رواية بقلبي أراك فرعونا اافصل التاسع عشر والأخير بقلم زينب سمير

 رواية بقلبي أراك فرعونا بقلم زينب سمير

رواية بقلبي أراك فرعونا بقلم زينب سمير

بقلبي أراك فرعونا :-

_ الفصل التاسع عشر _ _ الاخييير _

الامر يزداد تعقدا ، فاتت تلك الليلة بدون جديد ، فحديث اسلام يؤكد عدم معرفته بوجودها بمصر وحديث جيهان يؤكد عكس هذا وهي تقسم بأنها كانت تحادث شقيقتها عندما وصل لبيتها ورن جرس منزلها ..

هتف الضابط بحيرة لـ صديقه:-

_والله انا ما فاهم حاجة خالص

قال صديقه:-

_بص انا حاسس انه فعلا معملش حاجة ، الواد جفنه حتي مربش بأرتباك ولو لـ لحظة ، باين قوي في عيونه الصدق

الضابط ويدعي اكرم:-

_انا مش متعود امشي غير ورا دليل ملموس ، اشوف بعيني برأته يبقي نفرج عنه ، مشفتش يبقي اديه منورني

بالخارج ..

اقتربت والده اسلام منه عندما لمحته يخرج ، هتفت وهي تبكي بقلق عليه:-

_اسلام .. حبيبي

احتضنها هامسا:-

_متخفيش ياماما ، انا هطلع والله 

اقترب حسام منه واحتضنه ، همس بجوار اذنه بخفوت شديد:-

_انت مقتلتهاش صح ؟

ابتعد عنه وهو ينظر له بذهول وهمس بخفوت:-

_انت متوقع اني ممكن اعمل حاجة زي كدا ؟

ضمه له مرة اخري وهو يتابع:-

_لا طبعا ، بس انت خرجت ليه امبارح لوحدك 

تنهد وهو يجيبه:-

_كنت بجهز لـ منار مفاجأة ولو مش مصدقني روح ” ……. ” واسألهم هناك

حسام مربتا علي كتفه:-

_مصدقك والله مصدقك وهعمل المستحيل علشان تطلع 

ابتعد عنه اخيرا فأقتربت منار نظرت له بدموع فقال هو بصدق:-

_والله ما قتلتها

اجابته:-

_عارفة ومصدقاك ، انا زعلانة عليك لانها دمرتك وهي عايشة وهتدمرك حتي بعد ما ماتت 

ابتسم هو هاتفا:-

_متخفيش انا متأكد اني هطلع منها بسرعو ، انتي بس افضلي معايا

نطقت بحب:-

_مش هسيبك ابدا وهتفضل ايدي في ايدك طول العمر ..

…………….

خرج حسام من مركز الشرطة دامع العين لا يعلم الي اين سيذهب وماذا عليه ان يفعل ، لف برأسه في الأنحاء يبحث عن مكانا فارغا يبكي فيه ، فـ لمح ظلا خلف شجرة ينظر لـ مركز الشرطة بقلق ، ضيق عينيه وهو يترفس في ملامح صاحب الظل فوجده ايمن !

صديقهم القديم زوج ماريان السابق ، حاول ان يبين انه لم يلمحه وابتعد عن المكان

وقف في احدي الاماكن وانتظر ، وراح يراقب خطواته ليعلم الي اين سيذهب ..

بالفعل بعد وقت طويل بدأ ايمن بالتحرك ، ركب سيارته وقادها لجهة غير معلومة وخلفه كان حسام

والتفكير يعصف به ، أيعقل انه جاء ليبكي بألم علي زوجته ؟ ام انه فاعل الجريمة ؟

بعد وقت طويل وصلت السيارة لـ مكان نائي هبط منه ايمن ودخل ، كان عبارة عن شاطئ ، فارغ ملئ بالضخور وقف أيمن امام الشاطئ وراح ينظر لـ المياة بدموع وحسام يراقبه

رفع ايمن يده فظهرت الدماء بها ، دماء ماريان 

فتح حسام هاتفه وضغط علي زر التسجيل ووضعه بجيبه مرة اخري ، ثم نطق:-

_انت اللي قتلتها 

التفت ايمن خلفه بفزع ، عندما لمحه لم يعرفه فراح يراقبه بصمت ، بينما تابع حسام:-

_لما انت اللي قتلت ماريان ، معترفتش لية وانت شايفهم ماسكين اسلام وهو ملهوش ذنب

نطق بشر:-

_هي سابتني علشانه فكان لازم يتعاقبوا

حسام:-

_اسلام مش عايز يشوف وشها اصلا ولا طايقها ، اسلام خطوبته كانت انهاردة

أيمن بنفي:-

_هما كانوا متفقين هي قالتلي انه ما هيصدق يشوفها وانها تعبت مني ، هما متفقين

صرخ حسام:-

_وهو في حد هيستني واحدة باعته برضوا ، اسلام مكنش يعرف اي حاجة عن ماري ولما رجعت كان بيحاول يطفشها بأي طريقة ، انت اللي قتلتها صح ؟

نطق بصراحة:-

_ايوة قتلتها ، دخلت العمارة وانا عارف فين بالظبط كاميرة المراقبة ودخلت بضهري علشان محدش يشوفني ، وقفت بضهري قدام بابها وهي ما صدقت وقالت ” اسلام ” 

صمت وتابع بجنون:-

_لما سمعت صوتها مقدرتش اسكت وقتلتها علي طول ، هي كانت تستاهل الموت 

حسام بدهشة:-

_انت مجنون

ايمن بدموع:-

_انا مجنون بيها ، عرفت تخليني اعشقها ومشوفش غيرها وفجأة طلبت الطلاق وقالتلي بحب غيرك ، وشايفة اني اقل منه ، لما رفضت رفعت قضية خلع فطلقتها علشان الفضايح ، لقيتها سافرت ليه ، مقدرتش استحمل فكرتهم فعلا متفقين ، قولت انا كدا كدا ضايع ، فلازم اوجع قلبهم زي ما اتوجعت 

حسام بغضب وهو يقترب منه ليضربه:-

_كلكم بتبصوا لنفسكم ولمصلحتكم وهو اللي دايما بيضيع بينكم في النص هي تسيبه زمان علشانك فيدمر ، تسيبك دلوقتي علشانه تروح تقتلها والجريمة تيجي فيه ، عايزين منه اية بقي ما تسبوه في حاله ، هو ولا كان عايز يشوف وشها ولا كان طايقها ، ساب باريس كلها ليها ورجع ، حرام عليكم ارحموه بقي

نطق ايمن بعقل غائب:-

_انت مين ؟

ضربه وهو يجيبه:-

_صاحبه اللي شهد علي كل انهياراته بسببكم 

…………….

التسجيل الذي قام حسام بتسجيله لحديث ايمن ، سلمه فورا لـ الشرطة ، بعدها جاءوا بايمن الذي بدأ يدخل في حالة انهيار جنوني وهيستريا ، واعترف بكل شئ ، كانت صدفة هي التي جعلت حسام يعرف الحقيقة ، فطبيعة حسام الشكاكة جعلته يتصرف بذكاء قليلا

والان .. اسلام حـر ..

احتضنت جيهان ابناء شقيقتها لاحضانها وهي تهمس بدموع:-

_مكنتش تستهلكم ، قولتلها خلي بالك من عيالك بس مسمعتنيش ، قولتلها انه خطب علشان تبعده عن بالها بس جت لـ الموت برجليها ، انا هربيكم والله هخليكم مش محتاجين حاجة

ولان جيهان تعلم بأنها عاقر وتطلقت لهذا السبب قررت بألا تتزوج مرة اخري وتهتم بابناء شقيقتها فقط و تعتبرهم ابناءها هي ..

………….

فـات اسبوع علي ذلك الامر ، في احدي المطاعم كانت تجلس منار ومعها فقط اسلام 

غادرهم النادل بعدما طلبوا الطعام ، تنفس هو عميقا قبل ان يقول:-

_انا دلوقتي يامنار محتار 

سألته بتعجب:-

_من اية ؟

اجابها:-

_مش عارف اقعد هنا دايما ولا اسافر باريس تاني وابقي اجي زيارات لمصر علي فترات

نطقت بحزن:-

_وتسيبني

اسلام:-

_لا انتي هتبقي معايا ، قصدي بعد ما نتحوز

اصابتها هي الحيرة وهي ترد:-

_انا مقدرش اسيب مصر ، مقدرش اعيش في مكان مش هبقي عارفة فيه حد يااسلام 

تنهد معلقا:-

_يعني انتي شايفه ان هنا احسن ؟

بادلت سؤاله بأخري:-

_انت شايف انك هتنجح هنا في شغلك زي ما نجحت في باريس

اؤما بنعم ، فقالت:-

_يبقي نعيش هنا ارجوك 

……………

                         ” المشهد الاخير “

الايام تمر وبعدها الاسابيع فالاشهر فالسنوات

تزوجت هايدي في نهاية العام الثالث لجامعتهم ، وهدير في منتصف العام الرابع ، اما هي فقد قررت ان تتزوج في نهاية العام الرابع وها هو قد انتهي ، كان يلح إسلام عليها كثيرا بأن يتزوجا في منتصف دراستها ويعدها بأنه سيفعل المستحيل كي لا تنشغل عن دراستها لكنها كانت ترفض

واخيرا جاء يوم زفافها .. 

كان زفاف اسطوري ، فستانها صنع خصيصا لها من باريس ، كان باهر وجعلها كالاميرات ، نطقت هايدي التي كانت تضع يدها علي بطنها المنتفخة:-

_الفستان فظيع ، مخليكي ولا كأنك اميرة

هدير:-

_الحقيقة جوزك زوقه طلع روووعة 

مسدت جاسي علي شعر ابنها اسلام المسمي علي اسم صديق والده وهي تردف:-

_اسلام دايما زوقه حلو كتير وبيبهر بالحقيقة 

طرقات علي الباب قطعت حديثهم ثم دخول اسلام ، خرج الجميع عندما لمحوا دخوله ، اقترب منها وهو يراقبها بعيون دامعة سعيدة ، ابتسمت هي له ونطقت:-

_فرحان ؟

اجاب بكل صدق:-

_انا اسعد انسان في العالم كله انهاردة

ابتسمت وهي تقترب منه ، نظرت لعيونه وقالت:-

_انا استنيت اليوم دا من زمان اوي ، من اول ما حبيتك

قال بغيظ:-

_كان زمانه حصل من زمان لولا انك مكنتيش راضية

منار بضحك:-

_خلاص بقي متشيلش جوه قلبك

صمتت وقالت بنبرة خفيضة:-

_انا بحبك

اجابها بصدق:-

_وانا بعشقك ..

…………

بعد مرور سنة ، صرخات تخرج من حلق منار وعربة المشفي تجري بها بممر المستشفي ادخلها بغرفة العمليات واغلقوا الباب خلفها

نظر لـ يده التي قامت بعضها وهو يقول بخفوت:-

_متجوز متوحشة

مرت ساعة تقريبا وخرج الطبيب ، نظر له وقال بتعب:-

_مبروك المدام جابت توأم 

اقترب يحضنه وهو يقول بسعادة:-

_بجد !

ضحك الطبيب قائلا:-

_بجد ..

يتبع………. 

لمتابعة الخاتمة اضغط هنا

أضف تعليق