رواية زواج تحت التجربة (حاجز الصمت) “الجزء الثاني” الفصل الرابع عشر 14 – بقلم رباب حسين

 رواية زواج تحت التجربة (حاجز الصمت) “الجزء الثاني” الفصل الرابع عشر 14 – بقلم رباب حسين 

زواج تحت التجربة (حاجز الصمت)

الجزء الثاني…. الفصل الرابع عشر

بقلم الكاتبة / رباب حسين

مازال العجز يسيطر عليها….. لا تعلم كيف تنهي هذا الضعف؟…. كيف تحارب وتمنع ما لا تريده؟…. إلى متى ستكون بهذا البؤس وهذا التحكم؟…. وكأنها دمية بيد كل من حولها وكل فرد منهم يحاول أن يأخذ منها ما يريده فقط دون أن يفكر بها أحد أو يفكر بما تريد وما لا تريد…. والآن العجز أقوى فهي برغم كل ما تمر به لا ترى أحد يحميها غيره…… إحساس جعلها تشعر بالأهانة من ذاتها….. كيف تبحثين عنه بعد كل ذلك؟ كيف لا ترى الأمان إلا بجواره؟ وهو أبعدها عنه بمنتهى السهولة وفي أضعف حالاتها بعد أن خسرت كل شئ وعندما عاد كان فقط بدافع الشفقة….. هنا وشعرت بتحدي لنفسها فلن ترضخ لأوامر أخرى تنهي ما بها من قوة ومن إحترامها لذاتها فحاولت بكل السبل أن تبعد مازن عنها حتى شعرت بألم قوي داخل بطنها فوضعت يدها عليها وظهر على وجهها الألم وأخذت تترنح على الفراش من الألم فنظر مازن إليها في ذعر وقال : مالك يا روح؟….. تعبانة طيب؟!

فأشارت إلى حقيبة يدها كي يحضر لها المسكن فركض سريعًا وأعطاها الدواء ثم نظر إليها وهي تتألم في خوف وهي ترفع الغطاء لتواري جسدها منه فهدأ قليلًا وقال لها : أنا أسف…. معرفتش أتحكم في نفسي….. متزعليش مني يا روح….. حقك عليا مش هعمل كده تاني

روح في ألم : إطلع برا

نظر لها في حزن من نفسه وتركها وخرج من الغرفة وجلس بالخارج

ذهبت الشرطة لتبحث عن مازن في منزل والدته فأخبرتهم أنه لا يعيش معها طوال الوقت ولا تعلم مكانه وأنه معظم الوقت يظل بالعيادة فطلبت منها الشرطة أن تبلغه بأنه مطلوب للتحقيق….. كانت إيمان تتابع مع المحامي سير القضية وهل تم القبض على مازن أم لا وأخبرها بأن الشرطة لم تتمكن من الوصول إليه فأخذت عنوان رنا وقررت أن تذهب إليها…. كانت رنا تجلس بمنزلها تفكر ما السبب الذي جعل الشرطة تبحث عن مازن؟ ثم تفاجأت بطرق الباب فنهضت وفتحت الباب ووجدت إيمان تدخل المنزل في غضب وتقول : إبنك فين يا رنا؟

رنا : ياااااه…. دكتورة إيمان؟

إيمان : بقولك إبنك فين؟…. ولا بيعمل جريمة تانية عشان يلبسها لإبني زي ما أبوه كان بيعمل….. ما هو هيطلع لمين يعني؟

رنا : اه إعملي إبنك بطل زي ما عملتو خالد بطل وأيهم هو الشرير اللي الوحش…. وهو أصلًا اللي خلاه كده وإبنك كده برده بسبب أيهم

إيمان : أيهم عمل كده عشان مصلحته….. دمر حياة خالد الله يرحمه عشان يوصل للي هو عايزه من غير ما يفكر بنتيجة اللي بيعمله ده….. وبعدين خالد الناس هي اللي عملته بطل مش هو لكن أيهم كان بيستغل قوته عشان مصلحته وقتل ناس ملهمش ذنب زي ما مازن قتل آسر من غير ذنب

رنا : مازن مقتلش حد

إيمان : لا قتل…. هو اللي بعت الرسالة من تليفون يوسف صح؟ وأكيد إنتي عارفة الحقيقة ومش بعيد تكوني إنتي اللي خليتيه يعمل كده ومليتي دماغه بكلامك ده وخليتيه يفهم إن أبوه مظلوم صح؟

رنا : عشان أيهم كان مظلوم فعلًا…. ليه يحصل كده في أمه وأبوه قدام عينه…. لو إنتي كنتي مكانه كنتي هتعملي زيه وأكتر

إيمان : لو أنا مكانه كنت هجيب حق أهلي بطريقة صح ولو أضطريت أستخدم قوتي وحيل عشان أجيب حقهم مكنتش هأذي ناس في سكتي ملهمش أي ذنب في اللي حصل…. أيهم مكنش بطل يا رنا…. إعترفي بده لنفسك على الأقل لكن تزرعي في إبنك اللي إنتي بتقوليه ده معناه إنك بتمشيه على خطاه وفي الأخر هتخسريه زي ما خسرتي أيهم

رنا : إنتي بتهدديني؟!

إيمان : أفهميها زي ما تفهميها عشان أنا مش هسيب يوسف يبقى ضحية ليكو زي ما عملتو كده في خالد….. إبني هيخرج من القضية ديه ومش هسيبه

ذهبت إيمان وتركت رنا تنظر إلى آثرها وهي تشعر بالخوف على مازن وانتظرت حتى يتواصل معها لتخبره بما حدث

أما الشرطة فبدأت أنا تقوم بعمل تحريات لمعرفة إذا كان مازن خارج البلاد أم لا واكتشفت أن مازن لم يسافر فبدأت تنشر صور لمازن في الكمائن والإشارات….. كان مازن يجلس بالخارج وينظر إلى الباب المغلق وبعد قليل وقف وطرق الباب في هدوء فانتفض جسد روح في خوف ونهضت لتفتح الباب ولاحظ مازن خوفها فقال : متخافيش…. أوعدك مش هعملك حاجة تاني….. أنا والله بحبك يا روح ومش عايز أئذيكي

روح : طيب سيبني أروح

مازن : مقدرش….. مش هقدر أعيش من غيرك…. خليكي جنبي وإنتي هتعرفي إني مش وحش زي ما أنتي متخيلة….. إديني بس فرصة

روح : ماشي بس مش لازم أديك الفرصة وأنا قاعدة معاك….. هديك فرصة وكل واحد في بيته لكن كده أنا حاسة إنك خاطفني

مازن : أنا لو أطول أخبيكي عن الناس كلها هعمل كده….. محدش عارف يشوفك من جواكي زيي ما أنا شايفك…. أنا عارفك وإنتي زي الكتاب المفتوح قدامي فا متحاوليش تضحكي عليا….. إنتي خايفة مني وعايزة تروحي تنفذي يوسف صح؟

روح : يوسف بيدفع تمن جريمة هو معملهاش وإنت عارف ده كويس

مازن في غضب : بس يستاهل….. يستاهل يدفع تمن جريمة معملهاش زي ما أبويا دفع تمن كل حاجة من سمعته وأنا شيلت السمعة ديه بسبب أبوه

روح : حتى لو اللي بتقوله صح يوسف ذنبه إيه؟

طرق مازن الحائط بجوارها في غضب وقال : وأنا؟…. أنا ذنبي إيه؟!

نظرت روح إلى الحائط في صدمة ثم عادت النظر إليه وقالت في خوف : خلاص خلاص…. مش عايزة أمشي

نظر لها مازن في حزن وقال : أنا مش عايز أخوفك بس أنا غصب عني غضبي وحش….. بحاول أسيطر عليه بس الموضوع صعب بجد….. هو إزاى يوسف بيسيطر على غضبه؟

عقدت روح حاجبيها في تعجب فيوسف غضبه مخيف أيضًا وأقوى من مازن ولكنه لا يفقد أعصابه بهذه السهولة وأيضًا يبدو هادئ أكثر الوقت وقالت : معرفش

مازن : طيب…. تعالي كلي عشان نروح للدكتور…. معاده قرب

خرجت روح وتناولت الطعام ثم خرجا معًا…. كانت تروح تفكر كيف تهرب منه وقررت أن تتعامل بهدوء حتى تسطيع أن تهرب دون أن يشعر فذهبت إلى العيادة معه ولكن تفاجأت بأن العيادة فارغة لا يوجد أحد سوى الطبيب وعلمت أن مازن من طلب هذا الشئ منه وظل بجوارها طوال الوقت ثم كشف الطبيب عليها وطلب منها عمل مسح ذري ليعرف حجم الورم وأيضًا ليطمئن إذا كان هناك أي أورام أخرى أم لا وبعد أن انتهى الكشف طلبت روح من مازن أن تدخل المرحاض فدخلت ووقف مازن أمام الباب وحاولت روح أن تبحث عن طريقة للهرب من الداخل ولكن فشلت فخرجت وعادت إلى السيارة مرة أخرى وقاد مازن…. كانت تنظر من النافذة وهي تشعر بالحزن والخوف من الرجوع إلى هذا المنزل معه ثم توقفت السيارة بأحد الكمائن وعندما اقترب من الضابط قام بالتحقق من أوراق السيارة ولكن اقترب منه ضابط أخر وحدثه سرًا ثم نظر بالهاتف الذي بيده وعاد النظر إلى مازن وشعر مازن بوجود خطب ما فقال : فيه حاجة يا فندم

الضابط : اه…. إركن على جنب

صف مازن السيارة ثم خرج منها وطلب من روح ألا تخرج ولا تفعل أي فعل غريب حتى لا يتأذى أحد بسببها فجلست روح بالسيارة وذهب مازن إلى الضابط ليسأله عن سبب إيقافه فقال الضابط : حضرتك مطلوب للتحقيق ولم يستدل على مكانك فا هناخد حضرتك للقسم

نظر مازن إلى روح داخل السيارة ثم عاد النظر إلى الضابط وقال : طيب هروح بس البنت اللي معايا عشان هي مش بتتكلم ومش هقدر اسيبها لوحدها

الضابط : لا مش هينفع للأسف…. إتفضل معانا وأنا هخلي حد من العساكر يوصلها

ثم نظر إلى العسكري وقال : خده على البوكس

نظر مازن إلى روح مرة أخرى ورفض تركها فشعر أنه لن يراها مرة أخرى فنفض يد العسكري ولكمه بقوة فحاول الضباط والعساكر أن يسيطرو عليه ولكن تغلب عليهم بقوته وكانت روح تشاهد ما يحدث بالخارج وشعرت بالخوف فحاولت الخروج من السيارة ولكن توقفت عندما تذكرت تهديده ووجدته يعود سريعًا إلى السيارة وقادها خارج الكمين ولاحقته سيارة للشرطة وقام الضابط بالوقوف على أقدامه مرة أخرى في ألم وأبلغ القسم بما حدث…. كانت روح تبكي في صمت وتدعي بأن ينجيها الله منه أما مازن فكان يقود السيارة بسرعة فائقة ثم دخل بالسيارة في الطريق العكسي ولحقت به سيارة الشرطة وبدأ مازن يقود بين السيارات حتى قاد بإتجاه سيارة أمامه ثم انحرف عنها في أخر لحظة وارتطمت سيارة الشرطة بها وعاد مازن إلى المنزل….. تم إبلاغ الضابط المسئول عن القضية بما حدث ثم طلب يوسف وبعد قليل جاء يوسف إلى غرفته وجلس أمامه

الضابط : مازن بيهرب مننا قصد وده دليل على إن كلام والدتك صحيح….. مازن هو اللي قتل آسر

يوسف : طيب ليه؟

الضابط : مازن يبقى إبن أيهم عرفان….. إنت عارف إن والدك اللي يرحمه هو اللي قتله صح؟

يوسف : اه عارف….. يعني هو بيعمل كده عشان ينتقم لأبوه يعني؟

الضابط : ممكن…. بس فيه حاجة عايز أقولك عليها كمان

يوسف : إتفضل

الضابط : هو المدام بتاعت حضرتك مش بتتكلم؟

يوسف : اه

الضابط : تبقى هي اللي كانت معاه….. واضح إنه واخدها غصب لأن الظابط اللى في الكمين قال إن البنت اللي كانت معاه كان باين عليها الخوف منه

وقف يوسف في غضب وقال : يعني إيه….. هو خاطف روح مراتي؟

الضابط : إهدى يا يوسف….. أنا عايز أساعدك وكمان طالب مساعدتك….. مازن واخد قوة باباه برده وأعتقد محدش فينا هيقدر عليه غير لو قتلناه

يوسف : يبقى تسيبني أخرج من هنا عشان ألحق مراتي وأساعدكم تقبضو عليه

الضابط : هخرجك دلوقتي….. بس متعملش أي حاجة من غير ما تبلغني

يوسف : حاضر…. بس أخرج

سمح له الضابط أن يذهب بعد أن أخذ رقم هاتفه وخرج من قسم الشرطة…. كان الغضب يسيطر عليه ولكن ما كان يغضبه أكثر ما فعلته منار فتوجه إلى منزلها مباشرةً….عاد مازن وروح إلى المنزل وكانت روح تنظر إلى المبنى بالخارج وكأنه سجنها الجديد فيوسف قد حبسها أيضًا داخل منزله وها هو مازن يفعل ذات الشئ ولكن لم تشعر بهذه الرغبة بالهروب منه بل على النقيض كانت تشعر بالسعادة لمجرد تواجد يوسف بالغرفة التي بجوارها وتتمنى لو تراه ولو لدقيقة واحدة ثم دخلت المنزل وأغلق مازن الباب بالمفتاح ووضعه داخل جيبه ونظر إليها وقال : إدخلي نامي…. إنتي تعبتي النهاردة

دخلت روح وجلس مازن بالخارج ووضع شريحة إتصال جديدة بهاتفه وقام بالإتصال برنا التي تجلس تنتظر أن يتواصل معها فأجابت مسرعة وقالت : ألو….. مازن

مازن : أيوة يا ماما…. ماما البوليس حاطط صوري في الكماين….أنا كده إتحبست جوا القاهرة مش هعرف أخرج…. أعمل إيه؟

رنا : كل ده عشان عرفو إنك إنت اللي بعت الرسالة من تليفون يوسف

مازن : وإنتي عرفتي منين؟

رنا : إيمان جت هنا وقعدت تزعقلي وقالتلي…. بص أنا هخلي حد يعملك باسبور مزور إنت وروح وتسافرو برا بس لازم تغير شكلك شوية

مازن : ياريت

رنا : ماشي…. إحلق دقنك واصبغ شعرك لون تاني وروح إتصور وابعتلي الصورة وصورة لروح كمان

مازن : ماشي…. هعمل كده وابعتلك الصور بس بسرعة يا ماما

رنا : حاضر

أنهى مازن المكالمة ووصل يوسف إلى منزل منار وطرق الباب في غضب….. نهضت منار من الفراش في ذعر وذهبت لتفتح الباب فوجدت يوسف أمامها فارتمت بين أحضانه وهي تقول : يوسف حبيبي…. حمد…

قاطعها يوسف بدفعة قوية لها فارتدت إلى الخلف بقوة وقال في غضب : بقى أنا بعاملك زي أخت ليا ومش عايز أجرحك ومستحمل تلميحاتك بس عشان شاري وقفتك جنبي في الأخر تطلعي بتعملي كل ده عشان تفرقي بيني وبين روح

منار في توتر : أنا…. أنا معملتش حاجة

تقدم منها يوسف وأمسك شعرها بيده وقال : كل ده ومعملتيش حاجة….. تصوريني معاكي وتبعتي الفيديو ليها وفي نفس الوقت قاعدة تشككيني فيها لحد ما حبستها جوا أوضتها….. ضيعتيها من إيدي وطلقتها بسببك….. أعمل فيكي إيه؟…. لو أطول أخنقك بإيديا دول مش هتردد

منار في ألم من قبضته : والله عملت كل ده عشان بحبك

صفعها يوسف على وجهها حتى سالت الدماء من فمها ونظرت له وهي تبكي وقال يوسف : إنتي مبتحبيش حد غير نفسك….. إنتي مرض لأي حد يقرب منك….. بوظتي حياتي عشان عايزة تبقى مكانها غصب عني وعنها بس خلاص أنا مش عايزك في حياتي تاني….. لو شفت وشك تاني يا منار هقتلك بإيدي ديه ومش هتردد ثانية واحدة

ثم ذهب من أمامها وتركها تنظر إلى آثره في بكاء

يتبع….. 

رباب حسين

• تابع الفصل التالى ” رواية زواج تحت التجربة (حاجز الصمت) الجزء الثاني  ” اضغط على اسم الرواية

أضف تعليق