Ads by Google X

القائمة الرئيسية

الصفحات

نوفيلا رهينة حب كاملة بقلم أمل ابراهيم

نوفيلا رهينة حب كاملة بقلم أمل ابراهيم عبر مدونة كوكب الروايات، الرواية كاملة جميع الفصول للقراءة أو التحميل.

نوفيلا رهينة حب كاملة

نوفيلا رهينة حب الفصل الأول 1

كانت تقف في ابعد نقطه عن الناس على رأس السفينه الضخمه والتي قد قضوا بها شهر العسل والتي تحلم به كل فتاه فهي في النهايه استطاعت تحقيق حلمها في أن تتزوج الرجل الذي أحببته !

كانت اسعد انسانه على وجه الارض وهي تراه يتحدث في الهاتف في الزاويه الاخرى وكادت عيناها تطلق القلوب وهي تنظر الى جسده العريض وطوله الفارع فهكذا تمنته وهكذا قد حصلت عليه كما تخيلته دائماً..

تحبه بشده ولا تستطيع إلا ان تفعل حتى التفت لها أخيراً وقد وضع هاتفه في جيب بنطاله القصير واقترب منها وهو يبتسم بحب وعيناه تعانق ادق تفاصيلها حتى توقف خلفها وهو يضع يده حاول خصرها بتملك ويقربها منه ثم وضع راسه على كتفها من الخلف ويده تداعب خصلاتها الطويلة المموجة

- القمر واقف لوحده ليه ؟

قالها بابتسامه من اذنه حتى الأذن الاخرى لتنظر إليه وتقبل وجنته ..

- انت اللي سايب القمر واقف لوحده وماسك التليفون حتى واحنا في شهر العسل نفسي اعرف هيسيبوك امتى بقى ؟

- الشغل يا حبيبتي اعمل ايه بس ده انا قدرت اخد الاسبوع ده بالعافيه خايف يعملولي استدعاء في اي وقت

التفت له وهي تضع يدها حول عنقه

- حتى لو عملوا لك مية الف استدعاء مش هاسيبك تمشي ابدا

ثم قالت باغواء تتقنه و يليق بها وهي تضع يدها حول خصرها وتقول بنبره رقيقه للغايه

- وبعدين هنشوف انا بقى ولا الاستدعاء ..

قام بحملها على الفور بين ذراعيه القويتين لتصرخ وهي تضحك

- يا مجنون بتعمل ايه احنا في وسط الناس آسر نزلني بسرعه .

ولكنه ركض بها الى غرفتهم السفليه

- لا ناس مين احنا مابيهمناش الكلام ده وبعدين مش انتي اللي طلبتي اني اختار تعالى بقي اوريكي اخترت ايه .

ليقوم بالدخول الى الغرفة وهو يغلقها بقدمه ويلقى بها على الفراش الضخم ويقوم بنزع ملابسه مع قوله

-يا معين يارب قالها وهو يقفز على السرير بعنف وتصرخ هي ضاحكه عندما شعرت بملمس شفتيه التي تقبل عنقها الطويل الأبيض بنهم ..
**
كانت تجلس علي السرير مرتبعة الاقدام و هي تبعث الرسائل واحدة وراء الأخري الي الطرف الأخر عن طريق احد برامج التواصل الاجتماعي

- باسل رد عليا لو سمحت ، باسل مش هينفع كدة

لتقوم بإرسال رسالة صوتيه و يظهر صوتها الباكي بها بوضوح

_ يا باسل قولي طيب انا عملتلك ايه يخليك تعمل معايا كده انا ولله ما عملت حاجه لكل ده ، قولي طيب مضايق من ايه وانا هحاول اس .

لتسمع صوت امها يأتي من الخارج منادياً لتتنهد بملل و هي تترك الهاتف من يدها مضطره و تخرج اليها

_ ايوة يا ماما ايوة في ايه مريم مريم مريم مافيش غير مريم في البيت ده ؟

لتجيب امها بضيق " يا بنتي هو انا عندي غيرك ، و بعدين سيبك من الزفت الي في ايدك ده شوية و افردي بوزك ده مش نهاية الدنيا يعني " و يلا روحي طلعي حاجات السلطة من التلاجه و اعمليها اخوكي علي وصول و انتي عارفه انه بيجي من الخدمة تعبان ، حاولت منع دموعها من الهبوط بشق الأنفاس و هي تتجه الي الثلاجه لتقوم بسحب طبق الطماطم و الخيار و تاخذ الخضروات و من ثم تقوم بغسلهم و لازالت تحاول منع دموعها حتي لم تستطع الاستمرار اكثر و تنفجر في البكاء فجاه .

اقتربت منها والدتها و هي تتنهد بيأس من وضع ابنتها الوحيدة و هي تسحبها في حضنها و تحاول مواستها ببعض الكلمات ولكنها لم تجدي نفعاً لذلك اثارت الصمت في النهاية حتي هدأت اخيراً ولازلت في أحضان أمها و هي تقول " معملتش حاجه يا ماما ولله مجتش جنبه معرفش بيعمل معايا كده ليه دي اخرتها ؟ ده خلاص فرحنا بعد شهرين ، قوليلي طيب انتي عارفه كل حاجه انا عملتله حاجه تضايقه ؟ "

تنهدت و هي لا تعرف بماذا تجيبها فهي في النهاية تعلم ان ابنتها بالفعل لم تفعل شئ من ما ترويْ لها ولكنها أيضاً لا تريد ان تظلم ذلك الشخص فهي لم تسمع منه هو علي كل حال لذلك قالت بهدوء " اهدي بس مش يمكن عنده مشاكل في شغله و مش عارف يرد عليكي متتضمنيش ظروفه يا بنتي اصبري و اكيد ربنا مش هيسيبك عيزاكي كده تقومي تصلي و تدعي ان ربنا يفكها قومي وانا هحاول اتكلم معاه يمكن يرد عليا يلا بقي يلا يا بت متفضليش كده "

لتقوم و هي تمسح دموعها و هي تتمني بالفعل ان يجيب علي امها لعله يريحها علي الأقل توجهت الي غرفتها و تركت امها بداخل المطبخ تدعي اليها " برضو البت معملتش السلطة " كانت هذه كلمتها الضاحكة و الساخطة في آن واحد .

بعد ان قامت بالخروج من المطبخ و أدت صلاتها قامت بالجلوس امام التلفاز و هي تمسك هاتفها مرة اخري و قررت الاتصال بصديقتها عن طريق الانترنت فا في النهاية إيثار تعيش بالخارج و المكالمات العادية مكلفة جداً و لليلة اول أيام عيد المسلمين .. " كل سنة و انت طيب يا جميل ، اخبار استراليا ايه و المزز الي عندكم بوسيهملي واحد واحد " لتأتي تلك الضحكة الرنانة من الجهه الأخري و هي تجيب " حتي بعد ما اتخطبتي متهدتيش ، وانتي طيبة يا حبيبتي وحشتيني اوي "

حاولت تجاهل كل ما يضايقها و هي تتغاضى عن جزء الخطوبة كلياً حتي لا تضايق صديقتها بما يعتلي صدرها ولكن خرجت كلماتها غصب عنها مهزوزة باكية " وانتي اوي ، يا إيثار هترجعى أمتي بقي أنا زهقت ماليش أصحاب غيركم و اخرتها واحدة مسافرة من اكتر من سنه و التانيه كانت بتتجوز و مسافرة شهر العسل و انا الي فضلت لوحدي زي قرد قطع "

و علي الفور كانت من في الجهه الاخري قد لاحظت اضطراب صوتها و نبرتها الباكية لتقول دون تفكير
" مالك يا مريم ، باسل مزعلك في حاجه؟ "
لتنفجر في البكاء مرة اخري " باسل مبيردش عليا خالص بقاله اكتر من اسبوع يا إيثار كل ما اتصل بيه مبيردش كل ما ابعتله رسائل ولا بيشوفها ولا بيرد و معرفش في ايه فجاه كده من غير اي حاجه " لتقول من في الجهه الأخري بتعجب " اهدي طيب ، طيب محاولتيش تتصلي بوالده يمكن يقولك اي حاجه ؟ "

تمسح دموعها و هي تتنفس بعمق في محاولة لعدم البكاء و تمسح عيناها في طرف بيجامتها " حاولت و قالي انه ميعرفش حاجه و انه مبيحكلهوش حاجه و جبهالي بالمحسوس كده انه مالهوش علاقه بأي حاجه بينا ، ما انتي عارفه انه عايش لوحده بعيد عنهم و باباه من البداية مكنش موافق علي خطوبتها دي "

لتكشر ايثار عن أنيابها و هي تقول بصوت حاد يتناسب مع شخصيتها القوية في هذه الأمور و خاصة في حالة كحالة صديقتها ضعيفة الشخصية بنسبة لها " بطلي عياط يا بت يعني عياطك هيعملك ايه هيجبهولك جري ولا هيخلي يبوس ايدك ، يولع هو و ابوه و اوعي تتصلي بي تاني وانا كلها اسبوع و نزله كده كده عندي حاجات في مصر لازم اعملها كلهم مبيتقلعوش من الرجل "

لتتنهد بيأس و هي تجيب ولازلت عيناها تلمع من اثر الدموع " يا إيثار انا مش زيك انتي وحده سابت خطيبها قبل كتب كتابها بتلات ايام و الله وحده يعلم أسبابك بس انا مش كده انا بحبه و عارفه اني معرفش اعيش من غيره و هو عارف ده انا عارفه انه عنده ظروف و .."

لتقاطعها من في الجهه الاخري قبل ان تكمل حديثها و هي تتحدث بغضب من كلام صديقتها " ماهو علشان متهبب عارف انك متقدريش تعيشي من غيره بيظيط فيها و بيبعد و النوع الي زي ده كل ما بتبعدي عنه تلاقي لازق فيكي و كل ما تقربي يبعد هو اسمعي مني و سيبي هتلاقي جي يجري وراكي جريــ .."

قاطعتها مريم بسرعة و هي تري ذلك الخبر في احدي القنوات الفضائية والذي ظهر في صورة عاجل " إيثار اقفلي بسرعه دلوقتي هكلمك بعدين " قالتها و هي تغلق الهاتف دون ان تنتظر ردها و تحاول الإتصال بذلك الرقم ولكنه لم يجيب حاولت مراراً و تكراراً ولكنه أيضاً لم يجيب و عادت للاستماع الي ذلك الخبر والذي جعل كل انش صغير في جسدها يرتعش خوفاً لتقول صارخه " الحقي يا ماما " لتأتي امها راكضة اليها وهي تنظر الي ما تنظر اليه

" أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، عن مقتل وإصابة عشرة عسكريين في هجوم استهدف أحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد، بشمال سيناء، بعبوة ناسفة"

وجاء في بيان "انفجرت اليوم عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد نتج عنها استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف وثمانية جنود، وتؤكد القوات المسلحة على استمرار أعمالها القتالية ضد العناصر الإرهابية للمحافظة على أمن الوطن واستقراره "

لتسقط امها صارخة علي الارض " ابـنـي " 

نوفيلا رهينة حب الفصل الثاني 2

كان يضع الملابس تباعاً داخل الحقيبه الضخمة دون النظر الي اي شي اخر و هو يسقط اغلبها من سرعته و يتنفس بقوة لم يكن يعلم كيف سوف يعود و يحمدلله ان السفينة قد توقفت في مدريد و منها يستطيع الحجز علي اول طائرة عائدة الي بلده ...

كانت تنظر له و هي تحاول مساعدته ولكنه لم يسمح بذلك و قال لها ان تتجهز هي حتي يتحركون في اقصي سرعة ..

لقد كانت بين أحضانه منذ قليل و هو يبثها حبه بكل شغف و هاتف واحد فقط من أحد أصدقائه جعله ينتفض و هو يصرخ به " انت بتقول ايه يا عمير انت متأكد من الكلام ده ، انا هنزل علي مصر حالاً " و منذ وقتها و هو لا يتحدث علي الاطلاق و يتصبب عرقاً من كثرة التحكم في أعصابه التالفه ...

" يلا يا آمنة انتي هتفضلي وقفه كده لازم نتحرك بسرعة " لم تجيبه و هي تتحرك لتسحب حقيبة يدها و تحرك شعرها المجموع للاعلي و قد تساقطت بعض خصلاتها منه كانت ترتدي بنطال من الجينز الضيق و سترة بيضاء اللون خفيفة ذات نصف اكمام من الاعلي و قد ارتدت جاكيت من الصوف اعله

قامت بالتوجه اليه فور ان استمعت الي صوته الجهوري مرة اخري ..

" حاضر يا أسر حاضر جيت اهو " و توجهت خلفه الي الخارج مسرعة و هي تلعن حظها و تلعن البلد و تلعن كل من كان السبب في قطع شهر العسل الملعون هو أيضاً ..

قامه بالخروج من السفينه و هو يركب السيارة والتي قد قام بطلبها خصيصاً لتنقله الي المطار مباشرةً ركبت هي في الخلف و هو في الامام بجانب السائق و ظلت تتنهد طول الطريق لعلها تستطيع اخماد هذه النيران المشتعلة بداخل صدرها ...

وصله الي المطار بعد مدة و قامه بالتوجه لإتمام جميع الأوراق المطلوبة و قام بطبع التذاكر والتي قد قام بحجزها مسبقاً إلكترونياً توجهه الي الطائرة و فور ان قامة بالجلوس لتنظر هي الي الجهه الاخرى و هو لايزال لا يعلم كيف استطاع فعل كل ذلك في هذا الوقت القصير حتي نظر لها اخيرا " آمنة فكي وشك ده شوية قولتلك هعوضهالك مرة تانيه بس دلوقتي لازم ننزل ضروري جدا " لتجيبه و هي لازلت تنظر الي الجهه الاخري و قد بدأت الطائرة بالتحرك شيئاً فشيئاً " بأذن الله "

تافاف بصوت مسموع و هو ينظر لها بغضب فهي لم ولن تتفهم وضعه و مركزه ابدا " يا بنت الناس بقولك في هجوم في سيناء و اتقتل منهم اتنين من أصحابي و ده رد فعلك بدل ما تقفي جنبي و تهوني عليا ؟ ، في ايه يا آمنة ده انا الي براضيكي بعد كل الي انا فيه " لتنظر له بحاجب مرفوع و هي تقول بصوت غاضب ولكنه منخفض حتي لا يسمع بهم المسافرون معهم " و انا الي غلطانه كمان ، معلش ان اصل انا الي منزلك من شهر العسل ، اصحابك علي عيني و علي راسي يا أسر و ربنا يرحمهم برحمته بس انا ذنبي ايه في كل ده هتنزل انت ترجعهم ولا تدفنهم ؟ " .

لينظر لها بغضب عارم من كلماتها المستفزة " انتي بتقولي ايه ، اية عدم الاحساس الي عندك ده بقولك اتقتله ، اتقتله فهمه الكلمة كويس ولا اقول تاني ؟ كان ممكن اوي اكون انا مكانهم كنتي هتتكلمي بنفس البرود من كده ؟ " نظرت له و الدموع تتكدس في عيناها الواسعة ذات اللون البني الفاتح و كلمته عن الموت تطعن قلبها في الصميم وقالت بصوت مهزوز " متقولش كده انا مقصدش " لينظر الي الجهه الاخري و غضبه لازل يتفاقم بشدة و في نفس الوقت حتي لا يضعف امام دموعها فهو في وقت لا يحسد عليه البتا " ولا تقصدي انتهينا "

**
- " شكراً لكِ استي " قالتها و هي تغلق الملف الذي أمامها و تسحب كوب القهوة الذي وضع أمامها لترتشف منه القليل و عقلها يعمل كالمكوك دون توقف ..

لقد مر ثلاثة ايام علي مكالمتها مع مريم و آمنة لا تجيب و لا تعلم اي شئ عن صديقتها والتي من المؤكد قد حدث معاها شئ كارثي حتي تغلق معاها الهاتف بهذا الشكل و هي بعيدة كل البعد عن ما يحدث هناك معهم ، لقد شارفت علي النزول الي وطنها ولذي لم تطمسْ قدمها منذ اكثر من عام !

منذ ذلك اليوم اللعين والذي قررت به الاختفاء القسري .

لم يكن لديها حلول اخري فشخصيتها العنيدة و المتحكمة لم تكن تسمح لها بالاستمرار اكثر في شئ كهذا ، يكفي لديها انها قد تحكمت في غضبها و لم تفتعل الكثير من المشاكل و قررت الانسحاب ..

حسناً لنقول انه ليس انسحب بنسبة مئة بالمئة ولكن علي الأقل حاولت استرداد جزء من كرامتها المهدورة ..

قامت بسحب الهاتف من امهامها و هي تحاول معاودة الاتصال بهم مرة اخري ولكن لا من مجيب !
" هل يمكنني الدخول ؟ " كان ينظر بحدقتيه الزرقاء فقط من الجزء الصغير الذي قد فتح من الباب لتبتسم هي علي حركته الطفولية " بالطبع تفضل فيليب " ليقوم بالدخول و التوجه الي المقعد الذي امامها و يقول بذات ابتسامته " لما هذا الوجه العابس ايتها الجميله ذات الاسم الأغرب "

لتبتسم بهدوء و تقول و هي تنظر الي تفاصيل وجهه البشوش " لا شئ مهم صديقتي لا اعلم عنها شئ في مصر و اظن ان هناك شئ كبير يحدث لا اعلمه ، ثم إنني لست ذات اسم صعب الي هذا الحد انت من لا تستطيع النطق به ليس الا " ليقول علي الفور " سوف تذهبين الي مصر الاسبوع القادم علي اي حال و عندها سوف تعلمين ما حدث ربما شئ بسيط لا تقلقِ "

لتتحول نظراتها الي القلق " لا اظن ذلك فيليب لا اظن ذلك ابدا ولا استطيع الانتظار هنا لأسبوع "

لينظر الي الأسفل قليلاً و هو يحاول التفكير لي حل لها فهو منذ ان عملت هنا و هو وقع في غرامها علي الفور !

لا لا لم يقل لها ولا يريد ان يقول من الأساس فلقد حصل علي ثقتها هذه بشق الأنفاس و هذا يكفي بنسبة له فلقد علم بما حدث معاها قبل مجيئها الي هنا و شعر انه يكاد يموت من هذا الموقف البشع الذي وضعت به ولكنها قوية و عنيدة و هذا نا جعله يسقط صريعاً في حبها دون مقاومة ... " حسناً لما لا اتحدث انا مع السيد استيورت في تقديم هذه الإجازة لكِ انت صاحبة شأن كبير لديه ولا اظن انه سوف يرفض علي اي حل فلم تحصلِ علي إجازة من قبل "

لتجيبه هي علي الفور و هي تقدر ما يحاول فعله لأجلها و لكنها لا تحب ان يتوسط احدا لها علي الإطلاق " لا ليس هناك داع اظن انني سوف اتحدث معه بنفسي في هذا ، حقاً شكراً لك فيليب " هي تعلم ان فيليب يحبها منذ مدة فا في النهاية هي ليست غبيه في هذه الأمور ولكنها ببساطة لا تستطيع فعل شئ له .. لا تستطيع الوثوق في اي علاقة مرة اخري لقد فعلتها مرة واحده ولن تفعلها الأخري ، فإذا كان لا يعلم انها تعلم بالفعل عن حبه لها اذا ليبقي هكذا افضل لها و له ..

رن هاتفها برقم آمنه اخيراً والتي كانت تنتظرها منذ مدة و بعد أن قام فيليب بالخروج لتجيبها علي الفور " إيه يا آمنة عشرين الف مرة علشان تردي عليا ، قلقتيني يا شيخه " جاها صوتها الباكي بل المنهار من البكاء و هي تقول بنشيج " اخو مريم مات يا إيثار و عمله استدعاء لأسر و من وقتها وانا معرفش عنه حاجه و هموت من الرعب اذا كان عليه او علي حالة مريم حاولي تنزلي بسرعه يا ايثار ارجوكي مش عارفه اتصرف لوحدي "

لم تكاد تصدق ما يقال و هي تسمع صوت صديقتها المقربة بهذا البؤس " ينهار أبيض لا اله الا الله ان لله و ان اليه راجعون ، طيب طمنيني الاول هي عامله ايه دلوقتي ؟ و انتي جوزك مختفي من امتي ؟ "

لتجيب الاخري بنشيج موجع " حالتها تصعب علي الكافر اذا كان هي او مامتها امها يا عيني دخلت المستشفي بعد ما استلمه جثته و من ساعتها وهي في غيبوبة و محدش عارف هتفوق منها أمتي و مريم مش دريانا بالدنيا و هي عامله زي المجنونة مش عارفة بتعمل ايه محدش بيكلمها غير و تفرغ كل الي جواها فيه و ولا بتاكل ولا حتي بتشرب و مبتخرجش من المستشفي و المصيبه كمان في الي اسمه باسل ده حيوان ربنا يريحها منه ، آسر مختفي من وقتها و الي فهمته منه انه في عملية المفروض علشان يرده حق الي اتقتله دول و ربنا يستر انا قلبي مش مطمئن ابداً يا إيثار "

لتتنهد إيثار بتعب و هي تكاد تشعر برأسها سوف ينفجر و قد اغلقت الهاتف معاها و توجهت الي مكتب استيورت وهي عازمة علي شئ واحد فقط ولن تعود الي مكتبها الا و قد حصلت عليه ..

**
تجلس علي أحد نقاعظ المستشفي و هي لا تكاد تفقه شئ من ما يقال حولها ولا تريد ان تفعل !

هل يقولون لها انها قد اصبحت بلا اخ الان ! هل قتل حقاً كما يقولون ؟ بعد موت والدها وهي في السابعة من عمرها و هي لا تعرف سوي عيسي !

هو لم يكن ابداً مجرد أخ كان والدها و حبيبها و كل شئ لها في العالم كانت تحتمي به من كل شئ لازالت تتذكر حتي الان لعبها مع الأطفال في الشارع و عندما كانه يضايقونها تصرخ في وجههم بأنها سو تشتكي لولدها و هو من سوف يأخذ بتارها منهم ! وعندما يضحكون عليها و يقولون انها ليس لها اب حتي تشتكي له بالفعل لتقول بغضب طفولي
" عيسي هو بابا و هو هيضربكم كلكم علشان زعلتوني " و بالفعل عندما تشتكي له كان يأخذ بحقها منهم و يجلب لها الكثير من الألعاب التي قد تغنيها عنهم ..

لازلت تتذكر انتظارها له كل يوم في شباك غرفتها فلا تكاد تنام الا و هي تراه قد اتي و قبل رأسها في قبلت ما قبل النوم مع كلمته " مريومة قلبي "

الفرق العمري لهم كان كبيراً اثنا عشر عاماً فوالدتها لم تنجب بعده لظروف صحيه و قد اكرمهم الله بعد كل هذه المدة بها هي فكانت المدلله مع لقبها المعهود
" اخر العنقود منه و آخرة صبري من أمها "

لازلت تتذكر أيضاً انتظارها لهديتها في عيد مولدها و كل سنه تنجح بها بتقدير

لازلت تتذكره هو ، هو أبيها الروحي و اخيها هو عيسي .

لم تكن تهتم بصوت نشيج خطيبة اخيها التي تجلس بجانبها ولكنها انتبهت اخيراً الي ذلك الحذاء الأسود ذو الكعب العالي و تلك الأقدام البيضاء التي تقف أمامها لترفع عيناها ببطئ و تنظر لها و تتجمع الدموع اكثر في عيناها الواسعة ..

نوفيلا رهينة حب الفصل الثالث 3

ارتمت في أحضانها علي الفور و هي تنعِ حظها مع أنفاسها المتقطعة من شدة البكاء " عيسي مات يا ايثار عيسي مات انا بموت و محدش حاسس بيا "
ظلت تربت علي كتفها و هي لا تعلم ما عليها قوله او حتي فعله فكل ما استطاعت القيام به هو الضغط علي استيورت حتي يقدم إجازتها المزعومة حتي تكون بجانب صديقتيها لم توضع ابدا في هذا الموقف من قبل ولا تعرف ما عليها قوله لها حتي تهدأ ولو قليلاً..

لا لا لم يكن ابداً عائق بينهم في يوم من الأيام كون مريم تعتنق الدين المسيحي فهذا لا يؤثر علي صداقتهم فهي لم ولن تفكر في هذا ولكنها فقط لا تعلم ما يمكن قوله في هذا الموقف برامته
" اهدي بس يا مريم شدي حيلك هو دلوقتي عايزك تعديله يا حبيبتي "

ولكنها ظلت علي وضعها و لم ينقطع بكائها دون إجابة و كأنها لم تسمعها من الأساس و في الحقيقه انها بالفعل لم تسمعها و لم تكن في حاجه لهذا الحديث فأكثر ما كانت تحتاجه حقاً هو هذا الحضن الذي يستطيع احتوائها و يشعرها بالراحه ولو قليلاً حتي تستطيع هي التحدث براحه عن هذا البركان الذي يعتلي صدرها دون عناء و دون مقاومة وظلت تحكي و تروي كل ما يأتي في عقلها من ذكريات جمعتها به علي مدار عمرها بأكمله ...

حتي ختمت قولها " انتي عارفه قبل ما يمشي المرة دي ، دخل اوضتي فكنت حطه مكياج يعني و مشغله اغاني مع نفسي فلقيته بيقولي ' مريومة اخر العنقود كبرت و بقت زي القمر و بتحط مكياج لا و كمان مقضياها رقص بس انا عارف و متأكد انها هتكون بمية راجل لو اي حد اتعرضلها و هتكون زي ما ربتها بأيدي الاتنين ، خالي بالك من نفسك انا ماشي دلوقتي و عايز اقولك لو مرجعتش ماما أمانة في رقبتك و اوعي يا مريم اوعي تنسي اي كلمة قولتهالك او علمتهالك في يوم من الأيام '

لتنفجر في البكاء مرة اخري و هي تقول مرة اخري " كان بيوصيني يا إيثار وانا زي الهبله فضلت اهزر و أرخم عليه و اقوله سيبلي فلوس ، ياخد الفلوس كلها يا ايثار و ياخد كل حاجه بس يرجع "

كادت الدموع تتساقط من عيناها علي وجع صديقتها فهي اكثر من يعرف علاقتها به لقد كانت تعيش معهم في احدي الأحياء الراقيه في منطقة الزمالك و قد تعارف والديهم في بعض الأعمال المشتركه و من هنا بدأت صداقتهم كانت مريم لازلت صغيرة للغاية فهي لم تتعدي الخامسة من العمر و إيثار كانت قد تخطت الثامنة لم تكن ابداً من محب الأصدقاء و الإختلاط مع الآخرين ولكن بحكم طباع والدها شديدة التحكم و الذي لم يكن يريد ان يخسر عمله مع هذا الرجل فكان يصر أن يأخذها هي و والدتها في إجتماعات عائليه معهم حتي أتت آمنة بعدها بعام واحد فقط والتي قد اقامت في ذات العمارة مع مريم و منذ وقتها وقد أصبحُ أصدقاء لم تفترق عنهم برغم طباعها الانطوائيه ولكن مريم بمرحها و قلبها المحب لم تكن تتركها ابداً ...

كانت تعلم حق المعرفه كم كانت متعلقه بعيسي الراحل فهي قد رأت بعيناها علاقتها به خاصه بعد وفاة والدها بعد مرور عامين فقط علي معرفتهم ببعضهم و كم شاهدت علي تفريغ اكبر وقت ممكن لها حتي و هو يدرس فقط ليقوم بإخراجها و الاعتناء بها و كم تمنت هي ان يكون لها اخ كعيسي يهتم بها ولو نصف ذلك الاهتمام ولكن ابدا لم تحسدها علي ذلك بل تمنت ان تظل في هذه السعادة والتي كانت تشع من عيناها كلما تحدثت عنه معهم و عن ما يجلبه لها من أشياء كثيرة فحقاً كان نعمة الأخ و الأب ...

ظلت تنظر حولها بعد ان هدأت مريم اخيرا و قد ذهبت في النوم علي كتفها و هي تبحث عن آمنة فهي لم تراها منذ ان أتت الي هنا فكيف لا تكون بجانبها في هذا الوقت ولكن التي تجلس أمامها قد لحظت ذلك و هي تعرف علاقتهم سوياً فقالت لها دون ان تسأل " آمنة مشيت قبل ما انتي تيجي بربع ساعة " لتنظر لها و هي التي قد نسيتها ولم تلاحظ حتي وجودها فقد انشغلت بمريم بالكامل ماريا خطيبة عيسي رحمه الله و ابنت خالتهم في ذات الوقت حاولت مد يدها لتصافحها و هي لا تستطيع الإقتراب اكثر حتي لا تسقط من تنام علي كتفها و قالت بصوت منخفض بعض الشئ " اسفه جدا يا ماريا فعلاً مخدتش بالي اتشغلت بمريم بجد أسفه ، البقاء لله يا حبيبتي شدي حيلك "

لتجيبها الأولي و هي تحاول منع الحرج عنها فهي قد لاحظت ذلك سابقاً " ولا يهمك يا حبيبتي " و اكتفت بهز رأسها دون المزيد من الحديث .

**
" و انتي بقي هتفضلي قعده كده ؟ " كان هذا صوت والدتها الغاضب و هي تنهرها بستمرار علي افعالها كما تقول امها فهي لازالت لا تفهم كيف ان تترك شقتها و هي عروس قد اتت من شهر العسل منذ عدة أيام و تجلس معاها في المنزل !

" انتي عايزاني أعمل ايه يعني يا ماما ؟ " وكان هذا سؤالها المحتج علي كلمات والدتها الغاضبه بشدة

" يعني ايه تعملي ايه ، يعني ترجعي بيتك الناس كلت وشنا و انتي قاعدة ولا علي بالك يعني ترجعي بيت جوزك الي المفروض تبقي جنيه و سنده مش تسيبي و تيجي علي هنا ؟ " لتجيبها تلك بعناد " يا ماما ده قطع شهر العسل علشان ينزل الاستدعاء بتاعه حتي .." لم تكمل حديثها لان والدتها قد قاطعتها بقوه و هي تحذرها " ايك تكملي الكلام الاهبل الي بتقولي ده الراجل نزل غصب عنه مش بمزاجه نزل علشان يرجع حق بلده و اصحابه الي انتي حتي مفكرتيش تعزي فيهم و قعدالي وركبه دماغك و بعدين ما انتي وخداه من الاول وعارفه شغله و عارفه انه ظابط جيش و ده طبيعي ايه جايه دلوقتي تقولي لا ؟ "

ليحتد صوتها اكثر و هي تقول " و بعدين انا مربتكيش علي قلة الأصل دي يا بنت هشام الزاهر قومي لمي حاجتك و ارجعي لجوزك والا مش هتعرفي انا هعملك ايه " لتخرج و هي تضرب الباب بعنف خلفها مستغفرة من أفعال ابنتها الغريبة ..

لتتساقط دموع الأخري و هي تظن ان الجميع يظلمها و ان من حقها كعروس ان تفرح كما الجميع من أمثالها لينقطع شهر العسل الخاص بهم بهذا الشكل المهين ... تعترف انها تأثرت بقوه علي أخ صديقتها الوحيد و صديقه هو الآخر و لكنها أيضاً حزنت علي نفسها أولا !

ظلت تبكي لوقت طويل حتي قررت بالفعل ان تأخذ أغراضها و تقرر العودة الي منزلهم والذي لم تدخله الا يوم واحد و هو يوم الزفاف فقط ...

توجهت الي هناك علي الفور دون حتي ان تنتظر ان تقول لامها اليس هي من ارادت ذلك لتأخذ ما تريد اذاً

استقلت سيارتها الصغيرة و توجهت الي منزلها ولذي لم يبعد كثيراً فقد أسرت ان يكون قريب من عائلتها و صديقتها مريم و عائلة اسر أيضاً فهو كان يسكن معاها في نفس المكان منذ ان كان في الكلية الحربية و منها قد بدأت قصة حبهما والتي استمرت لاكثر من ثمان سنوات فكانت لا تزال في المرحله الثانويه والتي تخرجت منها لتدخل كلية الإعلام وصلت الي المنزل اخيراً و هي تنظر في أركانه جميعها والتي اختارتها عن ظهر قلب ...

فهذا منزلهم الحبيب قامت بالدخول الي غرفتهم و قد علمت انه قد جاء الي هنا اليلة الماضية من السرير الغير منظم بالمرة و قد قررت ان تتجهز له الليله حتي و ان كان لم يأتي و اول شئ قامت بفعله هو التوجه الي الحمام لتقوم بالاستحمام و وضع الكثير من العطور والتي تعلم كم يحبها و اختارت قميص من الستان الناعم قصير ذو لون أحمر و هي التي تعلم كم يحب هذا اللون عليها و كلمته التي اصبحت تسمعها من الآن في أذنها " احمر ياعنب "و وضعت بعض المكياج الخفيف و هي تتجه الي الخارج و حاولت الإتصال به ةكم و حمدت الله انه اخيراً قد فتح هاتفه ولكنها لم تكمل فرحتها حتي انقطع الإتصال دون أجابه !

لازال غاضباً منها ! ولكنها تعرف كيف تصالحه ....

ظلت تنتظر و تنتظر حتي غلبها النوم علي طاولة الطعام والذي قد قامت بطلبه جاهز من الخارج و انطفأت الشموع المعطرة والتي قد وضعتها بجانب الطعام حتي شعرت بتلك الأصابع البارده والتي كانت تمر علي وجهها بخفه ابتسمت دون ان تفتح عيناها و هي تسحب يداه و تقوم بتقبيلها من باطنها و نظرت له في عيناه والتي كانت تبدو غريبة !

كانت تنظر لها نظرة خاوية ولكنها لم تهتم و فسرت هذا علي انه غاضب منها ليس إلا لذلك وقفت أمامه و قد طوقت عنقه بيدها و طبعت قبلة ناعمة بجانب شفتيه ..
" أسفه " كانت هذا الكلمة الوحيدة و التي قالتها برقه بالغة و قد طبعت قبلة اخري ولكن هذا المرة علي شفتيه تماماً و هي تقول بصوت ناعم " بحبك و وحشتني " ابتسم هو بخفه و لم يتحدث كثيراً و هو يحملها ليذهب بها الي غرفتهم و مرت الليلة وقد شعرت انها فراشة تحلق بين النجوم فى السماء العالية ، بينما!عليه هو كالجحيم ...

**
في صباح اليوم التالي كانت قد استيقظت في وقت متأخر و عندما نظرت الي جهته لم يكن هنا !

بحثت عنه في الحمام ولكنه لم يكن موجود أيضاً توقعت انه قد ذهب الي مشوار ما فقامت بالاستحمام و تغير ملابسها لبيجامة ناعمة ذات لون لبني هادئ و لم تكاد تجمع شعرها حتي رن جرس الباب بقوة ...

توجهت اليه و هي تتوقع انه هو و فتحت الباب ببتسامة واسعة ولكن لا يوجد احد !

نظرت بستغراب و هي تكاد تغلق الباب مرت اخري ولكنها وجدت ظرف صغير علي الأرض قامت باخذه وهي تغلق الباب خلفها و تحاول النظر الي ما بين يدها لعلها تجد اي شئ عليه يدل علي ما بداخله

ولكنها لم تجد حتي فتحته اخيراً لتجد به ثلاثة صور و رسالة والتي جعلتها تقسط الي الارض و هي لا تشعر بجسدها و تتنشج بقوة علي الارض و تصدر اصوات غريبة قد ذهبت عنها منذ زمن لتعود الان أقوي من سابقتها و تأخذ ما تاخذه معاها هذا المرة ..

نوفيلا رهينة حب الفصل الرابع 4

لم يكاد يصدق و هو يركض بها في الممر المؤدي الي المستشفي و يحملها بين يداه بعد ان فقدت ان فقدت وعيها و الدماء تسيل من بين اقدامها ..

ركض بتجاهه عدد من الممرضين و هما يضعوها علي السرير المتحرك لتدخل معهم الي غرفة الطوارئ ...

جلس علي اقرب مقعد و هو يتذكر هيئتها المتشنجه بقوة علي الأرض و قد ركض بتجاهها باقصي سرعته حاول افاقتها او السيطرة عليها ولكن كل ما فعله لم يجدي نفعاً في حالتها تلك و هو من يعرفها حق المعرفة منذ ان اصيبت بهذه التشنجات لأول مرة قد تم فسخ خطبتهم بها !

و منذ وقتها و قد حذره الطبيب من اي شي قد يضايقها فقد تبتلع لسانها في احد المرات او ترتطم بشئ حاد يمكن ان يخسرها ما هو اكبر فهي لا تكون في وعيها نهائياً. ..

وقد حدث ما قاله الطبيب بالفعل اعصابه جميعها ترتعش و هو يتذكر ما وجده بجانبها ...

تلك الصور التي تجمعه مع احدهم في غرفة نومهم !

و تلك الرساله المشينة التي قد وصلتها يعلم انها سوف تكرهه ولكنه يجب عليه التفسير يجب عليه ان يقول لها كل شئ و عندها قد خرج الطبيب من الداخل و هو يخلع قفازات يداه ..
" حضرتك تقربلها ؟ " ليجيبه و هو يحاول الوقوف علي قدميه و إمساك اعصابه جسده والتي لم يستطع السيطرة عليها " ايوة انا جوزها الرائد آسر سيف الدين من القوات المسلحة المصرية " يهز الطبيب رأسه بهدوء و هو يحاول صياغة الجمله بأفضل الصور فا في النهاية الخبر ليس هين علي الإطلاق

" المدام كويسه الحمدلله عندها بس بعض الكدمات الي تسبب بها سقوطها ، بس ... " حاول الابتلاع و هو يأتي الي الخبر الأخير " بس ايه يا دكتور حصلها ايه متقلقنيش "

قالها اسر و هو يفقد اخر ذرة تحكم في اعصابه
" احم ... للاسف مقدرناش نحافظ علي الجنين ، تقريباً كده ان الصدمة الي تعرضت ليها بسبب سقوطها كانت قوية جداً فا جسمها مقدرش يستحملها خصوصاً انها ضعيفة جدا و... " لم يستمع للحديث ذلك الطبيب اكثر و هو ينظر الي الغرفه التي تجلس بداخلها ... هل حقاً فقد جنينه منها! هل كان هو السبب ولكنه نظر للطبيب مرة اخري و قال " بس ازاي يا دكتور احنا لسه عرسان جداد و مكملناش اسبوعين من ضمنهم اسبوع كنت في شغلي ؟ "

ليقول الطبيب بنبرة مهنية بحته " من الواضح ان بداية جوازكم كانت فترة الإباضة عندها و ده كان سبب سرعة الحمل لانها بالفعل كانت حامل في أسبوع " حاول لم شتات نفسه سريعاً و نظر له و هو يهز راسه قبل ان يستأذن في الدخول لها و اول ان قام بفتح الباب وجدها تجلس علي السرير و الممرضه تضع شئ ما في تلك العبوة المعلقه بجانبها و المتصله بيدها عن طريق الكانولا ..

اقترب منها ببطئ بعد ان خرجت الممرضة و قام بسحب المقعد والذي كان بجانب الباب و جلس بجانبها و هي لم تكلف نفسها حتي بالنظر له .. ظلت جامدة مكانها و هي تنظر الي الأمام حتي قال لها بهدوء حذر " آمنة " ظلت علي وضعها السابق و لم يرف لها جفن صغير " آمنة انا عارف انك سمعاني بس صدقيني انا معــ .. "

" هششش مش طايقة أسمع صوتك مش عايزة حتي اشوفك امشي من هنا امــشــي " كانت هذه كلماتها والتي القتها في وجهه بصوتها المبحوح و هي تكابد الدموع في عينها الواسعة " يا آمنة اسمعيني بس الي بتعملي ده مينفعــ " لتصرخ في وجهه و قد سقطت دموعها الواحد تلحق الأخري " اسمع ايه ؟ ، ها قولي اسمع ايه اسمع تبريراتك عن غيابك الفترة الي فاتت دي كلها و انت قافل تليفونك و اخرتها تطلع بتعمل ايه !!! وانا الي الدنيا كلها غلطتني اني سبتك في ظروفك دي ، ولا اسمع خيانتك ليا لا و فين في بيتي و في اوضتي لا و كمان في سريري ! هو ده الي عايز تسمعهولي يا بجاحتك يا اخي " صمتت قليلاً وهي تحاول لم شتات نفسها بعد ان كاد صوتها ينقطع من شدة الصراخ

" ده انا كنت مستعدة اسيب كل حاجه علشانك ! فضلت مستنياك تمن سنين يا اسر تمن سنين مستنيه مرة تبقيني علي شغلك بس لا نداء الوطن واجب في كل مره كنت بتختار شغلك في كل مره كنت بتسبني و تمشي ستحملت كلام الكل ان حياتك مش في ايدك و ان وقتك مش ليك و اني عمري ما هتبسط و و و و ستحملت كل حاجه و كان دايماً ردي عليهم لا آسر هو سعادتي وبس وان دي كلها شكليات و في الاخر !!! بعتني برخص التراب مع وحده شمال متسواش نكلة "

مسحت دموعها بظهر يدها بعنف و هي تقول في النهاية " واخرتها حتي ابني خسرته ! افرح يا آسر ابننا الي كنا ماشين بنحلم بي في كل مكان مات و السبب .... أنت " قالت اخر جملتها بقوة و صوت جامد كالصلب و هي تتنفس بقوة و كأنها تقذفه بها في وجهه و في الحقيقه لم تكن تعلم انها حقاً قد قتلته بها !!!

" و دلوقتي مش عايزة اسمع منك اي حاجه خالص ولا عايزة اسمع صوتك كل الي عايزة منك انك تسبني في حالي و كده كده هتلاقي الي كنت بديهولك مع وحده تانيه و يادوبك تحدفلها شوية فلوس في وشها وخلاص مش هتكلفك كتير يعني و ورقتي توصلي لحد بيتي "

نظر لها و قد اتسعت عيناه ! هل تطلب الطلاق حقاً الان !!! " انتي بتقولي ايه انا سيبك تتكلمي و تتطلعــ " ولكنها لم تسمعه هذه المرة أيضاً و هي تصرخ به كالمجنونة و تضع يدها علي اذنيها " مش عايزة اسمع صوتك مش عايزة اطلع بره مش طايقة اشوف وشك بـــره " دخلت الممرض علي هذا الصراخ الحاد بعد ان حاولت التغاضِ عن كل ما فات و قد استمعت له جيدا و هي تجلس في الاستقبال للدور للثالث والذي تقع غرفتها في بدايته وقد سحبت يدها و هي تحاول السيطرة علي تشنجات جسدها والتي قد عادة بعنف و استدعت الممرضة الاخري و التي قد اعطتها حقنه مهدئه ..

**
اجسلتها علي الفراش بمساعدة إيثار والتي قد اصرت علي العودة معهم الي هنا لقد مر عشر أيام علي دخولها المستشفي و قد افاقت ولدتها من الغيبوبة منذ يومين فقط " شكراً يا إيثار تعبينك معانا " لتجيبها إيثار ببتسامة ناعمة و هي تفكر كم تعشق هذه المرأة الحنون " متقوليش كده ياطنط هو انا ليا غيركم " قامت مريم بالخروج و هي تتجه الي المطبخ و قد أحضرت الطعام سابقاً فهي قد اتت ليلة أمس هنا بعد ان علمت بحتمالية خروجها اليوم معهم و قامت بتجهيز كل شيء ...

أطعمة امها و قد اعطتها الدواء و لم تحبذ ابدا اظهار ضعفها امام والدتها فهي لن تحتمل اكثر و قد توجهت الي الخارج حتي تجلس مع إيثار قليلاً جلست بجانبها و هي تحاول ممازحتها حتي تنسي ولو قليلاً ولكنها لم تكن تفعل شي سوي الابتسامة الميته تلك التي ترتسم أعلي شفتيها فقلت لها ذلك السؤال الذي قد شغل عقلها منذ عدة أيام " مريم هو باسل فين انا مش شايفه يعني ؟ "

لتبتسم تلك بسخرية مريرة و هي تتذكر تجاهله لها طوال هذه المده والتي لم يكلف نفسه حتي بالاتصال بها سوي من مكالمة والدته اليتيمه و هي تعذيها بكلمات بسيطه وكأنها ليست خطيبة ابنها!

" باسل ! معرفش " سخريتها المريرة قد ظهرت بوضوح في كلماتها البسيطة والتي قد جعلت التي امامها تشتعل غضباً " نعم !! يعني ايه متعرفيش امال الإسم خطيبك كده والسلام ! " لتنظر لها بعيون دامعة و هي تقول بصوت مرتعش " معرفش يا ايثار معرفش مختفي من وقت ما قولتلك و مامته كلمتني نقطتني بالكلام و قفلت و مشوفتش خياله حتي " ..

تضغط ايثار علي اسنانها في محاولة منها لمنع كلماتها الغاضبة من الخروج و هل تلعن ذلك الشخص " لا لا الواد ده تسيبي خالص و تقلعي دبلتك دي ولا تعبري امه و لما يبقي يفتكرك زي كل مرة مابيغيب و يرجع ارميها في خلقت امه النتنه دي "

لتتساقط دموعها واحده و راء الاخري فهي بالفعل قد قررت فعل ذلك بعد ان تذكرت كلمات عيسي بأنها لا يستحقها لقد كان يعرف و حاول إقناعها ولكنها كانت اعند من الحجر وهي تصر علي رأيها و قد توقفت عن الطعام حتي وافق اخيراً و النتيجه ! صفر علي اليسار ...

ولكن قلبها يتألم بل يحترق ... انها تحبه كالمجنونة كان يبتعد بالعشرة أيام و يأتي يوماً واحد و دائما هناك عذر جديد وهي من كانت تصدقه لقد طلب منها الارتباط الرسمي فجاه و قد حلقت به في السماء و هي تشعر انها فراشة في السماء من سعادتها ولكنه بعد الخطوبة باسبوع واحد عادي لكل ذلك البعد و الجفاء مرة اخري ! تعلم السبب ولكنها لا تريد رأيته عقلها يصرخ به و قلبها يقفز مبتعدا لا يريد تشويه صورته !!!

نعم باسل يتسلي !! ... لقد ارتبط به لمدة عام كامل قبل تلك الخطوبة الملعونه و قد رفضت اي تجاوزات لذلك كان يبتعد و يأتي كلما احب فهو في النهاية يعلم كم تحبه لم يجد امامه سوي الاستسلام لطلبها و هو ان يتقدم بشكل رسمي و لكن عندنا وجدها أيضا لا تسمح بتلك الأشياء التي يريدها في فترة الخطوبة فعاد للابتعاد مرة اخري !

رن هاتف إيثار برقم غريب لتفتح الخط و هي تستمع الي ذلك للصوت والذي جعل الذكريات تتدفق الي رأسها تباعاً ..

نوفيلا رهينة حب الفصل الخامس 5

توقف كل شئ من حولها ... ذلك الصوت و تلك الكلمات كانت كافيه لجعلها تتذكر !

تتذكر قذرته ، تتذكر إدمانه ، تتذكر صوره ، و حتي كلماته ، كل شئ اندفع الي رأسها تباعاً و هي تتذكر حتي هروبها ..

" عايز ايه ؟ " كانت هذه كلمتها الوحيدة والجامدة كالصخر ليهتز صوته و هو يستمع اليها لم تكن لتهرب لم تكن لظهر في مظهر الجبانة الخائفة بل كانت تريد اخباره انها تعرفه ، تعرف تفكيره و حتي تعرف انفاسه من عبر الهاتف فهي لم ولن تكون بتلك السذاجة ...

لقد كان يعلم ، كان يعلم انها لازلت لا تريد تقبله و لن تريد ما فعله ليس بالشيء الهين علي الإطلاق و هو يعلم جيداً ...

لم يكن ليصمت ابداً و قد استطاع الوصول لها اخيراً بعد كل ذلك لذا قال دون تردد " إيثار محتاج اقابلك ضروري انــ .. " لتقاطع هي ذلك الحديث فوراً " و ده علشان ايه بقي ان شاء الله لا تكون عايز تطلب السماح ولا حاجه ؟ " ليضطرب صوته من حديثها الساخر في نهاية كلماتها والتي تقذفه بها في وجهه دون رحمه " و ليه لا ؟ " لتصدح ضحكتها الرنانة في المكان فجاه من ما اثار دهشة الجالسة بجانبها و الذي معها عبر الهاتف ..

حتي توقفت فجاه كما بدات! و قد تجمدت ملامحها لتقول بصوت صخري " و هو الي زيك يستحقه !؟ انت الي زيك ميستحقش غير الرجم و عايزة اقولك علي حاجه واحده بس .. " ليقاطعها هو هذه المرة و يتحدث بسرعه " اسمعيني بس انا عارف اني مستحقش و عارف اني زباله و واطي و كل حاجه انتي عايزاها بس اقسم بالله انا اتغيرت ، اتغيرت علشانك يا إيثار ولله علشانك و علشان بحبك "

لم تهتز لم تتأثر لقد تأثرت كثيراً من قبل و ماذا قد حدث ! ... " اسمعني أنت و ركز كويس لاني مش هقول كلامي مرتين ، لاول و لأخر مره تحاول فيها تتصل بيا او حتي تقرب لمكان انا موجودة في انا مرضتش اخرج باقي بلاويك الي عرفتها و متقلقش ابداً هي موجودة في الحفظ والصون و قسماً عظماً لو شوفت وشك تاني حتي لو بالصدفه مش هبقي ضامنة بعدها فضايحك دي ممكن تكون فين بعدها " لم ينكر ولا يحتاج لذلك إيثار بشخصيتها العنيدة و المتحكمة لن تتقبل حديثه حتي وإن قتل نفسه أمامها و في النهاية هو لن يقبل علي كرامته أكثر من ذلك يكفي انها دعست رجولته تحت أقدامها و اثار الصمت .. ببساطه روحه بين يدها و هو يعلم ذلك جيداً ! ..

لذلك لم يحاول المماطلة اكثر و هو يغلق الخط ... لتتجمع الدموع في عيناها الواسعة ذات الون الرمادي الغامق كالفضه و المحدده بخط من الرموش الكثيفة ، لماذا اتصل ؟ لماذا ذكرها و هي للتي تحارب امام الجميع و أولهم نفسها حتي تظهر بتلك القوة و هي ليس سوي انثى قد جرحت بشدة في كرامتها !
في كبريائها لقد دعس أنوثتها و ثقتها بنفسها و به هو تحديداً تحت قدمه !!

ولكنها عادة لرشدها سريعاً و هي تنظر للتي لازالت تنظر إليها في انتظار التفسير بالطبع " اسفه علي ضحكتي بجد يا مريم " لتكتفى الأخري بهزر رأسها و هي تتفهم وضع صديقتها جيداً !!

ليتها كانت بربع تلك الثقه و ذلك الكبرياء الذي تمتلكه .. فهي كل ما تفعله انها تضع كل شئ تحت أقدام باسل لتقول له ضع قدمك عليهم !

لا تعلم لما شعرت بتلك النار التي تحرق صدرها من فكرة انه بالفعل يفعل ذلك معاها ... لذلك كل ما قامت به هو الإتصال بوالدته ولكنها لم تجيب كالعادة ... لتحاول التي بجانبها الإتصال بآمنة و كالعادة لم تجيب و لكنها لم تستلم تلك المرة لقد اتت الي منزلهم فسوف تصعد الي والدتها و تسألها عن اخبارها فهي منذ عدة ايام لا يسمعون عنها شيئاً وكأنها اختفت ...

" بقولك ايه يا مريم انا هكلع لولدة آمنة اسألها عنها مبتردش خالص و معرفش عنها أي حاجه لتجيبها الاخري بانها ان علمت اي شئ تخبرها فهي في النهاية لا تستطيع ترك والدتها المريضه وحيدة ..

توجهت إيثار الي الدور العلوي و هي تطرق الباب بهدوء حتي وجدت أخيها هو من فتح لها الباب !

" علي ، ازيك عامل إيه معلش يا علي جيت من غير ما اتصل ولا اي حاجه بس بجد عايزة اطمئن علي آمنة بقالي كام يوم معرفش عنها اب حاجه و مبتردش علي التليفون " ليجيبها علي مبتسماً بهدوء ... و في الحقيقه ابتسامته تلك لم تصل ابدا الي عيناه ! " لا ابداً اتفضلي وقفه ليه ؟ " قالها و هو يشير لها بالجلوس مع مخ ه علي الاريكه الأنيقة التي تحتل جزء ليس بهين من شقتهم الواسعه بعد ان اغلق الباب الذي قد دخلت منه بالفعل ... " شكراً يا علي بس طمئني عليها الاول معلش هي هنا ولا في بيت جوزها ! "

لتجيبها التي أتت من الخلف " أهلا أهلا يا ايثار نورتي يابنتي جيتي امتي من السفر ؟ ،حمدالله علي سلامتك " نظرت لها و ابتسمت و هي تقترب منها حتي وقفت أمامها و هي تحتضنها " الحمدلله يا طنط ولله بخير حضرتك عامله ايه .. جيت من كام يوم و الحقيقه جيت علشان أسألك علي آمنة مختفيه و مبتردش علينا و انتي عارفه ظروف مريم كويس مكنتش عارفة اسيبها الفترة الي فاتت "

لتجلس والدتها و هي تنظر الي الأرض بشرود حزين " اة طبعا انا عارفه ولله و انا مكنتش عارفه اتحرك علشان خاطر اروح ازورهم في المستشفي بس هنزل اعزيهم " لتهز إيثار رأسها بهدوء و هي تحاول الوصول لما أتت من أجله " بس هي آمنة فين معلش يا طنط " تنهدت و هي تضم يدها أعلي معدتها
" ولله يا إيثار حال آمنة ميتحكيش " تبدا دموعها لي التجمع بعيناها و هي تحاول إمساك تلك الدموع بقدر الإمكان " ايه الي حصل يا طنط متقلقنيش اكتر من كده " ...

**
الطلاق ... كلمة واحدة ولكن تهدم الكثير تحطم الآمال ، الأحلام ، الحياة ، الحب ، الود ، الاحترام و تخلق أمامهم الحقد ، الكرهه ، الدمار ، و الكثير و الكثير من الذكريات ... او يمكن الراحة !

هذا ما قد اتخذت به قرارها و هي لن تتراجع ... لقد تناست كل شئ يمكن ان يشفع له هذا الخطأ الشنيع الذي فعله ... لقد حطم آمالها ... كسر قلبها ... دمر أنوثتها ... و الأهم دعس حبها تحت أقدام الخيانة ..!

كانت تجلس في منزلهم ... نعم منزلهم فهي ليست ابداً بالانثي الضعيفة و التي سوف تظل تبكي علي حالها لقد رأت و تعلمت من صديقتيها ماذا يفعل بنا الحب ... ان يجعل منا اشخاص اقوي كايثار او ضعفاء كمريم ولكنها اختارت الأولي !

لن تضعف و لن تنهزم لذلك كان هذا اول قرارها ... الشقه من حق الزوجة و هي اخذت حقها و اول شئ قامت بفعله التبرع بغرفة نومهم الي احد الجمعيات و التي من شأنها تزويج البنات و مساعدتهم و قامت بجلب أخري جديدة ...

لن تنسي ابداً عندما طلب التحدث معاها بعد ان أفاقت من صدمتها و قد مر عليها بداخل المستشفي اكثر من يومين في حالة إنهيار عصبي تام ... تقسم انها حاولت الضغط علي نفسها لعله يعطيها الترياق لهذا الألم الذي ينهش عظامها ولكن كل ما قاله انه لا يذكر ... !

لا يذكر اي شئ من هذا ... كل ما يتذكره بالفعل وجود تلك الفتاة في منزلهم و لكن لا يتذكر اي شئ عن إقامة علاقة معه ، ولكنه كان عذر أقبح من ذنب بنسبة لها ... لذلك لم يكن ردها سوي " خلصت ؟ "

لينظر لها هو بفقدان أمل مع كلمته الأخيرة " مش مصدقاني ؟ " " طلقني " كانت هذه كلمتها القاطعة لهذا الوضع دون تراجع قالتها و هي لا تعلم كيف ولا متي قد أتت بهذه القوة لتنطقها بهذه السهولة .!

بينما كان واقعها علي مسامعه هو اشد و اقسى ثار كالطور الهائج في المكان و هو يصرخ بأعلى صوته
" انتي اتجننتي ؟ انتي عارفه بتقولي ايه ؟ انا لا يمكن اسيبك اذا كانت عندك سهله اوي كده فاعندي لا يا آمنة " ليجلس عند قدمها و هو يمسك يدها في محاولة منه لجعلها تتراجع عن هذا القرار الذي ذبح روحه و هو يقول مرة أخري " آمنة ، حبيبتي ، روح قلبي انا ولله العظيم ما خنتك انا فعلاً فاكر البنت بس مش فاكر اي حاجه حصلت ولله كل الي فاكره اني اتعرفت علي وأحد اتصل بيا في التليفون و قالي انهم من شركة بتعمل ديكورات تزين فا فكرت ليه لا و احنا متخاصمين و عايز اصلحك بعد ما فضلت كام يوم مكلمكيش و ... "

" ششششش مش عايزة اسمع حاجه مش عايزة اسمع انت ايه مزهقتش من البق ده مش حافظ غيره الصور شوفتها بعيني محدش قالي كفاية بقي كفاية " كانت تصرخ به و هي تضع يدها علي اذنيها و لا تريد سماع المزيد لا تريد سماع صوته حتي دق الباب بقوة ..

نوفيلا رهينة حب الفصل السادس 6

" إيه الي حصل ؟ " كانت هذه كلمة إيثار والتي دخلت من الباب كالعصار و هي تصرخ في وجهها لتظل التي أمامها تنظر إليها دون حركه حتي تحركت اخيراً و هي ترتمي في أحضانها و تستنشق رائحتها التي اشتاقت لها بشدة " وحشتيني اوي " كانت هذه كلمتها الوحيدة و هي لازلت تقف معاها علي الباب حتي ابتعدت عنها اخيراً و قد اثارت الأخري الصمت و قد اكتفت فقط بحتضانها فهي قد اشتاقت لها بالفعل " أدخلي تعالى " قالتها آمنة و هي تشير لها الي الداخل و قد توجهت الي المطبخ المفتوح علي الاستقبال و هي تسألها مباشرةً

" قوليلي هتشربى و ايه و تتغدي ايه كمان انتي هتقضي معايا اليوم النهاردة ماليش دعوة انا لما صدقت شوفتك قدامي " كانت تتحدث دون توقف و هي تتحرك يميناً و يساراً دون هوادة و تحاول التنفس بانتظام لعلها تستطيع منع دموعها من الهبوط بعد ان أتت إيثار و قطعت عليها سيل الذكريات كانت تقف الأخري أمامها و هي تنتظر هذا الانفجار الوشيك بعد ان استمعت الي والدتها عن ما حدث معاها

و بالطبع بعد مظهرها البأس هذا و قد تجمعت الهالات السوداء حول عيناها الجميلتين ذات لون العسل و شعرها المصبوغ بنفس لون عيناها و قد جمعته الي الاعلي بإهمال و ذلك التيشرت الطويل و الكبير جداً عليها والذي قد وصل الي ما فوق ركبتيها بانشات صغيرة وقد أظهر بوضوح انحناءة جسدها الغض فهي منذ الصغر وهي ذات جسد الكرڤي كما كانت تطلق علي نفسها والذي فعل ما قصر قامتها كارثة متحركه ...! كانت تفعل كل شئ بسرعة كتي توقفت وهي تنظر لها و تبتسم بعد ان رأتها تنظر اليها دون ان تتحرك او تجيب علي سؤالها ...

حتي انفجرت اخيراً في البكاء و قد جلست علي الأرض و هي تضع يدها علي عيناها لم تتحمل تلك النظرة ابداً ... نظرة انني افهمك ... لا يمكنك النكران اكثر لذلك اقتربت منها بسرعه و هي تجلس بجانبها علي الارض و تحاوطها بيديها بقوة و تربط عليها و تطبع القبل علي رأسها " هشش أهدي أهدي انا جنبك و مش هسيبك أبداً أهدي بس علشان خطري " و بعد ان فقدت الأمل في اسكاتها حتي ولو قليلاً ظلت جالسه بجانبها و هي لازلت تحتضنها بقوة و قد تفهمت انها تريد ذلك الإنفجار بشدة حتي خرج صوتها المبحوح و هي تشهق بين الكلمة و الأخري

" بيخوني يا إيثار بيخوني تخيلي ... أنا يا إيثار بعد كل السنين دي بعد كل تعبنا ده ... انا بس عايزة حد يقولي انا عملت ايه ؟ غلطت في ايه ... مطلبش مني حاجه و قولت لا ... حبيته حب محدش حبه لحد قبل كده كنت بعشق التراب الي بيمشي عليه العالم كله قالي لا الظابط لا ده شايل كفنه علي ايده هتتعذبي و مش هتلاقي جنبك وانا قولت لا أسر غير واخرتها بيخوني يا إيثار لا و علي سريري و في اوضتي الي مدخلتهاش غير مرة واحدة ! انا بموت با إيثار انا اتدبحت بسكينة تلمه و محدش حس بيا قلبي وجعني اوي بصرخ من جوايا و مش طالعلي صوت بصرخ و بقول ياناس حد يلحقني و صوتي بيترد جوايا بيدبحني اكتر ... ده انا كل ما بفكر في الموضوع بقول لا يارب لا مش أسر يارب اطلع في كابوس يارب يقولي ده مقلب و بنهزر معاكي ... "

لتصرخ بأعلى صوتها والذي خرج مبحوحاً من كثرة البكاء " قلبي يارب ... آآآآه " لتسقط دموع الاخري تباعاً و هي تشعر بجسدها ينتفض من حديث صديقتها والذي يذيب الحجر لتكمل الأخري

" استنيته كل يوم وانا قاعده هنا يجي يقولي محصلش وان ده حد تاني الي في الصور او فوتوشوب و انا ولله كنت هصدقه والله العظيم يا إيثار كنت هصدقه كنت مستعدة اصدق اي كلمة هيقولها يا إيثار وربنا بس هو مانكرش قالي انه جابها هنا فعلاً قالي انه كان هو بس قال ايه مش فاكر .... خسرت ابني بالرخيص اوي يا إيثار خسرته " لتنصعق الاخري فهي لم تكن تعلم بتلك المعلومة " انتي كنتي حامل ؟ " لتبتسم آمنة بألم

" في أسبوع ... تخيلي مكنش عدى غير أسبوعين علي جوازنا و طلعت حامل ! بس هو تقريباً زهق بدري بدري وقال الحق نفسي بقي " لتربط عليها و هي تشدد علي احتضانها أكثر و لم تعد تشعر بدموعها والتي اغرقت وجنتيها ...

**
كانت تجلس في مكتبها و هي تحتسى كوب القهوه و قد عادة الي عملها اخيراً في محاولة منها للخروج من حالة الاكتئاب التي ظلت بداخلها أكثر من شهر !!

لقد مر علي فارق عيسي الحبيب شهر كامل ... شهر كامل بدونه ... بدون سماع صوته او كلمته الأقرب الي قلبها " قلب عيسي " والتي لازلت تسمعها كل ليلة بصوته في أذنها قبل النوم .

كانت هذه أفكارها حتي قاطعها صوت رنين هاتفها برقم مخفي ! كانت مترددة كثيراً في الإجابة من عدمها حتي انقطع الرنين و لم تكاد تترك الهاتف حتي عاود الصوته يصدح مرة اخري من نفس الرقم و قد أجابت تلك المرة بصوت رقيق يتناسب مع شخصيتها " الو .." ليأتي ذلك الصوت القوي ذو البحه الغريبة من الجهه الأخري " الو ، أستاذة مريم ؟ " لتجيب و هي تعقد حاجبيها و هي لاتزال لا تعرف من " أيوة ، مين ؟ "

ليأتي الرد سريعاً دون مواربة " انا الرائد اليأس آسف لو بكلمك في وقت مش مناسب انا بس حبيت اعدي عليكم في البيت انتي و الست الولده علشان اديكم شوية حاجات كده عيسي ربنا يرحمه كان سايبهم معايا فا هل مناسب معاكم المعاد ولا أحاول اخليها وقت تاني ؟ " لتتلعثم مريم قليلاً و هي لا تعلم ما عليها قوله ولكنها لا تستطيع إحراجه في نهاية الأمر " اة طبعاً يا أستاذ اليأس تنور في اي وقت " " تمام هكون عندكم الساعة ستة باذن الله اسف مرة تانيه علي الازعاج ، مع السلامة "

تعجبت من هذا الإتصال خاصه انها لم تكن تعلم عن اصدقاء أخيها شيئاً من قبل ولا تعلم من اين قد اتي برقم هاتفها ... " ايه التفكير ده يا مريم يعني رائد جيش مش هيعرف يجيب رقم عيله زيك يعني غبيه اوي " وكان هذا حديثها لنفسها و قد اتصلت بوالدتها حتي تبلغها عن هذا الضيف حتي مر اليوم بعدها و عادت الي منزلها الساعه الخامسة و ليتها ما عادت ...

لم تكاد تدخل المنزل مع قولها الدائم " ماما انا وصلت " و هي تخلع حذائها و تلقي بحقيبتها الي الجهه الأخري لتسمع ذلك الصوت والذي دب القشعريرة في جسدها كلها ! لتنظر له بغضب شديد " انت بتعمل ايه هنا ؟ " وكانت هذه جملتها الوحيدة والتي قالتها بعد ان نظرت له و هي لا تكاد تشعر بشيء داخلها سوي الكره !

لم تكن تتوقع ولا في اسوء أحلامها ان يأتي هذا اليوم و لكن ما فعله كان يزيد !!

لذلك فور ان نظر لها و هو يبتسم بتوتر و ينظر الي امها بإحراج فهو أيضاً لم يتوقع ان تستقبله بهذا الشكل وقد أعتاد منها علي نظرات الحب و كلمة حبيبي انت هنا ؟ وحشتني ...

" جرا ايه يا مريم انتي مالك دخله حامية ليه كدة ؟ " لتضحك هي دون فكاهه تزامناً مع قولها الحاد " حامية ؟ يا بجاحتك ياخي " لينظر لنا بصدمة و هو يوجه نظره لوالدتها والتي كانت تجلس منذ البداية دون ان تتحدث برغم من اعتراضها علي أسلوب ابنتها فهو في النهاية ضيف في منزلهم ولكنها كانت تعلم انها تشف غليلها من ما فعله معاها والذي كانت تعلم عنه كل شئ " شايفه يا طنط بتعاملني ازاي ؟ هو ده واجب الي جي يعزيكم ! " لتجيبه مريم علي الفور " جي تا ايه!! تعازينا ؟ ... جي تعزي في مين ؟ في اخويا الي مات من شهر ، جي تعزي خطيبتك الي المفروض فرحكم بعد شهرين في وفاة أخوها بعدها بشهر !! رد عليا انهي عزاء ده ! وبعدين جي بعد ايه بعد ما كلمتــ " ليقاطع كلماتها و هو يشعر انها تكاد تعري أمام والدتها وهي التي لم تفعلها طوال فترة خطوبتهم وقد كان يعلم انه يتجاوز الحدود كثيراً بأفعاله معاها و هي تتحمل دون شكوي " آآآ لا لا اسمعي بس يامريم اصل.. انا حصلي مشاكل كتير اوي في الشــ "

لتقاطعه هي هذه المرة و هي تنظر له بقرف من مظهره البأس و هو يحاول خلق كذبه جديدة كالسابق لعله يستطيع اسكاتها كالعادة " لا لا شكراً وفر علي نفسك كل الكدب ده مش عايزة اسمعه سمعت كتير اوي لحد ما اكتفيت " لتتسع عيناه بصدمة حقيقية و هو لا يعلم ماذا عليه القول في هذا الموضع المخزي لتقول هي فجاه و هب تفتح الباب " اقولك حاجه احسن ... أطلع بره يا باسل و مش عايز اشوف وشك تاني "

نوفيلا رهينة حب الفصل السابع 7

هذا ما قالته له و هي تشير جهة الباب والذي كان مفتوحاً من البداية والذي كان يقف به شخص ثالث لم يكن أحد يتوقع وجوده ولا يعرفه من الأساس !

لتنظر له بستغراب وهي تضم حاجبيها الرقيقه لهذا الشخص ذو الطول الفارع و المنكبين العريضين و الجسد المنحوت مع وجهه الحاد و العينان الرمادية بدرجه غامقه و شعر أسود كثيف ! وقد أرتدي قميص أسود و بنطال من القماش الاسود أيضاً و هو يضع القميص بداخله " مين حضرتك ؟ " لينظر لها ثم لولدتها و للذي يقف في المنتصف و هو ينظر اليه بغضب و عدم فهم ؟ خاصه مع تلك الهدية الكبيرة التي يمسكها بين يديه و الحقيبه الانيقه في اليد الأخري ...

" أنا اليأس " في الحقيقه لم يكن في حاجه لقول اسمه فصوته المميز والذي لم يختلف كثيراً عن الهاتف كان كافياً لتعرفه لذلك أشارت له الي الداخل
" اةة طبعا يا سيادة الرائد اتفضل " و كانت هذه ولدتها و التي رحبت به بشده فهو من رائحه الحبيب الراحل ليبتسم لها بود و هو يلاحظ الأجواء المكهربه من حوله " مافيش داعي لسيادة الرائد دي انا زي عيسي ربنا يرحمه ده لو مافيش مانع عند حضرتك طبعا " قالها و هو يجلس علي الاريكه كما أشارت له ...

" ينولنا الشرف يابني طبعاً اتفضل تشرب ايه " و كان هذا رد أمها و هي تحاول إخماد ما حدث منذ قليل أمام الرجل الغريب لذلك اقتربت التي كانت تقف قرب الباب و هي تجلس علي الاريكه الاخري لتجد من كان من المفترض انه قد ذهب بعد طردها له منذ قليل يجلس بجانبها و هو يشدد علي يدها و كأنه بذلك يثبت ملكيتها له!

لتحاول هي سحب يدها من بين يديه بعنف ولكنه تشبث بها بقوة وقد اقترب من اذنها و قال بصوت غاضب و قد استغل انشغال امها مع الضيف " فين دبلتك ؟ " " رمتها في الزباله " كان هذا ردها السريع للغاية والذي جعله ينظر لها بصدمة و لم يكاد يتحدث حتي سمع صوت ذلك الشخص الغريب و هو يوجه حديثه لمريم

" في الحقيقه عيسي كان غالي علينا اوي ، و قبل ما نعمل العمليه و الي استشهد فيها بكام يوم جالي و قالي انه لو حصله اي حاجه اوصل الهدية دي لاخته في يوم عشرين من الشهر الي احنا في ده و الحقيقه برضو اني كنت عايز اجي من بدري علشان اسلمكم حاجته بعد ما محدش استلمها بسبب الي حصل للست الولده طبعاً وبحكم ان كان عندنا كذه مأمورية بعدها معرفتش اجي اسلمكم الحاجات بتاعتها قبل كده فا انا بعتذر جدا و قولت بما اننا النهاردة عشرين في الشهر فا اجي ادي مريم هديتها و اسلمكم الحاجه بالمرة " كان يتحدث و هو ينظر تارة الي مريم و تارة الي والدتها دون النظر الي ذلك الشخص الثالث والذي لم يكن مرتاحاً له علي الإطلاق ...

" تمام شكراً شرفتنا " وكانت هذه الكلمة التي قصمت ظهر البعير و لم تشعر أمها الا و هي تقول بصوت حاد " حضرتك الي شرفت تقدر تتفضل و خالي والدتك تكلمني علشان تاخده حاجتكم " ينظر لها باسل بصدمة وهو من لم يكن يتوقع هذا خاصة من أمها !!

ليقول لها و هو لايزال لا يستوعب ما سمعه حتي الان " حضرتك بتطرديني ؟ " لترفع رأسها و تقول وقد طفح بها الكيل " زي ما انت بظبط بتطرد ضيفي و في بيتي للي انت جي تتناقش اذا كنت هتدخله تاني اصلا ولا لا انا حاولت اعدي الموضوع علشان مهما كان سيادة الرائد ضيف عندنا بس انت محترمتش الاحترام الي ادتهولك "

ليصرخ لها دون وعي " انتي بتقولي ايه انا خطيب بنتك ؟ والي بعد شهر هيكون جوزها " ليصدح صوت والدتها الغاضب بشدة " مــريــم عرفي الأستاذ اصول الضيافه في بيوت الناس عامله إزاي"

ظل ينظر من بعيد دون محاولة التدخل الا ان لزم الأمر فهو في النهاية غريب عنهم ! حتي تحدث باسل مرة اخري " شايفه امك بتقول ايه ؟ " و في الحقيقه انه هو شخصياً لم يكن يتوقع منها قول هذا الكلام خاصه من مظهرها البرئ و وصف اخيها لها عندما كان يوصيه ان يعتني بها بسبب شخصيتها الضعيفه ... " اولاً اسمها ولدتك .. ايه امك دي ؟ ثانياً و ده الاهم الي قالته ماما صح انت جي ليه اصلا ! جي بعد ايه ؟ " ليجيبها بصوت حاد و قد فقد اخر ذرات تحكمه " جيت علشانك جيت علشان ابقي جنبك بس من الواضح انه منفعش "

لتصرخ في وجهه وقد فقدت هي الاخري اخر ذرات الصبر التي تمتلكها خاصة في وجود ذلك الضيف
" جي علشان ايه !! لا قول تاني كده ... و كان فين وجودك ده لما اتصلت بيك من شهر كامل بتحايل عليك تقف جنبي و بعيطلك في التليفون و بقولك ارجوك محتاجلك جنبي و كل الي عملته ... آآ مريم مريم انا في الشغل لما افضي هكلمك !!! ... ياخي ينعل ابو بجاحتك ، عيسي كان صح من الأول انت متستهلش الجزمة الي في رجلي ... " لم تكاد تشعر بتلك اليد التي ارتفعت في الهواء و كادت تسقط علي وجهها حتي وجدت يد اخري تمنعها بقوة و هو يرد له الصاع صاعين !

اشتد الصراع بين الإثنين في غمضة عين و هي و والدتها يحاولون فض العراك حتي انقض اليأس علي باسل يكيل له الضرب من كل اتجه و هو يتذكر حديث عيسي عن هذا الشخص القذر وقد تفوق عليه بقوته البدنية بالطبع حتي قام بزجه خارج المنزل و اغلق الباب في وجهه و هو يقول " لو شوفت خلقتك او حاولت تقرب منهم تاني وديني لهتتمرمط في أقسام مصر كلها و ما هتعرف تشوف النور تاني يا روح امك "

**
خرجت معاها و قد قامت بالتقديم دعوة لطلب تسوية ..! صديقتها تريد الطلاق ... او بالأحرى تريد رفع قضية لم تكن تشجعها علي هذه برغم ما قالته له و الصور التي رأتها بالفعل ولكن هناك شئ غريب يحدث!!

حاولت اقناع صديقتها بالتراجع او الإستماع له ولكنها كانت مغيبه كلياً ولا تريد الإستماع لأي اراء اخري وقد اتخذت قرارها برغم من انهيارها الشديد معاها البارح " هنروح نشتري هدية و تورته لمريم علشان عيد ميلادها هي هتبقي عيب علشان اخوها بس هنعملها علي الضيق كده اهو تفك شوية من الي هي فيه ده " كان هذا حديث آمنة والتي كانت تحاول التعامل بكل هدوء وكأنها لم تفعل شئ ! وكان حياتها ليست علي المحك ...

ولكن طبعها الذي يحب المحافظة علي المساحة الشخصيه مهما كانت درجة القرب بينهم جعلتها تلتزم الصمت " ماشي اسبقيني انتي وانا هعمل مشوار و اجيب الحاجه و اجيلك علي عندها " لتنظر لها الاول بعدم رضي وهي تقول " برضو هتروحي تقابلي يا إيثار ! مش اتفقنا انك مش هتروحي ؟ "

نظرت لها بهدوء " معلش يا آمنة هروح يمكن اخلص منه و بعدين متخافيش عليا يعني انتي عارفه صحبتك بمية راجل .. " لتقول آمنة بصوت ضاحك في محاولة منها للمرح ولو قليلاً " و هو في راجل حليوه كده برضو و عيونه خضراء و ابيض و بغمازات و شعر عسلي طويل و قمر كده ونبي ده انا كنت اغتصبته "

لتضحك إيثار بخفه و هي تقول لها و قد شعرت بالخجل ! " يلا يا بكاشه من هنا سيبيني اروح مشواري متاخرنيش اكتر من كده " وبعد السلامات و الوداع ذهبت كل منهم في طريقها لتتدفث الذكريات امام عيناها تباعا مع تلك الكلمات التي صدحت من الاغنية في سيارتها ...
جرح الهوى لو من الحبايب
ملوش دوا آه وأنا قلبي دايب
جرح الهوى لو من الحبايب
ملوش دوا آه وأنا قلبي دايب

انسي اللي كان أنا قدرت أنسى
كل اللي بينا هنعيشه ذكرى
انسي اللي كان أنا قدرت أنسى
كل اللي بينا هنعيشه ذكرى

وروح روح ابعد عني
روح روح ياللي تاعبني
روح روح ابعد عني
روح روح ياللي تاعبني

ده أنا قلبي سامحك وجرحي سامحك
الله يسامحك
آه أنا قلبي سامحك وجرحي سامحك
الله يسامحك

يا خسارة يا خسارة، خسارة
يا خسارة علي الايام

" كانت تجلس في أحد الأيام وهي في عملها كالعاده وقد كانت تنتظره حتى يقوم بالمرور عليها واخذها للتنزه قليلاً وهي تتذكر كم تحبه وكيف قد ظهر في حياتها فجاه ... آدم .

لقد كان عميل لديها في الشركه التي كانت تعمل بها وقد تطورت علاقتهم لمرحله الصداقه حتى طلب منها ان يدخلوا في علاقه لكنها رفضت رفض قاطع ببساطه هي لا تثق باحد ... و لا تثق بالعلاقات تحديداً بعد ان تركها كل من ابيها وامها وقد كان ابيها متشدد للغايه ، كان رجل صاحب نفوذ وسلطه يتحكم في كل شيء من حول ..

لم تكن تراه الا عندما يذهب بها الى جدتها الحبيبه و هو يتركها لديها بالايام دون سؤال عن كيفيه حالها او ان كانت تريد شيئاً كجميع الأطفال ... وبعد وفاته مقتولاً في احدى المنازل المشينه وقد تزوجت امها بعدها بأيام قليله وتركتها أيضاً لدي جدتها بحجة انها لا تريد اي شيء يربطها بالماضي !!!

ومن بعدها اصبحت تلك الطفله المنطويه ، لم يكن لها اصدقاء سوي مريم وآمنة و من حسن الحظ ان جدتها كانت تسكن معهم في نفس الحي ولم تكن لتراهم ابدا بعدها ...

وبعد ان جاء آدم و قد ظهر في حياتها بعد وفاه جدتها بعامين ومع الكثير من كلمات الغزل ومحاولات كسب الثقه التي دامت لاكثر من عام وهو فقط يحاول كسب ثقتها ... فعل كل شيء تقريباً حتى وفقت في النهايه و قد اتبعت قلبها والذي تعلق به بشده ...

ادم كان حقاً رجل تحلم به كل الفتيات مركز مهم من عائله مرموقه ، وسيم ، ابن رجل اعمال مشهور ، محترم او لنقل ان هذا ما ظهر لها ...

وفي النهايه يحبها ... اليس كافياً !

كما كان يقول بالطبع وبعد كل ذلك وبعد ان وضعت ثقتها الكامله به ليأتي اليها الخبر كالصاعقه قبل زفافهم بثلاثه أشهر...!

وقد تتبعها احدهم كل هذه المده وهو يرسل لها الكثير من الصور والتي تشير الي خيانته لها في الكثير من الحفلات التي كان يقيمها بحجة العمل و إدمانه المخدرات.. ولم يتوقف الامر على ذلك .. فقد تطور الأمر معه ليصبح تلك الرسائل المنبعثه من شخص غريب الي عناوين في اظرف مع موعيد معينه ... حاولت تجاهلها ولكنها في النهاية رضخت وعندما كانت تذهب اليها كانت تجده منزل في مكان راقي والذي اكتشفت بعد ذلك انه ملكه هو ...!

وقد كان يأتي بالكثير من العاهرات به ولم يتوقف أيضاً الأمر الى هنا فقد اكتشفت انه لم يكن يأتي بالعاهرات فقط لقد حول المنزل كلياً الي العلاقات جماعيه !!

وفي احدى المرات كانت سوف ترسل بطلب في بوليس الآداب ولكنها قررت للانتقام حتى اتت لها الفرصه قبل زفافها بثلاثه ايام وكانت عباره عن قرص مضغوط به الكثير والكثير من الصفقات المشينه والتي من شانها تهريب المخدرات داخل وخارج البلد ...

وفي ليله زفافهم قررت مفاجئته لتنشر له بعض الصور التي كان يتعاطى بها المخدرات مع بعض الصور المشينه له والتي يظهر بها وجهه بوضوح أمام الحضور وقد قررت الاحتفاظ بذلك ابقرص في حين قرر الانتقام منها فهي في النهايه قامت بفضحه على العلن ..

واصبحت تسمى بالعروس الهاربه لانها فور ان عرضت تلك الأشياء قامت بالخروج من القاعه وهي تتوجه الى المطار منها للسفر الى خارج البلد .

نوفيلا رهينة حب الفصل الثامن والأخير

كانه يسيرون بداخل صحراء مفتوحه و قد توزعت بعض الأشجار من حولهم في كل مكان و هم في احد العمليات للقبض علي مجموعة إرهابية والتي كانت السبب في عملية بئر العبد ... كان علي رأسهم آسر والذي أسر ان يأتي معهم برغم ظروفه الغير مناسبة بالمرة في نية لاسترجاع حق صديقه المقرب عيسي !
" عمير ، اليأس من هنا .. " اشار لهم بأصابعه علي مكان محدد ليدخله منه و منها بدأ اطلاق النيران في كل مكان و هم يقتلوهم واحد تلو الآخر و يقبضون علي ما تبقي منهم

" عميييير خدهم بره بسرعه ... يلا " ليجيبه من فوره و هو يطلق النيران علي من يقترب منه " خليك انت وانا هلحق ابو عمر بيهرب من النفقـ.. " ليقاطعه آسر وقد قتل واحد اخر كان يحاول إصابته بينما النيران مشتعله في المنزل الذي كانه يجلسون به الجماعه الإرهابية " خليك انت سبهولي ده ، اليأس تعالي مكاني بسرعة " ليقترب منه اليأس علي الفور و هو يطلق النيران لتصيب كل من يراه و باقي الجنود تكفله بمن يحاول الهرب ...

بينما توجه آسر الي الجهه الأخري و قد ركض خلف المسمى بأبو عمر داخل النفق حتي أطلق عليه بعض الرصاصات و التي ارهبته لتجعله يقف مكانه و هو يلتفت و يقرب يده من زر الحزام الناسف !! " سيب البتاع الي في ايدك ده والا قبل ما هتدوس عليه هتكون في رصاصه في نفوخك من الناحيه التانيه و ساعتها وريني هتنول الشهادة ازاي " ليلتزم ابو عمر الصمت فهو يعرف أنه ان فجر نفسه الآن فهو لن يكون شهيداً ابدا كما يقولون لمن يتدربون تحت أيديهم ليجعلوهم يظنون انهم ينالون الشهادة بهذه الطريقه ...

" يلا متفضلش واقف كده حط إيدك وراء ضهرك و اقلع البتاع ده " و لم يكاد يكمل حديثه حتي أطلق عليه رصاصة من لخلف والذي شعر بها علي الفور تخترق كتفه ليهرب ابو عمر و يلتفت هو بسرعه البرق ليطلاق علي من كان يحاول إصابته برصاصة اتت مباشرةً بداخل رأسه والذي من حسن حظه انه كان يبدو لايزال تحت التدريب فلم يعرف كيفية توجيه السلاح جيدا خاصه انه كان يحمل سلاح ضخم..

و حاول الركض خلف ابو عمر و فور ان رآه اطلق عليه وابل من الرصاص ليقترب منه و هو يضغط علي جرحه و ينظر له من علو و ويتحدث في جهازه اللاسلكي " عمليات مية و واحد الرائد اسر ... تم القبض علي ابو عمر بعد محاولت الهربـ .. " لم يتم حديثه حتي ابتسم من كان أمامه و هو يخرج اخر انفاسه مع ضغطة واحدة لذلك الزر وقد انفجر المكان بالكامل ..

**
كانت تجلس و هي تشاهد التلفاز بشرود حزين و هي تتذكر ما قامت به فقد رفعت قضية طلاق و في انتظار قرار المحكمه ! ولكن هو من لم ينتظره و هو من عاش مرفوع الرأس دائماً فلم يتقبل تلك الإهانة ابدا و قد إرسال لها ورقة طلاقها مع ظرف آخر ولكنها لم تهتم به علي الإطلاق و هي تنتحب علي ما بين يدها !!!

لقد طلقها ؟ ، لقد طلقها بالفعل و ماذا كانت تنتظر بعد ان قامت بفضحه أمام الجميع و أمام عائلته و هي تريهم الصور والتي تظهر خيانته لها وتقول بعلو صوتها " اتفرجي يا طنط ... ابنك مش خاين بس لا ابنك زاني كمان عايزاكي تفرحي مش ده الي مكنتيش عايزه يتجوزني "

كلماتها كانت تنزل علي قلبه كالسواط فلم يتحمل أكثر و قد حاول مراراً ان يقول له انه كان نائم في هذه الصور من ما يدل علي انه هناك شئ خطاء ولكن حقدها قد اعماها عن الحقيقه لذلك صدح صوته الغاضب في المكان فجاة " انتي ايه الي بتعملي ده انتي مجنونة ! انا كنت بحاول اراعي الي انتي في بس من الواضح انها فلتت منك علي الاخر " لتجيبه هي و هي في ذروة غضبها " ليه مفكرني مجنونة ... طيب هتشوف المجنونة دي هتعمل فيك ايه و أبقي قابلني في المحاكم يا سيادة الرائد المبجل "

لتخرج و تصفق الباب بقوة خلفها و لم يمر ثلاثة أيام حتي وجدت ورقة طلاقها بين يدها و ها هي تجلس وحيده في منزلهم و هي تبكي بصمت حتي دق الباب و بعد ان قامت بفتحه لتجدها مريم فقالت و هي تدخل و تجلس علي أقرب مقعد " مياة بسرعه بالله عليكي هموت من الحر " لتدخل آمنة و هي تجلب لها كوب من الماء و تشعل لها مكيف الهواء و قد أغلقت النوافذ و جلست أمامها و هي تحاول مدارات حزنها " هتفضلي كده كتير ! انتي بقالك تلات ايام مخرجتيش من البيت يا آمنة و بعدين مش ده الي كنتي عايزه ، مش ده كان غرضك " كان هذا حديث مريم وهي تعلم ما تمر به صديقتها وهي من تم فسخ خطبتها قبل زواجها بشهر واحد !!

بالطبع ليست في ذات الموضع ولكن الألم لا يحتمل لقد دعست كرامتها خاصه و هي تتذكر انها اتصلت به بعد حديثها مع إيثار وقد اتخذت قرارها لعدم العودة له ولكن في المساء و بعد ذهابها قررت الإتصال به وقد ضعفت مرة اخري و هي تتوسله حتي يأتي اليها و يكون بجانبها وانها تحتاجه ليجيبها بكل برود بعد ان استمع الي صوتها وهي من اتصلت به من رقم مختلف حتي يجيب عليها بأنه ليس متفرغ لها و عندما يكون لديه وقت سوف يأتي اليها !!!

كم بكت ليلتها و هي تكتم صوت صراخها في وسادتها والالم الذي يعتمر قلبها حتى جات والدتها علي صوتها و تحتضنها بقوة لتطلق العنان لكل شئ في حياتها منذ ان قتل عيسي و تحكي لها ما يشعل صدرها و قد اغمي عليها و من حسن حظها أن جارهم طبيب و قد اعطائها مهدي جعلها تنام ليوم كامل ولكن عندما استفاقت كنت قد اتخذت قرارها !

لن و لم تعود اليه دعست قلبها و هي تسحب دبلته من بين أصابعها و تلقيها في القمامة دعست علي كل شئ و هي تلقي بكل ما يربطها به في تلك اللحظه ... و منذ ذلك اليوم الذي طرده به اليأس من منزلهم وهو لم يحاول الإقتراب منها مرة اخري و قد انتهي بينهم كل شئ ليبقي قلبها معلق في الهواء دون سبيل للهبوط ....

و قد أصبحت بداخل قفص كبير يسمي " قفص الرهائن ... رهائن الحب ... رهائن الجرح الذي لم ولن يندمل "

" مريم انتي روحتي فين ! " كان هذا صوت آمنة والتي لحظت شرودها منذ فترة " ها ايوة يا آمنة معلش سرحت شوية " ليرن هاتف آمنة و هي تجيب علي هذا الرقم الغريب و قد استمعت الي صوت صراخ حاد يأتي من الجهه الأخري !!
" ارتاحتي يا آمنة ابني مات بحسرته منك مش مسمحاكي علي قهرته و كسرت قلبه ... ابني مات و هو غضبان منك ابني استشهد و هو مطلقكـ " لتسقط و هي تصرخ علي الأرض..
" آســــــــر لااااااا " ..

لتستيقظ بعدها في سريرها و قد علق ذلك المحلول العين في يدها و بعد قليل من الوقت و هي تتذكر ما حدث لتسحب الدرج الذي بجانبها و وتأخذ منه ذلك الظرف الذي كان مع ورقة طلاقها وام تفتحه يومها ... فتحته بيد مرتعشة لتجدها رسالة منه يقول لها انه تعرض الي فخ من احد الشركات والتي كانت تعمل لصالح هولاء الإرهابيين حتي يدمرون حياته بطلب من احد زملائه في العمل والذي اكتشف أنه كان يعمل معهم وكل هذا بسبب غيرة و حقد منه !!

ليرسل له فتاة الي المنزل والتي خدع بها انها من سوف تقوم بتزين المنزل ليفاجئها و هو يطلب وصالها ولكن تلك الفتاة قامت برش شئ ما حول وجهه و هو يدخلها الي غرفة النوم حتي تراها كما طلبت لتستطيع تزينها كما ينبغي ليسقط هو بعدها و يقومه بتصويره حينها و يرسلون الصور لها ... و في النهاية وضع لها المكالمات علي فلاشة صغيرة والتي تثبت انه بالفعل تواصل مع هؤلاء الأشخاص ....

لتصرخ بنحيب و هي تتأكد من انها باعته بارخص الأسعار.... لقد تجاوزت كل الحدود ، لقد اتهمته بالزنه و الخيانة و هو من كان يريد فرصه واحدة ولكن حقدها و غيرتها اعمتها عن رؤية الحقيقه....

لقد حاول الجميع منعها ولكنها ذهبت خلف شيطانها ليسقطها في بئر ، بئر من الوحل ... دون رجعة.

وقد فقدت كل شئ لقد خسرت كل شئ و في النهاية مات و قد طلقها قبلها ! مات دون ان تودعه دون ان تحتضنه و تطلب منه السماح ... لقد مات أسر و تركها في عذابها ما تبقي لها من عمر لتصبح رهينة حب لم ولن ينسي ابدا ...

**
كانت تجلس في منزلها او بالأحرى منزل جدتها والذي عادت له فور ان وصلت مصر ... كانت تنتظر تلك المكالمة الهاتفية والتي سوف تقول لها ان كل شئ قد انتهي وانها قد تخلصت من هذا الكابوس الذي كانت تعيش به لثلاثة ايام ..!

ثلاثة ايام منذ ان قررت مقابلت آدم في ذلك اليوم الملعون و تلك المقابله التي قلبت حياتها راساً علي عقب !!!

فلاش باك

دلفت الي ذلك المقهي الفخم الذي كان ينتظرها به لتراه من بعيد و قد نحف جسده و انتشرت الهالات حول عيناه شديدة السواد .. اقتربت منه و هي تجلس أمامه " خير عايز ايه؟ " ليبتسم علي حدتها التي لم تتغير حتي الآن " كده علي طول ، طيب تشربي ايه الأول " لتبتسم بسخرية مريرة والتي تناسبت مع قولها " لا شكراً شربت لما اكتفيت اتفضل قولي عايز ايه عندي مشوار مهم عايزة اروحه "

ليحك ذقنه في حركه لازلت ملازمة له و هو يبتسم و يقول " مش محتاج منك اكتر من حاجه صغيرة قد كده " قالها و هو يشير بطرف اصبعه علي علامة لمدة صغر ما يريدها به ليكمل بعدها دون ان يستمع الي ردها " كل الي مطلوب منك ان دفعة المنتجات الي جايه مصر عن طريق شركتكم هتقبلي اننا نحط فيها شوية حاجات كده يعني بسيطه يعني شوية هيروين علي شوية كراك علي نيكوتين كده يعني " لتضحك هي بصخب و هي تقول " وحيات امك ! و عايزني انا اهربلك الحاجات دي بقي انت بتستهبل يابني مش مكفيك الي تحت ايدي !! "

ليمرر لسانه علي شفاتيه و هو يقول مرة اخري
" طيب بصي بقي يا حلوة السي دي الي معاكي ده تبلي و تشربي مياته ده أولا يعني ، ثانياً بقي و ده الأهم انك هتعملي الي طلبته بالحرف الواحد ده يعني لو انتي خايفه علي اسرار ماما الحلوة متطلعش بره لا سمح الله " ليتبع حديثه بصوت منخفض وكانه يخش من ان تسمعه الناس من حوله " اصل ماما طلعت مدوراها حلو اوي بره في كل شقة شوية " لتنظر له بصدمه و قد شلت حركتها بالكامل " انت بتقول ايه ؟ " ليقول بصوت عالي مرة واحده " يوووه انتي متعرفيش يا سوسو ولا ايه كنت فاكرك عارفه ولله يا شيخه .. " يبتسم بشر بعد ان راي نظراتها المذعورة وقد كادت تتحدث
" هتقوليلي روحك في ايدي هقولك قبل ما هتاخدي خطوة واحده بس علشان تنشري السي دي ده هتكون صور مامي و فيديوهاتها في كل مكان ... و ساعتها بقي لا تقوليلي مظهرك ولا عائلتك ولا مركزك اصل لامؤخذه الحاجات دي بتاخد الكل في الرجلين و دي سمعة برضو " .

لتعود الي الواقع و هي تستمع الي صوت رنين الهاتف في يدها لتجيبه بصوت مرتعش " شكراً يا حبيبة قلبي من جوه الحاجه وصلت و في الحفظ و الصون " لتقول هي علي الفور دون انتظار المزيد
" الحاجات بتاعت ماما فين ! " ليضحك هو بصخب

و يقول " متقلقيش انزلي البريد عندك في العمارة هتلاقي الظرف و ابقي سلميلي علي مامي يا سوسو ... اة يا حبيبتي قبل ما اقفل لو حاولتي تبلغي يعني ولا حاجه او تلعبي بالسي دي فا احب اقولك ان توقيعك علي الورق و الموافقات علي الشحنه و كل مكلماتك متسجله يا حبيبتي و ساعتها مش هروح في داهيه لوحدي ولا ايه ... يلا تشاوو " اغلقت في وجهه و هي تركض الي الأسفل و تسحب ذلك الظرف و قد اطمئنت اخيراً لترفع هاتفها و هي تقول " تقدر تنفذ " .

و علي الجهه الأخري كان ادم يقف مع العمال في احد المصانع علي الطريق الصحراوي و هو يتفحص الأشياء حتي سمع صوت يصرخ " الشرطة هجمت علي المكان اهربه بسرعه " ليلعن بصوت مسموع و هو يعلم انها فعلتها ولكنه لن يتركها تهنئ بها وهو يحاول الركض باقصي سرعته ولكن البلاغ الذي أتى مع اسمه و ذلك القرص المخصص له جعله هو تحديداً الهدف لذلك فور ان خرج من المبني ليجد من يكبله و هو يجعله يركع علي الأرض و يصوب المسدس علي رأسه ...

و علي الجهه الاخري كانت تجلس و هي تبتسم بسخرية بعد ان علمت انه قد تم القبض عليه بالفعل ...

فكل ما احتاجته هو احد الظباط والذي كانت علي معرفة وثيقه به سابقاً و هي تبلغه بما حدث معاها فطلب منها اتمام كل شي معهم ولكن تحرص علي تسجيل جميع المكالمات و تتاكد من انه سوف يرسل لها تلك الصور الخاصه بوالدتها و بالفعل فعلت ذلك حتي سلمت لهم القرص الذي يثبت كل شئ و اكثر بكثير و فور ان استلمت الظرف منهم لتتحرك القوات في اتجاهه و القبض عليه و وقد ثبتت براءتها بعد تتبعه معاها كل حركاتها ...

لتترك العنان لدموعها اخيراً و هي وحدها من تعلم انها كانت رهينة حب ... رهينة حب قد قتل بها كل شئ وكأنها عاصفة ترابية ضربت قلبها و عقلها لتقتلع منه كل شئ يسمي الثقه ، الحب ، الإخلاص ، الوفاء ...

رهينة حب قد جعل منها مجرد حطام ... حطام انثي لم ولن ينتهي ابداً

بحثنا عن الحبّ، ومشينا وراءه، أنسانا أنفسنا وعالمنا، ورسمنا طريقنا بالخيال والأساطير، لم نعلم أنّه مؤلم، ولم نتصوّر مقدار العذاب الذي قد يسبّبه، فعشنا لحظة فرح يملؤها العشق، لكنّنا وجدنا عذاباً وألماً لم يكن في الحسبان، فألمُ الحبّ يمزّق الجسد، وعذابه يدمّر القلب
تمت هل تريد قراءة رواية جديدة؟ اضغط هنا
reaction:

تعليقات