رواية الإعصار الفصل الخامس والعشرون 25 – بقلم زينب محروس

رواية الإعصار – الفصل الخامس والعشرون

 

ليان و نازلى راحوا لوليد و طلبوا منه يساعدهم عشان يشوفوا الكاميرات و هو رحب بالمساعدة جداً و خصوصاً إن ليان اول مرة تطلب منه حاجة………وقف كلهم بيتابعوا تسجيلات الكاميرا ليوم الحريقة و متابعين بهدوء و مرة واحدة ليان خرجت عن صمتها: بطء هنا بطء هنا.

كان فى شاب لابس كمامة مخبية وشه و كاب على راسه و لابس قميص اسود و بنطلون اسود فتح باب المطعم بهدوء و دخل و بعد فترة خرج و قفل الباب بالجنزير و القفل و ساب المفتاح على السلم و مشى من غير ما حد ياخد باله و بعدها بشوية وصل فريد اللى كان لابس هدوم مختلفة عن الشاب تماماً.

نازلى بجدية: عشان تعرفى إن وليد ملهوش علاقة.

ليان بصت لنازلى بحيرة: بردو دا مش دليل ……فى وقت كافى يلحق يبدل هدومه فيه.

نازلى باعتراض: على فكرة فريد ميعملش حاجة زى كدا و انتى عارفة كدا كويس……ليه بقى مش عايزة تقتنعى؟!

وليد ادخل بشك: هو انتوا تقصدوا فريد النفيلى؟

نازلى بيأس: للأسف اه……بس بصراحة أنا مش مقتنعة هو ايه يخليه يعمل حاجة زى كدا….و خصوصاً أنه كتب المطعم بتاعه بإسمى.

وليد بتأييد: على حسب معرفتى لفريد فهو ميعملش حاجة زى كدا….

ليان استغفرت و قالت بحزن: معلش يا دكتور وليد خليه يعيد المقطع دا تانى…..و يقرب شوية.

شغلوا المقطع تانى و كلهم متابعين اللى بيحصل فى صمت، و ليان بتتمنوا من جواها إن فريد ميكونش ليه علاقة بموضوع المطعم ده…..و مرة واحدة نازلى صرخت: وقف هنا لو سمحت….ليان بصى الشخص دى فى على ضهر ايده حاجة سمرا زى ما تكون شامة…..معلش يا كابتن قرب شوية.

كلهم بصوا ما كان ما هى بتشاور و فعلا كانت شامة كبيرة و واضحة…..ليان بحيرة: طب و هيكون مين يعنى؟!….و ايه السبب اللى يخليه يحرق المطعم.

نازلى براحة: دا مش موضوعنا نبقى نفكر فى دا بعدين…..بس دلوقت احنا متأكدين إن دا مش فريد.

على الطرف التانى قدام الأوضة اللى عليا محجوزة فيها.

خالد بهدوء: عمر انا عرفت إيلدا إن عليا متجوزة رائد و عندها طفل و إنهم كانوا مسافرين سوا….و انت جيت قولت عكس كلامى خالص لاء و كمان قولت إنها بنت عمك……ممكن بقى تفهمنى هنتصرف ازاى؟؟

عمر بتوضيح: عليا مش لازم تعرف عن رائد…..انا قولت إنها كانت مسافرة فى شغل عشان لو صادف و حد قال إنها كانت مسافرة مع رائد…..هنقول أنه مجرد مدير و موظفة….و انا اصلا هبقى حريص على ان اسم رائد ميتذكرش قدامها و لا تفتكره و دا من مصلحتها هى و رائد.

خالد باعتراض: بص رائد مش هيوافق على كدا و بعدين……

عمر منعه يكمل: رائد اصلا ملهوش رأى فى الموضوع ده انت متعرفش حاجة يا خالد.

خالد بتكشيرة: لاء عارف يا عمر…..و رغم اللى حصل بس بردو من حقه يعرف انها عايشة و بخير مش هنسيبه يعيش باقى عمره بذنب اللى حصل…و بعدين متنساش فهد اللى كان السبب فى دخول عليا حياة رائد.

عمر بضيق: مفيش مشكلة رائد يعرف انها عايشة….بس مش هسيبه يقرب منها يا خالد….بنت عمى و انا مش هخلى الهوا يقرب منها….انا ما صدقت لقيتها.

خالد بتذكر: اه صح…بنت عمك ازاى و هى عليا العامرى و انت عمر محمد دويدار….معلش يعنى تيجى ازاى……

قبل ما عمر يتكلم الباب اتفتح و خرجت إيلدا اللى نقلت نظرها بينهم الاتنين بشك و اتكلمت انجليزى: الآن اخبرانى ما هى الحقيقة و لما لا يوجد تطابق بين حديثكما؟

عمر اتنهد بضيق: ما قولته انا هو الحقيقة….. و أرجو أنك و عائلتك لا تذكرون ما قاله خالد أمام عليا.

إيلدا بتهكم: قبل أن أعرف ما يحدث لا يمكنك طلب ذلك…..روبين هى شقيقتى و لا يمكننى أن أتركها لكم و أنا لا أعلم ما هى حقيقتكما و لماذا لا تريد أن تعرف بشأن طفلها و زوجها.

عمر بص لخالد و هو بيفكر فى الكلام اللى هيقوله لان اللى حصل بين عليا و رائد مش لازم حد يعرفه عشان الموضوع مش لازم يخرج براهم…بصلها بثقة: إن كنتِ تعتبرين عليا مثل شقيقتك حقاً عليكِ بما أخبرتك به، لأن الطبيب أخبر خالد أنه من الضرورى أن تخبرها بشىء حتى لا تجبر نفسها على التذكر….يجب أن تتذكر هى دون أن نخبرها نحن.

فى قصر عتمان النفيلى و تحديداً فى المكتب اللى شاهد كل المصايب اللى بيعملها عتمان النفيلى..اتكلم بخبث: الأمور عاملة ايه بينك و بين ابن الشيمى.

سمير بغيظ: دا واحد شايف نفسه و مغرور…انا اصلا كانت عايز اقوم اكسر المكتب على دماغه بس مسكت نفسى……البيه عايز ياخد ٧٥%من الأرباح و احنا ٢٥ بس.

عتمان بترقب: و قولتله ايه؟

سمير بتكشيرة: قولت هفكر و ارد عليه….بس لسه مكلمتهوش.

عتمان بشرود: وافق على ٢٥ مش مشكلة….احنا اللى يهمنا حالياً نحط رجلنا فى الشركة و الباقى عندى….انت بس مجرد واجهة عشان ندخل الشركة…..و متنساش الشرط الجزائى عشان ميعرفش يخلع لما يكتشف الموضوع.

سمير ضحك بخبث: عامل حسابى متقلقش…..بس معلش يعنى ابن الشيمى دا عامل فيك ايه مخليك عايز تخلص منه النهاردة قبل بكره.

عتمان بشرود: هو عامل فيك ايه؟

سمير بجدية: معملش حاجة انا اصلا كنت اسمع عنه لكنى معرفهوش… إلا من خلال الشغل معاك.

عتمان ابتسم بغموض: انا كمان اعتبرنى كدا.

سمير بعدم فهم: مش فاهم….تقصد إنك تابع لحد انت…..

عتمان منعه يكمل لما بصله بغضب و عيونه بطق شرار: انا مش تابع لحد…..اسمع منك الكلمة دى يا سمير مرة تانية…..هتكون بتستناه فى جهنم.

سمير استغرب اللهجة اللى اول مرة عتمان يتكلم بيها معاه….لكنه محبش يعترض أو يشد قباله على الأسلوب اللى يعتبر تهديد لسمير….هو اصلا كل اللى يهمه الفلوس اللى هيطلع بيها من عتمان عشان لما يوصل لعليا ياخدها و يسافر بعيد عن عيلته.

معتز دخل من غير ما يخبط و هو بيقول بحماس: معايا ليك خبر ما مليون جنيه.

عتمان بصله بنفاذ صبر لأنه اكيد هيقول حاجة تافهة زى كل مرة……..بينما سمير استئذن و مشى…و معتز قعد و هو بيحط فلاشة على مكتب عتمان: شوف الوش إللى ظهر بعد خمس سنين.

عتمان بضيق: مش فاضي للتفاهة يا معتز…انا لما خلفتك كنت بجيب لنفسى مصيبة مش سند.

معتز شد على ايده بضيق من كلام أبوه اللى مش بيخلص عمره ما بيمدحه أبداً دايما شايفه تافه و مش نافع: حاول يبتسم: شغلها و شوف بنفسك الموضوع تافه و لا لاء.

معتز فضل متابع عتمان اللى بيشوف الفيديو بدهشة من الشبه الكبير اللى بين ملك و البنت اللى اتصابت: اللى قدامك فى الصورة تبقى (روبين هورتن) دى الصفقة الجديدة لشركة الشيمى…..نسخة من ملك……المرحومة.

قال آخر كلمة بسخرية….و عتمان بصله بعدم فهم: تقصد ايه…..الشبه دا هيفيدنا فى ايه؟

معتز ابتسم بخبث و وقف: من جهة هيفيدنا بإيه فهتفيدنا كتير، اسمع بقى و ركز معايا عشان تعرف إنك مش هتلاقى سند غيرى…………

رائد بص للبنات اللى واقفين متوترين و هو بيفكر هيقول ايه و لا هيخرج من الموقف دا ازاى…..والد ريم قطع الصمت و النظرات المتوترة: انت مين يا ابنى؟

قبل ما رائد يتكلم ريتان قربت منه و حاولت تبتسم: دا…..دا وليد اخويا يا عمى خليل.

رائد تلقائى بصلها باستغراب…و هى ابتسمت و شاورت: وليد دا عمى خليل والد ريم.

رائد حاول يساير كلام ريتان و سلم على خليل و اكتفى بابتسامة لوالدة ريم اللى حطت أيدها موضع قلبها علامة على الاحترام يعنى….بدل ما تصافح بالإيد…….بعد شوية وقت كانت ريتان مجهزة شنطتها و واقفة على الباب و بتسلم على ريم و عيلتها و رائد واقف جنبها بيبتسم بتكلف و ريم كمان بتحاول تبتسم عشان تعدى الدور رغم إنها مش فاهمة ايه اللى ريتان عملته دا و خصوصا انها مش عارفة هتقعد فين لحد ما تصلح علاقتها بوليد.

خليل ابتسم و هو بيسلم على رائد: خلى بالك منها يا ابنى دا الضفر عمره ما يخرج من اللحم….مهما يحصل انتوا أخوات……..و انتى يا ريتان يا بنتى البيت دا بيتك و مفتوحلك فى اى وقت بس اتمنى الزيارة الجاية ميكونش فيه خلاف بينك و بينك الدكتور.

رائد اخد من ايدها الشنطة و خرجوا من البيت سوا و محدش فيهم بينطق…لحد ما رائد وقف عشان يوقف تاكس و هى مكملة نده عليها: ريتان…..ريتان راحة فينا؟

وقفت و بصتله لأنها اصلا مخدتش بالها لما وقف عشان كانت بتفكر هتروح فين…..اتكلمت بهدوء: انت وقفت ليه؟

– هوقف تاكس البيت بعيد عن هنا اكيد مش هناخدها مشى لهناك.

سكتت لثوانى و قالت: طيب هات الشنطة عشان……..

منعه تكمل و قال: على فكرة انتى جاية معايا اكيد مش هسيبك بعد سيبتى البيت بسببى لحد ما العلاقة تتصلح بينك و بين اخوكى هتعيشى عندى…..و متقلقيش انا مش عايش لوحدى….فى دادة صفاء و مدام هدى و فهد ابنى الطباخ و المساعدين فى نضافة البيت.

سكتت و ركبت معاه من غير ما تعترض لأنها فعلا رفضت اكيد هتصفى فى الشارع……بعد حاولى نص ساعة التاكس وقف قدام الباب الداخلى للفيلا…..دخل رائد الفيلا و ريتان وراه و هو بينده على دادة صفاء.

خرجت جرى على صوته من المطبخ و مبسوطة و متحمسة عشان تشيل الحمل اللى على كتافه و تحكيله و تطمن عليه…..استغربت وجود ريتان و هو استغراب سعادتها فسأل: خير يا دادة باين عليكى مبسوطة؟

صفاء ضحكت بسعادة: اوى اوى يا رائد يا حبيبى……المشاكل كلها هتتحل……عليا عايشة و بخير.

بصلها بذهول و مش مصدق اللى سمعه: عليا عايشة.

صفاء هزت راسها بسعادة: اه يا حبيبى…..و الله عايشة و بخير……..احنا جايين الصبح من عندها انا و فهد…..(اخدت بالها من الشاش فقالت بقلق): مالك يا رائد دماغك مالها يا ابنى؟؟

رائد حس من كلامها عن عليا إن روحه كانت متاخدة منه و رجعتله….فقال بلهفة: انا كويس…….. هى فين دلوقت يا دادة انا عايز أشوفها حالاً.

قطع كلامهم نزول طارق و معاه فهد مبتسم، رائد بص على فهد و الابتسامة اللى ظاهرة على وشه و باين أنه مبسوط…..و رغم أنه كان عايز يحضنه لكن خاف من ردة فعل فهد….لكن المفاجأة كانت من نصيبه لما فهد ساب ايد طارق و جرى على رائد و حضنه…رائد بص للدادة و كأنه بيقولها دا فهد بجد!!!

صفاء طمنته بعيونه و هى مبسوطة عشان الكلام اللى قالته أثر على فهد……رائد نزل على ركبته وحضن فهد و هو بيعيط و بيردد: انا آسف يا حبيبى…. انا آسف يا فهد.

بعد حوالى خمس دقايق عدوا على رائد متمسك بفهد مش عايز يسيبه….بعده عنه بالراحة و هو بيبوس راسه،فهد بصله و ابتسم و مسح دموعه…..كل دا و ريتان واقفة بتابع اللى بيحصل بهدوء لحد ما رائد وقف و سلم على طارق و قال: نازلين رايحين فين دلوقت يا طارق؟

طارق بجدية: المشفى يا باشمهندس رائد….فهد عايز يشوف مدام عليا.

رائد بس لصفاء بقلق ظاهر: عليا فى المشفى ليه؟!….مش بتقولى بخير.

صفاء حكتله على اللى حصل و قبل ما تخلص كلامها كان هو اتحرك من قدامها و فى ايده فهد و بيقول: اهتمى بريتان يا دادة.

عليا نامت بعد ما خدت العلاج و كان معاها إيلدا و رولا اللى رافضين يسيبوها…..و إيريك و خالد و عمر قاعدين على الكراسي اللى برا…عمر أول ما لمح رائد جاى عليهم هب من مكانها زى اللى لدغته حية: خالد فهم فهد اللى اتفقنا عليه و انا هتصرف مع رائد.

عمر اتحرك بسرعة تجاه رائد..و لما وصل شاور لرائد قبل ما يتكلم و بص لفهد: فهد حبيبى روح عند عمو خالد عايزك………..و انت يا رائد عايزك.

قال جملته الأخيرة بتكشيرة و اتحرك و رائد وراه…..هو عارف أنه غلط و عمر زعلان منه….و من حقه يزعل عشان اللى حصل مش هين ما هو بالنسباله عمر بيعتبر عليا أخته، وقفوا فى اخر الدور و عمر اتكلم بتكشيرة: جاى ليه رائد؟؟

رائد بهدوء و حزن: جاى اشوف عليا يا عمر.

عمر بتهكم: لاء طبعاً مش هتدخلها….و من هنا و رايح ملكش دعوه بيها يا رائد اللى حصل فى ألمانيا هنسيبه فى ألمانيا….عليا حالياً فاقدة الذاكرة و زى ما كنت خايف عليك و انت فى نفس الوضع و منعتها تقولك عن شخصيتها الحقيقية فأنا بردو خايف عليها….و من هنا ورايح انسى إنك كنت تعرف واحدة اسمها عليا يا رائد.

رائد بندم و حزن: انا عارف أنى غلط فى حقها و اللى عملتها صعب إنها تسامحنى عليه…..بس انا و الله ندمان سيبنى اصلح اللى حصل و اعوضه عن اللى عملته فيها.

عمر برفض قاطع: لاء طبعاً أنت مش هتقرب منها و هى اصلا مش فكراك…..و انا مش هسمح إنها تفتكرك انا مصدقت إنها بخير.

رائد سكت لثوانى و هو مش عارف يتصرف ازاى….هو نفسه مش قادر يسامح نفسه على اللى حصل، بس كمان كل إنسان من حقه ياخد فرصة و يصلح غلطه، قال بترجى: أرجوك يا عمر….طيب خلينى حتى اطمن عليها.

عمر يتهكم: انا قولت لاء يا رائد و عموماً هى نايمة….و من هنا و رايح بكرر تانى اهو…..عليا انساها و لو على فهد انا هخليهم يتقابلوا من غير ما انت تتدخل و لا تبقى موجود و اعتقد ان دا السبب اللى خلاها تدخل حياتك صح و لا ايه رائد.

رائد عرف أنه لو عمل ايه طالما عمر قفل من ناحيته و اتضايق يبقى مش هيوصل معاه لحق و لا باطل….فقرر يمشى و يرجع فى وقت تانى يكون عمر مش موجود فيه.

مر اسبوع و ريتان عايشة فى بيت رائد و بتقضى معظم وقتها مع فهد اللى بدأ ياخد على وجودها معاهم بس طبعا عمرها ما هتحل مكان عليا، و كمان رائد بقى قريب من ابنه جداً و العلاقة بينهم اتصلحت بعد ما دادة صفاء اقنعت فهد إن رائد شخص كويس و بيحبه و أنه معملش حاجة تضر عليا و الدليل إنها موجودة و بخير و إن الكلام اللى سمعه من عمر و رائد كان مجرد سوء فهم.

ليان من بعد ما شافت الفيديو و هى رجعت تانى الشغل لكن فريد مش بيجى بترن عليه فونه مقفول،مر اسبوع و مفيش اى خبر عنه…..اخدت عنوانه من مدام أمانى و قررت انها بعد الشغل هتروحله، اتصلت ب نازلى و طلبت منها تنتظرها قدام الشركة.

خرجت الساعة تلاتة و هى بتدور بعيونها على نازلى اللى شاوتلها، ركبوا سوا التاكس و ليان قالت على العنوان….نازلى بتكشيرة: ممكن اعرف رايحين على فين؟….اصل حاسة نفسى حمارة.

ليان ابتسمت: صدعتى دماغى بقالك اسبوع قولت اخلص منك و من الزن.

نازلى ضحكت لما فهمت قصدها: ما تقولى يا اختى راحة اصالح حبيب القلب…..منقذنا فريد.

ليان بنفس الابتسامة: اه…..و اسكتى بقى مسمعش حسك لا هنا و لا هناك.

نازلى بغيظ: و لما مش عايزة تسمعى حسى واخدانى معاكى ليه؟

ليان بجدية: فريد عايش لوحده…..و أجنبى عنى فمكنش ينفع اروح لوحدى.

وصلوا قدام الفيلا و سألوا الحارس على فريد…..و عروفوا منه أنه بقاله اسبوع مش بيخرج من البيت و لا حد بيجيله…….فتحلهم البوابة بعد ما ليان اقنعته أنهم جايين من الشركة ياخدوا ملفات ضرورية.

رنوا الجرس و شوية و الباب اتفتح و ظهر فريد لابس
تى شيرت ابيض و بنطال قطن رصاصى و باين على وشه الإرهاق و التعب…..استغرب فريد بوجودهم و كان بيبص لليان بعتاب و بينهم صمت رهيب قطعته نازلى لما قالت بمرح: ايه يا كابتن هنقف كتير على الباب و لا ايه؟

فريد ابتسم لها بود و هو بيبعد عن الباب: لاء طبعاً اتفضلوا.

فريد دخلهم الصالون اللى بينه و بين حمام السباحة مجرد باب ازاز…….نازلى اتحركت بإريحية لحد ما وصلت للباب الازاز و فتحته و نقلت نظرها بين فريد و ليان: انا هقعد على الكرسى اللى هنا دا و انتوا اتكلموا و صفوا الجو المشحون و انا هنا.

ليان قعدت على طرف كنبه فى نص الصالون و فريد قعد على كرسى على يمين الكنبه و ضهره لنازلى اللى ابتسمت و رفعت ايدها لليان تشجعها تتكلم…….ليان خرجت عن صمتها: احمممم…..انا بصراحة جاية عشان أعتذر عن اللى حصل……..مكانش لازم اصدق اللى اتقال….يعنى كان لازم اثق فيك……بس بردو انت فَضلت الصمت لا اعترضت على كلامها و لا حتى أكدت كلامها.

فريد بهدوء: انا مش زعلان منك يا ليان.

ليان ابتسمت بسعادة: بجد؟……أمال مش بتيجى الشركة من يومها ليه؟

فريد بنفس هدوءه: انا بس كنت…….

و قبل ما يكمل اتنطر من مكانه بسرعة و جرى من الصالون و ليان بتجرى وراه و بتنده عليه بقلق و نازلى بما شافتهم اتفزعت و قامت تجرى وراهم….دخل الحمام و قفل الباب فى وشهم الاتنين و سابهم يخبطوا على الباب….. نازلى حطت ايدها على كتف ليان: أهدى يا ليان دلوقت يخرج و نطمن عليه.

ليان بصتلها بقلق و الدموع اتجمعت فى عينيها: انا قلقانة يا نازلى هو اصلا شكله مش كويس باين عليه تعبان.

قبل ما نازلى ترد فريد خرج و باين عليه الإرهاق جدا، ليان بقلق و لهفة: فريد انت كويس؟

هز دماغه بتعب: انا كويس يا ليان متقلقيش.

ليان بإعتراض: لاء انت مش كويس….انت باين عليك……( جحظت عيونها اول ما لمحت البقعة اللى على لياقة التى شيرت)…….دا…..دم…..انت استفرغت دم!!!

غمض عيونه بيأس: صدقينى يا ليان انا كويس….

رائد خلص شغله اللى فى الشركة و رجع البيت اخد شاور عشان يروح لعليا لعلى و عسى عمر يكون دماغه لانت و يسيبه يدخلها و يطمن عليها بنفسه…..و هو نازل من على السلم كانت ريتان و فهد قاعدين فى الصالون و ريتان قاعدة جنبه و هو بيحل واجبه الدراسى…قرب منهم و باس راس فهد: انا هخرج رايح المشفى هتيجى معايا يا فهد و لا روحت مع دادة صفاء.

فهد هز رأسه بأه و هو بيبتسم، و ريتان قالت: هو راح مع طنط صفاء.

رائد ضحك بمشاكسة: خلى بالك من عمتو ريتان يا فهد.

ريتان ضحكت عليه و هو سابهم و مشى، وصل المشفى وصف عربيته و نزل و هو عنده أمل إن عمر يخليه يشوف عليا…قبل ما يدخل المشفى قابل عمر كان خارج من المشفى و معاه إيلدا……عمر بصله بتكشيرة و زهق لأنه لسه مصمم يشوف عليا بردو….ابتسم لإيلدا بتكلف: سيدتى اذهبى أولاً و انا سألحق بكِ.

إيلدا ابتسمت و اكتفت بهز راسها و مشيت و هو وقف قصاد رائد اللى بيبتسم بود و نظرة ندم فى عيونه…..و بصله بضيق رغم الحزن اللى جواه على حالة رائد: جى ايه يا رائد؟؟

رائد بهدوء: جى اشوف عليا يا عمر…و اتمنى تسيبنى أشوفها!

عمر اتنهد بزهق: لاء يا رائد يعنى لاء….افهمك ازاى انى مش ممكن اسيبك تقرب منها و لا عايزها تشوفك.

رائد بحزن: عمر انت كنت اقرب واحد ليا….ليه مش حاسس بيا و ب اللى بمر بيه؟

– شوف انت قولت ايه يا رائد…..قولت كان….يعنى ماضى مبقاش موجود قرب بينا دلوقت.

رائد بترجى: طيب سيبنى أشوفها لمرة واحدة بس…..بلاش عشان خاطر العشرة اللى بينا…..اعتبرنى خد غريب و بيطلب فرصة.

عمر بعصبية: المشكلة إنك مش غريب….انا خايف عليا تفتكر اللى حصل بالنسبة لعليا أنت سيبت ذكرى مؤلمة اوى يا رائد و انا مش هخليك تشوفها ايداً….و على فكرة انت لو حد غريب انا مكنتش اصلا هقف و اتكلم معاك….لو انت غريب انا كنت من أول ما عرفت اللى حصل بلغت عنك…..بس انا معملتش كدا و بردو مش عشانك….عشان خاطر فهد…اللى خصر أمه مرتين.

رائد بضيق: بس دى مراتى يا عمر و انت مش هتمنعنى عنها…….

عمر بسخرية: قولت ايه؟!!….م ايه!!…..مراتك!! دا بجد اكتشفت دا دلوقت….كانت فين المكانة دى و انتى بتحط السم فى الميه كان فين تمسكك بيها لما رميتها و ذلتها فى الغابة السودا……دا انت حتى مهتمتش بفهد و علاجه و نفسيته اللى بقت زفت.

رائد الدموع اتجمعت فى عيونه، و بالفعل فى دمعة نزلت منه هو مسحها بسرعة: انا عارف انى غلط باللى عملته….و انت مش محتاج تفكرنى عشان انا مش بنسى الجريمة اللى ارتكبتها فى حق عليا……انا مش عارف انام من يوم اللى حصل……و عشان كدا انا مش هسيب عليا و لا هتنازل عنها…..و انت معندكش اى حق تمنعنى عنها لأنها مراتى و انت مجرد……….

عمر منعه يكمل و هو بيضغط على مخارج الحروف: ابن عمها….انا مجرد ابن عمها و ابوها موجود و هناخدها منك.

رائد اتصدم من كلام عمر بس قبل ما ينطق…سمعوا الاتنين صوت غضبان من وراهم: محدش فيكم هيقرب منها،عليا هتيجى معايا و بس.

بصوا الاتنين علطول للبيتكلم لتكون الصدمة من نصيب عمر اللى قال…

الفصل التالي اضغط هنا

يتبع.. (رواية الإعصار) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.

أضف تعليق