Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقت كفيفة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم رنا هادى

   رواية عشقت كفيفة الفصل التاسع والعشرون بقلم رنا هادى

رواية عشقت كفيفة الفصل الثالث و الثلاثون

كم حزنً كتبته ، كم حزنً اريد الافصاح عنه ، كم خيبه ملئت قلبي ، وكم من طعناتً اخترقت ضهري ، تمتلئ عيوني بالدموع ، رئتاي تمتلى بلآهات ، كم يحمل هذا القلب من مراره هذه الحياه ، ماذا نستطيع ان نصنعه ؟ سوى المكوث بصمت ، ننتظر انتهاء اليوم لنبداء قصه كفاحً جديده عنوانها حزن اليوم اشد من حزن الأمس .
- خيبات مُتتاليةَ عدى باسف وحزن
=هى وصلت المستشفى متأخر جداً وللاسف نزفت دم كتير .. وملحقناش ننقذ الجنين .. والنزيف اللى كان فى دمغها للأسف كان داخلى كمان ودا خلها تدخل فى غيبوبة
اقترب منه مالك سريعا بعد ان كان يجلس بعيدا عنهم بعض الشئ
وقال بغضب وصراخ ..
=يعنى ايه قصدك ان سارة مش هتقوم
عدى بتوتر ..
=انا مقولتش كدا بس هى حالتها خطر جدا ولو عدت ال 48 ساعه إللى جاين من غير اى ضرر يبقا احتمال كبير تفوق من الغيبوبة خلال يومين
ضرب مالك الحائط بيده وهو يغمض عينه بغضب ويتمتم بغضب
=انا السبب انا السبب فى كل مكنش لازم اخلى حيوان زى دا يقرب منها
ليردف عدى قائلاً بعملية ..
=عن اذنكم
انصرف عدى وبعد دقائق قليلة خرجت سارة من غرفة العمليات ينقلها الممرضين الى غرفة العناية المشدده .. ما ان رأها مالك ذهب يركض باتجاهها مبعدا يد تولين التى كانت تربت فوق ظهره، وهو يقول من بين دموعه التى لم يستطع التحكم بها
مالك بحزن ورجاء =قومى يا حبيبتي خليكى قويه وقومى الموت علشانا قومى ارجوكى انا مقدرش اعيش من غيرك
الممرضه =لو سمحت يا فندم ابعد علشان هندخلها العنايه المركزه
ابتعد مالك عنها بصعوبة وهو يراها تختفى داخل غرفة العناية.. كان الجميع يبكى وجميعهم فى حالة من الانتظار، لتقترب منه ملك ببكاء ليسحبها هو في عناق اخوى محدثا اياها بحنان وكأنه يقنع نفسه قبل ان يقنعها بما يقول
=هتبقى كويسة، وهتقوم بالسلامه هتقوم وبعدها نمشى من هنا ونفضل احنا التلاته مع بعض ومش هسيب حاجة تانى تقرب منها ومنك انتِ كمان .. سارة قوية وهتقوم لنا ..
ليتأثر جميع الحاضرين بحديثه مع اخته، بينما عاصم قد تحرك ليتبع عدى الذى قد ذهب

يأخذ أرضية مكتبه ذهابا وايابا بعصبيه وهو يحدث نفسه ويضع هاتفه فوق أذنيه قائلا بعصبية
=رد بقى يا بنى ادم .. رد
ليلتفت متفاجأ على اثر فتحة الباب ودخول عاصم العاصف الذى قتل بعصبيه
=لسه مردش عليك
ليجيبه عدى بتوتر من هيئته
=لا لسه جرس ومحدش بيرد
ليطلق عاصم سباب لاذع ينسبه لأمير وهو يهتف بعصبيه وغضب
=ورحمة ابوك يا امير ما هسيبك فاكر نفسك كبرت عليا
ليردف عدى بهدوء
=طب ينفع تهدى عشان متتعبش كفاية اللى احنا فيه، المهد دلوقتى ان سارة تقوم بالسلامه
ليردف عاصم بقوة وهو ينظر الى عدى بغضب
=انا عاوز اعرف سارة ايه اللى حصلها واوعى تكون فاكر ان صدقت كلامك لمالك، وكدبتك التافه عشان تحمى امير منه
ليبتلع عدى ريقه بتوتر وهو يشعر بجفافه ليحك مؤخرة عنقه وهو يرمش بعينيه يردف قائلا بتلعثم
=لا طبعا مفيش الكلام دا....
ليقاطعه عاصم بقوة غاضبه
=عدى متستهبلش
ليتنفس عدى بقوة قائلا بجدية
=اوكى سارة اتعرضت لضغط نفسى جامد دا غير انها اصلا البنية بتاعتها ضعيفه، و الوقعه اللى وقعتها واضح جدا انها بفعل فاعل وتسببت بنزيف فى دماغها، ومع التوتر اللى هى اتعرضتله سبب انقباض للرحم ودا اللى سبب النزيف وللاسف البيبي نزل بس البيبي التانى لسه موجود بس الامل ضعيف جدا انه يفضل عايش وعشان كدا مجبناش سيرة انها لسه حامل ... انا مقولتش كدا عشان احمى امير زى ما حضرتك فاكر بس محدش فيهم هيستحمل الاخبار دى، بس تولين بلغت مالك بكل حاجة وهو حالف لأمير ..
لم يتحمل عاصم كل هذا الذى يسمعه ليجلس فوق الاريكه الصغيرة الموضوعه بالمكتب يضع كفه فوق جبينه وهو يستند بمرفقه فوق ركبته ليقول بتعب وحرقه
=الله يسامحك يا امير الله يسامحك، هنقول للراجل ايه معرفناش نحافظ على اختك ودمرنا صحتها وضعفنها اكتر ما هى ضعيفه .. ولا نقوله حفيدى وقع اختك خلها تسقط اللى فى بطنها .. منك لله يا امير يا ابن ابنى الله يسامحك
ليقترب منه عدى مربتا فوق كتفه قائلا بهدوء
=ان شاء الله سارة هتقوم بالسلامه وتبقى كويسه، ويمكن دى تكون قرصة ودن لأمير عشان يفوق لنفسه
لينهض عاصم من مكانه ولم يعطى اهتماما لحديث الاخر متحدثا بقوة
=مش عاوز امير يعرف حاجة باللى حصل، وقسما بالله يا عدى لو امير عرف حاجة حتى لو مش منك انت اللى هتتحاسب منى، ومحدش يتابع حالة سارة غيرك انت ومعاذ وتولين فاهم
كانت نبرته قوية قاسية عيناه تتطلق الشرر لأول مرة منذ زمن بعيد يراه بتلك الحالة من العصبية والغضب، ما ان انهى عاصم حديثه خرج سريعا مغلقًا الباب خلفه بقسوة اهتز له المكان، بينما تنهد عدى بتعب وهو يغلق هاتفه بعد ان كان ينوى ان يهاتف صديقه ليعود للجلوس فوق مكتبه هاتفًا بسخط
=اووف امير اووف .. تعمل العملة وتختفي زى العيال الصغيرة ... اووف
سلام للذين إنطفئـوا وحُطموا من الداخل مرات عديدة، ومن شدة ثباتهم لم يلاحظهم أحد ."
كان يقوم بالعديد من الاتصالات يستخدم نفوذه وسلطته فى إيجاد مكان امير كما طلب منه مالك، ليهتف بسعادة عندما وصل اليه خبر بأنه قد وصل الى المانيا منذ ساعة ليشعر بالثقة فى كونهم سيعثرون عليه وبسهولة هناك فهم لديهم معارف واصدقاء كثر فى جميع المانيا .. ليتجه سريعا الى مالك الذى كان عند قسم الحسابات ينهى مصاريف المشفى فقد اخبره احدى الممرضين انه الى الان لم يدفع احد مصاريف المشفى
الياس بابتسامه واثقة وهو يقف امام مالك الذى ارتسمت فوق معالم وجهه الحزن
=مالك عرفت مكان اللى اسمه امير دا ومش هتصدق فين
لتلتمع عينى مالك بوحشية ليردف قائلا بحده
=فين انطق
الياس بنبرة ساخرة وهو يقدم له هاتفه يره الاخبار
= فى المانيا، الافندى عنده صفقة هناك وخليت حد معايا فى الشغل يعرف موضوع الصفقة دى وعرفت انها مع تيم بادرى
ليأخذ منه الهاتف مردفًا بصدمة قائلا
=تيم بادرى اللى احنا عرفينه؟!
الياس بجدية وهو يأخذ هاتفه مرة اخرى
=هو بعينه، انا كنت عاوز اكلمه وافهمه اللى حصل بس قولت أسألك الاول ... والقرار فى الاول والاخير ليك
ليردف مالك بوحشية وعيني تطلق الشرر
=احرقه عاوز كل شغله اللى فى المانيا يوقف وكلم تيم وبلغه باللى عمله .. لازم يعرف ان الله حق
ليربت الياس فوق كتفه قائلا بجدية
=اعرف دايمًا ان انا معاك مهما حصل، وامير دا اعتبر موضوعه عندى هخليه عبرة لمن يعتبر
ليردف مالك قائلا بامتنان
=ودا العشم يا صاحبى.........
لكن ما قاطعه هو رنين هاتف الياس ليعتذر منه الاخير ليرى من المتصل ليتأفف ما ان رأى اسم تلك الغبية كما يطلق عليها ليردف قائلا بالالمانية
(اوف هذه الفتاة سيئة)
ليردف مالك مجيبا اياه بنفس اللغة قائلا باستغراب متساؤل
(من هى؟)
الياس بتأفف وهو مازال يتحدث ينفس اللغه لانه قد لمح طيف تولين واذا سمعة الذى سيحدثه عنه سيحدث مشاكل بينهما
( لا تزال هذه الفتاة المسماة كارما تخطط لإنفصالك أنت وزوجتك )
ليضحك مالك بقوة فور سماعه لتلك الجملة قائلا بضحك رغم حالته التى هو عليها من حزن، فقد اخبره الياس بأن تلك الفتاة تريد ان تجعله ينفصل عن تولين لكى يتزوجها هى كم كان يريد حسابها على تلك الافكار وكأنها كانت تريد ان تؤذى تولين .. لكن ما جعله يتراجع هو اصرار الياس بان يلعب معها تلك اللعبة السخيفة وان يظهر امامها بأنه الصديق الشرير لصديقه وانه بغير الوفى
( هذه الفتاة مجنونة. اتركها وشأنها ولا يمكنها الاقتراب مني أو من تولين )
جاء الياس ليجيبه لكن قاطع حديثهم هو مجيئ عاصم الذى حمحم قبل ان يتحدث قائلا بهدوء
=مالك عاوز اتكلم معاك على انفراد
ليستأذن الياس قائلا بأدب واحترام موجها حديثه الى مالك الذى تصلب وجهه ولم يبدى عليه اى تعبير
=ان هعمل اللى قولتلك عليه
ليومأ له قائلا بجدية = بلغنى لو فى اى جديد
ليوما له الياس تاركا المجال له هو وعاصم للحديث لينظر له مالك بنظرات قوية جعلت من الاخر يبتلع ريقه بتوتر متحدثا بتلعثم
=انا عارف يا ابني ان مهما قولت مش هتسمع منى حاجة بس مش عاوزك تاخد اى خطوة غير لما نتأكد ان كان امير ليه بد فى اللى حصل لسارة ولا هى وقعت بالغلط
ليبتسم مالك بسخرية وهو يخفض رأسه للاسفل من ثم يرفعها قائلا بفحيح وهو يقترب من عاصم بشر
=لو كانت تولين هى اللى مكان سارة لقدر الله .. وجه الياس صاحبى قالك اللى انت بتقوله دا كان ايه هيكون رد فعلك .
اخفض عاصم راسه للارض لم يستطع ان يجيب فهو لن يتحمل ان تؤذى شعره حفيدته فمابالك بأن تفقد جنينها وتدخل بغيبوبة يا الله كيف للامرا ان يتحمل كل هذا امام عينه .. وعندما طال صمته ابتسم مالك بسخرية تاركا اياه يقف مكانه، ليعود الى الاعلى من جديد ينتظرون اى خبر عن سارة
المسافات لا تقتل اللُّطف والمحبة والشعور، ولم تكن يومًا عائقًا للشخص الصادق، أمتلك صديقًا في مدينة أخرى ورغم هذه المسافة أشعر بأن كتفه يلامس كتفي دائمًا كما لو أنه بجانبي في هذه اللحظة ."

فى صباح يوم جديد
كان امير قد وصى منذ مساء امس الى تلك الدولة الأجنبية لا يعلم ان جاء هاربا منها بعد ان اذاها وجعل من عقله المتحكم الاساسى به ام انه لم يخطئ وهى بالفعل مازالت على تواصل مع ذلك المدعو بمطصطفى
كان امير جالساً في احدي قاعات الاجتماعات الفاخره باكبر الفنادق بالمانيا مستغرقاً في العمل فقد اخذ تيم يتفحص كل بند من بنود العقد بدقه يناقشه مما جعل امير يندمج فى الرد علي كل اسئلته التي كانت لا تتنهى.
مما جعله يفقد الشعور بالوقت لكن ما قاطعهم هو رنين هاتف تيم وعندما هم الاخير برفضه تجمد مكانه لترتسم فورا ابتسامه سعيدة ما ان رأى اسم المتصل ليستاذن من امير بعملية وقبل ان يجيبه امير كان تيم قد نهض مجيبا على الاتصال ليردف قائلا بسعادة وهو يتحدث بالالمانية
*(صديقي كيف حالك يا رجل اشتقت اليك كثيرا)
ليجيبه الياس من الجهة الاخرى قائلا
(وانت أيضا صديقى)
ليردف تيم قائلا وهو يتصنع الحزن
( اختفتا انت ومالك في مصر وتركتني هنا لوحدي هل انتم اصدقاء؟ )
ليردف الياس بجدية قائلا
( والله يا صديقي الوضع هنا ليس جيدًا ، فالأمور معقدة للغاية )
ليرمش تيم بعينه هاتفًا بقلق
( كيف هذا ؟ ما الذى حدث؟ )
ليجيبه الياس قائلا نبرة حزينة
(تعرف سارة تزوجت الشهر الماضي ولكن للأسف زوجها كسر صحتها العقلية وفقدت جنينها .. وهي الآن في غيبوبة .. بينما غادر البلاد وكأنه لم يفعل شيئاً. )
ليزمجر تيم مطلقا سباب لاذع وهو يضرب الحائط بقبضته بغضب هاتفه بعصبية وصوت مرتفع
( من ذلك الذى كتب لنفسه الجحيم، هل يعقل ان يحدث كل هذا ولم تخبرانى هل جننتما)
ليجيبه الياس بفحيح حاد
(انه امير الشهاوى الذى ستعقد معه صفقة لشركتك....)
ليلتفت تيم ينظر بقسوة نحو امير الذى يدفن رأسه بين الأوراق ليردف بفحيح لالياس قائلا
(صاحب شركة الشهاوي هذا ... يجلس أمامي باردًا الآن. سأجعله يتمنى الموت ولن يحصل عليه)
ليردف الياس قائلا بجدية
(لا نريده أن يعرف شيئاً .. لكن مالك قد أقسم أن يحرق قلبه مثلما نحن مع سارة الآن )
ليردف تيم قائلا بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة وهو ينظر الى امير التى لو كانت النظرات تقتل لكان امير قد قتل
(لا تقلق يا صديقي ، سأقوم بالواجب تجاهه وأخبره بمن قد أقع معه بمفردي ، لكن من فضلك قل لي كل ما لديك )
ليجيبه الياس بالموافقه وبعدها يغلقان الخط، ليتجه تيم الى مقعده مرة اخرى يجلس بكل ثقة وكبرياء يضع قدم فوق الاخرى قائلا ببرود
( الاجتماع ملغى )
ليرمش امير بعينه محاولا استيعاب ما قد قاله الاخر للتو ليردف قائلا
(لماذا ..؟)
ليردف تيم وهو مازال بنفس نبرته الباردة قائلا
(تم تأجيله إلى الخميس المقبل)
ليجيبه امير بعصبية قائلا
(كيف هذا؟ أود العودة إلى مصر بعد غد )
لم يهتم تيم بما قد قاله امير للتو بل اشار لرجال الحراسة الخاصه بالتحرر من المكان لينهض هو الاخر تاركا المكان وكأن امير ليس موجودا من الأساس، تاركا امير وحده بالقاعه يتنفس بغضب ..
لم يتحرك احد من مكانه جميعهم رفضوا ان يتركوا المشفى منتظرين اى خبر عنها، الوقت يمر كالدهر عليهم، مالك الذى يجلس يستند بمرفقيه فوق ركبته ويضع كفيه فوق جبينه .. ديما التى تسير ذهابا وايابا بقلق، اما ملك التى تقف تنظر الى سارة عبر الزجاج تراها وهى متصلة بكمية الأجهزة التى تساعدها على الاستمرار على قيد الحياة ..
ولم تمر دقائق حتى انتبهوا الى ذلك الصوت الذى جاء من بعد خطوات
= مالك
لينظروا جميعا الى مصدر الصوت ليقف مالك ناظرا لهم بصدمة بينما ملك تعتدل بوقفتها وقد ارتسم فوق معالم وجهها الدهشة، اما ديما هى الوحيدة التى لم تنصدم او تتفاجأ بل اقتربت بسرعه اليهم
=مامى
بينما ملك قد اقتربت من مالك تقف بجانبه تتمسك بذراعه ليحيطها مالك بذراعه بحماية وهو ينظر اليهما بقوة .. ولم ينتبها الى ذلك الصغير الذى جاء من خلف منى وياسمين قائلا بحماس
=لوكه وكوكى
- ربما يكون يومك صعب أو حتى مُرهق أو ربما مؤلم، لكن تذكر دائمًا أن عليكَ أن تكون صلبًا بما يكفي لكي لا تُكسر ، قويًا بما يكفي لكِي تتجاوز


يتبع الفصل الرابع والعشرون اضغط هنا

الفهرس يحتوي علي جميع فصول الرواية كامله"رواية عشقت كفيفة" اضغط علي اسم الروايه
reaction:

تعليقات