Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية نيـرة والعابث الفصل الحادي عشر - زينب سمير


رواية نيرة والعابث البارت الحادي عشر بقلم  زينب سمير    عبر مدونة كوكب الروايات  

رواية نيـرة والعابث كاملة

رواية نيـرة والعابث  الفصل الحادي عشر  

" بين طريقك وطريقي.. قلب لم يسامح بعد "

انتظر اجابتها مطولا ان كانت بقبول مبرراته والعفو.. والموافقة علي منحه فرصة التعويض او دون ذلك، وبدورها بعد صمت طال كثيرا هتفت وهي تنهض عن جلستها بنبرة جامدة:-
_اللي فات مات ياايان.. وانا سامحتك علي اللي حصل خلاص
نهض سريعا ومسك رسغها مانعا اياها من متابعة السير و:-
_يعني افهم من كدا....
قاطعته قبل ان يحلم باي شئ:-
_متفهمش من كدا غير حاجة واحدة بس.. انا لسة مصرة علي الطلاق
هتف بصوت راجي:-
_نيرة ارجوكي، اعطيني فرصة.. فرصة واحدة بس
نظرت لعيناه بدموع تحاول بالا تجعلها تسقط وهي تقول بتألم:-
_اعطيتك كتير، كل السنين اللي فاتت وانا بعطيك واحدة ورا التانية بس انت عمرك ما استغليتهم وانا مبقاش عندي فرص تاني اصلا اقدمها

حديثها.. جمودها.. برودها، كل ما يظهر علي ملامحها الان، يثبت له شى واحد فقط.. هي اكتفت!

نيـرة:-
_ارجوك خليني محافظة علي صورتك في عيني ومتهزهاش اكتر من كدا وخلينا ننفصل بهدوء
ابتلع ريقه بصعوبة و:-
_لو قولت لا؟!
_تبقي بتخسرني ك صديقة و زوجة كمان

صمت قليلا.. يفكر في ما ألت اليه الامور، وفي ما ستأيل له اذا اعترض، تنهد وهو يري انه اذا احكم امساكه عليها ستفقد بريقها اكثر بعد.. ستكرهه ايضا وسيظل يسقط من انظارها حتي يختفي

لذا قال بعد ان زفر نفسا طويلا.. اخرج فيه كامل وجعه وقلة حيلته:-
_انتي طالق يانيرة

شحظت عيناها وجعا لكنها حاولت ان تخفيه وهو تبتسم بهدوء.. تابع هو قبل ان يتركها بالغرفة وحيدة:-
_انا كدا خسرتك ك زوجة.. اتمني مخصركيش كمان ك صديقة
***
فات علي ذلك اليوم شهر كامل.. تغير فيه ايان كثيرا، حيث بدا اهدأ واعقل مما مضي، يتابع اعماله بشركات والده بجدية بعيدا عن المقر المشترك بين الصباغ وابو النصر.. حيث طوال ذلك الشهر ابتعد كليا عن نيرة، كان الحزن يلمع في عيناه لكنه كان ينجح في اخفائه..

استطاع ان يثبت انه ذكي.. متحمل المسئولية الي حد ما، حيث عندما سفر والده في رحلة عمل ما لمدة اسبوعان استطاع ان يمسك زمام العمل بيد من حديد متحملا كافة مشكلاته وما الي ذلك..

لكن نيـرة.. كان حالها غير، باتت باهتة الوجه، حزينة المظهر، لم تستطع ان تخفي حزنها ووجعها عن العيون مثله، لا تصدق انه قام بتطلقيها واطلق سراحها بتلك السهولة.. لم يتمسك بها كما توقعت..
لكنها تعود وتتذكر في الاخير انها من اصرت اذن لا عليها ان تحزن..

بعد شهر اخذته كاملا ك اعتكاف في المنزل، قررت انها منذ اليوم ستعاود ممارسة حياتها كما الماضي.. وستنسي الماضي بكل ما فيه..
واول ما ستنساه حبها لذلك الصديق..
***
_يعني اية؟ خلاص كدا حكايتهم خلصت

قالتها نور بضيق وهي تنظر لاسر بشفتين مزمومتين حزينتين، تنهد الاخر مجيبا عليها:-
_دا اللي انا شايفه للاسف، ايان بيهرب من اي حوار ممكن تيجي سيرتها فيه
نور بحزن علي شقيقتها:-
_نيرة مبقيتش بتقعد معانا اصلا، واخدة ركن ومنزوية فيه لروحها
اسر:-
_والحل؟ دول حتي قطعوا صداقتهم خالص

_امم.. احنا نجس النبض، لو كان لسة فيه حبة امل نعمل المستحيل ونقربهم من بعض، لو مفيش.. فخلاص خلصت علي كدا

قالت نور كلماتها وهي تنظر بعيدا بنظرات لامعة، فقال اسر:-
_طيب وهنجس النبض دا ازاي؟

نور بنظرات ماكرة:-
_اخوك ملهوش غير مفتاح واحد..
***
_انـس! ماله انس واية جاب سيرته دلوقتي؟!

قالها ايان بتعجب وهو ينظر لشقيقه الجالس امامه يرمقه بنظرات متسلية يحاول جاهدا ان يخفيها وهو يقول مصطنع البراءة:-
_اللي عرفته انه اتقدم تاني لنيرة ومستنيين العدة تخلص علشان يرتبطوا رسمي المرة دي

وهل ظن انه نسي وتناسي حبه؟
ناره خمدت وتجمدت ببرودةً؟
كان كاذب.. فها هو الان تكاد تخرج من اذنيه شرارات الغضب من جديد

_وانت مين قالك الكلام دا؟
قالها بعصبية لاخيه الذي هتف بنفس البراءة المصطنعة:-
_نـور

وانفتح باب المكتب وطل ايان من خلفه، بنفس جاذبيته واناقته المعودة، بنظراته الاسرة ورائحة عطره الفائحة، ارتعش قلبها بداخلها لكنها جهدت لتتماسك وهو تردف ببسمة خفيفة بينما تنهض عن جلستها:-
_ايان!

اقترب منها.. كانت ملامحه غير مقروءة، وقف امامها يفصل بينهم ذلك المكتب فقط، اراح كفيه علي المكتب، ومال قليلا حتي تقابلت عيونهم، قال بنبرة جاهد ليظهرها هادئة:-
_عايز فرصة اخيرة.. لسة باقي علي نهاية العدة شهرين، من بعدها هسيبك براحتك تتخطبي لانس.. تتجوزيه، او تقابلي اي حد براحتك، لكن طول الشهرين دول انتي ملكي.. هنرجع نتعامل فيهم اصحاب زي زمان.. انا وانتي وبس ومش هتكلمي حد غيري فيهم، نعيشهم زي زمان وبعدها لو عيزاني اختفي من حياتك المرة دي للابد وبلا رجعة انا موافق

نظرت له طويلا.. تفكر في عرضه بتركيز قبل ان تؤمي بنعم، فهي ايضا تشتاق لقربه.. لصداقته، هي ايضا مازالت تضعف ولا يعجبها ذلك البُعد الذي بينهم.. هي ايضا ستستغل الشهرين اولئك بكل دقيقة فيهم بالجلوس قربه والتعامل معه.. ثم.. لـ الحديث بقية

مـد كفه لها:-
_يعني deal ياصديقتي العزيزة؟
اؤمات بنعم وهي تمد يدها لتسلم عليه:-
_يعني deal ياصديقي العزيز..
***
صباح يوم جديد.. خرجت من المنزل ناوية الذهاب الي العمل لكن وجدت من يقف امامها.. مستندا علي دراجته النارية، مرتديا ملابس شبابية عبارة عن بنطال جينز قصير " شورت " وقميص صيفي خفيف، خصلاته مصففة بعشوائية، نزع نظارته الشمسية عن عيناه ووضعها اعلي رأسه واعتدل في جلسته، بينما اتسعت بسمته عندما طلت عليه

اقتربت منه تسأله بتعجب:-
_انت بتعمل اية هنا؟
قال ببساطة:-
_مستنيكي علشان نروح نفطر سوا
_بس انا ورايا شغل!
اعطاها " خوذة " لترتديها بينما يجيبها:-
_بلا شغل بلا بتنجان يانيرة، احنا هنفطر سوا وهنكمل اليوم انهاردة سوا وعمو ابراهيم سيبيه عليا
_بس..

اخذ الخوذة منها، والبسها اياها بنفسه و:-
_يلا اركبي.. اركبي انا هفطرك انهاردة فطار مستحيل تنسيه

ولجنون الفكرة.. اصابها الحماس لتخرج من امورها الاعتيادية وتجرب جنونه هو وحماسه.. فوافقت

بعد قليل..

علي عربية فول وفلافل، كانت تقف نيرة امامها وبجوارها ايان، يتسابقوا سويا من سينهي اكبر عدد من السندويتشات اولا، كانت تبلعهم بلعا كي لا تخسر، لكنه كان متمكن اكثر منها، بينما تنهي واحد يكون انهي ثلاثة

اكلا حتي وصلا لحد التخمة، ولكنها مازالت تعاند وتأكل!

هتف وهو يتنهد متعبا:-
_خلاص يانيرة استسلمي.. كفاية بقي انا تعبت خلاص مش قادر
نيرة بعند:-
_لا لازم اغلبك بحق وحقيقي
_انتي كدا هتتعبي انتي مش متعودة علي السندوتشات دي وماشاء الله حضرتك واكلة كمية كبيرة يعني ممكن تموتي مني
رفعت اصبعها تضعها في وشه وهي تهتف:-
_طيب تعتعرف اني غلبتك واني كسبت؟
قال بقلة حيلة:-
_اعترف ياستي، يلا بينا بقي؟

وعلي الرغم انه لا يحب الخسارة، الا انه قرر التضحية.. فهي عنيدة وهو يعلمها تمام العلم

ركبا الدراجة النارية و:-
_هتوديني الشغل؟
_لا.. هنروح مكان هتحبيه اوي

واخذها الي " الملاهي " اكملا يومهم فيها، يتلاعبا ويتمازحا كما الماضي، شعرت نيرة خلال تلك السويعات القليلة التي قضتها معه انها في غمرة سعادة لا تتمني ان تصحو منها قط..
عاشت مع ايان لحظات كثيرة تشبة تلك التي كانوا يقضوها بالماضي قبل ان يدخلوا في معضلة الخطوبة والزواج

في نهاية الامر.. انتهي اليوم وعادت لـ المنزل مع تقارب الساعة الي الثانية عشر ليلا..

وذهب هو الي المنزله وهو في غاية السعادة، يشعر وكأنه يملك الكون كله بأسره بين يداه

خلد الي النوم قرير العين، كما لم يفعل منذ وقت طويل.. سعيدا بما حدث.. مفكرا بأنه بالغد وبالايام التالية سيحيا معها وسيخلد معها ذكريات ك تلك.. من جديد اذا شاء الله.. بالطبع

لكن.. صرخات اسر التي جاءته ما ان غفت عيناه قطعت عليه وصلة سروره والاخر يقول في اذنيه بكل ما يحمله من قوة صوت:-
_ايــان الحق نيـرة بتموت يااياااااان

يتبع الفصل الثاني عشر  اضغط هنا 

reaction:

تعليقات