رواية الإعصار الفصل السابع والعشرون 27 – بقلم زينب محروس

رواية الإعصار – الفصل السابع والعشرون

 

سمير هز دماغه بتأكيد…..إنما عليا عيونها دمعت و مش قادرة تصدق كلامه…..حركت دماغها برفض و بصت لإيلدا اللى عطيالها ضهرها و بتكلم فى الفون….و مقدرتش تنطق لانها اصلا مش متقلبة سمير نفسه و مش مستريح لكلامها….حركت الكرسى لورا و هى بترجع لورا و مش واخدة بالها من السلم اللى بتقرب منه…. و مرة واحدة حست بالكرسى بينقلب لورا تلقائياً صرخت بإسم رائد……إيلدا لفت وراها بسرعة لما سمعت صوت عليا….أما سمير ثبت مكانه فى الأرض…..إيلدا جريت عليها عشان تلحقها بس القدر كان ليه رأى تانى و كأن رائد كان حاسس بيها…..ساب ايد فهد و طلع الدرجتين اللى فاضلين فى لمح البصر و مسك الكرسى قبل ما يقع……عيونهم اتعلقت ببعض لثوانى قبل ما إيلدا تقول: هل انتِ بخير حبيبتى؟

رائد عدل وضعية الكرسى و بصلها بإهتمام مستنى إجابتها….بس عليا كانت فى زمن تانى بتفكر فى كلام سمير اللى قرب منهم و سألها نفس سؤال إيلدا…..هزت دماغها برفض: لاء مش بخير…….طول ما انت هنا أنا مش هبقى بخير…امشى من هنا لو سمحت.

رائد استغرب وجود سمير: أنت هنا ليه يا سمير؟
سمير بص لرائد و مستغرب بردو سبب وجوده و معرفته بعليا اللى رغم من ان رائد مكنش موجود لكنها استنجدت بيه….نقل نظره بعليا و قال بجدية: جايب حد هنا المشفى و بالصدفة قابلت زوجتى اللى بدور عليها بقالى أكتر من ٦ شهور.

رائد شاور على عليا اللى حركت رأسها بالرفض و قال بشك: بتتكلم عن عليا؟…….مراتك؟؟؟

سمير حرك دماغه تأكيداً لكلام رائد……اما رائد نقل نظره بين عليا اللى بتبكى و إيلدا اللى مش فاهمة حاجة و فجأة انفجر فى الضحك و هو بيضرب كل على كف…..سمير بصله بضيق: فى ايه يا رائد بيه هو انت بتسخر من كلامى و لا ايه!

رائد بطل ضحك: بصراحة اه……

سمير اتغاظ منه بس مش لازم يتعصب عليه عشان شغل عتمان اللى مطلوب منه…….بهدوء سمير فتح فونه و مد إيده لرائد و كان ظاهر على الشاشة صورة عليا و سمير سوا من فرحهم…….رائد أول ما شاف الصورة بدون مقدمات هبد الفون فى الأرض كسره و بص لسمير و عيونه بطق شرار: هعتبر نفسى لا شوفت حاجة و لا سمعت منك حاجة و لا قابلتك النهاردة أساساً…….عليا أنت ملكش علاقة بيها نهائى لو شوفتها مرة فى طريق تلف و تروح من طريق تانى.

سمير بعصبية: و انت مالك…بتدخل ليه؟…دى مراتى و انا مش هبعد عنها

رائد مسكه من تلابيب قميصه بعصبية و الغيرة عمت عيونه: يعنى ايه بتدخل ليه!……دى مراتى مدام عليا رائد الشيمى……..حاول تقرب منها و انا مش هرحمك.

عليا اتصدمت من كلام رائد فقالت بخفوت: مراتك!

رائد ساب سمير بعد ما أدرك الكلام اللى قاله و قرب من عليا و نزل على ركبته و مسك ايدها بحنان و قال:عليا…..انا فعلا جوزك مش هو……بس انا محبتش اقول لك عشان خوفت يكون غلط على دماغك.

دقايق عدت عليهم و عيونهم بس هى اللى بتتكلم…….عليا عقلها و قلبها كانوا مصدقين رائد……قبل ما حد منهم يتكلم ادخلت إيلدا بضيق و قالت بلهجة إنجليزية: هلا اخبرنى احد ماذا يحدث؟
سمير بضيق: هذه عليا زوجتى……و هذا رائد يقول أنها زوجته…..و هى لا تصدقنى.

إيلدا نقلت نظرها بين عليا و رائد: السيد رائد هو حقاً زوجها.

سمير اتنهد بضيق و قبل ما يرد جاله رسالة على فونه فانسحب من بينهم بهدوء……و عليا رجعت تانى الأوضة مع إيلدا و رائد و فهد…….و إيريك أول ما شاف رائد هب من مكانه زى اللى لدغته حية و خصوصاً إن عليا كان باين عليها العياط……قرب من عليا اطمن عليها و همس لرائد بصوت واطى: تعالى برا عايزك.

إيريك خرج و من وراه رائد اللى حاطط ايده فى جيوب بنطالونه……وقف قدامه و هو عارف إيريك هيقول ايه…….إيريك بادر للكلام بتكشيرة: ممكن أعرف حضرتك هنا ليه…هو انا مش حذرتك تبعد عنها؟

رائد بتكشيرة: جاى أشوف مراتى….اعتقد من حقى.

إيريك بعصبية مكتومة: لاء مش من حقك بعد اللى عملته فيها……و انا بحذرك لو مختش ابنك و مشيت من هنا و نسيت عليا انا هوديك فى ستين داهية و هبلغ الشرطة.

رائد اتنهد بضيق: عليا انا مش هبعد عنها لإنها مراتى…….و أنت و عمر محدش فيكم يقدر يبعدها عنى و لعلمك عليا عرفت انها مراتى………اعلى ما فى خيلك اركبه…

رائد خلص كلامه و مسبش فرصة لإيريك عشان يرد…..و دخل عند عليا و سابه يشيط برا من غضبه، إيلدا أخدت فهد و خرجت عشان تسيب مجال لرائد و عليا يتكلموا لوحدهم و دا كان طلب من عليا.
نفذ كلامها و قعد جنبها على طرف السرير و هى بدأت الحوار و قالت:لما سمير قال أنى مراته مصدقتش كلامه بس لما انت قولت كدا أنا كنت مقتنعة مع انى مش فاكرة حاجة و كمان إيلدا أكدت موضوع جوازنا، أنا مش عايزاك تزعل انى مش فاكراك أنا و الله غصب عنى.
رائد بصلها بحزن و ابتسم بحب و قال: أنا مش زعلان يا عليا، أهم حاجة إنك تقومى بالسلامة و ترجعى البيت و مع الوقت كل حاجة هتتحل بإذن الله.

ثبتت نظرها على عيونه و قالت بحزن: طب لما أنت مش زعلان ايه سبب الحزن اللى أنا شايفاه ده؟

بالرغم من إنها مش فاكراه و حالتها الصحية مش تمام لكن كل اللى شاغلها هو إنه ميكونش زعلان منها، تتنهد و قال: أنا بس زعلان عشان حالتك الصحية مش أحسن حاجة.

عليا طبطبت على إيده و قالت: انا الحمدلله بخير، و هخرج من هنا قريب فمفيش داعى إنك تشيل همى.

سكتت شوية و هى بتبتسم ليه و بعدين بصت تجاه الباب و قالت: يعنى فهد يبقى ابننا؟
حرك دماغه بتأييد فهى سألت: طب هو ليه علطول زعلان و مش بيتكلم؟
– فهد حالته النفسية ساءت لما انتى بعدتى عننا.

– عارف أنا من أول مرة شوفته و أنا حسيت إن فى رابط بينا احنا الاتنين، أنا لازم اعوضه عن الفترة اللى غبت فيها عنكم و عايزاك تساعدنى عشان العلاقة بينا احنا التلاتة ترجع زى الأول، لأن أنا خايفة فقدان الذاكرة دا يأثر على علاقتى معاكم.

رائد باس دماغها بحنان و قال: من النهاردة أنا بوعدك يا عليا مفيش أى حاجة هتأثر على علاقتنا و لا هتبعدنا عن بعض، أنتى مش مطالبة غير إنك بس تخلى بالك من صحتك و سيبى الباقى كله عنده.
– يعنى هتستحمل تعيش معايا و أنا مش فاكرة؟

رائد بحزن: أنا خايف انتى اللى متستحمليش تعيشى معايا.

– أنا اه صح مش فاكرة بس أنا متأكدة انى عمرى ما هتخلى عنك، انا قلبى و عقلى مستريحين جداً لفكرة إننا زوجين و متأكدة إنك شخص كويس يستاهل أنى اكمل حياتى معاه.

رائد تخلى عن المسافة اللى بينهم لما قرب منها و حضنها و هو بيحاول يطمن نفسه إنها حالياً معاه، مكنش متأكد هى لما تفتكر اللى حصل هيفضل رأيها نفسه و لا هتخاف تكمل حياتها مع واحد حاول يقتلها بأبشع الطرق، و رغم ذلك قرر أنه لحد ما يجى الوقت و تفتكر هيعاملها كويس و يحاول يعوضها عن الوحش اللى شافته فى حياتها، أما عليا لما هو حضنها كان قلبها بيدق جامد و كانت محرجة جداً لكنها بدلته الحضن لما لفت دراعتها حواليه.

*******

كالعادة ليان صحت من النوم و صلت و قرأت قرآن و دخلت تجهز الفطار قبل ما تروح شغلها، كام عقلها مشغول بفريد و أسلوبه إللى اتغير معاها مؤخراً، قطع حبل تفكيرها رنين جرس الباب،راحت عشان تفتح لكن نازلى سبقتها و فتحت ف لقت واحدة لابسة إدناء أسود و منتقبة، نازلى سألتها: مين حضرتك؟

– ينفع أعرف عن نفسى جوا؟
الصوت كان مألوف بالنسبة لنازلى بس مش فاكرة هى سمعته فين، ارتبكت شوية من فكرة إنها تدخل واحدة غريبة بيتهم، لكنها قالت و هى بتبعد عن الباب: اتفضلى ادخلى.

نازلى قفلت الباب و فضلت مكانها متابعة البنت اللى وقفت فى نص الصالة و بصت تجاه ليان اللى واقفة عند باب المطبخ و قالت: أتمنى تسمعونى و تعطونى فرصة اقول الكلام اللى جيت عشانه.

الاتنين كانوا بيبصولها بترقب و هى بتخلع النقاب عنها، فظهر اخر وش كانوا ممكن يتوقعوه، ليان بصتلها بضيق و قالت بحنق: أنتى ليكى عين كمان تيجى هنا؟

ساندى نقلت نظرها بينهم بجدية و قالت: يا ريت نركن اللى حصل على جنب و تسمعينى يا ليان عشان أنا هنا انهاردة اصحح سوء فهم حصل.
نازلى شاورت ل ليان بعيونها كطلب للهدوء و بعدين وجهت كلامها ل ساندى: اتكلمى احنا سامعينك بس ياريت بسرعة.

ساندى اتحركت لعند ليان و قالت: أنا كنت فى الشركة امبارح و سمعت الحوار اللى دار بينك و بين فريد، و سمعت لهجته الترفعية اللى اتكلم معاكى بيها……..فريد على فكرة مش كدا خالص هو شخص كويس متواضع و محترم جداً، و بخصوص الحريقة اللى حصلت فى مطعمكم هو ملهوش علاقة بيها نهائى.

نازلى سألتها باستغراب: و لما هو ملهوش علاقة باللى حصل، ادعيت ذلك عليه ليه؟

ساندى بشرود: فى حد طلب منى اعمل كدا و كان غصب عنى، بس مقدرش اقول حاجة اكتر من كدا بخصوص حريق المطعم، كل اللى أقدر أقوله إنه بريء من التهمة دى.
ليان قالت بجدية: و احنا عارفين إنه بعيد تماماً عن حريق المطعم، لو حابة توضحى حاجة فممكن تتكلمى عن علاقتك بيه.

ساندى سكتت شوية كانت مترددة تجاوب لكنه صممت تنفذ اللى اتنكرت و جيت عشانه، ردت عليها: أنا و سمير حالياً مجرد ولاد عم، و حتى لما كنا مخطوبين انا مكنتش بحبه أنا كنت مجبرة ارتبط بيه بأمر من والدى،لذلك لم اكتشتف………لما اكتشفت إنه…………..

ليان كملت بدلاً عنها و قالت: اكتشفتى أنه مريض؟؟ فريد مريض تليف كبد مش كدا؟؟

هزت راسها بنعم و قالت: اه عنده تليف كبد و فى اخر مراحله و محتاج متبرع بأقصى سرعة، على فكرة هو بيحبك و بيحبك جداً و من كتر ما هو بيعشقك مش عايزك تتعلقى بيه عشان هو ميعرفش مرضه دا هينتهى بإيه…….و دا اللى أنا جيت عشانه انهاردة، فريد حياته مش أحسن حاجة و أتعرض للخيانة من أقرب الناس ليه و أنا واحدة من ضمن الناس اللى خانوه بس و الله كان غصب عنى، خليكى جنبه يا ليان و عوضيه عن كل اللى مر بيه، حتى لو النهاية قربت خليكى جنبه و متعمليش زى و تتخلى عنه………كان لازم أعرفك أنه بيحبك و أى أسلوب وحش هيتعامل معاكى بيه هيكون بيقسى على نفسه قبل ما يكون قاسى معاكى.

وصلت الشركة و كلام ساندى بيتردد فى دماغها،اللى سمعته بخصوص مرض فريد خلاها تتراجع عن فكرة ترك شغلها، لكنها بردو مازالت مش عارفة ايه الخطوة اللى المفروض هي تعملها، مهما كانت بتحب فريد و مهما كانت الظروف مبادئها و حيائها كفتاة تمنعها تاخد الخطوة الأولى فى الاعتراف بمشاعرها، اتنهدت بحيرة و هى بتفتح اللاب عشان تبدأ شغلها، و أثناء انشغالها بتفقد الملفات اللى على مكتبها دخل فريد و معاه ساندى و هما بيتكلموا و بيضحكوا، استغربت وجود ساندى معاه و خصوصاً إنها لما كانت عندها الصبح قالت إن هى و فريد علاقتهما سيئة و من ساعة الانفصال و هو أساساً مش طايقها، لكن حالتهم دلوقت بتوضح عكس كدا خالص، و هى بتفكر فى الأوضاع الغريبة اللى بتحصل لقت ساندى بتحرك أيدها قدام عيونها، رفعت نظرها لساندى اللى رجعت لطريقة لبسها البعيدة كل البعد عن الإدناء و الحجاب، بادرت ساندى بالكلام فقالت: جد فى الأمور جديد……..فريد جايبنى معاه عشان لو عندك ذرة أمل انكم تكونوا سوا يمحيها، فقولت أعرفك عشان متفكريش اننا رجعنا سوا و إنها مجرد تمثيلية عليكى.

بعد شوية وقت فريد اتصل على ليان و طلب منها تجيب عصير لساندى، نفذت طلبه و دخلت بالعصير حطت الكوباية قدام ساندى، و اتعدلت فى وقفتها و قبل ما تتكلم هو قال: دا عصيرك المفضل يا حبيبتى اشربيه قبل ما يسخن.

ساندى ابتسمت و بصت تجاه ليان اللى ابتسمت هى كمان و قالت: بعد إذن حضرتك يا مستر فريد مش هاجى يوم الخميس.

فردي باستغراب: ليه؟

ليان بجدية: خطوبتى يوم الخميس إن شاء الله.

جملتها نزلت على فريد و كأنها سكبت عليه وعاء من التلج،رمش بجفونه كام مرة و كأنه بيحاول يستوعب اللى هى قالته،بينما ساندى أدخلت و قالت ببشاشة: أكيد فريد مش هيرفض حاجة زى كدا…….مش كدا و لا ايه يا حبيبى؟!
فريد حرك رأسه بحزن ظهر على ملامحه و قال بخفوت: أه، أكيد مش هرفض.

ساندى بابتسامة:مش قولتلك مش هيرفض…….يلا أهم حاجة تعزمينا.

ردت عليهم ليان بسعادة مزيفة صدقها فريد:و الله على حسب لحد الآن هتبقى عائلية، لكن لو فى حفلة أكيد هعزم باشمهندس فريد و حضرتك طبعاً تيجى معاه.

*******

فى فيلا الشيمى، كانت ريتان نازلة ع السلم و هى بتدندن فى نفس وقت رجوع رائد من تمارين الجرى قابلها عند درجة السلم الأخيرة فطلب منها تصحى فهد و تجهزه عشان ياخده معاه عند عليا، و بالفعل عملت زى ما قالها، و فطروا كلهم سوا و انضمت ليهم صفاء.
كانت واقفة فى المطبخ بتقطع البصل و هى بتعيط و صفاء جنبها بتضحك على منظرها، ريتان سابت السكينة و خلعت المريلة و قالت: خلاص يا طنط صفاء افرميه فى الكبه أحسن.
صفاء شالت باقى البصل السليم و هى بتقول: ما أنا قولتلك يا بنتى من الأول بلاش تقطعيه و أنتى صممتى.

ريتان مسحت دموعها و قالت: ما أنا حابة أتعلم أساسيات الطبخ من الأول، بس يلا مش لازم البصل.

صفاء و المساعدين اللى فى المطبخ ضحكوا على استسلامها بعد ما كانت مصممة أنها تقطعه كله لوحدها، و قبل ما حد يتكلم وصل لسمعهم رنين فون ريتان بيعلن عن رسالة من رائد بيقول فيها إن خالد هيعدى عليهم فى الڤيلا عشان ياخد ملف رائد نساه فكان بيطلب من ريتان تتأكد هو موجود فى البيت و لا لاء عشان خالد ميروحش و يرجع ع الفاضى.
دورت على الملف فى المكتب بس مكانش موجود، ف دادة صفاء قالتلها تشوفه فى اوضة رائد، اتجهت للأوضة اللى لأول مرة هتدخلها من لما جيت الڤيلا، فتحت الباب و دخلت كانت أوضة كبيرة بطابع غامض عكس الطابع الأنثوي للأوضة القديمة اللى كان رائد عايش فيها و غيّر نظامها لم رجع من ألمانيا مفكر أنه انتقم من ملك، ريتان وقفت فى نص الأوضة بتدور ع الملف بعيونها فلمحت صورة لشخصية هى عارفاها كويس، اتحركت لعند الصورة و مسكتها و دققت النظر فيها و رددت بدهشة: ماما أمينة؟؟!!..

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق