رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل الثالث والتسعون 93
كلمات طائشة
كان حسام يقصد أن يقول أنه رأها تعود في سيارة خالد.
إلا أنه قرر في آخر لحظة عدم التلفظ بالأمر، على اعتبار أن فايزة ستحاول أن تقدم تفسيراً.
فقد كان خالد من أوصلها حتى المدخل الرئيسي.
إلا أنه عندما سمعت فايزة سؤاله، اعتقدت أنه كان يشير
إلى اصابة رهف.
كانت متأكدة من أنها لم تدفع رهف، ولكن هل سيصدقها إن قالت ذلك ؟
لن يصدق سوى رهف، أليس كذلك؟
عند ذلك الخاطر، نظرت فايزة إليه وسألت: “ماذا قالت لك؟”
ماذا
لم يفهم حسام للحظة، حيث كان لا يزال يركز على أن خالد من أوصلها للتو إلى المنزل.
بعد لحظة، أدرك حسام أخيراً ما كانت تسأل عنه.
“تقصدين رهف ؟”
فكرت فايزة بمرارة النبرة التي يستخدمها عندما ينادي اسمها بالتأكيد نبرة ود.
تظاهرت بانها تبتسم وقالت: “نعم. ألم تصاب ؟ هل ستصدقني إن قلت لك أنها سقطت بنفسها؟”
بعد قولها ذلك، وضعت قناع هدوء، وكأنها لا تتوقع منه أي رد.
كانت عيناها الجميلتان وكأنهما تخفيات بعض السخرية.
بدت وكأنها تقول: “حتى لو قدمت تفسيراً، أعلم أنك لن تصدقني على الاطلاق، ولا يهمني ما إذا كنت تصدقني أم لا ”
أدى سلوكها إلى المزيد من تجهم حسام . لقد تغيرت فعلاً
كثيراً. كما كان متوقعاً .
رفعت فايزة حاجباً. “إن لم تصدقني انس ما قلته. كنت
فقط أوضح.”
بعد أن ظل صامتاً لوهلة ، قال الرجل: “كنت أعلم هذا.”
احتارت
نظر حسام مباشرة إليها بعيون عميقة داكنة، وقال: “كانت صديقتها تسبب لك المشاكل، ولم تتمكن من ايقافها. لم ترغب في فقدان كبريائها، لذلك ….
عندما سمعت فايزة ذلك، اخترقت انفعالاتها رباطة جأشها. فرفعت رأسها ونظرت إليه في عدم تصديق.
لم تدرك حتى تحدثت أن صوتها يرتجب: “إذا كنت تعلم أنها سقطت من تلقاء نفسها، ولكنك لا تزال تبرئ اسمها
وتجعلني أنا المذنبة، أليس كذلك؟”
كم هذا مثير للشفقة .
بعد هذه الفترة الطويلة وهي زوجة له، لم تشعر فايزة أبداً بهذا القدر من الشفقة كما كان الآن. كانت تشعر وكأنها مهرج
لذلك، وحتى لو لم تفعل أي من تلك الأشياء، إلا أنه طالما كان هناك شخص آخر يحتاج إلى كبش فداء، فإنها ستكون
كبشاً له.
ما جعل الأمر أكثر اثارة للشفقة أنها كانت فعلاً قد أخذت بنصيحة شادي، وحاولت أن تنظر إلى الأمور بقلبها.
لا بد أنها كانت في نظر حسام غبية أصيلة.
بشكل ما شعر حسام بشيء من الاضطراب عندما رأى فايزة غاضبة.
شهر بفراغ في قلبه. شعر وكأنه على وشك فقدان شيء ما. تحت نظرتها اليائسة، أمسك يدها بقوة.
كانت مصابة بجرح خطير، وقال الطبيب أن الجرح قد يخلف ندوباً، لذا كنت فقط أواسيها.”
جرح خطير؟ ندوب ؟ ربما كان السبب أن حسام أغضبها. إلا أنها فشلت في توخي الحذر في اختيار كلماتها. “حتى لو ماتت ما علاقة ذلك بي يا حسام ؟!”
بهذا ابعدت يده بقوة، ونظرت إليه في غضب.
إن كنت تريد أن تواسيها، اذهب إلى المستشفى ابعد عن وجهي، ولا تحاول أن تتهمني بأي شيء.”
بهذا، قررت ألا تضيع المزيد من الوقت عليه، وذهبت بسرعة إلى الطابق العلوي.
تسمر حسام في مكانه. جعلت كلماتها شرايينه تنبض في عنف، ولم يفكر كثيراً عندما استدار وذهب وراءها.
بعد الوصول إلى الطابق العلوي، دخلت فايزة الحمام. أرادت أن تغسل وجهها وتهدأ.
إلا أنها كانت قد خطت خطوة واحدة إلى الحمام، عندما دخل حسام أيضاً.
عندما شمت روائح مختلطة تنبعث منه وتذكرت ما قاله
للتو، غضبت وهي تلتفت لتحدق به.
“اخرج برة.”
إلا أن الرجل اقترب منها وقال بهدوء: “اهداي. يمكنني أن
اشرح لك الأمر.”
سخرت فايزة: “تشرح ؟ أم تقصد اختلاق الأعذار. لا أريد
سماع أي منها اخرج الآن أريد أن اتحمم.”
اعلم انه تم اتهامك ظلماً بما حدث الليلة. أعدك، سأ …”
“هل ستخرج أم لا؟”
التقطت زجاجة من الصابون السائل وألقتها عليه.
“اغرب عن وجهي !”
كان حسام لا يزال يحاول التفسير، لكنه كان الآن مذهولاً.
لم تتحدث فايزة بهذه القسوة معه من قبل.
وقف متسمراً في مكانه، يحدق بها بنظرة واجمة. كانت شفتيه مشدودتين في خط صارم، كاشفة عن مشاعره.
وقفت فايزة في مكانها تنظر إليه ببرود كان تعبير وجهها يعبر عن رغبتها في عدم رؤيته مرة أخرى.
بعد لحظة من الصمت استدار أخيراً وخرج وعلى وجهه
تعبير كريه.
بعد أن غادر شعرت فايزة وكأن كل الطاقة قد تركت جسدها، وكادت أن تسقط على الأرض. مدت يدها لتستند على الحائط قبل أن تنزلق ببطء إلى الأرض. قم أغلقت
عينيها.
بعد ثورة الغضب للتو، كانت على الأرجح قد بالغت في غضبها من كلمات حسام ، وبالتالي شعرت بالدوار والغثيان
في تلك اللحظة.
غثيان؟
فجأة فتحت فايزة عينيها كما لو أنها تذكر شيئاً للتو. لا لا . إن مشاعري غير مستقر حالياً . هل سيؤثر ذلك على الجنين
الذي في بطني؟
لاحظت أنها كانت تفقد السيطرة على غضبها بشكل متزايد
هذه الأيام.
كانت دائماً تقول لنفسها أن تبقى هادئة، ومع ذلك ظلت تفشل في النهاية. لم تكن تعرف ما الذي أصابها.
مدت فايزة يدها وريتت على بطنها. “يا طفلي. هل صدمتك للتو؟ لا تنزعج، سأسيطر على انفعالاتي في المرة القادمة.”
إلا أنها ظلت تشعر أن الدوار غير محتمل، على الأرجح لأنها
كانت مضطربة بشدة.
كانت أرضية الحمام باردة جداً، لذا لم تتمكن فايزة سوى من تحمل الدوار، وهي تقوم وتستند إلى الحائط للحصول علی سند. سارت إلى حسامة في الخارج وجلست عليها وعندما شعرت بتحسن بعد شيء من الراحة، قامت أخيراً وسارت على الحمام لتغتسل.
بعد الاغتسال، نظرت إلى نفسها في المرآة. لاحظت أن
عينيها حمراوان وعلمت أنها غضبها قد تفاقم اليوم. لا
يجب أن أسمح لانفعالاتي أن تخرج عن السيطرة مرة أخرى.
سرعان ما تماسكت قبل أن تتوجه إلى السرير.
في المستشفى.
توقفي عن البكاء يا رهف ستصابين بالعمى إن استمريت
في البكاء.”
منذ أن قال الطبيب أنها ستحتاج إلى غرز على جبينها وأن ذلك سيتر ندوباً، فقدت رهف السيطرة على مشاعرها وظلت تبكي.
دفنت وجهها بين ذراعيها، وامتلأت عيناها بالندم لو كانت تعلم أن ذلك سيترك ندوباً، لما فعلته.
كانت تنوي فقط أن تسقط سقطة خفيفة، لكنها أخطأت حساباتها. لم تكن تعلم أن الدرج بجوارها، لذا، عندما سقطت ضربت جبينها بالدرج.
في تلك اللحظة، انتشر الألم الحاد عبر جبينها. كان الجرح يؤلمها بشدة، حتى أن رهف انكمشت على نفسها، وكادت تفقد الوعي.
وعندما رأت الدم، أدركت رهف أخيراً ما حدث.
الآن، ركزت كل كراهيتها على فايزة، لو لم تكن فايزة، لما
فعلت شيئاً كهذا.
لو لم تكن فايزة، لما كان جبينها سيصاب.
عندما تخيلت رهف ندبة قبيحة تظهر على جبينها النظيف الجميل، لم تتحمل. كانت غاضبة لدرجة أنها أمسكت بشيء من على الطاولة، وقامت بتحطيمه على الأرض.
فوجئ الأشخاص الذين كانوا يواسونها بما حدث.
“!أه”
“رهف !”
عندما أدركوا ما يحدث هرعوا للامساك بها.
اهدأي، وإلا انفتح الجرح مرة أخرى.”
بالطبع لم تنصت رهف لم يكن حسام هنا على أي حال. إذا، هل هناك وقت أفضل من الحاضر للتنفيس عن غضبها ؟
عند التفكير في حسام غضبت رهف أكثر فأكثر. لقد تركها الرجل بمجرد أن أوصلها إلى المستشفى، حتى بعد أن علم
أنها قد تعرضت لاصابة خطيرة مثل هذه.
أما عن المكان الذي ذهب إليه، فلم يحتاج هذا حتى للتخمين
بالطبع ذهب إلى فايزة
رواية ولادة من جديد فايزة وحسام الفصل الرابع والتسعون 94
اغرب عن وجهي
كلما فكرت رهف في الأمر، كلما زادت كراهيتها. على الرغم من جهود الجميع لايقافها، إلا أنها استمرت في ثورتها.
كان توفيق الذي استدعته مكالمة حسام للمجئ هنا خارج ساعات العمل، يقف عند المدخل في تلك اللحظة. وأخذ يراقب في هدوء من كانت تستشيط غضباً وتلقي بالأشياء في الداخل.
وقف يستند إلى الحائط وقد عقد ذراعيه. عندما رأى المشهد، لم يملك سوى أن يهز رأسه سراً في سخط.
كما كان متوقعاً، إن رهفتتظاهر فقط برقتها .
ومع ذلك، كانت هناك اصابة بالغة في جبين رهف، وكان الطبيب قد قال أنه قد يترك ندبة، لذا كان توفيق مشفقاً
عليها إلى حد كبير.
ففي كل الأحوال، سيكون هذا التشوه ضربة قوية للمرأة.
إلا أنه عندما تذكر أن فايزة حامل، اختفت شفقته على
رهف في لحظة.
ظل شركاء رهف يخبرون حسام بأن فايزة هي من دفعت رهف، وأن هذا هو سبب سقوط رهف واصابتها.
كان توفيق يستشيط غضباً من الداخل لمجرد سماعه ذلك.
فقد كانت فايزة قد استعدت لتحمل أعباء حملها بمفردها..
فكيف يمكنها إذا أن تدفع شخصاً على الدرج ؟
حتى لو فعلت ذلك، لا بد أن هناك سبب وجيه دفعها ذلك.
كان توفيق دائماً يفضل فايزة، لذا لم يكن يحب رهف أو
صديقاتها كثيراً.
وبينما كان يتفكر في الأمر التفتت احدى صديقات رهف
فجأة إليه، وحدقت فيه بسخط.
“ما هذا، أين رئيسك ؟ عجل واتصل بالسيد منصور.”
جعلت نبرتها وطريقة مخاطبته توفيق يعبس في عدم رضاء.
ما الذي تفكر فيه؟ أمرك السيد منصور أن تأتي لتساعد. ولكن انظر إليك بعد أن جئت إلى هنا، لم تفعل شيئاً سوى
الوقوف هناك هل أنت لوح من الخشب؟”
لم تكن المتحدثة سوى داليا العصبية.
كانت غاضبة لأن حسام كان قد طردها من الغرفة، لكن الآن، وبعد أن أصيبت رهف بجرح بالغ، نسيت كل مشاكلها.
بالمقارنة لاصابة رهف في وجهها، كانت مشاكلها أموراً
تافهة.
عندما سمع توفيق كلام داليا، علا المزيد من الوجوم وجهه.
“ماذا تقولين؟”
“هل أنا مخطئة ؟ هل تريد أن أكرر ما قلت؟”
سخر توفيق، وكان بالفعل قد شعر بالاشمئزاز من هذه المجموعة من النسوة، لذا، وقد وصلت الأمور الآن إلى هذا الحد، لم يكن لديه أي سبب للبقاء.
وبهذه الفكرة في رأسه، استدار سريعاً ومشى بعيداً، وفي
عينه نظرة باردة.
هاي انتظر إلى أين أنت ذاهب؟ توقف حالاً! لقد قلت لك أن تتوقف إنني اتحدث إليك!”
إلا أن توفيق ببساطة مشى بعيداً، وتركها وكأنه لم يسمعها، بغض النظر عن مدى ارتفاع صوت داليا.
عندما غادر، بدأت داليا تتذمر في عدم تصديق. “ماذا به هذا الرجل؟ طلب منه السيد منصور أن يأتي إلى هنا ويساعد، ولكن ماذا فعل ؟ لقد ظل واقفاً هناك، والآن غادر فجأة رهف هل تعتقدين أن تلك الساقطة قد أغرت
حسام ؟ حتى مساعده يعاملك هكذا !”
أما رهف، والتي كانت لا تزال ثائرة قبل لحظات، هدأت على الفور عندما سمعت لك الكلمات. ثم التفتت لتنظر إلى داليا.
“ماذا تقولين؟”
كانت عيناها لا تزالان محتقنتان ومنتفختان من البكاء و صدمت داليا من نظرة عينيها.
بعد برهة، ردت داليا أخيراً، هل كنت أنا مخطئة؟ قلت لهذا
الرجل أن يتصل بحسام، لكنه تجاهلني وغادر.
عندما سمعت رهف ذلك، تذكرت أخيراً أن حسام كان قد أمر توفيق بالحضور قبل أن يغادر.
إلا أنه نظراً لعدم وجود حسام من حولها، لم تهتم بذلك الرجل، وانتهى بها الأمر إلى نسيان وجوده. لذلك كانت قد ثارت في نوبة غضب للتو.
والآن، وبعد أن ذكرتها داليا به، أدركت رهف أخيراً الخطأ الذي ارتكبته للتو. كان مساعد حسام قد استدار ببساطة وغادر. هل سيسيء الحديث عني لحسام؟
عندما فكرت رهف في ذلك، تبدلت تعابير وجهها.
أين هو ؟ بسرعة امتعوه من المغادرة”
كانت رهف تحدق في داليا، وكانت مستاءة. “لماذا تتحدثين إليه بهذا الأسلوب ؟ طالما أن حسام هو من طلب منه المجيء، فلا شك أنه في صف حسام. وعندما تعاملينه بهذه الوقاحة، فما الذي سأفعله إن تحدث عني بشكل مسيء امام حسام؟”
ذهلت داليا؛ لأنها لم تتوقع أن توبخها رهف. “أ.. أردت فقط أن يتصل بحسام؛ لأنك كنت تبكين في حزن بدا وكأنك
فقد فقدت السيطرة على عواطفك وما إلى ذلك.”
إلا أن رهف لم تهتم بتبريرات داليا. لم تكن التطورات الأخيرة في صالحها، لذا كانت قد خططت أن تصاب اصابة
طفيفة حتى يركز حسام كل اهتمامه عليها.
إلا أنها لم تتوقع أن يتحول الاصابة التي كان من المفترض أن تكون طفيفة، إلى جرح خطير. كانت حقاً قد تورطت هذه المرة.
إلا أن ذلك كان أمر جانبي، فالمشكلة الرئيسية كانت أن حسام قد تركها في مثل هذا الوقت على الرغم من اصابتها البالغة.
هذا هو الأمر الذي كانت رهف أشد قلقاً بشأنه.
لن يفيد أن تصبح مشوهة، وفي هذه الحالة لن يرغب فيها حسام .
كانت رهف في حالة ذعر لم تتمكن من الاهتمام بأي شيء
آخر وهي تطلق أوامرها قائلة: “بغض النظر عما ستضطرين إلى فعله، استرجعيه عوضيه عما بدر منك، واعتذري له إن اضطررت”
ظلت جميعهن متسمرات في أمكانهن، لذا تحدثت رهف بصوت أكثر حزماً: “هيا، تحركن!”
لم تتمالك الأخريات أنفسهن إلا عندئذ، ثم استدزن وخرجن من الغرفة.
كان توفيق على وشك المغادرة، ولكن عندما نزل الدرج صادف حسام الذي كان قد عاد لتوه.
لم يكن في أفضل مزاج، لكنه توجه نحو حسام ورحب به على أية حال.
“السيد منصور.”
عندما لاحظ وجهه الباهت ونغمة التكدر في تحية توفيق عبس حسام قليلاً وقال: “إلى أين انت ذاهب ؟ ألم اطلب منك أن تتواجد لأي طارئ ؟”
عندما سمع توفيق ذلك، انفعل على الفور.
نعم، لقد طلبت مني أن اتواجد لأي طارئ، ولكن فيما يبدو،
أنهن لا يحتجن لي في شيء، لذا نزلته ”
ظل حسام صامتاً.
ضاقت عيناه وهو يتفحص توفيق. كان يتصرف بشكل غريب هذه الأيام؛ لأنه ما كان ليتصرف بهذه الطريقة في الماضي في حوادث مماثلة. كان توفيق دائماً يتحدث إليه بحذر، ولكن خلال الأيام القليلة الماضية، بدا توفيق مندفعاً في كلامه، وكان دائماً يحدق في حسام بنظرة غريبة.
لم يكن هذا السلوك المتوقع من مساعد حقيقي.
عند هذا الخاطر، تحدث حسام بصوت بارد و تبدلت نظرته إلى البرود: أمرتك أن تتواجد لأي طارئ. هل سمحت لك بالمغادرة؟”
اقشعر بدن توفيق للبرودة في صوت حسام ، وجفل قليلاً. كان يخشى أن يغضب حسام ويصب عليه جام غضبه.
إلا أنه على الرغم من رد فعله اللا ارادي هذا، إلا أن توفيق
ظل عصياً.
لم تطلب مني المغادرة، ولكن هؤلاء النسوة فعلن إنهن لا
يحتجن إلي.”
هن، إذاً، من يدفعن راتبك ؟”
عند ذكر الرواتب، توقف توفيق عن الكلام، وشعر ببعض الخجل لسبب ما.
حدق حسام فيه بحنق: “ما خطبك هذه الأيام؟”
هر توفيق رأسه، وقال: “ماذا تعني، يا سيد منصور؟ أي
خطب قد يكون بي؟”
بمجرد قوله ذلك، بدأ يتذمر في صمت: هذا لأنك وغد. زوجتك حامل، ولكنك لم تقم حتى بحمايتها، بل وجئت إلى
المستشفى لتعتني بامرأة أخرى . هاه .
إلا أن توفيق لم يدرك أن تعبير وجهه قد فضح أفكاره.
ولم يجد حسام ما يقوله.
لم يحصل قط على اجابة على هذه الأسئلة، ولكن رد فعل توفيق كان دائماً يأتي بهذه الطريقة
تبدل وجه حسام وهو يستهزأ : “طالما أنك لا تريد القيام بذلك، فاغرب عن وجهي. لا أريد رؤيتك هنا وأنت تحدق في وجهي بهذه النظرة.”
- يتبع.. (رواية ولادة من جديد) اضغط على اسم الرواية لتجد الفهرس كاملاً بجميع الفصول.