رواية زواج تحت التجربة (حاجز الصمت) “الجزء الثاني” الفصل الثانى عشر 12 – بقلم رباب حسين
زواج تحت التجربة(حاجز الصمت)
الجزء الثاني….. الفصل الثاني عشر
بقلم الكاتبة / رباب حسين
عذرًا….. يا من كنتِ الحلم الوحيد في ليالي السهر والنور في عتمة قلقي…… أعلم أنني كسرت شيئًا فيكِ شيئًا لا يُرمم بالندم ولا تُشفيه الكلمات…. لكنني أقف الآن أمامكِ عاريًا من الكبرياء محملًا بالاعتذار متشبثًا بخيط الأمل الأخير….. لم أقصد أن أؤذيكِ…. لم تكن قسوتي سوى صوت خائف في داخلي…. لم تكن كلماتي الجارحة سوى ارتباك من ضعفي
وها أنا الآن أعتذر وكل حرف يسيل من عيني قبل فمي…. كنتِ وطنًا وأنا الغريب الذي أضاع البوصلة….. كنتِ الأمان وأنا من أشعل الحريق في داركِ… فهل من فرصة ثانية؟ هل من نافذة صغيرة نُطل منها على ما كنا عليه؟…. أعلم أن الجراح لا تُشفى سريعًا وأعلم أن الثقة إذا انكسرت تتكلم بصمتٍ طويل…. لكنني لم آتي بكذبة جديدة بل بصدقٍ مؤلم وبقلب يعود إليكِ كل ليلة يبكي ويشتاق…. فاغفري لحبيب لم يعرف قيمة النور إلا حين عاش في العتمة…. سامحي عاشقًا لا يجيد التعبير إلا حين يخسرك…. وإن كان الحب لا يكفي فعلى الأقل تذكري أنني أحببتك يومًا بصدق وندمت بصدق…. وها أنا أعتذر
عاد يوسف إلى السيارة وصعد بجوارها وهي تنظر إليه في صدمة مما فعل ثم قالت : إنت بتعمل كده ليه؟…. جي تعتذر ليه أصلًا ما خلاص كل حاجة خلصت
يوسف : مفيش حاجة خلصت…. روح إنتي فاهمة غلط أنا مخنتكيش معملتش حاجة اليوم ده معاها ولا أي يوم
روح : أنا شفتكم في الجنينة سوا
يوسف : أنا غبي….. شفتك وافتكرت إنه مش فارق معاكي…. كان لازم أقولك الحقيقة…. أنا غلطت عارف…. مكنش لازم أجيبها البيت تاني ومكنش ينفع أعمل اللي عملته يوم عيد ميلادي…. بس لو تعرفي أنا كنت بتعذب أكتر منك أد إيه هتعذريني… أنا بحبك يا روح بجد…. عمري ما حسيت باللي حسه ده قبل كده….. ومش قادر أتقبل فكرة إنك مش معايا
روح : ليه مش أنا الخاينة واللي حملت من واحد تاني؟!….. ده حتى إبنك مزعلتش عليه عينك مدمعتش حتى…. إنت معندكش دم ولا إحساس
يوسف : عشان فيه حاجات كتير إنتي مش فهماها ومش عارفاها فا أنا مش هحاسبك على اللي إنتي بتقوليه ده مع إن لو حد غيرك قالي كده مكنتش هسيبها تعدي بهدوء….. وبكره تتأكدي من حبي ليكي بس دلوقتي لازم تيجي معايا للدكتور عشان تبدأي العلاج
روح : اااااه إنت عرفت فعشان كده جي بعد ما حسيت الندم بقى وشفقة وكده
يوسف : لا طبعًا…. أنا مش بقول كل ده عشان بشفق عليكي أنا بقول كده عشان فكرة إنك عيانة ومش عايزة تتعالجي وجعاني أوي….. سيبك مني أنا خفي عشان نفسك مش عشان حد….. لازم تتعالجي يا روح…. عشان خاطر أي حاجة حلوة في حياتك
روح في حزن : معنديش حاجة حلوة في حياتي
أمسك يوسف يدها وقال : طيب عشان خاطري…. إنتي لسه بتحبيني صح؟….أنا قريت كل الكلام اللي كنتي كتباه….. عشان خاطري يا روح لازم تخفي….. مش إنتي كنتي خايفة لا أتعلق بيكي وبعدين تسيبيني؟…. متسبنيش يا روح مقدرش أعيش وإنتي مش جنبي….. حتى لو مش عايزة ترجعيلي ولا قادرة تسامحيني مش هضغط عليكي إرجعي لما تتأكدي من حبي ليكي بس لازم تتعالجي
روح : مش عايزة أرجع البيت
أغمض يوسف عينيه وقال : حاضر…. هعملك اللي إنتي عايزاه مع إني مش بنام بسبب إنك مش جنبي بس ماشي هستحمل لحد ما ترضي عني
سمع يوسف صوت سيارات الشرطة فنظر من النافذة ثم قال : الراجل شكله بلغ البوليس عشان العربية…. هنزل أشوف…. روح إوعى تمشي….. عشان خاطري متمشيش
أماءت له روح بنعم ثم ذهب يوسف خارج السيارة فوجد السيارات تقترب منه ونزل الضابط من السيارة وتقدم منه وقال : يوسف خالد رفيق….. إنت مطلوب القبض عليك بتهمة قتل آسر صلاح…. أقبضو عليه
يوسف : ثواني بس مراتي معايا في العربية هروحها وأجي لحضرتك
الضابط : مش هينفع للأسف يا يوسف…. إتفضل معانا بهدوء لو سمحت
تقدم منه العساكر وأمسكو يده ونزلت روح من السيارة ونظرت له في صدمة فنظر إليها وقال : مش أنا اللي قتلته يا روح صدقيني….. أنا معرفش مات إزاي
ذهب يوسف مع العساكر تحت نظرات روح المصدومة….. هل حقًا قتله؟!…. نعم فهو حمله بذراع واحد كما أوقف السيارة ولم يتألم حتى
ثم تفاجأت بمن يضع يده على عاتقها فنظرت خلفها في ذعر ووجدت مازن ينظر إليها في فزع وقال : فيه إيه يا روح؟…. البوليس خد يوسف ليه؟
روح في صدمة : بيقولو إن هو اللي قتل آسر….. معقول يكون هو اللي قتله فعلًا؟!
مازن : معقول؟!…. بس أنا زي ما قولتلك يا روح أنا شاكك فيه زيك بالظبط….. مين ليه مصلحة يعمل كده غيره؟
روح : مش مصدقة إنه قدر يعمل كده…. ده كان زي أخويا بالظبط
مازن : وصفك ليه بيأكد إنه مش بيحس أصلًا….. حبيبتي شكلك تعبان أوي….. تعالي إرتاحي فوق في العيادة شوية
روح : لا….. أنا هروح
مازن : تروحي تقعدي في الشقة ديه لوحدك برده…. ما قولتلك تعالي أقعدي مع ماما وأنا هنام في العيادة عادي
روح : لا مينفعش
مازن : هو اللي مينفعش إني أسيبك لوحدك وإنتي في الحالة ديه….. معلش تعالي بس النهاردة وبعدين روحي بكرة
روح : مش عايزة أزعج والدتك بس
مازن : ده ماما طيبة جدًا وهتحبك أوي….. هي أصلًا عايزة تشوفك من كتر ما بحكي عنك
روح : طيب هروح النهاردة بس
ابتسم مازن وقال : ماشي…. تعالي بقى نروح لعربيتي
ذهبت معه روح وصعدت إلى سيارته وهو في غاية السعادة وفي الطريق توقفت السيارة فجأة فحاول مازن صف السيارة ثم خلع معطفه ووضعه بالسيارة وقال : ثواني يا روح هشوف العربية مالها
نزل مازن ورفع أكمام القميص وحاول أن يرى سبب العطل وقام بتصليحه…. نزلت روح من السيارة لترى ماذا يحدث وقالت : عرفت تصلحها؟
مازن : اه خلاص….. يلا ارجعي عشان نجربها
رفع مازن ذراعه ليغلق غطاء السيارة فرأت روح وشم على ذراعه وتذكرت أنها رأت هذا الوشم من قبل فأغلقت عينيها تحاول أن تتذكر فلاحظ مازن أنها تغلق عينيها وتوقفت مكانها فشعر بالقلق عليها واقترب منها وسألها : روح إنتي كويسة؟
تذكرت روح هذا السؤال وأغلقت عينيها بقوة وتذكرت يوم مقتل آسر عندما سقطت أرضًا فكانت تغيب عن الوعي وتذكرت القاتل عندما اقترب منها وسألها ذات السؤال ثم لمحت الوشم على يده ففتحت عينيها في صدمة ونظرت إلى مازن الذي ينظر إليها في قلق فقال : مالك يا روح بتبصيلي كده ليه؟
شعرت روح بالخوف وابتعدت عنه فأخذت ترجع إلى الوراء وشحب وجهها فاقترب منها مازن مسرعًا وأمسك يدها وقال : فيه إيه خايفة مني ليه كده؟
أبعدت روح يده سريعًا عنها وقالت : إنت صح؟!…. إنت اللي قتلته؟
فتح مازن عينيه في صدمة وركض يمسكها بقوة ووضعها داخل السيارة عنوةً وهي تحاول أن تبعده عنها فقال : هششش…. بطلي تقاوميني….. مش عايز أئذيكي……. أنا عملت كده عشانك….. عشان أحميكي….. عشان محدش هيحبك زيي ولا هيحافظ عليكي زيي….. اسمعيني بس وإديني فرصة أشرحلك….. كل اللي أنا فيه ده بسبب يوسف…. صدقيني يا روح أنا ضحية زيك بالظبط
نظرت له روح وهي تبكي فقال : طيب بس اسمعيني وأنا هشرحلك كل حاجة بس إديني فرصة
أغلق مازن باب السيارة ثم التف وصعد بجوارها وقال خلينا بس نروح مكان نتكلم سوا
قاد مازن السيارة أما يوسف فكان يجلس أمام الضابط في التحقيق وقال له : إحنا جالنا أكتر من بلاغ إن إنت المستفيد الوحيد من قتل آسر….. أول بلاغ كان الصبح وقال إن آسر معاه توكيل من المدام بالإدارة وهي كانت رافضة إلغاء التوكيل بسبب وصية والدها وبعد التحريات عرفنا إن آسر كان المساعد الأول لمراد والد مدام روح وإن هو اللي إتكفل بيه من صغره ووصاه إنه يحمي بنته بعد ما يموت بس إنت ضغطت عليها وخليتها تبيع أملاكها كلها وبعدين جالنا صور لمدام روح و المجني عليه وبلاغ إن حضرتك كنت شاكك إن فيه علاقة بينهم بسبب الصور ديه وكدة يبقى فيه خصومة واضحة بينكم وكمان لقينا رسالة يوم الحادث من الموبايل بتاعك بتقوله يجي الفيلا عندك في نفس توقيت الحادث وحضرتك نفيت في التحقيق الأوّلي إنه كان جي يقابلك….. أخر حاجة وهو تقرير التشريح….. المجني عليه توفى أثر ضغط قوي على الرقبة وواضح من آثار الضغط إنه كان بإيد واحدة وده اللي مش منطقي لإن الرقبة تعتبر إتكسرت تمامًا أما الأصابات الجسدية المبالغ فيها فهي من آثار إرتطام الجسم في سور الجنينة عند حضرتك وواضح إن الدفع كان بصورة قوية جدًا ومن مسافة بعيدة أدت إلى كسر العمود الفقري وجزء من القفص الصدري ومفيش حد قادر يقتل بالصورة ديه غير حد قوي جسديًا وبعد اللي إتنشر لحضرتك على الإنترنت إنك وقفت العربية بإيدك فا أتأكدنا إنك واخد قوة والدك الله يرحمه وبكدة حضرتك المشتبه الأول في القضية
يوسف : يا فندم الحارس لما بلغ قال إن لمح حد بيخرج من الفيلا
الضابط : ورجع قال مش متأكد
يوسف : ممكن حضرتك تسأل الحارس والخدم إن لما حصل ده كله أنا كنت نايم فوق وهما قالولي وأنا نزلت وشفت اللى حصل مع والدتي
الضابط : طيب والرسالة اللى على التليفون؟
يوسف : أنا مبعتش أي رسالة من عندي لآسر
أخرج الضابط هاتف آسر وفتح الرسالة ووضعها أمامه فقرأها وقال : أيوة ده رقمي فعلًا بس مش أنا اللي بعت الرسالة ديه
الضابط : حد يعني بعتها من تليفونك؟…. طيب تتوقع مين ممكن يعمل كده؟
يوسف : معرفش
الضابط : طيب حضرتك هتفضل هنا النهاردة لحد ما نستدعي الحارس والخدم زي ما حضرتك طلبت
يوسف : طيب ممكن أتكلم مع والدتي عشان تجيب محامي
الضابط : اه طبعًا
أخرج يوسف هاتفه واتصل بإيمان وقال : أيوة يا ماما….. أنا في القسم وشكلي هبات هنا….. بكرة أبعتيلي محامي عشان بيحققو معايا في قضية قتل آسر
إيمان في ذعر : وإنت مالك بقتل آسر؟!…. أنا جيالك
يوسف : لا متجيش دلوقتي كده كده هستنى للصبح….. بكرة بس هاتي محامي وتعالي معاه….. ماما ركزى بس معايا فيه حاجة أهم…. أنا لقيت روح بس البوليس جيه خدني….. كلمي عيادة الدكتور واسألي عليها عشان أنا شفت دكتور مازن وهو بيكلمها بعد ما مشيت….. إتصلي بالعيادة وأعرفي هي فين وروحي هاتيها
إيمان : طيب يا حبيبي….. بس مش معايا نمرته
يوسف : إتصلي بمنار وخدي نمرته منها والعنوان كمان
أنهى يوسف المكالمة واتصلت إيمان بمنار وطلبت منها رقم الهاتف الخاص بالعيادة واتصلت بالرقم…. كانت المساعدة تهم بالذهاب إلى المنزل ولكن عادت عندما سمعت صوت الهاتف وتلقت المكالمة وقالت : عيادة دكتور مازن أيهم…. إتفضل
عقدت إيمان حاجبيها قليلًا وقالت : أيهم! …. معلش يا بنتي هو إسم الدكتور إيه بالظبط؟
المساعدة : دكتور مازن أيهم عرفان…. دكتور نفسي
فتحت إيمان عينيها في صدمة ولم تتحدث فقالت المساعدة : ألو…. حضرتك معايا يا مدام؟
إيمان : اه…. اه طيب أنا كنت بسأل على مريضة عندكم اسمها روح مراد
المساعدة : أيوة يا فندم كانت هنا مشيت من ساعة ونص تقريبًا
إيمان : طيب معاكي رقمها
المساعدة : حضرتك مين الأول؟
إيمان : أنا حماتها
المساعدة : اه عندي رقمها الجديد…. ثواني هقوله لحضرتك
أخذت إيمان الرقم وبدأت ترسل لها رسائل ولكن لم تفتحتها روح فكانت تجلس مع مازن في منزله وتنظر إليه في ذعر فقال مازن : متخافيش مني يا روح
روح : أنا عايزة أمشي…. إنت جبتني هنا غصب عني…. أنا خايفة منك
مازن : أنا لا يمكن أئذيكي…. إنتي مش عارفة أنا بحبك أد إيه…. أنا اللي أستاهلك مش يوسف…. يوسف ده عدوي ومع ذلك مكنتش عايز أعمل حاجة تضره برغم من كلام أمي عليه وعلى أبوه بس برده رفضت أخد بطاري منه….. وسيبت البلد وكملت دراسة برا ولما رجعت لقيته جي لحد عندي وجايبك ليا عشان أعالجك ولما عرفت اللي بيعمله معاكي إتأكدت إن كلام ماما عليه وعلى أبوه صح….. يوسف ميستاهلكيش يا روح
روح : عملك إيه هو وباباه؟
مازن في غضب : قتل بابا….أنا إبن أيهم عرفان الدكتور اللي خلى باباه كده وفي الأخر قتله بعد ما خلاه قوي وبقى بطل قدام الناس…. أنا ملحقتش حتى أشوفه مات قبل ما اتولد…. وظبط الموضوع مع البوليس وطلعه هو اللي قاتل وهو البرئ حامي الناس ومحارب الجرائم عشان كده كان لازم أخلصك منه ومفيش غير طريقة واحدة إني أثبت إنه يقدر يقتل بالشكل ده زي أبوه…. ما هو متخفي مش عايز يبين قوته قدام الناس عشان يعمل أي حاجة هو عايزها ومحدش يشك فيه
روح : يوسف مبيأذيش حد….. يوسف في حاله هو اه يبان وشه جامد وصعب بس يوسف مش كده
مازن : أيوة أيوة…. ما أبوه كان كده برده….. كان يعمل العملة ويعمل فيها برئ
روح : طيب وآسر ذنبه إيه؟
مازن : كان قريب منك….. أنا مش عايز حد قريب منك غيري
اقترب منها مازن ووضع يده على ذراعيها ونظر إليها نظرة تملك وقال : عايزك ليا أنا وبس….. أنا بحبك يا روح….. خليكي معايا متسيبينيش
روح : إنت عارف إني بحب يوسف
مازن : وهو مش بيحبك….. جربي تبقي معايا….. هحطك جوا عينيا
روح : مش هينفع….. أنا مش عايزة حد تاني
مازن في غضب : روح….. أنا غضبي وحش مش عايز أعمل حاجة تخليكي تخافي مني….. إنتي هتفضلي هنا لحد ما عدتك تخلص وبعدين نتجوز….. متخافيش أنا مش هعملك حاجة…. بس خليكي جنبي
نظرت له روح في رعب ولا تعرف كيف تهرب منه ثم انتبهت إلى صوت الرسائل على الهاتف وكادت أن تمسك هاتفها ولكن مسكه مازن قبلها وفتح الهاتف فوجد رسائل من إيمان تسألها عن مكانها حتى تأتي إليها فنظر لها في غضب وقذف الهاتف بالحائط فانكسر وسقط بالأرض وقال : مش عايز حد يعرف إنتي فين ولو حد جيه هنا مش هيخرج على رجله….. فاهمة
أماءت له روح بنعم وهي ترتعش من الخوف ولا تعرف كيف تهرب منه
يتبع….
رباب حسين
• تابع الفصل التالى ” رواية زواج تحت التجربة (حاجز الصمت) الجزء الثاني ” اضغط على اسم الرواية