رواية الإعصار – الفصل السادس والعشرون
رائد اتصدم من كلام عمر بس قبل ما ينطق…..سمعوا الاتنين صوت غضبان من وراهم: محدش فيكم هيقرب منها،عليا هتيجى معايا انا و بس..
بصوا الاتنين علطول للبيتكلم لتكون الصدمة من نصيب عمر اللى قال: مستر إيريك…… أنت…….
إيريك وقف جنب عمر و كمل: انا بعرف اتكلم مصرى كويس انا عشت هنا فترة مش هينة…..بس دا مش موضوعنا (بص لرائد بغضب): الكلام اللى انا سمعته دا يوديك فى ستين داهية…..بس انا مش هتكلم و هقفل على الموضوع عشان بس عليا بقت بخير و مش عايز افتح مجال إنها تفتكرك أساساً…..لكن لو فكرت تقرب منها تانى انا مش هسكت و هتصرف معاك بطريقتى.
رائد بغضب مكتوم: و انت مالك بعليا…..عليا تبقى مراتى و من حقى أنها تبقى معايا حتى لو انتوا معترضين و غصب عن أبوها و ابن عمها اللى ظهر غفلة دا كمان……انا عارف انى غلطان بس كمان كل إنسان من حقه فرصة يصلح غلطه.
إيريك نقل نظره بين عمر و بين رائد و كمل بنفس غضبه: انا اعرف عليا اه صح من فترة مش كبيرة….بس الحالة اللى كانت فيها تخلينى اخاف عليها منك يا رائد بيه و حتى اخاف اسيبها مع ابن عمها و ابوها اللى سلموها لواحد زيك بهدلها و حاول يقتلها.
آخر كلمة وجعت رائد اوى هو نفسه مش قادر يسامح نفسه بس هو كمان بيحاول يصحح غلطه و يعوضها بس هما مش سايبين فرصة عشان يقرب من عليا تانى…..كلام إيريك بيتردد فى ودنها هو رائد نفسه لو عنده بنت و حصل معاها كدا كان مكنش هيرحم اللى عمل فيها كدا….انسحب من بينهم بهدوء و هو عايز يعيط و يصرخ بكل قوته شايل على كتفه حمل تقيل لحد ما عليا تسامحه مش ممكن يبقى كويس و لا بخير أبداً……… أما عمر كان بيبص على أثر رائد و هو فعلا حاسس بندمه بس كمان خوفه على عليا اكبر و خصوصاً أنه لقاها بعد السنين دى كلها…….إيريك خرجه من شروده: انت كمان انا مش هسيبلك عليا يا عمر غير لما تثبت إنك فعلا هتقدر تحميها و تخلى رائد يطلقها.
عمر بضيق: مستر إيريك أنت عرفت نص القصة بس النص التانى دا محدش يعرفه غيرى….حتى عليا نفسها دلوقت مش عارفاه يا ريت تفهم الأول القصة كلها و بعدين تحكم…دا غير إن عليا هى اللى هتحكم ترجع تانى معاك ألمانيا و لا تروح تعيش مع أبوها اللى بيدور عليها من ٢٥ سنة……صدقنى انت متعرفش حاجة غير جزء بسيط من حكاية عليا.
على الصعيد الآخر
واقفين الاتنين فى المطبخ بيجهزوا العشا و ليان سرحانة فى فريد و الكلام اللى قاله و مش مقتنعة بيه……نازلى خبطت على كتفها بهدوء: هيبقى كويس يا ليان.
ليان بحزن و قلق: أنا خايفة اوى يا نازلى معقول شوية شطة يعملوا فيه كدا…..انا حاسة أنه عنده حاجة اصعب من مجرد حساسية.
نازلى بحيرة: طب و هو فريد هيكدب علينا ليه يا ليان؟!
ليان سابت السكينة من ايدها و بعدت خطوتين بتفكير: مش عارفة يا نازلى….ممكن مش عايز يقلقنا و ممكن مش عايز حد يعرف هو تعبان عنده ايه ما هو فى ناس مش بتحب حد يعرف تعبها…..بس انا بردو حاسة إن الموضع اكبر من الشطة….دى مش مجرد حساسية و بعدين لما هو عارف أنه الشطة هتعمله حساسية هياكل اكل حار ليه.
نازلى بتأييد: معاكى حق…..بس احنا مش هنجبره يقولنا عنده ايه…..انا مقدرة قلقك بس مفيش فى أيدنا حاجة………و بعدين استنى ممكن فعلاً يكون بسبب الشطة دا طالما عنده حساسية منها يبقى اكيد بتجرح معدته و تخليه يستفرغ دم.
ليان سكتت شوية و كلامه بيتردد فى دماغه لما كان بيطلب منها ترجع تشتغل عنده…..و عيونها دمعت و قالت بخنقة: بس فى سبب تانى يخليه يستفرغ دم يا نازلى….انا خايفة يكون عنده حاجة فى الكبد…..انا فاكرة فى أول ما عرفت فريد قالى أنه اتعرض لمشكلة و عشان كدا خطيبته اتخلت عنه.
قالت جملتها الأخيرة و بصت لنازلى و هى بتعيط: فريد عنده حاجة فى الكبد يا نازلى……..هو اكيد مريض كبد يا نازلى.
نازلى مسحت دموعها : ليه بتفرضى البلا قبل وقوعه يا ليان خلينا نتأكد الأول بلاش الفال ده.
تانى يوم فى شركة النفيلى
ليان دخلت مباشرة على مكتب فريد اللى كان شغال على اللاب و أول ما شافه ابتسم بحب :تعالى يا ليان
ليان وقفت قدام المكتب مباشرة و من غير مقدمات:فريد انت مريض كبد…….صح؟؟
فريد اتوتر و قفل اللاب: لاء…..انتى مين قالك كدا؟
ليان بنظرة غامضة: بلاش كذب يا فريد…..انت قولتلى قبل كدا إن خطيبتك سابتك بسبب مشكلة حصلتلك صح و لا غلط؟؟…..لو انت مش فاكر انا فاكرة……خليك صريح معايا.
فريد اخد نفس و بصلها ببرود: ممكن اعرف الموضوع يهمك فى ايه…..عندى حساسية أو عندى مرض تانى معتقدش الموضوع يهمك و لا انتى عندك رأى تانى؟
ليان استغربت بروده فى الكلام: فريد انت بتتكلم كدا ليه…..انا قلقانة عليك و عايزة اطمن.
فريد بنفس البرود و نظرة ترفع اول مرة تشوفها: و انتى تقلقى عليا ليه؟……بينى و بينك ايه عشان عايزة تطمنى على صحتى؟؟…..انت مجرد سكرتيرة و انا مديرك مش أكتر يا آنسة ليان ……يا ريت تعرفى حدودك كويس مش معنى انى كنت متساهل فى التعامل معاكى تفسرى دا غلط….انتى مش محتاجة تطمنى غير على شغلك مش أكتر….. أما أنا ملكيش اى علاقة بيا تعبات مش تعبان ملكيش دخل …..خليكى فى نفسك و بس……و دلوقت تقدرى تخرجى تشوفى شغلك.
ليان خرجت من المكتب و هى على تكة و هتعيط…مش متخيلة إن فريد بيكلمها بالطريقة دى….اول مرة يحسسها إنها مجرد سكرتيرة….معقول غلطت لما شافت أنه من حقها تطمن عليه و تعرف ايه المرض اللى عنده…..اللى يشوف طريقته و هو بيكلمها امبارح ميقولش إن دا فريد قعدت على مكتبها بهدوء و دموعها نازلة على خدها فى الصمت و هى بتفكر هل تفضل مجرد سكرتيرة و لا تمشى و لا هتعمل ايه بالظبط…..خرجت من شرودها على ايد معتز اللى بتخبط على مكتبها، مسحت دموعها بسرعة و حاولت تكون طبيعية: عايز ايه؟؟
معتز بخبث و هو بيقعد: ما انتى عارفة انا عايز ايه بس انتى مش عايزة تحنى.
ليان بضيق: على فكرة انا مش فاضية اتكلم مع واحد تافه زيك…..لو حضرتك جاى لمستر فريد اتفضل ادخله غير كدا مقدرش افيدك.
قاعد على مكتبه مش عارف يشتغل و لا عارف يركز عليا مش بتطلع من دماغه…..هيتجنن و يشوفها هو مش مجرد عايز يصلح غلطه لاء دا هو عايز ياخدها منهم و مش هيتخلى عنها تانى أبداً فى حياته كلها……اه صح دخلت حياته عشان فهد و حاول ينتقم منها على أنها ملك بس فى شعور تانى عايزها جنبه فى شعور مخليه متمسك بيها و هيحاول بدل المرة مليون عشان ترجع تانى و تدخل حياته….هو دا نفس الشعور اللى كان بيمنعه يكمل خطته فى ألمانيا لكن رغبته فى الانتقام من ملك كانت أقوى….مش قادر يفسر شعوره بس هو عارف كويس أنه مش هيتخلى عن عليا…..حسم أمره و قام عشان يروح لها و هو بيفتح الباب شاف خالد واقف مع السكرتيرة فنده عليه و هو بيتحرك لعنده.
خالد بجدية: نعم يا باشمهندس……محتاج حاجة؟
– انا خارج و فى اجتماع بعد شوية احضره انت و اتصل على عمر خليه يحضره.
– بس عمر من يوم اللى حصل و هو مش بينزل الشركة خالص يا باشمهندس.
– اتصرف يا خالد…..خليه يخرج من المشفى بأى طريقة طول ما هو هناك انا مش هعرف اشوف عليا و انا مش حابب أشد قصاده قوله إنك محتاج منه اى حاجة.
– خلاص يا باشمهندس انا هتصرف…..
دخل المشفى و هو مقرر أنه مش هيخرج النهاردة غير لما يشوف عليا و يطمن عليها بنفسه…..لحسن الحظ مكنش إيريك موجود و عمر كمان خرج يقابل دادة صفاء اللى طلب منها خالد تتكلم مع عمر و تحاول تلين دماغه……وقف قدام الباب و قلبه بيدق جامد اخد نفس طويل و خبط و دخل.
كانت عليا قاعدة على السرير و بتتكلم مع إيلدا و لما سمعوا دق الباب إيلدا وقفت بتحسبه الدكتور……عينهم الاتنين كانت متعلقة برائد اللى واقف على الباب….و هو عينه كانت متعلقة بعليا و بيبصلها بشوق و نظرة حزن و ندم و ذكريات سريعة بتعدى قدام عيونه….قطع الصمت اللى بينهم عليا و هى بتبتسم: رائد……..
إيلدا بصتلها بتفاجئ عشان افتكرته أما رائد حس بقلبه بيدق جامد خوف من اللى هيحصل و بيفكر يا ترى هتسامحه على غلطه و لا هتنفر منه و تكرهه بس ابتسامته بتدل إنها مسامحاه…..اتكلمت تانى بنفس البسمة: اتفضل ادخل مش حضرتك بردو مستر رائد والد فهد ؟
رائد نقل نظره بينها و بين إيلدا اللى اتنفست بإريحية و دخل خطوتين و ابتسم: اه انا رائد.
عليا بود: مكنش له لزوم حضرتك تيجى بنفسك لهنا.
رائد بجدية مزيفة لما فهم أنها مش فاكراه: كان لازم اجى و اطمن عليكى و خصوصاً إنك اتصابتى قدام الشركة الخاصة بيا.
عليا بإبتسامة: شكراً لذوق حضرتك اتفضل اقعد.
رائد بإبتسامة: لاء مش هطول عليكى….. ألف سلامة عليكى.
عليا اكتفت بإبتسامة أما إيلدا بصتلها و قالت:سأخرج قليلاً مع السيد رائد….لن اتأخر.
وقفوا بعيد عن اوضة عليا بشوية و إيلدا بصتله بلوم: لماذا جئت إلى هنا سيد رائد؟….. ألا تعلم أن هذا قد يجعلها تحاول تذكرك و قد تتأذى صحتها.
رائد بجدية وهو حاطط ايده فى جيوبه: إلى متى سوف تخفون عنها ذلك سيدى إيلدا…. إنها زوجتى و بالتأكيد ستتذكر ذلك فى اى وقت،كما أننى لما أخبرها بشىء انا فقط جئت اطمئن عليها…..
إيلدا بإعتراض: و لكن الطبيب……
رائد كما بجدية: لا داعى للقلق لقد أخبرنى الطبيب أن هذا لن يضرها، و لا بأس إن ساعدناها لتتذكر.
إيلدا بتفهم: حسناً سيد رائد كما تريد…….و أنا أيضا لن أخبر أحد أنك جئت إلى هنا….. لأن الجميع يرون أنه يجب أن لا تعرف عليا بعلاقتكما و أيضا بأن فهد طفلكما.
رائد ابتسم: سأكون شاكراً لذلك كثيراً……..
رائد رجع الفيلا و هو مبسوط جداً و حاسس إن روحه رجعتله بعد ما شاف عليا…..شاف ريتان و صفاء قاعدين بيتفرجوا على مسرحية فى الصالون و مبسوطين دخل قعد معاهم و حكالهم على زيارته لعليا.
فى قصر عتمان النفيلى و تحديداً فى مكتب التخطيط….خط فنجان القهوة على المكتب بعد ما ارتشف شوية و قال: ها يا ساندى وصلتى لإيه مع فريد.
ساندى بخوف: بصراحة يا بابا من ساعة حادثة المطعم إياها متكلمتش معاه.
– يعنى ايه متكلمتيش معاها…..امال انا بقعد معاكى كل يوم احفظك فى ايه.
ساندى بتلعثم: ما…..ما هو…..يا بابا انا…….
عتمان بضيق: انتى غبية….انتى غبية يا ساندى مش زى ملك خالص…..
ساندى بضيق: انا مش ملك يا بابا و لا عايزة ابقى زى ملك.
عتمان بغيظ: انتى اصلا مش زى ملك و لا عمرك هتبقى زيها ملك كانت زكية كانت بتعمل الحاجة من قبل ما انا أطلب منه كانت لماحة.
ساندى بعصبية: و لما هى كانت زكية و نفعالك قتلتها ليه؟؟
عتمان هب بغضب: اخرسى….انت عارفة انتى بتقولى ايه الحيطان ليها ودان يا غبية……مش بقولك عمرك ما هتبقى زيها……
ساندى قامت و خرج من المكتب و القصر كله بعصبية….و دخل معتز بعدها و هو بيقول: مالها الهبلة دى …….ماشية مكشرة و متعصبة و بكلمها بتشوح بإيدها من غير ما ترد.
عتمان سيطر على غضبه و قعد مكانه: سيبك منها….دى واحدة غبية المهم قولى عملت ايه مع البنت إياها.
معتز بضيق: للآسف مش هينفع ننفذ الخطة لإن فى معلومات جديدة.
عتمان بإستفسار: معلومات ايه؟….ايه اللى جد؟
معتز بتكشيرة: البنت طلعت مصرية مش ألمانية و الأهم من كدا تصور تبقى طليقة مين؟
عتمان بترقب: طليقة مين؟؟
– طليقة سمير النواردى……و حالياً تبقى مرات……..
عتمان بشك: مرات مين؟…..
– مرات رائد الشيمى…….لاء و بنت ملهاش فى الشمال خالص و ملتزمة جداً.
عتمان بضيق: كدا ضاعت مننا الفرصة…..دا انا قولت خلاص كدا هنخلص على ابن الشيمى و نخلص منه للأبد.
معتز بخبث: اصبر على رزقك…انا لسه بتكلم…..البنت فاقدة الذاكرة و محدش لسه قالها إن رائد يبقى جوزها دا غير أنها لما سافرت ألمانيا و ضاعت من رائد هناك هو رجع من غيرها و هى رجعت بعده بأربع شهور خالعة الحجاب رجعت بشخصية روبين هورتن.
عتمان بعدم فهم: بردو دا هيفيدنا فى ايه؟
معتز ابتسم بخبث: لو صبر القاتل على المقتول……….اسمع يا بابا هى حاليا لما تخرج من المشفى هتبدأ شغلها مع رائد لصالح إيريك هورتن لأنها و لسه محدش ظهر من عيلتها غير عمر اللى طلع ابن عمها بس سمير معاه شوية اوراق و صور لفرحه هو و هى و كمان احنا عندنا صور ملك اللى هى نسخة من عليا و عندنا حاجات من الطفولة نقدر بيها نثبت إن عليا هى ملك مش عليا و هى اصلا مش فاكرة هى تبقى مين فإحنا هيبقى معانا الأدلة الأكتر اللى تثبت إنها ملك واحدة واحدة هنقدر نسمم أفكارها تجاه رائد و نخليها تكمل اللى ملك ماتت و سابته ناقص……..الموضوع بس عايز صبر.
عتمان بحماس: اتصل على سمير فوراً و خليه يجى عشان نشوف هنعمل ايه…..
معتز: اتصلت بيه و هو فى الطريق…..بس لسه ميعرفش حاجة عن عليا….أنا وكلت رجالتى جابولى كل المعلومات دى…..
سمير كان سايق عربيته و مستعجل عشان يوصل بسرعة عند عتمان و معتز اللى كل شوية يرنوا عليه و يستعجلوه و كأن السما هتنطبق على الأرض……رن فونه برقم أبوه زفر بضيق و فتح الخط و ما تكلمش……سمع أبوه الغضبان: انت فين يا سمير مش قولنا ترجع بقى و تحافظ على بيتك و مراتك…..أوعى تكون مفكر إنى نايم على ودانى انا عارف إنك مطول قعادك فى القاهرة عشان الهانم عليا إللى بسببها نص رجالتى دخلوا السجن.
سمير ببرود: كويس إنك عارف يا والدى…..انا بقى عليا مش هرجع من غيرها حتى لو هتتسبب فى دخولك انت السجن……انا غلط لما سمعت كلامك و اتجوزت عليها ست خلود عروسة الحلوة عديمة اللزمة.
أبوه بغيظ: احترم نفسك يا سمير انت مش مقدر قيمة مراتك و ماشى ورا بت مجهولة الأصل بدل ما تحمد ربنا أنه خلصك منها…..لاء بتدور عليها و بترفص النعمة إللى عندك.
سمير بإستفزاز: بقولك ايه يا والدى…..انا عارف و انت كمان عارف انو مش فارق معاك عليا من خلود انت اللى يهمك المصلحة اللى بتيجى من وراهم طول ما عم عليا كان بيفيدك و يكسبك فلوس كنت شايلها فى عيونك حتى و انت عارف انها مش بتخلف…..و دلوقت دور خلود اللى انت بردو عارف إن ابوها ممكن يودينا ورا الشمس…..صح و لا غلط…. بس انا بردو مش هتخلى عن عليا عشان بحبها و يلا بقى سلام مش فاضى.
قال جملته الأخيرة و قفل الفون و رماه بإهمال على التابلوو……و بسبب عصبيته مخدش باله من الراجل اللى بيعدى الطريق….فرمل بسرعة بس كان اصلا خبط الراجل فنزل من العربية بضيق مكتوم و دخل للراجل من وسط الناس اللى اتلموا حوالين الراجل و منهم إللى بيزعق لفريد على إهماله و منهم إللى بيلزموا إنه ضرورى يوصل الراجل المشفى و يتكفل بعلاج رجله.
على الطرف التانى فى المشفى المصرى و تحديداً فى اوضة عليا……نقلت نظرها بين إيلدا و عمر و إيريك و قالت بتأفف: انا زهقانة و عايزة اتمشى شوية اتصرفوا.
إيلدا بتذمر: يا فتاة كُفى عن التحدث بتلك اللهجة فأنا لا افهمها.
عليا ضحكت بمشاكسة و كملت بنفس اللهجة اللى فاهمها عمر و إيريك: عشان خاطرى يا إيريك خرجونى شوية.
عمر أتدخل: بكره يا عليا إن شاء الله.
عليا بتأفف: لاء النهاردة….عشان خاطرى.
بعد محايلات كتير من عليا عمر اقتنع و حطوها على كرسى متحرك و خرج معاها هو و إيلدا…..بس عمر قابل محمد اللى قاله إن وليد عايز يشوفه راح معاه و إيلدا فضلت مع عليا بتحركها بالكرسى…..رن فون إيلدا فوقفت بعليا فى نص الطرقة عشان ترد على الفون.
واقف بيتأملها و مش مصدق إنه أخيراً لقاها……..اتنهد براحة و همس لنفسه: أخيراً لقيتك يا عليا…..و مش هسيبك تانى.
اتحرك لعندها بسرعة و مبسوطة و أول ما وصل لعندها و من غير مقدمات نزل لمستواها عشان يحضنها….بس عليا بحركة سريعة زقته فوقع على الأرض و لا بصتله يغضب : انت مجنون إزاى بتقرب منى كدا؟؟
سمير قام بهدوء بصلها و هو مبتسم بحب…و ميعرفش أنها فاقدة الذاكرة: عليا انا عارف إنك زعلانة منى….بس انا و الله آسف صدقينى انا من يوم ما مشيتى و انا مش قادر أعيش من غيرك
عليا بعدم فهم: هو انت اصلا تعرفنى؟؟……و ايه مش قادر أعيش من غيرك دى؟
سمير نزل لمستواها مع احتفاظه بمسافة مناسبة: عليا انا سمير جوزك حبيبك.
عليا اتصدمت من كلامه….و اتكلمت و هى بتشاور على نفسها: انا؟!!…….انت جوزى أنا؟؟
سمير هز دماغه بتأكيد…..إنما عليا عيونها دمعت و مش قادرة تصدق كلامها…..حركت دماغها برفض و بصت لإيلدا اللى عطيالها ضهرها و بتكلم فى الفون….و مقدرتش تنطق لانها اصلا مش متقلبة سمير نفسه و مش مستريح لكلامها….حركت الكرسى لورا و هى بترجع لورا و مش واخدة بالها من السلم اللى بتقرب منه…
الفصل التالي اضغط هنا
يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.