال بتبص لي كده ليه؟

الجرسون: ها... لا يا فندم، مافيش ومشي.

نظرت نجمة قدامها، وقـفلت اللاب توب، وأخذت شنطتها، وطلعت الفلوس، ودفعت الحساب، وحطت اللاب توب في شنطتها وقـفلتها، وقامت.

ونظر لها الجرسون باستغراب.

وخرجت نجمة من الكافيه، ونظرت لقيت تاكسي، وبضيق: تاكسي وشاورت له.

ووقف سواق التاكسي.

وركبت نجمة العربية: اطلع يا أسطى.

السواق: حاضر.

وتحرك.

في فيلا الشناوي:

خرج كريم من غرفته، ونزل، ملقاش حد.

كريم: هي ماما فين؟ معقول لسه نايمة؟

بص حواليه: يا عايشة! عايشة!

وجاءت عايشة الشغالة: أيوه يا فندم؟

كريم: هي ماما فين؟ لسه نايمة؟

عايشة: لا يا فندم، صحت.

كريم: أمال هي فين؟

عايشة: قاعدة في الانتريه  يافندم.

كريم: في الانتريه؟

عايشة: أيوه يا فندم.

كريم: طيب، روحي انتي، اعملي كابتشينو.

عايشة: طيب، ما أحضر لحضرتك الفطار يا فندم؟

كريم: لا، اعملي كابتشينو بس.

عايشة: حاضر يا فندم.

ومشت.

راح كريم على الانتريه، ملقاش حد، فاستغرب.

كريم: الله! مافيش حد هنا؟

شاف عايشة ماشية.

كريم: عايشة!

وقفت عايشة: أيوه يا فندم؟

كريم: مافيش حد في الانتريه؟

وراحت له عايشة، وملقتش حد.

عايشة: بس أنا شفت وجدان هانم كانت قاعدة هنا من شوية يا فندم.

كريم: أمال راحت فين؟ هي ماما مش في المطبخ؟

عايشة: لا يا فندم.

كريم: أمال هيكون راحت فين؟ ليكون ماما اتبخرت!

عايشة ابتسمت.

والدته سمعت كلامه وهي جاية: اتبخرت إيه يا قليل الأدب انت!

كريم: إيه يا ماما! كنتِ فين؟

والدته وقفت قدامه: هكون فين يعني؟ ما أنا قاعدة معاك أهو. روحي انتي يا عايشة.

عايشة: حاضر يا هانم. ومشت بابتسامة.

كريم: قاعدة معايا فين! أنا بقالي ساعة بدور عليكي! انتي كنتي مستخبية ولا إيه؟

والدته: وهستخبى ليه؟ عاملة عاملة ولا إيه؟ وبعدين إيه "اتبخرت" دي؟

كريم: أصل عايشة قالت لي إنك قاعدة في الانتريه، فجيت أشوفك ملقيتكيش، فافتكرت إنك اتبخرتي، يعني اختفيتي زي الأفلام الأجنبية اللي أنا بتفرج عليها. تلاقي البطل من دول يختفي فجأة يا ماما!

والدته: بطل إيه واختفى إيه؟! انت بتخرف على الصبح؟ وبعدين إيه اللي مصحيك بدري؟ مش عوايدك يعني تصحى دلوقتي!

كريم: يعني أصحى بدري مش عاجب! أصحى متأخر مش عاجب! ارسوا لكم على حل عشان أعمله وأخلص.

والدته: احنا برده اللي نرسي على حل؟! انت اللي ترسى على حل وتنظم حياتك شوية!

كريم: أنظم إيه يا ماما؟ هي جدول عشان أنظمه؟ دي حياتي! وبعدين كفاية واحد منظم عندنا، هيبقوا اتنين؟ هتبقى خنقة!

والدته: ما تتلمّي يا ولد! وضربته على كتفه.

كريم ابتسم: صباح الفل يا ست الكل! وباسها على خدها.

والدته ابتسمت: وإيه اللي انت عملته ده؟

كريم: إيه! ببوسك! بلاش أبوس والدتي كمان؟

والدته: مافيش فايدة فيك! مش هتكبر أبداً.

كريم نظر لنفسه باستغراب: كل ده يا ماما وماكبرتش؟! وشاور على نفسه.

والدته: انت صحيح بقيت طولي، بس عقلك لسه قد كده! وشاورت له بيدها.

كريم بابتسامة: ده صغير قوي يا ماما، ما تكبّريه شوية؟

والدته باستغراب: أكبر إيه؟

كريم: عقلي اللي في إيدك!

والدته نظرت ليدها و التفتت له وضحكت.

كريم: أيوه كده! اضحكي! وحط إيده على كتفها وباسها على خدها.

جاءت عايشة ومعها الكابتشينو و بابتسامة: اتفضل يا فندم الكابتشينو.

كريم: طيب. وشال إيده من على كتف والدته.

والدته: انت فطرت الأول عشان تشرب كابتشينو؟

كريم: لا يا ماما، أنا هشرب ده بس، مش عايز أفطر. وأخذ الكابتشينو. شكراً يا عايشة.

عايشة: العفو. ومشت.

والدته: ليه يا ابني؟ ما تفطر الأول ده...

كريم قطع كلامها: عارف يا ماما إنك هتقولي إيه! هتقولي إن الفطار أهم وجبة في اليوم كله، صح؟

والدته: أما انت عارف إنها أهم وجبة في اليوم كله! مش عايز تفطر ليه؟

كريم: علشان ماليش نفس، وبعدين انتي عارفة إني ما بفطرش قوي. وبيشرب من الكابتشينو.

والدته: ايوه بس بتاكل أي حاجة.

كريم: انا هبقى آكل أي حاجة في الجامعة يا ماما.

والدته: ليه انت رايح الجامعة؟

كريم: ايوه، إنما قولي لي هو المنظم فين؟ وبيشرب من الكابتشينو

والدته: ولد، اتكلم كويس عن أخوك. (وضربته على كتفه)

(واهتز المج من إيد كريم): حسبي يا ماما، الكابتشينو هيقع عليّ، ولو وقع هروح أغير لسه.

والدته: خايف قوي على الشياكة لتبوظ!

كريم: ايوه طبعًا، مش لازم أبقى شيك؟ وهو أنا أي حد؟ يا أنا كريم عابد الشناوي يا ماما! (ومسك ياقة الجاكت) وبعدين يا ماما، أنا منظرك، الناس لما تشوفني شيك كده وزي القمر، هتعرف إن أمي شيك، صح ولا لا؟

والدته: صح يا أخويا، بس بطل غرورك ده وخليك متواضع شوية.

كريم: هو أنا عندي غير التواضع يا ماما؟

والدته: آه، ما هو باين.

كريم: شفتِ بقى؟ ما قلتليش المنظم فين؟ مش سامع صوته يعني؟

والدته: ثاني بتتكلم عن أخوك كده؟ يا ابني، مروان ده أخوك الكبير، ما ينفعش تتكلم عنه كده.

كريم: دي هي سنة يا ماما اللي بيني وبينه، وبعدين انتي اللي غلطانة، مش عارفة تجيبيني أنا الكبير الأول!

والدته: هي دي حاجة بإيدي علشان أعملها وأجيبك انت الكبير؟

كريم: آه، صح معاكي حق، وبعدين كويس إني ما بقيتش أنا الكبير.

والدته: ليه بقى؟

كريم: علشان بيقولوا إن الكبير بيبقى عاقل أوي وعنده عقل كبير، وانتي بتقولي إن أنا عقلي صغير قد كده (وشاور لها).

والدته (ابتسمت): صح، انت معاك حق، انت ما تعرفش تكون الكبير!

كريم: ومش عايز أبقى الكبير يا ماما، لو هو بالشكل ده، أنا مبسوط وأنا صغير. ما قلتليش بقى المنظم فين؟

والدته: برده؟

كريم: خلاص ولا تزعلي نفسك، أخويا الكبير مروان فين؟ كده كويس؟

والدته: هيكون فين يعني؟ راح الشركة.

كريم: إيه ده؟ رايح الشركة من غير ما يصبح عليّا ويشوفني؟

والدته: ما انت كنت نايم وما رضاش يصحيك.

كريم: طيب امسكي الكابتشينو ده.

والدته: إيه؟ مش هتكمله؟

كريم: امسكي بس يا ماما.

والدته: طيب. (وأخذت المج)

كريم: سلام. (وباسها على خدها وماشي)

والدته (ابتسمت): انت رايح فين؟ تعالَ كمل الكابتشينو بتاعك!

(ووقف كريم ونظر لها): لا، دي هدية مني ليكي يا ماما، اشربيه، أنا هروح الشركة أشوف الأستاذ وأصبح عليه، وبعدين أروح الجامعة.

والدته: بس ليكون مروان مشغول ولا حاجة، هتعطله عن الشغل؟

كريم: هعطله إيه يا ماما؟ هو ده بيتعطل أبدًا؟ ده دماغه بس مبرمجة على الشغل! يا أنا بتكلم معاه وهو بيشتغل وما بيردش عليّ، ولا  اديني حد قاعد!

والدته: ما انت عارفه، لما بيكون مشغول ما بيعرفش يرد على حد، بتروح له ليه بقى وهو مشغول؟

كريم: ما أنا لو استنيت يا ماما لما يفضى، يبقى مش هتكلم معاه خالص، عشان هو ما بيفضاش أساسًا! يبقى أعمل إيه؟ أكلمه وخلاص بقى وهو مشغول!

والدته: ما هو الله يكون في عونه، شايل الشغل كله لوحده من ساعة ما عابد مات... وانت ما تتكسفش على دمك وتروح تشتغل معاه تساعده شوية؟ لا...!

كريم (ابتسم): إيه يا ماما، مش انتي لسه قايلة إن عقلي صغير؟ هشتغل إزاي بقى؟

والدته: هو انت ما صدقت إني قلت إن عقلك صغير، قاعد تفكرني بيها كل شوية؟

كريم: بصراحة، آه... يلا سلام.

والدته (ابتسمت): مع السلامة.

(وخرج كريم من باب الفيلا.)

والدته: مافيش فايدة... (وبتشرب الكابتشينو) إيه ده!  من غير سكر! بيشربه إزاي كده وهو مر؟ يا عايشة! عايشة!

(وجاءت عايشة): أيوه يا هانم؟

وجدان: امسكي الكابتشينو ده.

عايشة: حاضر. (وأخذته.)

وجدان: اشربيه أو كُبّيه.

عايشة: حاضر يا هانم، تأمري بحاجة تانية؟

وجدان: لا، روحي انتي شوفي شغلك.

عايشة: حاضر. (ومشت.)

(وطلعت وجدان على غرفتها.)

أمام باب الفيلا:

(راح كريم عند عربيته وفتح الباب، وقال لجاد البواب اللي كان قاعد جنب البوابة.)

كريم: جاد!

(ونظر له جاد.): أيوه يا كريم بيه. (وقام.)

كريم: افتح البوابة.

جاد: حاضر. (وفتح البوابة.)

(وركب كريم عربيته وتحرك.)

جاد: مع السلامة يا فندم.

(وشاور له كريم وخرج من الفيلا.)

(وقفل جاد البوابة وراها، وقعد جنبها.)

في بيت نجمة:

(خرج جمال من غرفته.): أما أشوف عندنا كده طماطم ولا لا، علشان الطبيخ، ولو مافيش أجيب معايا وأنا جاي من المدرسة. (وراح المطبخ ونظر في التلاجة مالقاش فيها غير طماطميتين.)

كويس إن أنا افتكرت قبل ما أنزل، أهو ما كانش فيه طماطم، لو ما كنتش افتكرت، كنت هعمل الأكل بإيه بقى؟ هبقى أجيب وأنا جاي، بس يارب ما أنسى. (وخرج من المطبخ وفتح باب الشقة ونزل.)

في الشارع 

لقى سعيد جارهم في الشارع فاتح الدكان بتاعه. 

جمال: صباح الخير يا سعيد!

(ونظر له سعيد وهو بيرص الحاجة في الدكان.)

سعيد: صباح الخير يا أستاذ جمال، اتفضل!

جمال: لا شكرًا، أصل أنا رايح المدرسة.

سعيد: طيب، مع السلامة. (وشاور بإيده.)

جمال: الله يسلمك. (ومشي.)

في التاكسي:

(نجمة لنفسها، بضيق.): هو إزاي يكلمني كده؟ شايف نفسه على إيه؟ ليكون رئيس الوزراء وأنا مش واخدة بالي؟ لا، وبيهددني كمان؟ ده إيه البجاحة دي؟ وإيه "اشتريت نفسي"؟ ليه، كانت البلد سايبة ولا إيه علشان شايف نفسه كده وبيهدد الناس كده؟ إيه القرف ده؟

(ووقف السواق العربية.)

السواق: وصلنا يا آنسة.

نجمة: ها؟

السواق: وصلنا الجامعة.

(ونظرت نجمة من شباك التاكسي، لقت الجامعة، والتفتت للسواق.)

نجمة: طيب. (ودفعت الحساب، ونزلت من التاكسي، ودخلت الجامعة، وراحت على كليتها، وقعدت جنب الكلية بضيق، وتذكرت اللي حصل معاها.)

في عربية مروان:

(وبيفتكر مروان اللي حصل معاه في الكافيه، ولـنفسه، بضيق.)

كان ناقصني كمان مجانين على الصبح! ده إيه قلة الأدب اللي هي فيها دي؟ أكيد دي ما عندهاش عقل، ومجنونة فعلًا! جاية تقول لي "تتجوزني"؟ دي ما عندهاش احترام ولا أخلاق! إزاي تقول لواحد كده ما تعرفوش؟ أنا مش فاهم، أهلها فين دول وسايبينها كده تعرض نفسها على الشباب؟ ده إيه الحقارة والقذارة دي؟ أنا ما شفتش كده! لا، وواقفة كمان تعلّمني أتكلم إزاي؟ يعني حقيرة ومعدومة الأخلاق، وجاية تعلّمني أتكلم إزاي؟ ده إيه ده؟! (ونظر من شباك العربية.)

أمام المدرسة:

(وصل جمال على المدرسة، ودخل، ونظر على التلاميذ في الحوش وهو رايح على الفصول، لقى أستاذ عصام، مدرس الرياضيات، جاي.)

جمال: صباح الخير يا عصام.

عصام: صباح الخير يا جمال، إيه؟ انت لسه جاي ولا إيه؟

جمال: أيوه، ما أنا  الحصص بتاعتي متأخر شوية.

عصام: آهاا، يا بختك يا عم، هو دايمًا التاريخ كده واخد حقه! أنا هنا من الساعة 7:00.

جمال: إيه، انت هتقر ولا إيه؟

عصام: لا يا عم، مش هقر، ما تخافش، أنا عينيّ إيه؟  اه مش مدوّرة!

(جمال ابتسم.)

جمال: طيب، أنا همشي بقى علشان عندي حصة.

عصام (بابتسامة): طيب.

(وراح جمال على الفصل، ودخل لقى التلاميذ قاعدين بيلعبوا.)

جمال: قايم!

(ونظروا له التلاميذ، ووقفوا.)

جمال: جلوس!

(وقعدوا التلاميذ.)

جمال: يلا طلعوا كتاب التاريخ وافتحوا على الفصل الرابع.

التلاميذ: حاضر يا أستاذ. (وطلعوا الكتب وفتحوا على الدرس الرابع.)

(وراح جمال، وأخذ كتاب من تلميذ، وبدأ يشرح.)

أمام شركة الشناوي:

(وصل كريم الشركة، ووقف العربية، ونزل منها، ونظر على الشركة، ودخل، وراح على مكتب مروان.)

(ونظر له الموظف، ووقف.)

الموظف: صباح الخير يا فندم.

(والتفت له كريم، ووقف.)

كريم: صباح الخير. (ومشي.)

(والموظف بينظر له وهو ماشي، وكريم راح على مكتب مروان، وهيفتح الباب.)

(ونظرت نجوى السكرتيرة، لقت كريم بيه، وقامت، وبابتسامة.)

نجوى: صباح الخير يا فندم.

كريم: صباح الخير يا نجوى. (وهيفتح الباب.)

نجوى: هو حضرتك رايح فين؟

كريم: هكون رايح فين يعني؟ داخل لمروان أخويا، إيه؟ فيه مانع ولا إيه؟

نجوى: لا يا فندم، أنا آسفة بس...

كريم: بس إيه؟

نجوى: مروان بيه مش في مكتبه يا فندم.

كريم: مش في مكتبه؟ أمال فين؟

نجوى: معرفش يا فندم، هو لسه ما وصلش.

كريم: ما وصلش؟

نجوى: أيوه يا فندم.

(كريم لنفسه، باستغراب.)

غريبة، ده ماما قالت لي إنه راح الشركة، وهو مش هنا! أمال هيكون راح فين؟ وبعدين ليه يكذب على ماما ويقول لها إنه رايح الشركة؟ ده عمره ما كذب عليها! أما اتصل بيه أشوفه فين... (وطلع التليفون من جيبه وهيتصل.) لا، بلاش! أحسن ليكون في شغل ولا حاجة... استنى شوية لما ييجي. (وقعد على الكرسي قصاد نجوى.)

نجوى: اتفضل يا فندم في مكتب مروان بيه، عقبال ما ييجي.

كريم: لا، أنا هستنى هنا لما ييجي، اقعدي انتِ، شوفي شغلك.

نجوى: حاضر يا فندم. (وقعدت.)

(وفتح كريم تليفونه وبيتصفحه.)

نجوى السكرتيرة: تشرب إيه يا فندم؟

كريم: لا شكرًا، مش عايز حاجة. (ونظر في تليفونه.)

نجوى: طيب. (ونظرت في الملف اللي قدامها.)

أمام الشركة:

(وصل مروان  الشركة، ووقف العربية، ونزل منها، ودخل الشركة بغضب، وراح على مكتبه.)

(ونظرت له الموظفة، ووقفت.)

الموظفة: صباح الخير يا فندم.

(مروان مشي بغضب، وما ردّش عليها.)

(والموظفة بتنظر له وهو ماشي، ولنفسها، باستغراب.)

هو ماله مروان بيه؟ ما ردش عليّ ليه؟ أنا بقول له "صباح الخير"! هو حر، ما أروح أشوف شغلي بدل ما يزعق لي! (ومشت.)

(ونظرت نجوى قدامها، لقت مروان بيه جاي.

نجوى: أهو، مروان بيه وصل يا كريم بيه.

(ونظر كريم، لقى مروان جاي، ولنفسه، باستغراب.)

ماله مروان؟ شكله متضايق أو متعصب من حاجة!

(وجاء مروان لهم، بضيق.)

(وقامت نجوى.)

نجوى: صباح الخير يا فندم.

مروان: انت بتعمل إيه هنا يا كريم؟

(وقام كريم.)

كريم: بعمل إيه هنا؟ هكون بعمل إيه يعني؟ جاي أشوفك! ولا أنا لازم أخد ميعاد علشان أشوفك ولا إيه؟

مروان: نجوى.

(كريم استغرب.)

نجوى السكرتيرة: أيوه يا فندم؟

مروان: بلّغي أعضاء مجلس الإدارة إن أنا عاوز أجتمع بيهم بعد ربع ساعة في غرفة الاجتماعات، وخلي الأستاذ شهاب يجيب معاه ملفات المبيعات بتاعة الشهر ده والشهر اللي فات.

نجوى: حاضر يا فندم.

(ومشي مروان.)

(كريم لنفسه، باستغراب.) ماله ده؟

(ودخل مروان مكتبه بغضب.)

(ونظرت نجوى السكرتيرة لكريم.)

(ونظر كريم بالصدفة على شماله، لقى نجوى بتبص له.)

كريم (بجديّة): احم احم... اعملي اللي مروان قالك عليه، مش عايز تأخير، فاهمة؟

نجوى: حاضر يا فندم.

(ومشي كريم، ودخل لمروان، فلقاه قاعد على كرسي مكتبه، وناظر في ملف قدامه، فقل الباب وراح له.)

كريم: إيه يا بني! خليت وشي وحش قدام السكرتيرة بره. (وقعد قصاده.)

(مروان بينظر في الملف بضيق، وما تكلمش.)

(كريم استغرب.)

كريم: إيه يا مروان؟ أنا بكلمك، ما بتردش عليا ليه؟

(ونظر له مروان بضيق.)

مروان: أرد عليك في إيه؟ هو انت قلت كلمة عدلة من ساعة ما قعدت عشان أرد عليك؟ وبعدين انت إيه اللي جابك؟

كريم: هو انت زعلان من إيه؟

مروان: وهزعل من إيه بقى إن شاء الله؟ وبعدين أنا بكلمك في إيه وانت بتكلمني في إيه؟

كريم: سيبك من اللي انت بتكلمني فيه دلوقتي، وقول لي إيه اللي مزعلك كده؟ إيه اللي حصل مخليك متضايق وعصبي بالشكل ده؟

مروان: ما حصلش حاجة، قول لي بقى انت جاي ليه؟ جاي علشان تعطلني وخلاص؟

كريم: لا والله، في حاجة حصلت وأنا مش عارفك! وبعدين انت كذبت على ماما ليه وقلت لها إنك رايح الشركة وانت لسه واصل دلوقتي؟ انت كنت فين بقى؟

مروان: هو انت جاي تحاسبني؟ كنت زي ما كنت، ما لكش فيه! وبعدين انت نسيت إن أنا أخوك الكبير ولا إيه؟

كريم: لا، ما نسيتش! وبقولك إيه، ما تحاولش تغيّر الموضوع، وقولي بقى فيه إيه معصبك كده؟

مروان: ما فيش حاجة حصلت، وكويس بقى إنك جيت، علشان أنا كنت عاوزك في موضوع.

كريم (بتهكم): موضوع إيه يا منظم؟

مروان: أنا ما بهزرش يا ظريف! أنا بتكلم جد، مش وقت هزارك ده.

كريم (بجدية): شوف، أنا متأكد إن فيه حاجة حصلت خلتك متعصب كده، بس مش وقته... بعدين هعرف! اتفضل، أنا سامعك. (وحط رجل على رجل.)

(ونظر مروان لرجل كريم، والتفت له بغضب.)

(ونزل كريم رجله.)

كريم : ده باين عليه موضوع مهم!

مروان: أيوه، مهم! أمال عاوز أهزر معاك يعني؟

كريم: خلاص، اتفضل، قولي إيه الموضوع؟

مروان: عاوزك تشتغل معايا هنا في الشركة.

كريم (باندهاش): إيه؟

مروان: هو إيه اللي "إيه"؟ انت سمعتني كويس، أنا كنت هكلمك الصبح بس لقيتك نايم، فقلت لما أرجع على البيت أبقى أكلمك في الموضوع.

كريم: هو انت وماما اتفقتوا عليه ولا إيه؟

مروان: إيه اللي دخل ماما دلوقتي في الموضوع اللي أنا بكلمك فيه ده؟

كريم: إيه اللي دخلها إزاي؟! ما هي كلّمتني قبل ما أخرج في الموضوع ده.

مروان (باستغراب): ماما اتكلّمت معاك في الموضوع ده؟

كريم: أيوه، وقالت لي بالحرف الواحد "اتكسف على دمك، واروح اشتغل مع أخوك في الشركة"، وأنا افتكرتها بتهزر! وطلع الموضوع بجد، وبعدين عاوز تفهمني إنك مش عارف؟

مروان: وأنا هعرف منين يا بني؟

كريم: تعرف منين إيه؟! تلاقيك اتكلمت معاها في الموضوع ده قبل ما تخرج علشان تفتحه معايا!

مروان: ليه؟ هو أنا خايف منك ولا إيه علشان ما أفتحكش في الموضوع؟

كريم: لا، مش خايف! بس يعني عاوز تفهمني إنها صدفة إنك انت وماما تتكلموا معايا في نفس الموضوع، من غير ما تكونوا متفقين؟

مروان: وهنتفق عليك ليه؟! انت أخويا، ودي والدتك! وبعدين ماما ما قالتليش أساسًا إنها هتفتح معاك الموضوع ده، ولا أنا اتكلمت معاها من الأساس في الموضوع ده. وعلى العموم، قلت إيه بقى؟

كريم: مش موافق يا مروان.

مروان (بغضب): ليه بقى إن شاء الله مش موافق؟

كريم: يا مروان، أنا لسه صغير، ولسه حتى مخلصتش جامعة علشان أشتغل من دلوقتي!

مروان (باستنكار): لسه إيه يا بابا؟

كريم: لسه صغير!

مروان: والله؟ انت شايف نفسك صغير؟ يعني انت هتتخرج السنة دي من كلية إدارة الأعمال، وتقولي صغير؟

كريم: أهو انت قولتها، "هتخرج" يعني لسه في الكلية! هشتغل إزاي بقى؟

مروان: ودي يعني مشكلة؟! اشتغل وادرس مع بعض، فيها إيه دي؟

كريم: طيب، وليه أزنق نفسي؟ أنا كده مش هعرف أوفّق بين الشغل والدراسة!

مروان (رافع حواجبه باستغراب): وماتفقش ليه؟ ما أنا كنت بشتغل وبدرس مع بعض.

كريم (هاز راسه بضيق): أنا غيرك يا مروان، انت بتعرف تركز في كذا حاجة مع بعض، بس أنا ما بعرفش أعمل كده، ببقى حاسس إني تايه ومش عارف بعمل إيه.

مروان (ضاحك بسخرية): بجد؟! أمال بتلعب اسكواش وبتدرس إزاي؟ ما هو دول حاجتين مع بعض! كريم، بطل استعباط، أنا عارفك كويس، وبعدين أنا ما بقولش إنك هتمسك الشغل على طول.

كريم (مستغرب): أمال هعمل إيه في الشركة؟

مروان (بنبرة جدية): هتدرب الأول علشان تاخد فكرة عن الشغل، وبعد كده لما تتخرج من الكلية هتمسك معايا الشركة.

كريم (متنهد): طيب، وليه ما تخلي كل ده لما أتخرج وخلاص يا مروان؟

مروان (بحزم): يابني، انت هتدرب بس علشان تعرف الشغل ماشي إزاي، ولما تتخرج تبقى تمسك الشركة معايا بدل ما تستنى لسه لما تتخرج وتيجي تتدرب، أهو تكون عندك فكرة عن الشغل. قلت إيه؟

كريم (بتردد): يا مروان...

(يُسمع صوت خبط على الباب.)

مروان (بصوت واضح): ادخل.

(تدخل نجوى السكرتيرة بنبرة مهنية.)

نجوى: أنا بلغت أعضاء مجلس الإدارة يا فندم زي ما حضرتك طلبت، وهما في غرفة الاجتماعات ومستنيين حضرتك.

مروان (بإيماءة بسيطة): تمام اتفضلي انتي يا نجوى.

نجوى (باحترام): حاضر يا فندم. (تخرج وتغلق الباب وراءها.)

مروان (بجدية وهو ينهض): شوف يا كريم، أنا عمري ما غصبتك على حاجة، بس أنا بعمل كده علشان مصلحتك.

كريم (يقف بسرعة): انت رايح فين؟

مروان (وهو يتوجه نحو الباب): هكون رايح فين يعني؟ رايح على الاجتماع، انت ما سمعتش؟

كريم (بإصرار): طيب، مش نكمّل كلامنا الأول؟

مروان (بنبرة قاطعة): أنا خلصت اللي عندي، وما بقاش فيه حاجة أقولها لك. انت بقى اللي عليك تقرر هتعمل إيه. (يمشي باتجاه الباب.)

(كريم ينظر له وهو ماشي، ثم يضع يده على كتفه ليوقفه.)

مروان (ملتفًا له بضيق): عاوز إيه تاني؟

كريم (بتردد وهو ينظر في عينيه): هو انت هتزعل مني لو رفضت الشغل في الشركة؟

مروان (يبتسم بهدوء): وهزعل ليه؟ أنا بعمل كده علشان مصلحتك، ودي حياتك، وانت حر فيها، اعمل اللي انت عاوزه. بس هو ده قرارك يعني؟

كريم (مشتت الذهن): أنا مش عارف يا مروان إذا كنت أقبل ولا أرفض، أنا خايف لو وفقت أبوظ الشغل، وفي نفس الوقت لو رفضت انت وماما هتزعلوا مني، وهتقولوا إني مش عاوز أتحمل مسؤولية، بس الموضوع مش كده والله يا مروان.

مروان (بهدوء مطمئن): أنا عارف يا كريم إن الموضوع مش كده، من غير ما تحلف. أنا وماما عمرنا ما هنقول كده، علشان احنا عارفينك كويس، وكمان مش هنزعل منك. وبعدين، أنا هنا، ومش هسمح إن الشغل يبوظ، بس أنا مش هقدر أساعدك إنك تاخد القرار ده يا كريم.

كريم (رافع حاجبه): ليه يا مروان؟ انت مش أخويا الكبير؟

مروان (بتنهيدة): أيوه، أنا أخوك الكبير، بس انت اللي لازم تقعد وتفكر لوحدك، وتاخد قرارك، علشان أنا مش عاوز أضغط عليك يا كريم. وأي كان القرار اللي انت هتاخده، فأنا عاوز أقولك حاجة مهمة.

كريم (بانتظار): حاجة إيه؟

مروان (بهدوء وهو ينظر له مباشرة): بابا الله يرحمه، لو كان عايش، يا كريم، كان هيجيبك برده تشتغل معاه في الشركة، بس مش دلوقتي. عارف من إمتى؟

كريم (باهتمام): من إمتى يا مروان؟

مروان (بحنين): من أول ما خلصت الثانوية العامة، يا كريم. كان هيجيبك هنا تشتغل زي ما عمل معايا، وجابني هنا معاه علشان يعلمني الشغل. ولو ما كانش عمل معايا وجابني هنا، الشغل ما كنتش هعرف أمسك الشركة دي وأكبرها، وتبقى من أكبر الشركات في مجال الطباعة. بس ربنا ما أرادش إنه يعمل كده معاك، وتوفى وانت في الثانوية. وأنا ما رضيتش أعمل كده معاك، تعرف ليه؟

كريم (بفضول): ليه يا مروان؟

مروان (بابتسامة خفيفة): علشان انت كنت فرحان بنجاحك في الثانوية العامة، وكنت بتخطط هتعمل إيه في الكلية، فقلت انك لسه صغير، وبلاش أبوظ عليك فرحتك، وأجيبك تشتغل في الشركة معايا. استنيت لما تبقى في آخر سنة في الجامعة، وأفتح معاك الموضوع. وها أنت بقيت في آخر سنة، وأهو أنا فتحت معاك الموضوع. وانت بقى اللي عليك تقرر هتعمل إيه.

كريم (بصوت هادئ): طيب، انت عايزني أعمل إيه يا مروان؟

مروان (بإصرار وهو ينظر له بثبات): أنا مش عايز حاجة يا كريم، وأنا قلت كل اللي عندي. انت اللي لازم تاخد القرار بنفسك، علشان ما تقولش بعد كده إني غصبتك تشتغل هنا غصب عنك. انت اللي لازم تاخذ القرار.

كريم (مبتسم بخفة): إيه اللي انت بتقوله ده يا مروان؟ أنا عمري ما هقول إنك غصبتني.

مروان (بحزم): حتى لو مش هتقول كده يا كريم، برده ده قرارك وانت اللي لازم تاخده، وكفاية كلام بقى عشان عندي اجتماع، عن إذنك.

(تحرك مروان خارج المكتب، تاركًا كريم وحده، ونظرت له نجوى للحظة قبل أن تعود لشغلها.)

في مكتب مروان:

(كريم جالس وملامحه يسيطر عليها القلق، يحرك يده بتوتر.)

كريم (بهمس وضيق): أعمل إيه بس دلوقتي؟

(يتكئ للخلف متنهداً.)

كريم (بضيق): كان لازم أجي الشركة علشان أصبح عليه؟ ما كنت اتصلت بيه وخلاص! كان لازمته إيه إني أجي الشركة يعني؟

(يمرر يده على وجهه بإحباط.)

في الطُرقة:

(مروان يسير بخطوات سريعة، متجهاً لغرفة الاجتماعات، لكن فجأة تتغير ملامحه، يتذكر ما حدث في الكافيه، فتظهر على وجهه علامات الغضب، يشد على فكه ويمضي إلى الغرفة.)

(عند وصوله، يفتح الباب ويدخل، يلتفت الجميع نحوه فوراً ويقفون احترامًا له.)

مروان (بحدة، وعيناه تمر على الحاضرين): تفضلوا، آسف على التأخير.

(يجلس الجميع، ثم يجلس مروان.)

مروان (ينظر إلى أحد الموظفين): جبت يا أستاذ شهاب الملفات اللي طلبتها؟

الأستاذ شهاب (يناوله الملفات بسرعة): أيوه يا فندم، اتفضل.

(يأخذ مروان الملفات، يقلب صفحاتها بعينين حادتين، ثم يرفع رأسه بغضب مكتوم.)

مروان (بحزم): شكراً... الملفات دي تخص مبيعات الكتب بتاعة الشهر ده والشهر اللي فات، وأنا لاحظت إن نسبة المبيعات انخفضت للنص عن الشهر اللي فات، فعايز أعرف ليه؟ معقول الناس بطلت تقرأ يعني؟

الأستاذ شهاب (بتوتر): لا يا فندم، مابطلوش يقرأوا...

مروان (يضع الملفات على الطاولة وينظر للجميع): بما إنهم مابطلوش يقرأوا، نزلت المبيعات للنص ليه؟

الأستاذ لبيب (يحاول التبرير): يا فندم، فيه كتب كتير في السوق، ومبيعاتها بتنزل برده، يعني إحنا مش لوحدنا اللي المبيعات عندنا قلت...

(يحدق به مروان بنظرة باردة، يقطع كلامه بسرعة.)

مروان (بسخرية ممزوجة بالحدة): والله؟ أمال حضرتك لازمتك إيه في الشركة، أما أنت شايف كده؟! وبعدين يا أستاذ، أنا مليش دعوة بحد، أنا ليَّ دعوة بنفسي وبس، فاهم؟

(ينخفض بصر الأستاذ لبيب للأرض، واضعًا يديه على الطاولة بتوتر.)

مروان (بحدة): إحنا مش عاملين دعاية وإعلانات علشان الكتب بتاعتنا مبيعاتها تنزل للنص، سامعين؟ إحنا عاملينها علشان نحقق أعلى مبيعات في السوق!

الأستاذ شهاب (بحذر): يا فندم، فيه كتب أسعارها رخيصة، فالناس بتروح للكتب دي، ده غير فتحي الشاذلي...

مروان (باندهاش وتحفز): فتحي الشاذلي؟

الأستاذ شهاب (يبلع ريقه): أيوه يا فندم، عمل دعاية كبيرة جدًا للكتب بتاعة شركته، وأسعارها رخيصة جدًا، وسمعت إنها محققة نسبة مبيعات كبيرة في السوق.

مروان (بحزم): طيب، المشكلة دي لازم تتحل... ومحدش هيروح منكم غير لما نلاقي حل. فاهمين؟

*(الجميع يردد بصوت واحد مرتبك): حاضر يا فندم.

(فجأة، يُفتح الباب...)

(يلتفت مروان والجميع نحو الباب باستغراب...)

............. يتبع

بقلم Asmaa Salah


• تابع الفصل التالى " رواية عرض جواز  " اضغط على اسم الرواية 

reaction:

تعليقات